العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الطاعة غير المبزوزة

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الطاعة غير المبزوزة
يقول د. عبد الله الدميجي:
"الطاعة دعامة من دعائم الحكم في الإسلام، وقاعدة من قواعد نظامه السياسي...وإن من أهم ما يميز نظام الإسلام عن غيره من النظم الأرضية التي وضعها البشر هو ذلك الوازع الديني في ضمير المؤمن فهو يستشعر عند قيام الإمام بواجبه أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب عليه الطاعة لهذا الإمام، فيؤنبه ضميره ويردعه وازعه الديني عن الإخلال بنظام الدولة أو التمرد والعصيان..وإن غابت عنه عين الرقيب والحارس لهذا النظام، لأنه يشعر بأن الرقيب حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم...وهذا ما لا وجود له في النظم الأرضية....
قال ابن كثير في تفسيره:
"وقال الصباح بن سوادة الكندي: سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب وهو يقول: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ } الآية
ثم قال: إلا أنها ليست على الوالي وحده، ولكنها على الوالي والمولى عليه، ألا أنبئكم بما لكم على الوالي من ذَلكم، وبما للوالي عليكم منه؟ إن لكم على الوالي من ذلكم أن يؤاخذكم بحقوق الله عليكم، وأن يأخذ لبعضكم من بعض، وأن يهديكم للتي هي أقوم ما استطاع، وإن عليكم من ذلك الطاعة غير المبزوزة ولا المستكرهة، ولا المخالف سرُّها علانيتها."([1])"([2])
يقول ابن دريد في جمهرة اللغة:
"بَز الشيءَ يَبُزُّه بَزّا، إذا اغتصبه. والمثل السائر: " مَن عزَّ بز " ، أي مَن قَهَرَ سَلب. وبَز ثوبَه عنه إذا نَزَعَه. والبَزُّ: السلاح، يدخل فيه الدرع والمِغْفَر والسيف. قال الشاعر في السَّيف:
ولا بِكَهام بَزُّه عن عدوّه ... إذا هو لاقى حاسِراً أو مقَنَعا
وقال الآخر في الدرع - هو قيس بن خُويلد الهُذلي المعروف بابن عَيْزارة الهذلي:
سَرَى ثابت بَزّي ذميماً ولم أكن ... سللتُ عليه شل مني الأصابعُ
فيا حسرتا إذ لم أقاتل ولم أرَعْ ... من القوم حتى شُدَّ مني الأشاجعُ
فَوَيلُ أمِّ بَزٍّ جَرَ شَعْل على الحَصَى ... ووقِّرَ بَزٌّ ما هنالك ضائعُ
وقوله:
فويل أمِّ بَزّ: كأنه تلهَّفَ على سلاحه إذ سلبه شَعْل لما أسره،
ثم قال:
ووُقِّر بز ما هنالك ضائع: أي أكْرِمْ بذلك البَزّ.
وما: لَغْو.
وشَعْل: لقب تأبّطَ شرًّا.
وكان قائل هذين البيتين أسره تأبّطَ شرُّاً وسلبه سلاحَه ودرعَه، وكان تأبّط شرّاً قصيراً فلما لبس الدرع طالت عليه فسحبها على الحصى وكذلك السيف لما تقلده طال عليه فسحبه؛ وهذا يعني السلاحُ كلَّه."([3])

([1]) تفسير ابن كثير - (ج 5 / ص 437)

([2]) الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة ص375

([3]) جمهرة اللغة - ( )
 
أعلى