العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

العلامة المرابط الحاج أشهر علماء موريتانيا وأشدهم ورعا وزهدا بلا منازع رحمه الله

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
السلام عليكم و رحمه الله وبركاته
ننعى إلى إدارة الملتقى الفقهي وأعضائه وكل ما يضم من أهل العلم وطلابه والمهتمين به العالم الورع الذي توفي يوم السابع عشر من هذا الشهر عن عمر جاز مائة عام والخلاف في الزيادة عليها وقد كان حسب معرفتي الشخصية وما أسمعه من الناس من أحرص الناس على العلم والعمل وأعطف الناس على طلبة العلم لا يرد أحدا يريد القراءة عليه في أي وقت وقد كان لا ينام إلا قليلا من الليل والنهار أما الليل فيقطع أكثره بتلاوة القرآن في الصلاة وأما النهار فكان الطلبة يزدحمون عليه ولا يذوق من النوم إلا ما كان يزوره لماما وسرعان ما ينتبه فيطلب من الطلاب المواصلة بل إن بعضهم لشدة حرصه ينبه الشيخ وأحيانا يقرصه في ساقه لينتبه!
ومن المعروف عنه عزوفه عن الدنيا وذلك من الأمور المتواترة وخاصة في بلاد شنقيط ولم يكن لمحظرته من يقوم بها سواه على أن الطلاب من الكثرة بحيث أخبرني والدي أن في بعض الأزمنة تكون جميع ابواب مختصر خليل مكتوبة في الألواح فما بالكم بطلاب الفنون الأخرى حيث طلاب الألفية كثر وطلاب القرآن أكثر حيث معروف عنه المعرفة بتلك العلوم بما لا مثال له في تلك البلاد حتى إنه من المعروف أن الطالب إذا جاء لتصحيح درسه اليومي من القرآن في طور ما بعد كتابة الرسم المسمى بالسلكة فإن المرابط الحاج رحمه الله يملي عليه من شواهد المتشابه والرسم ما يملأ الفراغات في لوحه وقد كان عندما يكتب أحدهم التفسير يفسر القرآن له ويوصله إلى الأفهام بطريقة تعود عليها فصارت محفوظة في ذاكرته مستحضرا للتفسير لا يرجع إلى الكتاب إلا في النادر ومع هذا كان مواظبا على النوافل وكان لا يترك صلاة الضحى والتسبيح ولم يكن يغفل عن الأمور الأخرى مثل الاعتناء بالضيافة والترحيب بهم مهما كانوا وكان عندما يأتون يسأل عن ابنه الطاهر فإن قيل له إنه موجود يعرف أنه سيقوم بكل ما يلزم وإلا أشرف هو على ذلك وحيث إن المحظرة كما قدمت ليس لها مخصصات من أي جهة أخرى حسب علمي فإن الطلاب الذين لم يقوموا بشؤونهم يكونون على نفقة المرابط
وقد كان يسد باب الجدال الذي يفهم من صاحبه أنه لا يريد الاستفادة ولما يريد منه البعض الخروج عن المشهور أو يجادله بنحو ذلك يقول له إني لا أعرف إلا المختصر والرسالة يقول ذلك تواضعا وقطعا للجدال في نفس الوقت ومرة جاءه أحدهم يريد نقاشه وقد كان إذ ذاك معتزلا يصلي وإذ أخبره لم يزد على أن قال إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ثم أحرم
وقد كان المرابط الحاج رحمه الله من أشد الناس إنكارا للبدع فلم يكن أحد يجرؤ على الابتداع بحيث يراه المرابط او يسمعه
وقد حاول بعض أصحاب الطرق المنحرفة زرع طريقته في بعض بني عمومته وأقربائه ولكن المرابط تصدى له بالإنكار فذهب خائبا
ولما علم آخر أن المرابط لن يقر بدعه لجأ إلى أن يصيح في حضرته مخبرا الناس أن الحاج ضال مضل لكن لسان ذلك الشخص زل فنطق باسم شيخه هو أنه ضال فقال المرابط الحاج عند ذاك أنطقك الله الذي أنطق كل شيء
لم يكن يؤلف من الكتب إلا ما رأى الحاجة إليه ملحة بل جل كتبه أو كلها كانت بناء على طلب أحد طلابه
ومن كتبه: تنوير الحوالك شرح على ألفية ابن مالك ودليل الطلاب على ما قصدوا من ظاهر الإعراب شرح الآجرومية وشرح نظم ابن بري وشرح المقصور والممدود لابن مالك وشرح قصيدة بانت سعاد
وقد كان أكثر ما يدعو به لمن طلب منه الدعاء العافيه في الدنيا والاخره والعلم النافع
وقد تخرج من محظرته علماء صارت لهم محاظر يدرسون فيها العلوم وقد كانت ميزة الزهد والورع مما يعرف بها من تتلمذوا على يديه حيث إن الشيخ كان يعطي الطلاب مضادا حيويا لحب الظهور واقتناص الدنيا بالعلم فكان طالب العلم للدنيا حسب ما يظهر لنا لا يستقر هناك على تلك الصفة إما انصرف أو صلح
واستطاع كثير من طلابه بعد مغادرة المحظرة نشر العلم خارج موريتانيا ومنهم كثير جاءوا من بلاد بعيدة ورجعوا بعلم كثير مع حظ وفير من الأخلاق والسلوك
ولا يمكنني الآن كتابة كل ما علق بذهني من مآثر هذا العالم واستفادة الناس منه شرقا وغربا ومن مدحوه حيا أو رثوه ميتا ولكن هذه إشارة في عجالة
رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه وأخلفنا علماء يسيرون على نهجه
اللهم آمين وصلى الله وسلم على البشير النذير وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
 
إنضم
16 سبتمبر 2011
المشاركات
145
الكنية
أبو يوسف
التخصص
علمي
المدينة
الجزائر الوسطى
المذهب الفقهي
مالكي
رد: العلامة المرابط الحاج أشهر علماء موريتانيا وأشدهم ورعا وزهدا بلا منازع رحمه الله

إنا لله و إنا إليه راجعون
 
أعلى