الغناء الهادف بين الجحود والتطرف

[د. مختار بن طيب قوادري]

خذ على سبيل المثال أغنية كن أنت ل "حمود الخضر" على اليوتيوب under anta فهو نموذج لصاحب الطرب الهادف الذي يروي ظمأ الشاب تحديدا دون أن ينزل إلى سفاسف الأمور مما راج في عصر عولمة الرذيلة ولا وجه للمقارنة بين أن يتبع شاب ليحصل منه رسالة هادفة وبين من يستمع للأغاني الغربية.

لا يهمني أن تحكم علي؛ متظاهرا بالزهد، بالفسق لأنني أستمع إلى الموسيقى المصاحبة للغناء، فأنصحك أن تقرأ طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي وتتصور كيف أثر جمال طبيعة الأندلس في حدة طبع ابن حزم وهو من هو في أتباعه للحق وعدم سكوته على الباطل، ولك أن تتذكر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم و آله وصحبه وسلم مخاطبا المهاجرين من سكان مكة المكرمة في حق الأنصار من سكان يثرب بأنهم أناس غزل فإذا قدمتم عليهم فأنشدوا أتيناكم أتيناكم... الغناء كلام حميده محمود وذميمه مذموم، والموسيقى مذمومة من حيث ما يرافقها من مجون أو اختلاط بين الرجال والنساء في بعض الأعراس والحفلات وليست مذمومة في حد ذاتها من حيث هي في تصوري الخاص الذي يحتمل الخطأ والصواب. فالفتوى تقدر مكانا وزمنا وحاليا ومآلا فلا نتذرع بفتوى أزمنة الصلاح وخصوصا القرون الهجرية الثلاثة. وحتى في عهدها البيئة الحجاز غير بيئة بغداد والشام. اعلم يا هذا هداني الله وإياك للحق بأني وإياك نوقع عن رب العالمين فلا نقفو ما ليس لنا به علم. الله تعالى سكت عن أشياء في محكم التنزيل رحمة بنا زليس نسيان فافقه حكمة الباري. أيا كان الحال يمكنك تجنبها تورعا، لا فقها، دون أن تفرض رأيك على الناس وتستمتع بإيقاع وترددات الطبيعة في خرير المياة وزقزقة العصافير. صباحكم سعيد معطر بماء الورد والياسمين والرياحين.

 

[د. مختار بن طيب قوادري]

الموقع عن رب العالمين قد يأخذ نفسه بالعزائم، وأما عامة الناس يجب أن يعاملهم بالرخص تسيرا عليهم.