العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الفقه الإسلامي ومراحل تطوره وموقف الإسلاميين منه!" محاضرة ألقيت في المنتدى الثقافي الذي تقيمه أمانة معاذ الخيرية-برمنجهام- بريطانيا

إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي

الفقه الإسلامي ومراحل تطوره وموقف الإسلاميين منه!

محاضرة ألقيت في المنتدى الثقافي الذي تقيمه الإدارة الثقافية في أمانة معاذ الخيرية ببرمنجهام مساء يوم الأحد 11/5/1430هـ الموافق 4/5/ 2009م ألقاها الأستاذ يحيى محمد صالح رسام وابتدر النقاش الدكتور عثمان بن شوشان من الكلية الأوروبية...*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله المعلم الأمين ،أما بعد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أيها الأخوة الكرام حياكم الله ، ويسعدني أن أقف أمامكم لنتحدث اليوم حول هذا الموضوع الهام ( الفقه الإسلامي ومراحل تطوره وموقف الإسلاميين منه ) ..

ويجدر بي قبل الدخول في الموضوع أن أشير إلى المبررات التي دعتني إلى اختياره ليكون موضوع هذه الندوة لهذا المنتدى الطيب المبارك ، والذي تحضره عادة نخبة ممتازة من أبناء الجالية في هذه المدينة فأقول : لعلكم تعلمون كما يعلم الكثيرون في هذا العالم الجهود الطيبة المباركة والخيرة التي قامت بها الحركة الإسلامية خلال العقود الماضية في تنوير الأمة بأهمية وضرورة العودة إلى دينها ، مصدر عزتها ، وإلى وحدتها أساس قوتها ، وكيف أنها بجهود مقدرة عملت على إعادة فهم الأمة السليم لدينها بشموله ومناهجه للحياة، وكيف أنها استطاعت بث روح الوحدة بين أفرادها ومجتمعاتها ،ولكن لعل ما لا يعرفة الكثيرون كذلك ، هو الدور الرائع والمقدر لهؤلاء الإسلاميين في موضوع الفقه الإسلامي ، وتوحيد فهم الناس ، وتصوراتهم وإشاعة روح الألفة والمحبة ،وإخراج الأمة من متاهات التعصب المذهبي ، ونبذ التقليد الذي كان كما سنرى سببا في تفرق الأمة ، وتفتت وحدتها ، وإضعاف قوتها ، مما جعلها لقمة سائغة لأعدائها ، والدعوة إلى العودة للأخذ من مصادر الإسلام المعتمدة كما سنرى ،فكان لابد من طرح الموضوع للحوار، والنقاش في مثل هذه النخبة المتيمزة من أبناء الجالية ، وهو من باب الإعلام على خطوتين كما هو معروف في علوم الإتصال الحديثة ، هذا من ناحية..

ومن ناحية ثانية ،علاقتي بالموضوع والتي تمتد إلى أعوام مديدة من حياتي ،ولعلها تعود للأيام الأولى لاتصالي بهؤلاء الإسلاميين الطيبين ، فأنا ما زلت أتذكر حادثة طريفة حدثت معي ومجموعة من الشباب يومها - بعضهم اليوم من قيادات الحركة الإسلامية في اليمن- مما له علاقة بموضوع حديثنا اليوم ..حيث كنا في عصر يوم من أيام رمضان أوآئل السبعينات في نزهة خارج صنعاء في سيارة أستاذي الكبير وأحد مؤسسي الحركة في اليمن محمد الخميسي حفظه الله ، وكان معنا القاضي العلامة أحمد بن أحمد سلامة – رحمه الله - خطيب الجامع الكبير بصنعاء، ومؤلف منهج القفة للمدارس الإعدادية والثانوية مع غيره من علماء اليمن في أسلوب متميزفريد ، سنشير إليه فيما بعد ، كما كان من العلماء القليلين الذين انظموا للحركة ! والقاضي - المرحوم بإذن الله- كما هو معروف لدى اليمنيين من أبناء مدينة ذمار، أحد المدن اليمنية المعروفة بزيديتها أو هادويتها – نسبة للمذهب الزيدي والهادوي- ولكنه كان معروفا كذلك بتمسكه بالسنة النبوية ، فوجدناها فرصة -نحن الشباب في تللك النزهة- لنسأله عن سبب هذا التحول ،وهو الذي نشأ وترعرع في ربوع مدينة ذمار، ودرس في مساجدها وعلى أيدي علمائها ! فقال : لقد كان يقال لنا بأننا زيديون ..! وفي يوم من الأيام ونحن في حلقة الدرس ونقرأ في مسند الإمام زيد رضي الله عنه ، فلما وصل الشيخ إلى مسألة قال : ومذهبنا خلاف ذلك ! فتعجبنا ..ولكني سألته : ألم تقولوا يا شيخنا أو قال يا سيدي أننا على مذهب الإمام زيد ؟ ! فكيف مذهبنا هنا على خلاف ذلك !! فأجاب قائلا : نعم يابني نحن زيدية ولكن فقط في الأصول الخمسة : العدل ، التوحيد ، والوعد والوعيد ، ..وذكر البقية وهي أصول المعتزلة .. وإلا فنحن في الفقه أحناف وهادوية أي على مذهب الإمام الهادي عليه السلام .. يقول القاضي أحمد سلامة رحمه الله : فكان ذلك جوابا كافيا بالنسبة لطالب صغير السن مثلي ..وواصلنا الدرس ..وماهي إلا فترة حتى وصلنا مرة أخرى إلى مسألة – ونحن نقرأ في أحد كتب الإمام الهادي فإذا بالشيخ يقول :ومذهبنا خلاف ذلك ..! وهنا وجهت له نفس السؤال :ألم تقولوا ياشيخ أننا على مذهب الإمام الهادي عليه السلام فكيف المذهب خلاف ذلك في هذه المسألة ..وأجاب الشيخ قائلأ وقد بدا عليع شيء من الإمتعاض: نعم يابني ولكننا على الإجتهاد الأخيرله، والذي دونه في آخر كتبه - وذكر إسم الكتاب ولعله العمدة في الأحكام ..وقد كان الجواب مقنعا حينها ..ومضت الدروس تتوالى ..حتى وصلنا للكتاب المذكور ..وفي يوم وصلنا إلى مسألة فإذا بالشيخ يقول : ومذهبنا خلاف ذلك ! فتعجبت وسألت بنفس الأسلوب المعتاد والمؤدب : وكيف يكون مذهبنا خلاف ذلك ونحن في كتاب الإمام الذي يحوي آخر اجتهاداته ! فإذا بالشيخ يجيب - وقد بدا عليه التذمرهذه المرة قائلا وباللهجة العامية : آتقرا – بمد الهمزة وكسرالتاء وسكون القاف - بغير نخداد – بكسر النون وسكون الخا - وإلا رحت – بكسر الراء - لك !!ومعناه إما أن تقرأ معنا دون زيادة أسألة وبحث !! وإلا فيسعك أن تنصرف عن حلقتنا وتعتزلنا .! وقد كان هذا ما حدث ! إذ أنني قلت له وبنفس اللهجة : ما نا – أما أنا - ما شقرأ إلا بنخداد – سوف لا أقرأ إلا ببحث وسؤال - حتى أعرف الحق ..!

وهكذا كان هذا الحوار آخر عهدي بهذ الحلقة ، التي كنت أحبها ، وحريص على الاستمرار فيها : ولكن لم يعد يسعني إلا أن أعتزلهم ، كما اعتزل واصل بن عطا حلقة الحسن البصري مع فارق القياس بطبيعة الحال .. لأنني كنت صغير السن قليل العلم ، كما ان نهايتي كانت عكس نهايته ..ذلك أنني بداية بقيت أياما في هم وغم ، فقد كنت متعودا على حضور حلقتي كل يوم ..والأن ماذا أفعل ..لم يعجبني أن أخرج للشوارع فانا طالب علم ..وبعدما ضاقت بي الدنيا لعدة أيام! تذكرت أن حلقة أخرى كانت منزوية في أحد أركان المسجد الجامع..كانت صغيرة مقارنة بحلقة شيخنا المذكور ،كما أننا كنا نتناولها بالتعليقات الممزوجة بنوع من السخرية ، لأنها لا تسير على نفس الأسلوب ، ولا تدرس نفس الكتب ..
فقلت لنفسي ذات يوم : الرأي أن ألتحق بها خير من البقاء هكذا أضيع عمري في غير فائدة ..وفي اليوم التالي توجهت للحلقة والخجل باد على وجهي ،ويبدو أن قصتي مع شيخي كان خبرها قد سبقني إلى شيخها وطلابه- ولعل القاضي ذكر أنه السيد العلامة لطف بن زيد الديلمي والد الشيخ الدكتور والعالم الرباني عبد الوهاب بن لطف اليلمي وزير العدل اليمني السابق عن التجمع اليمني للإصلاح – وواصل القاضي أحمد كلامه : فلما جئتهم استقبلوني استقبالا حسنا أزاح عني الوحشة والتوتروالخجل الذي كان يكتنفني ، فكان أسلوبهم – جزاهم الله خيرا - ذاك سببا في أنني اندمجت فيها ، وتأقلمت مع أسلوبها بسرعة ..وما هي إلا أيام حتى علمت أن الله قد اختار لي ما هوخير لي في ديني ودنياي !! إذ كان الشيخ يدرس فيها كتب السنة وعلى رأسها صحيح الإمام البخاري ، فأزداد فرحي وحمدت ربي إذ وجدت العلم الحقيقي ، ومن يومها عاهدت ربي أن لا أقبل شيء في أمور ديني حتى تطمأن نفسي ،وإن أدى ذلك إلى حدوث خصومات بيني وبين أقرب الناس لي .. وهكذا حدث التحول ياأولادي والحمد لله ...وهنا سأله أحد الشباب مداعبا :يبدو يا شيخ أن هذا الطبع عندكم هو وراء مهاجمتك الدائمة للحكومة في خطبكم ؟ فقال وقد أفتر ثغره عن ابتسامة لطيفة : والله لو يعرف ما بين افعل- يقصد الرئيس الحمدي – ضده أحيانا لتمنى لوأستطاع أن يفرمني فرما!! ...وهنا ضحك الأخوة حتى بدت نواجذهم ..وكان أحد الأخوة قد قال فيما بعد ونحن نقص حكاية القاضي التي سمعناها :أهل ذمار فيهم جارودية متشددين يقرأ أحدهم قول الله :( ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم ...) فيقول : ومذهبنا خلاف ذلك !! هذه الحادثة مع ما فيها من طرافة إلا أنها تدل على مدى ما أحدثه التعصب في حياة الأمة ..
وهناك قصص مماثلة ،وقد تكون أشد قتامة ،حدثت في أماكن أخرى أقصد خارج اليمن ، وكان تأثيرها أشد ،وخطورتها أفدح في واقع الأمة ، قد نتعرض لها في سياق الحديث...

كما أني كتبت بحثا منذ ما يزيد على ثلاثين عاما حول الحركات التجديدية في حياة الأمة الإسلامية وأنا في السنة الثانية بكلية الأداب بجامعة الرياض ، والتي طبعته –باعتباره البحث الفائز في مسابقة البحوث في تلك السنة - ووزعته على طلابها ، وعندي نسخ منه ،وأثبت فيه وجود مجددين في حياة الأمة على مدار تاريخها ، وإن كان وجودهم في أماكن شتى من هذه الأمة ،كما كانت نواحي تجديدهم تختلف في المجالات الكثيرة في ميادين العلوم الإسلامية كالعقيدة والحديث والفقه والتفسير والتزكية، كما كانت في ميادين الحياة الأخرى كالحكم والسياسة والقضاء ..

ومع ذلك فقد رجعت إلى بعض المصادر، ولعل أهمها كتب بعض أشهر الفقهاء المعاصرين ومنهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي المصري ، والدكتورعبد الكريم زيدان العراقي ، والشيخ فيصل مولوي اللبناني وكان اعتمادي عليه، فضلا عن رسائل الإمام حسن البنا ، وفقه السنة للسيد سابق وغيرها وقد اقتصرت على ذكر كتاب فقه السنة لحكمة ستدركوها عما قليل ..

وأخيرا فقد رأيت نوعا من الجمود في ساحتنا الثقافية ، وهو ما أشار إليه أخي الشيخ الحبرفي تقديمه ، عندما أشارإلى أن هذا المنتدى يعود بعد انقطاع دام شهورا ،ولو قال دهورا لما تعدى الصواب ،فأردت تحريك المياه الراكدة ، ولو لم أكن من أهل الإختصاص، ولكني أحد الذين يحبون القراءة ، فقلت لنفسي لعل فيما أقوم به سببا لإثارة الحوار والنقاش ..

الفقه الإسلامي مراحل تطوره وموقف الإسلاميين منه ..هذا العنوان يحتاج منا إلى نوع من التفكيك أو التحليل لعناصره ...الفقه في اللغة هو الفهم ،والفهم الدقيق للأقوال والأعمال ، وفي الإصطلاح عرف بكثير من التعاريف ، يمكن اختيار أبسطها وأيسرها ،فلسنا في درس لمختصين فنقول ما عرفه به البعض من أنه : معرفة حكم كل عمل أوقول للإنسان ، من الحل أو الحرمة أو الوجوب أو الندب أو الكراهة ، أو هو: البحث لكل عمل عن حكمه من المصادر الشرعية.. أو هو العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية ..ولا بأس من تعريف مختصر لعلم أصول الفقه لأنه كثيرا ما يحدث لبس لدى بعض المثقفين حولهما ، وأخصر تعريف لعلم أصول الفقه أنه : معرفة القواعد التي يتوصل بها الفقيه للحكم من الدليل ..
أما مصادر التشريع أو الأدلة فهي : الكتاب والسنة ، وهذه لا خلاف عليها بين المسلمين ، ثم الإجماع والقياس وهناك شبه إجماع عليهما ، ثم الإستحسان ، والمصالح المرسلة ، والعرف والعادات ، ثم الإجماع السكوتي ، وعمل أهل المدينة ، وقول الشيخين ، ثم الإستصحاب ، وقول الصحابي ..
كما أن الأحكام الشرعية نوعان : الأول القطعي : وهو ما دل عليه الكتاب والسنة دلالة قطعية ، مثل وجوب الصلاة والصوم والزكاة... ومثل تحريم الربا والخمر والزنا ..وغيرها مما يعرف بالمعلوم من الدين بالضرورة ، ولا خلاف عليها بين المسلمين ..
الثاني الظني : ووهو نوعان : 1- ما دل عليه الكتاب والسنة دلالة ظنية ، ويمثلون لها بمقدار ما يمسح من الرأس عند الوضو ، كامل عند بعضهم مالك وأحمد ،وبعضه عند الباقين ..لأن اباء في قوله تعالى ( وامسحوا برؤسكم ) تحتمل أكثر من معنى أو مسافة السفر التي يببح الفطر للصائم وقصر الصلاة ..فهي 4 برد – بضم الباوالراءعند الثلاثة مالك والشافعي والحنابلة وتساوي 89 كم لحديث البخاري أن "ابن عباس وابن عمر كان يفطران ويقصران في أربعة برد "بينما المسافة تقدر عند الأحناف بمسيرة ثلاثة أيام وهو ما يساوي " 82-85كم لحديث البخاري " لا يحل لأمرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تسافر مسيرة ثلاثة أيام إلا ومعها ذومحرم " والدلالة ظنية في كلا المثالين..ومن أمثلة النوع الثاني زوجة المفقود لا يعرف هل هو حي أم ميت ، والاجتهاد الحنفي والشافعي يقضي عليها أن تنتظر حتى يموت جميع أقرانه في بلده فيغلب على الظن موته وحينئذ يحكم القاضي بانحلال عقد الزواج ويباح لها أن تتزوج بغيره ، والدليل على ذلك أن الزوج كان حيا فالأصل استمرار حياته حتى يثبت موته وهو دليل اجتهادي ظني ..وهذا من أغرب الاجتهادات ..أم الاجتهاد الأخر فقد قضى بانحلال عقد الزواج بين المفقود وزوجته بناء على طلبها بعد مضي أربع سنوات على فقدانه في حالة السلم ، وسنة واحدة في حالة الحرب والدليل على ذلك مراعاة مصلحة الزوجة ومنع الضرر عنها ومنع المفاسد التي قد تترتب على بقاءها معلقة ..

وأما مراحل التطورالتي مر بها الفقه اللإسلامي فقد قسمها بعضهم إلى أربع مراحل هي باختصارشديد :
المرحلة الأولى : في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، والمرحلة الثانية من وفاته إلى إلى وفاة الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم ، والمرحلة الثالثة من وفاتهم وحتى نهاية الخلافة العثمانية ، والمرحلة الرابعة : من سقوط الخلافة العثمانية وحتى عصرنا ..

وفي المرحلة الأولى : في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان المسلمون يرجعون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في معرفة حكم الشرع في أي مسألة أوعمل أوقول ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يعلمهم الحكم الشرعي ، سواء بالنص القرآني أو بسنته العملية أو القولية أو يقرهم على أي عمل أو قول ، وقد كان يعرض لبعضهم أفرادا أوجماعات قضايا وهم بعيدون عنه عليه الصلاة والسلام ، فيجتهدون فإذا عادوا إليه سألوه عما فعلوا، فإما أن يقرهم على اجتهادهم أو يصحح خطئهم ،ويضربون المثل بحديث عمارالمشهور والذي خلاصته أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله لحاجة ، فأجنب فلما أصبح لم يجد الماء فتمرغ في التراب كما تتمرغ الدابة !! فقال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال له مصححا: إنما كان يكفيك أن تقول بيدك هكذا وهكذا وعلمه صفة التيمم المعروفة..
كما يضربون المثل للإجتهاد الجماعي أي للصحابة عندما يكونون بعيدين عن النبي صلى الله عليه وسلم فتعرض لهم قضايا فيجتهدون ، بحديث من كان يؤمن بالله وليوم الأخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة ، فصلى بعضهم في الطريق لإجتهادهم أنه إنما أراد الإستعجال ، وصلى الأخرون في بني قريظة لأنهم إتبعو منطوق الحديث ، ولما عادوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على الطرفين أي أنه أقر إجتهادهم جميعا ...

المرحلة الثانية : من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وفاة الإئمة الأربعة ، وبعضهم يحصرها بعهد الخلفاء الراشدين الأربعة ، ولكن الواقع يقول بتشابه الفترة كلها ، إذ أنه في عهد الخلفاء الراشدين بدأت الفتوحات ،واتسعت حاجة الصحابة للإجتهاد لسببين: 1- إنفتاح الإسلام على شعوب وأمم أخرى ، فتعرضوا لقضايا جديدة لم تقع أيام رسول صلى الله عليه وسلم ، ولم ينزل فيها وحي ، ولابد من معرفة الحكم الشرعي فيها ...
2- كان الصحابة قد تفرقوا في البلاد ، ولم يعرف كل واحد منهم كل السنة ، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كلاما ، أو يقوم بأفعال في حضرة بعض الصحابة وغياب البعض الأخر، كما أن السنة لم تكن قد جمعت كما جمع القرآن ، فكان ذلك يدفع الصحابة للإجتهاد في مسائل لم يبلغهم فيها شيء ، وإن كان بعضهم يروي فيها شيئا عن رسول صلى الله عليه وسلم ، كما أنه كان في الصحابة فقهاء من أمثال سيدنا عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر،والأمر كذلك في عهد التابعين ، كما كان في التابعين فقهاء كذلك من أمثال : عطاء والحسن البصري والإمام النخعي والشعبي وغيرهم ...فكان يرجع إليهم كثيرا من الصحابة والتابعين ...
مدرستان في الفقه :
ومع التوسع في الفتوح ، وتباعد الصحابة في البلدان المفتوحة فقد وجدت مدرستان مختلفتان في تناول الفقه.
1- مدرسة الأثر أو الحديث في الحجاز : وقد سميت بذلك لاعتماد أصحابها على رواية الحديث ، وعمل أهل المدينة (عاصمة الحجاز). كما أن مشاكل المجتمع لم تتغير كثيرا لتحتاج إلى اجتهاد..
2- مدرسة الرأي في الكوفة : وقد سميت بذلك لكثرة إستعمال الرأي في التعرف على الأحكام الشرعية ، وذلك لقلة إنتشار الحديث بسبب قلة الصحابة، وظهور قضايا جديدة في مجتمع جديد.

ومع مرور الأيام فقد ضاقت مساحة الإختلاف بين المدرستين خصوصا بعدما دونت الأحاديث ، حيث بذل العلماء جهودا في جمعها ، وبيان الصحيح من الضعيف من الموضوع ، فلم تعد الحاجة للرأي كبيرة ، إلا إذا لم يوجد نص في المسألة ، أما الإجتهاد في حدود النصوص نفسها فقد ظل موجودا في كلا المدرستين حتى الوقت الحاضر، كما يقول ذلك الشيخ فيصل مولوي حفظه الله والذي استقتينا منه هذا التقسيم.
وفي هذه المرحلة والتي امتدت حتى أوآئل القرن الثالث تضخم الفقه ، وأصبح علما مستقلا ، وظهرفيها علماء كبار، أشهرهم الإئمة الأربعة.. لكن يواجهنا هنا سؤال خلاصته..
لماذا انتشرت أراء واختهادات الفقها الأربعة دون غيرهم ؟ ويعلل ذلك الشيخ فيصل مولوي بأن سبب إنتشارها يعود لوجود تلاميذ أوفياء جمعوا أراءهم ، ورتبوها ، وشرحوها ، وأختصروها ، وقدموها سهلة للمسلمين، فوجد فيها المسلمون ما يعينهم على فهم الأحكام الشرعية مرتبة ومنسقة، كما درست في المساجد ، وهكذا تأصلت في حياة المسلمين ، واستغنوا عن الرجوع إلى غيرها من كتب التفسير والحديث لمعرفة الحكم الشرعي.

3- المرحلة الثالثة: من وفاة الإئمة الأربعة وحتى سقود الخلافة العثمانية.
لقد تميزت هذه الفتره الطويلة بميزات يمكن تلخيصها فيما يأتي :
* في هذه المرحلة كان المسلمون قد تلقوا المذاهب الأربعة بالقبول ، وراجت بينهم ، وأصبحت العمود الفقري للفقه الإسلامي.
*فبدأ العلماء يدرسونها ويدرسونها حتى توسع الفقه، كما أنتقل من معالجة الواقع إلى معالجة أو وضع الحلول للإفتراضات ، وهي المسائل التي اشتهرت – بأرأيت لو أن كذا وكذا وقع ...كما أطلق على أصحابها بالأرأيتيين ..إنه نوع من الترف الفكري إن صح التعبير ..
* كما كثرت المناظرات والتعصب المذهبي، الذي جعل أصحاب المذاهب يعتبرونها كأنها الإسلام ..
ونتيجة لذلك فقد جاءت مرحلة أفتى فيها علماء المذاهب بإقفال باب الإجتهاد ! بحجة أن لا يتصدى له من ليس له أهلا ،ويوجد من العامة من يقتدي بهم ،فتقع الأمة في فوضاء كبيرة فيهدم ما بناه الإئمة الكبار ..!
* وبدأت مرحلة التقليد ..حيث توجهت جهود العلماء للإستدلال على أراء المذاهب ، وإلى الإجتهاد ظمن المذهب الواحد ، والترجيح بين الأقوال المختلفة داخل المذهب الواحد ،وأصبح الفقه يدور حول نفسه ، فيشرح الفقيه كتاب الإمام شرحا مفصلا في مجلدات .. ثم يأتي من يختصره في صورة متون ..ثم يأتي بعده من يشرح ما غمض في المتون في حواش ! وهنا ينبري من يشرحها شرحا مفصلا ..
* وهكذا جمد الفقه عن معالجة الواقع وازداد التعصب ، ويحكى في هذا الباب حكايات كثيرة وغريبة من مثل : وجود فتاوى تحرم الإنتقال من مذهب إلى آخر ، ومثل عدم جواز المرأة من رجل من المذهب المخالف ، حيث يذكرون أن سائلا سأل : هل يجوز زواج المسلمة من النصراني!؟ فإذا بالفتوى تأتي أغرب من السؤال!! لا يجوز زواج المسلمة باليهودي ولا بالنصراني ولا بالحنبلي أو قال بالحنفي !! وفي اليمن يروى أن كتابيا أسلم فجيء به إلى الإمام أحمد حميد الدين .. فلما سأله وفي أي مذهب أنت الآن ؟ فلما قيل له أن الرجل اختار مذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي – حيث أسلم في تعز وأهلها على هذا المذهب ،كما كانت تعز عاصمة للإمام أحمد ..فقال الإمام باللهجة الصنعانية : مابشي !هو انتقل من تيه الزوة إلى تيه الزوة – أي أنه لا فرق حيث انتقل من هذه الزاوية – اليهودية أو النصرانية إلى هذه الزاوية - المذهب الشافعي!!

ولاشك أن هذا الوضع المزري الذي وصلت إليه الأمة في أطرافها المختلفة ، هو الذي أدى إلى تشرذمها ، وتفرقها ، مما أدى إلى ضعفها وهزالها ، فغدت لقمة سائغة لأعدائها فتناهبوها وقسموها ..ابتداء من التتار والمغول ، والذين كان الرافضة عيونا لهم بعدما عملوا على قتل الخلفاء الضعفاء والذين كانوا لهم وزراء ومستشارين ، ثم أقاموا دولا خارج إطار الخلافة ابتداء من بغداد ثم بلاد الشام فمصر وبلاد المغرب العربي ..

* وأخيرا فمع أن الفقه تضخم في الفرعيات ، ومسائل العبادات ..فقد ظل ضامرا في المسائل الأخرى كالمعاملات والسياسة الشرعية ..وانتهى الحال بالأمة إلى ما سبق الإشارة إليه من ضعف وهوان .. وظل الأمر كذلك حتى بدأ الغزو الحضاري في صورته الغربية الجديدة في نهاية القرن التاسع عشر ، فوجد الغزو نفوسا منهزمة فقبلت الكثير من الأفكار المخالفة للشريعة ، وإن كان قد أطلق عليها أسماء إسلامية ، بل وصل الأمر بمشيخة الإسلام في استنابول بأن تفتي بجواز إعطاء الربا للأيتام ، كما تبرر إصدار قوانين خاصة تعطي الأنثى كالذكر في الميراث ، بل تطورت الأمور في فترات متأخرة إلى يأتي من يفتي بعدم جواز تعدد الزوجات وجواز تعدد الخليلات ..!! بل لقد أصدر الرئيس التونسي السابق قرارا بعدم الصيام بحجة أنه يعطل الإنتاج !!؟ الأمر الذي دعا بعض علماء الإسلام مثل الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله إلى دعوته للرجوع عن قراراته تلك ،وإلا فإنه يعتبر بها خارجا عن ملة الإسلام وجماعة المسلمين ..

* ومع أن حال الأمة كان قد وصل إلى ذلك الحد خلال تلك العصور ، إلا أن ذلك لا يعني أنه لم يوجد في تاريخها الطويل علماء كبار، ومجددون عظام دعوها إلى نبذ التقليد ، وعدم التعصب ،وعملوا على تجديد أمور دينها كما جاء في الحديث : (أن الله يبعث لهذ الأمة على رأس كل قرن من يجدد لها أمر دينها )، ولعل من أشهرهم بعد عمربن عبد العزيز والإئمة الأربعة ، العز بن عبدالسلام ، وابن الجوزي ، والشاطبي ، وابن تيمية ، وتلامذته من أمثال ابن القيم وبن كثير وبن رجب وبن حجر والنووي ، ثم ابن عبد الوهاب والصنعاني والجلال والشوكاني وأخيرا محمد عبده ورشيد رضا – مع بعض الملحوظات - وولي الله الدهلوي ، وعرفان الشهيد بالهند ومحمد إلياس وابنه ، حتى لقد وجدت في بعض أركان الدنيا دولا إسلامية .. إلا أن هذ الأمة الكبيرة المترامية الأطراف قد ظل ذلك هو السمت العام لها ..حتى أنتهى الأمر بسقوط دولة الخلافة الإسلامية العثمانية في نهاية الربع الأول من القرن العشرين ، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة من مراحل تطور الفقه الإسلامي ..


المرحلة الرابعة : من سقوط الخلافة العثمانية وحتى يومنا الحاضر وموقف الإسلاميين..لعل من التقديرات الإلهية انه في الوقت الذي يعلن فيه خصوم الإسلام سقوط آخر خلافة إسلامية على ضعفها ، وهوآنها ، إلا أنها ظلت تمثل رمزا لاجتماع المسلمين ، وأنهم أمة واحدة ، وهو أمر له دلالاته الكثيرة ليس فقط في حياتهم ،وإنما على المستوى العالمي ..إلا أن إرادة الله التي قضت أنه سبحانه ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون ) ( يريدون ليطفئوا نورالله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) 8-9 الصف ..
ولاحظوا أن هاتين الأيتين وردتا في سورة الصف ! والتي ذكر الله في بدايتها أنه سبحانه يريد من المسلمين والمؤمنين أن يكونوا صفا كأنهم بنيان مرصوص ..!!

أعود فأ قول أن الله سبحانه كان قد هيأ الظروف لقيام حركات دعوية في العالم الإسلامي ، كان على رأسها وفي مقدمتها حركة الإخوان المسلمين ، ومؤسسها الإمام الشهيد حسن البناء رحمه الله ، وقد اعتبرها البعض نقطة تحول تاريخية في العودة بالمسلمين إلى سالف عهدهم في باب فهم الإسلام ، كما جاء عن الله ورسوله من حيث شموله ، وصفائه ومعالجته لقضايا الحياة كلها بأنظمتها السياسية والاقتصادية والإجتماعية ..وضرورة إقامة المجتمع المسلم على أساس من نظام الشريعة الرباني ، وذلك تمهيدا لإحياء فكرة الأمة الواحدة القائمة على نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ..
وقد اقتضى ذلك العودة بالأمة إلى الأخذ مباشرة من الكتاب والسنة كمرجع ومصدر لكل الأحكام الشرعية ، مع الإستفادة من المصادر الأخرى كالإجماع والقياس ، والإستحسان والمصالح المرسلة والعرف والعادة ، مع الإستفادة من التراث الضخم للفقهاء المسلمين على مر العصور، سواء منهم أئمة المذاهب الأربعة أو غيرهم من العلماء المجتهدين،خصوصا بعد تحقيق وطبع ونشرالتراث.. والدعوة للإجتهاد ممن توفرت فيهم شروطه ، مع عدم التشدد مع عامة المسلمين في الإلتزام بمذهب معين دون تعصب ، والدعوة إلى الحوار حول القضايا المختلف فيها ، بروح الأخوة والتسامح ،وسيادة الألفة والمحبة بين المسلمين ,, وقد دعا البنا لكل ذلك نظريا ،وتبناه عمليا كما سنرى..

فأما نظريا :
* فلعل الناظر في رسائل الإمام البنا يجده يقول في الأصل الثاني من الأصول العشرين للفهم :
" القرآن الكريم والسنة المطهرة مرجع كل مسلم في تعرف الأحكام الشرعية "
* ويقول في الأصل السابع: " ولكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية أن يتبع إماما من أئمة الدين ،ويحسن به مع هذا الإتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته ،وأن يتقبل كل إرشاد مصحوب بالدليل متى صح عنده صلاح من أرشده وكفايته ، وأن يستكمل نقصه العلمي إن كان من أهل العلم حتى يبلغ درجة النظر "
* ويقول في الأصل الثامن " والخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببا للتفرق في الدين ، ولا يؤدي إلى خصومة ولا بغضاء ،ولكل مجتهد أجره .. ولا مانع من التحقيق النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله ، والتعاون على الوصول للحقيقة من غير أن يجر ذلك للمراء المذموم والتعصب"
* ويقول في الأصل التاسع من أصول الفهم " وكل مسالة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعا.." كما دعا إلى ما دعا إليه الإمام محمد عبده " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " ..طبعا كان يقصد في القضايا الفقهية ،وليس كما أخذ عليه بعض إخواننا السلفيين أنه قصد حتى في القضايا العقائدية ..
لاحظوا ان هذا طرح جديد لم تسمع به الأمة من قبل ، وهو ما تحتاجه في مستقبل أيامها ، إن أرادت أن تعود لها عزتها ووحدتها وقوتها ومكانتها المحترمة بين الأمم ، كما أنه كان يرد على دعاة التقليد من ناحية ،وعلى دعاة التشدد في الأخذ من القرآن والسنة مباشرة ،ولا قبول للتقليد بأي حال ...

وأما عمليا :
* فقد وجه الإمام البنا أحد أنجب تلامذته ،وأحد فقهاء الحركة وهو الشيخ السيد سابق لتأليف كتاب جديد في الفقه يراعى فيه ذلك الفهم الجديد للفقه ودوره في الحياة ، فكان هذا الكتاب المبارك فقه السنة ،ولعلي أذكر إن لم تخني الذاكرة أن فضيلة الإمام الألباني رحمه الله ، أدرك أهمية الكتاب فقام مشكورا مأجورا بتخريج أحاديثه لتزداد فائدته وأهميته وثقة المسلمين فيه..
* كما أني أميل إلى الإعتقاد بأنه أوصى من بعده بتبني الفكرة ومواصلتها لأن أول كتاب ألفه الشيخ القرضاوي كان كتاب الحلال والحرام ،ولعل ما يقوي هذا الفهم أنه ترجم إلى اللغات الحية في وقت مبكر ،كما أن الحركة الإسلامية فيما بعد قد جعلت هذه الفكرة من أولوياتها، فعملت في أكثر البلدان العربية التي كان لها تواجد محترم ،على القيام بتأليف المناهج الدراسية وعلى رأسها منهج الفقه المدرسي ، حدث هذا في اليمن من وقت مبكر جدا ، حيث شكلت لجنة تأليف منهاج التربية الإسلامية بفروعها المختلفة من علماء الحركة ، وبعض العلماء من كل المذاهب ، واتفقت على الرجوع للكتاب والسنة أولا ، ثم الأخذ من أي مذهب يكون رأيه في المسألة أقرب إلى الكتاب والسنة ، وهكذا نشأت في اليمن أجيال موحدة الفهم والفكر ،ونسي الناس التعصب للمذهب ، وانتهى والخلا ف ، وحلت الوحدة بعد التفرق ، والألفة بعد التباغض بينهم والحمد لله..
حتى جاء بعض إخواننا السلفيين المتشددين ،والذين مع الأسف كانوا – بتشددهم - سببا لانتعاش التعصب الزيدي والذي تحول إلى شيعي اثنى عشري ، فحدث ما تسمعون عنه في صعدة من الحوثيين ، وهكذا هو شأن التطرف لا يولد إلا التطرف نسال الله العافية .. وكما حدث في اليمن فيما يخص المناهج الفقهية ، حدث في كل دول الخليج تقريبا والتي تواجد فيها تلامذة لحسن البنا ،وقد اطلعت بنفسي على مناهج الكويت والإمارات وقطر ..وحتى أبناء المسلمين في لبنان وأوروبا حيث قام فضيلة الشيخ فيصل مولوي حفظه الله بتأليف مناهج مشابهة وميسرة .

* هذا فضلا عن مناهج الحركة الإسلامية نفسها والمقرر على أعضائها ، وهم أعداد غفيرة من أبناء هذه الأمة ، ومتواجدون في أركان المعمورة الأربع ، مما يدل على القصد من وراء هذا المنهج الموحد ،والذي لاشك سيعمل على توحيد فكر الأمة وفقهها وفهمها لدينها ، لتتحقق لها وحدتها على المستوى السياسي بأسهل الطرق وايسرها ،وتعود أمة مهابة الجانب ، عزيزة المكانة بإذن الله .
* كما أن المتابع لمؤلفات كبار العلماء مثل الشيخ القرضاوي وزيدان وغيرهم وما أكثرهم يدرك نسبة كتب الفقه فيها ، - وقد وجدت مثلا أن كتب الفقه تعادل ثلث ماألف وهي تربو على الثمانيين كتابا ،وهو أمر ذو دلالة على ما تحتله هذه القضية عند الإسلاميين ..

* كما أن الإسلاميين قد دعوا للتجديد والإجتهاد في القضايا الفقهية المعاصر ة ، كما دعوا إلى ما أطلق علية بالإجتهاد الجماعي لمواجهة القضايا المتجددة في حياة الأمة ، فعملوا مع غيرهم من علماء الأمة المخلصين والبعيدين عن التعصب والمنفتحين على العصر مثل سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز والشيخ حسن آل الشيخ والشيخ محمد بن صالح العثيمين ،والأمام المودودي والإمام أبي الحسن الندوي رحمهم الله جميعا ،وغيرهم ممن يصعب حصرهم ، على تأسيس المجامع الفقهية هنا وهناك ، كما عملوا على تأسيس المجامع الفقهية المتخصصة مثل المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث عندنا هنا ، ليبحث عن حلول لمشاكل وقضايا المسلمين في الغرب ،ويجيب بفتاوى معاصرة عن أسئلتهم وهمومهم ..
* كما تصدى الإسلاميون لدعاة التجديد والإجتهاد من العلمانيين الذين أرادوا أن يميعوا القضايا ويفتحون باب التجديد والإجتهاد لمن هب ودب كما يقولون ، دون ضوابط وأهمها أن تتوفر في المجتهد شروطه التي حددها علماؤنا الأجلاء ...من معرفة القرآن وتفسيره وناسخه ومنسوخه ومنطوقه ومفهومه وخاصه وعامه إضافة إلى معرفة باللغة وفقهها وأسرارها وبلاغتها ..إلى آخر ما هنالك ...
* كما بينوا للأمة أن الخلاف ضرورة ،وقد يكون رحمة من حيث أن فيه توسعة على الأمة أحيانا،
فالله خلق الناس متفاوتون في الأفهام والعقول والعلوم ، وذلك ما يقتضيه العقل والمنطق ،وما أيدته النصوص ( فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ) (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) كما أنه ما سار عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين ، فما زال منهم من كان يسأل فقهاءهم ..وديننا عرف شدائد ابن عمر ورخص ابن عباس ...!
* كما دعى الإسلاميون إلى الإجتماع على القطعي قبل الظني ،والاجتماع على الواجب قبل المندوب ،وأن تحترم الأولويات في كل شيء ، وعدم إلزام المخالف في المسائل الإجتهادية، كما أنه لا إنكار في المختلف فيه ،والتفريق بين الإختلاف المشروع والتفرق المذموم ، ووحدة الأمة فريضة ،فهي مقدمة على غيرها ، والتحذير من من الجدال حول القطعيات والمحكمات كالربا ،وقوامة الرجل وحجاب المرأة المسلمة ،وعدم جر الأمة للقضايا الخلافية ..

وهكذا كما ترون هذا الدور المتميز ، والجهد المبارك الذي قام به الإسلاميون في هذا الباب ،والذي لا يقل عن دورهم الأخر ، الأمر الذي جعلنا نرى الأمة تتجاوب من أطرافها حول قضاياها وهموهما ولعل ما رأيناه من مواقف الأمة في أحداث غزة يمثل خير دليل ،وسأكتفي بهذا، فالشيخ الحبرحفظه الله ،يؤشر بنهاية الوقت المتاح ،ونترك للمشائخ والأساتذة وبقية الجمع الطيب ، والحضور المناقشة والمشاركة والتعقيب والتصحيح والمداخلة ،و أنا على يقين من أن كل ذلك سيثري الموضوع ،وتزداد فائدته ونفعه ،وشكر الله لكم حسن إنصاتكم ومتابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كما شارك في النقاش والمداخلات والأسئلة كل من الأخوة الأساتذة والمشائخ الشيخ يونس البلالي والشيخ محمد السعيدي والأستاذ أحمد الروني والأستاذ عدنان سيف والأستاذ عبد الباسط عبد النور والأخ محمد كنيوة وغيرهم ،وكان قدم قدم للندوة وأدار النقاش والمداخلات الشيخ الأديب محمد الحبر نور الدايم مسئول الإدارة الثقافية في الأمانة وإمام وخطيب مسجد الأمانة ..




ملخص لأهم ما دار من تعقيبات ومداخلات ومناقشات

بعد أن أنهى المحاضر كلامه شكره الشيخ محمد الحبر، مدير الندوة ومسؤل الإدارة الثقافية في الأمانة التي تنظم مثل هذه المنتديات ،على هذه المحاضرة القيمة ، والتي وفق في طرحها بهذا الأسلوب الشيق ، وقال بأنه على يقين بأن الأخوة الحضور قد تمتعوا واستفادوامثله ، وفتح الباب للتعقيبات والحوار طالبا من الأخ الدكتور عثمان شوشان المدرس في الكلية الأوروربية أن يبتدر النقاش : وانتقل الميكرفون لفضيلة الدكتور عثمان ..فبدأ حديثه بحمد الله بما هو أهله وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وعلق في بداية حديثه على فكرة الملتقى وأثنى عليها ، إلا أنه تمنى على القائمين عليها ، الحرص على استمرارها ،ودعوة المختصين للمشاركة ، وكذلك دعوة الناس لحضورها ، حتى تعم فائدتها ، وحتى لا يحتكر العلم ، كما طالب بالدعاية الواسعة لها ، إذ أنه كما قال لو لم يدعى لما سمع عنها ، كما أكد على وضع أهداف لها ، وبأن تتناول النوازل وما أكثرها ، ثم قدم شكره الخاص للمتحدث على هذه السلة الممتازة من المعلومات الطيبة عن هذا الموضوع الهام ، وشكر له حسن العرض، ،والطرح الشيق ، وهكذا لا بد أن نتعلم ملكة التفريق بين النصوص الشرعية ،وفهوم العلماء ،وكذلك فائدة فقه الإئتلاف من عصر الأئمة وأتباعهم، والذي يؤدي إلى نضج الفقه ، وبعكسه كلما وجد التعصب وجد الإنغلاق والتفرق ..وحول سؤال الأستاذ عدنان قال الدكتور عثمان أنه لا يعرف من بالضبط دعى إلى غلق باب الإجتهاد ، وكررشكره للمحاضر في ختام تعقيبه ، وطالب بطبع المحاضرة لتعم فائدتها..
ثم أعطى الشخ الحبر الحديث للأستاذ أحمد الروني والذي ركز مداخلته على أن ماذكره المحاضر حول الزيدية قد يكون فيه شيء من المبالغة ،وأن الإمام زيد وجد قبل ابي حنيفة ،كما أن الإمام أحمد يبن يحيى المرتضى قد ألف كتاب الأزهار ، والذي حفظه الشوكاني عن ظهر قلب ، والذي ظل قاضيا لثلاثة أئمة لمدة نصف قرن ، وكان قد كتب السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار ،لينتقد الأزهار ، فقام الإمام المهدي بكتابة كتابه البحر الزخار والذي جمع فيه مذاهب أئمة الأمصار ، كما قام القاضي السماوي بتأليف كتاب الغطمطم فرد عليه وبين خطأ بعض ردوده،كما كتبت شروح للأزهر بعضها في ثمانية مجلدات ،كما أن المؤلف شرحه في أربعة مجلدات ،وله سبعة مجلدات في المتحف البريطاني ..
ثم تحدث الشيخ يونس البلالي وأشار إلى قضية اتباع السلف في أصول الإجتهاد ،وأن النقل مقدم على العقل ،وكذلك المقصود بفهم السلف والإجماع ،الذي لا يجوز الخروج عليه ، كما أنه لابد من الإشارة إلىضمور الفقه في الجانب السياسي ،فالفقه تحدث عن كل شيء إلا هذه النقطة ، وكذلك عدم الخروج عن ولي الأمر أخذا بقاعدة سد الذرائع ، الأمر الذي أدى إلى فساد الحكام ،حتى وصل بهم الأمر إلى التوريث ،ففسدت الأمة ،نتيجة سوء الفهم لحديث حذيفة في صحيح مسلم بعدم الخروج على الحاكم ولو جلد ظهرك وأخذ حقك ..!
ولما جاء دور الشيخ محمد السعيدي للحديث قال :أحب أن ألفت النظر إلى أن قاعدة نتعاون فيما اختلفنا فيه هي للشيخ رشيد رضا أوردها في تفسيره المنار ، وما أشار إليه الأستاذ المحاضر من أن بعض السلفيين قد أساءوا فهمها ، فأحب أن أقول أنهم إنما أرادوا تصحيح ما قد يحدث من لبس في الفهم لدى العوام ،ولذلك فقد صحح الشيخ بن باز رحمه الله القاعدة بقوله : نتعاون فيما اتفقنا عليه ،وننصح بعضنا بعضا في الأمور الإعتقادية ، وليس المقصود أنهم لا يقبلون الخلاف في المسائل الاجتهادية،والشيخ محمد العثيمين كان يقول : لا أبدع في المسائل الفقهية العملية ،لا أقول فيها حق وباطل ،أو سنة وبدعة ، وإنما أقول فيها راجح ومرجوح ، وأما التقليد فقد ألف الشوكاني القول المفيد في أدلة الإجتهاد والتقليد ،وكان يسمي التقليد طاغوتا ،وصنما ، مع أنه قلد مثل نقله لقول الحافظ بن حجر بإطلاق وتبنى تقليده حين يتبين الدليل الصريح الواضح ، فالقصد رفض التقليد الذي يكون فيه رفض الدليل الصحيح الصريح، أما ما يتعلق بالشيخ مقبل فقد كان يثني على المنهج اليمني خصوصا في الفقه حيث أخذ فيها باجتهادات الشوكاني وابن الأمير الصنعاني وهي خلاصة ما أخذوه واستفادوه من المدرسة الزيدية و الشافعية وأهل الحديث، ولذا كان يقول-رحمه الله- أنه ساهم في نشر التسنن في اليمن ، ..وأما ما ذكر الأخ الروني حول مؤلف القاضي ابن حريوه السماوي الغطمطم فأحب أذكر بأن إسم الكتاب الكامل هو الغطمطم التيار المطهر لحدآئق الأزهار من نجاسات السيل الجرار يقصد كتاب الشوكاني ،ولما اطلع الشوكاني على الكتاب قال :إن الرجل غير فقيه !!فقالوا كيف ؟ فقال : وهل ينجس السيل ؟ !!
ونتيجة لضيق الوقت وقرب صلاة المغرب فقد اكتفى الشيخ الحبر بتعليق سريع من الأخ الأستذ عبد الباسط والشيخ محمد جمعة ،وسؤال من الأستاذ عدنان سيف ،فقال الأخ عبد الباسط : إن التفقه في الدين أوسع من التفقه في أبواب الفقه ، كما أن التعصب الحزبي اليوم أخطر من التعصب في القضايا الفقهية ، كما ينبغي أن نتعاون فيما بيننا وإنما حتى مع غير المسلمين ،والنوازل أكثر من قضايا الفقه ..، وأما الشيخ جمعة فقد قال: أود أن أشيرفقط إلى ضرورة التفريق والخلط بين القضايا الفقهية والعقدية ،مثل قضية التوسل عند السلف ،وحرمان المرأة من المشاركة في الحياة والحوار ..وطرح الأستاذ عدنان سيف سؤاله وملخصه : من الذي أصدر قرار إغلاق باب الإجتهاد ؟ وكذلك دور الإجتهاد الجماعي ،وخصوصا في قضايا الأمة المعاصرة والمعقدة ..

ثم أعطي للحديث للمحاضر ،وطلب منه أن يختصر قدر المستطاع في تعليقه لضيق الوقت : فقال مداعبا الحضور أنه من حسن حظكم أن الشيح أعطاكم الوقت الكافي ،وطالب مني الأختصار، لذلك فسوف أقتصر على أهم ما جاء في تعليقاتكم مع شكري للدكتور عثمان على لطفه وأوافق على مقترحاته الطيبة ،وأما الأستاذ أحمد فقد كفاني الأخ محمد السعيدي مؤنة الرد إلا أنني أقول فيما يخص المجلدات الكثيرة التي ألفت كشرح للأزهار فهناك عجائب في هذا الباب فقد قرأت أن أحد أيات الله كتب كتابا من خمسة عشر مجلدا في أحكام الوضو ونواقضه ..ولا أدري ما سيقال فيها !!،

وأقول للأخ أبوبلال بأن الشكوى من ضيق الوقت أنساني القول بأنه قد ألف في باب السياسة الشرعية مجموعة كتب لعل أهمها كتاب السياسة الشرعية للإمام الماوردي وابن تيمية وكتاب ابن القيم معروف ،وأما قضية الخروج على الحاكم فمذهب أهل السنة عدم الخروج كما ذكر ،وحجتهم أن قضية الخروج قد تتسبب في فوضاء عارمة وفتن لا نهاية لأولها ، وماحدث في العراق والصومال وغيرها خير مثال ،كما أن علماءنا قالوا إذا تأكد لدى العلماء نجاح الخروج أكثر من مأة في المئة خرجوا ،وإلا فالصبر أولى وقد قالوا عبارة مشهورة : ظالم غشوم ولا فتنة تدوم ، كما أن الخروج عند الزيدية قد جعلهم يخرجون أربعة أئمة في وقت واحد في صنعاء وحدها ،وكانت تعلق رؤس الفاشلين على أبواب صنعاء ..وبالنسبة للأخ محمد أقول أن المرحوم مقبل الوادعي قد ضلل حتى المشائخ الكبار المعروفين ،بل إن بعض تلامذته قد ألفوا المؤلفات في الردود عليه ،وأذكر أنني تناولت كتاب الشيخ محمد المهدي معالم الجرح والتعديل في ندوة مماثلة ،وكذلك الأخ محمد البيضاني فعل نفس الشيءوهوتلميذه وصهره ،وقد كنت أشرت إشارة بدون ذكر أي اسم ، لكن التشدد غير محبب في ديننا، وما شاد الدين أحد إلا غلبه ! وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وقد ختم الشيخ الحبر بشكر الحضور والدعاء ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نبذة مختصرة عن صاحب الموضوع نقلا عن موسوعة الأعلام اليمنية

اسم الشهرة:يحيى رسام
الإسم : يحيى محمد صالح مهدي رسّام.
المحافظة: صنعاء
المركز: خولان الطيال
القرية: بني رسام.
الصفات: مؤلف
التخصصات: صحفي
15هـ / 21م القرن الذي عاش فيه العلم
1376 هـ / 1956 م تاريخ الميلاد
ولد في قرية (بني رسّام) في مديرية (خولان الطيال) في محافظة صنعا، وفيها درس الاجزاء الأولى من القرآن الكريم، ثم درس على أبيه، وعمه (حسين صالح رسام)، وجده (صالح مهدي رسام)، وعندما بلغ التاسعة من العمر؛ انتقل إلى مدينة صنعاء، حيث درس في مدارسها مراحل التعليم الابتدائي، والإعدادي، والثانوي، ثم سافر إلى السعودية، والتحق بكلية الآداب، بجامعة الملك (سعود)، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1401ه/ 1981م.
كما درس على عدد من العلماء، منهم (عبدالمجيد عزيز الزنداني)، و(يحيى بن لطف الفسيل)، و(أحمد بن أحمد سلامة)، و(محمد حمود الخميسي).
عمل وكيلاً لمدير عام المعاهد العلمية في محافظة صنعاء عام 1402ه/ 1982م، وفي عام 1403ه/ 1983م انتدب للتدريس في المعهد العلمي اليمني في مدينة (برمنجهام) في بريطانيا، ثم تولى إدارة المعهد لفترة قصيرة عام 1404ه/ 1984م، ثم عاد إلى تدريس مادتي: التربية الإسلامية، واللغة العربية بفروعهما.
من مؤلفاته: 1 صفحات من ثقافة جيل الصحوة، صدر عن دار (الرشاد) الإسلامية في بيروت عام 1409ه/ 1989م. 2 من أجل بناء الإنسان، بالاشتراك مع آخرين، صدر في مدينة برمنجهام عام 1426ه/ 2005م. 3 من أجل مهمة ذات بعدين، الكتاب الأول من سلسلة (أوراق ثقافية)، صدر في مدينة صنعاء، عام 1426ه/ 2005م. 4 الحرية السياسية بين الإسلاميين والعلمانيين، مخطوط.
5 من أجل أدب إسلامي، مخطوط. 6 من أجل إعلام إسلامي، مخطوط. 7 حكايات مسافر في قطار الدعوة، مخطوط. 8 الحركات التجديدية في حياة الامة الإسلامية، بحث طبعته جامعة الرياض.
9 العبادة والعمل والمسئولية، بحث طبعته جامعة الرياض. 10 صحابية في القرن العشرين، كتيب صغير ألفه عن زوجته (أم زكريا).
وله كتابات عديدة في الصحف والمجلات العربية، وأنشطة دعوية عديدة في أوساط الجالية اليمنية في بريطانيا، شارك في تأسيس حزب (التجمع اليمني للإصلاح) عام 1410ه/ 1990م، وعمل فيه في مجال الإعلام، وشارك في تأسيس مجلة (النور) الإسلامية في نفس العام، وعمل سكرتيرًا للتحرير فيها، وشارك في عدد من المؤتمرات، في بريطانيا، وأيرلندا، والسويد، وعمان، والأردن.
يحب القراءة، ورياضة المشي، وقراءة الشعر، متزوج وله سبعة أبناء وبنتان. السيرة الذاتية للعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الذاتية للعلم ( )
معاصرة العلم لمؤلف هذه الموسوعة ( )
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
جزاك الله خيراً.
 
أعلى