العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
238
التخصص
مهندس حاسب
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
الفوائد المنتقاة من شرح
( المقامة الحصيبية في المفاضلة بين العلوم )
للقاضي الرشيد

من نوادر الكتب التي قل أن تجد لها نظيرا؛ من جهة السبك الصياغة، ومن جهة المعرفة الموسوعية وسعة الاطلاع، ومن جهة التحفيز للأخذ من كل علم بطرف؛ لأن الأمر كما قال المؤلف (ص 65):
" وقل من برز في فن من العلم إلا وصده عن سواه وشغله، والمرء عدو ما جهله، فيتخذه درأة لطعنه واعتراضه، ويوسعه في صدوده وإعراضه".

وهذه الفوائد المنتقاة لا تغني عن قراءة الكتاب، وإنما يراد منها التشجيع على قراءته كاملا.

أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
238
التخصص
مهندس حاسب
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
320
إن من البين أن في نوع الإنسان قوة ما زائدة على القوى التي ذكرت للنفس الحيوانية، وهي التي بها تدرك الكليات العامة، وذلك أن الإنسان قد يدرك بالحس / أن جسمين بعينهما لا يحلان في مكان واحد فيمنع ذلك تصديقه بأن كل جسمين لا يحلان في مكان واحد ويشاهد كلا منهما أعظم من جزئه، ويمكنه على مثال ذلك أن يستنبط من العلم بالمقدمات العلم بالنتائج ويؤلف الأقيسة ويفرق بين ما هو برهان مؤد إلى اليقين وما ليس كذلك، وما يوقع سكون النفس وغير ذلك من أنحاء التصديقات كالنتائج الشعرية والسفسطائية وغير ذلك. ويقتدر على استنباط الصنائع الخفية وبالجملة سائر الأشياء الإنسانية التي يحجب عنها كل حيوان غير الإنسان كالعلوم الرياضية والعلوم الإلهية وسائر الصنائع النظرية فيميز بينهما بفكرة وروية وتأمل، ويعلم من ذلك أن بالإنسان قوة زائدة على قوى الحيوان بلغ بها إلى هذا الحال ويسمى النطق، فنقول: إن هذه القوة وإن استعانت بالقوى الحيوانية في بعض الأحيان فإنها غير محتاجة إليها ولا تفتقر إلى إعانتها في سائر الأوقات، بل تدرك مدركاتها مجردة عن المواد فلا يحتاج فيها إلى استخدام الحواس، وهذا هو موضع السؤال في قوله: بماذا ترد على من زعم أن النطق تابع للنفس الحيوانية؟ أي أن القوة الناطقة هي مطية اختلاف الخلق ومزلة أقدام أهل النظر عن سنن الحق، وقد ترجحت فيه الأقوال وكثر بسببه الجدال، فزعمت طائفة من قدماء الفلاسفة أن النفس أمر كلي عام وأنه يفيض على / الأجسام فيض الشمس على ما يقع عليه شعاعها، فيعطي كل مادة قدر استحقاقها، وأنها ليست حالة في الأجساد وإنما هي مؤثرة فيها لضرب من المناسبة كما يفعل المغناطيس في الحديد وليس أحدهما حالا في الآخر، وأنها لا تزال مؤثرة في الجسم ما دام مستعدا لقبول الأثر، فإذا فسد استعداده بطل فعلها فيه كما يبطل فعل المغناطيس في الحديد عند فساد الحديد أو تغيره بما يلقى عليه من النور وغيره.
وزعم آخرون أن النفس عرض وأنها تحدث مع اعتدال المزاج فإذا اختل المزاج وفسد نظام الجسم عدمت النفس.
وذهبت طائفة أن النفس هي الدم وأنها جسم واحتجوا في ذلك بأقاويل خطابية وشعرية ولغوية وجروا على ما يقتضيه ظاهر اللفظ في لغة العرب ... / ... وأقاويل أخرى لا يحصى عددها كثرة

324
ولو رمنا تعديد جميع الاعتقادات في النفس لاقتضى ذلك كتابا مفردا قائما بذاته

335
فالأول الذي يعطي الوجود فقد جرت عادتهم أن يسموه دليلا، ولا يطلقون اسم البرهان إلا على ما كان يعطي السبب والوجود معا

336
ويحتجون [المتكلمون] على ذلك بحجج إقناعية منها:
أنه لو كانت الأجسام كلها يمكن فيها التجزؤ إلى غير نهاية لكانت الحصاة مساوية للجبل، إذ ساوته في مساوقة التجزء، وهذا كلام خلق نازل جدا، إذ المساواة في قبول التجزء ليست المساواة في القدر.

340
والكيمياء هي المعروفة عند أهلها بالصناعة العظمى، وإنما سميت كيمياء اشتقاقا من الاكتماء أي الاختفاء وبحق اشتق لها هذا الاسم.

340
والروح الذي يصير عندهم [أهل الكيمياء] جسدا هو الزئبق، فأما الجسد الذي لا يبلى أبدا فهو الذهب والياقوت
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
238
التخصص
مهندس حاسب
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
انتهت الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب النادر.
والحمد لله رب العالمين.
 

أحلام

:: متميز ::
إنضم
23 ديسمبر 2009
المشاركات
1,046
التخصص
أصول فقه
المدينة
........
المذهب الفقهي
.......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جُزيتم خيراً ,, على هذه المقتطفات
ولكن لي تعليق بسيط فيما ذكرتموه

والذي يعتمد عليه ويرجع أهل العلم إليه أن المتشابه هو ما عسر إجراؤه على الظاهر أو لزم منه محال، أو ما كان له معنى باطن غير الذي يفهمه سائر الخلق، وقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك إذ يقول: إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا.
فنسبة هذا الحديث للرسول الكريم أمر مشكوك فيه
انظر إلى تخريج الحديث في ملتقى أهل التفسير
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=82973
كما أن هذا الحديث هو عمدة الشيعة والمتصوفة
في تأويل القرآن بما يوافق معتقداتهم
والعلم عند الله
وشكراً
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
238
التخصص
مهندس حاسب
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
جزاكم الله خيرا
وينبغي أن يعلم أني لم ألتزم مناقشة المؤلف ، فمن الواضح أن ما نقلته هنا ينسب إلى المؤلف لا لي.
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
238
التخصص
مهندس حاسب
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

للرفع
ولاستثارة الهمم للقراءة والمطالعة.
 

مجاهد بن محمد بن عطا الله

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
25
الكنية
أبو دجانة
التخصص
تربية إسلامية
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

260
ويروى عن أبي سليمان الداراني أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها خمس ليال، ولولا أني أقطع الفكر منها ما جاوزتها إلى غيرها.

حَبَّذَا هذَا العَمل!
هُوَ الآن أندَرُ من الكِبريتِ الأحَمر ..
واللهُ المستعان.
 
أعلى