العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

المسائل التي على خلاف مشهور مذهب الحنابلة في كتاب عمدة الفقه

إنضم
24 ديسمبر 2007
المشاركات
339
الجنس
أنثى
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
الحنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
فإن الله سبحانه وتعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بسؤال الزيادة إلا من العلم فقال سبحانه وتعالى : {وقل رب زدني علما} [طه:114]، وقال صلى الله عليه وسلم : (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)[SUP] ([SUP][1][/SUP][/SUP])، ولا يخفى على آحاد طلبة العلم فضلاً عن خاصتهم ما لعلم الفقه من شريف المنزلة، وجليل القدر، ولا زال هذا العلم يتدرج ويتطور من عصر إلى عصر بدأ بعصر النبوة والتشريع وما جاء عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من الأحكام الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة والتي تلقاها الصحابة الكرام من فيه صلى الله عليه وسلم، ثم بعد وفاته عليه أفضل الصلاة والتسليم انتشر الصحابة فاتحين مشارق الأرض ومغاربها حاملين معهم إرث النبوة مما تعلموه وفقهوه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم مبلغين آيات الله وأحكامه، مجتهدين فيما يرد إليهم من النوازل والوقائع الفقهية، فأخذ عنهم التابعون بإحسان وتفقهوا بهم ونشأت المدراس العلمية في الكوفة والمدينة وغيرها من حواضر الإسلام وقام عليها أولئك التابعون وكل منهم آخذ بطريقة من تلقى عنه من الصحابة متأثر بمسالك استدلاله.
ولا زال هذا العلم يأخذه العلماء كابراً عن كابر حتى أتى عصر الأئمة الأربعة الأعلام، فكتب الله لهم القبول والحظوة عند عباده، وسخر لهم من قام بنشر علمهم وأقوالهم وتحريرها حتى غدت مذاهب معتبرة يصدر عنها ويصار إليها، وكل أصحاب إمام من الأئمة يحررون أقواله وينقحونها ويؤلفون المطولات في ذلك والمختصرات، ولا زال كل أصحاب مذهب من المذاهب يبتكرون ما يقرب فقه إمامهم لأصحابهم، ومن جملة ذلك المختصرات الفقهية في كل مذهب، ولم يكن الحنابلة بمنأى عن ذلك الحراك الفقهي ومن أنفع مختصراتهم الفقهية وأجلها (عمدة الفقه) لموفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي، الحنبلي -رحمه الله- (ت: 620هـ) .
ولا يخفى على عامة طلبة العلم فضلا عن خاصتهم مكانة هذا الكتاب وما تميز به من أمور لعل أهمها:

  1. مكانة الكتاب عند أهل العلم ولا سيما المتفقهة من أصحاب الإمام أحمد –رحمه الله-، وتضلع مؤلفة وإمامته التي أجمع عليها كل من اطلع على مصنفاته.
  2. احتواء الكتاب على أصول المسائل والفروع الفقهية، مع خاصة لا تجدها في غيره من كتب المختصرات الفقهية ألا وهي تضمينه بين طيات كتابه قدراً من الأدلة الشرعية من الكتاب وصحيح السنة، وتصدير أبواب الكتاب بها متى ما أمكن، وهذا يندر نظيره في هذه الصنعة – أعني المختصرات الفقهية- .
  3. أن الكتاب عمدة عند فقهاء الحنابلة، من المتقدمين والمتأخرين، وزادت العناية به في زمننا المعاصر قراءة وإقراء لا سيما مع عزوف كثير من طلبة العلم عن قراءة المختصرات الأكبر حجما منه في فقه الحنابلة (كزاد المستقنع ) وغيره، ثم إنه قد شاع تدريسه في حلق العلم في المملكة العربية السعوديه وكان من ضمن دارسيه فئام من طلبة العلم الوافدين من خارج المملكة، وهؤلاء انتشروا في الآفاق، وكان منهم من يدرس هذا الكتاب حتى في غير الديار الحنبلية .
ولما كان الإمام ابن قدامة تقدم تأليفه للكتاب عما حرره متأخرو الحنابلة فليس كل ما في كتابة جار على القول المشهور المعتمد مذهباً عند متأخري الحنابلة، بل هناك جملة من المسائل قاربت الثمانين مسألة على خلاف المشهور من المذهب عند المتأخرين، وتارة تكون رواية في المذهب أو وجها فيه أو احتمالا فيه أو قولا قال به المصنف، ولما كان قد يعرض الوهم لدى البعض في نسبتها للمشهور من المذهب، فبين يديك مسائل الكتاب التي على خلاف مشهور المذهب عند المتأخرين، وعملي فيها على النحو التالي:

  1. أسوق نص كلام ابن قدامة من كتاب العمدة.
  2. أبين هل القول الذي ذهب إليه المصنف رواية أو وجه أو قول في المذهب قال به بعض الأصحاب، أو قول اختاره المصنف .
  3. أسوق النقل الذي يدل على ذلك من كلام صاحب الإنصاف .
  4. أذكر المشهور من مذهب الحنابلة في المسألة .
  5. أسوق النقل الذي يدل على ذلك من شرح المنتهى للبهوتي .
والله أسأل أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل، وأن يغفر لي ولوالدي وأهلي وذريتي ومشايخي والمسلمين، والله المستعان وعليه التكلان.


([1]) متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه.
 

المرفقات

  • ‏‏المسائل التي على خلاف مشهور مذهب الحنابلة في كتاب عمدة الفقه -.pdf
    789.4 KB · المشاهدات: 47
إنضم
24 ديسمبر 2007
المشاركات
339
الجنس
أنثى
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: المسائل التي على خلاف مشهور مذهب الحنابلة في كتاب عمدة الفقه

للتنبيه: فإن النسخة التي اعتمدت عليها من كتاب العمدة هي النسخة المطبوعة التي عليها تعليقات الشيخ عبد الله البسام رحمه الله، وقد نبهني الشيخ الفاضل/ عبد الله الميمان ، إلى أن هناك مسألة فاتت علي وهي قول الموفق في باب الفدية: (وكذلك الحكم في كل دم وجب لترك واجب) أي أنه مخير فيه كفدية الأذى، والمشهور من المذهب أن في ترك الواجب دما فإن عدمه صام عشرة أيام، وهذه الجملة من كلام الموفق غير مثبته في النسخة التي اعتمدتها، ولذا جرى التنبيه.
 
إنضم
24 ديسمبر 2007
المشاركات
339
الجنس
أنثى
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: المسائل التي على خلاف مشهور مذهب الحنابلة في كتاب عمدة الفقه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
هذه النسخة مزيدة ومنقحة بعد المراجعة والتنسيق
"المنشور بما في العمدة على خلاف المشهور"
جمع للمسائل التي على خلاف مشهور مذهب متأخري الحنابلة في كتاب عمدة الفقه للموفق أبي محمد ابن قدامة المقدسي (ت: 620هـ) ، مع توثيق ذلك من كتابي الانصاف للمرداوي، وشرح المنتهى للبهوتي، وقد بلغت المسائل سبعا وسبعين مسألة ما بين رواية في المذهب، أو وجه فيه، أو احتمال فيه، أو قول قال به المصنف.
 

المرفقات

  • المنشور بما في العمدة على خلاف المشهور.pdf
    771 KB · المشاهدات: 21
إنضم
30 أغسطس 2019
المشاركات
1
الكنية
أبوخالد
التخصص
فقه
المدينة
ينبع
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: المسائل التي على خلاف مشهور مذهب الحنابلة في كتاب عمدة الفقه

جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد القيمة .
 
إنضم
7 سبتمبر 2013
المشاركات
7
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
علوم الحديث
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
مع الدليل الشرعي
رد: المسائل التي على خلاف مشهور مذهب الحنابلة في كتاب عمدة الفقه

جزاك الله خيرا شيخ أمين ونفع بك.
 
أعلى