العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

المنسوبون من المالكية إلى الأزمان

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
المنسوبون من المالكية إلى الأزمان
قسَّم المالكية علماءهم إلى متقدِّمين ومتأخِّرين حسب طبقاتهم؛ كعادة المؤرخين في كل مذهب، وفي كل فن من فنون علوم الشريعة؛ فرجال الحديث أيضاً منهم: المتقدِّمون، ومنهم: المتاخِّرون.

- المتقدِّمون:
إذا قالوا المتقدِّمين؛ فإنهم يُعنون بهم من هم قبل ابن أبي زيد القيرواني (ت:386هـ)؛ من تلامذة الإمام مالك؛ كابن القاسم (ت:191هـ)، وسحنون، ونظرائهم.

- المتأخِّرون:
ويقصدون بهم ابن أبي زيد القيرواني (ت:386هـ) ومن بعده من علماء المالكية.

قال الدسوقي: (إن أول طبقات المتأخِّرين طبقة ابن أبي زيد، وأمَّا من قبله فمتقدِّمون) (1).


-------------------------
(1) حاشية الدسوقي (1/25).




يُنظر: مصطلحات المذاهب الفقهية، لمريم الظفيري ص(156).
 

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
و إتماماً للفائدة، هذه نبذة اخترتها من كتاب: الاختلاف الفقهي في المذهب المالكي ، لعبد العزيز بن صالح الخليفي، بين فيها سبب هذا التقسيم، وكذا سبب اختيار ابن أبي زيد القيرواني لينسب لأولى طبقات المتأخرين، حيث يقول: ص:85-86

ولعل القائلين بتقسيم الفقهاء إلى متقدمين و متأخرين لم يقصدوا- فيما أعتقد- تحديد الفاصل الزمني بجميع القرن الرابع، و إنما أرادوا تحديد ه بمطلع ذلك القرن، والدليل على ذلك ما ورد في كلام أحد أئمة التأليف في مجال التراجم و الأعلام، وهو العلامة الذهبي حيث يقول في ميزانه(ميزان الاعتدال:1/4):" فالحد الفاصل بين المتقدم و المتأخر هو رأس سنة ثلاثمائة" وهو ما يعني أول القرن الرابع.

ومع ذلك يظل السؤال قائماً عن سبب اختيار تلك السنة لتكون حاجزاً بين المتقدم و المتأخر، وبعد قليل من التأمل ينجلي للناظر حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يقول فيه : ( خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...) رواه البخاري في صحيحه:5/2-3، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما.

فقد أثبت الحديث لهذه القرون الثلاثة الأولى الخيرية و الأفضلية على ما بعدها، أما الذين جاءوا من بعد فإنهم متأخرون، لم يحرزوا تلك الأفضلية التي نالها المتقدمون بنص الحديث.
وبهذا يتضح لنا جلياً معنى مصطلح الفقهاء المتقدمين، إذ يراد بهم الفقهاء الذين عاشوا قبل سنة :300 للهجرة، و أما المتأخرون فهم الذين عاشوا بعدها.

وأما اختيار ابن أبي زيد لتنسب إليه أولى طبقات المتأخرين فلأنه ألمع شخصية ظهرت بين علماء وقته.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
جزاك الله خيراً على هذه الإفادة الطيبة.
وبارك الله فيك، وفي ما تكتبين.
وجعله رفعة لك يوم الدين.
آمين.
 

عصام البشير

:: متخصص ::
إنضم
25 مارس 2008
المشاركات
23
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
الرباط
المذهب الفقهي
متفقه على مذهب المالكية
و إتماماً للفائدة، هذه نبذة اخترتها من كتاب: الاختلاف الفقهي في المذهب المالكي ، لعبد العزيز بن صالح الخليفي، بين فيها سبب هذا التقسيم، وكذا سبب اختيار ابن أبي زيد القيرواني لينسب لأولى طبقات المتأخرين، حيث يقول: ص:85-86
ولعل القائلين بتقسيم الفقهاء إلى متقدمين و متأخرين لم يقصدوا- فيما أعتقد- تحديد الفاصل الزمني بجميع القرن الرابع، و إنما أرادوا تحديد ه بمطلع ذلك القرن، والدليل على ذلك ما ورد في كلام أحد أئمة التأليف في مجال التراجم و الأعلام، وهو العلامة الذهبي حيث يقول في ميزانه(ميزان الاعتدال:1/4):" فالحد الفاصل بين المتقدم و المتأخر هو رأس سنة ثلاثمائة" وهو ما يعني أول القرن الرابع.
ومع ذلك يظل السؤال قائماً عن سبب اختيار تلك السنة لتكون حاجزاً بين المتقدم و المتأخر، وبعد قليل من التأمل ينجلي للناظر حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يقول فيه : ( خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...) رواه البخاري في صحيحه:5/2-3، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما.
فقد أثبت الحديث لهذه القرون الثلاثة الأولى الخيرية و الأفضلية على ما بعدها، أما الذين جاءوا من بعد فإنهم متأخرون، لم يحرزوا تلك الأفضلية التي نالها المتقدمون بنص الحديث.
وبهذا يتضح لنا جلياً معنى مصطلح الفقهاء المتقدمين، إذ يراد بهم الفقهاء الذين عاشوا قبل سنة :300 للهجرة، و أما المتأخرون فهم الذين عاشوا بعدها.
وأما اختيار ابن أبي زيد لتنسب إليه أولى طبقات المتأخرين فلأنه ألمع شخصية ظهرت بين علماء وقته.

بارك الله فيك.
في هذا الكلام مواضع تحتاج إلى مزيد تأمل
1- كلام الذهبي في علم الحديث، لا في العلوم الشرعية كلها. وكتابه المذكور خاص بالجرح والتعديل، والمستدلون بكلامه من المعاصرين يخصون ذلك بعلم الحديث. (مع أنهم لا يجعلونه حدا زمنيا جامدا، بل فيه مرونة كبيرة).
أما أن يطرد هذا في الفقه، بل في خصوص الفقه المالكي، فهذا محل نظر.

2- القول بأن القرن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مائة سنة - وإن قال به من قال - محل نظر، وترد عليه إشكالات، أهمها ظهور البدع الكبرى قبل تمام الثلاثمائة. والذي رجحه ابن حجر وآخرون أن القرن بمعنى الطبقة أو الجيل، فيكون آخرها طبقة أتباع التابعين.
وليراجع كلامه فهو نفيس. (أظنه في الفتح).

3- يظهر لي أن تقسيم المؤلفين في علم ما إلى متقدمين ومتأخرين يرجع إلى تاريخ التأليف في ذلك العلم، والمعالم المنهجية البارزة للتأليف فيه.
وأذكر مثالين:
في البلاغة يصح جعل مرحلة القزويني حدا فاصلا، لأن الناس بعده عكفوا على كتابه التلخيص، ولم يزيدوا زيادات معتبرة في المضمون المعرفي. بخلاف من قبله كالجرجاني والسكاكي.
وفي النحو يمكن جعل مدرسة ابن مالك برزخا بين المرحلتين، لأن النحو قبله كان بصريا أو كوفيا أو بغداديا، وكان التأليف بمنهجية معينة، ثم جاء ابن مالك فصهر المذاهب السابقة واختار منها ورجح بينها، وتتابع الناس على النهل من معينه.

ومن المعلوم أن عصور هؤلاء الثلاثة (أعني القزويني وابن مالك وابن أبي زيد) متباينة جدا. فلا اعتبار - على جهة الإطلاق - للتحديد الزمني.

وكذلك قد يقال إن ابن أبي زيد مرحلة فاصلة، لأن المالكية من قبله - في الغالب - أهل جمع وتتبع للروايات عن مالك وكبار أصحابه، أما ابن أبي زيد فرجح وعلل واختار ونقح، معتمدا على الثروة الفقهية التي وجدها مروية قبله.
وهذا موضع تدبر وبحث.

والله أعلم.
 

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
يظهر لي أن تقسيم المؤلفين في علم ما إلى متقدمين ومتأخرين يرجع إلى تاريخ التأليف في ذلك العلم، والمعالم المنهجية البارزة للتأليف فيه.

وكذلك قد يقال إن ابن أبي زيد مرحلة فاصلة، لأن المالكية من قبله - في الغالب - أهل جمع وتتبع للروايات عن مالك وكبار أصحابه، أما ابن أبي زيد فرجح وعلل واختار ونقح، معتمدا على الثروة الفقهية التي وجدها مروية قبله.
وهذا موضع تدبر وبحث.

بارك الله فيكم على هذا التوضيح.

ويؤيد ما ذهبتم إليه ما ذهب إليه الدكتور: الصادق الغرياني في بحثه:المتأخرون بين التجريد و التدليل حيث يقول:

إن مصطلح المتقدمين عند علماء المالكية مقصود به أهل القرون الثلاثة الأولى، قرون الرواية، فهم كل من له رواية في المذهب سمعها من الإمام مالك، أو قال بها من عنده قياساً على ما سمعه من مالك، وذلك ينطبق على تلاميذه كابن القاسم (ت191هـ)،وابن وهب (ت197هـ)، وابن دينار(ت182هـ)، وابن نافع (ت186هـ)، وابن كنانة (ت185هـ)،وابن الماجشون (ت212هـ)، وكذلك اختيارات تلاميذهم، كسحنون (ت256هـ)،وأصبغ (ت225هـ)،وابن حبيب (ت238هـ)، و تلاميذ التلاميذ الذين كان لهم اختيارات فيما دونوا من الروايات و الأسمعة، وصنفوا في أمهات كتب الفقه المالكي، التي تمثل المصدر الأول لرواياته (كالمدونة) و (الواضحة)، و( العتبية)، و( مختصر) ابن عبد الحكم و (المجموعة) وكتب محمد بن سحنون، و(المبسوط) للقاضي إسماعيل، وغير ذلك من الأسمعة.
وسماعات هؤلاء و اختياراتهم هي التي لخصها ابن أبي زيد من مصادرها المتعددة، في كتابه( النوادر و الزيادات)، فكان عمل ابن أبي زيد في النوادر بداية أعمال المتأخرين، لأنه يعد المصدر الثاني لروايات المذهب.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم جميعا، فلقد استفدنا منكم ، الواحد تلو الآخر،،،
 

عصام البشير

:: متخصص ::
إنضم
25 مارس 2008
المشاركات
23
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
الرباط
المذهب الفقهي
متفقه على مذهب المالكية

ويؤيد ما ذهبتم إليه ما ذهب إليه الدكتور: الصادق الغرياني في بحثه:المتأخرون بين التجريد و التدليل

أحسن الله إليكم.
أين أجد البحث المذكور؟ وهل هو مقال أم كتاب؟
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
بارك الله فيكم جميعا، فلقد استفدنا منكم ، الواحد تلو الآخر،،،
جزاكم الله خيراً ...
وقد افتقدناك أخي عصام من مدة؛ وإطلالتك عزيزة على الملتقى، ومثلك يُفتقد.
وهذا هو المأمول من طلبة العلم؛ الاستفادة والإفادة.
 

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
أحسن الله إليكم.
أين أجد البحث المذكور؟ وهل هو مقال أم كتاب؟

و إليكم آمين.

بحث:المتأخرون بين التجريد و التدليل، هو ضمن بحوث الملتقى الأول: القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي.
المنعقد بدبي في الفترة:من13 إلى 19 محرم 1424هـ الموافق: 16 إلى22 مارس 2003م.
المجلد السادس،ص: من497 إلى559 .
 

عصام البشير

:: متخصص ::
إنضم
25 مارس 2008
المشاركات
23
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
الرباط
المذهب الفقهي
متفقه على مذهب المالكية
جزاكم الله خيراً ...
وقد افتقدناك أخي عصام من مدة؛ وإطلالتك عزيزة على الملتقى، ومثلك يُفتقد.
وهذا هو المأمول من طلبة العلم؛ الاستفادة والإفادة.

بارك الله فيك أخي الكريم.
وأنا أطلع على ما يجد عندكم، من مباحث رائقة، خاصة في المذهب المالكي.
لكن لا أشارك إلا لماما.
 

عصام البشير

:: متخصص ::
إنضم
25 مارس 2008
المشاركات
23
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
الرباط
المذهب الفقهي
متفقه على مذهب المالكية
و إليكم آمين.

بحث:المتأخرون بين التجريد و التدليل، هو ضمن بحوث الملتقى الأول: القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي.
المنعقد بدبي في الفترة:من13 إلى 19 محرم 1424هـ الموافق: 16 إلى22 مارس 2003م.
المجلد السادس،ص: من497 إلى559 .

جزاكم الله خيرا
 
أعلى