العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

النسخ في القرآن الكريم: مراجعة وتحرير (14) نسخ تقديم صدقة بين يدي مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
نسخ تقديم صدقة بين يدي مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم

قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (*) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المجادلة: 12- 13).

اختلفت الروايات في سبب نزول آية الأمر بتقديم صدقة بين يدي مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال عن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) [المجادلة: 12]: وَذَلِكَ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ أَكْثَرُوا الْمَسَائِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى شَقُّوا عَلَيْهِ، فَأَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ضَنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وَكَفُّوا عَنِ الْمَسْأَلَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى بَعْدَ هَذَا: (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) [المجادلة: 13] فَوَسَّعَ اللَّهُ ذَلِكَ وَلَمْ يُضَيِّقْ."[1]

ونُسب إلى زيد بن أسلم أنه قال: نزلت بسبب أن المنافقين واليهود كانوا يناجون النبي صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم لا يمنع أحدا من مناجاته، وكان ذلك يشق على المسلمين، فأنزل الله هذه الآية لينتهي أهل الباطل عن النجوى.

إن سياق هذه الآيات يشير إلى أن المنافقين قد أنشأوا سلوكا اجتماعيا سلبيا، هو التناجي بالإثم والعدوان بغرض التآمر على المجتمع المسلم وإحداث الفتنة والإحراج. وقد بدأ الحديث عن النجوى في الآية الثامنة من السورة بقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ) (المجادلة: 8). هذه الآية تشير إلى أن ظاهرة النجوى قد بدأها المنافقون، وقد نهاهم عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضي الله عنهم، ولكنهم لم ينتهوا، واستمروا في التناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي الآية التي بعدها جاء التوجيه القرآني للمسلمين بعدم الاشتراك في ذلك السلوك الاجتماعي السلبي، وإذا كان لابد من التناجي بينهم، فليكن ذلك التناجي بالبر والتقوى وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (المجادلة: 9). ثم أكدت الآية العاشرة النهي عن النجوى وبيان آثارها السلبية، وذلك بوصفها بأنها من الشيطان لإحزان المؤمنين ومحاولة الإضرار بهم: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (المجادلة: 10).

ويبدو أن ظاهرة النجوى استمرت في الانتشار، حتى أصبحت ظاهرة مزعجة للمجتمع المسلم، وأن تلك التوجيهات النبوية والقرآنية لم تنفع في تحجيمها والقضاء عليها. ولذلك جاء الإجراء الحاسم باشتراط تقديم صدقة بين يدي مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المجادلة: 12).

يقول الجصاص: "قَدْ دَلَّتْ الْآيَةُ عَلَى أَحْكَامٍ ثَلَاثَةٍ: أَحَدُهَا: تَقْدِيمُ الصَّدَقَةِ أَمَامَ مُنَاجَاتِهِمْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ يَجِدُ، وَالثَّانِي: الرُّخْصَةُ فِي الْمُنَاجَاةِ لِمَنْ لَا يَجِدُ الصَّدَقَةَ بِقَوْلِهِ: (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَسْأَلَةَ كَانَتْ مُبَاحَةً لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الصَّدَقَةَ."[2]
وقد أدى هذا الإجراء الاحترازي إلى تحجيم ظاهرة النجوى، ولكنه من جهة أخرى سبب ضيقا لأصحاب الحاجات من الفقراء، فجاء بعد ذلك رفع ذلك الإجراء الاحترازي، مع التأكيد على توجيه همة المسلمين إلى الاشتغال بالعبادات، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع توجيهاته. فقال تعالى: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المجادلة: 13).

وليس هناك نص صحيح يُحدّد المدة التي استمر فيها ذلك الإجراء الاحترازي بتقديم الصدقة بين يدي مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد وردت في ذلك روايات أغلبها منسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهي روايات لا تصح، الظاهر أنها من نَسْج القُصَّاص وأنصار التشيُّع الذين تفننوا في وضع الأخبار التي تنسب كل الفضائل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال ابن العربي: "وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ تَصَدَّقَ فِي ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، تَصَدَّقَ بِدِينَارٍ، وَنَاجَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَرُوِيَ أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِخَاتَمٍ، وَهَذَا كُلُّهُ لَا يَصِحُّ."[3]

وفيما يأتي عرض لبعض تلك الأخبار الضعيفة من باب التنبيه على ضعفها، وليس من باب الاستشهاد بها.
أخرج الترمذي عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ الأَنْمَارِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قَالَ لي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَرَى؟ دِينَارٌ؟ قُلْتُ: لاَ يُطِيقُونَهُ، قَالَ: فَنِصْفُ دِينَارٍ؟، قُلْتُ: لاَ يُطِيقُونَهُ. قَالَ: فَكَمْ؟ قُلْتُ: شَعِيرَةٌ. قَالَ: إِنَّكَ لَزَهِيدٌ. قَالَ: فَنَزَلَتْ (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ) الآيَةَ. قَالَ: فَبِي خَفَّفَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ." قال الترمذي: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ". وهذا الخبر مروي عن علي بن علقمة الأنماري، وهو ضعيف. قال عنه البخاري: "عليّ بْن عَلقَمَة الأَنمارِيُّ الأَنصارِيُّ. عَنْ عليٍّ رضي الله عَنْهُ. رَوَى عَنه سالم بْن أَبي الجَعد فِي الكُوفيين. فِي حديثه نَظَرٌ." (التاريخ الكبير للبخاري بحواشي محمود خليل ج6، ص289). ذكره ابنُ حِبَّان في كتاب"الثقات" ج5، ص163، ثم ذكره بعد ذلك في "المجروحين" وقَال: "منكر الحديث، ينفرد عن علي بما لا يُشبه حديثه، فلا أدري سمع منه سماعا أو أخذ ما يروي عنه عن غيره؟ والذي عندك ترك الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات من أصحاب علي في الروايات." (ج2، ص85).

روى ابن أبي شيبة في مصنَّفه عن عبد اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ بن أبي سليم عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: "إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَلَا يَعْمَلُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي. كَانَ لِي دِينَارٌ فَبِعْتُهُ بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ، فَكُنْتُ إِذَا نَاجَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَصَدَّقْتُ بِدِرْهَمٍ حَتَّى نَفِدَتْ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) [المجادلة: 12]." (مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الفصائل، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ج6، ص373، رقم (32125). هذه رواية لا تصح؛ لأن فيها ليث بن أبي سليم وهو ضعيف كثير التخليط. جاء في الكواكب النيرات (ص: 493): "ليث بن أبي سليم بن زنيم -بالزاي والنون مصغرا- أبو بكر الكوفي. روى عن طاوس ومجاهد وعطاء والشعبي وشهر بن حوشب وأبي إسحاق وغيرهم. وعنه عبد السلام بن حرب والثوري والحسن بن صالح وشعبة بن الحجاج وأبو بدر شجاع بن الوليد وآخرون. قال ابن سعد: كان ليث رجلا صالحا عابدا وكان ضعيفا في الحديث. وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بذاك ضعيف. وقال أبو حاتم وأبو زرعة لا يُشتغل به، هو مضطرب الحديث. وقال الإمام أحمد مضطرب الحديث، ولكن حدث الناس عنه. وجاء في سير أعلام النبلاء (6/ 180): "قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ عُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، فَقَالَ: سَأَلْتُ جَرِيْراً عَنْ: لَيْثٍ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، فَقَالَ: كَانَ لَيْثٌ أَكْثَرَ تَخلِيطاً، وَيَزِيْدُ أَحْسَنَهُم اسْتِقَامَةً. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذَا، فَقَالَ: أَقُوْلُ كَمَا قَالَ جَرِيْرٌ."

وزيادة على ما سبق، فإن روايات مجاهد عن علي رضي الله عنه كلها ضعيفة؛ لأنها مراسيل لا ندري عمن أخذها. جاء في سير أعلام النبلاء (ج4، ص454): "قال ابن خراش: أحاديث مجاهد عن علي وعائشة مراسيل."

ومما يؤيد ضعف الروايات المنسوبة إلى مجاهد ما فيها من تضارب: فالرواية السابقة تزعم أنه كان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه دينار صرفه عشرة دراهم، وكان كلما أراد أن يناجي الرسول صلى الله عليه وسلم قدم بين يدي نجواه درهما، وهذا يعني أن الحكم بقي مدة طويلة كانت كافية لمناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم عشر مرات والتصدق بعشرة دراهم. في حين نجد رواية أخرى منسوبة إلى مجاهد نفسه تزعم أن الأمر بتقديم الصدقة بين يدي النجوى كان لمدة ساعة فقط، بحيث تمكن علي بن أبي طالب وحده من العمل بذلك الأمر وتقديم الصدقة! عن مجاهد بن جَبْر قال: "قال علي رضي الله عنه مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ غَيْرِي حَتَّى نُسِخَتْ، وما كانت إلا ساعة." (الجصاص، أحكام القرآن، ج5، ص316.)
[1] البيهقي، أبو بكر، المدخل إلى السنن الكبرى، تحقيق محمد ضياء الرحمن الأعظمي (الكويت: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، د. ت) ص231.
[2] الجصاص، أحكام القرآن، ج5، ص515- 516.
[3] ابن العربي، محمد بن عبد الله أبو بكر، أحكام القرآن، مراجعة وتعليق محمد عبد القادر عطا (بيروت: دار الكتب العلمية، ط3، 1424هـ/ 2003م) ج4، ص201.
 
التعديل الأخير:
أعلى