العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

اليد الواسعة الفضل

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
اليد الواسعة الفضل

نبحث عن الأيدي الحانية التي تمسح عنا ما نجد وقت الألم، أو الضيق، أو حين تلسعنا برودة أعاصير الحنين لمن نفتقد.
ولكن كلا من العقل والقلب والنفس يريد اليد التي يظن أنها اليد الحانية، والدافئة، الأمينة الواعية التي ستكون العصا السحرية التي تُشفي الألم، وتُذهب الحزن، وتُدفء زمهرير الوجْد لأحب الناس للقلب.

وقد نخطئ أحيانا، وتكون تلك اليد ما هي إلا صورة خادعة لشوك بلا ورد، وسكاكين، وسهام، بل وحراب، ولا نراها، وهي مغلفة بمعسول الكلام الكاذب، وخداع دموع التماسيح، وإخلاص الثعلب، أو تكون يدا قصيرة لا تستطيع الوصول لدمع القلب -وهذا ليس ذنبها-، أو تستطيع الوصول لدمع القلب ولكنها تخطئ -عن غير قصد- في أذى العين من شدة المسح.

لذا يجب علينا أن نتلمس الرؤية الحقة لليد التي نريد أن نجد السكينة والأمن في كنفها، وإلا فلا نلوم إلا هذه النفس التي كثيرا ما تدلس علينا لهوى قد أَلّمَ بها.
قد يُقدر الله بعلمه علينا هذا، ويُغلق دوننا كل الأيادي حتى لا نجد إلا يدا واحدة هي التي تكون الكنف والأمان والتي لن نجد السكينة إلا معها وبها، قوله تعالى: (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ غ? وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، فقيل الفضل هو: (الإحسانُ ابتداءً بلا علّة)، وعندما ننظر لكلمة علة، فهل هي علة في كم العطاء أو نوعه، أو في تكدير المعطي للآخذ؟ فسبحانه يعطي بإحسان طيب والذي يفسره قوله تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)، فقيل هو (مبالغة في الوصف بالجود)، كي لا نطمع إلا فيه سبحانه.

وفي الحقيقة عندما نركن لله تعالى بما أخطأنا، وبما نسينا، وبما غفلنا، ونقول اللهم اعف واغفر، وارحم فإنه سبحانه يرحم ويعفو ويغفر، ثم نقول له سبحانه: يا رب ارزقنا.. يعطينا ويغنينا، وعندما نحذر غدر أحد نقول: يا رب امنع شر وحسد وأذى الظالمين فنفوض أمرنا لله تعالى؛ فيحفظنا من شر كل ذي شر.
فهل يوجد يد أرحم من يده سبحانه.

إذا أردنا شيئا فعلينا العمل بقوله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ غ? وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ).
فلن أقول هذه عصا سحرية أو خاتم سليمان ولكني أدركت أنني أستجلب قوة الله وقدرته سبحانه وكلمته إذا أراد كن فيكون، فمن من البشر يفعل ذلك؟!
وإذا احترنا في أمرا فعلينا بقوله صلى الله عليه وسلم (عبد الرحمن بن أبي الموالي قال سمعت محمد بن المنكدر يحدث عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول:
"إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم هذا الأمر -فيسميه ما كان من شيء- خيرا لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو خيرا لي في عاجل أمري، وآجله، فاقدره لي، ويسره لي، وبارك لي فيه، وإن كنت تعلم -يقول مثل ما قال في المرة الأولى- وإن كان شرا لي فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيثما كان، ثم رضني به").

صدق الله العظيم ورسوله (صلى الله عليه وسلم).

سهير علي
 
أعلى