العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

براءة المسلمين من التعصب الذميم

براءة المسلمين من التعصب الذميم

  • لا. بل أرى الحوار معهم مخادعة لنا، ولا فائدة فيه.

    الأصوات: 0 0.0%

  • مجموع المصوتين
    2

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
براءة المسلمين
من التعصب الذميم

حين حَكَم المسلمون الأندلس- لمدة ستة قرون- ضمنوا حوارًا دينيًا مفتوحًا بين جميع الطوائف والملل والنحل في حرية تامة، فكان هناك حوار بين اليهود والنصارى والمسلمين، وكانت تعقد المناظرات العلنية، وتؤلف الرسائل والكتب لمناقشة الآراء اللاهوتية والعقائد الدينية، بلا خوف ولا خطر. ولم يسلم الدين الإسلامي من هذه المجادلات والمناقشات، وعلى الرغم من أن السلطة في يد المسلمين، إلا أن الحرية الفكرية كانت مكفولة تمامًا فيما لم يعرفه ذلك العصر في مكان آخر.
وبعد سقوط دولة المسلمين في الأندلس، وسيطرة الفرنجة عليها، جمع النصارى أحقادهم ضد المسلمين واليهود، وحاسبوهم على أرائهم التي أبدوها في مناظراتهم الماضية، واعتبرها الحكام الجدد اعتداءً يقتضي التنكيل والعقاب، وانتهى الأمر بالتعذيب، فيما عرف بمحاكم التفتيش، ثم طُرد ما تبقى من المسلمين واليهود من الأندلس نهائيًا بعد سنة 1492م.
إن الأدلة التاريخية على براءة المسلمين من التعصب الأعمى كثيرة، ولو كان الأمر على غير ذلك، ما بقي في بلاد الإسلام معبد، ولا كنيسة. على حين أننا نرى معابد وكنائس عتيقة في بلادنا لم تمسسها يد، في وقت أدى التعصب بنصارى الفرنجة إلى تدمير المساجد في الأندلس وجزر البحر المتوسط وغيرها من البلاد التي كان يحكمها المسلمون، كما نصَّروا المسلمين من أهلها قسْرًا وإرهابًا بالسيف.
ومنذ ظهر الإسلام وحتى اليوم، يعيش بين المسلمين مللٌ ونحل شتى، مكفولٌ لها حرية العبادة، وكافة الحريات المدنية. ويلتحم هؤلاء بنسيج المجتمع المسلم، فيشترك الجميع في الجيش والوظائف والمساكن، وسائر أوجه الحياة، بلا تمييز. ولم تعرف بلاد المسلمين شيئًا مثل "الجيتو اليهودي"، الذي عُرف دهرًا في أوربا، وكان مغلقًا عليهم.
ومن هنا نقول: إننا بحاجة إلى جهد علمي مؤسسي منظم لردِّ مظلمة الإسلام في الإعلام والفكر الغربي، واستثمار كل وسائل العصر كالإنترنت والفضائيات؛ لإظهار فضل الحضارة الإسلامية على العالم لأكثر من ألف عام، بشرط ألا يكون هذا العمل مجرد دعاية سطحية، ولكن مشروعًا منهجيًا، ينفذ إلى الحقائق التي تخاطب العقل الغربي، خطابًا يجمع بين المنطقية والتشويق، والعمق والطرافة؛ لكي يمحو النظرات الخاطئة التي حملها الغرب عن الإسلام منذ آلاف السنين وحتى اليوم.
إن تراكمات الماضي، التي صنعت عن العرب والمسلمين صورة نمطية في المخيلة الغربية، ليس من السهل إزالتها، ولكنها تحدٍ يجب أن يشارك فيه كافة المؤسسات الإسلامية والعربية الكبرى كمنظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وتتحد مع جهود الساسة والإعلاميين والصحفيين والكتاب والمفكرين، وأن تسخر له إمكانات دولنا إذا كنا نرغب حقًا في خدمة ديننا، وعرضه على الناس عرضًا يبرئه من التحيز وضيق الأفق، والتشويه والأكاذيب. ونحن بهذا الجهد نسهم في إرساء قواعد الأمن والسلم الدوليين.
والله الموفق،،،
 
أعلى