العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تأملات منهجية لفقه كتاب الله تعالى ...

إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
اعلم أخي ابتداءً يا من جذبك ما أُثبت عنوانا لهذه الكلمات، والتي في ظني أن مسلما عاقلا يبغي الهداية والرشاد لا يستغني عما كتب في طياتها فضلا عن طالب علم رام نبوغا وتحصيلا ...
أقول اعلم أن كتاب الله تعالى فيه من أصول العلوم وقواعد الفهوم ما تكل العقول الناضجة عن حصره، وتعجز الفهوم النيرة عن الإحاطة به، فهو ميدان مطارحات العلماء الربانيين، ومزرعة حصاد جهود العارفين العاملين، حري بطالب علم فطن لبيب أن يعتني به حق الاعتناء، فيدرسه بتؤدة دون عجل، ويتدبر مراميه ومقاصده دون كلل أو ملل...
وإني –والله- أعجب لطالب علم عكف على كتاب في أصول الفقه أو قواعد الرواية أو علوم اللغة، فتجده يقرأه ليلا ونهارا، صباحا ومساءً، فيختصره تارة ويستنبط فوائده تارة أخرى، ثم يقرأ شروحه وحواشيه، وتتماته وتعليقات منتقديه، وهو لكتاب الله هاجرا لا يقرأه إلا تلاوة وترنما، يبغي بذلك أجرا وثوابا سمعه في حديث أو أثر ...
أنا لا ألوم هذا ولا ذاك على فعله فكل ذلك خير، ولكن طالب العلم الذكي التقي، يبتغي دوما أرفع العلوم وأشرفها، فيسلك مع كتاب الله تعالى نهج سلفنا الكرام، الأئمة الأعلام، فهذه دعوة – يا طالب العلم النبيه- للوقوف مع كتاب الله تعالى برهة، ولإدراجه ضمن مشاريعك القادمة التي تسلكها لبناء شخصيتك العلمية ...
سأعرض المنهجية المذكورة في نقاط واضحة، فذلك أدعى للفهم والتركيز فأقول:
القراءة التي نريد منك هي قراءة العين والقلب لا قراءة اللسان، فكما تقرأ أي كتاب ترجو فهمه، فكذلك افعل مع كتاب الله تعالى، واترك وقتا آخر لقراءة التلاوة أو قراءة الحفظ، وإن كان المفترض بك أخي أن تكون حافظا له !!
• معرفة معاني المفردات التي تستشكلها أثناء القراءة، وكذا مجمل التراكيب اللغوية الغير معهودة في أصل كلامنا اليومي، فلا بد من معرفة ظاهر معانيها..
• معرفة أسباب النزول وتتمات الأحداث والقصص الواردة في القرآن، وذلك لتكتمل صورتها في ذهن الدارس، وليعلم تلك المواضع التي أفردها القرآن بالذكر، واختارها لينص عليها ...
بعد المرحلة السابقة أصبح ظاهر القرآن واضحا جليا، مع التنبيه دوما على المحافظة على التركيز التام أثناء القراءة، وكذا تدوين تلك المعاني التي تستخلصها أثناء قراءتك أو التي تنقدح في ذهنك حال تدبر كلام الله تعالى ...
تلك المراحل السابقة قد تتم خلال ختمات كثيرة للقرآن ولكنها في نظري أساس الفهم الصحيح والنبوغ الظاهر ...
أخيرا تستطيع الإبحار في تلك التفاسير العظام التي ملأت رفوف مكتباتنا، وتنهل من معينها، وإياك وتنكيس منهج التعلم فينتكس عقلك ويكل عن الفهم والتحصيل ... ثم اعلم أن قراءة التفاسير بأنواعها الفقهية واللغوية وغيرها لا يستفيد منها طالب العلم الفائدة المثلى إلا بعد أن يحار ذهنه في معرفة معنى عبارة من عباراته أو حكم من أحكامه، فالعقل يقدر حق التقدير الفائدة التي بحث عنها لا التي طرقت ذهنه دون سابق إنذار !!
ختاما هذه تأملات ما أتيت بها من هواجس دارت في ذهني أو كلمات قرأتها من هنا أو هناك، إنما هي صحبة مع كتاب الله تعالى، بعد أن كنت قلقا لجفاء ما بيني وبين كتاب ربي، فصرت أدرسه وأنظر ما أستشكله، وأدون كل مرحلة من ذلك، حتى انتهيت إلى ما رأيتَ، فزال شيء من حسرة كانت في قلبي، فأحببت أن تشاركني إن كان حالك كحالي، وإن كنت قد تجاوزت هذه المرحلة أو ظهر لك ملحظ فريد، فلا تحرمنا مزيد توجيه لعل الله أن ينفع بعضنا ببعض ...
وكتبه محبكم / زايد بن عيدروس الخليفي
 

حفيدة عائشه

:: متابع ::
إنضم
2 مارس 2008
المشاركات
42
التخصص
شريعه
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
الحنبلي
جزاكم الله خيرا وبارك المولى فيكم وبكم ..
 
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
مقالة رائعة، كتب بقلم سيّال، وصيغت بأسلوب راقٍ سلسل، زادك الله علما.....

لكن لا تنسى أخي زائد -حفظكم الله- أن قراءة كتاب الله مع تمكن بمعرفة للمقدمات الأساسية للعلوم الشرعية، أو مايسمى عند علمائنا المتقدمين بعلوم الآلة يساعد كثيرا في فهم الكتاب العزيز ويعين على تدبره.

ومن هذه المقدمات دراسة علوم القرآن وقواعد التفسير وأصول الفقه و قواعد النحو والصرف، وعلم البلاغة بأقسامه الثلاثة من علم معانٍ وبيانٍ وبديع، والذي للأسف يهمله الكثير من طلاب العلم، ويالله كم له من أهمية لمن أراد أن يعيش مع القرآن، ويبحر في أعماق كنوزه، ويغوص في معارفه، ويتعمق في علومه، فكم تساعد البلاغة على تأمل القرآن وتدبره وفهمه...

أكرر شكري لكم على هذه الاشارات المباركات.....
ننتظر المزيد.
 
التعديل الأخير:
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
جزاكما الله خيرا ...
أحسنت أخي محمد فهي إضافة مهمة في محلها إلا أني قصدت بخطابي طالب العلم الناضج، ولا أظن أحدا نسميه بهذا الاسم إلا وقد تجاوز مرحلة علوم الآلة ...
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: تأملات منهجية لفقه كتاب الله تعالى ...

ها قد مضى عام ،،
تجري الأيام ونقترب من آجالنا ،،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،،
أقول مكررا
للرفع بمناسبة قرب شهر رمضان ،،

ولنجعل قراءة هذه السنة مختلفة عن قراءات باقي السنين ،،
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: تأملات منهجية لفقه كتاب الله تعالى ...

جزاكم الله خيراً.
هل لكم أخي الفاضل أن تبيّنوا لي ما قصدتم بالتمام من هذه الفقرة، من فضلكم؟
ثم اعلم أن قراءة التفاسير بأنواعها الفقهية واللغوية وغيرها لا يستفيد منها طالب العلم الفائدة المثلى إلا بعد أن يحار ذهنه في معرفة معنى عبارة من عباراته أو حكم من أحكامه، فالعقل يقدر حق التقدير الفائدة التي بحث عنها لا التي طرقت ذهنه دون سابق إنذار !!
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: تأملات منهجية لفقه كتاب الله تعالى ...

جزاكم الله خيراً.
هل لكم أخي الفاضل أن تبيّنوا لي ما قصدتم بالتمام من هذه الفقرة، من فضلكم؟

هذا كما يقول العامة: اللقمة بعد التعب لها طعمها (ابتسامة) ،،
فالمعلومة الجاهزة لا يقدرها العقل حق التقدير، أما التي تعب عليها فسيعض عليها بنواجذه ،،
فمثلا: طرح السؤال والاشكال على الطلبة ثم الإجابة عنه أدعى لاستقراره في الذهن، إذ يجعل العقل منشغلا في البحث عن الإجابة فإذا وجدها فرح بها وحفظها ،،
وهذا الاسلوب -اعني اسلوب اثارة الذهن قبل اثبات المعلومة- أسلوب قرآني معهود في كثير من المواطن ،،
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: تأملات منهجية لفقه كتاب الله تعالى ...

هذا كما يقول العامة: اللقمة بعد التعب لها طعمها (ابتسامة) ،،
فالمعلومة الجاهزة لا يقدرها العقل حق التقدير، أما التي تعب عليها فسيعض عليها بنواجذه ،،
فمثلا: طرح السؤال والاشكال على الطلبة ثم الإجابة عنه أدعى لاستقراره في الذهن، إذ يجعل العقل منشغلا في البحث عن الإجابة فإذا وجدها فرح بها وحفظها ،،
وهذا الاسلوب -اعني اسلوب اثارة الذهن قبل اثبات المعلومة- أسلوب قرآني معهود في كثير من المواطن ،،

ما فهمته:
أنني ، وأنا أقرأ القرآن الكريم، أتمعن في المعاني والتراكيب، فإذا أشكل عليّ أمر، فتّشتُ عنه في كتب التفسير و اللغة.. كالباحث عن كنز فوجده بعد تنقيب وجهد، كيف تكون فرحته؟
أما أن يقرأ مباشرة من تلك الكتب، دون البحث عن شيء معين، ربما يكون نصيبه من اللذة بمعرفتها، واستقرارها في الذهن، أقلّ حظّاً من الحالة الأولى.
أليس هذا ما أردتم قوله؟
إن كان نعم، فإني أشارككم الرأي، وسبحان الله على هذه الموافقة، فمنذ يومين، قرّرتُ أن أدرس مادة التفسير- المقررة عليّ للدورة الثانية - بطريقة مختلفة ، فصرتُ أتنبّه لبعض الكلمات ما إعرابها، وممّ اشتُقَّتْ، وكيف تُصرّف بعض الأفعال، وما هو وجه البلاغة في هذه الآية، إضافة للوجوه التي ذكرها المؤلف...وكوّنتُ بذلك قائمة من الأسئلة، سأبحث عن بعضها، والبعض الآخر سأطرحه في الملتقى كي نستفيد سوياً بالأخذ والردّ!!
فوجدتُ متعةً جمّةً من خلال ذلك، وابتعدتُ عن جوّ الدراسة والحفظ المملّ، إلى الفهم والتفكير فيما بين الكلمات والسطور.. وكله بتوفيقٍ من الله وفضله عليّ!
 

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: تأملات منهجية لفقه كتاب الله تعالى ...

جزاك الله خيرالجزاء
موضوع مثيرلشجون كثيرة..
ولكن (ليلى) لاتدين لي بذا والله المستعان*
قد أعود.
 

الهمة العلياء

:: متخصص ::
إنضم
3 يونيو 2010
المشاركات
150
التخصص
فقه
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: تأملات منهجية لفقه كتاب الله تعالى ...

لفتة مهمة في هذا الوقت بالذات..
وفعلا كثير منا ينؤ بأعباء الدارسة المنهجية ثم البحث، ويشغله هذا كله عن الاشتغال بكتاب الله تدبرا وبحثا وتفسيرا..
اسأل الله أن يسهل لنا العناية بكتابه والعمل به.
جزيتم خيرا..
 
أعلى