العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تحقيق "نهاية التدريب نظم غاية التقريب" مقابل على خمس نسخ خطية وعلى أصله "متن الغاية والتقريب"

إنضم
10 ديسمبر 2020
المشاركات
1
الجنس
ذكر
الدولة
الإمارات
المدينة
أبو ظبي
المذهب الفقهي
الشافعي
تحقيق "نهاية التدريب نظم غاية التقريب"
مقابل على خمس نسخ خطية وعلى أصله "متن الغاية والتقريب"
رابط الكتاب:
حمل: نهاية التدريب نظم غاية التقريب

----------------------------------------------------------------------------
منهجُ العمريطي في النَّظمِ :

أولاً : استيفاءُ الأصلِ :
قالَ النَّاظمُ :

نَظَمْتُهُ مُسْتَوفِيَاً لِعِلْمِهِ*مُسَهِّلَاً لِحِفْظِهِ وَفَهْمِهِ

ومنَ الأمورِ التي تصرَّفَ بهَا النَّاظمُ ، ممَّا لا يُفقدُ شرطَهُ المستوفي للمتنِ :

* حذفُ بعضِ المسائلِ التي تُدركُ بالأولَى : مثالُ ذلكَ : قولُهُ :

وَتَحْرُمُ الصَّلَاةُ كَالتَّطَوُّفِ*مِنْ حَائِضٍ وَمَسُّهَا لِلمُصْحَفِ

حيثُ ذكرَ الأصلُ مِنْ جملةِ ما يحرُم على الحائضِ : ‹مَسُّ المصحفِ وحملُهُ› ، وأهملَ النَّاظمُ ‹حملَهُ› ، لأنَّ حرمةَ مسِّ المصحفِ تعني مِنْ بابِ أولى حرمةَ حملِهِ.

* إبدالُ بعضِ الألفاظِ ببعضِهَا لأفضليَّتِهَا في أداءِ المعنى : مثالُ ذلكَ قولُهُ :

لِطُهْرِهِ وَالسَّتْرِ وَالأَذَانِ مَعْ*إِقَامَةٍ وَخَمْسِ رَكْعَاتٍ يَسَعْ

حيثُ ذكرَ أبو شجاعٍ ‹الوُضوءَ› بدلَ ‹الطُّهرِ› ، قالَ الفشنيُّ : ‹تعبيرُ النَّاظمِ بالطُّهرِ الشَّاملِ للغسلِ والتَّيمُّمِ وإزالةِ الخبثِ أولَى مِنْ تعبيرِ أصلِهِ بالوضوءِ›.

ثانياً : تتميمُ الأصلِ : قالَ النَّاظمُ :

مَعْ مَا بِهِ تَبَرُّعَاً أَلْحَقْتُهُ*………………………

تَتِمَّةً لِأَصْلِهِ الأَصِيلِ*وَلَمْ يُمَيَّزْ خَشْيَةَ التَّطْوِيلِ


وقدْ تعدَّدتْ زياداتُهُ في النَّظمِ على عدَّةِ أوجُهٍ كمَا يأتي :

* الزِّيادَةُ في المقدِّماتِ والمتمِّماتِ : كالحدودِ والتَّعريفاتِ ، مثالُ ذلكَ: تعريفُهُ للزِّنَى – وقدْ أهملَهُ الأصلُ - في قولِهِ :

وَمَنْ يُغَيِّبْ مَوضِعَ الخِتَانِ*فِي فَرْجِ أَجْنَبِيَّةٍ فَزَانِي

وتعريفُ الرَّضْخِ في قولِهِ :

وَالرَّضْخُ قَدْرٌ دُونَ سَهْمٍ يَجْتَهِدْ*فِيهِ الإِمَامُ بِاعْتِبَارِ مَا وُجِدْ

وزيادةُ بعضِ الفروعِ التي أهملَهَا الأصلُ – وهيَ كثيرةٌ - ، مثالُ ذلكَ : زيادتُهُ حكمَ الغُسَالَةِ في قولِهِ :

وَلَو جَرَى قَلِيلُ مَآ عَلَى مَحَلْ*نَجَاسَةٍ أَزَالَهَا ثُمَّ انْفَصَلْ

وَلَمْ يَزِدْ وَزْنَاً وَلَا تَغيَّرَا*فَطَاهِرٌ وَلَمْ يَكُنْ مُطَهِّرَا

وتفصيلُ بعضِ المسائلِ الفقهيَّةِ المجملةِ ، مثالُ ذلكَ : تفصيلُ الأموالِ التي لَا تُقطعُ يَدُ السَّارقِ بهَا في قولِهِ :

فَلَا يَجُوزُ قَطْعُهُ إِذَا سَرَقْ*مَا بَعْضُهُ مِلْكٌ لَهُ أَو مُسْتَحَقْ

وَلَا بِمَالِ أَصْلِهِ أَو فَرْعِهِ*وَغَيرُ ذَاكَ مُوجِبٌ لِقَطْعِهِ

وتفصيلُ جوازِ صيامِ يومِ الشَّكِّ عَنِ النَّذرِ أو القضاءِ أو الكفَّارةِ ، في قولِهِ:

أَو صَامَهُ عَنْ نَذْرِهِ أَو عَنْ قَضَا*أَو كَانَ عَنْ كَفَّارَةٍ فَيُرْتَضَى

* تقييدُ المطلقِ فيهِ : قالَ النَّاظمُ :

………………………*أَو لاَزِمَاً كَمُطْلَقٍ قَيَّدْتُهُ

مثالُ ذلكَ : تقييدُ حكمِ ضبَّةِ الفضَّةِ الصَّغيرةِ والكبيرةِ لمَا أطلقَهُ الأصلُ مِنْ حُرمةِ استعمالِ الأواني مِنَ النَّقدينِ ، في قولِهِ :

لَا ضَبَّةٍ مِنْ فِضَّةٍ صَغِيرَةْ*فِي العُرْفِ أَو لِحَاجَةٍ كَبِيرَةْ

وتقييدُ إطلاقِ الفعلِ الكثيرِ المبطلِ للصَّلاةِ بالموالاةِ في قولِهِ :

وَالفِعْلُ إِنْ يَكْثُرْ وَلَاءً ……*………………………

* تصحيحُ المضعَّفِ : قالَ النَّاظمُ :

وَحَيثُ جَاءَ الحُكْمُ فِي كِتَابِهِ*مُضَعَّفَاً أَتَيتُ بِالمُفْتَى بِهِ

مُبَيِّنَاً مَا اخْتَارَهُ بِنَقْلِهِ*………………………


فبعضُ التَّصحيحاتِ بيَّنَ فيهَا النَّاظمُ مذهبَ الإمامِ الشَّافعيِّ القديمِ والجديدِ والرَّاجحِ فيهِمَا ، واختيارَ أبي شجاعٍ بينَهُمَا ، مثالُ ذلكَ : بيانُهُ اعتمادَ امتدادِ وقتِ المغربِ إلى العشاءِ حتَّى يغيبَ الشَّفقُ الأحمرُ ، وهوَ ما رجَّحَهُ النَّوويُّ في المجموعِ ، قالَ النَّاظِمُ :

وَفِي القَدِيمِ يَلْزَمُ امْتِدَادُهُ*إِلَى العِشَا وَالرَّاجِحُ اعْتِمَادُهُ

وفي بعضِهَا ذكرَ الصَّحيحَ فيهِ مِنْ غيرِ بيانِ القديمِ والجديدِ ، ومنْ غيرِ بيانِ اختيارِ أبي شجاعٍ ، مثالُ ذلكَ : حَذْفُ النَّاظمِ ‹المبيتَ بمنى› و‹المبيتَ بمزدلفةَ› و‹طوافَ الوداعِ› مِنَ السُّننِ ، وجعْلُهَا في الواجباتِ ، لأنَّ جعلَهَا مِنَ السُّننِ مبنيٌّ على أصلٍ ضعيفٍ ، قالَ النَّاظمُ :

وَالوَاجِبُ الإِحْرَامُ مِنْ مِيقَاتِهِ*وَالرَّمْيُ لِلْجِمَارِ فِي أَوقَاتِهِ

وَأَنْ يَبِيتَ الشَّخْصُ بِالمُزْدَلِفَةْ*وَفِي مِنَى اللَّيَالِيَ المُشَرَّفَةْ

وَتَرْكُ مَا يُسْمَى مَخِيطَاً سَاتِرَا*وَأَنْ يَطُوفَ لِلْوَدَاعِ آَخِرَا

وقولُهُ في شروطِ زكاةِ الخليطينِ :

وَالفَحْلُ وَالمَرْعَى كَذَاكَ الرَّاعِي*وَمُطْلَقَاً فِي شِرْكَةِ الشِّيَاعِ

قالَ الفشنيُّ : ‹عدلَ النَّاظمُ عنْ قولِ أصلِهِ : "والحالبُ واحدٌ" لضعفِهِ. وأبدلَهُ بقولِهِ : "كذاكَ الرَّاعي"›.

ثالثاً : حذفُ الزَّائدِ : وهوَ ما لَا دليلَ عليهِ ولَا تأويلَ لهُ ، أو ما كانَ الدَّليلُ خلافَهُ ، أي : مِنْ غيرِ بيانِ ضدِّهِ ، إذْ لَا طائلَ مِنْ إيرادِ ذلكَ ، قالَ النَّاظمُ :

………………………*وَرُبَّمَا حَذَفْتُهُ مِنْ أَصْلِهِ

إِنْ لَمْ أَجِدْ لِحَمْلِهِ دَلِيلَا*وَلاَ إِلىَ تَأوِيلِهِ سَبِيلَا


مثالُ ذلكَ في ‹بابِ حدِّ السَّرقةِ› : إهمالُ النَّاظمِ ما ذكرَهُ الأصلُ مِنْ أنَّ السَّارقَ يُقتلُ صبرَاً إذَا استوفَى كلَّ القطعِ والتَّعزيرِ ، لأنَّهُ خلافُ المفتى بهِ في المذهبِ ، للأحاديثِ الواردةِ في النَّهيِ عَنِ القتلِ صبرَاً.

رابعاً : التزامُ نسقِ الأصلِ : في العدِّ والحدِّ والترتيبِ ، قالَ النَّاظمُ :

وَقَدْ مَشَيتُ مَشْيَهُ فِي الغَالِبِ*فِي عَدِّهِ وَحَدِّهِ المُنَاسِبِ

مُرَتِّبَاً تَرْتِيبَهُ مُبَيِّنَا*………………………


فالتزمَ النَّاظمُ تقسيمَ الأبوابِ والفصولِ ، وتفريعَ المسائلِ ، وترتيبَ الأبوابِ ، كلُّ ذلكَ في الأعمِّ الأغلبِ.

حيثُ خالفَ ترتيبَ الأصلِ في بعضِ الأبوابِ ، مثالُ ذلكَ : تقديمُهُ ‹المسحَ على الخفَّينِ› على ‹الغسلِ› ، و‹زكاةَ الزُّروعِ والثِّمارِ› على ‹زكاةِ النَّقدينِ› و‹بابَ الاستبراءِ› على ‹فصلِ ما يجبُ للمعتدَّةِ› ، خلافَاً لما جرى عليهِ الأصلُ.

كمَا خالفَ في تعدادِ بعضِ المسائلِ ، مثالُ ذلكَ : في ‹موانعِ الإرثِ› حيثُ ذكرَ الأصلُ أنَّ الممنوعينَ مِنَ الإرثِ سبعةٌ ، وزادَ النَّاظمُ : ‹المبعَّضَ والزِّنديقَ›.
----------------

نهاية التدريب.jpegإذن خطي بطباعة الكتاب.jpeg
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,137
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
حياكم الله دكتور عبدالكريم
نعمت المشاركة؛ وهذا الاستفتاح ...
وقد أحسنتم بهذا الوقف ذخراً وأجراً ...
وسننتم سنة حسنة لطلاب العلم وأهله ...
جعله الله في ميزان من نويتم له رفعة له يجري أجره إلى يوم الدين ...
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,456
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
ما شاء الله

جزاكم الله خيرا د عبد الكريم
وكتب أجركم
وجعله في ميزان حسناتكم
 
أعلى