رد: تدوين الفوائد التي تقابلني في المذهب الشافعي .
منقول
سيدي المبارك :
جزاكم الله كل خير ..
لم تذكروا (المنهج) لشيخ الاسلام زكريا الأنصاري وهو مختصر المنهاج مع أن كثيراً من علمائنا ينصحون به فما هو موقعه في هذا البرنامج برأيكم ؟؟
وسؤال : قال الشيخ زكريا في الكتاب المذكور (أبدلت المعتمد بغير المعتمد ) فهل نقدم مااعتمده الشيخ زكريا على ماهو مذكور في المنهاج للامام النووي ..
والحمد لله أننا وجدنا أخاً مثلك يهتم بالفقه الشافعي فنرجو من الله أن تبقى متواصلاً معنا في الفقه الشافعي حتى نستفيد منكم ..
وبارك الله فيكم ..
ومبلغ العلم فيه أنه بشر ** وأنه خير خلق الله كلهم
الرد
سيدي ماهر أخوك الفقير إلى عفو ربه سعيد بكم، وأسأل الله أن تكون هذه الصِلات بوادر أخوّة تعقد من أجل الله.
أحب أن أقول أولاً انني مهتم بموضوع الكتب الدراسية من عدة سنوات، وقد أكرمني الله أن تتلمذت على عدة مشايخ من فقهاء الشافعية كلٌ منهم من مدرسة مختلفة، بعضهم من كيرلا في الهند، وبعضهم من سوريا، وبعضهم من حضرموت، والتقيت مع طلبة العلم بالأحساء وسألتهم عن مناهجم الدراسية.
ولا يختلف أحد منهم على أهمية كتاب المنهج، وعلى أهمية الحواشي التي عليه، خصوصاً حاشية الشيخ الجمل، بل إن البعض يقرره دراسياً.
إلا أن عبارات المنهج أصعب من عبارات المنهاج، لكنه يمتاز عن المنهاج بأنه لا يشتت الطالب في ذكر الخلافات، بل يذكر المعتمد مباشرة.
لكن أكثر المشايخ يتوجهون للمنهاج لأن الطاب قد قرأ كتباً قبله كثيرة، عرف من خلالها المعتمد من غيره، فيحتاج بعد ذلك إلى أن يعرف الخلاف في المذهب لكي يتمكن منه، ولكي يستطيع أن يحمل العوام على مقابل الأصح مثلاً في بعض الحالات.
ويضاف إلى ذلك أن المنهاج شرحه أكثر العلماء المتأخرين أمثال الإمام المحلي، والشيخ الخطيب الشربيني في المغني، والشيخ ابن حجر الهيتمي في التحفة، والإمام الرملي في النهاية، والإمام الدميري في النجم الوهاج، وغير ذلك من الكتب الكثيرة المعتمده، مع ما عليها من حواشي نافعة.
ولابد من المرور على هذه الشروحات لأنها العمد في الفتوى، ولكي يمر عليها الطالب يقررون عليه متن المنهاج فقط، أو مع شرح الإمام المحلي، ويطلبون منه الغوص في هذه الشروح واستخراج الدرر منها، والرجوع إليهم في حل مشاكلها وغوامضها.
وكذلك لا يغني المنهج عن المنهاج، فلابد على من قرأه أن يدرس المنهاج لما تقدم.
أما عن هل المعتمد ما ذكره الإمام النووي في المنهاج أم ما اعتمده شيخ الإسلام في المنهج، في الواقع أن في المنهاج مسائل غير معتمدة، وذكر فيه بعض المسائل المعتمدة في القيلات -أي الأقوال الضعيفة غير المعتمدة-، والعلماء قد استدركوا ذلك عليه، فما في كتاب المنهج لشيخ الإسلام والله أعلم قد يكون من استدراكات العلماء من بعد الإمام النووي عليه، ويمكن معرفة ذلك من خلال الرجوع إلى شروحات المنهاج لنقارن ما قالوه مع ما يقوله شيخ الإسلام، وكذلك بالرجوع إلى الحواسي المكتوبة على المنهج.
هذا والله أعلم.