العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تفسير القرآن بالسنة و أقوال الصحابة وبالقران

إنضم
14 مايو 2014
المشاركات
62
الكنية
ابو عبدالله
التخصص
شريعة اسلامية
المدينة
الطائف
المذهب الفقهي
لا يوجد
فضيلة الشيخ / زيد بن مسفر البحري
تفسير القرآن بالسنة و أقوال الصحابة
المقدمة ........... أما بعد :

مازلنا في مقدمة التفسير و كنا في الدرس السابق تحدثنا عن طريقة من طرق تفسير كلام الله عز و جل ألا و هي ( تفسير القرآن بالقرآن ) فإذا لم يوجد في كتاب الله عز و جل ما يفسر كلامه تأتي الطريقة الثانية التي تليها و هي تفسير كلام الله عز و جل بكلام النبي صلى الله عليه و سلم ما الدليل ؟ قول الله عز و جل [وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ] {النحل:44} كلام موجه إلى النبي صلى الله عليه و سلم لم ؟ ( لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ، لا يمكن أن يُعطى اللهُ عز و جل قَدرهُ و لا يُعظّم قدر تعظيمه إلا إذا أثبت بأنه أرسل الرسل عليهم السلام ، فمن أنكر الرسل، أو أحداً منهم فلم يُعظّم الله عز و جل قال تعالى:[وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ] {الزُّمر:67} و ما قدّر اللهُ حق قدره لم ؟ [إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ] {الأنعام:91} ، لأن الله عز و جل لم يخلق هؤلاء البشر عبثا و لا سُدى ، و إنما خلقهم لعبادته ، و لا يمكن أن يُعبد الله عز و جل حقا ، إلا عن طريق الرسل عليهم الصلاة و السلام ، لذا قال صلى الله عليه و سلم كما في المسند و غيره ) ألا )، و ) ألا ) :تُسمى عند البلاغيين أداة تنبيه يراد منها التوكيد، فإذا سمعت كلمة (ألا ) فأعلم أن فيها إشارة إلى أن المُخاطب يجب أن يكون متنبها لما سيُلقى عليه ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم :) ألا إني أوتيت القرآن و مثله معه) ، ما هو الذي أوتيه النبي صلى الله عليه و سلم ؟ هو ( البيان التام لكلام الله ) ، و تتمة الحديث : ( ألا يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يقول ما وجدنا في هذا القرآن من حلال أحللناه، و ما وجدنا فيه من حرام حرمناه ) يشير بذلك أن هناك طائفة تدعى بالقرآنيين يقولون نحن لا نُعنى بشيء غير القرآن ،هذه كلمة جميلة حميدة في سياقها ، و لكنها تحمل الخبث، و الكفر لم ؟ لأنه لا يمكن أن تعرف قول الله عز و جل [وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ] {البقرة:43} إلا عن طريق كلام النبي صلى الله عليه و سلم،(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) هل وجد في كتاب الله عز و جل أن صلاة الظهر أربع ركعات،و صلاة العصر أربع ركعات، و صلاة المغرب ثلاث ركعات، و العشاء أربع ركعات ، و هل وجد في كتاب الله عز و جل أن الفجر ركعتان ؟ لا يوجد ، ( وَآَتُوا الزَّكَاةَ) هل وجد في كتاب الله عز و جل أنصبة الزكاة ، و أنصبة الثمار ، و أنصبة الذهب و الفضة ؟ لا يوجد لكن أين وجد ؟ في سنة النبي صلى الله عليه و سلم ، و هؤلاء المُسَمّون بالقرآنيين يقولون لا نخرج عن منهج القرآن ، تالله و بالله لو أنهم صدقوا في مقولتهم: ( أنهم لا يخرجون عن منهج القرآن ) لآمنوا بالنبي صلى الله عليه و سلم لان في هذا القرآن قوله عز و جل (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ، و من أمثلة ما فُسرت به بعض الآيات من سنة النبي صلى الله عليه و سلم و هذا بعض الشيء، و إلا فهناك كتبا تُعنى بهذا الشيء ، من بينها قول الله عز و جل ( [هُوَ الأَوَّلُ وَالآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {الحديد:3} ) ما معنى هذه الأسماء ؟ و لتعلم أن الآية إذا فُسرت بكلام الله عزو جل أو بكلام النبي صلى الله عليه و سلم فلا يُلتفت إلى ما سواهما ،هذه الآية فُُسرت بتفاسير من بعض المفسرين و لكن نقول على رَسْلِك أيها المفسر- لأن النبي صلى الله عليه و سلم هو أعلم بمراد الله عز و جل منك، و أفهم لكلام الله منك فإذا جاء تفسير لكلام الله عز و جل من النبي صلى الله عليه و سلم ، فلا تبحث عن معنى غيره ، فسر النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيح مسلم فقال ( هو الأول الذي ليس قبله شيء ، و هو الأخر الذي ليس بعده شيء و الظاهر الذي ليس فوقه شيء و الباطن الذي ليس دونه شيء ) هذا هو التفسير الذي لا يُعدل عنه ، مثال آخر : قوله عز و جل [وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ] {الأنفال:60} كلمة ( قوة ) هنا مُطْلقة ، و نكرة ليست معرفة ، و النكرة إذا جاءت في سياق الإثبات، فأعلم أنها مطلقة تصدق على أي قوة ، ففسر النبي صلى الله عليه و سلم كما جاء في صحيح مسلم على أن القوة هي قوة الرمي فقال : ( ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي ،ألا إن القوة الرمي ) فالقوة الحقيقية هي الرمي في قتال العدو،و لا يُكتفى بالرمي الذي كان بالسابق ،و لكن يتعدي إلى كل نوع من أنواع الرمي إلى قيام الساعة ،لكن لو قال قائل أن هناك حديثا مقتضاه أن النبي صلى الله عليه و سلم لا يعلم من كلام الله إلا عددا من كلام الله علمه إياه جبريل ، فيقال إن هذا الحديث كما قال ابن القيم رحمة الله عليه في التفسير إنه منكر لا يُثبت و لو صح فإنه يحمل على آيات استأثر الله بها فهي من الغيب فأُعلم بها النبي صلى الله عليه و سلم و مدلول هذا قوله : [إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ] {الجنّ:27} و كما قال تعالى [وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ] {آل عمران:179} [وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ] {البقرة:255} إذا لم توجد تفاسيرللآيات في السنة فماذا نصنع ؟ نأتي إلى تفسير الصحابة رضوان الله عليهم لم تفسير الصحابة بالذات ؟ لأنهم تلقوا هذا القرآن من النبي صلى الله عليه و سلم وهم أقرب إلى عصر النبوة و هم أوسع علما و أوسع فهما فيكون الصواب معهم أقرب من غيرهم و لا أدل من قول بن مسعود رضي الله عنه ( و الله إني لأعلم كل آية في كتاب الله أين و متى و في من نزلت ، و الله لو أعلم أن أحد أعلم مني تبلغه المطايا أي الإبل لأتيت إليه) و أعظم ما يؤخذ منه تفسير كلام الله هم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم و ابن مسعود و ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين ، و إذا لم توجد ؟ تأتي الطريقة الرابعة و هي :( تفسير كلام الله عز و جل بأقوال التابعين ) فإن كثير من أئمة السلف أخذوا من كلام التابعين مثل من ؟ مثل مجاهد بن جبر و كان طالبا عند ابن عباس رضي الله عنه و لذا يقول :(عرضت القرآن كله على ابن عباس ثلاث مرات أعرض كلام الله عليه آية أية ) و لذا يقول سفيان الثوري رحمه الله ( إذا آتاك التفسير من مجاهد فحسبك به ) عكرمة مولى بن عباس ، الحسن البصري ، و العجب أيها الإخوة أن معظم المفسرين من التابعين هم من الموالي و لكن أنظر كيف رفع الله هؤلاء ليصبحوا أعلاما ترفع و ترسم أسماؤهم في كتب التفسير و لذا في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواما و يضع به آخرين ) في رواية عند ابن ماجة أن عمر رضي على الله عنه ولى صحابيا على مكة من الأحرار فذهب عمر في سفر فالتقى عمر بهذا الأمير فقال له تركت مكة و من وليت عليها ؟ قال وليت عليها ( ابن أبي أبزى ) قال و من هو ؟ قال رجل مولى قال كيف تولي على الناس رجل من الرقيق ؟ قال هذا الصحابي لابن عمر رضي الله عنهما( أنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض ) فلما وصلت هذه الكلمات إلى مسامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقف و تذكر قول النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواما و يضع به آخرين ) و للحديث تتمة وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
_______________________________________________________________________

فضيلة الشيخ / زيد بن مسفر البحري
تفسير القرآن بالقرآن
المقدمة ........... أما بعد :

مازلنا في مقدمة التفسير و كنا في الدرس السابق تحدثنا عن بعض النبذ التي تسبق تفسير كلام الله عز و جل ، و لو قيل كيف يفسر القرآن الكريم ؟ و هذا مبتغى كل مسلم فضلا عن كل طالب علم ، نقول نقول تفسير كلام الله عز و جل له طرق شتى ،و من أعلى و أفضل الطرق الطريقة الأولى التي لا يُنظر إلى غيرها ، و هي أن ( يُفسر القرآن بالقرآن ) و أن المسلم في ثنايا قراءته للقرآن يجد أن هناك سورا فسرت بسور أخرى، جمُُ غفير من الآيات مُفسرة بكلام الله عز و جل في سور أخرى ،و خذ منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر قوله تعالى [فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ] {البقرة:37} هذه آيات في سورة البقرة ، فما هذه الكلمات التي تلقاها آدم ؟ اقرأ ما جاء في سورة الأعراف [قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ] {الأعراف:23} و قول الله عز و جل[وَمَا أَدْرَاكَ مَا الحَاقَّةُ] {الحاقَّة:3} يقول بعض العلماء كما جاء في صحيح البخاري إذا قال الله للنبي صلى الله عليه و سلم (وَمَا أَدْرَاكَ) فأعلم أنه سيدريه ،لكن إذا قال:[وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى] فانه لا يدريه ، فاعلم أنه إذا مرت بك كلمة (و ما أدراك ) فاعلم أن لها تفسيرا بعدها ، أما إذا مرت بك كلمة ( و ما يدريك ) فأعلم أن الله تعالى لا يدريه[وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى] هذا علمه عند الله عز و جل [وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا] {الأحزاب:63} فإن علم الساعة عند الله عز و جل ، قول الله عز و جل ( رب العالمين ) ما تفسير رب العالمين ؟ فالواحد منا يقرأ القرآن الكريم و يختمه و يقرأ من سورة الفاتحة إلى الناس و لكن ما تفسير قوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين )؟ قال فرعون لموسى [وَمَا رَبُّ العَالَمِينَ] ؟ ماذا قال له موسى عليه السلام [رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كنتم موقنين] {مريم:65} ، و قوله الله عز و جل [وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] {الأنعام:60} الوفاة هنا أي وفاة ؟ هي وفاة النوم ما الذي أدراك ؟ اقرأ ما جاء بعدها (وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) قوله تعالى : [مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ] {المجادلة:7} ما معنى : و لا أدنى ؟ أي و لا أقل ، و قوله تعالى [أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا] {البقرة:282} ما الضلال الحاصل هنا للمرأة ؟ هو : النسيان ما الذي أدراك ؟ الذي جاء بعدها (فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) قول الله عز و جل [وَوَجَدَكَ عَائِلًا] {الضُّحى:8} ما معنى : عائلا ؟ فقيراً ما الذي أدراك ؟ الكلمة التي جاءت بعدها ( فَأَغْنَى ) ، سورة الفلق التي نقرأها كل يوم ما معنى : الفلق ؟ اقرأ قوله تعالى [فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ] {الأنعام:96} و هنا جم كثير من الآيات مُفسرة في كتاب الله تعالى ، و لكن تحتاج إلى حضور قلب من الإنسان حينما يقرأ كلام الله تعالى ، فهذه طريقة عظيمة إذا التصقنا بها لتفسير كلام الله عز و جل ، لكن هُجر كلام الله عز و جل،و لذا يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه ( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم ) لماذا الصحابة رضوان الله عليهم كانت قلوبهم مُعلقة بكلام الله عز و جل ؟ لأنهم يعرفون المعنى ، إذا عرفت المعنى زادك إيمانا و تقى ، و ذلك لأن الإيمان يُتعلم ، لذا قال عز و جل [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ ٍ] {الشُّورى:52} يقول بعض الصحابة رضي الله عنهم ( فتعلمنا القرآن و الإيمان) كيف يُتعلم الإيمان ؟ بالنظر العميق في كلام الله عز و جل ، ولذا في قصة تُذكر أن أحد الأعراب و( الأعراب فيما سبق كانوا على لغة فصحى لم يتأثروا من اللسان العربي الذي شابه ما شابه ) في يوم من الأيام كان هناك أعرابي يستمع لقراءة شخص يقرأ قوله عز و جل [وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] {المائدة:38} فاخطأ فقال( و الله غفور رحيم ) و هذا الأعرابي يسمع و عنده فصاحة و حضور قلب أيضا فقال:( هذا ليس بكلام الله) قال: ويحك ! قال: ليس بكلام الله فقال له :(أعد الآية ) فلما أتى بها على الوجه الحقيقي(وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) قال الأعرابي هكذا .... عزّ فحكم فقطع و لو غفر و رحم لم يقطع،و لذلك من أسباب وضع النقاط في القرآن الكريم أنه كان هذا القرآن الكريم غير منقط و لا به فتحة و لا ضمة و لا كسرة و لا سكون لم ؟ لأنهم عرب فصحاء فهو يعرف أن هذا مرفوع و هذا منصوب و هذا مجرور بالسليقة ، فكانوا يتحدثون باللغة العربية الفصحى دون حاجة لقاعدة ، و هذه قصة و هي أن أعرابي كان يقرأ القرآن فقرأ قوله تعالى : [وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ] {التوبة:3} و هنا قراءة و رسولَهُ ( بفتح اللام )فكلتا القراءتين صحيحة ، لكن هذا الرجل كَسَََرَ ( اللام ) في (رسوله ) فقال الرجل : ( أنا بريء ممن برأ اللهُ منه ،فأنا بريء من المؤمنين و الرسول) لما ؟ لأن هذا النطق الذي أتى به هذا الرجل يقتضي هذا المعنى فرفع الأمر إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه و قيل إلى عبد الملك بن مروان ، فرفع الأمر إلى الأمير في ذلك العصر فأمر أن تنقّط المصاحف و تُشكّل فنقّطت، و الحركات الموجود فيما سبق على عهد أبي الأسود الدؤلي ليست بهذه الصورة المأخوذة من الحروف و إنما هذه الأشكال وضعها الخليل بن أحمد ( الضمة و الكسرة و الفتحة ) و هو أحد علماء اللغة0 بعد القرون المفضلة ما الذي جرى ؟ حُزِّب القرآن الكريم ، لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحزِِّبونه على غير ما هو موجود الآن ، نحن نختم القرآن مرة واحدة في الشهر إذا قرأنا كل يوم جزئ ، لكنهم كانوا يختمون كل سبعة أيام لأن التحزيب عندهم يختلف عن هذا التحزيب ، لكن كما قال النووي رحمه الله استحب العلماء هذا التحزيب ، و كما قال شيخ الإسلام رحمه الله درجت الأمة على هذا التحزيب، و الشاهد أن التحزيب عند الصحابة أنهم كانوا يحزِّبون كما جاء في السنن من حديث أوس بن حذيفة ( أنهم كانو يحزِّبون ثلاث سور، خمس ،سبع، تسع ،ثلاث عشرة، و المفصل ) أي يأخذون البقرة و النساء و آل عمران يقرأونه في اليوم ثم يقرؤون خمس سور ثم سبع سور و هكذا حتى يأتوا إلى المُفصّل ،و المفصل ما هو ؟ المفصل من سورة ( ق إلى الناس ) و سُمّي بالمُفصّل لكثرة فواصله بالبسملة و المفصل له طوال و قصار و أوساط ، فطواله ( من ق إلى عمّ )،و أوساطه ( من عمّ إلى الضحى ) و قصار المُفصّل ( من الضحى إلى الناس ) و لذا جاء في بعض الأحاديث - بعض العلماء يحسنه - أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ بالسبع الطوال في ركعة واحدة ما هي السبع الطوال ؟ السبع الطوال (من البقرة إلى يونس ) هذه المُسمى بالطوال و هناك سور تُسمى بالمئين و مفردها مائة ،و المثاني هي أقل من مائة ، مع أن القرآن كله يُسمى ( مثاني ) لأن الأخبار و القصص كلها تثنّى فيه و قد يُطلق هذا الاسم على سورة واحدة و هي سورة ( الفاتحة ) لم ؟ لأنها تُثنّى أي تكرر في كل ركعة ، إذاً : هذه هي الخطوة الأولى و التي لا يُنظر إلى غيرها في تفسير كلام الله عز و جل ما هي الطريقة الأولى ؟ هي ( تفسير القرآن بالقرآن ) أعطيتك بعضا من الأمثلة و عليك إذا قرأت القرآن أن تتأمل و صلى اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .
___________________________________________________________________







 
أعلى