أسامة بن حسن البلخي
:: مطـًـلع ::
- إنضم
- 3 أبريل 2018
- المشاركات
- 112
- الإقامة
- مكة المكرمة - حي العوالي
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو زيد
- التخصص
- شريعة إسلامية
- الدولة
- سورية
- المدينة
- مكة المكرمة
- المذهب الفقهي
- شافعي
بسم الله الرحمن الرحيم :
منذ متى بدأ إطلاق هذا الاسم ؟ الأحناف ؟ من هو أول من قال ووصف أتباع المذهب الحنفي بهذا اللفظ ؟
منقول :
هنا سؤال وجه لفضيلة الأستاذ :عبدالرحمن السعيد وهو من أهل العربية و المهتمين بها فقــال :
ماهو الصواب في قولنا :"مذهب الأحناف في كذا " أو مذهب الحنفيــة " ؟
( الحَنَفِيَّة ) منسوب إلى لفظة ( حَنِيْفَة ) وهي في الأصل نسبة إلى الإمام أبي حنيفة الفقيه المعروف.
و ( الحَنَفِيَّة ) أصلها ( الحَنَفِيّ ) لأنّ النّسب إلى ( فَعِيْلَة ) يكون بحذف تاء التأنيث وياء ( فَعِيْلَة )، فيقال : ( حَنَفِيّ ) وفي المسألة خلاف.
ثم إذا أُطْلِقَ على جماعة أُنِّثَت الكلمة، فيقال : ( حَنَفِيَّة ). والمعنى الجماعة المنسوبة إلى فقه هذا الرجل.
وأما ( الأَحْنَاف ) فهي جمع لكلمة ( أَحْنَف ) وهو الشخص الذي في رجله ميل.
ولو كانت ( أَحْنَاف ) صحيحة، لصار النسب إلى المفرد ( أَحْنَفِي ) ولم أقف على مَن قال بهذا، بل أكاد أجزم أنَّه لا يَرِدُ إلا ( الحَنَفِيّ ).
وأهل المذهب إنما يستخدمون ( الحَنَفِيَّة ) هذا ما وقفتُ عليه، فمِن ذلك أول كتاب في تراجم الحَنَفِيَّة واسمه (الجواهر المضية في طبقات الحَنَفِيَّة) لعبد القادر القرشي، والكتاب مطبوع.
ومنها : ( الطبقات السَّنِيَّة في تراجم الحَنَفِيَّة )، للتميمي، طبع منه جزءان.
ومنها : كتاب الكفوي ( كتائب أعلام الحَنَفِيَّة ) وهو مخطوط.
ومنها مقدمة ابن قطلوبغا في كتابه ( تاج التراجم ) حيث قال : « ... رأيت فيها ما كتبه من تراجم الأئمة الحَنَفِيَّة » صفحة (5).
وتتبع هذا يطول، والقارئ لكتاب كشف الظنون (2/1098) في ( طبقات الحَنَفِيّة ) لا يجد لفظة ( الأحناف ).
وهنا مناقشة للجــواب :
ذكــرتــم -رعاكم الله - في إجابة سابقــة أن الأقرب عدم جواز قول :"أحنــاف و ههنا إشكالات :
1:ألا يقال : نقدر انفصال ياء النسبة في (حنفي ) فتصبح (حَنَف ) ثم تجمع (حنف) على (أحناف) مثل (قمـر ) (أقمار ) ، كمــا فدرنا انفصال ياء النسبة في (حنبلي ) و قلنا (حنابلة ) و (مغربي ) (مغاربة ) و (شافعي) (شوافع) و هكذا ...
2:ألا تجمع (أحنف ) على ( حُنف ) مثـل (أحمر) (حمــر ) ؟
* ما يتعلق بالإشكال الأول:
أولاً : ما لا يحتاج إلى تأويل أولى مما يحتاج إلى تأويل. فـ ( الحَنَفِيَّة ) لا تحتاج إلى تأويل، و (الأحناف) على افتراض صحتها تحتاج إلى تأويل.
ثانيًا : ليس هناك موجب كي نقدر انفصال الياء؛ ولو طبقنا هذه القاعدة ( قاعدة الانفصال ) على القواعد النحوية والتصريفية لأدى هذا إلى خرم هذه القواعد، فيقال مثلا في ( كتبُوا ) نقدر انفصال الواو فنبني الفعل على الفتح ( كتبَوا ). والنحويون يعتمدون على قاعدة ( نية الانفصال ) للتعامل مع الأصول، فيقال : لا يعتد بتاء التأنيث في ( قائمة )؛ لأنها على نية الانفصال ( قائم ) إذ الأصل في الأسماء التذكير، والتأنيث فرع.
ثالثًا : على افتراض صحة تقدير الانفصال ( حَنَف ) فإنه يلزمك رد ما حُذِفَ من أجل ياء النسب ( حَنِيفَة )؛ لأنّ ياء ( فَعِيلَة ) وتاء التأنيث حُذِفَتَا من أجل النسب فلما زال السبب وجب رد الأصل.
رابعًا : على تقدير بقاء الاسم على ما هو عليه مع زوال العارض ( النسب ) فإنّ ( حَنَف ) مصدر لمعانٍ مختلفة لا تمت إلى ( حَنِيفة ) كالاستقامة، والاعوجاج. ويلزم منه إذا قيل ( أحناف ) أنهم القوم الذي في أرجلهم استقامة أو اعوجاج. وهذا غير وارد.
خامسًا : المصادر لا تجمع كـ ( الكرم، والشجاعة ) إلا إذا تعدد النوع كـ ( البيع، والبيوع ) وفي المسألة خلاف. وليس ( حَنَف ) منها.
سادسًا : قياس ( حَنْبَلِيّ – وحنابلة ) على ( حنفي- وأحناف ) قياس غير صحيح؛لسببين :
السبب الأول : أنّ ( حنابلة ) ليست جمعًا لـ ( حَنْبَلِيّ )، بل هي جمع لـ ( حَنْبَل ) بغير ياء النسب؛ وهو جد الإمام أحمد. ويجمع ( حَنْبَل ) على ( حَنَابِل ) وبما أنّ المنتسبين جماعة فيقال ( حَنَابِلَة ). وأما ( حَنْبَلِيّ ) فجمعها ( حَنْبَلِيُّونَ ).
ومثلها ( مغربي ومغاربة ) فجمع ( مغربيّ ) هو ( مغربيّون ). وأما ( مغاربة ) فمذكرها ( مغارب ) وهي جمع ( مغرب ).
وكذا ( شافعي ) تجمع على (شافعيّون)، وأما ( شوافع ) فهي جمع لـ ( شافع ).
وبعض أهل العلم يقول ( الحَنْبَلِيَّة ) وهذا صحيح؛ إذ هو منسوب إلى ( حَنْبَل )، فيصح أن يقال ( حنابلة و حَنْبَلِيَّة ) فالأولى جمع لـ (حنبل ) ، والثانية نسبة. أما ( أحناف ) فلا تصح عندي؛ لأنه جمع لـ ( أحنف ) ولا علاقة له بأبي حنيفة. ولو قيل ( حَنَفِيُّون ) لجاز.
السبب الثاني :
أنّ ( أحناف ) ليست جمعا لـ ( حَنَفِيّ ) لما تقدم ذكره بل جمع ( حَنَفِيّ ) هو ( حَنَفِيُّون ).
* ما يتعلق بالإشكال الثاني :
جمع ( أحنف ) على ( حُنُف )، أو ( أحناف ) ليس محل النزاع. بل محل النزاع هو دلالة ( أحنف ) على مذهب أبي حنيفة. فكلمة ( أحناف ) صحيحة لغة لدلالة على جمع ( أحنف ) وهو مَن في رجل ميل. وليست صحيحة –عندي- في الدلالة على الانتساب إلى أبي حنيفة. هذا ما ظهر لي والله أعلم.
http://www.toarab.ws/modules.php?name=ask&file=viewanswer&qid=22
منذ متى بدأ إطلاق هذا الاسم ؟ الأحناف ؟ من هو أول من قال ووصف أتباع المذهب الحنفي بهذا اللفظ ؟
منقول :
هنا سؤال وجه لفضيلة الأستاذ :عبدالرحمن السعيد وهو من أهل العربية و المهتمين بها فقــال :
ماهو الصواب في قولنا :"مذهب الأحناف في كذا " أو مذهب الحنفيــة " ؟
( الحَنَفِيَّة ) منسوب إلى لفظة ( حَنِيْفَة ) وهي في الأصل نسبة إلى الإمام أبي حنيفة الفقيه المعروف.
و ( الحَنَفِيَّة ) أصلها ( الحَنَفِيّ ) لأنّ النّسب إلى ( فَعِيْلَة ) يكون بحذف تاء التأنيث وياء ( فَعِيْلَة )، فيقال : ( حَنَفِيّ ) وفي المسألة خلاف.
ثم إذا أُطْلِقَ على جماعة أُنِّثَت الكلمة، فيقال : ( حَنَفِيَّة ). والمعنى الجماعة المنسوبة إلى فقه هذا الرجل.
وأما ( الأَحْنَاف ) فهي جمع لكلمة ( أَحْنَف ) وهو الشخص الذي في رجله ميل.
ولو كانت ( أَحْنَاف ) صحيحة، لصار النسب إلى المفرد ( أَحْنَفِي ) ولم أقف على مَن قال بهذا، بل أكاد أجزم أنَّه لا يَرِدُ إلا ( الحَنَفِيّ ).
وأهل المذهب إنما يستخدمون ( الحَنَفِيَّة ) هذا ما وقفتُ عليه، فمِن ذلك أول كتاب في تراجم الحَنَفِيَّة واسمه (الجواهر المضية في طبقات الحَنَفِيَّة) لعبد القادر القرشي، والكتاب مطبوع.
ومنها : ( الطبقات السَّنِيَّة في تراجم الحَنَفِيَّة )، للتميمي، طبع منه جزءان.
ومنها : كتاب الكفوي ( كتائب أعلام الحَنَفِيَّة ) وهو مخطوط.
ومنها مقدمة ابن قطلوبغا في كتابه ( تاج التراجم ) حيث قال : « ... رأيت فيها ما كتبه من تراجم الأئمة الحَنَفِيَّة » صفحة (5).
وتتبع هذا يطول، والقارئ لكتاب كشف الظنون (2/1098) في ( طبقات الحَنَفِيّة ) لا يجد لفظة ( الأحناف ).
وهنا مناقشة للجــواب :
ذكــرتــم -رعاكم الله - في إجابة سابقــة أن الأقرب عدم جواز قول :"أحنــاف و ههنا إشكالات :
1:ألا يقال : نقدر انفصال ياء النسبة في (حنفي ) فتصبح (حَنَف ) ثم تجمع (حنف) على (أحناف) مثل (قمـر ) (أقمار ) ، كمــا فدرنا انفصال ياء النسبة في (حنبلي ) و قلنا (حنابلة ) و (مغربي ) (مغاربة ) و (شافعي) (شوافع) و هكذا ...
2:ألا تجمع (أحنف ) على ( حُنف ) مثـل (أحمر) (حمــر ) ؟
* ما يتعلق بالإشكال الأول:
أولاً : ما لا يحتاج إلى تأويل أولى مما يحتاج إلى تأويل. فـ ( الحَنَفِيَّة ) لا تحتاج إلى تأويل، و (الأحناف) على افتراض صحتها تحتاج إلى تأويل.
ثانيًا : ليس هناك موجب كي نقدر انفصال الياء؛ ولو طبقنا هذه القاعدة ( قاعدة الانفصال ) على القواعد النحوية والتصريفية لأدى هذا إلى خرم هذه القواعد، فيقال مثلا في ( كتبُوا ) نقدر انفصال الواو فنبني الفعل على الفتح ( كتبَوا ). والنحويون يعتمدون على قاعدة ( نية الانفصال ) للتعامل مع الأصول، فيقال : لا يعتد بتاء التأنيث في ( قائمة )؛ لأنها على نية الانفصال ( قائم ) إذ الأصل في الأسماء التذكير، والتأنيث فرع.
ثالثًا : على افتراض صحة تقدير الانفصال ( حَنَف ) فإنه يلزمك رد ما حُذِفَ من أجل ياء النسب ( حَنِيفَة )؛ لأنّ ياء ( فَعِيلَة ) وتاء التأنيث حُذِفَتَا من أجل النسب فلما زال السبب وجب رد الأصل.
رابعًا : على تقدير بقاء الاسم على ما هو عليه مع زوال العارض ( النسب ) فإنّ ( حَنَف ) مصدر لمعانٍ مختلفة لا تمت إلى ( حَنِيفة ) كالاستقامة، والاعوجاج. ويلزم منه إذا قيل ( أحناف ) أنهم القوم الذي في أرجلهم استقامة أو اعوجاج. وهذا غير وارد.
خامسًا : المصادر لا تجمع كـ ( الكرم، والشجاعة ) إلا إذا تعدد النوع كـ ( البيع، والبيوع ) وفي المسألة خلاف. وليس ( حَنَف ) منها.
سادسًا : قياس ( حَنْبَلِيّ – وحنابلة ) على ( حنفي- وأحناف ) قياس غير صحيح؛لسببين :
السبب الأول : أنّ ( حنابلة ) ليست جمعًا لـ ( حَنْبَلِيّ )، بل هي جمع لـ ( حَنْبَل ) بغير ياء النسب؛ وهو جد الإمام أحمد. ويجمع ( حَنْبَل ) على ( حَنَابِل ) وبما أنّ المنتسبين جماعة فيقال ( حَنَابِلَة ). وأما ( حَنْبَلِيّ ) فجمعها ( حَنْبَلِيُّونَ ).
ومثلها ( مغربي ومغاربة ) فجمع ( مغربيّ ) هو ( مغربيّون ). وأما ( مغاربة ) فمذكرها ( مغارب ) وهي جمع ( مغرب ).
وكذا ( شافعي ) تجمع على (شافعيّون)، وأما ( شوافع ) فهي جمع لـ ( شافع ).
وبعض أهل العلم يقول ( الحَنْبَلِيَّة ) وهذا صحيح؛ إذ هو منسوب إلى ( حَنْبَل )، فيصح أن يقال ( حنابلة و حَنْبَلِيَّة ) فالأولى جمع لـ (حنبل ) ، والثانية نسبة. أما ( أحناف ) فلا تصح عندي؛ لأنه جمع لـ ( أحنف ) ولا علاقة له بأبي حنيفة. ولو قيل ( حَنَفِيُّون ) لجاز.
السبب الثاني :
أنّ ( أحناف ) ليست جمعا لـ ( حَنَفِيّ ) لما تقدم ذكره بل جمع ( حَنَفِيّ ) هو ( حَنَفِيُّون ).
* ما يتعلق بالإشكال الثاني :
جمع ( أحنف ) على ( حُنُف )، أو ( أحناف ) ليس محل النزاع. بل محل النزاع هو دلالة ( أحنف ) على مذهب أبي حنيفة. فكلمة ( أحناف ) صحيحة لغة لدلالة على جمع ( أحنف ) وهو مَن في رجل ميل. وليست صحيحة –عندي- في الدلالة على الانتساب إلى أبي حنيفة. هذا ما ظهر لي والله أعلم.
http://www.toarab.ws/modules.php?name=ask&file=viewanswer&qid=22