العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تواليف مالكية مهمة 14 : مختصر الطليطلي.

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
يعد كتاب المختصر لأبي الحسن علي بن عيسى بن عبيد الطليطلي، أحد أعمدة المدرسة الفقهية المالكية بالأندلس خلال القرن الرابع الهجري، نتاجاً لما بذله علماء الأندلس في ترسيخ المدرسة المالكية ببلادهم، تميزت خلالها هذه المدرسة بحركة علمية نشطة، حظيت بتأييد حكام الأندلس، فألف أبو الحسن الطليطلي هذا المختصر الفقهي الذي قيل عنه: من حفظه فهو فقيه قرية، قال ابن مغيث: ولو كانت مثل مصر لمن أتقنه وحفظه، وقال عنه ابن الفخار - ويبدو أنه أبو عبد الله محمد بن عمر بن الفخار (ت 419هـ)- كما نقل ذلك ابن فرحون في الديباج: يا أهل طليطلة كتابان جازا قنطرتكم وتلقاهما الناس؛ تفسير يحيى بن مزين ومختصر ابن عبيد.

وقد بسط أبو الحسن مختصره بأسلوب سهل وميسر، حرص فيه على تقرير المشهور في المذهب دون ذكر الخلاف في المسألة، مع اجتهاده ما أمكن في تأصيل المسائل الفقهية من الكتاب والسنة.

ومما يؤخذ على المختصر عدم استيعابه لجل المباحث الفقهية، فقد اقتصر فيه أبو الحسن على أحكام العبادات بشيء من الإسهاب من طهارة وصلاة وزكاة وصوم وحج، وبعض أحكام المعاملات مما يتعلق بالربا، وما يجوز بيعه بعضه ببعض وما لا يجوز، وما لا يجوز أن يباع، وبيع الحيوان باللحم، وما يجوز من السلف وما لا يجوز، وباب كراء الأرض، وباب في الاستهلاك.

ورغم أن الكتاب جاء مختصرا اسماً ومضمونا، فقد حظي بعناية كبيرة من لدن من جاء بعد الطليطلي من أئمة المذهب المالكي؛ نظماً وتقييداً وشرحاً، فقد عمل عليه أبو عبد الله الكرسوطي الفاسي (ت 690هـ) تقييداً، وشرحه الإمام أبو بكر محمد بن علي ابن الفخار الجذامي(ت 723هـ) في شرح ماتع سماه: منظوم الدرر في شرح كتاب المختصر، كما نظمه في أرجوزة مزدوجة أبو حاتم الضرير أتى فيها على أبوابه، وشرحه ابن كشتغدي محمد بن أحمد المصري القاضي مدرس المالكية بمصر(من علماء ق8هـ)، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية الكتاب وقيمته.

كما أن المتتبع لكتب الفقه المالكي يقف على نقول عديدة من الكتاب؛ وأبرز من نقل عنه الإمام الباجي (ت 478هـ) في شرحه على الموطأ، وابن جزي الغرناطي(ت 741هـ) في قوانينه، والحطاب الرعيني (ت 954هـ) في مواهب الجليل، والعبدري (ت 897هـ) في التاج والإكليل، وغيرهم.

قال القاضي عياض : « قال بعض الفقهاء: من حفظه فهو فقيه قرية؛ قال ابن مغيث: ولو كانت مثل مصر» .

والكتاب مطبوع طبعة وحيدة هي المعتمدة في التعريف به؛ طبعة دار ابن حزم- بيروت، بتحقيق محمد شايب شريف، الطبعة الأولى 1425هـ/2004م.

مصادر الترجمة --------------

ترتيب المدارك: 6/171-172،
بغية الملتمس: 426،
الديباج المذهب: 2/88-89.
 
أعلى