العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تواليف مالكية مهمة 23: الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
تعد منظومة تحفة الحكام في نكت العقود والأحكام، المسماة بالعاصمية للإمام العالم المجاهد أبي بكر محمد بن محمد ابن عاصم الغرناطي (ت 829هـ)، من أجلّ وأبرز ما ألف في علم الوثائق والإبرام؛ لسلامة نظمها، ووجازة لفظها، ولكونها قد اجتمع فيها ما افترق في غيرها، ولأهميتها اشتغل عليها أهل العلم بالشرح والبيان، وإزالة اللبس والإبهام، فوضعت عليها شروح عديدة من لدن المغاربة والمشارقة.

وشكل كتاب الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام للإمام محمد بن أحمد ميارة الفاسي (ت 1072هـ) أهم وأبرز وأجود الشروح التي وضعت على العاصمية، إذ أتى فيه على جميع أبيات المنظومة – التي بلغت1668 بيتا-، شرحا وتفصيلا، وبيانا وتعليلا، مستفيدا في ذلك مما سبقه من شروح، ومما حصّله من علوم وفنون؛ فهو الإمام، العلامة، الفقيه، النوازلي، المالكي، حامل لواء المذهب: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الفاسي، المشهور بميارة الكبير، صاحب التآليف العديدة في الفقه المالكي.

وقد ألف كتابه هذا استجابة لطلب من بعض أصحابه، ممن عاين واطلع على تقييداته وحواشييه التي وضعها على ما سبقه من شروح لمتن العاصمية، فقبل الطلب، ووضع الشرح، وأبرز فيه ما جمعه من نكت وتحريرات.

وافتتح الشيخ ميارة الكبير شرحه بمقدمة- ينسبها العلامة محمد الصغير الإفراني في كتابه صفوة من انتشر إلى تلميذه أبي سالم العياشي-، مهّد فيها لأهمية علم أحكام القضاء، واهتمام العلماء به، وامتدح فيها منظومة ابن عاصم الغرناطي، واعتبرها من أجل ما وضع في هذا العلم من المختصرات، وذكر ما نسج حولها من شروح بدءا بشرح أبي يحيى ابن عاصم ولد صاحب المنظومة، ومرورا بشرح أبي العباس اليرتاسني التلمساني، وانتهاءا بشرح لأحد أئمة المالكية بمصر، وكل هذه الشروح كما يقول: أغفلت عن حل مقفلات العاصمية، ولم تشف غليلاً في النقل، ولم تبرئ عليلاً من داء الجهل، فلذلك وضع شرحه اعتمادا على ما نكته وحرره حول هذه الشروح، فتناول فيه جميع أبيات العاصمية بالشرح والتعليل، وقسمه إلى سبعة عشر بابا: بدأه بباب القضاء وما يتعلق به، وختمه بباب التوارث والفرائض، وتحت كل باب جملة من الفصول.

واستوفى الشيخ ميارة معاني الأبيات بالشرح والبيان، مع اقتصاد في العبارة؛ فلم يكن شرحه بالطويل الممل، ولا بالمختصر المخل، ولم يتوان في عرض الأدلة المعضدة لنظم ابن عاصم، مع طغيان الطابع النقلي على هذه الأدلة، وسعى في منهجه إلى إيراد كل ما يحتاجه الناظر من النقل، من إيراد لكلام الله عز وجل، وأقوال رسوله صلى الله عليه وسلم، إذا اقتضاهما المقام، إلى عرض لأغلب أقوال أئمة المذهب المالكي، وغيرهم، من أصولها المحررة بدءا من أقوال مالك وتلاميذه، مرورا بفطاحل المذهب أمثال: ابن رشد، واللخمي، والباجي، وابن العربي، وخليل، وابن الحاجب، وغيرهما، انتهاءا بمعاصريه وخاصة شيوخه الذين أخذ عنهم، هذا ولم يغفل الشيخ ميارة أن يعتني بالمعقول من الأدلة، وشرح المصطلحات الفقهية والأصولية، مثل القضاء، والنكاح، والوكالة، والضمان، والركن، والشرط، وغير ذلك من المصطلحات، وكذا إيراد القواعد الفقهية، والمقاصد الشرعية، ليستعين بها المناظر، اعتبارا للمقام الذي يشرحه، فالمنظومة العاصمية منظومة أحكام وقواعد.

واعتمد الشارح في عرض مادته على أسلوب موحد واضح، استفاد فيه ممن سبقه من شراح العاصمية، فتجنب التكلف، وتوخى من خلاله تبيين العبارة حتى يتضح معناها للعقل، فهو يذيل شرحه لكل بيتين أو ثلاثة، غالباً بفوائد وتنبيهات وتحقيقات مفيدة، ولعل الشيخ ميارة أدرك قيمة شرحه حينما اعتبره:«شرحاً بمقصود طالبه وافياً، وبسهم صائب في مؤلفات الفقه رامياً».

أما عن مصادر الشيخ في إيراد مادة كتابه، فيمكن القول أنه صال وجال في معظم المصادر الفقهية المالكية، بل وتعداها إلى المذاهب الأخرى، وخاصة الشافعية، واعتنى بإيراد أقوال الإمام مالك، وكبار أئمة مذهبه كابن القاسم، وابن حبيب، وابن عبد الحكم، واللخمي، وابن رشد، وابن أبي زمنين، وابن شاس، وخليل، وابن الحاجب، والعز ابن عبد السلام، وغيرهم، مما يفسر كثرة النقول الواردة في الكتاب.

ومما يوضح أهمية هذا الكتاب احتفاء العلماء به ونهلهم منه، إذ نقف على نقول منه في مؤلفات مالكية عديدة، منها: حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني لعلي العدوي (ت 1189 هـ)، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير لمحمد الدسوقي (ت 1230 هـ)، والبهجة في شرح التحفة لأبي الحسن علي التسولي (ت 1258 هـ)، ومنح الجليل لمحمد عليش (ت 1299 هـ)، وغيرها، كما اعتنى به أهل العلم من جهة التأليف عليه، فوضعت عليه حواشي، منها حاشية قاضي فاس العلامة أبو علي الحسن بن رحال التدلاوي (ت 1140 هـ)، وحاشية الفقيه المفسر أبو عبد الله محمد بن الحسن الجنوي الحسني (ت1200هـ).

طبع الكتاب عن دار الفكر في مجلدين، الطبعة الأولى، وله عدة طبعات أخرى، منها طبعة المكتبة التجارية بمصر، وطبعة دار المعرفة- بيروت، وطبعة دار الكتب العلمية- بيروت.

--------------------------------------------
نشر المثاني: (2/120-121)،
صفوة من انتشر: (250-251)،
سلوة الأفاس: (1/165)

لتحميل الكتاب
اضغط هنا
 

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
بارك الله في جهودكم في التعريف بمصنفات المالكية بعرض مميز يعطي تصوراً مجملاً عن الكتاب المعروض.

ولقد سبق لي التعامل مع شرح ميارة على التحفة، و أفدت منه، بل أحياناً كنت أقف فيه على ما لا أجده في سواه، وهذا يدل على باعه الطويل في الفقه، ودرايته بروايات و أقوال المذهب.

وذكرتم في عرضكم هذا:أبي العباس اليرتاسني التلمساني.

و أعتقد أنه: اليزنا سني، ورجاءً إن كنت مخطئة تصويبي للضرورة.
والسلام عليكم
 

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
حفظك الله ورعاك أختي ..

اليزناسني حسب علمي لم يشرح العاصمية، ولا أعرف إلا ثلاثا ممن حملوا لقب اليزناسني:
الأول أبو إسحاق ، والثاني القاضي أبوسالم إبراهيم، والثالث الملقب بأبركان...

وهؤلاء لم يشرحوا العاصمية حسب علمي...
 

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000

بارك الله فيك أخي..

لقد راجعت شرح ميارة على التحفة، طبعة دار الفكر :1/3، وذكر ميارة اسم هذا الفقيه هكذا : أبو العباس سيدي أحمد بن عبد الله يعرف باليزناسني نسباً واشتهاراً...

وسبق لي أن قرأت الاسم من قبل، وبحثت له عن ترجمة ولم أجدها في كتب تراجم المالكية المعروفة، وما شد انتباهي في مشاركتكم هذه أنكم ذكرتم أن اسمه " اليرتاسني" فاعتقدت أن هذا هو سبب عدم عثوري على ترجمة له، ولكن عاودت البحث بـ "اليرتاسني" فلم أجد كذلك، ولكن وجدت ما يؤكد أنه "اليزناسني" أحد شراح التحفة، وهو هذا النقل لشيخ المحققين في المذهب المالكي، أبو الأجفان - رحمه الله- في تحقيقه لكتاب: كشف القناع عن تضمين الصناع، لابن رحال،في هامش ص:80-81، التعليق:7، حيث يقول:

شرح تحفة ابن عاصم لأحمد بن عبد الله اليزناسني العبد الوادي التلمساني، موسوم بـ" وشي المعاصم في شرح تحفة ابن عاصم" منه نسخة خطية أول مجموع بالخزانة العامة بالرباط رقمه:1393 د.من الورقة 1 إلى 244 نسخ سنة 1192(فهرس مخطوطات الخزانة العامة بالرباط لعلوش و الرجراجي، الرباط:1954). ومنه نسخة أخرى بدار الكتب الوطنية بتونس 151- استعملناها في توثيق النقول.
 

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
أي نعم حفظك الله، الآن أيضا تيقنت، ومكمن الغلط عندي نتيجة لبعض الحروف الممسوحة في نسختي فجزاك الله خيرا، وقد لمستُ من مشاركاتك انك مطلعة على الفقه وهو شيء نفتقده على الشبكة، فالأخوات المتفقهات قلائل على الإنترنت ...

بارك الله لك في علمك وعمرك ونفع بك، وحبذا من المشرف التعديل...
 

نورة غربال

:: متابع ::
إنضم
15 يونيو 2009
المشاركات
5
التخصص
اقتصاد
المدينة
صفاقس
المذهب الفقهي
المالكي
جزاكم الله خيرا
 
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
10
الإقامة
Qatar
الجنس
ذكر
الكنية
Abu Hind
التخصص
فقه المعاصر واالقانون الخاص
الدولة
نيجيريا
المدينة
لاغوس
المذهب الفقهي
متبع الدليل
رد: تواليف مالكية مهمة 23: الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرجو من الإخوة الأكارم مسعادتي لحصول على مخطوطة شرح الورزازي للامية الزقاق من الخزانة العامة بالرباط،حيث أنني أقوم بتحقيق المخطوطة ولدي ثلاث نسخ ولمزيد جودة المخرجات التحقيق أرجو منكم المساعدة .وشكراً

 
أعلى