العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تواليف مالكية مهمة 6: البيان والتحصيل لابن رشد الجد

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
كتاب البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة​

كتاب: «البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة» للقاضي الفقيه أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد ـ الجد ـ القرطبي (تـ520هـ) كتاب حافل من أمّهات مصادر الفقه المالكي، وقد عدّه المختصون بيانا شافيا، وتحصيلا كافيا، وشرحا وافيا، وتعليلا لمسائل كتاب «المستخرجة» ـ من أسمعة تلامذة الإمام مالك ـ لمؤلفه الراوية الفقيه: محمد بن أحمد العتبي (تـ255هـ).

استغرق تأليفه اثنتي عشرة سنة، أودعه ابن رشد جميع معارفه الفقهية التي اكتسبها من دراساته «للمدونة» وما كتبه عليها أئمة المذهب ـ في خلال سبعة أجيال ـ من شروح، واختصارات، وتفريعات، وزيادات، وتعليقات، وقد استوعب جميع مسائل «المستخرجة»، و«المدونة» اللّتين كان فقهاء الغرب الإسلامي في القرون الأولى يتسارعون في حفظهما، ويقطعون أعمارهم في تدارس ما كُتب حولهما، وقد تمكن الفقيه العلامة أبو الوليد ابن رشد من أن يطلع على كل ما كتب حولهما إلى زمانه، وينقده نقد المجتهد الخبير في نطاق المذهب المالكي.

وعن سبب تأليف ابن رشد للكتاب: فقد جاء في مقدمة «البيان والتحصيل» أن جماعة من فقهاء جيّان أصحاب ابن رشد جاؤوه في صدر (506هـ)، وبعض الطلبة من أهل شلب يقرأ عليه في كتاب الاستلحاق من العتبية، فمر بمسألة أشكلت على القارئ والحاضرين، فشرحها لهم بما أزال غموضها، ورغبوا إليه أن يتتبع عويص هذا الكتاب بالشرح والبيان، فرد عليهم ابن رشد بأن العتبية كلها بحاجة إلى توجيه وتوضيح، فاشتد إلحاحهم، فلم يجد ابن رشد بدا من إسعافهم والشروع في تحرير كتاب البيان والتحصيل مرحلة مرحلة، حتى إذا حلّ عام (511هـ) وقد أكمل نيفا وخمسين جزءاً ـ أي نحو نصف الكتاب ـ امتُحن بالقضاء، وشغلته أمور المسلمين عن التأليف، فلم يعد يتفرغ إليه إلا يوما واحدا في الأسبوع ينقطع فيه عن الناس، ومضت أربعة أعوام هكذا في القضاء لم ينجز خلالها الشيخ إلا أربعة كتب أو خمسة، قال: «فأيست من تمامه في بقية عمري إلا أن يريحني الله تعالى من ولاية القضاء، وكنت من ذلك تحت إشفاق شديد وكرب عظيم، وذكرت ذلك لأمير المسلمين وناصر الدين أبي الحسن علي بن يوسف بن تاشفين ـ أدام الله تأييده وتوفيقه ـ في جملة الأعذار التي استعفيت بسببها، وغبّطته بالأجر على تفريغي لتمامه، فقبل الرغبة فيما رغّبته فيه من الثواب، وأسعف الطلبة فيه لما رجاه بأن تثقل بذلك موازينه يوم الحساب».

وتدارك ابن رشد ما فاته أيام القضاء بعد إعفائه منه أواسط (515هـ)، فأقبل بكليته على كتابة ما بقي من البيان والتحصيل حتى أتمه مستهل ربيع الآخر من عام (517هـ).

وجلس ابن رشد في أول محرم من عام (518هـ) لإسماع كتابه البيان والتحصيل بعد أن استخرج منه أصلا أباح للناس أن يكتبوا منه، فكان يقرأ فيه تلميذه ابن مسرّة، والشيخ ممسك بالمسودة التي نقل منها ذلك الأصل وقُوبل بين يديه.

وأما عن عمله في الكتاب فقد ذكره في مقدمته فقال: «أذكر المسألة على نصها، ثم أشرح من ألفاظها ما يفتقر إلى شرحه، وأُبَيّن من معانيها بالبسط لها ما يحتاج إلى بيانه وبسطه، وأحصل من أقاويل العلماء فيها ما يحتاج إلى تحصيله، إذ قد تتشعب كثير من المسائل وتفترق شعبها في مواضع، وتختلف الأجوبة في بعضها لافتراق معانيها، وفي بعضها باختلاف القول فيها، فأبين موضع الوفاق منها من موضع الخلاف، وأحصل الخلاف في الموضع الذي فيه منها الخلاف، وأذكر المعاني الموجبة لاختلاف الأجوبة فيما ليس باختلاف، وأُوَجّه منها ما يحتاج إلى توجيهٍ بالنظر الصحيح والرد إلى الأصول والقياس عليها، فإن تكررت المسألة في موضع آخر دون زيادة عليها ذكرتها في موضعها على نصها، وأحَلتُ على التكلم عليها في الموضع الأول؛ وإن تكررت في موضع آخر بمعنى زائد يحتاج إلى بيانه والتكلم عليه كتبتها أيضا على نصها وتكلمت على المعنى الزائد فيها، وأحلت في بقية القول فيها على الموضع الذي تكلمت على المعنى الزائد فيه من الرسم والسماع الذي وقع الكلام فيه عليها، ليكون كل من أشكل عليه معنى من المعاني في أي مسألة كانت من مسائل الكتاب طلبها في موضعها من الكتاب، فإما أن يجد التكلم عليها فيه مُسْتَوفى، وإما أن يجد الإحالة على موضعه حيث تقدم».

لتحميل الكتاب اضغط هنا

المصادر ------------------------

الغنية للقاضي عياض (54-57)،
الصلة لابن بشكوال (2/546-547)،
بغية الملتمس للضبي (41)،
الديباج المذهب (2/229).
 

رياض التونسي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
30 أكتوبر 2008
المشاركات
69
التخصص
اقتصاد وتصرف
المدينة
بنزرت
المذهب الفقهي
المالكي
بارك الله فيك
ارجو ان تتحدث عن "المستخرجة"
 

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
هل تعلم طبعة للمستخرجة أخي التونسي حتى نذكرها ونرفقها مع الموضوع؟؟
 

رياض التونسي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
30 أكتوبر 2008
المشاركات
69
التخصص
اقتصاد وتصرف
المدينة
بنزرت
المذهب الفقهي
المالكي
بارك الله فيك
أظن ان كتاب التحصيل تضمن المستخرجة المعروفة بالعتبية، هذا ما كتب على صفحة الغلاف
ولا اعرف طبعة مستقلة
 

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
نعم يا أخي فالبيان والتحصيل هو شرح للمستخرجة، لكني حسبتك تريد "المستخرجة" دون شرح، وهي لم تطبع حسب علمي.
 

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
طبع كتاب الحج من مستخرجة العتبي مستقلاُ عن البيان و التحصيل، بتحقيق و تعليق: ميكلوش موراني.
 
إنضم
29 أكتوبر 2008
المشاركات
13
التخصص
كهرباء
المدينة
نواكشوط
المذهب الفقهي
مالكي
سمعت الشيخ أباه بن عبد الله شيخ محظرة النباغية في موريتانيا يقول إن من أعظم دواوين المذهب كتاب البيان والتحصيل لابن رشد إلا أن طبعته كثيرة الأخطاء وأنه يعكف الآن علي إخراج نسخة صحيحة منه.
 

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
سمعت الشيخ أباه بن عبد الله شيخ محظرة النباغية في موريتانيا يقول إن من أعظم دواوين المذهب كتاب البيان والتحصيل لابن رشد إلا أن طبعته كثيرة الأخطاء وأنه يعكف الآن علي إخراج نسخة صحيحة منه.​
بارك الله فيكم على هذه المعلومة، وأسأل: هل يقوم الشيخ حفظه الله بتصحيح الديوان من الأخطاء الطباعية فقط، أم أنه سيخرجه إخراجاً جديداً؟ وهل سنراه قريباً، أم العمل لا يزال في بدايته؟ وهل من طريقة للتواصل مع الشيخ؟
 
أعلى