عمرو بن الحسن المصري
:: نشيط ::
- إنضم
- 30 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 685
- التخصص
- طالب جامعي
- المدينة
- القاهرة
- المذهب الفقهي
- حنفي
السلام عليكم
أما التنويه؛
فهو نقل أقصد به توضيح منهجي بشكل عام، وتوضيح هدفي من الأطروحات السابقة، ليس تبريرًا لموقفي بقدر ما هو تفسير لمواقفي السابقة، حتى لا يُساء الظن بشخصي أو يُفهم كلامي في سياق خاطئ.
يقول شيخنا الفقيه محمد أبو زهرة في كتابه ((الميراث عند الجعفرية)) -ضمن دراسات فقهية له-:أما التنويه؛
فهو نقل أقصد به توضيح منهجي بشكل عام، وتوضيح هدفي من الأطروحات السابقة، ليس تبريرًا لموقفي بقدر ما هو تفسير لمواقفي السابقة، حتى لا يُساء الظن بشخصي أو يُفهم كلامي في سياق خاطئ.
"وهكذا نحن في عصرنا الحاضر: لقد مضى الذين تخاصموا في الدين، وحسابهم عند رب العالمين، وكل امرئ بما كسب رهين، ولكن علينا نحن الذين لم نشاهد تلك الخصومة ولم نعاينها أن ننتفع بما خلّفته من أفكار لأنه ثروة فكرية يجب الانتفاع بها، وليس علينا شيء مما كان بين المتخاصمين (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ) [البقرة: 141].
[وجوب دراسة كل ما خلّفته القرون السابقة:]
ولقد وجدنا -بحمد الله تعالى- عند كل فرقة طائفة من العلم ما كانت لتكون لولا هذه الفرقة، فتلك الفلسفة الدينية التي تتصل بتنزيه الذات العليَّة ما كانت إلا بوجود المعتزلة بمناهجهم؛ وتلك الدراساتا لواسعة للخلافة شدًّا وجذبًا ما كانت لتكون لولا الشيعة وغيرهم، وهكذا...
لذلك يجب علينا أن ندرس ما خلّفته هذه الفرق الإسلامية، وأن ننتفع بها،...
...
فإن أراد الدعاة أن يعرفوا علماء المسلمين بالمذاهب التي ينفرون من دراستها، فنحن نرى أن ذلك واجب العلماء من غير دعوة إليه، وإن أرادوا الدعوة إلى اعتناق هذه المذاهب فإني أخشى أن يؤدي ذلك إلى إعادة الخصومة في الدين جذعًا، ونحن نريد أن نتركها، وننتفع بالآثار الفكرية التي خلّفها المتخاصمون من غير خصومة،...
إنه ليس من الخير أن يكون الفكر الإسلامي في الفروع على وجه واحد ما دام لا نص من كتاب أو سنة، فإن أوجه الرأي مختلفة متباينة، وهي في اختلافها متأثرة بأعراف البلاد المختلفة التي تنبت فيها الآراء، وليس لأحد أن يدّعي أن رأيًا منها بعيد عن الشرع الإسلامي إذا لم يكن نص من القرآن أو السنة يعارضه -بشكل صريح-، ولم يخالف أمرًا عرف من الدين بالضرورة. وانعقد عليه إجماع المسلمين من أقدم العصور إلى الآن.
...
[توحيد المسلمين هو الغاية، لا توحيد الآراء والمذاهب:]
إن توحيد الفكر على هذا النحو غير سائغ، إنما الأمر السائغ المطلوب الذي لا يسوغ لمسلم أن يتركه هو الوحدة الإسلامية، وجعل الجماعات الإسلامية تتلاقى في سياستها وفي اقتصادها، وفي أن تكون أحكامها في ظلّ كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا ضرر إن اختلفت مع ذلك وجوه الاستنباط مع التقائها جميعها حول المورد الصافي، والنمير العذب من الكتاب والسنة والميراث الذي خلفه الصحابة في فقههم، ودراستهم لشئون الاجتماع الذي تفتّقت سبله بين أيديهم بما لم يكن معهودًا لهم من قبل.
وحدة المسلمين فرض يجب على كل مسلم أن يعمل له، والتقريب بين المسلمين أمانة في عنق كل مسلم، ويجب عليه أن يسعى إليه، لأن المسلم أخو المسلم مهما تتناءى الديار، وتتباعد الأمصار، والمسلمون جميعًا جسم حي واحد، إذا شكا عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى.
وإن التقريب بين المسلمين غير التقريب بين المذاهب كما نوّهنا، فالتقريب بين المذاهب بمعناها للفظي قد يكون فيه اعتداء على المذاهب، وهي التراث الفكري الذي لا يقع إلا في حوزة العلم والعلماء. أما التقريب بين المسلمين فهو العمل على تحقيق معنى الوحدة الذي قرره القرآن وقررته السنة، وبه وبالتعاون على البر يكون فضل الإسلام والمسلمين، كما قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [البقرة: 110]." انتهى كلامه رحمه الله.
هذا منهجي الذي أدين الله به، ولتُفهم مواقفي السابقة على ضوء هذا، فلستُ أريد -مثلًا- من الدفاع عن عدنان إبراهيم (هُنا) تبنّي موقفه أو موافقته على سبّ وشتم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم وأرضاهم-، حاشا لله، ومعاذ الله أن يكون هذا ما أريد! .. فهم موقفي بهذا الشكل سيُعيد الخصومة والإثارة! ولستُ هذا ما أقصده، ولم أجد فرصة للتصريح بمقصدي بسبب الإغلاق المتتابع للمواضيع، ولستُ أقصد تقريب مواقفه للحق أو تبريرها (والتي لا زلت أكرر أنني أخالفه فيها وبشدّة)، وإنما مقصدي هو التوحيد، فأنا اعترض على تكفير الرجل بسبب مواقفه تلك، وقد طرحتُ مشاركات لتوضيح منهجي وتعرّضت لهذه الجُزئية هُنا:
عندما يغيب الوعي النفسي! .. (منهج حياة)
(المشاركة العاشرة تحديدًا)
يُتبع...