العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

جديد جدلية العقل العربي عند الاستاذ محمد عابد الجابري

إنضم
8 أبريل 2012
المشاركات
60
الكنية
كلية الامام الاعظم الجامعة
التخصص
أصول فقه
المدينة
سامراء
المذهب الفقهي
مالكي
جدلية العقل العربي
عند
الاستاذ محمد عابد الجابري


الباحث
ايهاب اللمعي



المقدمة
الحمد لله على ما شرعَ من سُننه وأحكامه ، وقيّض للفقه في الدين من جهابذة أعلامه ، وكشف لهم مشكل المعاني مسفراً عن لثامه ، والصلاة والسلام على رسوله غيث الكون المخمد لقتامه ، والمقرب دين الفطرة على أطراف تمامه ، وعلى آله وأصحابه الواقفين عند حدوده ، المتّسمين باتّسامه.

أما بعد :
إذا كان كل أحداث الكون ، سينتهي بها الأمر بين دفتي كتاب ، فإن ما يمكن إضافته بأن كل ما في الكتاب سينتهي به الأمر بين دفتي عقل الإنسان ، فيكون تالياً ، أحد أهم عوامل ودوافع سلوكه . أو أهمها على الإطلاق .
فإن العقل البشري هو المحرك للذات ، وكما قيل : " الانسان عقل تخدمه أعضائه" فهو بلا ريب مصدر الارتقاء والبناء ، واي محاولة جادة لإحيائه وتجديد محتواه ، مقبولة ومرحب بها ، بشرط الالتزام بضوابط علمية .
وقد وضع الاستاذ محمد عابد الجابري اطروحة كبيرة لإحياء العقل العربي ، اشتملت على مناقشة جميع المكونات الثقافية للعقل العربي ، وذلك من خلال جدال فلسفي لتفكيك المادة الثقافية جزئيا ، من خلال دراسة مراحل النشأة وتطوراتها وسلبياتها وجزئياتها .
وجاء هذا البحث ليبين جانب من تلك الاطروحة الجدلية التي أثارها الجابري في محاولة جادة وجرئية منه ، لتجديد التراث العربي ، واحيائه ،وتصفيته .
الصعوبات : قد تنوعت الصعوبات التي واجهتها في كتابة هذا البحث :

  1. انشغالي بالدراسة والمذاكرة
  2. صعوبة الحصول على المصادر
  3. طريقة الجابري بعرض المادة ، من خلال الاسهاب الطويل . وتشعب المواضيع ، وصعوبة التركيب .
الدراسات السابقة : لم أجد حسب علمي إلا دراسة واحدة ، تكلمت عن مجمل اطروحة الجابري بمقارته بمحمد أركون ، وهي :

  1. الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري ، دراسة نقدية تحليلية هادفة ، الدكتور خالد كبير علال ، وقد استفدت منها ببعض المباحث التطبيقية .
وقد اقتضى تقسيم البحث إلى مبحثين :
المبحث الأول : التعريف بالمصطلحات
المبحث الثاني : جدلية العقل العربي

المبحث الأولى : التعريف بالمصطلحات
سأركز في هذا المبحث على تبيين مفاهيم المصطلحات .
أولاً : التعريف بالجدل :
الجدل في اللغة : ( الجيم والدال واللام أصل واحد ، وهو من باب استحكام الشيء في استرسال يكون فيه ، وامتداد الخصومة ومراجعة الكلام )([1])
اصطلاحاً : هو إبطال قول الخصم بما يدل على بطلانه وإثبات الحق بالدليل([2]) .
ثانياً : التعريف بالعقل :
العقل في اللغة : جاء في اللسان : (العَقْلُ الحِجْر والنُّهى ضِدَّ الحُمْق والجمع عُقولٌ... رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه...)([3]).
اصطلاحاً : لكي لا نستطرد كثيراً بذكر تعريفات كثيرة لماهية العقل ، سأعتمد على التعريفات التي ذكرها الأستاذ الجابري ، في اطروحته ، لكي نحصر جانب المناقشة ، ونقتصرها على مراد المؤلف .
من خلال النظر في اطروحة الجابري فإننا سنجد جملة من التعبيرات لتحديد مفهوم العقل ، لكننا وجدنا مرتكز المناقشة يدور حول التفريق بين العقل المكوِّن ، والعقل المكوَّن ، لذلك سأبد بهما الكلام .
قد عرف العقل المكوِّن العربي بأنه : ( جملة المبادئ والقواعد التي تقدمها الثقافة العربية للمنتمين إليها كأساس لاكتساب المعرفة ، أو لنقل : تفرضها عليهم كنظام معرفي )([4]) .
ويعرف العقل المكوَّن بأنه : ( تلك الخاصية التي تميز الإنسان عن الحيوان ؛ أي " القوة الناطقة " باصطلاح القدماء)([5]) .
إن هذا التوصيف للعقل العربي لا نوافق عليه عموماً ؛ وإن كنا ندرك نسبية الواقعية التي يحمل المفهوم الذي أشار إليه الجابري ، وذلك لأنه يشير من طرف خفي إلى أن القعل العربي عموماً ساذجاً ويتأثر بواقع الحال ؛ وكأنه غض الطرف عن وجود استقلالية حقيقية تميز بها العقل العربي منذ العصور الأولى ؛ وكانت هناك مراجعات وتصحيحات صاحبت التراث .
فهل العقل العربي حقاً ؛ كان متأثراً ؟ وغير مؤثر ؟
فأين تذهب هذه التصورات التي حفلت بها القرون السابقة من تحريرات وتقريرات وتجديدات شملت كل مناحي الحياة ؛ وكانت مناهج التشريع تتصدر قائمة مصادر المعرفة العربية !!
أما تعريف العربي ، فإنه فيه غموض كبير ، وذلك لأن الجابري لم يبين لنا ما يقصده من خلال إطلاقه على العقل العربي ؛ لأن العربي فيه جوانب كثيرة لتبيين ماهيته ، وذلك من خلال مراحل الحياة ، ومستواه الثقافي ، والمكان والزمان وهكذا دواليك .
ويمكن أن نتلمس تحديده للعقل العربي من خلال هذا النص الذي يقول فيه : ( ماذا تغير من الثقافة العربية منذ "الجاهلية" إلى اليوم ؟ ... آية ذلك أننا نشعر جميعاً بأن امرئ القيس وعمرو بن كلثوم وعنترة ولبيد ... والأشعري والغزالي والجنيد ... والفارابي وابن سينا وابن رشد ... ومن بعد هؤلاء جمال الدين الأفغاني ... نشعر بهؤلاء جميعاً يعيشون معناهنا ، أو يقفون هناك أمامنا على خشبة مسرح واحد ، مسرح الثقافة العربية الذي لم يسدل الستار فيه بعد ، ولو مرة واحدة )([6]) .
فالعقل العربي الذي يريد الجابري أن يخلصله من تلك الترسبات الثقافية ، هو العقل العربي المعاصر الذي لا يزال يعيش تلك الفترة الجاهلية ، وعصر التدوين ، وهكذا دواليك .





المبحث الثاني : جدلية العقل العربي
لبيان جدلية العقل العربي عند الجابري ، فسأحاول بيانها من خلال ثلاثة محاور رئيسة :
أولاً : المرتكزات الجدلية عند الجابري
بما أن التفكير هو تقليب الأفكار في العقل البشري ، من خلال مجموعة من المخزون الفكري والثقافي التي وصلت إليه من خلال الوحي أو معارف العصر ، كان لا بد من النظر في هذه المنظومة الثقافية، التي تمثل أفضل وسيلة للمعلومات .
ولكي نكون أكثر وضوحاً ، فإننا قد تبين لنا من خلال النظرة السريعة لمحتوى اطروحة الجابري ؛ فإنه يشير بطرف خفي للقضية من زاويتين :
الأولى : وهي إصلاح التفكير ، وهذا معناه أنه يحاول تصحيح طريقة التفكير التي عند الإنسان ويجعلها على الطريقة الصحيحة ، حسب نظرته .
الثانية : وهي إصلاح العلوم التي يُراد إدخالها في مخزن الأفكار (العقل) .
فهذا يعني نحن أمام نوعين من الإصلاح التجديدي، فهل الأزمة الجدلية للعقل العربي هي بسبب طريقة عرض العلوم المعرفية نفسها ؛ أم هي من خلال طريقة التفكير؟
إن الناظر إلى موسوعة الجابري فإنه سيدرك منذ المقدمة بأن الرجل بدأ بالانطلاق من مبادئ فلسفية ومنطقية ؛ لكي يرتب الفكرة التي جاء بها ، فإنه انطلق من تصورات معلومة نسبياً([7])؛ ليصل إلى تصديقات مجهولة نسبياً .
وهذه التصورات كانت بمثابة مرتكزات تقعيدية ؛ انطلق منها الجابري ليؤسس نظريته الثورية ـ حسب ما أراه ـ على التراث العربي والاسلامي .
إن اطروحة الجابري النقدية لا يمكن اختصارها ببحث كهذا ؛ لأن الرجل قد علق تطور العقل بالتخلص من تلك الترسبات الثقافية التي كونت العقل العربي ، وهذه المكونات متعددة ، فلكي نستطيع أن نقوم بتوصيف تلك المكونات فإنه عمل كبير ؛ لكن حسب رأيي بأن المرتكز الحقيقي الذي اعتمد عليه الجابري ، هي مرحلة التدوين وما سبقتها .
ومن أهم مرتكزاته : نقده للعقل العربي من زاويتين :
فيقول : ( فمن جهة يمكن النظر إلى "العقل العربي" بوصف عقلاً سائداً قوامه جملة مبادئ وقواعد تؤسس المعرفة في الثقافة العربية )([8]).
فجوانب النقد في هذا المرتكز قوله : ( وفي هذه الحالة يكون من الممكن جداً القيام بتحليل موضوعي علمي لهذه المبادئ والقواعد التي تشكل ، في ذات الوقت ، أساسيات المعرفة ، أو نظمها ، في الثقافة العربية )([9]) .
إن هذه الخطوة التي يشير إليها فيها من القضايا التي لا يمكن أن نسلم له فيها ؛ وهي القيام بالتحليل الموضوعي للتراث ، وذلك لأنه لم يبين لنا بوضوح عناصر التحليل وضوابطه لعناصر التراث المكونة للعقل العربي ، ومع ذلك تبقى هذه الاطروحة أقل خطراً من التي تليها .
الزاوية الثانية : ( ومن جهة أخرى : يمكن النظر إلى "العقل العربي" بوصفه عقلاً فاعلاً ينشئ ويصوغ العقل السائد في فترة تاريخية ما ...)([10]).
وهذا الجهة الثانية تبدو لأول وهلة بأنها بريئة جداً ؛ لكن الدعوة الخطرة التي تطل برأسها ، وهي قوله عن طريقة تفعيل لهذا المرتكز بأنه : ( الشيء الذي يعني أنه بالإمكان انشاء وصياغة مبادئ وقواعد جديدة تحل محل القديمة )([11]) .
نحن أمام دعوة خطرة جداً ، وهي : عملية تبديل المادة([12]) المكونة للتراث ، بأدوات مقطوعة الصلة بالذات الأصيلة ، بدعوى تحرير العقل وتطويره .
فإذا كان العقل العربي تعرض لفترة طويلة ؛ لأصناف القمع ولسلب الحرية الفكرية التجديدية والتطويرية والاصلاحية ؛ فهذا لا يعني أن الخلل سببه التراث ؛ وأن التراث هو سبب كل تلك المعوقات ؛ وإنما يعود السبب إلى سلطة القمع التي مارسها البعض باسم الدين ؛ فمن الانصاف عدم خلط الأوراق ، وبيان الصورة بالكامل .
ويبين عملية التبديل بقوله : ( قيام عقل سائد جديد ، أو على الأقل تعديل أو تطوير ، أو تحديث أو تجديد ، العقل السائد القديم . وواضح أن هذا لن يتم إلا من خلال نقد العقل السائد ، وواضح كذلك أن عملية النقد هذه يجب أن تمارس داخل هذا العقل نفسه ، من خلال تعرية أسسه وتحريك فاعليته وتطويرها واغنائها بمفاهيم واستشرافات جديدة نستقيها من هذا الجانب أو ذاك من جوانب الفكر الانساني المتقدم ، الفكر الفلسفي والفكر العلمي )([13]) .
إن المنحى الذي سار فيه الجابري للتنظير (للجدلية) هي محاولة إيجاد نوع من الخصام داخل العقل ، وليس بين شخصين ، فهي محاولة لتوحيد الفكر عموماً ، وذلك من خلال جملة من المباحثات الطويلة التي يخوضها العقل في ميدانه ليصل إلى وحدة فكرية متناسقة بين مكوناتها الأساسية وواقع التطور الثقافي .
وهذه العملية التي يشير إليها الجابري قد أفصح عنها في الموضع السابق وهي (تجديد الثقافة وتحريكها وتطويرها) العربية ، وذلك من خلال ثلاثة محاور : تجديد تصفية ، وتجديد اضافة ، وتجديد محتوى .
ويقصد بتجديد التصفية : وهي محاولة تخليص التراث من بعض القواعد التي لم تعد نافعة .
ويقصد بتجديد اضافة : وهي محاولة اضافة بعض معارف العصر إلى مكونات الثقافة العربية.
ويقصد بتجديد المحتوى : وهي محاولة اضفاء الحيوية والواقعية على مضامين الثقافة العربية .
وهذه الاطروحة التجديدية مقبولة إلى حد ما ، على مستوى التنظير ، لكن على مستوى التطبيق ، تحتاج إلى تدقيق ومراجعة ، فما هي المبادى التي هي من الذاتيات في الثقافة ، وما هي من العرضيات ، التي تعتبر كالوسائل ، ويمكن تبديلها من خلال الاستفادة من وسائل أكثر نفعاً وفاعلية .
وهذا الامر كذلك ينطبق على تجديد الاضافة والمحتوى ؛ لكنها تبقى أقل خطرً على مادة الثقافة العربية أو مكونات العقل العربي ، لأنها محاولة لإحياء التراث العربي وتنشيط محتوياته من جهة ، ومن جهة أخرى محاولة اضافة بعض المباحث الجديدة لتطوير العقل العربي .
نحن لا ننكر ضرورة التجديد في الفكر العربي عموماً ؛ لكن المشكلة هي : هل المدافعون عن التجديد وممثلوه والمنادون بشرعيته وضرورته ، فيما بينهم أولاً ، ثم فيما بينهم وبين مخالفيهم والمتحفظين عليهم والمشككين فيه ثانياً ، هل هم جميعاً يتحدثون عن شيء واحد واضح ، وعن معنى محدد مضبوط ؟ أم كل يغني على ليلاه ؟ تلك هي بحق المشكلة .
المشكلة هي : متى نعدُّ ذاك التجديد ضرورياً ومتى لا نعده ؟ ومتى نعده تجديداً واقعياً ومتى نعده تجديداً متطرفاً ؟ ومتى نعدُّ هذه الأداة متهية الصلاحية ومتى نعدها لا تزال صالحة للإعتماد عليها ؟ كل هذه الإشكاليات تحتاج إلى ضبط وتحديد .
فهل وضع الأستاذ الفاضل في اعتباره كل هذه القضايا حين وضع اطروحته لنقد العقل العربي وتطويره حسب رأيه ، نأمل أن نجد ما يطور ولا يبعثر ، ويدعوا لتقدم الأمة ؛ لا إلى تبديد تراثها .
فمشكلة الجابري أنه ينظر للتراث من زاوية معينة ، ويترك الزوايا الأخرى ، ويحكم على التراث حسب تصوره ، اعتماداً منه على ( أن الحركة في الثقافة العربية كانت وماتزال حركة اعتماد لا حركة نقلة ...)([14]) .
فالعلماء المعاصرون ليسوا جميعاً هم من هؤلاء الناس الذين يسلمون بكل ما ورثوه عن العلماء السابقين ، بل نجد لديهم نزعات تجديدية وتطويرية ؛ وهذا العلامة ابن عاشور يقول : ( واعلم أنا متى اقتصرنا في تعليماتنا على ما أسسه لنا سلفنا ووقفنا عند ما حدَّدوا ، رجعنا القهقري في التعليم والعلم ؛ لأن اقتصارنا على ذلك لا يؤهلنا إلا للحصول على بعض ما أسسوه ، وحفظ ما استنبطوه ، فنحن قد غُلبنا بما فاتنا من علومهم ولو قليلاً ، أما متى جعلنا أصولهم أُسُساً لنا نرتقي بالبناء عليها ، فإنا لا يسوءنا فوات جزء من تعلماتهم متى كنا قد استفدنا حَظّاً وافرا قد فاتهم )([15]).
ويبين الإمام في موضع آخر أنه لا ينتقد العلوم لأجل النقد ، وإنما هو يريد تجديد العلوم، فقد بين موقفه من العلماء ومؤلفاتهم ، وما تمثله مؤلفاتهم بالنسبه له ، فيقول : ( ... لا أقول هذا حطيطة من الأقدمين ونقيصة من مقاديرهم ، فإني أعلم عظمتهم وجلالتهم ، ولكني لا أعتقد فيهم العظمة أبداً ، يقرأون ما نقرأ ويفهمون كما نفهم ، وانا من الجانب الذي أجلهم به وأنظر إليهم منه نظر المبهوت ؛ ذلك لأنهم الذين فننوا العلوم وقعدوا القواعد ، واتوا في الزمن الوجيز بالمطلب العزيز ... من ذلك الجانب نفسه أقول إنهم غرسوا لنُنمِي ، وأسسوا لنشيد ، وابتدأوا لنزيد ...)([16]) .
إن الناظر إلى جملة من القضايا التي طرحها الجابري في اطروحته ، فإنه سيجده يركز على جملة من القضايا ، التي تعتبر المفاتيح لهذا المشروع الكبير لتكوين العقل العربي .
فنجده يتحدث عن ( العقل الفاعل والعقل السائد )([17]) ، وتارة يتحدث عن : العقل العربي وعن الثقافة العربية ([18]) وتارة نجده يتكلم في مرحلة متقدمة من النقاش والنقد ، فيقول : ( التفكير في العقل درجة من المعقولية اسمى بدون شك من درجة التفكير بالعقل )([19]) .
وهذه الأخيرة هي بيت القصيد ، وذلك لأن الجابري يريد في اطروحته أن يوجه الباحثين إلى محاولة التفكير في العقل وذلك من خلال المحاولة الجادة لتصفية الثقافة العربية وتجديدها ، وذلك من خلال استنفار العقل الفاعل المكوِن .
يحضرني كلام للدكتور أحمد الريسوني حيث يقول : ( وأرى ـ والله اعلم ـ أن من تزكية الإنسان تزكية عقله ، بتنميته وترشيده وتشغيله ، وهذا ما فعله الشرع حيث عمل على تحريك العقول وإطلاقها من قيودها ، ورفع عنها ما كان يعطلها من أوهام وخرافات وطعَّمها بقيمه وأحكامه ، ثم ترك لها المجال واسعاً لتعمل وتتزكى ، وهذا وجه آخر من وجوه حفظ العقل ، فحفظ الشريعة للعقل ليس منحصراً في تحريم المسكرات والمعاقبة عليها ، فكم من عقول ضائعة وهي لم تر ولم تعرف مسكراً قط ، ولكن أسكرها الجهل والخمول ، والتعطيل ، والتقليد )([20]).
وأخيراً : يمكن لنا القول بأن هذا الاطروحة لا تصلح للتعميم ؛ لأننا إذا وافقنا على هذه النظرية وغيرنا مرتكزات الثقافة العربية ، فإننا سنجد شخصية أخرى تدعوا لتغيير اطروحة الجابري ، وهكذا دواليك ، فإن في مرحلة متقدمة نجد أنفسنا بلا هوية ولا تراث ولا ثوابت ، بل سنجد أمامنا جملة من التصوارت الفكرية الخاصة لثلة من المفكرين المتفسلفين .

ثانياً : أسباب التفكير في العقل :
إن الناظر الى جملة من المحاور التي انتقد فيها الجابري الثقافة العربية على وجه الخصوص ، وما أفرزته على العقل العربي من ترسبات ثقافية لا تتلائم مع الواقع المعاصر ، فإنه يوجه إلى الثقافة العربية أو للعقل العربي جملة من الانتقدات التي سجلها عموماً على الثقافة ، وحاول أن يجعلها هي المرتكزات واللبنات الأولى التي ينطلق فيها ليؤسس لنظريته .
إن الجابري يشير من طرف خفي إلى أن التراث المكون للعقل العربي قد فقد صلاحيته ، وانتهت المهمة المنوطة به ، فلا بد من إعادة قراءتها وتصفيتها ، ومحاولة تبديلها بمعارف العصر ومستلزماته .
وقد تنوعت الانتقادات التي وجهها الجابري للعقل العربي ؛ بمحاولة جادة منه إلى تخليص العقل العربي من كل ما يعيق تقدمه ، ويجعله أسير تلك التصورات التي كانت موجودة في العصر الجاهلي وما تلاه .
ومن تلك الانتقادات التي وجهها للتراث العربي قوله : ( فنحن لا نعيش في وعينا ولا في تصورنا كمراحل من التور ألغى اللاحق منها السابق ، ولا كأزمنة ثقافية تتميز عن بعضها بمميزات خاصة تجعلها متصلة أو منفصلة ؛ بل بالعكس إننا ننظر إلى هذه العصور الثلاثة كجزر منفصلة كل منها معزول عن الاخرى ، فالهوة التي تفصل ، في وعينا ، بينما ندعوه (العصر الجاهلي) وما نسميه بـ (العصر الاسلامي) الذي نقف به عادة عند القرن الثامن الهجري ، و (عصر النهضة) الذي نؤرخ له كما قلنا بالقرن التاسع عشر الميلادي ، والنتيجة هي حضور هذه (الجزر الثقافية) الثلاثة في الوعي العربي الراهن حضوراً متزامناً . نقصد بذلك أن الواحد منا عندما ينتقل بوعيه من (العصر الجاهلي) إلى (العصر الاسلامي) إلى (عصر النهضة) لا يشعر أنه ينتقل من زمن إلى زمن ، بل لربما يحس فقط أنه يقفز من مكان لآخر ... نعبر عنها هنا بـ (تداخل الأزمنة الثقافية) في فكر المثقف العربي ، كما كان منذ (العصر الاموي) يستهلك معارفاً قديمة على أنها جديدة ، سواء كان مصدرها عربياً (خالصاً) أو كانت من (الدخيل) الوافد . تلك كانت حالته بالأمس ، وتلك هي حالته اليوم ... )([21]) .
ويصل أخيراً لتحديد ملاحظتين مهمتين وهما ( هناك من جهة تداخل بين (العصور) الثقافية في الفكر العربي ، منذ الجاهلية إلى اليوم ، مما يجعل منها زمناً ثقافياً واحدا يعيشه المثقف العربي ... وهناك من جهة أخرى : انفصال بين الزمان والمكان في التاريخ الثقافي العربي انفصالا جعل بعض البلاد العربية تعيش بعديا على صعيد الفكر والثقافة والوعي ما عاشه بعضها الآخر من قبل ، الشيء الذي يعني غياب التزامن الثقافي على صعيد الوطن العربي ... فكيف نتعامل مع هذين الواقعين المتعارضين ؟ )([22]).
إن الجابري في هذا النص الأخير له قد انتقد الثقافة العربية باعتبارها كياناً واحداً ليس فيها أي قفزات تطويرية ولا تجديدية ، تجعلها كأنها جسم كبير تضخم فيها الداء العضال دون محاولة تنشيط أجزائه واعتبارها نقاط انطلاق في سلم التطوير والارتقاء.
ونحن لا نعترض على أي دعوة تطويرية ولا تجديدية تخدم التراث وتطويرية وتدفعه قدماً نحو الارتقاء بالثقافة العربية ، وهنا نذكر إحدى الاطروحات التجديدية للعلامة عبد الله بن بيه عن فكرته لتجديد التراث بقوله ( ... إن التجديد هو توسيع وعاء الثوابت لتستوعب الحديث ، وقولبة الحديث ليُسْتَوْعَب ، إنه انطلاق من عقال الحيرة ، وتزحزح عن مفترق الطرق ، لسلوك الجادة وولوج الفضاء الرحب في انسجام بين الضمير الجمعي ومتطلبات العصر ...)([23]) .
ومن جملة الانتقادات التطبيقية التي وجهها الجابري لأصل التفكير للعقل العربي : ( تدوين العلم وتبويبه غير انتاج العلم . تدوين العلم : إن العلم جاهز ، وإن مهمة المدون ، أي العالم ، تنحصر أو تكاد في التقاه وجمعه وتبويبه . ورغم أن مصطلح (العلم) في ذلك الوقت أساساً (الحديث ) وما يتصل به من تفسير وفقه ، فإن مضمونه كان ينصرف أيضا الى (العلوم المساعدة) لهذا العلم ـ الأصل ... ولكن تدوين العلم وتبويبه ، حتى بمعنى الجمع والتصنيف لا غير ، لا يمكن أن يتم بدون رأي ، إذ لا بد من انتقاء وحذف وتصحيح وتقديم وتأخير ... وهي عمليات تصدر عن رأي ولا بد . وإذن فلم تكن العملية تنحصر في حفظ الموروث الثقافي العربي الاسلامي من الضياع ، وهذا ما تدل عليه في الظاهر كلمة (تدوين) ، بل إن العملية في الحقيقة عملية إعادة بناء ذلك الموروث الثقافي بالشكل الذي يجعل منه (تراثاً) : أي إطاراً مرجعيا لنظرة العربي إلى الاشياء ، إلى الكون والانسان والمجتمع والتاريخ ...)([24]) .
ففي هذا النص يشير الجابري إلى قضية مهمة جداً وخطيرة جداً ، فهو يبدأ بنقاش المسائلة بهدوء وببراءة لكن يخفي بين سطورها ، أموراً كثيرة،
ومن الانتقادات الرئيسة لاطروحة الجابري عموماً ما جاء عند الطرابيشي حيث يقول : ( إننا أمام "نص خطير" كما يحلو للجابري نفسه ان يقول بعض تعليقاته على نصوص لغيره ، وأول أوجه الخورة في هذا النص أنه لا يحيل قارئه إلى أي مرجع ، مما يعني ضمنياً ان جميع المعاني الواردة فيه هي من عنديات الجابري وبنات افكاره ... معنى هذا اننا نتهم الجابري بأنه ، في إشكاليته عن "التفكير بالعقل" و "التفكير في العقل / يمتح من معين الفكر المشاع ...)([25]) .







ثالثاً : الجانب التطبيقي :
يتمثل الجانب التطبيقي عند الاستاذ الجابري للتأصيل عن اطروحته ، بجملة كبيرة من الموضوعات التي أسست التراث وكونت العقل العربي ، واختصاراً لتوضيح الموضوع ، وتماشيا مع طبيعة البحث سأقتصر على أهم مرتكزات التفكير العقلي .
وأهم مرتكزات تكوين العقل العربي حسب اطروحة الجابري هي مرحلة التدوين التي أسست الثقافة العربية ، وذلك لأنه يرى بأن العقل العربي تكون لا وجود له قبل عصر التدوين ([26]) لذلك سوف أركز على أهم تلك الموضوعات الرئيسة التي أشار إليها الجابري .
إن المرتكز الأصلي الذي بنى عليه الجابري اطروحته ، وهي التي تتعلق بما سماه : الثقافة العربية قبل عصر التدوين و خلاله([27]) لذلك سوف أركز على ثلاثة محاور :
المحور الأول : ما يتعلق ببداية الثقافة العربية : حسب الجابري أنها بدأت في التكوين انطلاقا من نقطة ما داخل العصر الجاهلي، و هذا أمر مجمع عليه ضمنيا على الأقل ، و قد امتدت تلك الثقافة على نحو 150 سنة قبل الإسلام حسب غالبية الأقوال ، و بدايتها كانت بسيطة تماما ، يبدو أنها بديهية لا تحتاج إلى برهان([28]) .
و قوله هذا زعم لا دليل عليه ، و رجم بالغيب ، و تعلق بأوهام ،و تدليس على القراء وتغليط لهم، لأنه أولا لم يُوثق زعمه بدليل تاريخي و لا عقلي ، عندما حدد بداية تكوّن الثقافة العربية المزعومة ، عند نقطة ما من تاريخ الجاهلية تعود إلى 150 سنة قبل الإسلام. و نحن لا نسلم بهذا التحديد و لا بالإجماع أو شبهه الذي ادعاه الجابري ، لأنه لم يذكر دليلا يُثبتُ أو يُرجح زعمه ، مما يعني أنه في إمكان أي باحث آخر أن يُرجع تلك البداية إلى 20 قرنا قبل الإسلام ،أ و يُرجعها آخر إلى 20 يوما قبل ظهور الإسلام . الأمر الذي يعني أن طريقة الجابري ليست علمية ،و لا تعتمد على المعطيات التاريخة الموثقة و الثابتة ، و إنما تعتمد على التخمين و الرجم بالغيب ،و هذا أمر لا يعجز عنه أحد.
و هو بذلك الفعل يكون قد غالط و دلّس ، عندما حدد وهمية تبدأ منها الثقافة العربية المزعومة ، و زعم أنها فكرة بدائية تماما و بسيطة تبدوا أنها بديهية لا تحتاج إلى برهان. و زعمه هذا تغليط مُتعمد ، لأن الفكرة البديهية هي تلك الفكرة التي تقوم على خصائص ثابتة تاريخيا ، و هي لا تتوفر فيما يخص نشأة الثقافة العربية التي تقوم على فكرة محددة وهميا. لكن مع ذلك قبلها الجابري بلا برهان ،و هو صاحب نظام البرهان المدافع عنه و المتحمس له([29]).
و المحورالثاني : يشير الجابري إلى أننا ( لا نعرف شيئا عن الثقافة العربية قبل عصر التدوين إلا ما قد تم تدوينه في عصر التدوين نفسه)([30]).
و قوله هذا غير صحيح على إطلاقه ،و فيه مبالغة شديدة ، لأنه أغفل مصدرين هامين لتلك الثقافة لا يدخلان في عصر التدوين الذي حدده الجابري من منتصف القرن الثاني إلى منتصف القرن الثالث للهجرة .
أولهما: المصدر القرآني فهو قد دُون زمن الرسول (r) ،و قد سجل لنا أخبارا كثيرة متنوعة عن المجتمع العربي قبل الإسلام و أثناء نزول القرآن([31]) .
و المصدر الثاني يتمثل في المصادر الأثرية في الجزيرة العربية قبل عصر التدوين ،و المتمثلة في النقوش و المسكوكات و العمائر و غيرها([32]).
و أما المحور الثالث : فيتمثل في أن الجابري وصف عملية التدوين بأنها ( كانت في الحقيقة عملية إعادة بناء ذلك الموروث الثقافي في الشكل الذي يجعل منه تراثا ، إي إطارا مرجعيا لنظرة العربي إلى الأشياء ، إلى الكون و الإنسان ، و المجتمع و التاريخ)([33]).
و قوله هذا غير صحيح على إطلاقه ، لأنه إذا كان يصدق على الطوائف التي أسست عقائدها و أفكارها على المؤلفات التي صُنفت في عصر التدوين ، فإنه لا يصدق على المسلمين الذين يأخذون دينهم و مفاهيمهم و سلوكياتهم من القرآن الكريم مباشرة ، لأن القرآن ليس من مدونات عصر التدوين .
الخاتمة
وقد توصلت في هذا البحث الى عدة نتائج :

  1. إن نظرية إعادة قراءة التراث الفكري العربي من حيث المبدأ مرحبا بها ، لكن تحتاج إلى مشروع متكامل وواضح ، يلتزم بالثوابت ، ويتعامل مع الوسائل بطريقة علمية وموضوعية
  2. لم نعثر على مشروع واضح ودقيق في مشروع الجابري ؛ لكن فقط وجدنا دعوة .
  3. الفكر التجديدي عند الجابري يحتاج إلى ضبط وتحديد ، وتمييز بين الذاتيات الثقافية ، والعرضيات .
  4. إن اطروحة الجابري محاولة خطرة وذلك لدعوته لتغيير مادة التراث الأصلية ، والاستعانة بأدوات جديدة كما يراها الجابري ، وهنا نجد لا مركزية حقيقية في ذلك ؛ لأنها ستكون مرتكزات مرحلية .
  5. اطروحة الجابري أغلبها تصورات فكرية ، ليس فيها وثائق مؤيدة لها ، فلا نجد لديه إحالات على مصادر علمية ، وإنما هي أفكاره الخاصة ، وفيها من الدعوات الخطيرة .
التوصيات :

  1. انجاز بحث لدراسة اطروحة الجابري بالكامل واعطاء صورة واضحة عن مشروعه ، وذلك للوصول إلى القضايا الصالحة التي دعا إليها ، والرد على القضايا المتطرفة .
  2. دعوة كبار العلماء للنظر إلى مادة التراث للنظر فيها بأعين علمية رصينة ، وذلك من خلال تكليف ثلة من كبار أساتذة الجامعات في العالم الاسلامي لعمل ورشات علمية لمراجعة التراث الثقافي العربي .


المصادر

  1. الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري ، دراسة نقدية تحليلية هادفة ، الدكتور خالد كبير علال ، ط (1) ، دار المحتسب (2008م) .
  2. أليس الصبح بقريب ، العلامة محمد الطاهر بن عاشور ( تـ 1394هـ) : ط (1) ، دار السلام القاهرة ، (1427هـ / 2006م) .
  3. التراث و الحداثة - دراسات و مناقشات - محمد عابد الجابري ط2 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت.
  4. تعريف الخلف بمنهج السلف ، للدكتور إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان ، ط (1) المملكة العربية السعودية ابن الجوزي ، ربيع الأول ( 1418هـ - 1997م).
  5. تكوين العقل العربي ، د محمد عابد الجابري ، ط (11) ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت (2011م) .
  6. العرب في العصور القديمة ، لطفي عبد الوهاب يحيى دار النهضة العربية ، بيروت
  7. فتاوى فكرية ، العلامة عبد الله بن بيه ، ط (1) ، دار الاندلس الخضراء ، (1420هـ /2000م) .
  8. لسان العرب ، محمد بن مكرم بن علي ابن منظور الافريقي (711هـ) ، ط (3) دار صادر بيروت (1414هـ) .
  9. معجم مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي (395هـ) ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، دار الفكر ، (1399هـ / 1979م) .
  10. معيار العلم ، حجة الله محمد بن محمد الغزال ي، تحقيق : سليمان دنيا ، دار المعارف .
  11. نظرية العقل ، جورج طرابيشي ، ط (4) دار الساقي ، بيروت ـ لندن ، (2011م)
  12. نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي ، د أحمد عبد السلام الريسوني ، ط (2) دار الكلمة (1421هـ/2010م) .



([1]) معجم مقاييس اللغة ، مادة (جدل) ،(1/433) .

([2]) تعريف الخلف بمنهج السلف ، للدكتور إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان ، ط (1) المملكة العربية السعودية ابن الجوزي ، ربيع الأول 1418هـ - 1997م. ص210.

([3]) لسان العرب ، مادة (عقل) (11/458 ).

([4])تكوين العقل العربي ، د محمد عابد الجابري ، ط (11) ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت (2011م) ، (15) .

([5])المرجعة نفسه .

([6])تكوين العقل العربي ، (38 ،39) .

([7]) وقولي (نسباً) احترازا من الايهام الذي قد يحصل بأننا نتفق معه على جميع تلك التصورات ، أي التوصيفات لواقع التراث والثقافة ، بل نتفق في البعض ونختلف في البعض الاخر ، وكذلك التصديقات .

([8]) تكوين العقل العربي ، (16) .

([9]) المرجع نفسه .

([10])تكوين العقل العربي ، (16) .

([11])المرجع نفسه

([12])يقول حجة الإسلام الغزالي : ( العلة تطلق على أربعة معان : الأول ما منه بذاته الحركة ، وهو السبب في وجود الشيء ، كالنجار للكرسي ، والأب للصبي.الثاني : المادة ، وما لا بد من وجوده لوجود الشيء ، مثل الخشب للكرسي ، أو دم الطمث والنطفة لصبي .الثالث : الصورة ، وهي تمام كل شيء ، وقد تسمى علة صورية ، كصورة السرير من السرير ، وصورة البيت للبيت .الرابع : الغاية الباعثة أولاً ، المطلوب وجودها آخراً ، كالكن للبيت ، والصلوح للجلوس من السرير ) ، معيار العلم ، حجة الله محمد بن محمد الغزال ي، تحقيق : سليمان دنيا ، دار المعارف ، (258) .

([13])تكوين العقل العربي ، (16 ، 17) .

([14])تكوين العقل العربي ، (42) .

([15])أليس الصبح بقريب ، الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ( تـ 1394هـ) : ط (1) ، دار السلام القاهرة ، (1427هـ / 2006م) (155) .

([16])المرجع نفسه ، (141) .

([17])تكوين العقل العربي ، (16) .

([18])ينظر : تكوين العقل العربي ، (17) .

([19])المرجع نفسه ، (18) .

([20]) نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي ، د أحمد عبد السلام الريسوني ، ط (2) دار الكلمة (1421هـ/2010م) (263) .

([21])تكوين العقل العربي ، (44 ، 45) .

([22])المرجع نفسه ، (51) .

([23])فتاوى فكرية ، العلامة عبد الله بن بيه ، ط (1) ، دار الاندلس الخضراء ، (1420هـ /2000م) ، (1010) .

([24])تكوين العقل العربي ، (63 ، 64)

([25])نظرية العقل ، جورج طرابيشي ، ط (4) دار الساقي ، بيروت ـ لندن ، (2011م) ، (26 ، 27)

([26]) يبدأ عصر التدوين حسب الجابري من منتصف القرن الثاني الهجري إلى منتصف القرن الثالث الهجري .التراث و الحداثة ، ص: 142

([27]) يبدأ عصر التدوين حسب الجابري من منتصف القرن الثاني الهجري إلى منتصف القرن الثالث الهجري .التراث و الحداثة ، ص: 142

([28]) تكوين العقل العربي ، ص: 36 ، 47 .

([29]) ينظر : الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري ، دراسة نقدية تحليلية هادفة ، الدكتور خالد كبير علال ، ط (1) ، دار المحتسب (2008م) ، (436) .

([30])التراث و الحداثة - دراسات و مناقشات - محمد عابد الجابري ط2 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1999، ( 142)

([31]) الأخطاء التاريخية و المنهجية ، (437) .

([32]) ينظر : العرب في العصور القديمة ، لطفي عبد الوهاب يحيى دار النهضة العربية ، بيروت ص: 121 و ما بعدها .

([33]) تكوين العقل ، ص: 61 .
 
أعلى