العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

جمع ما نقله الرواة في دفن ميت الحشرات

إنضم
4 يوليو 2008
المشاركات
46
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
الفلسفة والفكر والحضارة
المدينة
تطوان
المذهب الفقهي
الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
جمع ما نقله الرواة في دفن ميت الحشرات

كتبه طارق الحمودي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه,وأاشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فمن مستطرف الأبواب, ومستظرف المسائل شيء كنت وقفت عليها في كتاب الصلاة من كتب الفقه, وهو مسألة قتل قملة أو برغوث في الصلاة داخل المسجد ودفنه, وقد اختلف العلماء في اشتغال المصلي بذلك , فقال بعضهم: (يقتلها) وزاد بعضهم (ويدفنها). وقال غيرهم: (يكفيه حبسها إلى أن يخرج من المسجد).
واحتجوا بما رواه أحمد ( 5/410) : ثنا إسماعيل ثني حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن رجل من الأنصار : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا وجد أحدكم القملة في ثوبه فليصرها ولا يلقها في المسجد) .
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الستة غير الحضرمي بن لاحق وهو لا بأس به كما في ( التقريب ) لكنه ذكر أنه من الطبقة السادسة أي : الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة وعلى هذا فالحديث منقطع كما قال الشيخ الألباني في الثمر المستطاب.وقال الهيثمي ( 2/20 ) : ( رواه أحمد ورجاله موثقون ) .
وروى أحمد أيضا (5/419/مؤسسة قرطبة) ثنا محمد بن عبيد ثنا محمد بن إسحاق عن طلحة بن عبيد الله يعنى بن كريز عن شيخ من أهل مكة من قريش قال: وجد رجل في ثوبه قملة فأخذها ليطرحها في المسجد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تفعل ارددها في ثوبك حتى تخرج من المسجد). قال الهيثمي في المجمع : (رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن محمد بن إسحاق عنعنه وهو مدلس ) .قلت: والقرشي لا يدرى من هو.
ويظهر أن مسألة الدفن هذه ليست خاصة بكون قتلها في المسجد. فإنهم قد عللوا ذلك بقوله تعالى ( ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا).وهذا عام.وفي هذا يروى شيء عن ابن مسعود وابن عباس وأبي أمامة وابن عمر ومجاهد وأبي العالية وإبراهيم النخعي.

* فقد روى الطبراني في المعجم الأوسط (2/46/1197)حدثنا أحمد قال حدثنا خالد قال حدثنا أبي قال حدثني زياد بن عتبة الكوفي عن عكرمة مولى بن عباس عن أبي هريرة أن رسول الله قال : (إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليدفنها أو ليمطها عنه) وذكر أنه لم يرو هذا الحديث إلا يوسف تفرد به ابنه عنه.
والحديث ضعيف جدا, يوسف بن خالد وهو السمتي البصري أبو خالد والد خالد متروك.
وروى ابن شبة في أخبار المدينة (86)حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الله عن شيبة بن نصاح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأى أحدكم القملة في ثوبه وهو في المسجد فليحفر لها فليدفنها وليبصق عليها فإن ذلك كفارتها) وهذا معضل. شيبة لا يسمع من الصحابة.

*وروى ابن أبي شيبة (2/145) وعبد الرزاق (1/447) و الطبري في التفسير (29/237) والبيهقي في السنن الكبرى (2/294) عن مسلم الملائي عن زاذان عن الربيع بن خثيم أن عبد الله دفن قملة في المسجد ثم قرأ (ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا ) وفي رواية البيهقي أنه وجدها على ثوب رجل فدفنها في الحصباء.
ومسلم بن كيسان الملائي ضعيف.و في سماعه من زاذان شيء كما في الجرح والتعديل. والظاهر أن زاذان هذا هو أبو عمرو مولى كندة.
وروى أبو يوسف في كتاب الآثار (رقم 210)عن أبي حنيفة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن ابن مسعود رضى الله عنه انه اخذ قملة وهو في المسجد فدفنها في الحصى وقرأ (ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا )
وهذا إسناد ضعيف, عاصم بن بهدلة صدوق له أوهام .
وأبو رزين هو مسعود بن مالك الأسدي وثقه النسائي وابن حبان وقال الحافظ في التقريب: مقبول. أي عند المتابعة.
وأبو حنيفة الإمام في حفظه لين.

*وروى ابن أبي شيبة (2/145) حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس في الرجل يجد القملة في المسجد قال يدفنها في الحصباء قال: ورأيت أبا ظبيان يفعل ذلك.
وهذا إسناد فيه ضعف , قابوس هو ابن أبي ظبيان فيه لين, وجرير هو ابن عبد الحميد, وأبو ظبيان اسمه حصين بن جنذب.

*وروى ابن أبي شيبة (2/145)حدثنا عباد بن عوام عن الشيباني عن المسيب بن رافع عن رجل قال: (رأيت أبا إمامة يتفل في مسجده وهو يدفن القمل في الحصباء).
وهذا إسناد ضعيف للإبهام.و عباد بن العوام هو أبو سهل الكلابي الواسطي والشيباني هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق.
وروى عبد الرزاق في المصنف (1/447) عن معمر عن أبي غالب أن أبا أمامة رأى على ثيابه قملة وهو في المسجد فأخذها فدفنها في المسجد وأبو غالب ينظر إليه
وهذا إسناد ضعيف, أبو غالب هو صاحب أبي أمامة, اختلف في اسمه ونسبه. قال فيه الحافظ : صدوق يخطئ.

*وروى ابن أبي شيبة (2/146)عن إسماعيل ابن علية وعبد الرزاق (1/446)عن معمر بن راشد كلاهما عن أيوب عن يوسف بن ماهك قال: ( رأيت ابن عمير أخذ من ثوب ابن عمر قملة فدفنها في المسجد ) زاد معمر : (وابن عمر ينظر إليه ولم ينكر عليه ذلك )وهذا إسناد صحيح.وأيوب هو السختياني وابن عمير هو عبيد بن عمير الليثي

*وروى الطبري (29/237)حدثني يعقوب قال ثنا بن علية عن ليث قال: قال مجاهد في الذي يرى القملة في ثوبه وهو في المسجد ولا أدري قال في صلاة أم لا:إن شئت فألقها وإن شئت فوارها (ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا) وليث بن أبي سليم ضعيف.

*وروى ابن أبي شيبة (2/145) حدثنا وكيع قال نا سفيان عن منصور عن إبراهيم في الرجل يجد القملة في الصلاة قال يدفنها .وهذا إسناد صحيح
وقال: حدثنا أبو الأحوص عن أبي حمزة قال:قلت لإبراهيم: آخذ القملة وأنا في الصلاة؟ قال :ادفنها في الحصى إنما جعلت الأرض( كفاتا أحياء وأمواتا )
وهذا إسناد ضعيف لأجل أبي حمزة وهو ميمون القصاب , وأبو الأحوص هو سلام بن سليم الحنفي الكوفي.

*وقال ابن أبي شيبة في المصنف أيضا (2/145): حدثنا وكيع قال: ثنا أبو خلدة قال: رأيت أبا العالية يدفن القمل في المسجد وقرأ (ألم نجعل الأرض كفاتا ) وهذا إسناد حسن لأجل أبي خلدة وهو خالد بن دينار التميمي فإنه صدوق.
 
أعلى