العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

جنـــــــــــون المشاعـــــــــر .... ((خربشات فكرية ))

لبنى السموني

:: متابع ::
إنضم
24 أكتوبر 2013
المشاركات
24
الكنية
ام عمر
التخصص
دراسات اسلامية
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
المالكي
ما إن يموت شخص ما حتى يصبح حديث الساعة !! لا يهم من يكون هذا الإنسان، صغيرا أم كبيرا، رجلا أم امرأة، حتى وإن قضى عمره في زوايا الظل المعتم، لا يصل رحماً ولا يحضر تجمعات العائلة والأصدقاء…

لا يهم من هو، ولكن ما يهم هو أنّه قد مات عندما يلم الموت بالإنسان، كأن يموت شخص ما في حادث سيارة مثلاً، فإن الأضواء كلّها تسلّط عليه، ورغم أن المباغتة هي من صفات الموت البارزة...

إلا أن الإنسان بطبيعته يتمنى لو أنّه يتلقى رسائل تحذيرية قبل قدومه، كأن يصيبه مرض عضال فيموت تدريجياً، أو أن يبلغ من الكِبَرِ عتيّا فيبدأ استعداده للانتقال إلى الدار الآخرة.

صدقا تمر بي لحظات أحسد فيها بعض الميتين، فكل إنسان منا يتمنى أن يسمع هو عبارات الاهتمام ممن حوله وآهات الفراق التي يتلّقاها الميت الذي لم يعد يصغي لها الآن.

في تلك اللحظات، أتمنى لو أنني كنت مكان ذلك الميت ولكن بشرط، أن أتمكن من الرجوع إلى الحياة بعد أن تُستنفذ كل مظاهر الود تجاهي.

أعرف أنه ضرب من الجنون، ولكن هي جنون المشاعر، وجنون العظمة .

لم يخطر على بال أحدنا أن يغمر من هم حوله بكل تلك العبارات الجياشة وهو لايزال على قيد الحياة ..

فالكلمة الطيبة صدقة .. هذا مااوصانا به رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام

فمعظمنا ينتظر حياته كلها ليتلفظ بكلمة جميلة تجاه أحبائه الذين لا تسعفهم حياتهم القصيرة للاستمتاع بكل ذلك الحنان الذي غالباً ما يأتي متأخرا...

وفي أغلب الأحيان، إن معظم تلك المشاعر تذروها الرياح فوق قبور أحبائنا دون فائدة.

عندما يموت شخص عزيز، نبكي عليه (بحرقة) وكأن الدمع الذي يشكّل الماء معظم مكوّناته قد استحال إلى نار إغريقية، يزيدها الماء اشتعالاً، ولا تنطفئ حتى تلتهم كل ما أتت عليه.

ولكن لماذا نبكي؟ هل لأننا لا نعلم ماذا سيحل بذلك العزيز؟ أم لأننا لم نتعوّد فراقه؟

أم نحمد الله أننا لم نكن مكانه بالفعل ؟ من الناس من يصرّ على حضور دفن الميت في المقبرة، ربّما ليس لتأدية الواجب الديني، ولكن ليوقن بأن ميتّه قد مات فعلاً، يا للغرابة !!

أسمع هذا الكلام كثيراً دون أن أعلم إن كانت تلك إحدى نظريات علم النفس، أم أنها إحدى الإرهاصات التي تسكن بني البشر.

أن تموت يعني أن تترك كل شيء، أن تفارق كل شخص، وأنت بموتك تجزم، أياً كان معتقدك، بأن الدنيا هي دار عبور فقط.

هناك من يعتقد بأن الإنسان لا يموت إلا بعد أن تنقضي مهمّته في الحياة، حتى وإن كان طفلاً....

فاستمراره في الحياة لن يضيف لها شيئاً، ولذلك فإن أجله كان لابد وأن يحين في تلك اللحظات، التي نتمنى كلّنا لو نعرف متى تحين.

أتساءل أحياناً عن حال الإنسان الذي يعلم يقيناً أنّه مفارق للدنيا والاحباب قريباً، ماذا يدور في رأسه؟

هل سيفكر في أهله وأحبّائه، أم أن تركيزه سينصب تماماً على الاستعداد لما سيأتي… للوحدة والقبر.
 
إنضم
23 يوليو 2012
المشاركات
156
التخصص
?
المدينة
؟
المذهب الفقهي
سلفي
رد: جنـــــــــــون المشاعـــــــــر .... ((خربشات فكرية ))

أتساءل أحياناً عن حال الإنسان الذي يعلم يقيناً أنّه مفارق للدنيا والاحباب قريباً، ماذا يدور في رأسه؟

هل سيفكر في أهله وأحبّائه، أم أن تركيزه سينصب تماماً على الاستعداد لما سيأتي… للوحدة والقبر.
فارقنا احد الأصدقاء قبل سنوات وهو يعلم أنه سيموت بعد شهر أو اثنين من ذلك الفراق ....
صديقي - الطيب - اسال الله أن يتغمده برحمته ، لقد كان سليماً معافاة وحياته طبيعية وفجاة ، يزور الطبيب ليكتشف أن لديه سرطان في الكبد ويسال الطبيب ما العلاج ؟
فيرد الطبيب : انصحك بالرجوع إلى بلدك واهلك فحالتك متاخرة جداً ( وكانما يقول الطبيب له ارجع وانتظر الموت بين اهلك )
وبالفعل يقرر - الطيب - ان يرجع ، ويأتي اليه الاصدقاء والحبايب ليقولو له - مع السلامة -
والطيب يعلم والكل منا يعلم أنه الوداع للموت ... لحظات عصيبة الكل يحاول أن يتمالك اعصابه ولا يبكي والطيب يودعنا واحد تلو الاخر
تخيلوا المنظر ، لا تجد مكاناً في البيت لتجلس فيه من كثرة الاصدقاء .. عندها نظرت إليه وقلت في نفسي ( ترى في ماذا يفكر الطيب الآن ؟ )
وماذا لو كنت أنا أو أنت في مكانه ؟
في ماذا كنا سنفكر ؟؟؟
 
أعلى