العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حديث استُدل به على أن كف المرأة ليس بعورة

عبدالله محمد الحسن

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 مايو 2017
المشاركات
116
الجنس
ذكر
الكنية
أبو محمد
التخصص
هندسة
الدولة
ـــ
المدينة
ـــ
المذهب الفقهي
الشافعي
من الأحاديث التي استدل بها الشيخ الألباني رحمه الله رحمة واسعة في كتابه" الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب" 1/311، على أن كف المرأة ليس بعورة، حديث عائشة رضي الله عنها:
أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي الله بايعني؟ فنظر إلى يدها فقال: (لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع).

واستشهد للحديث بطريق آخر وشواهد من أحاديث أخرى، وقال رحمه الله: لأنه عليه السلام نظر إليه –الكف-، وأمر بخضابه ليكون فارقاً من الفوارق بين الرجل والمرأة. وفي ذلك إقرار منه صلى الله عليه وسلم لكشفه من المرأة.
وحيث أن أحكام الشيخ على بعض هذه الأحاديث قد اختلفت لكونه حكم على مجموعها تارة، وافرد بعض أسانيدها بالكلام تارة، وربما لأسباب أخرى، أحببتُ أن أعلق عليها بما تيسر لعلنا نحضى ببعض الفائدة. وسأنقل كلام الشيخ كاملاً من الموضع المشار إليه، وأتبعه بالتعليق في موضعه إن وجد، والله الموفق.

قال الشيخ رحمه الله:
عن عائشة رضي الله عنها:
أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي الله بايعني؟ فنظر إلى يدها فقال: (لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع).
وهذا حديث حسن أخرجه أبو داود في (السنن) (2/190): ثنا مسلم بن إبراهيم: ثتني غِبطة بنت عمرو المجاشيعة قالت: ثتني عمتي أم الحسن عن جدتها عنها.
وهذا سند مسلسل بالمجهولات من النساء لكن قال الذهبي في (الميزان): فصل في النسوة المجهولات: وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها.


هذا الحديث أخرجه أيضاً البيهقي في السنن الكبرى 7/86 من طريق أبي داود عن مسلم بن إبراهيم،
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (4754)، وابن أبي حاتم عن أبيه كما في تفسيره (18873)، ومن طريق أبي يعلى، المزي في تهذيب الكمال 35/245، وأبن عساكر في تاريخ دمشق 70/183، عن نصر بن علي حدثتني غبطة أم عمرو عجوز من بني مجاشع، به عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِتُبَايِعَهُ، فَنَظَرَ إِلَى يَدَيْهَا، فَقَالَ لَهَا : " اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ "، قَالَتْ : فَذَهَبَتْ فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءٍ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : " أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تَسْرِقِي، وَلا تَزْنِي "، قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ ! قَالَ : " وَلا تَقْتُلَنَّ أَوْلادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ "، قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلادًا نَقْتُلُهُمْ؟ ! قَالَ : فَبَايَعَتْهُ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ : مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ؟، قَالَ : " جَمْرَتَانِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ ". هذه رواية أبي يعلى، وفيها زوائد على رواية أبي حاتم.

وقد ذكر الشيخ هذا الإسناد فيما يلي، وظنه طريق آخر لأجل التصحيف في إسم غبطة.
قال ابن القطان الفاسي في "أحكام النظر" ص 199: فيه ثلاث نسوة لا يعرفن. وبنحو ذلك قال ابن الملقن في "البدر المنير" 6/139، وابن حجر في "التلخيص الحبير" 3/857.
وقد ضعف الشيخ الألباني رحمه الله الحديث في ضعيف أبي داود (4165)، وأحال الى "السلسلة الضعيفة" (4466)، وهذه الإحالة ليست صحيحة وإنما هو في "مشكاة المصابيح" (4466) تحقيق الشيخ، ولم تتم دراسته هناك. وضعف الشيخ الحديث أيضا في "ضعيف الجامع الصغير" (6169)، وأحال الى السلسلة الضعيفة (4466) كذلك.

قال:
وله طريق آخر وشواهد يتقوى بها قال ابن أبي حاتم كما في (تفسير ابن كثير): ثنا نصر بن علي: ثتني أم عطية بنت سليمان: ثتني عمتي عن جدتي عن عائشة قالت:
جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه فنظر إلى يدها فقال: (اذهبي فغيري يدك) فذهبت فغيرتها بحناء ثم جاءت فقال: (أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا) فبايعته وفي يدها سواران من ذهب فقالت ما تقول في هذين السوراين؟ فقال: جزئين من نار جهنم سكت عليه ابن كثير وسنده كالذي قبله وأورده الهيثمي في (المجمع) بأتم منه ثم قال:
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهن.


كما تقدم، هذه الطريق هي الطريق الأول نفسها، ولكن حصل تصحيف في إسم غبطة، وهو في المطبوع من تفسير ابن كثير ط ابن الجوزي 7/255 (غبطة بنت سليمان)، وكذلك هو في طبعات أخرى، وسليمان تصحيف آخر.

قال:
ومن شواهده:
(1) عن ابن عباس أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تبايعه فقالت ولم تكن مختضبة فلم يبايعها حتى اختضبت
رواه البزار، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات كما في (المجمع) 5/172.


هو في كشف الأستار 3/384، من طريق عبد الله بن عبد الملك الفهري، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس، إلا بهذا الإسناد , والفهري ليس به بأس، وليس بالحافظ.
قلت: عبد الله بن عبد الملك الفهري هو أبو كرز القرشي قاضي الموصل، ومنهم من ينسبه الى جده فيقال: عبد الله بن كرز، وقيل بل هم اثنان، والأول أصح. وسواء كانا واحداً أم اثنان فإن كلام البزار هذا مما ينازع فيه، وق فلم أجد فيه توثيقاً معتبراً. وهذا كلام الأئمة فيه:
قال أبو زرعة: ضعيف، يضرب على حديثه، قال يحيى بن معين: ليس بشيء لا أعرفه، قال العقيلي: منكر الحديث، قال ابن حبان : لا يشبه حديثه حديث الثقات ، يروي العجائب، قال الدارقطني والبيهقي: متروك.
وهو مقلّ في الرواية، ولم أجد له عن الليث بن أبي سليم غير هذا الحديث. والليث الأكثر على تضعيفه وعدم الإحتجاج بحديثه.
قال ابن القطان الفاسي في "أحكام النظر" ص 200: لا يصح، وليث: هو ابن أبي سليم، ضعيف، وفي الحديث نكارة، فإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن تصافحه المبايعات، إلا أن يكون معناه أنه أنكر عليها أن لا تكون مختضبة، فأمسك عن إجابتها.

(2) عن مسلم بن عبد الرحمن قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء عام الفتح على الصفا، فجاءت امراة كأن يدها رجل، فابى أن يبايعها حتى ذهبت فغيرت يدها بصفرة. قال الهيثمي:
(رواه الطبراني والبزار، وفيه سميسة بنت نبهان ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات).
قلت: كذا في الاصل (سميسة) بالسين المهملة، ولعله بالمعجمة كما في (الاستيعاب) و (الإصابة)، لكن وقع فيه بتقديم السين المهملة على المثناة التحتية والظاهر أنه تحريف أيضاً.
والحديث قال الحافظ:
(رواه أبو علي بن السكن والبخاري أيضا والطبراني من طريق عباد بن كثير الرملي عن شميسة بنت نبهان عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن به). ثم قال:
(قال ابن حبان: ما أرى حديثها محفوظاً).


الحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/252، البزار كما في "كشف الأستار" 3/378، والطبراني في "المعجم الأوسط" 1114، وفي "الكبير" 19/435، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/2486، كلهم من طريق أَبي جَعْفَرٍ عَبدُ اللهِ بن مُحَمّد القضَاعِي النُّفَيْلِيُّ ، عَن عَبَّاد بْن كَثِيرٍ الرَّمْلِيُّ ، عَنْ شُمَيْسَةَ بِنْتِ نَبْهَانَ ، عَنْ مَوْلاهَا مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النِّسَاءَ، عَامَ الْفَتْحِ، عَلَى الصَّفَاءِ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ، فَلَمْ يُبَايِعْهَا، حَتَّى ذَهَبَتْ، فَغَيَّرَتْ يَدَهَا بِصُفْرَةٍ، أَوْ بِحُمْرَةٍ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ خَاتَمٌ، فَقَالَ : " مَا طَهَّرَ اللَّهُ يَدًا، فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ " .
قال البزار: لا نعلم روى مسلم، إلا هذا.
قال ابن القطان في "أحكام النظر" ص 201: هذا يرويه: عباد بن كثير، وهو ضعيف، عن ‌شميسة بنت نبهان، عن مولاها ‌مسلم ‌بن ‌عبد ‌الرحمن، ولا يعرف مَنْ هذه ‌شميسة أصلًا. والحديث في غاية الضعف.
والحديث قال فيه الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" 5098، وفي السلسلة الضعيفة 4457: ضعيف جداً. وقال:
شمسية بنت نبهان؛ لا تعرف. وعباد بن كثير الرملي؛ وثقه بعضهم، لكن قال البخاري: "فيه نظر". وقال النسائي: "ليس بثقة". وقال الحاكم: "روى أحاديث موضوعة".أهـ
قلت: ليس له في الكتب التسعة إلا حديثاً واحداً رواه له أحمد وابن ماجه.

... يتبع
 

عبدالله محمد الحسن

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 مايو 2017
المشاركات
116
الجنس
ذكر
الكنية
أبو محمد
التخصص
هندسة
الدولة
ـــ
المدينة
ـــ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: حديث استُدل به على أن كف المرأة ليس بعورة

(3) عن محمد بن إسحاق عن ابن ضمرة بن سعيد عن جدته عن امرأة من نسائهم وكانت قد صلت القبلتين مع النبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (اختضبي تترك إحداكن الخضاب حتى تكون يدها كيد الرجل) قالت: فما تركت الخضاب حتى لقيت الله تعالى، وإن كانت لتختضب وهي بنت ثمانين.
أخرجه أحمد(4/70 و5/381 و6/437): ثنا يزيد بن هارون: أنا محمد بن إسحاق به. قال الهيثمي (5/171):
(رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم وابن إسحاق وهو مدلس)
قلت: ابن ضمرة بن سعيد أورده في (التعجيل) ثم قال:
(كذا وقع في نسخة، وفي النسخ المعتمدة: محمد بن إسحاق عن ضمرة ابن سعيد ليس فيه (ابن)؛ وهو الصواب)
قلت: وعليه؛ فليس فيه من لا يعرف غير جدة ضمرة بن سعيد؛ فإنها لم تسم، وأما هو - أعني ضمرة بن سعيد - فثقة من رجال مسلم.


هذا الحديث أخرجه أبو نعيم من طريق أحمد في "معرفة الصحابة" 6/3596.
ورواه أحمد بن منيع: ثنا يزيد، أبنا محمد بن إسحاق، عن ابن ضمرة بن سعيد، به، كما في "أتحاف الخيرة المهرة" 4/548. قال البوصيري: هذا حديث ضعيف؛ لجهالة بعض رواته، وتدليس محمد بن إسحاق.أهـ
قلت: يضاف الى ذلك أن محمد بن إسحاق قد رواه على ألوان؛ أولها ما تقدم.
أما الثاني،فجعله عن ابن لضمرة عن أهله عن جدته، وجعل الأخيرة صاحبة القصة، فقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة (كما في "الإتحاف" 4/547): ثنا ابن نمير، ثنا محمد بن إسحاق، عن ابن لضمرة ابن سعيد، عن أهله، عن جدته -وكانت صلت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - القبلتين- قالت: "دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فذكره بتمامه.
وثالثها ما أخرجه المحاملي في أماليه – رواية ابن يحيى البيع- ح108: قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْ بَنِي مَازِنٍ حَدَّثُوهُ , عَنْ عَجُوزٍ مِنْهُمْ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَدِي بَيْضَاءُ , فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَتْرُكُ إِحْدَاكُنَّ يَدَهَا كَيَدِ الرَّجُلِ , اخْتَضِبِي» قَالَ: فَإِنْ كَانَتْ لَتَخْتَضِبُ وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِينَ سَنَةً.
وهذا الاختلاف من ابن إسحاق ولا ريب فمن رواه عنه جميعهم من الثقات الأثبات.

(4) عن السوداء قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فقال: (اذهبي فاختضبي ثم تعالي حتى أبايعك). قال الهيثمي:
(رواه الطبراني في (الأوسط) و (الكبير) وفيه من لم أعرفه)
قلت: ورواه ابن سعد في (الطبقات) (8/5) عن شيخيه عبد العزيز بن الخطاب وإسماعيل بن أبان الوراق كلاهما عن نائلة الكوفية مولاة أبي العيزار عن أم عاصم عنها.
ونائلة هذه لم أجد من ذكرها وأم عاصم لعلها مولاة سلمة بن المحبق وهي مقبولة كما في (التقريب).


الحديث أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/347، والطبراني في "الأوسط" ح712، وفي "الكبير" 24/303، ح 770 و771، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 3145، والختلي في "المحبة لله" ح 90، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 7/3364، وبحشل الواسطي في "تاريخ واسط" 1/74، وقال: أم عاصم إمرأة عتبة بن فرقد، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/425، 426،
كلهم من طريق نائلة هذه.
وأم عاصم هي كما قال الشيخ رحمه الله: أم ولد لسنان بن سلمة بن المحبق، وهي جدة المعلى والعلاء بن راشد، وهي امرأة عتبة بن فرقد. روى لها الترمذي وابن ماجه حديثاً واحداً (انظر تهذيب الكمال 35/370).

(5) عن عائشة قالت: مدت امرأة من وراء الستر بيدها كتابا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال: (ما أدري أيد رجل أو يد امرأة) فقالت: بل امرأة فقال: (لو كنت امرأة غيرت أظفارك بالحناء).
أخرجه أبو داود (2/190-191) والنسائي (2/279-280) وأحمد (6/262) والبيهقي (7/86) من طريق مطيع بن ميمون العنبري يكنى أبا سعيد قال: حدثتني صفية بنت عصمة عنها.
وهذا سند لين.


هذا الحديث أخرجه أيضاً، النسائي في "السنن الكبرى" ح 9364، وابن عدي في "الكامل" 6/436، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/86، وفي "الآداب" 2/247 من طريق ابن عدي في كلا الموضعين، وفي "شعب الإيمان" ح 6419 من طريق أبي داود، وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" ح 3765 و ح 6706، والمزي في "تهذيب الكمال" 35/216 من طريق الإمام أحمد،
كلهم من طريق مطيع بن ميمون عن صفية بنت عصمة عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً.
مطيع بن ميمون العنبري، أبو سعيد البصري، قال ابن عدي: له حديثان غير محفوظين، وقال ابن المديني: شيخ عندنا ثقة.
قلت: ليس له في الكتب الستة سوى هذا الحديث الذي عند أبي داود والنسائي، ولم يرو الا عن صفية بنت عصمة.
صفية بنت عصمة: مجهولة لا تعرف، وقد جاء في رواية عند الطبراني أنها أم مطيع بن ميمون، ولكن إسناد هذه الرواية إليه فيه جهالة.
هذا الحديث، نقل ابن القيم في "الفروسية" ص 195 عن الإمام أحمد من رواية حنبل ابن إسحاق، أنه قال: هذا حديث منكر. وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/237: قال أحمد في العلل: هذا حديث منكر. وتقدم قول ابن عدي أنه غير محفوظ. قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/628: منكر، وقال ابن القطان الفاسي في "أحكام النظر" ص 199: هذا حديث في غاية الضعف. صفية هذه عدم.أهـ

والحديث ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" 4843، وضعف إسناده في تخريج المشكاة 4393. وقال في صحيح أبي داود 4166: حسن. وقال في "صحيح النسائي" 5104: صحيح، وأشار الى حجاب المرأة المسلمة (32)، وفي الموضع المشار إليه ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما المتقدم، وقال في الهامش: حديث حسن أو صحيح، أخرجه أبو داود وعنه البيهقي وله شواهد كثيرة أوردتها في الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب. أهـ

أقول: ولحديث عائشة رضي الله عنها طريق آخر،
فقد أخرج ابن عدي في "الكامل" 7/207، والجوهري في "حديث أبي الفضل الزهري" 2/194، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/311، وفي "الآداب" 2/248، والخطيب في "تاريخ بغداد" 16/164، والرافعي في "تاريخ قزوين" 4/136،
كلهم من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل، عن بُهية عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‌يكره أن يرى المرأة ليس في يدها ‌أثر حناء أو ‌أثر خضاب.
أبو عقيل: متفق على تضعيفه، واحاديثه غير محفوظة، ولا يرو عن بهية الا هو. قال الإمام أحمد في أبي عقيل: أحاديثه عن بهية عن عائشة منكرة، لم يرو عن بهية الا هو، واهي الحديث. وذكر ابن عدي هذا الحديث مع أحاديث أخرى، وقال: هذه الأحاديث لأبي عقيل عن بهية عن عائشة غير محفوظة، ولَا يروى عَن بهية غير أَبِي عقيل هذا. أهـ
وهذا الطريق ذكره الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" 2274، وقال: ضعيف.
 

عبدالله محمد الحسن

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 مايو 2017
المشاركات
116
الجنس
ذكر
الكنية
أبو محمد
التخصص
هندسة
الدولة
ـــ
المدينة
ـــ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: حديث استُدل به على أن كف المرأة ليس بعورة

خاتمة :
تبين مما سبق أن الأحاديث التي ذكرها الشيخ لا ينهض للإحتجاج بأفرادها، والأظهر أنه لا يحتج بمجموعها كذلك.

وقد ذكر جمع من أهل العلم بعضاً من هذه الأحاديث بمجموعها، فمن ذلك:
قال ابن العربى في "عارضة الأحوذي" 8/211: قد اكثر الناس فى الحناء ووضعت فيها الأحاديث عن النبى عليه السلام بالكذب واتباع الجهال وطلاب المعاش بالباطل عند الناس تقربا الى قلوبهم ..
وانذروا كل من روى شيئا منه بعقوبة الله البالغة وبانه قد تبوأ مقعده من النار بالوعيد الصادق الصحيح بيد أنه قد روى أبو داود عن كريمة بنت همام عن عائشة فى خضاب الحناء قال لا بأس به وأكرهه كان حبى يكره ريحه، وروى عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت يانبى الله بايعنى قال لا حتى تغيرى كفيك كأنهما كفا سبع. وروت صفية بنت عصمة عن عائشة أن امرأة مدت يدها بكتاب الى النبى صلى الله عليه وسلم من وراء ستر فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ماأدرى أيد رجل أم يد امرأة قالت بل امرأة قال لو كنت امرأة لغيرت أظفارك يعنى بالحناء وهذه الاسانيد ضعيفة ومجهولة فما ظنك بسواها. أهـ
وقال ابن القيم في "المنار المنيف" ص 131 من الأحاديث الباطلة: ومن ذلك أحاديث الحناء وفضله والثناء عليه، وفيه جزء لا يصح منه شيء وأجود ما فيه حديث الترمذي "أربع من سنن المرسلين السواك والطيب والحناء والنكاح".. وصح حديث الخضاب بالحناء والكتم.

والله أعلى وأعلم.
 
أعلى