عبدالله محمد الحسن
:: مطـًـلع ::
- إنضم
- 16 مايو 2017
- المشاركات
- 116
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو محمد
- التخصص
- هندسة
- الدولة
- ـــ
- المدينة
- ـــ
- المذهب الفقهي
- الشافعي
من الأحاديث التي استدل بها الشيخ الألباني رحمه الله رحمة واسعة في كتابه" الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب" 1/311، على أن كف المرأة ليس بعورة، حديث عائشة رضي الله عنها:
أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي الله بايعني؟ فنظر إلى يدها فقال: (لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع).
واستشهد للحديث بطريق آخر وشواهد من أحاديث أخرى، وقال رحمه الله: لأنه عليه السلام نظر إليه –الكف-، وأمر بخضابه ليكون فارقاً من الفوارق بين الرجل والمرأة. وفي ذلك إقرار منه صلى الله عليه وسلم لكشفه من المرأة.
وحيث أن أحكام الشيخ على بعض هذه الأحاديث قد اختلفت لكونه حكم على مجموعها تارة، وافرد بعض أسانيدها بالكلام تارة، وربما لأسباب أخرى، أحببتُ أن أعلق عليها بما تيسر لعلنا نحضى ببعض الفائدة. وسأنقل كلام الشيخ كاملاً من الموضع المشار إليه، وأتبعه بالتعليق في موضعه إن وجد، والله الموفق.
قال الشيخ رحمه الله:
عن عائشة رضي الله عنها:
أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي الله بايعني؟ فنظر إلى يدها فقال: (لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع).
وهذا حديث حسن أخرجه أبو داود في (السنن) (2/190): ثنا مسلم بن إبراهيم: ثتني غِبطة بنت عمرو المجاشيعة قالت: ثتني عمتي أم الحسن عن جدتها عنها.
وهذا سند مسلسل بالمجهولات من النساء لكن قال الذهبي في (الميزان): فصل في النسوة المجهولات: وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها.
هذا الحديث أخرجه أيضاً البيهقي في السنن الكبرى 7/86 من طريق أبي داود عن مسلم بن إبراهيم،
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (4754)، وابن أبي حاتم عن أبيه كما في تفسيره (18873)، ومن طريق أبي يعلى، المزي في تهذيب الكمال 35/245، وأبن عساكر في تاريخ دمشق 70/183، عن نصر بن علي حدثتني غبطة أم عمرو عجوز من بني مجاشع، به عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِتُبَايِعَهُ، فَنَظَرَ إِلَى يَدَيْهَا، فَقَالَ لَهَا : " اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ "، قَالَتْ : فَذَهَبَتْ فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءٍ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : " أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تَسْرِقِي، وَلا تَزْنِي "، قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ ! قَالَ : " وَلا تَقْتُلَنَّ أَوْلادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ "، قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلادًا نَقْتُلُهُمْ؟ ! قَالَ : فَبَايَعَتْهُ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ : مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ؟، قَالَ : " جَمْرَتَانِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ ". هذه رواية أبي يعلى، وفيها زوائد على رواية أبي حاتم.
وقد ذكر الشيخ هذا الإسناد فيما يلي، وظنه طريق آخر لأجل التصحيف في إسم غبطة.
قال ابن القطان الفاسي في "أحكام النظر" ص 199: فيه ثلاث نسوة لا يعرفن. وبنحو ذلك قال ابن الملقن في "البدر المنير" 6/139، وابن حجر في "التلخيص الحبير" 3/857.
وقد ضعف الشيخ الألباني رحمه الله الحديث في ضعيف أبي داود (4165)، وأحال الى "السلسلة الضعيفة" (4466)، وهذه الإحالة ليست صحيحة وإنما هو في "مشكاة المصابيح" (4466) تحقيق الشيخ، ولم تتم دراسته هناك. وضعف الشيخ الحديث أيضا في "ضعيف الجامع الصغير" (6169)، وأحال الى السلسلة الضعيفة (4466) كذلك.
قال:
وله طريق آخر وشواهد يتقوى بها قال ابن أبي حاتم كما في (تفسير ابن كثير): ثنا نصر بن علي: ثتني أم عطية بنت سليمان: ثتني عمتي عن جدتي عن عائشة قالت:
جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه فنظر إلى يدها فقال: (اذهبي فغيري يدك) فذهبت فغيرتها بحناء ثم جاءت فقال: (أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا) فبايعته وفي يدها سواران من ذهب فقالت ما تقول في هذين السوراين؟ فقال: جزئين من نار جهنم سكت عليه ابن كثير وسنده كالذي قبله وأورده الهيثمي في (المجمع) بأتم منه ثم قال:
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهن.
كما تقدم، هذه الطريق هي الطريق الأول نفسها، ولكن حصل تصحيف في إسم غبطة، وهو في المطبوع من تفسير ابن كثير ط ابن الجوزي 7/255 (غبطة بنت سليمان)، وكذلك هو في طبعات أخرى، وسليمان تصحيف آخر.
قال:
ومن شواهده:
(1) عن ابن عباس أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تبايعه فقالت ولم تكن مختضبة فلم يبايعها حتى اختضبت
رواه البزار، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات كما في (المجمع) 5/172.
هو في كشف الأستار 3/384، من طريق عبد الله بن عبد الملك الفهري، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس، إلا بهذا الإسناد , والفهري ليس به بأس، وليس بالحافظ.
قلت: عبد الله بن عبد الملك الفهري هو أبو كرز القرشي قاضي الموصل، ومنهم من ينسبه الى جده فيقال: عبد الله بن كرز، وقيل بل هم اثنان، والأول أصح. وسواء كانا واحداً أم اثنان فإن كلام البزار هذا مما ينازع فيه، وق فلم أجد فيه توثيقاً معتبراً. وهذا كلام الأئمة فيه:
قال أبو زرعة: ضعيف، يضرب على حديثه، قال يحيى بن معين: ليس بشيء لا أعرفه، قال العقيلي: منكر الحديث، قال ابن حبان : لا يشبه حديثه حديث الثقات ، يروي العجائب، قال الدارقطني والبيهقي: متروك.
وهو مقلّ في الرواية، ولم أجد له عن الليث بن أبي سليم غير هذا الحديث. والليث الأكثر على تضعيفه وعدم الإحتجاج بحديثه.
قال ابن القطان الفاسي في "أحكام النظر" ص 200: لا يصح، وليث: هو ابن أبي سليم، ضعيف، وفي الحديث نكارة، فإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن تصافحه المبايعات، إلا أن يكون معناه أنه أنكر عليها أن لا تكون مختضبة، فأمسك عن إجابتها.
(2) عن مسلم بن عبد الرحمن قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء عام الفتح على الصفا، فجاءت امراة كأن يدها رجل، فابى أن يبايعها حتى ذهبت فغيرت يدها بصفرة. قال الهيثمي:
(رواه الطبراني والبزار، وفيه سميسة بنت نبهان ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات).
قلت: كذا في الاصل (سميسة) بالسين المهملة، ولعله بالمعجمة كما في (الاستيعاب) و (الإصابة)، لكن وقع فيه بتقديم السين المهملة على المثناة التحتية والظاهر أنه تحريف أيضاً.
والحديث قال الحافظ:
(رواه أبو علي بن السكن والبخاري أيضا والطبراني من طريق عباد بن كثير الرملي عن شميسة بنت نبهان عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن به). ثم قال:
(قال ابن حبان: ما أرى حديثها محفوظاً).
الحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/252، البزار كما في "كشف الأستار" 3/378، والطبراني في "المعجم الأوسط" 1114، وفي "الكبير" 19/435، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/2486، كلهم من طريق أَبي جَعْفَرٍ عَبدُ اللهِ بن مُحَمّد القضَاعِي النُّفَيْلِيُّ ، عَن عَبَّاد بْن كَثِيرٍ الرَّمْلِيُّ ، عَنْ شُمَيْسَةَ بِنْتِ نَبْهَانَ ، عَنْ مَوْلاهَا مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النِّسَاءَ، عَامَ الْفَتْحِ، عَلَى الصَّفَاءِ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ، فَلَمْ يُبَايِعْهَا، حَتَّى ذَهَبَتْ، فَغَيَّرَتْ يَدَهَا بِصُفْرَةٍ، أَوْ بِحُمْرَةٍ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ خَاتَمٌ، فَقَالَ : " مَا طَهَّرَ اللَّهُ يَدًا، فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ " .
قال البزار: لا نعلم روى مسلم، إلا هذا.
قال ابن القطان في "أحكام النظر" ص 201: هذا يرويه: عباد بن كثير، وهو ضعيف، عن شميسة بنت نبهان، عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن، ولا يعرف مَنْ هذه شميسة أصلًا. والحديث في غاية الضعف.
والحديث قال فيه الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" 5098، وفي السلسلة الضعيفة 4457: ضعيف جداً. وقال:
شمسية بنت نبهان؛ لا تعرف. وعباد بن كثير الرملي؛ وثقه بعضهم، لكن قال البخاري: "فيه نظر". وقال النسائي: "ليس بثقة". وقال الحاكم: "روى أحاديث موضوعة".أهـ
قلت: ليس له في الكتب التسعة إلا حديثاً واحداً رواه له أحمد وابن ماجه.
... يتبع
أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي الله بايعني؟ فنظر إلى يدها فقال: (لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع).
واستشهد للحديث بطريق آخر وشواهد من أحاديث أخرى، وقال رحمه الله: لأنه عليه السلام نظر إليه –الكف-، وأمر بخضابه ليكون فارقاً من الفوارق بين الرجل والمرأة. وفي ذلك إقرار منه صلى الله عليه وسلم لكشفه من المرأة.
وحيث أن أحكام الشيخ على بعض هذه الأحاديث قد اختلفت لكونه حكم على مجموعها تارة، وافرد بعض أسانيدها بالكلام تارة، وربما لأسباب أخرى، أحببتُ أن أعلق عليها بما تيسر لعلنا نحضى ببعض الفائدة. وسأنقل كلام الشيخ كاملاً من الموضع المشار إليه، وأتبعه بالتعليق في موضعه إن وجد، والله الموفق.
قال الشيخ رحمه الله:
عن عائشة رضي الله عنها:
أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي الله بايعني؟ فنظر إلى يدها فقال: (لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع).
وهذا حديث حسن أخرجه أبو داود في (السنن) (2/190): ثنا مسلم بن إبراهيم: ثتني غِبطة بنت عمرو المجاشيعة قالت: ثتني عمتي أم الحسن عن جدتها عنها.
وهذا سند مسلسل بالمجهولات من النساء لكن قال الذهبي في (الميزان): فصل في النسوة المجهولات: وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها.
هذا الحديث أخرجه أيضاً البيهقي في السنن الكبرى 7/86 من طريق أبي داود عن مسلم بن إبراهيم،
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (4754)، وابن أبي حاتم عن أبيه كما في تفسيره (18873)، ومن طريق أبي يعلى، المزي في تهذيب الكمال 35/245، وأبن عساكر في تاريخ دمشق 70/183، عن نصر بن علي حدثتني غبطة أم عمرو عجوز من بني مجاشع، به عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِتُبَايِعَهُ، فَنَظَرَ إِلَى يَدَيْهَا، فَقَالَ لَهَا : " اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ "، قَالَتْ : فَذَهَبَتْ فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءٍ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : " أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تَسْرِقِي، وَلا تَزْنِي "، قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ ! قَالَ : " وَلا تَقْتُلَنَّ أَوْلادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ "، قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلادًا نَقْتُلُهُمْ؟ ! قَالَ : فَبَايَعَتْهُ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ : مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ؟، قَالَ : " جَمْرَتَانِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ ". هذه رواية أبي يعلى، وفيها زوائد على رواية أبي حاتم.
وقد ذكر الشيخ هذا الإسناد فيما يلي، وظنه طريق آخر لأجل التصحيف في إسم غبطة.
قال ابن القطان الفاسي في "أحكام النظر" ص 199: فيه ثلاث نسوة لا يعرفن. وبنحو ذلك قال ابن الملقن في "البدر المنير" 6/139، وابن حجر في "التلخيص الحبير" 3/857.
وقد ضعف الشيخ الألباني رحمه الله الحديث في ضعيف أبي داود (4165)، وأحال الى "السلسلة الضعيفة" (4466)، وهذه الإحالة ليست صحيحة وإنما هو في "مشكاة المصابيح" (4466) تحقيق الشيخ، ولم تتم دراسته هناك. وضعف الشيخ الحديث أيضا في "ضعيف الجامع الصغير" (6169)، وأحال الى السلسلة الضعيفة (4466) كذلك.
قال:
وله طريق آخر وشواهد يتقوى بها قال ابن أبي حاتم كما في (تفسير ابن كثير): ثنا نصر بن علي: ثتني أم عطية بنت سليمان: ثتني عمتي عن جدتي عن عائشة قالت:
جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه فنظر إلى يدها فقال: (اذهبي فغيري يدك) فذهبت فغيرتها بحناء ثم جاءت فقال: (أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا) فبايعته وفي يدها سواران من ذهب فقالت ما تقول في هذين السوراين؟ فقال: جزئين من نار جهنم سكت عليه ابن كثير وسنده كالذي قبله وأورده الهيثمي في (المجمع) بأتم منه ثم قال:
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهن.
كما تقدم، هذه الطريق هي الطريق الأول نفسها، ولكن حصل تصحيف في إسم غبطة، وهو في المطبوع من تفسير ابن كثير ط ابن الجوزي 7/255 (غبطة بنت سليمان)، وكذلك هو في طبعات أخرى، وسليمان تصحيف آخر.
قال:
ومن شواهده:
(1) عن ابن عباس أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تبايعه فقالت ولم تكن مختضبة فلم يبايعها حتى اختضبت
رواه البزار، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات كما في (المجمع) 5/172.
هو في كشف الأستار 3/384، من طريق عبد الله بن عبد الملك الفهري، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس، إلا بهذا الإسناد , والفهري ليس به بأس، وليس بالحافظ.
قلت: عبد الله بن عبد الملك الفهري هو أبو كرز القرشي قاضي الموصل، ومنهم من ينسبه الى جده فيقال: عبد الله بن كرز، وقيل بل هم اثنان، والأول أصح. وسواء كانا واحداً أم اثنان فإن كلام البزار هذا مما ينازع فيه، وق فلم أجد فيه توثيقاً معتبراً. وهذا كلام الأئمة فيه:
قال أبو زرعة: ضعيف، يضرب على حديثه، قال يحيى بن معين: ليس بشيء لا أعرفه، قال العقيلي: منكر الحديث، قال ابن حبان : لا يشبه حديثه حديث الثقات ، يروي العجائب، قال الدارقطني والبيهقي: متروك.
وهو مقلّ في الرواية، ولم أجد له عن الليث بن أبي سليم غير هذا الحديث. والليث الأكثر على تضعيفه وعدم الإحتجاج بحديثه.
قال ابن القطان الفاسي في "أحكام النظر" ص 200: لا يصح، وليث: هو ابن أبي سليم، ضعيف، وفي الحديث نكارة، فإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن تصافحه المبايعات، إلا أن يكون معناه أنه أنكر عليها أن لا تكون مختضبة، فأمسك عن إجابتها.
(2) عن مسلم بن عبد الرحمن قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء عام الفتح على الصفا، فجاءت امراة كأن يدها رجل، فابى أن يبايعها حتى ذهبت فغيرت يدها بصفرة. قال الهيثمي:
(رواه الطبراني والبزار، وفيه سميسة بنت نبهان ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات).
قلت: كذا في الاصل (سميسة) بالسين المهملة، ولعله بالمعجمة كما في (الاستيعاب) و (الإصابة)، لكن وقع فيه بتقديم السين المهملة على المثناة التحتية والظاهر أنه تحريف أيضاً.
والحديث قال الحافظ:
(رواه أبو علي بن السكن والبخاري أيضا والطبراني من طريق عباد بن كثير الرملي عن شميسة بنت نبهان عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن به). ثم قال:
(قال ابن حبان: ما أرى حديثها محفوظاً).
الحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/252، البزار كما في "كشف الأستار" 3/378، والطبراني في "المعجم الأوسط" 1114، وفي "الكبير" 19/435، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/2486، كلهم من طريق أَبي جَعْفَرٍ عَبدُ اللهِ بن مُحَمّد القضَاعِي النُّفَيْلِيُّ ، عَن عَبَّاد بْن كَثِيرٍ الرَّمْلِيُّ ، عَنْ شُمَيْسَةَ بِنْتِ نَبْهَانَ ، عَنْ مَوْلاهَا مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النِّسَاءَ، عَامَ الْفَتْحِ، عَلَى الصَّفَاءِ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ، فَلَمْ يُبَايِعْهَا، حَتَّى ذَهَبَتْ، فَغَيَّرَتْ يَدَهَا بِصُفْرَةٍ، أَوْ بِحُمْرَةٍ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ خَاتَمٌ، فَقَالَ : " مَا طَهَّرَ اللَّهُ يَدًا، فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ " .
قال البزار: لا نعلم روى مسلم، إلا هذا.
قال ابن القطان في "أحكام النظر" ص 201: هذا يرويه: عباد بن كثير، وهو ضعيف، عن شميسة بنت نبهان، عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن، ولا يعرف مَنْ هذه شميسة أصلًا. والحديث في غاية الضعف.
والحديث قال فيه الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" 5098، وفي السلسلة الضعيفة 4457: ضعيف جداً. وقال:
شمسية بنت نبهان؛ لا تعرف. وعباد بن كثير الرملي؛ وثقه بعضهم، لكن قال البخاري: "فيه نظر". وقال النسائي: "ليس بثقة". وقال الحاكم: "روى أحاديث موضوعة".أهـ
قلت: ليس له في الكتب التسعة إلا حديثاً واحداً رواه له أحمد وابن ماجه.
... يتبع