حقوق الطفل في الاسلام

[عاشور]

هناك حقوق كثيرة للطفل في الاسلام حثنا الاسلام عنها بل هي مسئولية عظيمة على الاباء كلفهم الله بها
وقد قسم أهل العلم الحقوق الى حقوق قبل الولادة وحقوق حين الولادة وحقوق بعد الولادة
فحقوق فبل الولادة وهي حقوق الجنين

--من هذه الحقوق اختيار الام الصالحة للولد قال رسول الله ثلى الله عليه وسلم فاضفر بذات الدين تربت يداك لان الام هي مربية الاطفال فلابد من اختيار من يحمل هؤلاء الاطفال ويقوم بهم وبربيهم تربية اسلامية صحيحة ويتكفل بهم

--الحق الثاني الدعاء بأن يرزقكم الذرية الصالحة كما كان شأن الانبياء عليهم الصلاة والسلام قال أبراهيم عليه السلام رب هب لي من الصالحين وقال زكرياء رب هبلي من لدنك ذرية طيبة أنك سميع الدعاء

--الحق الثالث التسمية الحسنة بأن يختار لولده الاسم الحسن بأن يكون كما قال العلماء معبد ا لله كعبد الله عبد الرحمن أو يكون بأسماء الانبياء والصحابة والتابعين ولايكون باسماء الغربيين

 

[عاشور]

تنبيه
ومما يتعلق بالتسمية يستحب تسمية السقط وهذا غائب عن كثير من الناس تسمية السقط بعد أربعة اشهر لأنه حين يبعث ينادى باسمه واسم أبيه فاذالم يسمى كيف ينادى قال بن قدامة في المغني 1618 ) مسألة : قال : ( فإن لم يتبين , أذكر هو أم أنثى , سمي اسما يصلح للذكر والأنثى ) هذا على سبيل الاستحباب ; لأنه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { سموا أسقاطكم , فإنهم أسلافكم } رواه ابن السماك بإسناده قيل : إنهم إنما يسمون ليدعوا يوم القيامة بأسمائهم . فإذا لم يعلم هل السقط ذكر أو أنثى , سمي اسما يصلح لهما جميعا ; كسلمة , وقتادة , وسعادة , وهند , وعتبة , وهبة الله ونحو ذلك
من حقوق الطفل في الاسلام حق الحضانة في الاسلام وهي واجبة على الوالدين والحضانة هي حفظ الطفل في مبيته وذهابه ومجيئه والقيام بمصالحه من أكل وشرب وتعليم وتأديب وتربية وغير ذالك كل ذالك واجب على الوالدين أنظر هذه المسأألة في أبواب الحضانة من أبواب الفقه وعلى الخصوص كتاب الاسرة للشيخ الصادق الغرياني

 

[عاشور]

من حقوق الطفل في الاسلام حق الحياة فلا يجوز الاعتداء على حياته بأي وجه من وجوه الاعتداء قال تعالى ولاتقتلوا أو لادكم خشية إملاق نحن نرز قهم وإياكم وقال ولا تقتلوا أولادكم من إملاق
فا لاية الاولى خشية إملاق خوفا من الفقر فالفقر غير حاضر والاية الثانية من إملاق فا لاملاق والفقر حاضر و في الحالين لايجوز الاعتداء على الطفل خوف الفقر او وجد الفقر لايجوز الاعتداء عليه وصور الاعتداء على الطفل كثيرة منها ما كان قديما في الجاهلية كانوا يكرهون البنات فيعتدون عليهن بالدفن واذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت
ومن صور الاعتداء ما يعرف بالاجهاض وهو محرم بالاتقا ق وخاصة بعد نفخ الروح فيه ومن الصور الاعتداء مايعرف الان بالاختطاف وهي جريمة كبرى فكل صور الاعتداء محرمة وتجب حمايتهم من الوالدين والمجتمع

 

[عاشور]

أيضا من حقوق الطفل في الاسلام أن لايرى منهما ومن المجتمع الاسلوكا صافيا سلوكا حسنا سلوكا يحبه الله ويرضاه بعيد عما يمسخ ويفسد فطرته فأن الله خلق الناس على الفطرة السوية {فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذالك الدين القيم ولكن أكثر الناس لايعلمون} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح {كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أويمجسانه أو ينصرانه }وهذ الحق مهم جد وهو واجب عظيم على الوالدين بل والمجتمع كله فعلى الاب والأم خاصة مراقبة مايصدرمنهما من تصرفات خاطئة وأفعال قبيحة فأن الولد يأخذ منهما ويتعلم منهما ويقتدي بهما في كل مايصدرمنهما فإن الولد إذا رأى أباه يسرق فسيسرق هو إذا رءا يكذب فسيكذب هو وهكذا جميع الافعال وعلى الوالد أن يكون قدوة خيرة للأولاد
بل أقول كثير من انحراف الاولاد سببه الوالدين والمجتمع فان الولد يأخذ منهما ويطبق سواء كان الفعل حسنا أو سيئا

 

[عاشور]

ومن حقوق الطفل كي يترعرع صافياً نقياً ومخلصاً وفياً ، إبعاده عن أهل السوء والضلالات والبدع ، فهؤلاء الجلساء بالنسبة للطفل البريء الطاهر قلبه ، والطيبة نفسه سم قاتل وداء عضال ، وهي الحالقة لإيمانه وحسن سلوكه
فيا لله كم فسدت البشرية بسب الإختلاط بأهل السوء والايات وألاحاديث وآثار عن السلف كثيرة ولو لم يكن في هذا الباب إلا حديث النعمان:
«مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير» الحديث لكفى
والخلاصة أن خطر هذه الخصلة كبير جداً ، فما فسد الفاسدون إلا بسبب الجلساء المبطلين ، ولا صلح الصالحون إلا بتوجيه المصلحين وقد قيل: الصاحب ساحب.
فأنت ترى أن الصديق يجر صديقه إلى أماكن شرب الخمور ، وارتكاب الفجور ، ويحبب له الصحافة الخليعة ذات التشكيك بمكارم الأخلاق والمزينة للإلحاد والنفاق.
ولكن الجليس الصالح يرشد جليسه إلى مجالس العلماء ، ويطوف بخ أندية الأدباء الصالحين الحكماء ، ويأخذ بيده إلى المساجد ، فيحب كل راكع وساجد ، فيصبح قلبه معلقاً بالمساجد فيصبح مكتوباً في ديوان الأولياء.
فالمسجد مكان قلبه ، والمصحف في خلوته أنيسه ، والكتاب المفيد جليسه ، تذرف عيناه إذا تلى القرآن ، ويشتاق إلى رؤية الكريم المنان ، الرحيم الرحمن ، يعيش مع الناس بجسمه ، وقلبه يعيش مع الحور في غرف الجنان.
ما جنى هذه الثمرات ولا عاش بقلبه في أعلى الجنات إلا بسب جلساء الخير.
والخلاصة أننا إذا أبعدنا الطفل عن الجلساء السوء وهيأنا له الجلوس في مجالس الخير؛ فقد أعطيناه حقاً عظيم من حقوقه

 

[عاشور]

من حقوق الطفل في الاسلام أيضا أن يعلم أركان الاسلام والايمان يجب أن يتعلم الابناء أصول الايمان و أركان الدين والاسلام من معرفة بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وأن يتعلموا الايمان بالقدر خيره وشره وأن يتعلموا النطق بالشهادتين وكذلك الصلاة والصيام وما يخصهم من أحكام الزكاة والحج وأن يأخذوا بحظ وافر من القرءان الكريم والسنة النبوية الصحيحة وقصص الانبياء عليهم الصلاة والسلام وسير أهل الفضل والصلاح وسائر مايقربهم الى الله تعالى والى جنته ورضوانه وما يباعدهم من سخط الله وغضبه وعقابه وما يباعدهم من النار فحدث أو لادك دائما عن أصول الايمان والاسلام وعرفهم بهافإن هذا أنفع شيء لهم بل ولك أيضا في الدين والدنيا والاخرة علم أولادك هذا الحديث الشريف الجامع الذي جاء به جبريل وعلمهم الامور الواردة فيه فقد جاء جبريل يسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتعلمها الصحابة رضوان الله عليهم
عن عمر -رضي الله عنه- أيضا ، قال : بينما نحن جلوس عـند رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يُرَى عليه أثـر السفر ولا يعـرفه منا أحـد، حتى جـلـس إلى النبي -صلي الله عليه وسلم- فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه، وقـال: " يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقـال رسـول الله -صـلى الله عـليه وسـلـم-: (الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه إلا الله، وأن محـمـد رسـول الله، وتـقـيـم الصلاة، وتـؤتي الـزكاة، وتـصوم رمضان، وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت إليه سبيل).
قال : صدقت.
فعجبنا له ، يسأله ويصدقه. *
قال : فأخبرني عن الإيمان.
قال : (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره).
قال : صدقت .
قال : فأخبرني عن الإحسان .
قال : (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
قال : فأخبرني عن الساعة .
قال : (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل).
قال : فأخبرني عن أمارتها .
قال : (أن تلد الأمَةُ ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)
ثم انطلق ، فلبثت مَلِيَّا، ثم قال : (يا عمر أتدري من السائل؟)
قلت : الله ورسوله أعلم.
قال : (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) ) [رواه مسلم]

- اشرح لأولادك هذا الحديث شرحا مختصرا
فحدثهم عن الايمان بالله وعرفهم بربهم عز وجل
- وعلمهم هذه السورة قال هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد فأخبرهم وعلمهم أن الله واحد لاشريك له
- علم أولادك الشهادتين وبين لهم معناها وان لاإله الا الله تعني لامعبود بحق الا الله
- وحذر أولادك من الشرك بالله وعلمهم التوحيدفإن الله حرم الجنة على المشرك
-عرف أولادك أن غير الله لايدعى وغير الله لايرجى وغير الله لايعبد ودعاء غير الله شرك والذبح لغير الله شرك والحلف بغير الله شرك والطواف بغير بيت الله شرك وكذالك النذر لغير الله
-علم أولاد الاسماء الحسنى واخبرهم عن صفاته كل ذلك على وفق منهج أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله ومن جاء من بعدهم من التابعين ومن سار على نهجهم واتبع سبيلهم
علم أولادك معنى قوله تعالى الرحمن على العرش استوى اليه يصعد الكلم الطيب وحديث الجارية أين الله قالت في السماء قال أعتقها فانها مؤمنة
وسائر معتقدات أهل السنة والجماعة بأسلوب سهل مبسط يفهمه الابناء ويتقبلونه مختصر من كلام الشيخ مصطفى العدوى من كتابه فقه تربية الابناء وقد عقد فصلا مهما طويلا في هذا الامر فليرجع اليه فانه مهم
وكذالك تعليمهم حب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة السلف الصالح والعلماء واحترامهم وتوقيرهم وغير ذلك

 

[اسامه سعد فاضل]

بوركت