العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذبح الأضحية .

سما الأزهر

:: متخصص ::
إنضم
1 سبتمبر 2010
المشاركات
518
التخصص
الشريعة الإسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الشافعي
حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند الذبح :
وتستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند الذبح نص عليه في الأم [1] فليست واجبة إجماعاً ، ولا مكروهة [2]
قال الشافعي رحمه الله والتسمية على الذبيحة بسم الله فإن زاد بعد ذلك شيئا من ذكر الله فالزيادة خير، ولا أكره مع تسميته على الذبيحة أن يقول صلى الله على رسول الله بل أحبه له وأحب إلي أن يكثر الصلاة عليه فصلى الله عليه في كل الحالات؛ لأن ذكر الله والصلاة عليه إيمان بالله وعبادة له يؤجر عليها إن شاء الله من قالها [3]
الدليل على ذلك : قول الله تعالى : "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ "[4] قيل : معناه لا أُذكر إلا ذُكرت معي ، وقال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً " [5] الآية فكان عند القرب بالذبائح أولى أن يكون مذكوراً
وعن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لقيت جبرائيل عليه السلام فبشرني وقال إن ربك يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرا هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه [6]

قال الشافعي : وخشيت أن يكون الشيطان أدخل على بعض أهل الجهالة أن كرهوا الصلاة عليه عند الذبيحة لموضع غفلتهم أولا يروى عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : دخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا من المسجد فاتبعته أمشي وراءه ولا يشعر حتى دخل نخلا ، فاستقبل القبلة ، فسجد فأطال السجود وأنا وراءه ، حتى ظننت أن الله عز وجل قد توفاه ، فأقبلت أمشي حتى جئته فطأطأت رأسي أنظر في وجهه ، فرفع رأسه فقال : " ما لك يا عبد الرحمن " ، فقلت له : لما أطلت السجود يا رسول الله خشيت أن يكون الله عز وجل قد توفى نفسك ، فجئت أنظر فقال:" إِني لَمَّا رَأَيْتَنِي دَخَلْتُ النَّخْلَ لَقِيتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ : إِني أُبَشَركِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكَ : مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، وَمنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ ، فَسَجَدْتُ شُكْرَاً لِلَّهِ " وروي ذلك أيضا عن بن أبي سندر الأسلمي عن مولى لعبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن رضي الله عنه قال الشافعي رحمه الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي الصلاة علي خطىء به طريق الجنة [7] ، وهذا يدل على استحباب الصلاة عليه فكيف يكره
وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتقى المنبر فقال :" آمين آمين آمين "فقيل له: يا رسول الله ما كنت تصنع هذا؟ فقال:" قَالَ لِي جِبْرِيلُ : رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَقُلْتُ : آمِينَ ، ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَل عَلَيْكَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ ، ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ " [8] ؛. ولأن الصلاة على الرسول إيمان بالرسل فكيف يكون الإيمان مكروهاً [9].
[1] - روضة الطالبين ج 3 ص 205
[2] - الحاوي الكبير ج 15 ص 96
[3] - سنن البيهقي الكبرى ج9 ص285باب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الذبيحة
[4] - سورة الشرح الآية 4
[5] - سورة الأحزاب الآية 56
[6] - أخرجه الجاكم في المستدرك على الصحيحين ج1 ص735 برقم 2019
[7] - سنن البيهقي الكبرى ج 9 ص 285 باب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الذبيحة برقم 18958
[8] - سنن البيهقي الكبرى ج 9 ص 285 ، باب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الذبيحة ، إسناده حسن - جلاء الأفهام ج 1 ص 50.
[9] - الحاوي الكبير ج 15 ص 96.
 
إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
رد: حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذبح الأضحية .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وهناك قول عند غير الشافعي رحمه الله بكراهية ذلك
ورد في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (باب الأضحية)
ثم اعلم أن التسمية شرط عندنا ، والتكبير مستحب عند الكل ، وأما قول ابن حجر فيه : إنه ينبغي للذابح مطلقا أن يسمي ولم يجب ذلك عندنا ; لأنه - عليه الصلاة والسلام - كما في البخاري أباح المذبوح مع ذكرهم له أنهم شاكون في أن ذابحه سمى أو لا ، فمدفوع ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - حمل على حسن الظن بالمسلم أنه لا يذبح إلا مسميا ، وأن الشك لا يضره ، ومما يؤيد مذهبنا قوله تعالى : فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين و : ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ، وأما قول ابن حجر : إجماع الأمة على أن آكل متروك التسمية غير فاسق . فمردود ; فإنه مخالف لما ذهب إليه أئمتنا . ثم قالابن حجر : ومن الحديث أخذ الشافعي قوله : ويختار في الأضحية أن يكبر قبل التسمية وبعدها ثلاثا اهـ . وهو غريب لمخالفته الحديث من وجهين : الأول تقديم التكبير على التسمية ، والثاني : التثليث آخرا . وأما قول ابن حجر بالقياس على تسبيح الركوع ، فبعده لا يخفى على من له أدنى اهتمام بمعرفة القياس صحة وفسادا ، ثم الجمهور على أنه تكره الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الذبح ، وخالفهم الشافعي ، وقال : إنه يسن .
وورد في رسالة بعنوان ( أحكام الأضحية وسنن الذبح
ويسمى عند الذبح من هي له ويدعو فيقول: اللهم هذه أضحية عن فلان يعني نفسه فتقبل مني: أو من فلان فتقبل منه. وأما مس ظهر الأضحية عند تسميتها- كما يفعله بعض العامة فهذا لا أصل له.
ولا تشرع الصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الموضع لأنه غير لائق بذلك ولأنه فيه إيهام الإهلال لغير الله - تعالى -. ولا تسن زيادة الرحمن الرحيم لعدم وروده فالاقتصار على المأثور مطلوب.
 
أعلى