العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

(حكم تارك الصلاة)؛ بقلم العلامة المحدث الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
حكم تارك الصلاة
بقلم العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني
 

المرفقات

  • albany_tarek-salah_chm_ebook_01.zip
    569.8 KB · المشاهدات: 0

ابي حفص المسندي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
1 يناير 2008
المشاركات
77
التخصص
علوم الحديث
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
أهل الحديث والأثر
رحم الله الشيخ الإمام المحدث الفقيه

فقد جمع رحمه الله بين الفقه والحديث ( بين الرواية والدراية )

فهدي الله من ينفي عن الشيخ الفقه
كما قال الناظم

أو من يقول بإن الفقه ليس له ........... تالله ما عرفوا فقها ولا أدبا
فهل رأيتم كأحكام الجنائز او ......... ما خط من صفتة للمصطفي وحبا
ما الفقه إلا حديث المصطفي لفتى .......... دقيقا فيهم كفهم الشيخ قد نجوبا
قل آي وربي إن الشيخ مجتدا ............. يقول ما يقتضيه النص مستهبا
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رحم الله الشيخ الإمام المحدث الفقيه

فقد جمع رحمه الله بين الفقه والحديث ( بين الرواية والدراية )

فهدي الله من ينفي عن الشيخ الفقه
كما قال الناظم

أو من يقول بإن الفقه ليس له ........... تالله ما عرفوا فقها ولا أدبا
فهل رأيتم كأحكام الجنائز او ......... ما خط من صفتة للمصطفي وحبا
ما الفقه إلا حديث المصطفي لفتى .......... دقيقا فيهم كفهم الشيخ قد نجوبا
قل آي وربي إن الشيخ مجتدا ............. يقول ما يقتضيه النص مستهبا

قد يقال مثل هذه العبارة: فلان ليس فقيهاً
ويراد بها رتبة في الفقه خاصة..
ويشبه هذا ما جاء عن الإمام أحمد عندما سُئِل عن عبدالرزاق -رحمهما الله تعالى- فقال:"ما أقل الفقه في أهل الحديث".. ولا شك أن الشيخ الألباني -رحمه الله- إمام في الحديث، وأنه على طريقة السلف الصالح إن شاء الله، ولا نزكي على الله أحداً، ولكنَّ إطلاق من يقول: إنه ليس فقيهاً.. هو صحيح إن كان على الوجه الذي ذكرنا.
فإن قال قائل: كل محدِّث فقيه، وليس كل فقيه محدثاً.. قلنا: هذا ليس صواباً إن أريد به الإطلاق، فكم من محدث لا يعرف من فقه ما يرويه شيئاً، وكلٌّ على ثغر في الإسـلام. وبالله التوفيق.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
مرحباً بأخينا الكريم:
فكم من محدث لا يعرف من فقه ما يرويه شيئاً
لو كانت العبارة:
فكم من محدث لا يعرف من فقه ما يرويه كثيراً.
لربما كان أقرب وألطف!.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالحميد، وأشكرك على الدعوة لهذا الملتقى المبارك، معتذراً عن التأخر.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالحميد، وأشكرك على الدعوة لهذا الملتقى المبارك، معتذراً عن التأخر.
وإياك أخي الكريم ...
ونسعد بك معنا مفيداً ومثمراً ...
سدد الله فؤادك ...
 

رائد الرائد

:: متابع ::
إنضم
23 أبريل 2010
المشاركات
77
التخصص
ادارة
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
شافعي
الى الاخ صالح عبدالحميد الكراني
في رايي من الافضل ان لا نضع مرفق لان المرفق يجعل الكثيرين لا يعرفون فتحه خاصة انه مضغوط ويلزم فك الضغط والافضل ان توضع اهم النقاط في راي الشيخ اسعده الله بالجنة واياه بالشكل الاعتيادي وليس كمرفق ولو اخذ ذلك صفحتين او ثلاثة في اهم النقاط .
اما انا فسوف اذكر اهم ادلة من لا يرى كفر تارك الصلاة تكاسلاً وما هي ردودهم على المكفرين الا ردين استشكلا علي فلم اعرف ما هو ردهم وارجو ان تفيدني او من يعرف على كل حال؟ .
مع العلم ان تارك الصلاة اذا كان جاحداً لوجوبها يكفر بالاجماع .

كما نعلم ان رأي جمهور علماء الامة الاسلامية جميع المذاهب عدا الحنابلة يعتبرون ان تارك الصلاة تكاسلا لا يخرج من الملة وانه لا يزال من امة محمد بينما يرى الحنابلة يعتبرون ان الصلاة هي الجواز الوحيد لدخول الجنة بعد الشهادتين أي بمعنى ان الشهادتين بدون الصلاة لا تدخل الجنة .
جماهير علماء الاسلام والذي يعتبر ان من اعتقد بالشهادتين مستحق لدخول الجنة حتى لو قصر في الصلاة وارتكب الاثام واحتج الجمهور بالحديث المتواتر من قال لا اله الا الله دخل الجنة , وكذلك احتجوا بحديث البطاقة الذي يؤكد ان هذا الحديث المتواتر ليس مقيدا بالصلاة اخرجه احمد والترمذي وابن ماجه

واحتجوا ايضا بالحديث الذي رواه مالك واحمد وابوداود والنسائي وغيرهم قال عليه الصلاة والسلام "خمس صلوات كتبهن الله على العباد من اتى بهن كان له عندالله عهد ان يدخله الجنة ومن لم ياتي بهن لم يكن له عهد ان شاء عذبه وان شاء غفر لله ".وقال ابن عبد البر حديث صحيح ثابت , وصححه الالباني

وهذا الحديث ايضا يدل على ان تارك الصلاة تكاسلا يشمله الحديث المتواتروأنه داخل في قوله تعالى"وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم"التوبة 106.

وهذا يعني ان تارك الصلاة يدخل ضمن دائرة مرتكبي الكبيرة والذي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي"رواه احمد و الترمذي وحسنه وصححه البيهقي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم .
ولكن الذين يكفرون تارك الصلاة يؤكدون ان تارك الصلاة لا تشمله شفاعة النبي لأنه كما يظنون ليس من امته لأنه لا يدخل ضمن دائرة مرتكبي الكبائر مع ان الحديث الذي رواه مالك وغيره يستنبط منه عكس ما يدعي ويضاف عليه هذا الحديث .
عن ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية من القرآن يرددها حتى صلاة الغداة وقال دعوت لأمتي واجبت بالذي لو اطلع عليه كثير من الناس منهم تركوا الصلاة فقال ابو ذر افلا ابشر الناس ؟ قال بلى فانطلق فقال عمر انك ان تبعث الى الناس بهذا يتكلوا عن العبادة فناداه ان ارجع فرجع والاية "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"المائدة رواه احمد والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه ولكنه اقل صحة من حديث الذي رواه مالك السابق ولكنه له شواهد في بعض معناه في مسلم "حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص مرفوعا وحديث معاذ المرفوع ايضا .

ومما يصلح ان يحتج به على ان تارك الصلاة ممن تشملهم الشفاعة حديث الشفاعة يقول الله عز وجل "وعزتي وجلالي لأخرجن من النارمن قال لا اله الا الله " وفيه " فيخرج من النار من لم يعمل خيرا قط " متفق عليه واللفظ لمسلم
اما لفظ البخاري" هؤلاء عتقاء الرحمن الذين أدخلهم الله بغير عمل عملوه ولا خير قدمه، ثم يقول ادخلوا الجنة .
فقوله من لم يعمل خيرا قط يفيد ان الصلاة من الخير. أي يخرج الله من النار من لم يصلي ولم يفعل اي خير في حياته الدنيوية وتؤكده رواية البخاري بقوة"بغير عمل عملوه" .

ومما يقع فيه الكثيرمن الناس ان حديثه صلى الله عليه وسلم "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" الذي رواه اهل السنن ورواه الحاكم وصححه
فإن مفهومة عند هؤلاء العامة ان الضمير في" بينهم" يعود للكفار وان العهد تعني الفرق بين المؤمنين والكفار, بينما الضميرفي الحقيقة لا يعود للكفاربل للذين دخلوا الاسلام من قبائل العرب , والعهد يقصد به ما اخذه النبي عليهم من أيمان وعهود باقامة الصلاة كما قال تعالى في سورة التوبة آية 12 "مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ " اي عهودهم للنبي بأداء وإقامة الصلاة وإتاء الزكاة وقبل ذلك ترك الشرك .

ولا يخفى على الفقهاء ان كلمة كفر كما جاءت في الحديث هذا وفي غيره مثل "بين الرجل وبين الشرك او الكفر ترك الصلاة"رواه اهل السنن وصححه الترمذي فإنه من المعلوم ان السنة تقيد عام السنة وان مثل هذه الاحاديث التي بها وصف الكفر مقيدة بالحديث الذي رواه مالك وغيره- اعلاه- الذي يوضح ان تارك الصلاة تحت المشيئة ان شاء عذبه الله وان شاء غفر له , فلذلك فسروا الكفر في هذه الاحاديث بالكفر الذي لا يخرج من الملة "الكفر الاصغر" , مثل قوله صلى الله عليه وسلم "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"متفق عليه , وقوله صلى الله عليه وسلم "من اتى امراة في دبرها فقد كفر بما انزل على محمد"رواه ابو داوود وغيره وهو حسن بمجموع طرقه .

فكما هو معلوم لا يقصد في مثل هذه الاحاديث هنا بالكفر الكفر المخرج من الملة لان هناك نصوص اخرى في السنة دلت على ان القاتل ليس كافر وان من اتى إمرأة في دبرها ليس كافر لأنه لم يثبت نص صحيح يلزم التطليق بين الرجل وزوجته إذا اتاها في دبرها .

اما قوله تعالى " فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {11} " التوبة

نعم احتج بها من يكفر تارك الصلاة ولكن الرأي الذي لا يصح ان نتغافله ورد به الجمهور على هذا الاستدلال بأن هذه الاية تكمل حكمها الاية التي بعدها فقد اشترطت لأعتبار عدم الايمان والدخول في الكفر الطعن في الدين وهي" وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ"التوبة12 .

بينما تارك الصلاة تكاسلا لا يطعن في الدين , ولا يصح الاحتجاج بالاية الاولى دون الاخرى التي تكملها وتكمل حكمها كالذي يحتج ويقول"ولا تقربوا الصلاة"النساء43 .

واما قوله تعالى في سورة مريم "فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً{59} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً مريم {60}

فمن المعلوم ان فعل آمن في القرآن الكريم ياتي بمعنى زيادة الايمان وكماله ويأتي بمعنى التجديد وليس دائما ياتي بمعنى دخول الايمان بدليل قوله تعالى "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{93}

وأتى بمعنى التجيد كقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْبِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ

بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً "النساء آية136


فهل يلزم ان يفسر ما جاء في سورة مريم بدخول الايمان وليس تجديده .

اما ما ورد ان الصلاة مفتاح الجنة الذي رواه احمد والترمذي والبيهقي في الشعب فإن اسناده ضعيف .

واما حديث الذي جاء فيه ان تارك الصلاة يكون مع قارون وفرعون وهامان وابي بن خلف اخرجه احمد وابن حبان والدارمي وغيره وإسناده حسن .
لكن طعن فيه "اي في هذه الرواية"احد الصحابة بمعنى انه وان حسن سنده فهو في منزلة الضعيف .

واما حديث ان عمود الدين الصلاة فهذه رواية ضعيفة كما هو معلوم واضعف منها رواية الصلاة عماد الدين ولكن اقل الروايات ضعفا هي رواية معاذ التي بها " رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامة الجهاد في سبيل الله رواه الطبراني في الكبيروأخاله احمدكذلك وغيره وقد أشار ابن رجب إلى ضعف حديث معاذ هذا كما في شرح العلوم والحكم.

والشيخ الالباني حسن هذا الحديث بمجموع طرقه لكن لا ادري لم لا يراه مكفرا لتارك الصلاة ولكن ربما يكون السبب ان معنى الحديث ان الصلاة ركن مهم من اركان هذا الدين وعمود في شيء مهم منه كقبول الاعمال وليس في كون المرء مسلما او كافرا للتوفيق بينه وبين الادلة التي يستدل بها على ان تارك الصلاة مستحق لدخول الجنة في نهاية الامر اذا كان موحداً غير جاحد لوجوبها .

ومن يعرف الاجابة على هذا السؤال ارجو ان لا يبخل علينا وهو لم لم يعتبر الشيخ هذا الحديث مكفرا لتارك الصلاة ؟

كذلك هناك حديث ان من ترك الصلاة عامدا متعمدا فقد برئت من ذمة الله وفي رواية برئت منه الذمة , فلم لم يعتبره الشيخ مكفرا لتارك الصلاة
ونحن نعلن الفرق بين الذمة وذمة فالاخيرة تعني حفظ الله ورعايته ولذلك لا تعتبر هذه الرواية دليلا على الكفر اما صيغة الذمة فقد يقصد بها حلية الدم اي اصبح دمه حلالاً اي مهدور .

واما الحديث الذي في البخاري وهو اول من يحاسب به العبد ترك الصلاة فان قبلت قبل سائر عمله وان ردت رد سائر عمله .
فهذا الحديث لا خلاف انه يدل على عظم امرالصلاة وانها عمود في قبول الاعمال ولكن لا يصح الاستدلال به على كفر تارك الصلاة لأن محبطات العمل كثيرة غير الصلاة مثل المال الحرام وعقوق الوالدين ومن يأتي السحرة .

فلأن هؤلاء جميعا ليسوا كفارا مع حبوط اعمالهن فلا يصلح اذن الاستدلال بحبوط العمل على ان ترك الصلاة كفر, وانما يدل هذا على ان الصلاة امرها عظيم ومن اعظم ما في هذا الدين .

و قوله تعالى "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ"
لماذا لم يقل الله تعالى "الا على المؤمنين" ؟ لو كان المقصر في الصلاة تكاسلا عنها كافرا, الا يدل هذا انه لا يزال في دائرة الايمان لكن ايمانه ضعيف .
 

سيف يوسف السيف

:: متابع ::
إنضم
16 أغسطس 2009
المشاركات
65
التخصص
فقه
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول من الأولى – في نظري القاصر – عند بحث مسألة كفر تارك الصلاة أن يقدم بالمقدمة التالية أو نحوها :
1- اتفق العلماء على وجوب عقوبة تارك الصلاة وإنما اختلفوا في كيفية عقوبته
2- قال ابن القيم رحمه الله : لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من اعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن اثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة ثم اختلفوا في قتله وفي كيفية قتله وفي كفره .
3- أجمع العلماء على تكفير جاحد الصلاة الذي نشأ بين المسلمين ولم يكن حديث عهد بإسلام

ثم بعد ذلك نذكر خلاف العلماء في كفره من عدمه فأقول مستعيناً بالله العظيم :
اختلف أهل العلم في تكفير تارك الصلاة المفروضة عمدا بغير عذر مع إقراره بوجوبها وفرضيتها كما يلي :
القول الأول : فذهب إبراهيم النخعي ، وابن المبارك ، وأحمد ، وإسحاق و بعض الشافعية إلى تكفيره ، وقال عمر : لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. و قال ابن مسعود : تركها كفر . بل نقل إجماع الصحابة على كفر تاركها كما سيأتي بإذن الله .
قال الإمام أحمد : ليس بعد ذهاب الصّلاة إسلامٌ ولا دين .

القول الثاني : قال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه والمالكية و الشافعية : لا يكفر واختلفوا في قتله من عدمه
وقد ساق الأخ رائد جزاه الله خيراً أدلة عدم كفر تارك الصلاة وأنا أذكر أهم أدلة من قال بكفره فمنها ما يلي :

( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) {التوبة/5} وقال ( فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ){التوبة/11} وقال ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى {القيامة/31} وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) {القيامة/32} قال ابن القيم : لما كان الإسلام تصديق الخبر والانقياد للأمر جعل سبحانه له ضدين عدم التصديق وعدم الصلاة وقابل التصديق بالتكذيب والصلاة بالتولي فكما أن المكذب كافر فالمتولي عن الصلاة كافر فكما يزول الإسلام بالتكذيب يزول بالتولي عن الصلاة .
أما الأحاديث فمنها ما يلي :

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح و إن فسدت فقد خاب و خسر) رواه الترمذي والنسائي و صححه الألباني
2. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ.رواه البخاري قال ابن القيم : ووجه الدلالة فيه من وجهين : أنه إنما جعله مسلما بهذه الثلاثة فلا يكون مسلما بدونها
الثاني أنه إذا صلى إلى الشرق لم يكن مسلما حتى يصلي إلى قبلة المسلمين فكيف إذا ترك الصلاة بالكلية .
3. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ( يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِئَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا) رواه البخاري
4. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة ثلاثة أثلاث الطهور ثلث والركوع ثلث والسجود ثلث فمن أداها بحقها قبلت منه وقبل منه سائر عمله ومن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله رواه البزار و قال الألباني : حسن صحيح وقال : قال الحافظ إسناده حسن .
5. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم : أنه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف صححه ابن حبان و الألباني وشعيب وقد ضعفه الألباني في بعض كتبه . وقال صاحب كتاب تراجعات الألباني أنه آخر قوليه . انتهى بتصرف
قال ابن القيم : وإنما خص هؤلاء الاربعة بالذكر لأنهم من رؤوس الكفرة وفيه نكتة بديعة وهو أن تارك المحافظة على الصلاة إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته أو تجارته فمن شغله عنها ماله فهو مع قارون ومن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون ومن شغله عنها رياسة ووزارة فهو مع هامان ومن شغله عنها تجارته فهو مع أبي بن خلف. اهـ
6. عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " بَيْنَ الرَّجُلِ ، وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ، تَرْكُ الصَّلَاةِ " رواه مسلم ولفظ النسائي ( ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة ) وصححه ابن حبان و الألباني وشعيب وعند أبي يعلى ( ليس بين العبد وبين تركه الإيمان إلا تركه الصلاة ) وعند ابن ماجة من حديث أنس بن مالك ( ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة . فإذا تركها فقد أشرك ) وصححه الألباني
7. عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه أحمد وابن ماجة والترمذي وقال حسن صحيح غريب وصححه الألباني وشعيب وعند ابن حبان عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك الصلاة فقد كفر" وصححه شعيب وضعفه الألباني
8. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مفتاح الجنة الصلاة و مفتاح الصلاة الوضوء رواه أحمد الترمذي وصححه الألباني وضعفه شعيب
9. عن محجن أنه : كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذن بالصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم رجع ومحجن في مجلسه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ما منعك أن تصلي ألست برجل مسلم ؟ قال بلى ولكني كنت قد صليت في أهلي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جئت فصل مع الناس وان كنت قد صليت ) صحيحه الألباني وحسنه شعيب وهذا كقولك : ما لك لا تتكلم ألست بناطق ؟ ما لك لا تتحرك ألست بحي؟ ونحوه .
10. عن أنس قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من أجابه إلى الإسلام إلا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانتا فريضتين على من أقر بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالإسلام وذلك قول الله : {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} رواه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة
11. عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، قَالَ : جَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حِينَ طُعِنَ، فَقَالَ : الصَّلاةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ : " إِنَّهُ لا حَظَّ فِي الإِسْلامِ لأَحَدٍ أَضَاعَ الصَّلاةَ "، فَصَلَّى عُمَرُ وَجُرْحُهُ يَثعَبُ دَمًا ) أخرجه عبد الرزاق وابن أبي شيبة و الدارقطني وغيرهم وهو حديث صحيح وفي لفظ عند عبد الرزاق عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ احْتَمَلْتُهُ أَنَا وَنَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَتَّى أَدْخَلْنَاهُ مَنْزِلَهُ، فَلَمْ يَزَلْ فِي غَشْيَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى أَسْفَرَ، فَقَالَ رَجُلٌ : إِنَّكُمْ لَنْ تُفْزِعُوهُ بِشَيْءٍ، إِلا بِالصَّلاةِ، قَالَ : فَقُلْنَا : الصَّلاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! قَالَ : فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ : " أَصَلَّى النَّاسُ؟ "، قُلْنَا : نَعَمْ، قَالَ : " أَمَا إِنَّهُ لا حَظَّ فِي الإِسْلامِ لأَحَدٍ تَرَكَ الصَّلاةَ "، فَصَلَّى وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا ) قال ابن القيم : وقد قال هذا بمحضر من الصحابة لم ينكر . اهـ قلت : ومثل هذا يعد إجماعاً .
12. عَنْ زِرٍّ عن عبد الله بن مسعود "َمَنْ لَمْ يُصَلِّ فَلَا دِينَ لَهُ " أخرجه ابن أبي شيبة وفي سند شريك وأخرجه الطبراني في الكبير وعبد الله بن أحمد في السنة وغيرهم بإسناد صحيح وحسنه شعيب
13. عَنْ مَعْقِلٍ الْخَثْعَمِيِّ ، قَالَ : أَتَى عَلِيًّا رَجُلٌ وَهُوَ فِي الرَّحْبَةِ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَرَى فِي امْرَأَةٍ لَا تُصَلِّي؟، قَالَ : " مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَهُوَ كَافِرٌ. قلت : سنده لا بأس به في الشواهد والمتابعات من أجل معقل الخثعمي .
14. عن عبد الله بن شقيق العقيلي – المتفق على جلالته كما قال النووي - : قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة رواه الترمذي وصححه النووي و الألباني .
قال المكفرون لتارك الصلاة : الصحابة الذين رووا الأحاديث التي قد تفيد عدم كفر تارك الصلاة هم الذين حفظ عنهم أن تاركها يكفر وهم أفهم للنصوص منا.
وأثر عبد الله بن شقيق دليل قوي على كفر تاركها وخروجه من الملة ووجه ذلك أننا لا يمكننا حمله على الكفر العملي لأننا لو قلنا بذلك لكان معناه أن الصحابة لا يرون شيئاً من الأعمال كفراً غير مخرج من الملة غير الصلاة وهذا باطل قطعاً لأن فيه نسبة الجهل للصحابة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم إذا قد ورد عنه صلى الله علي وسلم أنه قال ( اثنتان بالناس هما بهم كفر ) وقال (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ( من ادعى إلى غير ابيه وهو يعلمه فقد كفر) وغيرها من الأحاديث الكثيرة فتعين حمله على الكفر المخرج من الملة
فالصحابة يرون قتال المسلم والنياحة والطعن في الأنساب وغيره كفراً ولكن غير مخرج من الملة وإنما المخرج من الملة من الأعمال عندهم الصلاة فقط . فتأمل هذا
15. أخرج محمد بن نصر عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : " تَرْكُ الصَّلاةِ كُفْرٌ، لا يُخْتَلَفُ فِيهِ "
16. وأخرج عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكٍ قَالَ : " مَنْ أَخَّرَ صَلاةً حَتَّى يَفُوتَ وَقْتُهَا مُتَعَمِّدًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، كَفَرَ "وعنه في رواية " مَنْ قَالَ : إِنِّي لا أُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ الْيَوْمَ فَهُوَ أَكْفَرُ مِنَ الْحِمَارِ " وعنه في رواية (مَنْ تَرَكَ الصَّلاةَ مُتَعَمِّدًا مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، حَتَّى أَدْخَلَ وَقْتًا فِي وَقْتٍ فَهُوَ كَافِرٌ ) قال محمد بن نصر المروزي سمعت إسحاق يقول صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر
17. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال ( سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل { لذين هم عن صلاتهم ساهون } [ الماعون ] قال هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها ) رواه البيهقي وأبو يعلى وضعفه الألباني وغيره

والله الموفق
 
أعلى