العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حكم قراءة سورة العصر عند ختام المجلس ..

إنضم
23 فبراير 2008
المشاركات
48
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
الإسكندرية
المذهب الفقهي
حنبلي مع عدم التقيد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..
اعتاد بعض الإخوة على ختم مجالسهم بقراءة سورة العصر ، فقام اّخرون بالإنكار عليهم وتبديع هذا الفعل ، فأردتُ هنا أن أضع بعض النقاط ؛ حتى نكون جميًا على بصيرة في هذا الأمر ، والله الموفق ..

1 – لم يثبت قراءة سورة العصر في ختام المجلس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا..
2 – لكن نقل ذلك أبو مدينة الدارمي رضي الله عنه – وقد أثبت له الطبراني رحمه الله صحبة – عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم :
فقد روى أبو داود رحمه الله في الزهد ( ج1 ص440 الشاملة )و الطبراني رحمه الله في الأوسط ( ج11 ص359 – الشاملة ) والبيهقي رحمه الله في شعب الإيمان ( ج19 ص59 الشاملة )(1 )من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي مدينة الدارمي أنه قال :
(كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى
يقرأ أحدهما على الآخر : ( و العصر إن الإنسان لفي خسر ) ، ثم يسلم أحدهما على الآخر )
وهذا الإسناد إسناد صحيح :
* قال الإمام الهيثمي رحمه الله عنه في مجمع الزوائد ( ج10 ص233 ) رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح.
وقال ( ج10 ص307 ) : (رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير ابن عائشة وهو ثقة )
* وصححه العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 2648 ..
3 – ذكر فضيلة الشيخ أبي عبد الله مصطفى العدوي حفظه الله في حاشية ص356 من تفسير جزء عم في سلسلته المباركة التسهيل لتأويل التنزيل ( 2 ) أن في نفسه من هذا الإسناد شيئًا ولم يذكر حفظه الله علة تفسر ذلك ..
4 – لذلك ذهب بعض العلماء إلى مشروعية قراءة سورة العصر في ختام المجلس اعتمادًا على هذا الأثر :
* قال العلامة الألباني رحمه الله في فوائد الحديث رقم 2648 في الصحيحة :
(و الأخرى : نستفيدها من
التزام الصحابة لها . و هي قراءة سورة العصر لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس
عن أن يحدثوا في الدين عبادة يتقربون بها إلى الله ، إلا أن يكون ذلك بتوقيف من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا ، و لم لا و قد أثنى الله
تبارك و تعالى عليهم أحسن الثناء ، فقال : ( و السابقون الأولون من المهاجرين
و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات
تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) .
و قال ابن مسعود و الحسن البصري : " من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم ، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا و أعمقها علما و أقلها تكلفا و أقومها
هديا و أحسنها حالا ، قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم و إقامة
دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم ، و اتبعوهم في آثارهم ، فإنهم كانوا على الهدي
المستقيم "

*وسئل العلامة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله وبارك في عمره في شرحه لكتاب الدعوات من سنن الترمذي هذا السؤال :

يذكر البعض قراءة سورة العصر عند ختام المجلس فهل هذا يصح ؟
فأجاب حفظه الله قائلًا – أرجو أن أكون دقيقًا في تفريغي فالصوت لم يكن واضحًا وضوحًا كافيًا لدي -:
ورد ورد يعني الاثنين إذا افترقا يعني ورد في هذا كل واحديعني يقرأ سورة العصر
http://www.alathar.net/esound/index....89&coid=121563
من الدقيقة 49 :38 إلى الدقيقة 95:54
5 – ذهب بعض العلماء إلى عدم المواظبة على ذلك ، بل يُفعل أحيانًا ويُترك أحيانًا أخرى ، فلو كان ذلك مواظَبًا عليه ، لعلمه الجميع ، ولذاع وانتشر ..
فقد اختلف الأصوليون هل لفظة ( كان ) تقتضي التكرار والاستمرار أم لا ؟؟
· فرأى فريق أنها تقتضيه ..
· ورأى فريق أنها لا تقتضيه ..
· وقال اّخرون إنها تقتضيه إلا إن دلت قرينة على خلاف ذلك . ( 3 )
ففي مسألتنا هذه على القول الأول يكون حجة عليهم ، و على القول الثاني فلا إشكال ، وعلى القول الثالث فإنهم سيقولون إن القرينة هي عدم انتشار ذلك بين العلماء على مر العصور ..
6 – بعض من يواظبون على قراءتها لا يعللون فعلتهم بهذا الأثر عن الصحابة ، وإنما يعللون ذلك بفضل قراءة القراّن عمومًا ونحو ذلك ، و لا شك في خطأ ذلك ، فالتحديد والتعيين إنما هو لصاحب الشرع المطهر ، وليس لاّراء البشر ..
7 – قد يحكم بعض العلماء على هذا العمل بأنه بدعة ، وذلك لأن الأثر لم يبلغه ، و لا يعيبه ذلك ، فلا يحيط بالاّثار كلها أحد مهما بلغ علمه!

الخلاصة :
1 – من واظب على قراءة سورة العصر عقب ختام المجلس فله دليله ..
2 – من لم ير ذلك إما لعدم ثبوت الأثر عنده أو لعلة أخرى يراها فله ذلك ، ولكن ليس له تبديع هذا العمل ، والإنكار على فاعليه ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه والتابعين ...

---------------------------------------

1 - رواه ابن عائشة وابن أبي بكير عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي مدينة الدارمي ، وذكر البيهقي رحمه الله في الشعب أن غيره = غير ابن أبي بكير رواه عن حماد عن ثابت عن عتبة بن عبد الغافر ، وذكر العلامة الألباني رحمه الله أن الأول هو المحفوظ ..
2 – سلسلة مباركة في تفسير القران العظيم لفضيلة الشيخ العدوي حفظه الله ، وهي عبارة عن التفسير بطريقة السؤال والجواب تجمع بين القوة العلمية والسهولة الأسلوبية ، وقد أتم الشيخ منها بعض الأجزاء ومتوفرة على المكتبة الوقفية على الشبكة العنكبوتية ..
3 – انظر فتح الباري ج3 ص398 في تعليق الحافظ ابن حجر رحمه الله على الحديث رقم 1539..
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
سألت بعض المختصين بالحديث وعلومه وهو من أعيان طلبة الشيخ مقبل الوادعي عن هذا الحديث
فأخبرني أن إسناد هذا الحديث صحيح وأذكر أنه أخبرني أنه أخرجه ابن السني في اليوم والليلة
ولكن مع أن إسناده صحيح ذكر أنه لم يصححه أحد من أهل العلم ( وأظن أنه يقصد الأئمة المتقدمين)
----------
لكن بالنسبة لي فإن تصحيح هذا الأثر مشكل جدا
فهو يفيد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يفترقون حتى يقرأ بعضهم على بعض سورة العصر.
فمع توافر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم الألوف المؤلفة، ومع تعدد هذه الصورة في اليوم واللية المرات والمرات لاسيما ما كان في عهد الخليفتين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
فإن الصحابة كانوا يلتقون على مدار الساعة.
فلو كان ديدنهم قراءة سورة العصر كلما افترقوا لنقلت إلينا بالأسانيد المتواترة ولامتلأت الكتب الصحاح والسنن بالقصص مخصصة بهذا الصنيع أو مضمنة لها في غضون وتضاعيف القصص عن الصحابة رضوان الله عليهم.
ولا يقال: إن عدم ليس نقلا للعدم.
لأن عدم النقل مع توافر السبب ودواعيه للنقل ثم لم ينقل دليل على أنه لم يكن وإلا لنقل.
ومن علم حجم ومقدار تفاصيل النصوص الواردة عن الصحابة رضوان الله عليهم وكثرة النقولات الدقيقة عنهم وحرص التابعين على نقل كل صغيرة وكبيرة عنهم أدرك أن قراءتهم لسورة العصر كلما افترقوا لو كانت لنقلت بصور شتى بالأسانيد الكوفية والسلاسل المكية، وطرز بها مالك موطئه في عمل أهل المدينة.
-------------------
ولكن والحق يقال: إن طرح الأخ محمد العبادي للمسألة كان متميزا جدا والحيادية واضحة ، وإلمامه لأطراف المسألة بادية.
فاسأل الله عز وجل أن يبارك في علمه وعمله.
وأن يبقيه لنا مفيدا ومعلما
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
محمد العبادي;2812 قال:
عن ثابت البناني عن أبي مدينة الدارمي أنه قال :
(كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى
يقرأ أحدهما على الآخر : ( و العصر إن الإنسان لفي خسر ) ، ثم يسلم أحدهما على الآخر )
وهذا الإسناد إسناد صحيح :*


5 – ذهب بعض العلماء إلى عدم المواظبة على ذلك ، بل يُفعل أحيانًا ويُترك أحيانًا أخرى ، فلو كان ذلك مواظَبًا عليه ، لعلمه الجميع ، ولذاع وانتشر ..
فقد اختلف الأصوليون هل لفظة ( كان ) تقتضي التكرار والاستمرار أم لا ؟؟
· فرأى فريق أنها تقتضيه ..
· ورأى فريق أنها لا تقتضيه ..
· وقال اّخرون إنها تقتضيه إلا إن دلت قرينة على خلاف ذلك . ( 3 )..

هذا كلام الشيخ عبد المحسن العباد وأظن أن هذه المسألة وهي اقتضاء "كان" التكرار والاستمرار أو عدمه غير واردة في هذا الأثر
لأن هذه المسألة واردة والله أعلم في مثل النصوص التي فيها مجرد الفعل فهنا يختلف أهل العلم هل تفيد التكرار والاستمرار أو لا.
أما في هذه المسألة ففي القصة ما يفيد الاستمرار أو حتى التكرار من جهتين:
1- النسبة إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ففي الأثر أن الاثنين منهم كانا...وهذه نسبة إلى مجموعهم مما يدل على أن هذا الفعل ديدن عامتهم.
2- تعليق الحكم بأنهما لم يفترقا، وهذا واقع في كل لقاء بين الصحابة ثم فراقهم.
فالقصة بنفسها من غير نظر إلى إفادة كان الاستمرار أو التكرار دالة على أن هذا الفعل منهم كثير ومتكرر.
ولا أريد بهذا إثبات هذا الحكم، ولكن تحرير دلالة القصة ، لأن دلالتها إذا ثبتت على هذا الوجه أعني التكرار والاستمرار كان عدم نقلها في دواوين العلم في غاية الإشكال والله أعلم.
 
أعلى