العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

خلاصة أحكام التصوير وفيه حرمة تعليق الصور وجواز الاحتفاظ بها ما لم تشتمل على محرم

إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
فتح السميع البصير في خلاصة أحكام التصوير
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هوبيان الصور التي يحرم اقتنائها ،والتي لا يحرم اقتنائها والصور التي يحرم تعليقها والتي لا يحرم تعليقهاحتى يكون المسلم على بينة من أمره ،نسأل الله أن يفقهنا في ديننا . أخوتاه الصور جمع الصورة ، والصورة هي الشكل والهيئة والحقيقة[1] ، ومن يعمل الصور يسمى مصوراً ، والصورة قد تكون لذوات الأرواح من إنسان أو حيوان أو ليست لذوات الأرواح من جماد ونبات و الأحاديث أتت بتحريم تصوير ذوات الأرواح لا فرق بين من يصور على ورق (الصور المرسومة ) ،ولا الذي يصور على الجدران ( الصور المنقوشة ) ، ولا الذي يصور على القماش ، ولا الذي يصور على الحجارة أو الخشب ونحوه ( الصور المجسدة التماثيل ) ، والتماثيل تشمل كل ما كان مصنوعاً من الحجارة أو الخشب أو المعدن أو القطن أو البلاستيك ،وقد قالr : « إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون »[2] ، ولفظ المصورون لفظ عام أي يشمل جميع أفراد معناه أي يشمل كل مصور بمعني آخر يشمل كل من يصنع الصور ، وقال r : « إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم أحيوا ما خلقتم »[3] ،ولما رأى النبي r ستراً عليه تصاوير هتكه ، وقال : « أشد الناس عذاباً يـوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله »[4]. والتمثال هو الصورة والشاهد في الحديث أن الستر كان فيه تماثيل ،ويستحيل أن تكون التماثيل المجسمة فالمراد قطعاً من التماثيل هنا الصور المرسومة لذوات الأرواح فيتبن من هذا الحديث حرمة رسم ذوات الأرواح ، وعندما دُعِيَ النبيr لطعام فرأى ستراً فيه تصاوير خرج وقال : « إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تصاوير »[5] فيستفاد من الحديث حرمة تصوير ذوات الأرواح ؛ لأن كلمة تصاوير نكرة في سياق نفي ، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم أي تشمل أي تصوير أي كل صورة ، وهذا دليل على حرمة اقتناء صور ذوات الأرواح ،وبالتالي حرمة تعليقها، أما التصوير الفوتوغرافي فهو حبس ظل بمعالجة كيماوية على نحو خاص،و العلة من تحريم تصوير ذوات الأرواح هي مضاهاة خلق الله ، والتقاط الصورة بالآلة ليس فيه مضاهاة لخلق الله بل هو نقل للصورة التي خلقها الله نفسها ، ولو قلد شخص كتابة شخص لكانت كتابة الثاني غير كتابة الأول بل هيمشابهة لها ، ولو نقـل كتابته بالصورة الفوتوغرافية لكانت هي كتابة الأول ، وإن كان عملنقلها من الثاني فهكذا نقل الصورة بالكاميرا ؛ ولذلك اقتناء الصور الفوتوغرافية للذكرى على نحو ليس فيه تعظيم لا شيء فيه كوضعها في ألبوم بشرط أن تكون الصورة التي يلتقطها حلالاً فلا تصور امرأة متبرجة أو مناظر لا تجوز شرعًا ، أما تعليق الصور الفوتغرافية لذوات الأرواح فلا يجوز ؛ لأن الصورة في هذه الحالة توضع موضع التعظيم الذي لا ينبغي إلا لله ، وفيه أيضاً تشبه بالكفار في تعظيمهم صور العظماء وتعليقها ، وهذا مخالف للشرعأما لعب الأطفال من عرائس وغيره فلا تدخل في التصوير المحرم فقد رأى rبنات ( عرائس يلعب بها الصغار ) لعائشة فقال ما هذا يا عائشة قالت بناتي ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع فقال ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ قالت : فرس . قال : وما هذا الذي عليه ؟ قالت : جناحان . قال : فرس له جناحان ! قالت : أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة قالت : فضحك حتى رأيت نواجذه[6] قال النووي : وأجمعوا على منع ما كان له ظل ووجوب تغييره قال القاضي : إلا ما ورد في اللعب بالبنات لصغار البنات والرخصة في ذلك[7]و لذلك أخوتاه يحرم اقتناء التماثيل إلا ما كان لصغار يلعبون به ؛ ولذلك يجوز استصناع عرائس الأطفال وصناعتها وبيعها وشراؤها [8] ،ومن الخطأ البين استدلال بعض العلماء المعاصرين بهذا الحديث على إباحة صنع التماثيل ؛ لأن هناك إجماع على تحريم صنع التماثيل ،وهذا الحديث غاية ما فيه تخصيص التماثيل التى للصغار من عموم النهي عن التماثيل ،واعلموا أخوتاه أن الصور التي في الفراش الذي يوطأ أو في السرر التي يجلس عليها أو في الوسائد فلا حرج فيها ؛ لأنها ممتهنة وقد أتت نصوص بجواز اقتنائها لا بجواز صنعها نسأل الله أن يفقهنا في ديننا وكتب ربيع أحمد طب عين شمس الفرقة السادسة الأحد 21/1/ 2007 م

[1]- انظر القاموس للفيروز آبادي مادة صور ، ومختار الصحاح مادة صور

[2]- رواه البخاري رقم 5950 ، و رواه مسلم رقم 2109 والنسائي في سننه 5364

[3]- رواه البخاري رقم 4951 ، و رواه مسلم رقم 2108 ، والنسائي في سننه رقم 5361 ، وابن ماجة في سننه رقم 2151

[4]- رواه البخاري رقم 5954 ، ورواه مسلم 2106

[5]- صححه الألباني في صحيح ،وضعيف سنن النسائي رقم 5351

[6]- رواه أبو داود في سننه رقم 4932

[7]- شرح النووي لصحيح مسلم 14/82

[8]- حاشية العدوي 2/ 424 ،والمجموع للنووي 4/443 ، المحلى لابن حزم 10/ 76 ، نيل الأوطار للشوكاني 2/88
 
أعلى