خلل منهجي في بعض الدراسات المقاصدية المعاصرة

[أبو عبد الله المصلحي]

الحمد لله :
يوجد خلل في بعض الدراسات المقاصدية المعاصرة
وخلاصته :
محاولة تفسير هؤلاء الباحثين لكلام الشاطبي وفق مدرسة المتكلمين ، وفهم الموافقات بعقلية منهج المتكلمين ..
وهذا يتنافى - تماما - مع طبيعة الموافقات ..
فهي مختلفة -بالذات والعرض- عن كتب اتجاه المتكلمين ..
فكيف يُفهم الشيء في ضوء ما يختلف عنه ؟!!!
وهو خلل وزلل في المنهج البحثي ..
لعله يتداركه من يتصدى للكتابة والتاليف في المقاصد ..
متى يفهمون ان الموافقات اتجاه مستقل في فهم الشريعة ..
مدرسة متكاملة .. لها مقوماتها ..
متى يفرقون بين الروح والجسد ..
المناهج الاصولية الاخرى ... بناء جميل محكم رصين ...
لكن روحه : هو المقاصد.
من كان استاذا جامعيا .. او طالب دراسات عليا .. فلينتبه الى هذا الخلل المنهجي ..
ولايقع فيه .. فياتي بالطوام .. كما في بعض المؤلفات المعاصرة ..
فقد وجدت القليل منهم من يفهم ما يريد الشاطبي ..
علما انه يتبجح في مقدماته وهوامشه ...
وليس له حظ من فهم الشاطبي .. سوى الثناء عليه ..
فتح الله علينا وعليكم ..
وبصرنا بعيوبنا ..

 

[أم طارق]

رد: خلل منهجي في بعض الدراسات المقاصدية المعاصرة

من كان استاذا جامعيا .. او طالب دراسات عليا .. فلينتبه الى هذا الخلل المنهجي ..
ولايقع فيه .. فياتي بالطوام .. كما في بعض المؤلفات المعاصرة ..

هلا وضحت لنا مقصودك أكثر بارك الله فيك
وضربت لنا من الأمثلة

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

رد: خلل منهجي في بعض الدراسات المقاصدية المعاصرة

الشيخ المبارك أبو عبد الله بورك فيكم
ما ذكرتموه صحيح - وفقكم الله - وهو من تأثير البناء المعرفي والتخصص عند الشراح أو القراء للكتاب وكثيرا ما يكون القاريء أو الشارح متأثراً بفكر أو مذهب أو فن فيطغى عليه في شرحه وفهمه وربما لوى النصوص وتكلف في تأويلها لتوافق ما يريد إثباته ، وقد وقع مثل ذلك في كتاب الرسالة للإمام الشافعي - رحمه الله - فعدها بعضهم من مؤلفات أصول الفقه على طريقة المتكلمين علما أن الشافعي من أكثر العلماء ذماً لعلم الكلام ، وأقواله في ذمه بلغت مبلغ التواتر .
وأما بالنسبة للإمام الشاطبي - رحمه الله - فإن كتابه الموسوم بالموافقات ليس على طريقة المتكلمين ويدل على هذا أمور :
أولاً : المقدمات التي ذكرها الشاطبي في مقدمة كتابه والتي توضح منهجه في أصول الفقه ومن هذه القواعد :
أ - قوله : ( المقدمة الثالثة : الأدلة العقلية إذا استعملت في هذا العلم؛ فإنما تستعمل مركبة على الأدلة السمعية، أو مُعِينة في طريقها، أو محققة لمناطها، أو ما أشبه ذلك، لا مستقلة بالدلالة؛ لأن النظر فيها نظر في أمر شرعي، والعقل ليس بشارع ... )
ب - وقوله : ( المقدمة الرابعة : كل مسألة مرسومة في أصول الفقه لا ينبني عليها فروع فقهية، أو آداب شرعية، أو لا تكون عونا في ذلك؛ فوضعها في أصول الفقه عارية ، والذي يوضح ذلك أن هذا العلم لم يختص بإضافته إلى الفقه إلا لكونه مفيدا له، ومحققا للاجتهاد فيه، فإذا لم يفد ذلك؛ فليس بأصل له ..)
ج - قوله : ( المقدمة الخامسة : كل مسألة لا ينبني عليها عمل؛ فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي، وأعني بالعمل: عمل القلب وعمل الجوارح، من حيث هو مطلوب شرعا ...)

ثانياً : أن الشاطبي كثيراً ما يحيل في دراسة ما يعرض له من مسائل كلامية إلى علم الكلام ولا يتكلم عنها في موضعها الأصولي وهذا دليل على فصله بينهما وأن هذا الفن ليس محلاً لدراسة المسائل الكلامية .
ثالثاً : من حيث مادة الكتاب الأصولية أقول : قد خلت من المسائل الكلامية تطبيقاً لما قرره في مقدمة الكتاب سواء في المصطلحات والحدود أو في المسائل الأصولية .
رابعاً : منهج دراسة المسائل :
الشاطبي يعتمد في الاستدلال للمسائل على أمرين :
1 - استقراء نصوص الشريعة ومسائلها .
2 - اللغة العربية .
ويمنع من الاستدلال بالعقل المجرد كما هو منهج المتكلمين بل - كما سبق في المقدمة الثالثة - يرى الشاطبي أن العقل تبع للنقل في الاستدلال وأنه لا يستقل بذلك .
وبعد :
فإن كل ما سبق لا يعني أن الشاطبي يرفض علم الكلام يدل على ذلك ما ذكره عن علم الكلام في كتابه الاعتصام - بغض النظر عن قبول ذلك أو رفضه - لكن الكلام هنا هو عن إدراج مباحث من علم الكلام في مباحث أصول الفقه .

 

[أبو عبد الله المصلحي]

رد: خلل منهجي في بعض الدراسات المقاصدية المعاصرة

الشيخ ابا حازم : بارك الله فيكم ، أظن انني لا أذهب بعيداً لو سميتك " مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ".

،،،
​

تذييل :
لا يقتصر التنبيه في اصل المشاركة اعلاه على خطا تنزيل الموافقات على منهجية اهل الكلام، بل يشمل المناهج الخارجة عن المقاصد ، فتفسير كلام الشاطبي في ضوء مدرسة اخرى وليس في ضوء المقاصد هذا هو بدء الزلل ، ومحاكمة الموافقات الى مفاهيم اخرى خارجة عن المدرسة المقاصدية هو تسور ناشئ عن فساد التصور ؛ لان المدارس لها مفاهيمها التي تعتبر مميزات لها ، والتي لو انعدمت لزالت الفوارق بين المناهج ، ولاصبحت واحدة ، فكيف يتم تخطي تلك الخصائص ؟
وانما يتم مخاطبة كل قوم باصطلاحاتهم واهم من اصطلاحاتهم هو مفاهيمهم.
بخصوص طلب المثال:
ساذكر مثالا :
ذكر بعضهم ان الشاطبي يحكم بالوجوب على كذا وكذا ، ثم راح يستدل بان الشاطبي قال ... وذكر كلاما ، حاصله الاستدلال بلفظ في النص.
وما علم هذا الباحث ان استنباط حكم الوجوب عند الشاطبي لاتكون بهذه الطريقة التي تعودنا عليها في المصنفات الاصولية غير المقاصدية ، وما درى ان استثمار الوجوب له طريقته التي شرحها في الموافقات والتي ربما لم تقع عليها عينا الباحث.

 

[محمد ابراهيم دريوش]

رد: خلل منهجي في بعض الدراسات المقاصدية المعاصرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الرائع
وفقكم الله وسدد خطاكم
أخوكم محمد دريوش