العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دروس في المقاصد الشرعية

إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
دروس في المقاصد الشرعية
"شرح كتاب الإمام"
الحمد لله الذي وقت لكل أجل كتابا ، و الشكر له على ما أولانا من نعمة دفع الارتياب و كشف الحجاب ، و الصلاة و السلام على من حاز كل فضيلة و أناب ، و على آله و صحبه و من فتح إلى الخير كل باب
أما بعد : فهذه سلسلة في علم المقاصد الشرعية .. موزعة على خمسة أبواب :​
الباب الأول : حقيقة المقاصد و أهميتها و مصطلحاتها​
الباب الثاني : مناهج أهل المقاصد مقارنة بالمناهج الأصولية و غيرها​
الباب الثالث : مدارس المقاصد​
الباب الرابع : طرق الكشف عن المقاصد​
الباب الخامس : ترجمة مسالك المقاصد و توظيفها​
تنبيه : نسير في هذا العلم سيرا وئيدا كي نصل إلى قمة الهرم بمشيئة الله و عونه..و أعتذر مسبقا إن تأخرت في الرد..و الله من وراء القصد..
 
التعديل الأخير:
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

[FONT=&quot]خامساً: المباح:[/FONT][FONT=&quot] وهو تخيير شرعي يلزم عنه انتفاء الحرج . وفي ذلك جمع لإطلاقين ذكرهما الشاطبي : حيث قال " المباح يطلق بإطلاقين : أحدهما من حيث هو مخير فيه بين الفعل والترك . والآخر من حيث يقال لا حرج فيه..." [/FONT][SUP][FONT=&quot]([SUP][1][/SUP])[/FONT][/SUP][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ومعنى التخيير الشرعي [/FONT][FONT=&quot]: تخيير المكلف في المباح بين الفعل والترك من غير مدح ولا ذم .[/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]والمباح نظير الواجب والمندوب من حيث كونه غير مطلوب الترك ، ومن حيث الكلية والدوام ،كما أنه نظير الكراهة والتحريم من حيث كونه غير مطلوب الفعل ومن حيث الكلية والدوام . [/FONT]
[FONT=&quot]على معنى : [/FONT][FONT=&quot]أنَّ المباح من حيث ذاته يستوي فيه الفعل والترك ، فليس مطلوب الفعل ولا عدمه ، فيشترك مع الأحكام الأخرى من جهة عدم طلب ترك الواجب والمندوب ، وعدم طلب فعل المكروه والمحرَّم ... فلم يقصد الشَّارع إلى طلب ترك المأمور بل طلب فعله ، ولا إلى طلب فعل الممنوع بل طلب تركه . [/FONT]​
[FONT=&quot]أما كون المباح كالأحكام الأخرى باعتبار الكلية والدوام [/FONT][FONT=&quot]: فلأنه قد يكون خادماً لأمر مطلوب الفعل ، أو مطلوب الترك ,أو لمخير فيه ....[/FONT][SUP][FONT=&quot] ([SUP][2][/SUP])[/FONT][/SUP][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]وعليه :فقد يصل تحصيل ُ المباح إلى درجة الندب أو الوجوب ،وتركه إلى رتبة الكراهة والحرمة باعتبار ما يؤول إليه من فساد أو صلاح .[/FONT]​
[FONT=&quot]وثمرة بحث الإباحة المقصودة : [/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]أنَّ المصلحة في المباح الجزئي ، وروده في التشريع على التخيير ، وفي المباح باعتباره الكلي، اقتضاؤه للأحكام التكليفية الأخرى . [/FONT] [FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]وأنَّ الوقوف عند هذا التوجيه المصلحي مقصود يجب أن يلتزمه النظر ، وأن يحتكم إليه دوما ليكون مقصوده على وفق مقصود خالقه .[/FONT] [FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]وأن يطلب لفهم هذا المراد شواهد بالاعتبار . [/FONT]
[FONT=&quot]ـــــــــــــــــــــــــــــ[/FONT]
[FONT=&quot]ش:[/FONT][FONT=&quot] أتت الإباحة في شرعنا تكملة لصرح الأحكام التكليفية ، و ليبتلى المرء فيها تعبدا بالترديد المستغرق للحال و المآل ، و الإقدام و الإحجام ، و الفعل و الترك ، و الإلزام و التخيير..
و الحاصل فيما نظم :[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ـ ترقية المباح إلى الأحكام التكليفية باعتبار الكلية..[/FONT]
[FONT=&quot]ـ تحديد مسمى الابتلاء في المباح و بيان شواهد..[/FONT]
[FONT=&quot]ـ المقارنة بين المباح و الأحكام الأخرى بقراءة مقاصدية..[/FONT]
[FONT=&quot]ـ منظومة الترديد في المباح : التردد بين رفع الحرج و التخيير..[/FONT]

http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref1[FONT=&quot]([1])[/FONT][FONT=&quot] - الموافقــات : [/FONT][FONT=&quot]1/100[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]


http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref2[FONT=&quot]([2])[/FONT][FONT=&quot] - انظر توجيه هذه المسألة بمثلها في كتاب الموافقات [/FONT][FONT=&quot]1/92[/FONT][FONT=&quot] وما بعدها . [/FONT]
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

حياكم الله شيخنا الفاضل, ونفع بكم, وجزاكم عن أمة الإسلام خير الجزاء.
التخيير الشرعي هو استواء الفعل والترك من غير مدح أو ذم, الحمد لله هذا مفهوم.
أما من حيث الكلية والدوام: فمن حيث الكلية لي مثال: أنَ تَعَلُمَ الطب من حيث الجزء هو مخيير
أما من حيث سداده لحاجيات الأمة تعتريه الأحكام الأخرى, ولكن الذي لم أستوعب كلمة " الدوام " ؟
أفيدونا يرحمكم الله, وبارك الله فيكم.​
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

مرحبا بالبار الأمير:
إنّ الدوام على المباحات قد يفوت الواجبات ، كما تركها جملة قد يفوت المنافع..
و عليه : فإني أتصور قيد الدوام في الفعل مطلقا ، و الكلية في الترك مطلقا...و قد يكونا بمعنى واحد باعتبار آخر..و الله أعلم
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

[FONT=&quot]سادساً : الأحكام الوضعية : ( الأسباب ، الموانع ، الشروط ....)[/FONT]
[FONT=&quot]من المعاني العامة و[/FONT][FONT=&quot]حِكمها المتعلقة بالخطاب الوضعي ،[/FONT][FONT=&quot] أنه لما اقتضت حكمة الشار[/FONT][FONT=&quot]ع دوام التكليف إلى قيام الساعة ،[/FONT][FONT=&quot] وكان خطابه مما يتعذر سماعه[/FONT][FONT=&quot] ومعرفته حال تعاقب الأمم ،[/FONT][FONT=&quot] لكون المشرع هو الله سبحانه وتعالى ثم رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ ف[/FONT][FONT=&quot]لا يعرف الخطاب إلاَّ بواسطة ،[/FONT][FONT=&quot] ولا يدوم تعريف الأنبياء – عليهم السلام – لعدم تخليدهم في الدنيا ... قلت : لما كان الأمر كذلك : اقتضت حكمة الباري عزّ وجل نصب أشياء لتكون علامات على أحكامه وحكمه يهتدي عندها النظر حال الالتباس أو قصد الاحتكام .[/FONT]​
[FONT=&quot] و هو ما يحقق مصلحة دوام الأحك[/FONT][FONT=&quot]ام بدوام تلك العلامات المعرفات ،[/FONT][FONT=&quot] وهي الأسباب والشروط والموانع . [/FONT]​
[FONT=&quot]فقد تقررت الأحكام ف[/FONT][FONT=&quot]ي عصر النبوة على أعيان الحوادث ،[/FONT][FONT=&quot] حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيب[/FONT][FONT=&quot] عن كل مسألة و إن تماثلت ، فيأمر بجلد الزاني ، ورجم المحصن ،[/FONT][FONT=&quot] وقطع يد السارق , وإن تماثلت الحوادث ... وهي أحكام مفيدة لمن كان حاضرا المجلس معه – صلى الله عليه وسلم –[/FONT][FONT=&quot] أما من كان غائبا ً ،[/FONT][FONT=&quot] فإنه يتعذر عليه أن يعرف حكم الله سبحانه وتعالى في كل حادثة ، أو حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم . [/FONT]​
[FONT=&quot]فكان من الحكمة الشرعية , وضع أمور[/FONT][FONT=&quot] كلية تكون معرفات لأحكام الشرع ،[/FONT][FONT=&quot]هي في قوة قوله :[/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]من زنى محصنا فارجموه .[/FONT] [FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]ومن سرق فاقطعوه [/FONT] [FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]ومن شرب [/FONT][FONT=&quot]م[/FONT][FONT=&quot]سكرا ، فاجلدوه [/FONT][SUP][FONT=&quot]([SUP][1][/SUP])[/FONT][/SUP]
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]وأن يحترم – لتمام الحكمة - شروط تقرير الأحكام ، وانتفاء موانع[/FONT][FONT=&quot]ها ،[/FONT][FONT=&quot] كدفع ا[/FONT][FONT=&quot]لشبهات ، ودرء التهم ،[/FONT][FONT=&quot] ونفي الإكـراه والتهديد ... وهو ما[/FONT][FONT=&quot] يؤكده جـمع الشرع بين المختلفات ،[/FONT][FONT=&quot] و التفريق بين المتماثلات . [/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]فمقصود الشرع من قوله تعالى : [/FONT][FONT=&quot]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭟ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭠ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭡ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭢ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭣ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭤ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭥ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭦ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭧ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭨ[/FONT][FONT=QCF_P114]ﭩ[/FONT][FONT=&quot] ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ [/FONT][FONT=&quot]ﭼ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المائدة: ٣٨[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقوله تعالى : [/FONT][FONT=&quot]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭛ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭜ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭝ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭞ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭟ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭠ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭡ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭢ[/FONT][FONT=QCF_P350]ﭣ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭤ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭥ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭦ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭧ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭨ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭩ[/FONT][FONT=&quot] ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭮ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭯ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭰ[/FONT][FONT=QCF_P350]ﭱ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭲ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭳ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭴ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭵ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭶ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_P350]ﭷ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ﭼ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النور: ٢[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]هو أن يظفر الحاذق بقاعدة كلية مفادها :" قطع السارق لكونه سارقاً, وجلد الزاني لكونه زانيا ,وأنَّ السرقة والزنا أسباب لأحكامها ، لأن الشرع ربط الحكم بالمشتق فدل على سببية ما منه الاشتقاق فَيُدرِك الحكم وسببه[/FONT][FONT=&quot] ،[/FONT][FONT=&quot] ويلحق به كل مماثل له في ذاك القدر .[/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]وعليه : فإن ورد الحكم الوضعي[/FONT][FONT=&quot] ضمن الحكم اللفظي ( التكليفي ) ،[/FONT][FONT=&quot] فإنه لا يطعن في وضعه وحكمته المقررة آنفاً. [/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]وتفصيل حكم هذا الباب : تمثيلاً لا حصراً . [/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]-أنَّ تحديد الأوقات في الصلوات هو من آثار الاعتناء بها : فلم يحل الشرع تعيين الأوقات إلى المكلفيين حتى لا يكون ذلك سبيلاً إلى التقاعس عنها و تعلة النفوس بالمطل فيها ,مما يكون مظنة لتركها .وحتى يدرأ مفاسد التش[/FONT][FONT=&quot]ويش عن أهل التكليف،[/FONT][FONT=&quot]وليكون ذلك الارتباط بين الوقت والصلاة دائماً لا يحتاج فيه المؤمن إلى تنبيه من الشارع ,فيتحقق دوام الصلاة بدوام علاماتها المعرفة لها .[/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]وأنَّ ربط الم[/FONT][FONT=&quot]شروطات بشروطها وصف مكمل لحكمها ،[/FONT][FONT=&quot] كما نقول : إنَّ الحول في ا[/FONT][FONT=&quot]لزكاة مكمل لمقتضى الملك والغنى ،[/FONT][FONT=&quot] والإحصان مكمل[/FONT][FONT=&quot] لوصف الزنا المقتضى لحكم الرجم ، والطَّهارة والاستقبال ،[/FONT][FONT=&quot] وستر العورة مكملة لفعل الصلاة أو لحكمة الانتصاب للمناجاة والخضوع [/FONT][SUP][FONT=&quot]([SUP][2][/SUP])[/FONT][/SUP][FONT=&quot] .[/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]وأن ربط طلب الأحكام بضرورة انتفاء [/FONT][FONT=&quot]موانعها ،[/FONT][FONT=&quot] لأنه لا يمكن تحقق مقصود إيقاع الأوامر أو اجتناب ال[/FONT][FONT=&quot]نواهي مع وجود ما يمنع ذلك شرعا ،[/FONT][FONT=&quot] فمقاصد الموانع عدم الإيقاع حال وجودها ، والإيقاع حال انتفائها .[/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot] فزوال العقل مثلا مانع من أصل الطلب جم[/FONT][FONT=&quot]لة ، [/FONT][FONT=&quot]و كذا الحيض والنفاس لا يتقرر معهما ام[/FONT][FONT=&quot]تثال أمر الصلاة أو دخول المسجد ، [/FONT][FONT=&quot]أو مس المصحف .....[/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]والحكمة من إقرار مانع زوال العقل :[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نوط الأحكام والامتثال بفهم الخطاب ، وعادم العقل لا يحوزه فكيف يحققه .[/FONT][SUP][FONT=&quot] ([SUP][3][/SUP])[/FONT][/SUP][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot] وثمرة ما قيل : [/FONT][FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]أنَّ الأحكام الوضعية إنَّما تقررت بحي[/FONT][FONT=&quot]ث ينشأ عنها أمور أخرى ؛[/FONT][FONT=&quot] فالأس[/FONT][FONT=&quot]باب وجدت لتتحقق عندها المسببات ،[/FONT][FONT=&quot] والشروط كذلك متممة لحِكَم [/FONT][FONT=&quot]تعلقت بمشروطاتها ،[/FONT][FONT=&quot] والموانع تنتف[/FONT][FONT=&quot]ي عندها الأحكام ، [/FONT][FONT=&quot]وتوجد بانتفائها . [/FONT] [FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]ومن [/FONT][FONT=&quot]لوازم درك حِكم الأحكام الوضعية ،[/FONT][FONT=&quot] ضرورة قصدها بالقصد الثاني حيث يكون المقصود الأول تحقيق ما ينشأ عنها من مسببات .[/FONT] [FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]وأنَّ الأحكام التكليفية [/FONT][FONT=&quot]لا تتحقق مصالحها المعتبرة شرعا ،[/FONT][FONT=&quot] ولا يكون تحصيلها موفقا إلا َّبأحكامها الوضعية[/FONT][FONT=&quot] ،[/FONT][FONT=&quot] وإن جهلت وجوه الحكم في بعض المواقع إلاَّ أنها محكمة لعلمنا بأن الشارع لا يفعل إلا صلاحا تفضلا منه سبحانه . ومما يقرر ذلك منظومة تعليل الأحكام في شرعنا . [/FONT] [FONT=&quot]-[FONT=&quot] [/FONT][/FONT][FONT=&quot]وأن يهوي المكلف إلى استثمار هذه الأحكام بحِكَمِها موافقة لمقصود الشرع . [/FONT] [FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ[/FONT]
[FONT=&quot]ش: [/FONT]
[FONT=&quot]إنّ الناظر إلى سر الارتباط بين الحكم التكليفي و الوضـعي ، ليجزم بمسلـمة الصلاح و النفع ؛ و إن غابت عنه التفاصيل..، تعلقا بما كان معهودا من حكم في تصاريف التشريع..[/FONT]
[FONT=&quot]و عليه : ـ فإنّا نقطع بحكم توقيت التكليف بأزمنة مخصوصة و أمكنة مخصوصة..و أن ذلك أدعى للامتثال دون معاودة طرق أبواب التشريع ؛ لأن كثرة التردد على الشارع مفسدة يمجها العقلاء بله المشرع الحكيم..و هي الحكمة المستفادة من تعليق الأحكام بقوانين كلية!!!!![/FONT]
[FONT=&quot] ـ و إنّا لنحرض على القراءة المقاصدية في اقتناء الأحكام التكليفية ، و هو ما أطلقت عليه : بأحكام المقاصد....[/FONT]
[FONT=&quot]ترقب مني مراجعة كاملة لهذا الجزء قبل الحديث عن القسم الثاني من حقيقة المقاصد[/FONT]

http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref1[FONT=&quot]([1])[/FONT][FONT=&quot] - ينظر : شرح مختصر الروضة : 1/412 وما بعدها [/FONT]

http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref2[FONT=&quot]([2])[/FONT][FONT=&quot] -انظر الشاطبي: المصدر السابق : 1/192 وما بعدها .[/FONT]

http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref3[FONT=&quot]([3])[/FONT][FONT=&quot] -انظر المصدر نفسه : 1/212 . [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

أسأل الله أن يتقبل مني هذا القدر الذي أمليته على المنهج الذي انتخبته..
هل إذا بئس كما

قد عسى لا إنما
من إلى في ربما
هكذا سلمك الله قل الشعر
لتبقى سالما
هكذا لن تشهق الأرض
و لن تهوي السما
هكذا لن تصبح الأوراق أكفانا
و لا الحبر دما
هكذا وضح معانيك
دواليك دواليك
لكي يعطيك واليك فما
وطني يا أيها الأرمد
ترعاك السما
أصبح الوالي هو الكحال
فابشر بالعمى
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

إلى من أحبه في الله
حياك الله شيخنا الفاضل, لست بمن حاول الشعر ولا قربته يوما, ولكني وجدت نفسي أكتب ارتجلا لما قرأت وأحسبه أمر جلل,
أولعله تلاقي الأرواح أو هو حبا في مُحيّاك, فاقبلها مني وإن أخطأت في فهم قولك, أو فيما بدا مني لقصر فهمي فعذرا فأنتم أهلا لذاك.
يا من اشتـاقَ إليه القلـبُ, اللهُ حيـــــّــــــاك
ومن تتطلـع عـيناه حنيـنا لرُأيـــــــَـــــــــاك
وترتجـف أركانـُه بسماع تحيـيـَـــــــــــــاك
وتاقت نفسه شوقـا لمجالـس ذِكــــــــــراك
أخافني ما قرأت, عُـمري فــــــــــــــــــداك
أهو تنويهٌ على ختم ما بدأناه وإيــــــــاك؟
أم ثمة خطبٌ أم هو أمـرٌ كـــــــــــــــــــذاك
الذي لم يرعَ لشيخه قدرا, الله عـَــــــــــلاك
بذكر اسمه واسم نبيه بين الخلائق فحماك.
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

حفظ الله لسانك ، و تأيّد بالمعجز بيانك...شيخ الأمراء
من الوجوه التي يحتملها التقرير السابق :
ـ أني رقمت رسوما سكت عنها الناقد الشرعي ، و أعرض المبتدئ فيها عن السؤال : و معلوم أن السكوت لا يدل على التوفيق دوما..
ـ أو أن ما كتب لا يرقى إلى مستوى المتشوفين و المتخصصين..
و ليس من لوازم ذلك الإعراض و الإحجام ، و إني ماض على هذا المهم حتى يظهره الله..
إذا استطعت شيخ أمير أن تحول لي مقاصد ابن عاشور من ب د ف إلى الوورد ، فافعل حتى أستمر في العقد المنثور إن شاء الله..
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

شيخنا الفاضل حياكم الله.
سألت أهل الاختصاص فيما طالبتني به, فقالوا لي أنه أمر يكاد يكون مستحيلا على الأقل في الوقت الحالي,
ذلك أن كتاب ابن عاشور هو ملف مصور (image) وإن كان بصيغة ب د ف, فلو حوّل إلى صيغة الوورد بقي صورة لم يتحول إلى كتابة إلكترونية,
بمعنى أن كل ملف كان بصيغة الورود (كتابة إلكترونية) ثم حوّل إلى صيغة ب د ف, أمكن اعادته إلى صيغة الوورد (كتابة إلكترونية),
خلاصتها: إذا كان الملف مصورا لا يتحول كتابة إلكترونية, على الأقل فيما توصل إليه العلم حاليا, والله أعلم.
أعذرني سيدي لعدم مقدرتي على تلبية مرادكم, لاتنسونا من دعائكم, حفظكم الله.
 
إنضم
7 يوليو 2010
المشاركات
3
الكنية
أبو عبدالله
التخصص
هندسة
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

حفظك الله يا دكتور و جزاك خيرا على ما تضيء به عقولنا من علم نافع . عندي استفسار ، ما معنى قولكم :"وهو ما يؤكده جـمع الشرع بين المختلفات ، و التفريق بين المتماثلات " ؟
 
إنضم
16 أبريل 2010
المشاركات
187
التخصص
إنجليزية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

حفظ الله لسانك ، و تأيّد بالمعجز بيانك...شيخ الأمراء
من الوجوه التي يحتملها التقرير السابق :
ـ أني رقمت رسوما سكت عنها الناقد الشرعي ، و أعرض المبتدئ فيها عن السؤال : و معلوم أن السكوت لا يدل على التوفيق دوما..
ـ أو أن ما كتب لا يرقى إلى مستوى المتشوفين و المتخصصين..
و ليس من لوازم ذلك الإعراض و الإحجام ، و إني ماض على هذا المهم حتى يظهره الله..
إذا استطعت شيخ أمير أن تحول لي مقاصد ابن عاشور من ب د ف إلى الوورد ، فافعل حتى أستمر في العقد المنثور إن شاء الله..
شيخنا الكريم
هل نفهم من كلامكم هذا أنكم تريدون أن تتوقفوا في كتابة هاته الدروس النافعة؟
لا حرمنا الله الانتفاع من علمكم
الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
ستؤتي كلماتكم ودروسكم أكلها عاجلا أم آجلا
شيخنا الكريم هل كان الشيخ الشاطبي يتوقع كل تلك الحفاوة بكتابه (الموافقات) بعد قرون من وفاته رحمه الله ونفعنا بعلمه وبركته
والشيخ بديع الزمان النورسي كان يرسلها إشعاعات نورانية من السجن زمن اتاتورك وبعد عقود تحيا كلمات النورسي ويموت اتاتورك بتعفناته وكفرياته
وغيرهم كثير
أمثال هؤلاء شيخنا الكريم يملؤوننا شجاعة وعلما واندفاعا وتفاؤلا أن تأصيلكم العلمي لعلوم الشرع سيؤتي أكله بإذن الله
والله شيخنا الكريم في معظم المجالس نذكر الناس بمثل هذه المعاني وهو فهم مقصود الشرع وسبر أغوار النصوص
وعلى هذا الأساس ننتظر بقية دروسكم لنجعل منها مذكرات نحتفظ بها وتؤتي أكلها حين يشاء الله
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

حفظك الله يا دكتور و جزاك خيرا على ما تضيء به عقولنا من علم نافع . عندي استفسار ، ما معنى قولكم :"وهو ما يؤكده جـمع الشرع بين المختلفات ، و التفريق بين المتماثلات " ؟
آمين ، آمين ، آمين..
شيخنا محمد // " الجمع بين المختلفات ، و التفريق بين المتماثلات " وصف من أوصاف الشريعة الإسلامية ، و هو الجزء الثالث من حقيقة المقاصد..
و فيه : سأبين أن الشرع يجمع بين المتشابهات إذا حقق الجمع مصلحة المكلفين ، فإن أدى إلى مفسدة فرق..و كذلك الشأن بالنسبة للتفريق بين المختلفات...
سأشرح هذه المسألة تفصيلا عندما نصل إليها ، و سأنبهك عليها إن شاء الله..حفظكم الله و نفع بكم
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

شيخنا الكريم
هل نفهم من كلامكم هذا أنكم تريدون أن تتوقفوا في كتابة هاته الدروس النافعة؟
لا حرمنا الله الانتفاع من علمكم
الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
ستؤتي كلماتكم ودروسكم أكلها عاجلا أم آجلا
شيخنا الكريم هل كان الشيخ الشاطبي يتوقع كل تلك الحفاوة بكتابه (الموافقات) بعد قرون من وفاته رحمه الله ونفعنا بعلمه وبركته
والشيخ بديع الزمان النورسي كان يرسلها إشعاعات نورانية من السجن زمن اتاتورك وبعد عقود تحيا كلمات النورسي ويموت اتاتورك بتعفناته وكفرياته
وغيرهم كثير
أمثال هؤلاء شيخنا الكريم يملؤوننا شجاعة وعلما واندفاعا وتفاؤلا أن تأصيلكم العلمي لعلوم الشرع سيؤتي أكله بإذن الله
والله شيخنا الكريم في معظم المجالس نذكر الناس بمثل هذه المعاني وهو فهم مقصود الشرع وسبر أغوار النصوص
وعلى هذا الأساس ننتظر بقية دروسكم لنجعل منها مذكرات نحتفظ بها وتؤتي أكلها حين يشاء الله
أحسن الله إليك شيخنا بغداد : أنا دون ذلك بكثير..ودروس المقاصد لن أتوقف عنها إن شاء الله..فنحن من أمة لايشقى فيها الجليس..
حفظكم الله و نفع بكم البلاد و العباد..
 

أسامه يحيى هاشم

:: متخصص ::
إنضم
13 مارس 2009
المشاركات
99
التخصص
اقتصاد إسلامي
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
شافعي العبادات حنبلي المعاملات
رد: دروس في المقاصد الشرعية

ما شاء الله عليكم ..
في فقه المقاصد لا ينبري له اليوم إلا مالكي .
.
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

ما شاء الله عليكم ..
في فقه المقاصد لا ينبري له اليوم إلا مالكي ..

أسأل الله أن يجعلكم من أئمة هذا الفن ، و يجعلنا ممن يرد حياضه..
 
إنضم
16 مارس 2011
المشاركات
69
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
المسيلة -سيّدي عامر-
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

صدق الغالي،في تحليته للمذهب المالكي،إلا أنّ الخير لا يحجر...
 
إنضم
16 مارس 2011
المشاركات
69
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
المسيلة -سيّدي عامر-
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

إن متتبع شيخنا الفاضل أعانكم الله!!!
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

شكر الله لك شيخنا الفاضل وأعانك على إكماله ، فقد طرقت علما دقيقا ، يوفر لطالب العلم كثيرا من الجهد والوقت وكثيرا من الثمر ، وكفى باستقامة الفهم ثمرة وإن لم يورثه ، فما أحوجنا اليوم إلى استقامة التفكير ، فكيف بعلم يستقيم معه الفهم !
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم //// فتح الله عليكم كل باب ، و زودكم من العلوم باللباب...

 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

إليك تلخيص ما سبق :
ـ سيقت المقدمة لتحصيل مراتب الحسن في الابتداء..
ـ و ثنيت بذكر الأبواب الكلية لهذا الشرح.
ـ و كان السير في تقرير المسائل على بئس العير .
ـ و لم ألتزم بتيسير العبارة ـ كما وعدت ـ لأنّ الطباع تأبت..
ـ عرفت المقاصد باعتبارين :
بالهيئة الاجتماعية : الحاوية لـ : " أحكام المقاصد ، و مقاصد الأحكام ، و أوصاف الشريعة "
ـ أحكام المقاصد : بيان للهيئة الشرعية التي قصدها الشارع حال امتثال المكلف..، و أن الجهل بها يورث إثما...و هي على النظم التالي :
* تقرير الإيجاب في الواجب و إيقاعه على سبيل الدوام بشرط الاعتقاد .
* تقرير الإيجاد في المندوب ، و عدم اعتقاد الإيجاب حال المداومة عليه .
* أن حكم الوجوب والندب يدور مع الصلاح ودرء الفساد وجودا وعدماً .
* أن يحقق المكلف مقاصد الخالق من المأمورات الإلزامية أو عدمها : فلا يقصد إلى اعتقاد الوجوب حال المداومة على المندوب ، ولا يهجر المندوب بحجة عدم الوجوب ، وعليه موافقة للمقصود أن يقرر في الندب الوجود .
* وأن درك مقصود الأحكام واجب على الدوام تحقيقا لثمرات الخطاب.
* وأما مسالك الفهم ، فمتوقفة على المستندات الشرعية أو الاكتفاء – حال عدمها -بمعاشرة التشريع واستقراء ما يقرر الوجود والمشروعية .
* و أنَّ حكم الكراهة والتحريم يدور مع النفع والضرر إثباتاً ونفيا .
* و أتت الإباحة في شرعنا تكملة لصرح الأحكام التكليفية ، و ليبتلى المرء فيها تعبدا بالترديد المستغرق للحال و المآل ، و الإقدام و الإحجام ، و الفعل و الترك ، و الإلزام و التخيير..
* و أنَّ الأحكام الوضعية إنَّما تقررت بحيث ينشأ عنها أمور أخرى ؛ فالأسباب وجدت لتتحقق عندها المسببات ، والشروط كذلك متممة لحِكَم تعلقت بمشروطاتها ، والموانع تنتفي عندها الأحكام ، وتوجد بانتفائها . -ومن لوازم درك حِكم الأحكام الوضعية ، ضرورة قصدها بالقصد الثاني حيث يكون المقصود الأول تحقيق ما ينشأ عنها من مسببات .
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في المقاصد الشرعية

أدلة ما تقرر من ثمرات في هذا الباب
من أولويات فهم الخطاب ، العلم بالأحكام الشرعية على الوجه الذي قصده الشارع سبحانه جملة وتفصيلا , وإقامة الدليل القاطع على ما قصد ؟ تأهبا بالغاية الملحوظة في جميع أحوال التشريع أو معظمها ...ولابدَّ لهذا الدليل أن يتجاوز حدود المنقول وما يجري مجراها , ليستقر عنده المعقول .​
وذلك على الوجوه التالية :
أولا : لوازم أدلة المنقول :
1- قول الله تعالى : [فلنسئلنّ الذين أرسل إليهم و لنسئلنّ المرسلين ] الأعراف: ٦
تدل الآية على أنَّه من لوازم إرسال الرسل إجابتهم بإيقاع مقتضى ما أمروا به تبليغا , وترك مقتضى ما نهـوا عنه. وقد سيق الموصـول للدلالة على التعليل المحقق للمقصد المذكور.​
2-ومن أدلة مقاصد دوام إيقاع المأمورات , واجتناب المنهيات , قوله تعالى[ إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دآئمون]المعارج: ٢٢ - ٢٣. وقوله تعالى :[الذين يقيمون الصلاة ]النمل: ٣, وإقامة الصلاة بمعنى الدوام عليها , بهذا فسرت حيث سيقت,وقد دل على ذلك نصوص التشريع وأفعال النبوة والصحابة رضوان الله عليهم . ولو لا وجوب الدوام عليها لما فقهنا حقيقة ثقلها في قوله تعالى :[و إنّها لكبيرة إلا على الخاشعين]البقرة: ٤٥
ومن قصد الدوام: وضع التكاليف على مقتضى العدل الوسط , وإسقاط المشقة بالنهي عن الغلو والتشديد في قوله – صلى الله عليه وسلم –: "إنَّ هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقى "[SUP] ([SUP][1][/SUP])[/SUP]​
1-ويلتمس قصد الإيقاع والترك أمراً و نهياً من نصوص الوعد والوعيد.
-كقوله تعالى:[ ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون ]النحل: ٣٢
وقوله تعالى :[ فلنذيقنّ الذين كفروا عذابا شديدا ]فصلت: ٢٨
وقوله تعالى :[ و أن ليس للإنسان إلا ما سعى]النجم: ٣٩
4-ومن الأدلة : قوله تعالى:[أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثا و أنّكم إلينا لا ترجعون ]المؤمنون: ١١٥. وقوله تعالى :[..فويل للذين كفروا من النّار ]ص: ٢٧
وعليه:فلو لم تكن الأحكام مقصوداً إلى إيقاعها والتكليف بها لكان وضعها عبثا.​
5-ومن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم الدَّالة على هذه المقاصد وأفعال صحابته :​
- ما جاء في الصحيح[2] : أنَّه عليه الصلاة والسلام خرج على أبّي بن كعب وهو يصلي فقال عليه الصلاة والسلام : " يا أبيّ " فالتفت إليه و لم يجبه ، و صلى فخفف ثم انصرف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أبيّ ، ما منعك أن تجيبني إن دعوتك ؟ " فقال: يا رسول الله كنت أصلي. فقال : " أفلم تجد فيما أوحي إليَّ :" يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله و للرّسول إذا دعاكم لما يحييكم "الأنفال: ٢٤قال : بلى يا رسول الله , ولا أعود إن شاء الله [SUP]([SUP][3][/SUP])[/SUP].​
- يدل هذا الحديث على طائفة من الأحكام والحكم والمناهج :​
- يدل على ضرورة امتثال الأمر بإيقاعه و إن على مقتضى ظاهره.​
- وفيه إشارة إلى النظر لمجرد الأمر وإن كان ثمة معارض .​
وفيه : تقرير لمنهج مالك – رحمه اللَّه – في تفسير النصوص الجزئية على مقتضى التأصيلات الكلية.​
على معنى: أنَّه وإن كان الاحتكام إلى ظاهر مقام التعبد والالتجاء متشوف، فإنَّ العدول إلى إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم أشوف إن دل عليه دليل من القرآن الكريم بدليل إشارة النبي صلى الله عليه و سلم إلى خلاف ما اعتقده أبيّ – رضي الله عنه – من أنَّ الاستجابة للنداء يعارض مقاصد الخالق عزَّ وجل والمتمثلة في قوله تعالى :ﭖ ﭗ ﭘ البقرة: ٢٣٨
_ وفي أبي داوود : أنَّ ابن مسعود جاء يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم –يخطب فسمعه يقول :" اجلسوا ", فجلس بباب المسجد , فرآه – النبي صلى الله عليه وسلم فقال له " تعال يا عبد الله ". ... وسمع عبد الله بن رواحه رسول الله وهو بالطريق يقول: " اجلسوا " فجلس بالطريق ، فمرَّ به عليه الصلاة والسلام فقال:"ما شأنك"؟فقال سمعتك تقول : اجلسوا. فقال له : " زادك الله طاعة " [SUP]([SUP][4][/SUP])[/SUP].​
وفيه : دليل معتبر لوجوب امتثال الأوامر ,واجتناب النواهي وإن تصور العقل عدم ذلك باعتبار تلك المقامات . وطاعة المكلف فيما لا حرج في تركه تعويد للنفس بالتزام ما فيه حرج في تركه , وهو من مقاصد النبوة . دل على ذلك حديث صلاة العصر في بني قريظة[SUP] ([SUP][5][/SUP])[/SUP] .​
- ومن ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم . " إنَّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها , وحد حدودا فلا تعتدوها , وعفا عن أشياء رحمة بكم لا عن نسيان فلا تبحثوا عنها " [SUP]([SUP][6][/SUP])[/SUP].​
ووجه الاستدلال بالحديث على المحدود بيِّن من حيث الالتزام بما أمر أو نهى أو خير على الوجه المقصود فيما أدركت علله أو خفيت على الناظرين.​

([1]) - رواه البيهقي، كتاب الصلاة، باب القصد فى العبادة والجهد فى المداومة رقم : 4520.

[2]- صحيح البخاري ك: التفسير ج4 ص1704 ح:4370.
([3])-هذه عبارة الشاطبي – وقد تكون منتقدة – فيما ظهر لي –لأنه لا معارض حال النظر لمجرد الأمر.بل هناك ما يشير إلى ضرورة تكريسه –ففي قوله تعالى :[FONT=QCF_BSML]ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P179] ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] الآية شهادة على وجوب الالتزام بظاهر الأمر.
([4])- رواه عبد الرزاق، كتاب الجمعـة، باب جلوس الناس حين يخرج الامام رقم: 5367،
([5]) -رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب صلاة الطالب والمطلوب راكبا وإيماء، رقم: 946، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب المبادرة بالغزو وتقديم أهم الأمرين المتعارضين، رقم: 1770.
([6]) - رواه البيهقـي، كتاب الضحايا، باب ما لم يذكر تحريمه ولا كان فى معنى ما ذكر تحريمه مما يؤكل أو يشرب، رقم: 20217.

 
التعديل الأخير:
أعلى