العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد..
فهذه دروس ميسرة في علم مصطلح الحديث نشرح فيه متن المختصر من نخبة الفكر للشيخ العلامة عبد الوهاب بن أحمد بن بركات الشافعي رحمه الله أسأل الله أن يتمها على خير وأن ينفع بها إنه سميع مجيب.

( الدرس الأول )

مقدمة


مصطلح الحديث: قواعد يعرف بها حال السند والمتن من حيث القبول والرد.
وفائدته: معرفة المقبول والمردود من الأحاديث.
بمعنى أن الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ويتناقلها الناس ليست كلها صحيحة وثابتة عنه بل فيها ما هو كذب صريح، وفيها ما هو مشكوك فيه لا تطمئن النفس إليه، فاحتجنا إلى علم نعرف به المقبول والمردود من الأحاديث فمن أجل ذلك وضع العلماء علم مصطلح الحديث.
ووظيفة هذا العلم بيان حال شيئين:
أولا: حال السند.
ثانيا: حال المتن.
مثال: قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ).
فالسند هو قول الإمام البخاري: حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا سفيان، قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي، أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي، يقول: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على المنبر ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
والمتن هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.
فالمتن هو: نفس الحديث، والسند هو: سلسلة الرواة الموصولة إلى المتن، أي رجال الحديث.
فمصطلح الحديث يعطي القواعد التي يتمكن بها من معرفة حال السند: هل هو مقبول أو مردود، ومن معرفة حال المتن: هل هو مقبول أو مردود.
مثال: هنالك قاعدة في هذا العلم تقول: إذا كان في سند راو ضعيف الحفظ فيرد السند.
فنطبق هذه القاعدة على الأحاديث لنعرف حالها.
مثال: قال الإمام البزَّار في مسنده: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: نا كَيْسَانُ أَبُو عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا صُمْتُمْ فَاسْتَاكُوا بِالْغَدَاةِ وَلَا تَسْتَاكُوا بِالْعَشِيِّ فَإِنَّ الصَّائِمَ إِذَا يَبِسَتْ شَفَتَاهُ كَانَ لَهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).
فلما بحثنا في الكتب التي تبين حال الرواة وجدنا الآتي: قال الحافظ ابن حجر في كتابه تقريب التهذيب: كيسان القصار أبو عمر الفزاري ضعيف.
ومعنى قولهم في فلان ضعيف هو أنه ضعيف حفظه.
فيكون إسناد الحديث ضعيفا، والضعيف من قسم المردود، وبالتالي لا يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ... إلخ.
فتلخص أن مصطلح الحديث هو قواعد يعرف بها حال السند والمتن من حيث القبول والرد، وفائدته معرفة المقبول والمردود من الروايات، لنأخذ المقبول ونترك المردود.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو المقصود بمصطلح الحديث وما هي فائدته ؟
2- ما المقصود بالسند والمتن ؟
3- اذكر قاعدة من قواعد مصطلح الحديث ؟

( تدريب )

قال الإمام مسلم في صحيحه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( آيَةُ الْمُنَافِقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ الْمُؤْمِنِ حُبُّ الْأَنْصَارِ ).
بين السند والمتن ؟

 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

الباب الأول في المرفقات.
 

المرفقات

  • الباب الأول.pdf
    144.4 KB · المشاهدات: 0
إنضم
14 أبريل 2009
المشاركات
97
التخصص
الهندسة
المدينة
هامبورغ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

بارك الله فيكم على هذا الأسلوب القيم، الشرح والأمثلة والتدريب، ونفعنا بعلمكم
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الدرس السادس)

أسباب ردّ الحديث- الانقطاع

قد علمت أنَّ حديث الآحاد منه ما هو مقبول ومنه ما هو مردود، ونريد أن نبين الأسباب التي من أجلها يرد الحديث.
فمن هذه الأساب عدم اتصال السند.
واتصال السند هو: أن يكون كل راو قد أخذ الحديث ممن فوقه من أول السند إلى منتهاه.
مثال: قال الأمام البخاري: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ).
فهذا السند متصل فالبخاري قد سمع الحديث من مكي، ومكي سمعه من يزيد، ويزيد قد سمعه من سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، وسلمة سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون السند متصلا لا يوجد فيه أي انقطاع.
فمعنى عدم اتصال السند هو: وجود انقطاع فيه.
وأنواع انقطاع السند أربعة هي:
1- الـمُرْسَلُ وهو: ما نسبه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أي هو أن يقول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو فعل كذا، فهذا غير متصل؛ لأن التابعي هو من لقي الصحابي ولم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف عرف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا أو فعل كذا ؟
مثال: روى الإمام عبد الرزاق في كتابه المصنف عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( كَانَ إِذَا صَعِدَ الْمِنْبَرَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ).
فعطاء بن أبي رباح تابعي وقد نسب هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير أن يذكر الواسطة التي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فحينئذ يكون إسناد هذا الحديث ضعيفا لوجود انقطاع في السند إذْ المفروض أن يقول عطاء حدثني فلان من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صعد....
2- الـمُعَلَّقُ وهو: ما حذف من أول سنده راو فأكثر.
أي هو أن يحذفَ المصنفُ صاحب الكتاب راويا أو أكثر من بداية السند بأن يحذف شيخه فقط، أو شيخه وشيخ شيخه، وقد يحذف السند كله ويقول مباشرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا.
مثال: قال الإمام الترمذي في سننه: وَيُرْوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (فِي الأُضْحِيَّةِ لِصَاحِبِهَا بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ ) فهنا المصنف وهو الترمذي حذف السند كله وذكر الحديث مباشرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3- الـمُعْضَلُ وهو: ما سقط من سنده راويان فأكثر على التوالي.
مثال: قال الدارمي في سننه: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا، أَجْرَؤُكُمْ عَلَى النَّارِ ).
هذا حديث معضل لأن عبيد الله بن أبي جعفر من أتباع التابعين توفي سنة 136 هـ فأدنى ما يكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم واسطتان أي يكون هكذا: عبيد الله بن أبي جعفر- عن فلان- عن فلان- عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو مردود لوجود انقطاع شديد في سنده.
4- الـمُنْقَطِعُ وهو: ما سقط من سنده راو فأكثر من غير توال وكان السقط في أثناء السند.
أي أن المنقطع هو الذي حصل في سنده سقط مما لا يشمله اسم المرسل والمعلق والمعضل.
ومعنى أثناء السند أي ما ليس في أوله فيكون معلقا أو آخره فيكون مرسلا.
مثال: أخرج الإمام أبو داود قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مِجْلَزٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَنَ مَنْ جَلَسَ وَسْطَ الْحَلْقَةِ).
أبو مِجْلَز واسمه لاحق بن حميد البصري تابعي لكنه لم يدرك حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فيكون الحديث منقطعا وقد سقط من السند رجل بين أبي مجلز وحذيفة ، وكما ترى أن هذه الصورة لا ينطبق عليها اسم المرسل لأن التابعيَّ أبا مجلز لم ينسب الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، ولا ينطبق عليها اسم المعلق لأنه لم يسقط رجل في أول السند من جهة المصنف أبي داود، ولا ينطبق عليها اسم المعضل لعدم حذف رجلين على التوالي.
وإذا أردنا أن نقرب الأنواع السابقة نفرض أن بين المصنف وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة رواة وننظر كيف يتصور الانقطاع:
1-المصنف-؟- 2- 3 - النبي صلى الله عليه وسلم ( معلق ).
2- المصنف-1- ؟- 3 - النبي صلى الله عليه وسلم ( منقطع ).
3- المصنف-1- 2- ؟ - النبي صلى الله عليه وسلم ( مرسل ).
4- المصنف-؟- ؟- 3 - النبي صلى الله عليه وسلم ( معلق ومعضل). فهذه صورة اجتماع لهما.
5-المصنف-1- ؟- ؟ - النبي صلى الله عليه وسلم ( معضل ). ولا يكون مرسلا لأن المرسل ما سقط منه الصحابي فقط.
6- المصنف-؟- 2- ؟ - النبي صلى الله عليه وسلم ( معلق ). ولا يكون مرسلا لأن المرسل ما سقط منه الصحابي فقط.
7- المصنف-؟- ؟- ؟ - النبي صلى الله عليه وسلم ( معلق ومعضل ).
وأما إذا ورد السند هكذا: المصنف-1- 2- 3 - النبي صلى الله عليه وسلم فـهو ( متصل ).
وهذه قاعدة: ( متى وجد انقطاع في سند يرد ذلك السند ).
فتلخص أنه يشترط في قبول الحديث اتصال سنده فإن لم يكن متصلا بأن كان مرسلا أو معلقا أو معضلا أو منقطعا فهو مردود.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو المرسل ؟
2- ما هو المنقطع ؟
3- ما هو المعلق والمعضل ومتى يجتمعان ومتى يفترقان ؟

( تدريب )

عين نوع الانقطاع في الأسانيد التالية:
1- قال الإمام البخاري في صحيحه: وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ- أي نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلاَ مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ) .
2- قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نُمَيْرِ بْنِ عَرِيبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الغَنِيمَةُ البَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ ).
قال الإمام الترمذي: عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ .
3- قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ «فَسَكَتَ» ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: (لَا، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ , لَوَجَبَتْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}.
قال الإمام الترمذي: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا ( هو الإمام البخاري ) يَقُولُ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ لَمْ يُدْرِكْ عَلِيًّا.اهـ.
4- قال الإمام الدارمي في سننه: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ، وَإِضَاعَتُهُ، أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ).
قال الإمام الترمذي في سننه: وَيُقَالُ: لَمْ يَسْمَعِ الْأَعْمَشُ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَلَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَظَرَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُهُ يُصَلِّي.اهـ


 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الدرس السابع)

الانقطاع الخفي

قد علمت أنَّ من أسباب رد الحديث هو عدم اتصال السند، وأنه يشمل أربعة أنواع: المرسل والمعلق والمعضل والمنقطع.
فهذه الأنواع تندرج تحت قسم الانقطاع الظاهر وهو: الذي يكون مكشوفا للناظر في السند لا يخفى عليه.
وهنالك قسم آخر يسمى بالانقطاع الخفي وهو لا يدرك بسهولة بل يبدو للناظر من أول وهلة أنه متصل مع أنه ليس كذلك وهو يشمل نوعين:
1-الـمُدَلَّسُ. 2- الـمُرسَلُ الخفيُّ.

ولنبدأ بالأول فالتدليس هو: أن يروى الراوي عمن سمع منه حديثا لم يسمعه منه بصيغة موهمة للسماع.
وهذا كلام يحتاج لتوضيح فنقول: إذا قال زيد حدثني عمرو أو أخبرني أو سمعته يقول كذا فالمعنى فيها واحد وهو أن زيدا قد سمع عمرا يقول كذا فنقل عنه كلامه، فهذه الصيغ ( حدثني وأخبرني وسمعت ) صريحة في سماع بعض الرواة من بعض وتدل على اتصال السند.
ولكن هنالك بعض الرواة- سامحهم الله- لجئوا إلى طريقة ملتوية وهي أن يروي عن شيخه بعض الأحاديث التي لم يسمعها منه بل سمعها من غيره ثم لا يذكر ذلك الغير في السند بل يذكر شيخه ليوهم الناس أنه قد سمع ذلك الحديث من شيخه وهو لم يسمعه.
مثل: أن يسمع زيد من عمرو بعض الأحاديث، فيقول سمعت عمرا يقول كذا فهذا صريح في السماع ولا إشكال فيه، وأحيانا يسمع زيد من بكر يحدثه حديثا عن عمرو، فيأتي زيد ويحذف من السند بكرا ويجعله عن عمرو فهذا هو التدليس.
أي أن السند المفروض أن يكون هكذا: قال زيد: حدثني بكر قال: حدثني عمرو، ولكنّ زيدا أسقط بكرا وقال عن عمرو. فيأتي الناظر فيظن أن زيدا قد سمع هذا الحديث من عمرو وهو لم يسمعه منه في الواقع بل سمعه عنه بواسطة بكر.
والتدليس له أغراض متعددة فأحيانا يسقط المدلس الواسطة لأنه صغير في السن فيستحي أن يذكره كشيخ له وأحيانا يسقطه لأنه ضعيف الحفظ مثلا، فيأتي الناظر في الحديث فيجد الإسناد عبارة عن رجال ثقات فيتبادر لذهنه أن السند نظيف فيبادر للحكم بصحة الحديث بينما في واقع الأمر هنالك في السند رجل ضعيف مخفي ولذا كان التدليس من الانقطاع الخفي.
والفرق بين التدليس والكذب هو أن الراوي لم يقل سمعت أو حدثني أو أخبرني لأنه إن قالها فهو كاذب، بل قال ( عن فلان ) وهذه الكلمة لا تدل صراحة على أنه سمعه منه فلذا قلنا بصيغة موهمة للسماع أي هي عادة ما تستعمل للسماع ولكنها ليست صريحة في ذلك، ولذا لو أن تلميذ زيد قال له هل سمعت هذا الحديث من شيخك عمرو ؟ للزمه أن يقول لا بل سمعته عن رجل عن شيخي لأنه لم يعد أمامه سوى أن يقول هذا فإنه إن قال غير ذلك فهو كاذب لا عبرة بأحاديثه.
مثال: قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ الأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا ).
أبو إسحاق السَّبِيعي مدلسٌ وهذا الحديث لم يسمعه من البراء بن عازب رضي الله عنه رغم أنه قد سمع منه أحاديث أخر وإنما سمعه من رجل يسمى بأبي داود الأعمى وهو متهم بالكذب، ولكن كيف عرفنا أنه قد سمعه من أبي داود الأعمى ؟ الجواب: لأنه قد جاء من طريق آخر يكشف هذا الأمر فقد روى ابن أبي الدنيا في رسالة له اسمها الإخوان من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن أبي داود قال: دخلت على البراء بن عازب فأخذت بيده فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من مسلمين يلتقيان .... ) فذكر الحديث.
فهذا الحديث مُدلَّسٌ، والحديث المدلس هو: الذي وقع من أحد رواته التدليس.
وحكم الحديث المدلس هو: أنه إن صرح الراوي الذي اتهمه العلماء بالتدليس بالتحديث بأن قال: سمعت أو حدثني أو أخبرني فيقبل حديثه أي يعتبر أنه متصل السند، وإن قال: عن فلان فلا يقبل حديثه.
وأما المرسل الخفي فهو: أن يروي الراوي عمن عاصره ولم يَلْقَه، أو لقيه ولم يسمع منه حديثا بصيغة موهمة للسماع. فالفرق بين التدليس والإرسال هو أن المدلِّسَ قد سمع ممن روى عنه بعض الأحاديث ولكن هذا الحديث بخصوصه لم يسمعه منه وإنما أخذه بواسطة، بينما في الإرسال الخفي يكون الراوي لم يسمع ممن روى عنه أي شيء بل إما أن يكون عاش معه في نفس العصر ولم يلتقيا إطلاقا كأن يكون أحدهما في الشرق والآخر في الغرب وإما أن يكون التقى به ورآه ولكنه لم يسمع منه أي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كي يرويه عنه.
مثال: قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، وَهَنَّادٌ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، وَأَبُو عَمَّارٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ) ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هِيَ إِلَّا أَنْتِ؟ فَضَحِكَتْ.
قال الإمام الترمذي: وسَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ- هو الإمام البخاري وهو شيخ الترمذي- يُضَعِّفُ هَذَا الحَدِيثَ، وقَالَ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ. اهـ.
فرواية حبيب عن عروة مرسلة إرسالا خفيا لأنه عاصره لكنه لم يسمع منه.

ولهذا كان الإرسال الخفي من الانقطاع الخفي لأن ما دام أنه قد عاصره أو رآه وقال الراوي عن فلان فالظاهر أنه قد سمع منه ولكن نص الأئمة الكبار كالبخاري كشف لنا أنه لم يسمع منه فهذا إرسال وليس تدليس وقد علمت الفرق بينهما.
وحكم رواية المرسل إرسالا خفيا هو الرد وعدم القبول لانقطاع السند إلا أن يقوم الدليل على أنه قد سمع منه.
فتلخص أن الانقطاع نوعان: ظاهر وهو: الذي يكون واضحا بسبب أن الراوي لم يدرك عصر من روى عنه فيعرف الانقطاع حينئذ من معرفة تاريخ الولادة والموت وهو أربعة أنواع: المرسل والمعلق والمعضل والمنقطع.
وخفي وهو يشمل التدليس والإرسال الخفي والفرق بينهما هو ثبوت السماع في التدليس دون الإرسال.

( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هو المدلس وما هو المرسل ؟
2- ما الفرق بين التدليس والإرسال الخفي ؟
3- ما الفرق بين الانقطاع الظاهر والانقطاع الخفي ؟

( تدريب )

قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَا يُؤَذِّنُ إِلَّا مُتَوَضِّئٌ ).
قال الإمام الترمذي: وَالزُّهْرِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. اهـ
هل هذا الحديث مُدلَّس أو مرسل إرسالا خفيا ولم ؟

 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

789680612.jpg
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو المرسل ؟
المرسل: ما نسبه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم/ فحذف منه الصحابيّ

2- ما هو المنقطع ؟
ما سقط أثناء سنده راو فأكثرمن غير توالي

3- ما هو المعلق والمعضل ومتى يجتمعان ومتى يفترقان ؟
المعلق: ما حذف من أول السند
المعضل: ما حذف من السند راويان فأكثر على التوالي
يجتمع المعلق والمعضل في حالة كان السقط راويان فأكثر من أول السند
ويفترقان في غير ذلك


( تدريب )

عين نوع الانقطاع في الأسانيد التالية:
1- قال الإمام البخاري في صحيحه: وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ- أي نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلاَ مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ) .
معلق معضل، حيث حذف راويان فأكثر من أول السند

2- قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نُمَيْرِ بْنِ عَرِيبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الغَنِيمَةُ البَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ ).
قال الإمام الترمذي: عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ .
مرسل، لأن من لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ليس من طبقة الصحابة، فكان تابعيا نسب القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة فهو مرسل

3- قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ «فَسَكَتَ» ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: (لَا، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ , لَوَجَبَتْ )، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}.
قال الإمام الترمذي: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا ( هو الإمام البخاري ) يَقُولُ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ لَمْ يُدْرِكْ عَلِيًّا.اهـ.

منقطع لأنه حذف من أثناء السند راو فأكثر من غير توالي

4- قال الإمام الدارمي في سننه: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ، وَإِضَاعَتُهُ، أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ).
قال الإمام الترمذي في سننه: وَيُقَالُ: لَمْ يَسْمَعِ الْأَعْمَشُ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَلَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَظَرَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُهُ يُصَلِّي.اهـ

معضل لأنه حذف راويان فأكثر على التوالي
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الدرس الثامن)


عدم عدالة الراوي

قد علمت أنَّ من أسباب رد الحديث هو عدم اتصال السند، سواء أكان ظاهرا أو خفيا.
ومن أسباب رد الحديث أيضا عدم عدالة الراوي.
والعدالة هي: ملكة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى بفعل الطاعات واجتناب المعاصي.
وليس المراد أن العدل من الرواة لا يقع في معصية قط فهذا لا يكون لغير المعصوم ولكن المراد هو التدين وتعظيم أمر الشريعة ومعالجة الذنوب بالتوبة والاستغفار، وإنما اشترطوا ذلك لنضمن أن الراوي يمنعه دينه من الكذب في الحديث.
وقد ذكر العلماء خمسة أشياء تطعن في عدالة الراوي وتجعل حديثه مردودا وهي:
1-الكذب في الحديث النبوي.
ويعرف بنص أئمة الجرح والتعديل على ذلك ( وهم الذين يجرحون الراوي في عدالته أو حفظه أو يعدلونه ويوثقونه ).

مثل أن يقولوا: كذاب أو وضاع أو يضع الحديث ونحو ذلك.
مثال: روى الإمام الحاكم في مستدركه قال: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنْبَأَ عَمَّارُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الطَّحَّانُ، ثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الشَّمْسِ فَإِنَّهَا تُبْلِي الثَّوْبَ، وَتُنْتِنُ الرِّيحَ، وَتُظْهِرُ الدَّاءَ الدَّفِينَ ).
هذا حديث موضوع أي مختلق مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، والذي وضعه هو محمد بن زياد الطحان، قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: محمد بن زياد اليشكري الطحان الأعور الفأفاء الميموني الرقي ثم الكوفي كذبوه. اهـ. وقال الإمام الذهبي في تعليقه على مستدرك الحاكم: ذا من وضع الطحان. اهـ.
2- التهمة بالكذب في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
والتهمة بالكذب إذا لم يثبت أنه كان يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن عرف عنه الكذب على الناس، فيقال بما أنه اعتاد لسانه على الكذب فلا يستبعد أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتركون ما يرويه من الأحاديث. ويصفونه في كتب الجرح والتعديل بقولهم: متهم بالكذب أو متروك الحديث.
3- الفِسق بارتكاب الكبائر، كالزنا والسرقة.
لأن الفاسق لا يؤمن أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأدنى منفعة له، ويصفونه أيضا: بمتروك الحديث.

مثال: قال الإمام ابن ماجَهْ في سننه: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبُولَ قَائِمًا ).
هذا حديث متروك شديد الضعف بسبب عدي بن الفضل، قال الحافظ ابن حجر في التقريب: عدي بن الفضل التيمي أبو حاتم البصري متروك مات سنة إحدى وسبعين.اهـ
4- البدعة المكفرة.
والبدعة هي: ما أحدث في الدين من غير دليل. وهي نوعان:
أ-مكفرة وهي: التي يخرج صاحبها من الإسلام كبدعة غلاة القدرية القائلين بأن الله لا يعلم ما يقع في الكون قبل أن يقع.
ب- غير مكفرة وهي: التي لا يخرج صاحبها من الإسلام كبدعة عامة القدرية القائلين بأن الله لم يشأ وجود أفعال العباد.
فالبدعة المكفرة يرد حديث صاحبها لأنه خرج من الإسلام وسقطت عدالته بالكلية، والبدعة غير المكفرة لا يرد حديث صاحبها ما دام أنه معروف بالصدق.
5- الجهالة وهي: أن لا يرد في الراوي توثيق ولا تضعيف. والمجهول من الرواة نوعان:
أ-مجهول العين وهو: الشخص الذي روى عنه راو واحد.
ب- مجهول الحال وهو: الشخص الذي روى عنه راويان فأكثر. ويسمى أيضا بالمستور.
وحكم رواية المجهول سواء من كان مجهول العين أو مجهول الحال هو الضعف، فيقال هذا حديث ضعيف لجهالة فلان.
مثال مجهول العين: قال الإمام الترمذي: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا فِي إِدَاوَتِكَ؟» ، فَقُلْتُ: نَبِيذٌ، فَقَالَ: «تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ» ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ).
قال الإمام الترمذي: وَإِنَّمَا رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو زَيْدٍ رَجُلٌ مَجْهُولٌ عِنْدَ أَهْلِ الحَدِيثِ لَا تُعْرَفُ لَهُ رِوَايَةٌ غَيْرُ هَذَا الحَدِيثِ.

وقال الحافظ المزي: أَبُو زيد القرشي المخزومي الكوفي، مولى عَمْرو بْن حريث رَوَى عَن: عَبد اللَّهِ بْن مسعود فِي الوضوء بالنبيذ، رَوَى عَنه: أبو فزارة راشد بْن كيسان. اهـ بتصرف.

وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: أبو زيد المخزومي مولى عمرو بن حريث وقيل أبو زائد مجهول. اهـ أي مجهول العين.
ومثال مجهول الحال: قال الإمام أبو داود في سننه: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ دَعْوَةٍ دَخَلَ سَارِقًا وَخَرَجَ مُغِيرًا) قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبَانُ بْنُ طَارِقٍ مَجْهُولٌ.اهـ.
قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال: رَوَى عَنه: خالد بْن الحارث، ودرست بْن زياد. اهـ.
ولذا قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: أبان بن طارق بصري مجهول الحال. اهـ.
فتلخص أن يشترط في الحديث الصحيح عدالة الرواة، وثمة خمسة أسباب تطعن في عدالة الراوي وتجعل حديهم مردودا وهي: الكذب في الحديث النبوي، والتهمة بالكذب، والفسق، والبدعة المكفرة، والجهالة.

( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هي العدالة ؟
2- ما هي الأشياء التي تطعن في عدالة الراوي ؟
3- ما الفرق بين مجهول العين ومجهول الحال ؟

( تدريب )

قال الإمام أبو داود في سننه: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ، مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ ).
قال الحافظ ابن حجر في التقريب: حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري مجهول. اهـ
احكم على الإسناد وبين علة الحكم ؟

 
التعديل الأخير:

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هو المدلس وما هو المرسل ؟

المدلس: أن يروي الراوي حديثا عن شيخه ولكنه لم يسمعه منه بصيغة موهمة للسماع كالعنعنة

المرسل: أن يروي الراوي حديثا عمن عاصره ولم يلقه، أو لقيه ولم يسمع منه، بصيغة موهمة للسماع



2- ما الفرق بين التدليس والإرسال الخفي ؟

التدليس: يكون الراوي قد لقي من روى عنه وسمع منه أحاديث

أما الإرسال الخفي: فإن الراوي إما عاصر دون لقيا أو لقى من روى عنه ولكن لم يسمع منه ذلك الحديث، فيكون انقطاعا خفيا



3- ما الفرق بين الانقطاع الظاهر والانقطاع الخفي ؟

الانقطاع الظاهر ليس فيه معاصرة، ولذا هو ظاهر ويعرف بالتاريخ والمواليد والوفيات

أما الخفي ففيه معاصرة فلا يعرف ذلك إلا برواية من طرق أخرى



( تدريب )

قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَا يُؤَذِّنُ إِلَّا مُتَوَضِّئٌ ). قال الإمام الترمذي: وَالزُّهْرِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. اهـ هل هذا الحديث مُدلَّس أو مرسل إرسالا خفيا ولم ؟

كونه لم يسمع منه أي حديث فإنه إما عاصره ولم يلقه أو لقيه ولم يسمع منه، ولذا يُصنف من الإرسال الخفي



شيخنا الكريم أحسن الله إليكم



سؤال: كيف أتأكد من المعاصرة، هل يكفي الرجوع إلى كتب الرجال كالكمال فأنظر في الشيوخ والتلاميذ، أم أرجع لكتب تواريخ المواليد والوفيات وحيث أحيانا يُختلف فيها؟

فأي الطرق أفضل في ذلك
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هي العدالة ؟
هي ملكة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى بأداء الطاعات واجتناب المعاصي

2- ما هي الأشياء التي تطعن في عدالة الراوي ؟
خمسة أمور:
1- الكذب في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
2- التهمة بالكذب: كذبه بين الناس
3- الفسق: بارتكاب الكبائر
4- البدعة المكفرة: وهي التي تخرج من الإسلام
5- الجهالة سواء للعين أو للحال

3- ما الفرق بين مجهول العين ومجهول الحال ؟
مجهول العين: روى عنه واحد فقط ولا يعرف توثيقه من تضعيفه
مجهول الحال: روى عنه روايان فأكثر لكن لم يعرف توثيقه من تضعيفه


( تدريب )

قال الإمام أبو داود في سننه: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ، مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ ).
قال الحافظ ابن حجر في التقريب: حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري مجهول. اهـ
احكم على الإسناد وبين علة الحكم ؟

كونه مجهول سواء مجهول العين أو الحال فإن إسناد الحديث مردود ويعتبر الحديث ضعيفا
والعلة: أن الجهالة من أسباب الطعن في الراوي فلا يقبل حديثه.

والله أعلم
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

شيخنا الكريم أحسن الله إليكم



سؤال: كيف أتأكد من المعاصرة، هل يكفي الرجوع إلى كتب الرجال كالكمال فأنظر في الشيوخ والتلاميذ، أم أرجع لكتب تواريخ المواليد والوفيات وحيث أحيانا يُختلف فيها؟

فأي الطرق أفضل في ذلك
وأحسن الله إليكم.
المعاصرة تعرف من التواريخ، والمقارنة بين الولادة والوفاة، بالإضافة إلى أن نص الأئمة على أنه أدركه أو لم يدركه يوضح حقيقة الأمر.
وصاحب تهذيب الكمال قد يذكر في الشيوخ والتلاميذ من له رواية عنه سواء أكانت متصلة أو منقطعة فينبغي التنبه لذلك جيدا ولذا كثيرا ما يعقب روى عن فلان ولم يدركه أو لم يلقه.
وحيث وقع الاختلاف في الإدراك وعدمه أو في الاتصال وعدمه فلا بد من استفراغ الوسع واستقراء كتب الجرح والتعديل وكتب العلل وسبر مرويات الرواي لمعرفة التصريح بالسماع أو عدمه في بعض الروايات حيث صح السند بذلك.
والله أعلم.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الدرس التاسع)

عدم ضبط الراوي

قد علمت أنَّ من أسباب رد الحديث عدم عدالة الراوي سواء بسبب الكذب في الحديث، أو التهمة به، أو الفسق، أو البدعة المكفرة، أو الجهالة. ومن أسباب رد الحديث أيضا عدم ضبط الراوي.
وضبط الراوي هو: حفظه للحديث الذي تلقاه من شيخه.
فإما أن يحفظه في صدره، وإما أن يحفظه في كتابه ويصونه عن الخطأ والزيادة.
وينقسم الضبط بحسب قوته وضعفه إلى ثلاثة أقسام:
1-الضبط التام وهو: حفظ الراوي للحديث وأداؤه على الوجه الذي تلقاه من شيخه.
2- الضبط الخفيف وهو: نزول حفظ الراوي عن درجة الضبط التام مع بقائه ضمن دائرة الضبط.
3- الضبط السيئ وهو: اختلال ضبط الراوي وكثرة أغلاطه.
وليس المقصود هو أن تام الضبط لا يخطئ ولكن خطئه قليل، وخفيف الضبط هو أيضا يخطئ ولكن خطئه أكثر من خطأ تام الضبط من غير أن يخرج عن أصل الضبط، فإن نزل عن ذلك فهو سيء الضبط.
ويعرف ضبط الراوي بمقارنة رواياته بروايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان، فإن وافقهم فيما روى فهو ضابط ولا يضره المخالفة اليسيرة التي لا ينفك عنها البشر والتي تدل على أنه قد أخطأ قليلا، وإن كان كثير المخالفة لهم فهو مختل الضبط لا يقبل حديثه.
فمثلا لو جمعنا مرويات الراوي ووجدنا أنه قد أصاب بنسبة 90% وأخطأ بنسبة 10% ؛ فهو تام الضبط.
وإذا جمعنا مروياته ووجدنا أنه قد أصاب بنسبة 75 % وأخطأ في 25 % ؛ فهو خفيف الضبط.
( وحديث التام الضبط والخفيف الضبط مقبول، فإذا نزل ضبط الراوي عن حد الاعتدال صار سيء الضبط ورد حديثه ).
فيمكننا أن نعرف الضابط بما يشمل صاحب الضبط التام والضبط الخفيف بأنه هو: الذي يقل خطؤه في الرواية.
فتحصَّل أن الأغلاط التي يقع فيها رواة الحديث نوعان:
1-أغلاط يسيرة لا تسقط حديث الراوي وهي قسمان:
أ-ما لا تزعزع صاحبها عن درجة الضبط التام لندرتها أو قلتها بالنسبة لمروياته، الصواب 90% والخطأ 10%.
ب- ما تزعزع صاحبها عن الدرجة العالية في الضبط وتجعله خفيف الضبط، الصواب 75% والخطأ 25%.
2-أغلاط كثيرة وهي ثلاثة أقسام:
أ- أن يكون الخطأ أكثر من صوابه أي أن ما أخطأ فيه من الأحاديث أكثر مما أصاب، الصواب: 40% والخطأ 60%.
ب- أن يكون الخطأ مساويا للصواب، الصواب 50% والخطأ 50%.
ج- أن يكون الخطأ أقل من الصواب أي أن صوابه أكثر من خطئه، الصواب 60% والخطأ 40%.

فمن كان في المرتبة الأولى أو الثانية فهو فاحش الغلط وكثير الغفلة متروك الحديث وحديثه شديد الضعف.
ومن كان في المرتبة الثالثة فهو سيء الحفظ وحديثه ضعيف، وإنما لم يقبلوا حديثه لأنه من أجل كثرة غلطه لا تطمأن النفس إلى صحة حديثه.
ويمكننا أن نعرف غير الضابط بما يشمل صاحب المراتب الثلاث بأنه هو: الذي يكثر غلطه في الرواية.
ولا يخفى أن ذكر النسب المئوية فيما سبق لأجل تقريب الأمر للأذهان وليس للتحديد.
فاتضح أن الخطأ الكثير- وهو الذي يعده أهل هذا الشأن كثيرا- هو الذي ينافي الضبط ويقدح فيه.
مثال: قال الإمام ابن ماجَه في سننه: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: ( إِنَّمَا هُوَ جِذْيَةٌ مِنْكَ )اهـ. الجذية: القطعة.
هذا إسناد ضعيف جدا، قال الحافظ في التقريب: جعفر ابن الزبير الحنفي أو الباهلي الدمشقي نزيل البصرة متروك الحديث وكان صالحا في نفسه. اهـ فكونه صالحا في نفسه دليل على أنه تُرِك بسبب فحش غلطه.

مثال: قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا الحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةٌ، فَاغْسِلُوا الشَّعْرَ، وَأَنْقُوا البَشَرَ).
هذا حديث ضعيف، قال الحافظ في التقريب: الحارث بن وجيه أبو محمد البصري ضعيف. اهـ. أي من جهة حفظه.
فتلخص أنه يشترط في قبول الحديث ضبط الرواة سواء أكان ضبطا تاما أم خفيفا، فإن نزل الضبط عن ذلك بأن كان الراوي فاحش الغلط أو كثير الغلط وإن لم يبلغ حد الفحش فالحديث مردود.

( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هو الضبط وما هي مراتبه؟
2- ما هي الأشياء التي تطعن في ضبط الراوي ؟
3- ما هي أنواع الأغلاط التي يقع فيها الرواة ؟
( تدريب )

قال الإمام ابن ماجَهْ في سننه: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ، وَلَا يَتَجَرَّدْ تَجَرُّدَ الْعَيْرَيْنِ ).
قال العلامة السندي في حاشيته على سنن ابن ماجه: قوله : ( تجرد العَيْرَيْنِ ) تثنية عَيْرٍ وهو حمار الوحش. وفي الزوائد إسناده ضعيف الأحوص بن حكيم ضعفه أحمد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: الأحوص بن حكيم بن عمير العنسي بالنون أو الهمداني الحمصي ضعيف الحفظ.. وكان عابدا. اهـ.
احكم على الإسناد وبيّن علة الحكم ؟

 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

762469234.jpg
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الدرس العاشر)

وجود علة في الحديث

قد علمت أَنَّ من أسباب رد الحديث عدم ضبط الراوي بأن كان سيء الضبط سواء أكان فاحش الغلط أو غير فاحشه.
ومن أسباب رد الحديث أيضا وجود علة في الحديث.
والعلة هي: سبب خفي يدل على خطأ الراوي.
بمعنى أننا قلنا إن صاحب الضبط التام أو الخفيف قد يخطئ قليلا، فما يدرينا أن الحديث الذي رواه ليس من ذلك الخطأ القليل ؟! فلكي نحكم بصحة الحديث لا بد من أن نطمئن إلى أن الراوي لم يغلط في حديثه فمتى تحققنا من عدم وجود علة في الحديث أمكننا حينئذ الحكم بقبوله.
مثال: أخرج الإمام أحمد في مسنده قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ، أَوْ سَمِعَهُ حُجْرٌ، مِنْ وَائِلٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَرَأَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: " آمِينَ " وَأَخْفَى بِهَا صَوْتَهُ ).
فلو نظرنا في هذا الإسناد لوجدنا رجاله ثقات لم يطعن في عدالتهم ولا في حفظهم، وليس فيه انقطاع فالمفروض بحسب الظاهر أن نحكم بصحة الحديث، ولكن اكتشف العلماء فيه علة تقدح في صحته وذلك عندما جمعوا طرق الحديث أي جمعوا كل الأسانيد التي جاء بها هذا المتن فوجدوا فيه اختلافا وتعارضا، فقد رواه الإمام أحمد والترمذي والدارقطني وغيرهم من طريق سُفْيَانَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرٍ بنِ عَنْبَسٍ ، عَنْوَائِلٍ بنِ حُجْر ٍ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قرأ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ }فَقَالَ " آمِينَ " وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ ). أي رفع بها صوته.
فهنا مشكلة وهي هل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخفض صوته بالتأمين كما يفيده الطريق الأول، أو كان يرفع صوته بالتأمين كما يفيده الطريق الثاني ؟.
الجواب: لا بد من الترجيح أي إما أن نقدم الطريق الأول أو نقدم الطريق الثاني، والعلماء قدموا الطريق الثاني واعتبروا الطريق الأول خطأً أي فيه علة والذي أخطأ في ذكر الإخفاء بالتأمين هو ( شعبة بن الحجاج ) وذلك لثلاثة أدلة هي:
1-أن علماء الجرح والتعديل قالوا:إن شعبة إذا خالفه سفيان فيقدم قول سفيان وهو أحفظ لأحاديث سلمة بن كهيل منه.
2- هنالك رواة آخرون وافقوا سفيان في رواية الجهر وهما: ( العلاء بن صالح- ومحمد بن سلمة بن كهيل ).
3- أن رواية شعبة قد خالفت السنة العملية التي تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي أنه كان يجهر بآمين.
فلما خالف شعبة الأحفظ منه وهو سفيان وخالف الأكثر وهم: ( سفيان والعلاء ومحمد بن سلمة) وخالف الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم حكمنا بخطئه وحينئذ نقول: حديث الخفض بالتأمين معلٌّ أي فيه علة يرد الحديث بها.
ولمزيد من التوضيح نرسم هذا المخطط ونعلق عليه:


الشرح
: نلاحظ أن الطريق رقم ( 1 ) والطريق رقم ( 2 ) يدوران على رجل واحد هو ( سلمة بن كهيل ) ويسمى مدار الحديث وهو أول راو تلتقي عنده الأسانيد المتعددة للحديث الواحد، وهذا المدار له تلاميذ سمعوا منه الحديث وبلغوه للناس، وقد اختلفوا عليه: فقال أحد تلاميذه وهو شعبة: إن سلمة بن كهيل حدثه بحديث خفض الصوت بالتأمين، وقال سفيان الثوري والعلاء ومحمد: إن سلمة بن كهيل حدثهم برفع الصوت بالتأمين فمن أصاب ومن أخطأ ؟
الجواب: إن سفيان لوحده أحفظ من شعبة، وفوق هذا وافقه على روايته العلاء ومحمد، فخالف شعبة من هو أحفظ منه وأكثر عددا وخالف فوق ذلك ما هو معروف في السنة فحكم العلماء أنه هو الذي أخطأ وأصاب الآخرون.
فحديث شعبة معلّ أي فيه خطأ، وهذا الخطأ لم نكن لنقف عليه لولا أننا جمعنا طرق الحديث فتبين لنا وجود الاختلاف فيه فلذا قلنا في تعريف العلة إنها سبب خفي ، فمعنى الخفاء هو أن الناظر لنفس طريق شعبة لا يتبين له الخطأ فيه فإذا جمع الطرق ظهر حينئذ الخطأ ولهذا يقول العلماء: ( إن الحديث إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه ). فالحديث من طريق واحد لا تظهر علته بل قد يستعجل الناظر فيحكم بصحة الحديث اعتمادا على ظاهر السند فإذا جمع باقي طرقه أمكن أن تظهر العلة؛ لأننا متى وجدنا اختلافا فحينئذ ننظر ما هو الراجح وما هو المرجوح فالراجح هو الصواب والمرجوح هو الخطأ.
وعليه فيمكننا تعريف العلة بأنها: وهم من أحد الرواة لا يوقف عليه إلا بعد جمع طرق الحديث كلها.

فتلخص أنه يشترط لقبول الحديث سلامته من العلة وهي: سبب خفي يدل على خطأ الراوي، ولمعرفة وجود علة في الحديث أو عدم وجودها لا بد أن لا نكتفي بالنظر في سند واحد بل نجمع أسانيد الحديث الواحد وننظر: فإن لم يوجد فيها اختلاف علمنا سلامة الحديث من العلة، ومتى وجدنا فيها اختلافا علمنا أن في الحديث علة فعلينا أن ننظر في الرواة ونعرف الأحفظ ومقدار ضبطهم وملازمتهم لشيخهم والقرائن التي تحف بالرواية لنرجح أحد الطرق ونعتبر الطريق الذي خالفه خطأ.

( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هي العلة ؟
2- ما معنى خفاء العلة ؟
3- كيف تعرف علة الحديث ؟

( تدريب )

قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ وَالصَّوَاعِقِ، قَالَ: ( اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ ).
وقال الإمام أحمد في مسنده: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنِي أَبُو مَطَرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ، وَالصَّوَاعِقَ قال فذكره.
وقال الإمام الحاكم في مستدركه: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا أَبُو مَطَرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ وَالصَّوَاعِقَ قَالَ فذكره.
قال الحافظ في التقريب: حجاج بن أرطاة بفتح الهمزة ابن ثور بن هبيرة النخعي أبو أرطاة الكوفي القاضي أحد الفقهاء صدوق كثير الخطأ والتدليس. اهـ
وقال أيضا: أبو مطر شيخ لحجاج بن أرطاة مجهول. اهـ
استخرج المدار من الأسانيد السابقة واحكم على الحديث مع بيان سبب الحكم ؟

 

المرفقات

  • Untitled-1 copy.jpg11.jpg
    Untitled-1 copy.jpg11.jpg
    82.8 KB · المشاهدات: 0
التعديل الأخير:
إنضم
13 فبراير 2013
المشاركات
94
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
سامراء
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

جزى الله تعالى خيرا كل من يبذل جهدا لنفع المسلمين .
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الدرس الحادي عشر)


أقسام العلة

قد علمت أَنَّ من أسباب رد الحديث وجود علة فيه، وأنها:سبب خفي يدل على خطأ الراوي ينكشف باختلاف الروايات.
ثم إن الاختلاف الحاصل بين الروايات على عدة أنحاء:
أولا: اختلاف يمكن الجمع بين رواياته بحيث يرتفع الخلاف ويزول الإشكال.
مثال: قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعَ سَلَّامَ بْنَ مِسْكِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ( خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ ).
وقال الإمام مسلم: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ وَهُوَ ابْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ( خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ ).
فهذا اختلاف والناظر في الروايتين لا يدري أخدم أنس الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين أم تسع سنين.
ولكن الجمع بينهما متيسر قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ فَإِنَّ مُدَّةَ خِدْمَتِهِ كَانَتْ تِسْعَ سِنِينَ وَبَعْضَ أَشْهُرٍ فَأَلْغَى الزِّيَادَةَ تَارَةً وَجَبَرَ الْكَسْرَ أُخْرَى. اهـ.
فهنا لا توجد علة ترد بها إحدى الروايتين.
ثانيا: اختلاف لا يجمع بين رواياته بل يصار إلى الترجيح، فحينئذ توجد رواية صحيحة وأخرى خاطئة.
كما تقدم في حديث شعبة في الخفض بالتأمين فهذه رواية خاطئة، والصحيحة هي رواية سفيان الثوري ومن وافقه في الجهر بالتأمين، ويقال لرواية شعبة شاذة، ولرواية سفيان محفوظة أي محفوظة من الخطأ.
فالشاذ هو: حديث معلّ خالف فيه الثقة من هو أرجح منه، فشعبة ثقة وقد خالف في روايته من هو أرجح منه فرد حديثه وقبل حديث من هو أرجح منه، والرواية المرجوحة تسمى شاذة، والرواية الراجحة تسمى محفوظة.
وأما إذا خالف ضعيف الثقة أو الثقات فيسمى حديثه منكرا، فلو كان بدل شعبة في حديث الخفض بالتأمين رجل ضعيف مثل عبد الله بن لهيعة لقلنا إن الحديث منكر لأنه خالف الثقات، فثقة يخالف الأوثق= شاذ، وضعيف يخالف الثقة = منكر.
مثال آخر: قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال ( كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ).
قال الإمام الدارقطني في كتابه العلل الواردة في الأحاديث النبوية: يرويه شعبة، واختلف عنه؛فرواه عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمـَدَائِنِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ خُبَيْبٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم. وخالفه أصحاب شعبة، رووه عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ مُرْسَلًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كَذَلِكَ قَالَ غُنْدَرٌ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَالْقَوْلُ قَوْلُهُمْ. اهـ.

ولمزيد من التوضيح نرسم هذا المخطط ونعلق عليه:
attachment.php

الشرح: نلاحظ أن الطريق رقم ( 1 ) والطريق رقم ( 2 ) يدوران على رجل واحد هو ( شعبة بن الحجاج ) وهذا المدار له تلاميذ سمعوا منه الحديث وبلغوه للناس، وقد اختلفوا عليه، فقال أحد تلاميذه وهو علي بن حفص: إن شعبة حدثه بحديث كفى بالمرء كذبا متصلا بذكر أبي هريرة، وقال غندر والنضر بن شميل وسليمان بن حرب وآخرون: إن شعبة حدثهم بحديث كفى بالمرء كذبا مرسلا أي بدون ذكر أبي هريرة في السند فمن أصاب ومن أخطأ ؟
الجواب: إن من رواه متصلا شخص واحد وهو علي بن حفص وقد خالف العدد الكثير، وفيهم من هو بمفرده أوثق وأضبط لحديث شعبة منه فكيف بهم مجتمعين، فلذا نقول إن الرواية المرسلة هي المحفوظة، والرواية المتصلة شاذة؛ لأن المخالفة وقعت بين ثقة ومن هو أرجح منه، ولو كان علي بن حفص ضعيفا لحكمنا على الحديث بأنه منكر.
ثالثا: اختلاف لا يمكن الجمع بين رواياته ولا الترجيح فيتوقف في الحديث ولا يقبل. مثال: قال الإمام الترمذي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ المُخْتَارِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ( مِنْ غُسْلِهِ الغُسْلُ، وَمِنْ حَمْلِهِ الوُضُوءُ ). يعني الميت. اهـ.
هذا سند متصل وليس في رجاله ضعيف فالظاهر هو الحكم بقبوله ولكن لما جمعنا رواياته وجدنا اختلافا في سنده كالتالي:
( 1) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: عن( سُهَيْلِ ) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
( 2 ) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: عن( سُهَيْلِ )عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ .
( 3 ) إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُلَيَّةَ: عن( سُهَيْلِ ) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوفا.
( 4 ) إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُلَيَّةَ: عن( سُهَيْلِ ) عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوفا.
فهذه أسانيد ثابتة وفيها اختلاف شديد فهل أخذ الحديثَ سهيل عن أبيه أم عن إسحاق، أم عن أبيه عن إسحاق، وهل هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم، أو هو من كلام أبي هريرة فليت شعري أي هذه الأوجه هو الصواب ؟!.
فهذا هو المضطرب وهو: حديث نقل على أوجه متساوية لا يترجح أحد منها ولا يمكن الجمع بينها فيحكم على الحديث بالضعف؛ لأنه دليل على عدم ضبط الراوي للحديث. والظاهر هنا أن سبب الاضطراب هو سهيل نفسه فكل مرة يحدث به الناس بسند غير الآخر.
فتلخص أن الحديث المعل ثلاثة أقسام: شاذ ومنكر ومضطرب.

( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هي أوجه الاختلاف بين الروايات ؟
2- ما الفرق بين الشاذ والمنكر ؟
3- ما هو المضطرب ؟
( تدريب )

قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، ثُمَّ يَمِيلُ إِلَى الشِّقِّ الأَيْمَنِ شَيْئًا ).
قال الحافظ ابن حجر في التقريب: زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني سكن الشام ثم الحجاز ثقة إلا أن رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها. اهـ وعمرو بن أبي سلمة دمشقي.
وقال الإمام الدارقطني في العلل: ورواه وهيب بن خالد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، موقوفا أيضا وكذلك رواه عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة، مَوْقُوفًا، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَمَنْ رَفَعَهُ فَقَدْ وَهِمَ. اهـ
بين حكم الحديث مع ذكر السبب ؟.
 

المرفقات

  • Untitled-1dfrs.jpg
    Untitled-1dfrs.jpg
    106.8 KB · المشاهدات: 0
التعديل الأخير:

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

283511919.jpg
 
إنضم
29 يونيو 2012
المشاركات
22
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
الرباط
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

شكر الله لكم
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الدرس الثاني عشر)

أنواع الشاذ والمنكر

قد علمت أَنَّ الحديث المعل ثلاثة أقسام: شاذ ومنكر ومضطرب، لأن مخالفة الثقات إن لم يترجح طريق منها فهو المضطرب، وإن ترجح فإما أن تصدر المخالفة من ثقة أو ضعيف فالأول الشاذ والثاني المنكر.
ثم إن الشذوذ والنكارة قد يكونان بالزيادة والنقصان، وقد يكونان بالتبديل وإليك البيان:
أولا: الزيادة والنقصان ونعني بها: أن تكون إحدى الروايتين فيها زيادة والأخرى خالية منها.
وقد تكون الزيادة في السند أو في المتن.
مثالها في السند: ( تعارض الوصل والإرسال ).
بأن تكون إحدى الروايتين مرسلة ينسب فيها التابعي الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم من دون ذكر الصحابي، والرواية الأخرى يزاد فيها ذكر الصحابي فيصير الحديث متصلا.
مثل حديث ( كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) فقد ورد بصورتين:
الأولى: } شُعْبَةَ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ { وهذا الوجه رواه عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ.
الثانية: } شُعْبَةَ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ { وهذا الوجه رواه غُنْدَرٌ والنَّضْرُ وسُلَيْمَانُ وَغَيْرُهُمْ.
فكما ترى أن السندين لا يختلفان إلا بزيادة رجل هو أبو هريرة، فرواية على بن حفص زائدة، ورواية الباقيين ناقصة.
وهنا الزيادة التي زادها الثقة علي بن حفص شاذة غير مقبولة، والنقصان أي الإرسال هو المحفوظ المقبول.
ومثالها في المتن: قال الإمام البيهقي في سننه الكبرى: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ اسْتَفْتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: ( ذَلِكَ عِرْقٌ، وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ،فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَدَعِي الصَّلَاةَ،وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ أَثَرَ الدَّمَ وَتَوَضَّئِي فَصَلِّي، فَإِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ ).
فهذا الحديث رواه حماد بن زيد عن هشام بن عروة بزيادة}وتوضئي{ورواه جمع من الثقات عن هشام بدونها فتكون شاذة.
975264437.jpg

ومن صور الزيادة نوع يسمى عند العلماء بالمزيد في متصل الأسانيد وهو: أن تكون إحدى الروايتين فيها زيادة في السند بذكر رجل، والرواية الأخرى ليس فيها ذكر لهذا الرجل، ومن لم يزدها أتقن ممن زادها.
مثال: قال الإمام مسلم في صحيحه: وحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لَا تُصَلُّوا إِلَى الْقُبُورِ، وَلَا تَجْلِسُوا عَلَيْهَا ).
فهذا الحديث رجاله ثقات والإسناد متصل ولكن لما جمعنا الروايات تبين لنا وجود خلل في السند فقد رواه الإمام مسلم بسند آخر وهو: وحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ وَاثِلَةَ، عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكره. من غير إضافة أبي إدريس الخولاني في السند.
قال الإمام الدارقطني في العلل: يَرْوِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛ فَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَبَكْرُ بْنُ يَزِيدَ الطَّوِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ، عَنِ ( ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ ).
وَخَالَفَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَبِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، فَرَوَيَاهُ عَنِ: ( ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْرٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ ).
وَالْمَحْفُوظُ مَا قَالَهُ الْوَلِيدُ، ومن تَابَعَهُ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، لَمْ يَذْكُرْ أَبَا إِدْرِيسَ فِيهِ. اهـ.
فذكر أبي إدريس في السند شاذ لأن جماعة من الثقات رووه من دون ذكره في السند والحديث متصل لأن بسرا سمع الحديث من واثلة مباشرة بلا واسطة.
891796182.jpg

فاتضح أن المزيد في متصل الأسانيد هو: زيادة راو في السند وهمًا، والسند متصل من دون ذكر ذلك الراوي.
ثانيا: التبديل ونعني به: أن يقع في إحدى الروايات إبدال كلمة أو أكثر بأخرى.
مثل قلب أسماء الرواة كأن يكون اسمه الوليد بن مسلم، فيقلبه أحد الرواة غلطا ويجعله مسلم بن الوليد.
فتلخص أن الشاذ – ومثله المنكر- نوعان: ما حصلت فيه زيادة في سند أو متن وهمًا، و ما حصل فيه تبديل وهمًا.

( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هي أنواع الشاذ والمنكر ؟
2- ما معنى زيادة الثقة ؟
3- ما هو المزيد في متصل الأسانيد ؟
( تدريب )

في علل الدارقطني ما نصه: وَسُئِلَ- أي الدارقطني- عَنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ( الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الخُيَلَاءِ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ ) ؟
فقال: اختُلِفَ فيه على نَافِعٍ؛ فَرَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر، ويحيى بن سعيد، ومالك، عن نافع، عن ابن عمر.
ورواه زيد بن يحيى بن عبيد من أهل دمشق ثقة، عن مالك، فقال فيه: عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر.
وذكرُ سالمٍ فيه غيرُ محفوظٍ.
والصحيح: عن نافع، عن ابن عمر. اهـ.
ماذا يسمى هذا النوع من الزيادة وما هي الرواية الراجحة وما هي المرجوحة وماذا تسميان ؟

 

ام سلمة

:: متفاعل ::
إنضم
21 نوفمبر 2012
المشاركات
419
الكنية
ام سلمة
التخصص
ليس بعد
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
اهل السنة والجماعة
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.


( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هي أنواع الشاذ والمنكر ؟
2- ما معنى زيادة الثقة ؟
3- ما هو المزيد في متصل الأسانيد ؟



( تدريب )
في علل الدارقطني ما نصه: وَسُئِلَ- أي الدارقطني- عَنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ( الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الخُيَلَاءِ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ ) ؟
فقال: اختُلِفَ فيه على نَافِعٍ؛ فَرَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر، ويحيى بن سعيد، ومالك، عن نافع، عن ابن عمر.
ورواه زيد بن يحيى بن عبيد من أهل دمشق ثقة، عن مالك، فقال فيه: عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر.
وذكرُ سالمٍ فيه غيرُ محفوظٍ.
والصحيح: عن نافع، عن ابن عمر. اهـ.
ماذا يسمى هذا النوع من الزيادة وما هي الرواية الراجحة وما هي المرجوحة وماذا تسميان ؟



( الاجوبة )

1-في ضوء ما تقدم ما هي أنواع الشاذ والمنكر ؟
انواع الشاذ والمنكر
اما في السند
واما في المتن


2- ما معنى زيادة الثقة ؟
ان يأتى الثقة بزياذة فى المتن او الاسنادمخالفة لمن هو ارجح منه اما عددا او عدالة
3- ما هو المزيد في متصل الأسانيد ؟

هوزيادة راوٍ في السند وهما
( تدريب )

في علل الدارقطني ما نصه: وَسُئِلَ- أي الدارقطني- عَنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ( الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الخُيَلَاءِ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ ) ؟
فقال: اختُلِفَ فيه على نَافِعٍ؛ فَرَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر، ويحيى بن سعيد، ومالك، عن نافع، عن ابن عمر.
ورواه زيد بن يحيى بن عبيد من أهل دمشق ثقة، عن مالك، فقال فيه: عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر.
وذكرُ سالمٍ فيه غيرُ محفوظٍ.
والصحيح: عن نافع، عن ابن عمر. اهـ.
ماذا يسمى هذا النوع من الزيادة وما هي الرواية الراجحة وما هي المرجوحة وماذا تسميان ؟
تسمى هذه الزيادة شذوذ فى السند لانه زاد راوٍ فيه والرواية الراجحة هى التى لم يذكر فيها "سالم" والرواية المرجوحة هى التى ذكر فيها "سالم"
والله اعلم

 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح مختصر النخبة في علم مصطلح الحديث سهلة وواضحة.

( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هو الضبط وما هي مراتبه؟

الضبط: حفظ الراوي للحديث الذي تلقاه من شيخه
ومراتبه ثلاث: ضبط تام/ ضبط خفيف/ ضبط سيء .. والأخير هو المردود في الحديث

2- ما هي الأشياء التي تطعن في ضبط الراوي ؟
أن يختل ضبطه بحيث يكون سيء الضبط/ على نوعين: خطأ فاحش بحيث خطؤه أكثر من صوابه أو متساوٍ معه فهذا حديثه شديد الضعف، والنوع الثاني كثرة الخطأ في الرواية بحيث أن خطؤه أقل من صوابه ولكنه كثير المخالفة في الروايات لمن هو أوثق منه، فهذا حديثه ضعيف.

3- ما هي أنواع الأغلاط التي يقع فيها الرواة ؟
نوعين: أغلاط يسيرة وهذه لا ترد الحديث، والثاني: أغلاط كثيرة وهي التي ترد الحديث

( تدريب )

قال الإمام ابن ماجَهْ في سننه: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ، وَلَا يَتَجَرَّدْ تَجَرُّدَ الْعَيْرَيْنِ ).
قال العلامة السندي في حاشيته على سنن ابن ماجه: قوله : ( تجرد العَيْرَيْنِ ) تثنية عَيْرٍ وهو حمار الوحش. وفي الزوائد إسناده ضعيف الأحوص بن حكيم ضعفه أحمد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: الأحوص بن حكيم بن عمير العنسي بالنون أو الهمداني الحمصي ضعيف الحفظ.. وكان عابدا. اهـ.
احكم على الإسناد وبيّن علة الحكم ؟

الإسناد ضعيف والحديث مردود بسبب سوء ضبط الراوي وهو الأحوص بن حكيم.





( الأسئلة )

1-في ضوء ما تقدم ما هي العلة ؟
هي سبب خفي يدل على خطأ الراوي

2- ما معنى خفاء العلة ؟
معناه أن الناظر للحديث لأول وهلة لا يظهر له فيه أي خطأ وقد يقبل الحديث، بينما لو جمع طرق الحديث الأخرى يتبين له التعارض والخطأ في الروايات التي تؤكد أن إسناد الحديث السابق فيه علة تردّه.

3- كيف تعرف علة الحديث ؟
تُعرف بجمع طرق الحديث كلها


( تدريب )

قال الإمام الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ وَالصَّوَاعِقِ، قَالَ: ( اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ ).
وقال الإمام أحمد في مسنده: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنِي أَبُو مَطَرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ، وَالصَّوَاعِقَ قال فذكره.
وقال الإمام الحاكم في مستدركه: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا أَبُو مَطَرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ وَالصَّوَاعِقَ قَالَ فذكره.
قال الحافظ في التقريب: حجاج بن أرطاة بفتح الهمزة ابن ثور بن هبيرة النخعي أبو أرطاة الكوفي القاضي أحد الفقهاء صدوق كثير الخطأ والتدليس. اهـ
وقال أيضا: أبو مطر شيخ لحجاج بن أرطاة مجهول. اهـ
استخرج المدار من الأسانيد السابقة واحكم على الحديث مع بيان سبب الحكم ؟
أبو مطر هو مدار الأسانيد
حيث حدث عنه الحجاج، وعبد الواحد
وأبو مطر مجهول حيث روى عنه اثنان أو أكثر لكن لم تعرف عدالته وضبطه، وهو عنعن في الروايات الثلاث ولم يصرّح بالسماع
وبسبب جهالة أبي مطر في الروايات الثلاث فإن الحديث ضعيف ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أما الحجاج فقد عنعن في الأولى وصرح بالسماع في الثانية ولذا لم يدلس في الرواية، وكونه صدوق مدلس فإنه تقبل روايته عند التصريح بالسماع
وعل كل حال الروايات غير مقبولة بسبب جهالة أبي مطر

هذا والله أعلم
 
أعلى