العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي

#للوصول إلى الفهرس اضغط#
هنا
# للوصول إلى الدروس على هيئة بي دي إف اضغط #
هنا
تم الانتهاء من شرح الكتاب كاملا بتاريخ 26-3-2012


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد...
فهذه دروس في علم المناظرة شرعت بالكتابة فيها وضعتها على متن آداب البحث للشيخ العلامة طاش كبرى زاده، وهي معتمدة اعتمادا كاملا على ما سبق شرحه في الواضح.
والله أسأل أن يعيننا على الإتمام على خير إنه سميع مجيب.


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة

المناظرة: مسائل يبحث فيها عن أحوال وظائف المتناظرين من حيث كونها مقبولة أو مردودة.
وفائدتها: حفظ الذهن عن الخطأ في المناقشات.
بمعنى أن الإنسان باعتبار كونه مفكرا لا بد أن يحمل آراء واعتقادات معينة فيها من الاختلاف والتعدد الشيء الكثير، وبما أنه اجتماعي بطبعه فلا بد أن تحصل بين الناس مناقشات ومناظرات كل طرف منهم يحاول أن يثبت صحة رأيه، فكان لا بد من وضع ضوابط تحكم المناقشات حتى لا تحيد عن الهدف الذي من أجله انعقدت وهو ظهور الحق والصواب وتتحول إلى مصارعة فمن أجل ذلك وضعوا علم المناظرة.

ثم إن المناقشة والمناظرة تقتضي وجود عنصرين رئيسين هما:
1- موضوع تجري حوله المناظرة، مثل حرمة الغناء.
2- شخصان يتناظران: أحدهما يتبنى صحة القضية ويدافع عنها وآخر ينفيها ويهاجمها.
فزيد من الناس يدافع عن رأي وقضية ما كحرمة الغناء، وعمرو يهاجم ذلك الرأي، فلزيد وظيفة ودور يقوم به، ولعمرو وظيفة ودور آخر.

وعلم المناظرة يعطيكَ مجموعة من القواعد والمسائل التي تتحدث عن الطرق والوسائل التي يمكن أن يستعملها كل من المتناظرين للدفاع عن رأيه أو الهجوم على رأي صاحبه ويبين لك أن هذه الطريقة في النقاش مقبولة سائغة أو مردودة لا يجوز استعمالها.

مثال: قال زيدٌ: هذا الآية تدل على الوجوب والدليل عليه هو أنها أمر- وكل أمر يدل على الوجوب.
فيقول له عمرو: فقوله تعالى: ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا) أمر ولم يدل على الوجوب بل على الندب.
فهنا أبطل عمرو دعوى زيد بأن كل أمر يدل على الوجوب بالنقض بأن أثبت تخلف الدليل وعدم اطراده فقد وجد لفظ الأمر ولم يوجد معه الوجوب.
فهذا النقض يسمى بالنقض المشهور لأنه هو الذائع المعروف فحينئذ نقول:
( النقض المشهور وظيفة مقبولة ) فهذه مسألة من مسائل علم المناظرة.

مثال: قال زيد هذا الشخص يجب قتله، والدليل على ذلك أنه قد قتل شخصا مكافئا له عمدا عدوانا- وكل من قتل شخصا مكافئا له عمدا عدوانا يجب قتله.
فيقول له عمرو هذا منقوض بالذي ينفذ القصاص على القاتل فإنه يقتل شخصا مكافئا له عمدا ومع هذا لا يجب قتله.فهذا النوع من النقض يسمى بالنقض المكسور وهو أن يترك من دليل الخصم بعض الأوصاف المؤثرة.فهنا عمرو ترك من استدلال زيد كلمة عدوان وهي لها مدخل وتأثير في ثبوت القصاص لأن من ينفذ القصاص لم يقتل عدوانا بل نفذ حكم الله.
( فهذا النقض المكسور وظيفة مردودة ) لا يجوز ارتكابها لأنها نوع مغالطة وهذه مسألة أخرى من مسائل علم المناظرة.

فقد تبين لكَ أن علم المناظرة هو مسائل يبين فيها الوظائف المقبولة والمردودة للمتناظرين.
فوظائف المتناظرين هي: الاعتراضات والأجوبة التي تحدث بين المتناظرين، وتسمى بالأبحاث الكلية لأنها قواعد كلية تنطبق على الأبحاث الجزئية التي تتعلق بموضوع معين.

مثال: النقض المشهور بحث كلي ينطبق على كل النقوضات الجزئية مثل نقض كل أمر يدل على الوجوب في المثال السابق.
مثال: النقض المكسور بحث كلي ينطبق على كل النقوضات المكسورة مثل نقض كل من قتل شخصا مكافئا له يجب قتله في المثال السابق.

وتسمى الوظيفة المقبولة مثل النقض المشهور بالوظيفة الموجَّهَة.
وتسمى الوظيفة غير المقبولة مثل ذلك النقض المكسور بالوظيفة غير الموجَّهَة.
ومعنى كونها موجهة أنها تتوجه إلى كلام الخصم وتدفعه فهي مجدية ومقبولة في المناظرة.
وأما غير الموجهة فبعكسه لا تتوجه إلى كلام الخصم ولا تدفع كلامه فهي غير مجدية وغير مقبولة في المناظرة.

ثم إن الفرق بين المنطق والمناظرة هو أن المنطق يبحث فيه عن أحوال التعريف والدليل أي يعرفك طريقة رفع المجهول، وأما علم المناظرة فيعرفك الطريق الصحيح للمناظرة حول التعريف والدليل.
فالمنطق يعلمك أحوال التعريف والدليل، والمناظرة تعلمك الاعتراضات التي يمكن أن تتوجه على التعريف والدليل، وكذا الأجوبة الممكنة عنها.
تنبيه: يسمى هذا العلم أيضا بآداب البحث والمناظرة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو علم المناظرة وما هي فائدته ؟
2- ما هي أركان المناظرة ؟
3- ما الفرق بين المنطق والمناظرة ؟

 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما الفرق بين المنع المجرد والمستَنِد ؟

1- منع مجرد وهو: الذي خلا من السند.
2- منع مستَنِد وهو: الذي اقترن بالسند.
والسند هو: ما يذكره المانع معتقدا أنه يقوي منعه.

2- ما الفرق بين أنواع السند الثلاثة؟
1- السند اللِمِّي وهو: ما يدل على الجواز والاحتمال.
2- السند القطعي وهو: ما يدل على القطع.
3- السند الحَلِّي وهو: ما يبين فيه منشأ الغلط.

3- مثل بمثال من عندك لكل نوع من أنواع السند؟
مثال: قال منكر السنة: أنا أؤمن بالقرآن ولا أؤمن بالنسة لأن الله لم يحفظها.
فقال المسلم : أمنع. ( منع مجرد )
أو قال: أمنع لم لا يحفظها الله. ( منع بسند لمي ).
أو قال: أمنع كيف وقد حفظها بتهيئة الصحابة لحفظها. ( منع بسند قطعي ).
أو قال: أمنع وما ذكرته يصح لو الصحابة كذابون أو غير عدول. ( منع بسند حلي ).

( تمارين )

امنع ما يأتي بالسند اللمي والقطعي والحلي إن أمكن:
1- قال الجمهور: الوضوء باطل من غير نية، فقال الفقيه الحنفي: أمنع ؟
السند اللمي: يقول: أمنع لم هو باطل من غير نية.
السند القطعي: يقول : أمنع كيف وهو لم يفعل إلا أفعال الوضوء
السند الحلي: يقول أمنع وما ذكرته يصح لو كان غسل يديه بعد رجليه، أو اغتسل ولم يتوضأ
2- قال الفقيه الحنفي الوضوء بلا ترتيب صحيح، فقال الجمهور: نمنع؟
السند اللمي: يقولوا: نمنع لم هو صحيح.
السند القطعي: يقولوا : نمنع كيف وهو لم يأت بالترتيب المعروف لأفعال الوضوء
السند الحلي: نمنع وما ذكرته يصح لو لم يأت الترتيب في آية الوضوء في القرآن، أو لم يفعلها الرسول دائما
3- قال الإمامي: عثمان بن عفان ليس بعدل، فقال أهل السنة نمنع؟
السند اللمي: يقولوا: نمنع لم هو ليس بعدل.
السند القطعي: يقولوا : نمنع كيف وهو من العشرة المبشرين بالجنة
السند الحلي: يقولوا: نمنع وما ذكرته يصح لو يزوجه رسول الله بابنتيه، ولو لم يبشره بالجنة ويموت وهو عنه راضٍ
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما الفرق بين المنع المجرد والمستَنِد ؟
المنع المستنِد: هو ما يذكره المانع بعد منعه لما ذكره المعلِّل، وذلك لتقوية منعه فيكون ما ذكره بعد المنع المجرد هو السند
فيكون المنع المستنِد= منع مجرد + السند (تقوية المنع)

2- ما الفرق بين أنواع السند الثلاثة؟
الفرق ما بين السند اللمي والنوعين الآخرين ( القطعي والحلي) : هو إشعار الطرف الآخر بالتجويز والاحتمال، بينما القطعي والحلي يشعران بالقطع.
أما الفرق بين القطعي والحلي: فهو أن الحلي يشعر مع القطع بوجه الغلط بخلاف القطعي الذي يكون عبارة عن قطع مجرد.

3- مثل بمثال من عندك لكل نوع من أنواع السند؟
كأن يقول الليبرالي: الاختلاط جائز في الشريعة الإسلامية، والدليل أنه لم يرد فيه نص بالمنع في القرآن ولا السنة - وكل ما لم يرد فيه نص بالمنع فهو جائز
فيرد عليه المتبع لأهل السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح: أمنع أن يكون الاختلاط جائزا في الشريعة الإسلامية (منع مجرد) وليس فيه سند
ثم يأتي بالسند على أنواع فيقول:
أمنع ذلك، لم لا يكون حراما؟! (سند لمي)
أمنع ذلك، كيف وهو حرام؟ (سند قطعي)
أمنع ذلك، ويصح قولك فيما إن لم ترد النصوص الشرعية في منع ذلك وهي كثيرة في القرآن والسنة. (سند حلي)

شيخنا بارك الله فيكم أشكل علي ضرب الأمثلة، حيث تداخل الأمر عندي بين المنع بالحلي، وبين وظيفة المعارضة.. من حيث أني شعرت أن فيهما نوع من الاستدلال بدليل آخر لإبطال دليل المعلل
فهل مثلا الفرق بين المنع بالسند الحلي أنه مجرد لقصد تقوية المنع لا الاستدلال بذاته كما ذكرتم -بارك الله فيكم- أول درس السند، فيصح بذلك ضرب دليل في المقابل، أما في وظيفة المعارضة فلا يكون هناك منعا بل مجرد مقابلة بدليل آخر يبطل دليل المعلل؟
(يعني الوظيفة تتحدد بمجرد القصد لا غير)

( تمارين )

امنع ما يأتي بالسند اللمي والقطعي والحلي إن أمكن:
1- قال الجمهور: الوضوء باطل من غير نية، فقال الفقيه الحنفي: أمنع ؟
الفقيه الحنفي: أمنع، لم لا يكون صحيحا؟ (لمي)
الفقيه الحنفي: أمنع، كيف وهو صحيح؟ (قطعي)
الفقيه الحنفي: أمنع، ويصح قولكم فيما لو كانت النية شرطا في الوضوء. (حلي)

2- قال الفقيه الحنفي الوضوء بلا ترتيب صحيح، فقال الجمهور: نمنع؟
قال الجمهور: نمنع، لم لا يكون باطلا؟ (لمي)
قال الجمهور: نمنع، كيف وهو باطل؟ (قطعي)
قال الجمهور: نمنع، ويصح قولكم فيما لو لم تكن الموالاة شرطا لصحة الوضوء. (حلي)


3- قال الإمامي: عثمان بن عفان ليس بعدل، فقال أهل السنة نمنع؟
قال أهل السنة: نمنع، لم ليس بعدل؟ (لمي)
قال أهل السنة: نمنع، كيف وهو مشهود له بالجنة؟ (قطعي)
قال أهل السنة: نمنع، ويصح القول فيما لو لم يكن قد تزوج بنتي رسول الله فصار ذا النورين، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يضر عثمان ما فعل بعد اليوم!
رضي الله عنه وأرضاه (حلي).

والله أعلم
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

السند اللمي: يقولوا: نمنع لم هو ليس بعدل.
السند القطعي: يقولوا : نمنع كيف وهو من العشرة المبشرين بالجنة
السند الحلي: يقولوا: نمنع وما ذكرته يصح لو يزوجه رسول الله بابنتيه، ولو لم يبشره بالجنة ويموت وهو عنه راضٍ
جواب موفق.
ولكن لي ملاحظة وهي: أن السند اللمي ليس هو عبارة عن سؤال يوجه للمعلل كما يفهم من ظاهر عبارتكِ.
مثال: قال المعلل: زيد قائم، قال السائل أمنع لم لا يكون قاعدا أو لم لا يجوز أن يكون قاعدا، هذا سند لمي يوضح المانع فيه أنه يحتمل ويجوز غير ما ذكرتَ.
أما إذا قلنا: أمنع لم هو قائم ؟ فهذا ليس بسند لمي، فليس المعنى أن توجهي سؤالا للخصم مصدرا بعبارة لم ليكون سندا لميا، بل المعنى هو أن تطرحي احتمالا يدور في خلدك كأن تقولي أمنع لم لا يكون قاعدا أو مضجعا أو راكعا ونحو ذلك.
والفرق بين الصورتين واضح.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

قال أهل السنة: نمنع، لم ليس بعدل؟ (لمي)
قال أهل السنة: نمنع، كيف وهو مشهود له بالجنة؟ (قطعي)
قال أهل السنة: نمنع، ويصح القول فيما لو لم يكن قد تزوج بنتي رسول الله فصار ذا النورين، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يضر عثمان ما فعل بعد اليوم!
رضي الله عنه وأرضاه (حلي).

والله أعلم
جواب موفق ومثال لطيف.
وما استشكلتيه جوابه هو عينُ ما ذكرت، فالسند الحلي لم يسق للاستدلال وإلا صار غصبا لوظيفة المعلل كما سيأتي بيانه إن شاء الله.
أما المعارضة فهي لا تهاجم مقدمة من مقدمات الدليل بل هي تتوجه بالإبطال على نفس الدعوى عن طريق إقامة دليل ينتج خلاف تلك الدعوى.
وسيأتي مزيد بيان حول النقض والمعارضة وأنواعهما وتفصيلاتهما إن شاء الله.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( الدرس السادس )

أقسام السند

قد علمتَ أن المنعَ نوعان: مجرد، ومستَنِد، وأن السندَ هو ما يذكرهُ المانعُ معتقداً أنه يقوي منعَه، وهو ثلاثةُ أقسام: لِمي، وقطعي، وحليّ، فهذا التقسيم للسند هو تقسيم بحسب الصورة التي يُعرض عليها من حيث كونه يدل على التجويز، أو يدل على القطع من دون بيان منشأ الغلط، أو مع بيان منشأ الغلط.

وله قسمة ثانية بحسب نسبته إلى نقيض القضية الممنوعة فينقسم بحسبها إلى ستة أقسام هي:
1- أن يكون السند نفس نقيض القضية الممنوعة.
2- أن يكون السند مساويا لنقيض القضية الممنوعة.
3- أن يكون السند أخص مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.
4- أن يكون السند أعم مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.
5- أن يكون السند أعم من وجه من نقيض القضية الممنوعة.
6- أن يكون السند مباينا لنقيض القضية الممنوعة.

مثال: قال النصراني المعلِّل: المسيحُ إلهٌ: والدليل عليه: أنه خُلِقَ من غير أب- وكل من خلق من غير أب فهو إله.
فيقول السائل: أمنع الكبرى كيف وهو غير إله.
فهنا السائل منع الكبرى مستندا إلى أنه يقطع بكونه غير إله، فقوله في السند ( هو غير إله ) هو نقيض لقول المعلل ( فهو إله ) فهنا السند هو نفس وعين نقيض القضية الممنوعة.
ثم إن السند بأي واحد من هذه الأقسام الستة لا بد أن يعرض بشكل لمي أو قطعي أو حلي، فكل قسم من هذه الستة يتأتى عرضه بالأشكال الثلاثة التي تم بيانها، وقد يصعب الإتيان بالسند الحلي فيكتفى بالأولين.
ونحن هنا في المثال عرضناه بالسند القطعي ( كيف وهو غير إله ) ويمكن أن نعرضه بالسند اللمي كأن نقول: أمنع الكبرى لمَ لا يكون غير إله.

مثال: قال المعلل: هذه الدنانير زوج.
فقال السائل: أمنع كيف وهي فرد، أو لم لا تكون فردا، أو إنما يصح ما ذكرت لو لم تكن فردا. فالدعوى هي الدنانير زوج، نقيضها الدنانير ليست بزوج، ولكنه استعمل عبارة هي فرد، والفرد = غير زوج، فيكون السند مساويا لنقيض القضية الممنوعة وليس نفسها لأن نفسها أن يقول كيف وهي غير زوج.
فهذا زوج نقيضه هذا ليس بزوج، والمساوي لنقيضه: هذا فرد.

مثال: قال المعلل وقد رأى شاخصا من بعيد: ذلك الشيء ناطق، والدليل عليه: أنه إنسان- وكل إنسان ناطق.
فيقول السائل: أمنع الصغرى لم لا يجوز أن يكون فرسا.
فالمقدمة الممنوعة هي: إنه إنسان، ونقيضها إنه ليس بإنسان، والسند المستعمل لم لا يجوز أن يكون فرسا.
والنسبة المنطقية بين كونه ليس بإنسان، وكونه فرسا هي العموم والخصوص المطلق لأنهما يجتمعان في الفرس فهو ليس بإنسان وهو فرس، وينفرد ليس بإنسان في الحمار مثلا فهو ليس بإنسان ولا يصح أن يقال عليه هو فرس.
فاتضح أن النسبة بين نقيض القضية الممنوعة وهي هنا الصغرى، وبين السند العموم والخصوص المطلق والسند هو الأخص مطلقا.

وهذه الثلاثة ينفع السائل أن يستند إليها فلو أتى مع المنع بسند هو نفس نقيض الدعوى أو كان مساويا لها أو كان أخص منها كان سنده صحيحا دون البقية الآتية.
بيانه: إن الغرض من السند هو تقوية المنع فلا بد أن يكون ثبوت السند في الواقع ينافي ثبوت القضية الممنوعة فلهذا إذا جاء بنقيضها أو المساوي لنقيضها كان سنده صحيحا لأنه قد تقرر في المنطق أن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان، فمتى ثبت السند بطلت القضية الممنوعة ماداما أنهما متناقضان.
وأما إذا كان السند أخص من نقيض القضية الممنوعة فلأن ثبوت الأخص يقتضي ثبوت الأعم فالحيوان مثلا أعم من الإنسان فإذا ثبت أن هذا الشيء إنسان أو فرس أو أسد ثبت أنه حيوان قطعا.
ففي مثال الأخص من النقيض نجد أن المقدمة الممنوعة هو إنسان، ونقيضها هو ليس بإنسان، وكونه فرسا هو أخص من نقيضها، فمتى ثبت أنه في الواقع فرس فقد ثبت أنه ليس بإنسان وبالتالي ينافي المقدمة التي تقول هو إنسان. تأمل.

مثال: قال المعلل: الخفاش ليس بطائر.

فقال السائل: أمنع كيف وهو حيوان.
فالدعوى الخفاش ليس بطائر، نقيضها: الخفاش طائر، والسند هو الخفاش حيوان، والنسبة بينه وبين النقيض هي العموم والخصوص المطلق والسند هو الأعم لاجتماعهما في الخفاش فهو طائر وهو حيوان وينفرد السند بالفرس مثلا فهو حيوان وليس بطائر.
وهذا السند غير مجدي و لا يصح الإتيان به من المانع لأنه لا يقوي به المنع إذْ أنه لو ثبت في الواقع أن الخفاش حيوان لم يثبت به أن الخفاش طائر لأن الحيوانية أعم، وثبوت الأعم لا يقتضي ثبوت الأخص.

مثال: قال المعلل: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهو مسلم.
فقال السائل: أمنع لم لا يكون إنسانا.
فالدعوى هو مسلم، ونقيضها هو ليس بمسلم، والسند هو إنسان، وبينه وبين نقيض الدعوى عموم وخصوص وجهي يجتمعان في الإنسان الكافر فهو ليس بمسلم وهو إنسان،
وينفرد النقيض في الجن الكافر فهو ليس بمسلم، وينفرد السند بالإنسان المسلم فهو إنسان.

وهذا السند ليس الإتيان به بنافع في شيء فلا يصح أن يأتي به المانع.

مثال: قال المعلل: عصير العنب هذا ليس بخمر.

فقال السائل: أمنع فما ذكرته يصح لو كان هذا العصير خلا.
فالدعوى هي: هذا ليس بخمر، ونقيضها: هذا خمر، والسند: هذا خل.
والنسبة بين السند والنقيض هي التباين لأن الخمر والخل متباينان، ويلا حظ أن السند هنا حلي باعتقاد المانع.
ولا يخفى أن هذا السند ليس بشيء ولا يصح الإتيان به إنما هو لغو من الحديث.

ونحن إذْ نذكر هذه الأقسام الستة نقصد أن نبين أن السند في الواقع يمكن أن يقع بينه وبين نقيض القضية الممنوعة واحدا من النسب السابقة، وإن لم تكن كل أنواع السند نافعة في المناظرة. فتنبه.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أنواع السند من حيث نسبته إلى نقيض القضية الممنوعة؟
2- ما هي أنواع السند المفيدة في المنع عددها ووضح سبب كونها مفيدة؟
3- مثل بمثال من عندك لأنواع السند المفيدة؟

( تمارين )

بيّن نوع السند فيما يأتي:
1- قال المعتزلي المعلل: الله لا يرى يوم القيامة، فقال السني السائل: أمنع كيف وهو يرى ؟
2- قال الفقيه المالكي المعلل: الماء المستعمل طهور، فقال السائل: أمنع لمَ لا يكون طاهرا ؟
3- قال المعلل: التيمم واجب عند فقد الماء، فقال السائل: أمنع كيف وهو حكم شرعي؟
4- قال الملحد المعلل: الله معدوم، فقال السائل: أمنع كيف وهو موجود؟
5- قال المعلل: المسيح عبد لله، فقال النصراني السائل: أمنع لم لا يكون إنسانا؟
6- قال المعلل: الزنا حرام، فقال الإباحي السائل: أمنع كيف وهو لذة جنسية ؟
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

مثال: قال المعلل وقد رأى شاخصا من بعيد: ذلك الشيء ناطق، والدليل عليه: أنه إنسان- وكل إنسان ناطق.
فيقول السائل: أمنع الصغرى لم لا يجوز أن يكون فرسا.
فالمقدمة الممنوعة هي: إنه إنسان، ونقيضها إنه ليس بإنسان، والسند المستعمل لم لا يجوز أن يكون فرسا.
والنسبة المنطقية بين كونه ليس بإنسان، وكونه فرسا هي العموم والخصوص المطلق لأنهما يجتمعان في الفرس فهو ليس بإنسان وهو فرس، وينفرد ليس بإنسان في الحمار مثلا فهو ليس بإنسان ولا يصح أن يقال عليه هو فرس.
فاتضح أن النسبة بين نقيض القضية الممنوعة وهي هنا الصغرى، وبين السند العموم والخصوص المطلق والسند هو الأخص مطلقا.

شيخنا بارك الله فيكم
أشكل علي هذا المثال، خاصة في تحديده المنع بالفرس وهو ليس بناطق.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

شيخنا بارك الله فيكم
أشكل علي هذا المثال، خاصة في تحديده المنع بالفرس وهو ليس بناطق.
لم أفهم وجه الإشكال برجاء التمعن.
المعلل قال: ذلك الشيء ناطق
ثم أقام الدليل على دعواه وهو: ذلك الشيء إنسان- وكل إنسان ناطق- فذلك الشيء ناطق.
فقال السائل: أمنع الصغرى وهي ( ذلك الشيء إنسان ) لم لا يجوز أن يكون فرسا.
بمعنى أنك رأيت شبحا من بعيد فقلت هو إنسان، من يقول هذا؟ لم لا يكون دبا أو فرسا أو أسدا أو حجرا أو عامودا.
هذه هي فكرة الدليل.
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

لم أفهم وجه الإشكال برجاء التمعن.
المعلل قال: ذلك الشيء ناطق
ثم أقام الدليل على دعواه وهو: ذلك الشيء إنسان- وكل إنسان ناطق- فذلك الشيء ناطق.
فقال السائل: أمنع الصغرى وهي ( ذلك الشيء إنسان ) لم لا يجوز أن يكون فرسا.
بمعنى أنك رأيت شبحا من بعيد فقلت هو إنسان، من يقول هذا؟ لم لا يكون دبا أو فرسا أو أسدا أو حجرا أو عامودا.
هذه هي فكرة الدليل.

اتضحت أكثر الآن، بارك الله فيكم شيخنا
وسأراجع النسب الأربع ثم أعود لقراءة الدرس مرة أخرى إن شاء الله تعالى
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أنواع السند من حيث نسبته إلى نقيض القضية الممنوعة؟
ينقسم السند بحسب نسبته إلى نقيض القضية الممنوعة إلى ستة أقسام هي:
1- أن يكون السند نفس نقيض القضية الممنوعة.
2- أن يكون السند مساويا لنقيض القضية الممنوعة.
3- أن يكون السند أخص مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.
4- أن يكون السند أعم مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.
5- أن يكون السند أعم من وجه من نقيض القضية الممنوعة.
6- أن يكون السند مباينا لنقيض القضية الممنوعة.

2- ما هي أنواع السند المفيدة في المنع عددها ووضح سبب كونها مفيدة؟
الأنواع المفيدة هي الثلاثة الأولى من الأقسام الستة السابقة، والسبب في كونها مفيدة أن الغرض من السند هو تقوية المنع فلا بد أن يكون ثبوت السند في الواقع ينافي ثبوت القضية الممنوعة فلهذا إذا جاء بنقيضها أو المساوي لنقيضها كان سنده صحيحا لأنه قد تقرر في المنطق أن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان، فمتى ثبت السند بطلت القضية الممنوعة ماداما أنهما متناقضان. وأما إذا كان السند أخص من نقيض القضية الممنوعة فلأن ثبوت الأخص يقتضي ثبوت الأعم.

3- مثل بمثال من عندك لأنواع السند المفيدة؟
1- أن يكون السند نفس نقيض القضية الممنوعة: مثاله: أن يقول النصيري المعلل علي هو الله، فيقول السائل : كيف وهو غير إله.
2- أن يكون السند مساويا لنقيض القضية الممنوعة. مثاله: أن يقول الشيعي المعلل علي ولي الله لأنه زوج ابنته ، فيقول السائل: ولم لا يكون عثمان بن عفان
3- أن يكون السند أخص مطلقا من نقيض القضية الممنوعة. مثاله: أن يقول المعلل أن الخمر محرم لأنه من العنب ، والعنب المذهب للعقل حرام. فيقول السائل: أمنع الصغرى ولم لا يكون الخمر من التمر أو الشعير وهو مذهب للعقل
( تمارين )

بيّن نوع السند فيما يأتي:
1- قال المعتزلي المعلل: الله لا يرى يوم القيامة، فقال السني السائل: أمنع كيف وهو يرى ؟
السند نفس نقيض القضية الممنوعة.
2- قال الفقيه المالكي المعلل: الماء المستعمل طهور، فقال السائل: أمنع لمَ لا يكون طاهرا ؟
السند مساوٍ لنقيض القضية الممنوعة.
3- قال المعلل: التيمم واجب عند فقد الماء، فقال السائل: أمنع كيف وهو حكم شرعي؟
السند أعم مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.
4- قال الملحد المعلل: الله معدوم، فقال السائل: أمنع كيف وهو موجود؟
السند مساوٍ لنقيض القضية الممنوعة.
5- قال المعلل: المسيح عبد لله، فقال النصراني السائل: أمنع لم لا يكون إنسانا؟
السند أعم مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.
6- قال المعلل: الزنا حرام، فقال الإباحي السائل: أمنع كيف وهو لذة جنسية ؟
السند مباين لنقيض القضية الممنوعة.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أنواع السند من حيث نسبته إلى نقيض القضية الممنوعة؟
ينقسم السند بحسب نسبته إلى نقيض القضية الممنوعة إلى ستة أقسام هي:
1- أن يكون السند نفس نقيض القضية الممنوعة.
2- أن يكون السند مساويا لنقيض القضية الممنوعة.
3- أن يكون السند أخص مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.
4- أن يكون السند أعم مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.
5- أن يكون السند أعم من وجه من نقيض القضية الممنوعة.
6- أن يكون السند مباينا لنقيض القضية الممنوعة.

2- ما هي أنواع السند المفيدة في المنع عددها ووضح سبب كونها مفيدة؟
الأنواع المفيدة هي الثلاثة الأولى من الأقسام الستة السابقة، والسبب في كونها مفيدة أن الغرض من السند هو تقوية المنع فلا بد أن يكون ثبوت السند في الواقع ينافي ثبوت القضية الممنوعة فلهذا إذا جاء بنقيضها أو المساوي لنقيضها كان سنده صحيحا لأنه قد تقرر في المنطق أن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان، فمتى ثبت السند بطلت القضية الممنوعة ماداما أنهما متناقضان. وأما إذا كان السند أخص من نقيض القضية الممنوعة فلأن ثبوت الأخص يقتضي ثبوت الأعم.

3- مثل بمثال من عندك لأنواع السند المفيدة؟
1- أن يكون السند نفس نقيض القضية الممنوعة: مثاله: أن يقول النصيري المعلل علي هو الله، فيقول السائل : كيف وهو غير إله.
2- أن يكون السند مساويا لنقيض القضية الممنوعة. مثاله: أن يقول الشيعي المعلل علي ولي الله لأنه زوج ابنته ، فيقول السائل: ولم لا يكون عثمان بن عفان
3- أن يكون السند أخص مطلقا من نقيض القضية الممنوعة. مثاله: أن يقول المعلل أن الخمر محرم لأنه من العنب ، والعنب المذهب للعقل حرام. فيقول السائل: أمنع الصغرى ولم لا يكون الخمر من التمر أو الشعير وهو مذهب للعقل
( تمارين )

بيّن نوع السند فيما يأتي:
1- قال المعتزلي المعلل: الله لا يرى يوم القيامة، فقال السني السائل: أمنع كيف وهو يرى ؟
السند نفس نقيض القضية الممنوعة.
2- قال الفقيه المالكي المعلل: الماء المستعمل طهور، فقال السائل: أمنع لمَ لا يكون طاهرا ؟
السند مساوٍ لنقيض القضية الممنوعة.
3- قال المعلل: التيمم واجب عند فقد الماء، فقال السائل: أمنع كيف وهو حكم شرعي؟
السند أعم مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.
4- قال الملحد المعلل: الله معدوم، فقال السائل: أمنع كيف وهو موجود؟
السند مساوٍ لنقيض القضية الممنوعة.
5- قال المعلل: المسيح عبد لله، فقال النصراني السائل: أمنع لم لا يكون إنسانا؟
السند أعم مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.
6- قال المعلل: الزنا حرام، فقال الإباحي السائل: أمنع كيف وهو لذة جنسية ؟
السند مباين لنقيض القضية الممنوعة.
جزاك الله خيرا.
هنالك عدة إشكالات في حلك للتمارين وكذا في المثال ويبدو لي أن الأمر متعلق بضبط موضوع النسب الأربع فلا بأس بمذاكرة سريعة قبل الجواب:
التساوي مثل الإنسان والناطق فكل إنسان ناطق- وكل ناطق إنسان، فالتساوي توجد فيه موجبتان كليتان كل أ ب، وكل ب أ.
التباين أمره واضح كل واحد في جهة خاصة به مثل الإنسان والحمار، فلا شيء من الإنسان بحمار- ولا شيء من الحمار بإنسان، فالتباين توجد فيه سالبتان كليتان من الجانبين لا شيء من أ ب ولا شيء من ب أ.
والعموم والخصوص المطلق أحدهما أعم من الآخر دائما مثل الإنسان والجسم، فكل إنسان جسم، وبعض الجسم ليس بإنسان مثل الحجر، فالعموم والخصوص المطلق توجد فيه موجبة كلية من طرف الأخص أي يكون هو الموضوع فيها، وسالبة جزئية من طرف الأعم أي كل أ ب، وبعض ب ليس أ.
والعموم والخصوص الوجهي يشتركان في بعض الأمثلة وينفرد كل واحد منهما بأمثلة تخصه مثل الإنسان والأبيض فبعض الأنسان أبيض، وبعض الأبيض إنسان، وبعض الإنسان ليس بأبيض، وبعض الأبيض ليس بإنسان فهو يحتاج 4 موجبات جزئية أي بعض أ ب، وبعض ب أ، وبعض أ ليس ب، وبعض ب ليس أ.
فإذا علم هذا فلنبدأ بحل الأجوبة كي يستفيد الإخوة:
1- قال المعتزلي المعلل: الله لا يرى يوم القيامة، فقال السني السائل: أمنع كيف وهو يرى ؟
الجواب: السند وهو ( كيف وهو يرى ) هو نفس النقيض لأن النقيض الله يرى يوم القيامة.
2- قال الفقيه المالكي المعلل: الماء المستعمل طهور، فقال السائل: أمنع لمَ لا يكون طاهرا ؟
الجواب: السند وهو ( لم لا يكون طاهرا ) أخص مطلقا من النقيض، لأن النقيض هو الماء المستعمل ليس بطهور.
وبين ( ليس بطهور ) وبين ( الطاهر ) عموم وخصوص وجهي والأول أعم لأن ليس بطهور يشمل الطاهر، والنجس.
3- قال المعلل: التيمم واجب عند فقد الماء، فقال السائل: أمنع كيف وهو حكم شرعي؟
الجواب: السند وهو ( كيف وهو حكم شرعي ) أعم مطلقا من النقيض الذي هو التيمم غير واجب عند فقد الماء.
وبين ( ليس بواجب ) وبين ( الحكم الشرعي ) عموم وخصوص مطلق والثاني هو الأعم لأن الحكم الشرعي يشمل الواجب وغير الواجب كالمندوب والمباح.
4- قال الملحد المعلل: الله معدوم، فقال السائل: أمنع كيف وهو موجود؟
الجواب: السند وهو ( كيف وهو موجود ) مساو للنقيض الذي هو الله ليس بمعدوم.
وواضح أن الموجود= ليس بمعدوم.
5- قال المعلل: المسيح عبد لله، فقال النصراني السائل: أمنع لم لا يكون إنسانا؟
الجواب: السند وهو ( لم لا يكون إنسانا ) مباين للنقيض الذي هو المسيح ليس عبدا لله بل هو الله بزعمهم تعالى الله عما يقولون.
ومعلوم أن بين (الإنسان) وبين ( ليس عبدا لله ) هو التباين.
تنبيه المقصود بالعبودية هي العبودية القهرية التي لا يخرج عنها شيء من المخلوقات.
6- قال المعلل: الزنا حرام، فقال الإباحي السائل: أمنع كيف وهو لذة جنسية ؟
الجواب: السند هو ( كيف وهو لذة جنسية ) أعم من وجه للنقيض الذي هو الزنا ليس بحرام.
فإن بين ( ما ليس بحرام ) وبين ( الذة الجنسية ) عموم وخصوص وجهي يشتركان في الوطء المباح فهو لذة جنسية وهو ليس بحرام، وينفرد ما ليس بحرام في الأكل والشرب، وتنفرد اللذة الجنسية في الزنا فهو لذة جنسية ولكنها محرمة.
أطلب من الإخوة التركيز والتمعن.
مع التقدير.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( الدرس السابع في علم المناظرة )

النقض

قد علمتَ أن وظائف السائل ثلاثة: المنع، والنقض، والمعارضة، وقد مضى الكلام مفصلا على المنع فلنتبعه بالنقض.
والنقض- كما عرفتَ- إبطال الدليل بإثبات تخلفه بأن يوجد الدليل ولا يوجد معه المدلول. فالنقض يركز على دليل الخصم فيبطله فهو لا يهاجم الدعوى وإنما يهاجم نفس الدليل ويسمى بالنقض الإجمالي لأنه لا يبطل مقدمة معينة من دليل الخصم بل يبطل الدليل ككل أي مجموع الدليل.

ثم إن النقض قسمان:
1- مشهور وهو: أن ينقض دليل الخصم من دون ترك شيء منه.
2- مكسور وهو: أن ينقض دليل الخصم مع ترك شيء منه.

مثال: قال المعلل: هذه الآية تدل على الوجوب، والدليل عليه: أنها أمر- وكل أمر يدل على الوجوب.
فقال السائل: دليلك هذا منقوض بقوله تعالى ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ) فإنه أمر ولم يدل على الوجوب.
فهذا يسمى بالنقض المشهور لأنه لم يترك الناقض عبارة من عبارات الدليل، أي جاء بالدليل كما صوّره الخصم، ويلا حظ أنه لم يعيِّن فيقول: إن هذه المقدمة أو تلك من دليلك فاسدة بل الدليل برمته فاسد.
ويسمى الدليل الدال على النقض بالشاهد وهي هنا ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ) أي الصورة التي حصل معها التخلف.
ولذا يقول علماء المناظرة: النقض بلا شاهد وظيفة مردودة لأنه مكابرة، بأن يقال إن دليلك هذا منتقض ولا يأتي بالشاهد الذي حصل معه التخلف فمثل ذا لا يقبل لأنه مجرد دعوى لا دليل عليها.

مثال: قال المعلل: هذه الآية تدل على الوجوب، والدليل عليه: أنها أمر مطلق ( أي خلا من القرينة الصارفة عن الوجوب )- وكل أمر مطلق يدل على الوجوب.
فقال السائل: دليل هذا منقوض بقوله تعالى ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ) لأنه أمر ولم يدل على الوجوب.
فهذا مثال للنقض المكسور غير المقبول لأنه كسر دليل الخصم أي ترك بعض الأوصاف المؤثرة من دليله لأن المعلل: قال: فإنه أمر مطلق- وكل أمر مطلق يدل على الوجوب، فجاء السائل وترك من الدليل كلمة مطلق وهو وصف مؤثر فإن الأمر إذا كان مطلقا بأن خلا من القرينة فهو يدل على الوجوب، بخلاف قوله تعالى ( فكاتبوهم ) فإنه أمر غير مطلق لوجود القرينة الصارفة للندب وهو إجماع العلماء على أن مكاتبة السيد لعبده مندوبة وليست واجبة، فلا يصح النقض بها.

أما إذا ترك من دليل الخصم عبارة غير مؤثرة فلا يضر ويسمى أيضا بالنقض المكسور ولكنه يكون مقبولا لأن الكلمة المتروكة غير مؤثرة في الحكم فاتضح أن النقض المكسور نوعان:

1- مردود إن ترك وصفا مؤثرا.
2- مقبول إن ترك وصفا غير مؤثر.

مثال: قال المعلل: هذه الآية تدل على الوجوب- لأنها أمر وطلب للفعل- وكل أمر وطلب للفعل فهو واجب.
فقال: السائل: هذا منقوض بقوله تعالى ( فكاتبوهم ) فإنه أمر ولم يدل على الوجوب.
فهذا نقض مكسور لأنه ترك عبارة ( وطلب للفعل ) لكنه مقبول لأن العبارة غير مؤثرة على الدليل فالسائل عمد إلى خلاصة الدليل فجاء بها.

مثال: قال المعلل: ذلك الشكل مربع: والدليل عليه: إنه سطح تحيط به أربعة خطوط - وكل سطح تحيط به أربعة خطوط فهو مربع.
فقال السائل: دليلك هذا منقوض بالمستطيل فإنه سطح تحيط به أربعة خطوط وليس مربعا. فهذا نقض مشهور ووظيفة مقبولة، ويسمى المستطيل هنا بالشاهد.

مثال: قال المعلل: ذلك الشكل مربع: والدليل عليه: إنه سطح تحيط به أربعة خطوط متساوية - وكل سطح تحيط به أربعة خطوط متساوية فهو مربع.
فقال السائل: دليلك هذا منقوض بالمستطيل فإنه سطح تحيط به أربعة خطوط وليس مربعا.
فهذا نقض مكسور وقد ترك كلمة مؤثرة وهي ( متساوية ) فيكون وظيفة غير مقبولة.

مثال: قال المعلل: ذلك الشكل مربع: والدليل عليه: إنه سطح تحيط به أربعة خطوط من أربعة اتجاهات - وكل سطح تحيط به أربعة خطوط من أربعة اتجاهات فهو مربع.
فقال السائل: دليلك هذا منقوض بالمستطيل فإنه سطح تحيط به أربعة خطوط وليس مربعا.
فهذا نقض مكسور وقد ترك عبارة غير مؤثرة أي يتأتى الاستغناء عنها وهي ( من أربعة اتجاهات ) فيقبل.

فتلخص أن النقض إبطال الدليل بإثبات تخلف المدلول عنه، بأن يوجد الدليل في صورة ولا يوجد معها المدلول، وتلك الصورة هي دليل النقض وتسمى شاهدا ولا بد منها في النقض كي يكون وظيفة مقبولة.

ثم إن النقض نوعان: مشهور وهو أن يأتي بالدليل من غير حذف شيء منه وهو مقبول، ومكسور وهو أن يأتي بالدليل وقد حذف شيء منه فإن كان المحذوف مؤثرا فهو مردود، وإن كان غير مؤثر فهو مقبول.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام النقض؟
2- ما الفرق بين الشاهد والسند؟
3- اذكر مثالا من عندك لأقسام النقض؟

( تمارين )

بيّن نوع النقض فيما يأتي:
1- قال المعلل: هذا الرجل يحبه الله، والدليل عليه: أن الله أغناه بالمال- وكل من أغناه الله بالمال فهو يحبه. فقال السائل: فهامان قد أغناه الله بالمال ولم يحبه بل خسف به الأرض؟
2- قال المعلل المسلم: سيدنا محمد نبي، والدليل عليه: أنه ادعى النبوة وأيده الله بالمعجزات- وكل من كان شأنه كذلك فهو نبي. فقال السائل الكافر: فمسيلمة ادعى النبوة ولم يكن نبيا ؟
3- قال المعلل: هذا الشخص خائف، والدليل عليه: أن وجهه مصفر وهو جالس على كرسيه- وكل من شأنه كذلك فهو خائف. فقال السائل: فالمريض مصفر الوجه وليس بخائف؟
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,646
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

تنبيه:
نبهني أحد الإخوة جزاه الله خيرا إلى أن دعوى الإجماع على استحباب الكتابة غير صحيحة.
فلنجعل القرينة هي: أنه عندما نزلت هذه الآية لم يكاتب كل الصحابة عبيدهم وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أن الأمر للندب كذا ذكره بعضهم.
والله أعلم.
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

حياكم الله شيخنا نأسف على التأخير, نفع الله بكم
1- في ضوء ما تقدم ما الفرق بين المنع المجرد والمستَنِد ؟
- منع مجرد وهو: الذي خلا من السند.
- منع مستَنِد وهو: الذي اقترن بالسند.
والسند هو: ما يذكره المانع معتقدا أنه يقوي منعه.
2- ما الفرق بين أنواع السند الثلاثة؟
- السند اللِمِّي وهو: ما يدل على الجواز والاحتمال. ويستعمل فيه عادة عبارة لمَ لا يكون كذا.
- السند القطعي وهو: ما يدل على القطع. ويستعمل فيه عادة عبارة كيف والأمر كذا.
- السند الحَلِّي وهو: ما يبين فيه منشأ الغلط. ويستعمل فيه عادة عبارة هذا فيما لو كان الأمر كذا.
3- مثل بمثال من عندك لكل نوع من أنواع السند؟
قال الشافعية: الاستحسان لا يعدّ من أدلة الشرع.
فقال المالكية: نمنع. منع مجرد
أو قالوا: نمنع لم لا يجوز أن يكون دليلا. منع بسند لمي
أو قالوا: نمنع كيف وقد استدل به الفقهاء. منع بسند قطعي
أو قالوا: نمنع وما ذكرتموه يصح لو كان الاستحسان استدلالا بمحض التشهي, (أي دون دليل). منع بسند حلي
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

امنع ما يأتي بالسند اللمي والقطعي والحلي إن أمكن:
1- قال الجمهور: الوضوء باطل من غير نية.
فقال الفقيه الحنفي: أمنع. مجرد
فقال الفقيه الحنفي: أمنع ولم لا يكون صحيحا بغير نية. لمي
فقال الفقيه الحنفي: أمنع كيف وقد استوفى أركان الوضوء. قطعي
فقال الفقيه الحنفي: أمنع يصح ما ذهبتم إليه لو لم يكن الماء مطهر بذاته. حلي
2- قال الفقيه الحنفي الوضوء بلا ترتيب صحيح.
فقال الجمهور: نمنع. مجرد
فقال الجمهور: نمنع ولم لا يكون باطلا. لمي
فقال الجمهور: نمنع كيف وهو هيئة غير معهودة. قطعي
فقال الجمهور: نمنع يصح قولكم لو لم يأتى به مرتبا في كتاب الله, أو عمل الصحابة بخلاف ترتيب القرآن. حلي
3- قال الإمامي: عثمان بن عفان ليس بعدل.
فقال أهل السنة: نمنع. مجرد
فقال أهل السنة: نمنع ولم لا يكون عادلا. لمي
فقال أهل السنة: نمنع كيف وهو صحابي. قطعي
فقال أهل السنة: نمنع يصح قولكم لو لم يكن زوج بنتي رسول الله, ومن العشرة المبشرين بالجنة, وممن شهد لهم رسول الله بالشهادة. حلي
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

[FONT=&]1- في ضوء ما تقدم ما هي أنواع السند من حيث نسبته إلى نقيض القضية الممنوعة؟
[/FONT]ينقسم من حيث نسبته إلى نقيض القضية الممنوعة إلى ستة أقسام هي:
[FONT=&]- أن يكون السند نفس نقيض القضية الممنوعة.[/FONT]
[FONT=&]- أن يكون السند مساويا لنقيض القضية الممنوعة.[/FONT]
[FONT=&]- أن يكون السند أخص مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.[/FONT]
[FONT=&]- أن يكون السند أعم مطلقا من نقيض القضية الممنوعة.[/FONT]
[FONT=&]- أن يكون السند أعم من وجه من نقيض القضية الممنوعة.
[/FONT][FONT=&]- أن يكون السند مباينا لنقيض القضية الممنوعة. [/FONT]
[FONT=&]2- ما هي أنواع السند المفيدة في المنع عددها ووضح سبب كونها مفيدة؟
أنواع السند المفيدة ثلاثة وهو ما كان نفس نقيض الدعوى أو كان مساويا لها أو كان أخص منها, لأن الغرض من السند هو تقوية المنع فلا بد أن يكون ثبوت السند في الواقع ينافي ثبوت القضية الممنوعة فلهذا إذا جاء بنقيضها أو المساوي لنقيضها كان سنده صحيحا, [FONT=&]وأما إذا كان السند أخص من نقيض القضية الممنوعة فلأن ثبوت الأخص يقتضي ثبوت الأعم.[/FONT]
[/FONT][FONT=&]3- مثل بمثال من عندك لأنواع السند المفيدة؟
قال المالكية: النية في غسل الجنابة واجب, قال الأحناف: نمنع ولم لا تكون غير واجب, نقيض القضية الممنوعة
قال المالكية: الدلك من واجبات الغسل, قال الشافعية: نمنع ولم لا يكون بتعميم الجسد بالماء فقط, مساوٍ نقيض القضية الممنوعة
[/FONT]
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

[FONT=&]وقد كفينا مؤنة الإجابة على الأسئلة, فلله الحمد. حفظ الله الشيخ.[/FONT]
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

[FONT=&][FONT=&]1-[/FONT][FONT=&] في ضوء ما تقدم ما هي أقسام النقض؟
[FONT=&]- مشهور وهو: أن ينقض دليل الخصم من دون ترك شيء منه.
[/FONT][FONT=&]- مكسور وهو: أن ينقض دليل الخصم مع ترك شيء منه.[/FONT][/FONT]
[FONT=&]2- ما الفرق بين الشاهد والسند؟
السند هي ألفاظ يعتقد من خلالها المانع يقوي بها منعه وطلبه للدليل, أما الشاهد فهو الدليل دال على النقيض بصورة حصل معها تخلف دليل المعلل.
[/FONT][FONT=&]3- اذكر مثالا من عندك لأقسام النقض؟
يقول الملحد: هذا الكون لا خالق له, فهو أوجد نفسه بنفسه, ومن كان كذلك فلا خالق له.
يقول المؤمن: هذا الدليل منقوض, لأنه من مستحيلات العقل, ذلك من أوجد نفسه بنفسه, لزم أن يكون موجودا قبل أن يوجد نفسه بنفسه, فكان دورا, والدور مستحيل عقلا.
[/FONT][/FONT]
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

[FONT=&][FONT=&][FONT=&]بيّن نوع النقض فيما يأتي:[/FONT]
[FONT=&]1- قال المعلل: هذا الرجل يحبه الله، والدليل عليه: أن الله أغناه بالمال- وكل من أغناه الله بالمال فهو يحبه.[/FONT] [FONT=&]فقال السائل: فهامان قد أغناه الله بالمال ولم يحبه بل خسف به الأرض؟[/FONT]
نقض مشهور.
[FONT=&]2- قال المعلل المسلم: سيدنا محمد نبي، والدليل عليه: أنه ادعى النبوة وأيده الله بالمعجزات- وكل من كان شأنه كذلك فهو نبي.[/FONT] [FONT=&]فقال السائل الكافر: فمسيلمة ادعى النبوة ولم يكن نبيا ؟
نقض مكسور مردود.
[/FONT][FONT=&]3- قال المعلل: هذا الشخص خائف، والدليل عليه: أن وجهه مصفر وهو جالس على كرسيه- وكل من شأنه كذلك فهو خائف.[/FONT] [FONT=&]فقال السائل: فالمريض مصفر الوجه وليس بخائف؟[/FONT]
نقض مكسور مقبول.[/FONT][/FONT]
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام النقض؟
النقض قسمان:
1- مشهور وهو: أن ينقض دليل الخصم من دون ترك شيء منه.
2- مكسور وهو: أن ينقض دليل الخصم مع ترك شيء منه.

2- ما الفرق بين الشاهد والسند؟
الشاهد هو الدليل الدال على النقض ------ فهو خاص بالنقض
والسند هو ما يذكره المانع معتقدا أنه يقوي منعه ------- فهو خاص بالمنع

3- اذكر مثالا من عندك لأقسام النقض؟
مثال: قال المعلل: هذا الرجل فقير: والدليل عليه: إنه يأتي إلى العمل ماشيا غير راكب - وكل رجل يأتي للعمل ماشيا فهو فقير.
فقال السائل: دليلك هذا منقوض بالساكن بالقرب من العمل . فكل ساكن قرب العمل يأتي ماشيا ، فهذا نقض مشهور ووظيفة مقبولة، ويسمى الساكن بالقرب على العمل هنا بالشاهد.
-------------
مثال: قال المعلل: ذلك الرجل أعزب : والدليل عليه: إنه يسكن البيت وحده ولا نرى أحدا يزوره - وكل رجل يسكن وحده ولا يزوره أحد يكون أعزب.
فقال السائل: دليلك هذا منقوض بالأرمل فهو يسكن وحده.
فهذا نقض مكسور وقد ترك كلمة غير مؤثرة وهي (ولا يزوره أحد ) فيكون وظيفة مقبولة.

-----------
مثال: قال المعلل: كتاب الأم من كتب الشافعية: والدليل عليه: إنه كتاب في الفقه ومن تأليف الإمام الشافعي.
فقال السائل: دليلك هذا منقوض بكتاب المغني فهو كتاب في الفقه وليس من كتب الشافعية.
فهذا نقض مكسور وقد ترك كلمة مؤثرة وهي ( ومن تأليف الإمام الشافعي ) فيكون وظيفة غير مقبولة.

( تمارين )

بيّن نوع النقض فيما يأتي:
1- قال المعلل: هذا الرجل يحبه الله، والدليل عليه: أن الله أغناه بالمال- وكل من أغناه الله بالمال فهو يحبه. فقال السائل: فهامان قد أغناه الله بالمال ولم يحبه بل خسف به الأرض؟
هذا نقض مشهور لأنه لم يترك الناقض عبارة من عبارات الدليل، أي جاء بالدليل كما صوّره الخصم، ويلا حظ أنه لم يعيِّن

2- قال المعلل المسلم: سيدنا محمد نبي، والدليل عليه: أنه ادعى النبوة وأيده الله بالمعجزات- وكل من كان شأنه كذلك فهو نبي. فقال السائل الكافر: فمسيلمة ادعى النبوة ولم يكن نبيا ؟
هذا نقض مكسور ، وقد ترك السائل كلمة مؤثرة وهي ( وأيده الله بالمعجزات ) فيكون وظيفة غير مقبولة.

3- قال المعلل: هذا الشخص خائف، والدليل عليه: أن وجهه مصفر وهو جالس على كرسيه - وكل من شأنه كذلك فهو خائف. فقال السائل: فالمريض مصفر الوجه وليس بخائف؟
فهذا نقض مكسور وقد ترك عبارة غير مؤثرة يمكن الاستغناء عنها وهي ( وهو جالس على كرسيه) فيكون وظيفة مقبولة.
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام النقض؟
على قسمين إجمالا من ناحية ترك الوصف أو شموله وعلى 3 أقسام من ناحية القبول والرد:
النقض المشهور (شاملا كل الأوصاف في الدليل) وهو مقبول
النقض المكسور (بترك وصف مؤثر في الدليل): وهو مردود
النقض المكسور (بترك وصف غير مؤثر في الدليل): وهو مقبول

2- ما الفرق بين الشاهد والسند؟
الشاهد: هو الدليل الذي يذكره الناقض ليبين صورة حصل معها التخلف في دليل المعلل فينقضه بذلك.
أما السند: فهو ما يذكره المانع سواء مانعا إحدى مقدمتي الدليل أو الدليل نفسه للمعلل ولمجرد تقوية المنع.

3- اذكر مثالا من عندك لأقسام النقض؟
نقض مشهور:
يقول العلويّ ((النصيري)): عبد الرحمن بن ملجم نترضى عليه: لإنه خلّص عليا من الناسوت ونقله للاهوت - فكل من فعل ذلك فهو فعل خيرا فنترضى عليه
يرد عليه الموحد السنيّ: وأبو لؤلؤة المجوسي تترضون عليه أيضا لكن لم تقولوا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انتقل من الناسوت إلى اللاهوت، فهذا ينقض دليلك

نقض مكسور مردود:
يقول المريض: لدي مرض ارتفاع الضغط: لأن الصداع يلازمني بعد الاستيقاظ من النوم - وكل صداع بعد النوم يكون ضغطا
يقول الطبيب وقبل أن يشخصه: وضعيف النظر يشعر بالصداع أيضا فليس الذي معك ارتفاع في الضغط.
وهنا ترك وصفا مؤثرا (بعد الاستيقاظ من النوم)، حيث صداع ضعف النظر لا يبتدئ بعد الاستيقاظ من النوم وإنما مع إجهاد العينين بكثرة المطالعة أو النظر.
فهذا النقض مردود

نقض مكسور مقبول:
تقول المرأة لزوجها: هذا الشهر أؤكد أنك متزوج من أخرى، بدليل أنك تأتيني مبتهجا وجلبت لي هدية، وكل رجل يفعل ذلك يخبئ أمرا ما فأنت متزوج
يقول الرجل: وهذا جارنا جلب لزوجته هدية هذا الشهر وهو ليس بمتزوج من أخرى.
نقض مكسور ترك وصفا غير مؤثر (وهو مبتهج): فهذا النقض مقبول

( تمارين )

بيّن نوع النقض فيما يأتي:
1- قال المعلل: هذا الرجل يحبه الله، والدليل عليه: أن الله أغناه بالمال- وكل من أغناه الله بالمال فهو يحبه. فقال السائل: فهامان قد أغناه الله بالمال ولم يحبه بل خسف به الأرض؟
نقض مشهور
2- قال المعلل المسلم: سيدنا محمد نبي، والدليل عليه: أنه ادعى النبوة وأيده الله بالمعجزات- وكل من كان شأنه كذلك فهو نبي. فقال السائل الكافر: فمسيلمة ادعى النبوة ولم
يكن نبيا ؟
ترك وصفا مؤثرا (تأييد الله لنبيه بالمعجزات): فهذا نقض مكسور مردود

3- قال المعلل: هذا الشخص خائف، والدليل عليه: أن وجهه مصفر وهو جالس على كرسيه- وكل من شأنه كذلك فهو خائف. فقال السائل: فالمريض مصفر الوجه وليس بخائف؟
ترك وصفا غير مؤثر (الجلوس على الكرسي) فهذا نقض مكسور مقبول
 
أعلى