رد: دعوة إلى مدارسة كتاب الموافقات للإمام الشاطبي.
من خلال هذه المقدمة المباركة يتبين ان الشيخ الشاطبي رحمه الله رأى جمودا فقهيا وتقليدا أعمى وتعامل آلي مع النصوص فحاول إحياء السنة العمرية (فقه المقاصد ).
.
بارك الله فيكم ونفع بكم.
قولكم بارك الله فيكم أن فقه المقاصد سنة عمرية قد يوهم أو قد يفهم منه أن فقه المقاصد ظهر في زمن الفاروق إعمالا وتطبيقا. وهذا الفهم غير صائب إذا ما علمنا أن السنة النبوية زاخرة بتطبيقات فقه المقاصد كعدم قتل النبي صلى الله عليه وسلم المنافقين درءا لمفسدة مقولة: محمَّدٌ يقتل أصحابه.التي هي أعظم من قتل المنافقين وإراحة المسلمين من شرهم. وكحديث الأعرابي الذي بال في المسجد وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: لاتزرموه وما تضمنه من فقه مقاصدي نبوي عظيم والمُثُل لذلك كثير في السنة النبوية.
وإن كان المقصود من قولكم سنة عمرية أن الفقه المقاصدي تجلى في تطبيقات الفاروق أكثر من غيره من أئمة الصحابة.
فهنا يرد إشكال كثيرا ما ينقدح في الذهن. هل يخلو اجتهاد إمام من أئمة المسلمين بَلْه فقهاء الصحابة من إعمال لفقه المقاصد . ونحن قد جعلنا العلم بالفقه المقاصدي تأصيلا وإعمالا ركنا من أركان الاجتهاد؟.
وهل تصح مقولة: كل مجتهد في الدين عنده قدر مجزيء من المقاصد المشترطة في الاجتهاد. بحيث يقال: ما من اجتهاد جزئي لمجتهد ما إلا ويرتكز على فقه مقاصدي علمه من علمه وجهله من جهله. فلا يُدّعى مثلا أنّ اجتهاد مجتهد معين عار عن مقاصد الشريعة مطلقا. بل نُرجع الأمر إلى المتوسم والناظر في اجتهاد المجتهد أنّه قصّر ولم يبذل الوسع في استنطاق أصول العالم المقاصدية فذهب يزعم أنّ الفتوى عريّة من المقاصد.
لكن في هذا التقرير محذور وهو أنه يلزم منه أنّ كل مجتهد مصيب في النتائج والأحكام إذا ما قررنا أن كل اجتهاد جزئي يبنى على فقه المقاصد.
وأرجوا من المشايخ إرواء الغليل وشفاء العليل بارك الله فيكم.