العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دعوة للمشاركة:هل يمكن تحديد عدد صفحات الرسالة العلمية مسبقاً؟

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بلغني أن بعض الجامعات تشترط عدداً محدداً من الصفحات، 250 صفحة مثلاً في الرسالة العلمية - ماجستير مثلاً- .

ولقد حضرت مناقشة بعض الرسائل، فرأيت رئيس لجنة المناقشة يشيد بالرسائل ذات الصفحات القليلة، في حين أنه يتذمر من ذات الحجم الكبير على قوله، مدعياً أنها فارغة المضمون ويعمم على كل الرسائل؟!!

وحجة هؤلاء:أنه يؤخذ على الدراسات الشرعية كثرة الحشو، والتهميش الذي لا طائل منه، في حين أن الدراسات الأدبية، وكذا الرسائل في الغرب قد لا تتعدى الدكتوراه:120 صفحة.

تساؤلي حول الموضوع هو:

أيعقل أن أحدد عدد صفحات بحثي مسبقاً؟

أيعقل أن أبتر البحث لأخفف عن لجنة المناقشة عناء قراءة 400 صفحة ،فما يزيد؟

ما العمل إذا كان التقدير مقروناً بعدد الصفحات، بحيث كلما قلت ارتفع التقدير و العكس صحيح؟ وهذا ما شاهدته و حضرته، رغم المستوى المتوسط للرسالة المناقشة؟

إذا كان تحديد عدد صفحات البحث مسبقاً ممكناً في الدراسات و البحوث العلمية التجريبية، فهل ذلك ممكن في الدراسات الشرعية؟

بانتظار آرائكم في الموضوع

والله الموفق
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
الأخت الكريمة حفظكِ الله ورعاك وسدّدك ..

موضوع الدراسة ومحلّها هو الذي يحدّد حجمها، ولا شكّ أنّ كثيراً من الرّسائل يُحشى حشواً، ثم يُعاد فيه ويُزاد، ولا فوائد ثمّة ولا خيرات، إنما هو الكلام الذي لا طائل تحته في كثيرٍ من الأحيان ..

وأوافق على أن طبيعة الدراسة قد تقتضي أحياناً عدداً ضخماً من الصّفحات، فإن كان كذلك فلا ضير، وإن كان مثل هذا يتحمّله الطالب الذي اختار الموضوع من جهة، فيترتّبُ عليه من الجهد المضني، وتتحمله اللجنة التي وافقت على الموضوع من جهة أخرى ..

وفي مثل هذه الحالة لا بدّ أن يوفيَ الطالب استحقاق الدراسة، ولا يُقصّر فيها، حتى لو كان عدد الصفحات كثيرا .

وأظنّ أن تحديد عدد الصفحات بما لا يزيد عن 250 صفحة مثلاً، المقصودُ منه أن يُختار من العنوانات والموضوعات ما يتلاءم مع الحجم المطلوب، ولمثل هذا فائدة، وهي أن يعمد الطالب إلى موضوع جزئيٍّ مركّز، فيستفرغ فيه جهده، ويعالجه معالجة جادّة، بدلاً من يُرهق نفسه في رحاب موضوعات كبيرة؛ يمشي في مناكبها، ثم لا يًخرج فيها بجديد .
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم
موضوع ظريف، وهو في نفس الوقت جدير بالدراسة والنقاش
ويبدو أن هذا الأستاذ الذي انتقد حشو الرسائل ، وثقل وزنها الورقي: على قدر كبير من الوعي، وسيأته ذكر وجه ذلك بعد قليل.
والأساتذة المناقشون يهربون في العادة من مناقشة أمثال هذه الرسائل لما يكلفه عليهم من قراءة هذه الرسائل ونقدها مما يتطلب منهم جهدا مضاعفاً.
ومن القصص التي تروى أن أحد الطلاب لم يجد مناقشاً له لأن مشرفه كلما اتصل على أحد الأساتذة ليكون من جملة المناقشين سأله عن عدد صفحات هذه الرسالة فإذا أخبره أنها تربو على الألف أبدا له المعاذير، أو أن ذكر هذا العدد كافٍ لوحده في استباحة الإعراض.
فكان المشرف بسبب هذا العدد في موقف لا يحسد عليه.
وقرأت قريباً للدكتور أبي أمامة الشلي في كتابه "العقل الفقهي" تعجبه من أن يكون عدد الصفحات معياراً وحداً للرسائل الجامعية.
وفي الحقيقة أن الأمر كما ذكر مشرفنا الكريم الشيخ رأفت، فهو يحتاج إلى عملية موازنة، وإعطاء الموضوع حقه ثم لا يبالي به بعد ذلك أين انتهت أرقامه.
وشخصية الباحث في بحثه، والمادة المدروسة هي التي تفرض نفسها.
وإن كنتُ ميَّالاً إلى ما ذكره الأستاذ الكريم المناقش من الاستياء من نفخ الرسائل، حتى صار عادة يقصده الطلاب قصداً.
ولذلك أسباب:
منها: الخروج عن الموضوع الأساس من البحث إلى قضايا جانبيه استدعاها البحث فكان حقها التعريج إليها بقدر لا أن يقتطع لها أجزاء مفصلية من رسالته.
ومنها: عدم تأهل كثير من الباحثين، فإذا ما نزلت به مشكلة في بحثه أفرد لها بحثاً لحرصه على الوصول إلى نتيجة مفيدة، وهكذا.
ولو أنهم كانوا على قدر من العلم والملاءة لما تعرضوا للمشاكل أصلاً، فضلاً أن يتكلفوا حلها.
ومنها: صناعة الخطة، فالباحثون لاسيما في الماجستير لا يكونون في العادة على علم بمسالك صناعة الخطط، فيبون البحث بناء على بعض الموضوعات ذات الصلة، كما أنهم قد لا يكونون على علم بحقائق موضوع رسالتهم فربما طرقوا غير باب، أو مضوا إلى درب غير نافذ.
ومنها: كسل كثير من المشرفين من القيام بواجبهم الإشرافي، والذي يقوم على أساس متابعة الطالب، فإذا ما انحرف الطالب مضى ولم يكد يدري عنه إلا يوم المناقشة!
ومنها: أن كثيراً من الموضوعات لا تعالج مشكلة في البحث أصلا، وإذا كان الأمر كذلك فلا عليها أن تذهب حيث شاءت، المهم أن تنجز مباحث الرسالة.
والموضوع بظني ثري جداً، وهذه مشكلة لها تبعاتها، آمل من الإخوة إثراء الموضوع.
تذكرتُ شيئاً:
لنعلم صدق دعوى هذا الأستاذ المناقش فما علينا إلا أن نحسب حجم المكرور من المباحث، ثم نقول: مكرَّر وبائت ثم إرهاق للمناقش!
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيكم
حقيقة هذا موضوع مهم ودقيق وله عدة جوانب :
منها : طريقة اختيار الموضوع قبل تقديمه للقسم هل هو مبني على استشارة اهل الاختصاص وإدراك جوانب الموضوع ؟ أو مجرد رأي شخصي للباحث ؟ لا سيما عند عدم النضج في مرحلة الماجستير .
ومنها : طبيعة التخصصات الشرعية التي لا تعتمد النتائج بقدر ما تعتمد البسط .
ومنها : طريقة بلاد المشرق في الدراسة والبحث والتأليف سواء على مستوى الجامعات أو الدراسات العليا والتي تعتمد السرد لا التحليل .
ومنها : تأثير الآراء الشخصية في المناهج وطرق البحث في جامعاتنا فلرأي أستاذ معين له قيمته العلمية أو المكانة الخاصة في القسم يصبح منهج هذا الأستاذ هو المتبع وجوباً .
ومنها : تخوف الطالب من عدم قبول الموضوع من قبل القسم بسبب قصره وعدم صلاحيته مما يجعله يزيد في مباحث الرسالة ليكون أدعى للقبول لدى القسم .
ومنها : وجود أساتذة يسيرون على المنهج القديم في طرق البحث وهم غير قابلين للتغيير او التجديد ويرون عدم الخروج عن هذا المنهج لكونه غير مألوف لديهم وليس عندهم الاستعداد لتطوير أنفسهم بل إنهم يرفضون كل ما هو جديد فيرفضون كثيرا من الموضوعات لعدم إدراكهم لها لكونهم لم يتعلموها في مراحل دراستهم كالموضوعات المعاصرة والنوازل الحادثة ووو .

واخيراً يبقى السؤال الذي طرحته الأخت : هل يمكن تحديد عدد الصفحات ؟
بنظري أنه هذا يصعب وقد جربته بنفسي أن أحدد عددا معينا من الصفحات لمبحث ما ومدة معينة للانتهاء منه فأجد نفسي قد تجاوزت العدد بكثير وتجاوزت المدة المتوقعة أيضا وذلك لظهور جزئيات لم تكن متوقعة ابتداء فيبدأ التسلسل والمتواليات .
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
ومنها: عدم تأهل كثير من الباحثين، فإذا ما نزلت به مشكلة في بحثه أفرد لها بحثاً لحرصه على الوصول إلى نتيجة مفيدة، وهكذا.
ولو أنهم كانوا على قدر من العلم والملاءة لما تعرضوا للمشاكل أصلاً، فضلاً أن يتكلفوا حلها.

ومما يستظرف ذكره هنا وهو أيضاً من المضحكات المبكيات، أن كثيراً من الأبحاث والرسائل هي في أحسن أحوالها عبارة عن عرض للمشاكل التي يتعرض لها البحث ومحاولة لعلاجها أكثر من كونها تقدم حلاً لمشكلة حقيقة مستعصية أو أنها تقدم إضافة علمية.
---------
بارك الله في جميع الإخوة ، فقد أثريتم الموضوع ، ولا نزال نطمح في المزيد، وأفكر في كتابة النتائج المستخلصة من مثل هذه الموضوعات الثرية ثم تسجيلها في قسم التقارير العلمية والنتائج الفقهية، ويذكر معها رابط الموضوع.
وبهذا يكون الموقع فعال ومنتج في نفس الوقت، ونكون مصلحين على أرض الواقع بنشر المشكلة وأسبابها وعلاجها.
فملتقى المذاهب الفقهية يطمح أن يبقى كما هو حوارياً من ناحية الصورة لكنه يأمل أن يكون مع ذلك منتجاً من ناحية المادة.
 
التعديل الأخير:

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
بارك الله فيكم، ونفع بكم

أشاطركم الرأي أساتذتي الأفاضل فيما أدليتم به ، ولكن الأستاذ المناقش الذي وصفه الأخ فؤاد يحيى بالواعي، لا أراه واعياً البتة؛ ذلك أنه عمم ولم يخص رسالة من أخرى، بل كل رسالة في نظره تعدت 120 صفحة هي حشو في حشو، بغض النظر عن طبيعة الموضوع.

بل أصبح تقييمه للرسائل بالحجم، وهو ما أدى ببعض الطلبة المتسلقين- عفواً على هذا التعبير-الذين هدفهم الأسمى هو الحصول على الشهادة من أجل العمل و إحراز وظيفة في الجامعة، يقدمون رسائلهم في وقت قياسي، وتقبل وتناقش، وقد يحصل صاحبها على أعلى تقدير دون أن يكون له أدنى مجهود، خاصة إذا ما اختار الطالب الذكي الخط المناسب لكتابة رسالته.

هذا ما أردت قوله، و أوافق الأخ طالب هدى حيث يقول أن الأمر يصعب، بل أراه يكاد يكون مستحيلاً في الدراسات الشرعية.

والسلام عليكم.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,136
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن

طليعة العلم

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
25 أبريل 2010
المشاركات
670
التخصص
فقه
المدينة
في السعودية
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: دعوة للمشاركة:هل يمكن تحديد عدد صفحات الرسالة العلمية مسبقاً؟

جزاكم الله خيرا .. وبارك فيكم

واخيراً يبقى السؤال الذي طرحته الأخت : هل يمكن تحديد عدد الصفحات ؟
بنظري أنه هذا يصعب وقد جربته بنفسي أن أحدد عددا معينا من الصفحات لمبحث ما ومدة معينة للانتهاء منه فأجد نفسي قد تجاوزت العدد بكثير وتجاوزت المدة المتوقعة أيضا وذلك لظهور جزئيات لم تكن متوقعة ابتداء فيبدأ التسلسل والمتواليات .
أوافقكم الرأي
فقد وضعت في بداية بحثي مخططا زمنيا ولكني لم أستطع الالتزام به
ثم وضعت آخرا ولم أستطع أيضا الالتزام به
مما جعلني أضع الان مخططا يعطي كل مبحث فترة زمنية أكثر مما يستحق
على الأقل اذا انتهيت من المبحث قبل انتهاء مدته الزمنية أشعر قليلا برفع المعنويات

أما بالنسبة لعدد الصفحات أتذكر أني عندما سلمت الخطة كنت أقول عن بعض المسائل أنها لن تأخذ مني سوى القليل
وحين أنظر الى الرسائل العلمية أقول من أين آتي بالكلام لأنجز رسالتي؟؟
والآن أصبحت قبل كل مطلب أقول : اللهم قلل الصفحات!!!!!
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: دعوة للمشاركة:هل يمكن تحديد عدد صفحات الرسالة العلمية مسبقاً؟

والآن أصبحت قبل كل مطلب أقول : اللهم قلل الصفحات!!!!!
والله فكرة سأقوم بها كلما توسعت الفصول وتضخمت (ابتسامة)
 
أعلى