العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
ضرورة الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين في المرحلة الراهنة والفئة المستهدفة من الحوار في الجانبين وضوابط وموضوعات مقترحة لنجاح هذا الحوار يبينه الدكتور محمد عمارة في هذه الورقة البحثية انظر هذا الرابط: www.nfaes.com/Articliesfiles/44aqpg.doc‎
لأهمية هذا المقال حبذا أن تقرأوه وتدلوا بآرائكم حوله بالموافقة أو الرفض أو التعديل ولو بالشكر في الهامش، والأفضل عدم الاكتفاء بالسكوت؛ لأنه لا ينسب لساكت قول، والسكوت في معرض الحاجة بيان.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

أستاذنا الفاضل
الرابط لا يعمل
ليتكم تضعون المقال هنا لقراءته مباشرة
ولكم الشكر الجزيل
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

قــضـــايــــا
*****
بسم الله الرحمن الراحيم

الحوار بين الإسلامية والعلمانية

**********

تقديم الدكتور / محمد عمارة
" الإسلاميون " .. و" العلمانيون " مصطلحان شاع استخدامهما فى كثير من الأدبيات الفكرية والسياسية المعاصرة المتخصصة منها والصحفية على السواء.

أما مصطلح " الإسلاميين " – ومن العلمانيين من ينكر ويستنكر استخدامه كوصف لقطاع من المسلمين دون غيرهم – فهو مصطلح قديم الاستخدام فى أدبيات الفكر الإسلامى القديم .. وشهير ذلك الكتاب الذى كتبه إمام الأشعرية ، أبو الحسن الأشعرى ( 260 324 هـ 874 – 936 م ) تحت عنوان ( مقالات الإسلاميين ) بل إن هناك كتاباً آخر ، يحمل نفس العنوان كتبه واحد من أئمة المعتزلة كان معاصراً للأشعرى وهو أبو القاسم البلخى ( 319 هـ 936م) .. إذن فمصطلح " الإسلاميين " قديم وليس من مخترعات الصحوة الإسلامية المعاصرة كما يحسب بعض الناس.وهذا المصطلح لا يستخدم – قديماً ولا حديثاً – باعتباره مرادفاً لمصطلح : " المسلمين " " فالمسلمون " هم كل من يتدين بدين الإسلام أما " الإسلاميون " فإنهم طلائع الفكر والعمل الإسلامى المشتغلون بصناعة الفكر والذين يقودون العمل لوضع هذا الفكر فى الممارسة والتطبيق فكل " إسلامى " هو مسلم وليس العكس دائماً بصحيح. والذين ينظرون فى كتاب الأشعرى ( مقالات الإسلاميين ) أو فيما بقى من كتاب البلخى ، لا يجدون حديثاً عن جمهور المسلمين وعامتهم وإنما عن الفرق الإسلامية والجماعات التى تمثل تيار الفكر الإسلامى والتى تعمل بصناعة الفكر وتجاهد من اجل وضعه فى الواقع لينمو ويزدهر ويسود.وبهذا المعنى المحدد لهذا المصطلح – " الإسلاميون " شاع ويشيع استخدامه فى الأدبيات الحديثة عنواناً على طلائع وتنظيمات ومؤسسات وعلماء ومفكرى الصحوة الإسلامية ، أولئك الذين يجتهدون ويجاهدون لقيادة الأمة كى تنهض فتغير الكثير من الأفكار السائدة وتستبدل الكثير من معالم الواقع السائد ، وفق مناهج الإسلام – كما يتصور كل فصيل من فصائل هذه الطلائع والتنظيمات والمؤسسات والعلماء والمفكرين .. فإذا قلنا : التنظيمات الإسلامية أو المفكرون والإسلاميون ، أو المؤسسات الإسلامية ، فلا يعنى ذلك نفى الإسلام ولا نفى التدين به عن غيرهم ممن هم مسلمون يؤمنون بالإسلام ويتدينون به ، لكنهم لم يختاروا لأنفسهم مواقع الطلائع المجاهدة – على مختلف جبهات الجهاد – فى سبيل إعادة الصبغة الإسلامية والمعايير الإسلامية لتحكم تصورات الفكر وحركة الواقع فى حياة المسلمين.هذا عن مصطلح " الإسلاميين ".
أما مصطلح " العلمانيين " فإنه فى نشأته الغربية قد عنى ويعنى اولئك الذين رفضوا تدخل الكنيسة أو سيطرتها ، وتدخل اللاهوت المسيحى نعاييره فى شئون الدولة ومؤسساتها وفكرها الدنيوى .. وجعلوا العالم والواقع والدنيا المنطلق الوحيد والمصدر الأوحد للفكر وللممارسات الدنيوية فى السياسة والاجتماع والاقتصاد والعلم والتعليم والاعلام إنهم الطلائع الغربية التى قادت النهضة الحديثة فى الغرب فى مواجهة الكنيسة ولاهوتها وسلطتها الدينية ، فاستخلصت الدولة والمجتمع – او حاولت ذلك من قالب قدسية التصورات الكنيسة التى فرضت عليها الجمود والتخلف لعدة قرون. أما عن الاستخدام العربى والإسلامى لهذا المصطلح " العلمانيون " – فلقد جاء ثمرة من ثمرات سيدة الفكر الغربى على الواقع الإسلامى. بعد عموم هيمنة الغزوة الاستعمارية الحديثة على ديار الإسلام.. وأول من أدخل هذه الكلمة – وكتبها هكذا : عالمنى – وعالمانية – نسبة إلى العالم – كمقابل لله والدين والمقدس – هو أحد المترجمين عن الفرنسية – إلياس بقطر المصرى – والذى عمل مترجماً للحملة الفرنسية على مصر – ( 1798 – 1801م) – والذىرحل للحملة الفرنسية – إلياس بقطر هو أول من ترجم هذا المصطلح عن الفرنسية ، عندما ترجم المعجم الفرنسى إلى العربية سنة 1828م – ( انظر : د. السيد أحمد فرج "علمانى وعلمانية .. تأصيل معجمى مجلة " الحوار " العدد 2 السنة الأولى 1406 هـ 1986 م ).ثم .. وبالتدريج شاع استخدام مصطلح العلمانى والعلمانيون على شريحة من المفكرين والمثقفين الذين تبنوا موقف الحضارة الغربية الحديثة فى ضرورة فصل الدين عن الدولة ، لأنهم رأوا الإسلام – كما رأت أوروبا المسيحية – ديناً لا دولة ومن ثم فلقد راوا ضرورة أن تكون نهضتنا – كما كانت نهضة الغرب – علمانية ، تفصل الدين عن الدولة ، وتدع ما لقيصر لقيصر وما لله لله... هذا عن ضبط المصطلحات – " الإسلاميون " و" العلمانيون " وعن مضامينها.أما عن ما تطرحه هذه الصفحات من ضرورة وأهمية الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين فى بلادنا الإسلامية ، وفى الحركة الفكرية على امتداد ديار الاسلام.. فإننا نقدم أفكارنا حوله فى عدد من النقاط الموجزة طلباً للحوار حولها ، كتمهيد يضمن النجاح لهذا الحوار .. وفى هذا المقام فإن هناك:

أولا : دواعى الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين:
إن كاتب هذه الصفحات يؤمن بأن " التناقض الرئيسى والحاد والملح " فى ظروف الصراع الذى تعيشه أمتنا ، والتحديات التى تواجه نهضتنا ليس هو التناقض بين الإسلاميين والعلمانيين من ابنائها .. وإنما هو الصراع بين الأمة بتياراتها المختلفة والمتعددة وبين الهيمنة الغربية بصورها المتعددة : الحضارية والسياسية والأقتصادية والعسكرية ..فتيارات الأمة المختلفة ومنها الإسلاميون والعلمانيون – عندنا تواجه هيمنة الغرب وتحدياته لابد وأن تكتشف هذه التيارات أن ما بينها من نقاط التقاء أو تقارب فى المواقف يرجح ما بينهم جميعاً وبين الهيمنة الغربية من فواصل وتناقضات.وهنا قد يتساءل البعض – وله كل الحق فى التساؤل :- إذا كانت العلمانية خياراً غريباً – وهى كذلك فى رأينا – وإذا كان العلمانيون فى بلادنا – رغم الجنسية واللغة والمواطنة والدين هم رافد متغرب ، يمثل امتداداً للفكر الغربى فى عقل الأمة ووجدانها .. ألا يكون الأوفق والأدق أن نعتبرهم مع الغرب فى سلة واحدة ومعسكر واحد ، فنرى – نحن الإسلاميين – أن ما بيننا وبينهم من تناقضات هى ذات ما بيننا وبين الغرب – مصدر النسق الفكرى الذى به يؤمنون وإليه يعون – من تناقضات ؟ وألا يكون – والحال هذه – التناقض القائم بين الإسلاميين والعلمانيين تناقضاً رئيسياً وعدائياً ، يجعل الحوار معهم عبثاً .. لأن الواجب معهم هو " الصراع " وليس الحوار؟هذا هو التساؤل المشروع والوجيه الذى لا بد من الإجابة عليه قبل المضى فى تعداد الفكار التى نقترحها حول هذا الحوار.وبادئ ذى بدء فإننا ممن يؤمنون بالعلاقة القائمة بين " الحوار " وبين " الصراع " ! ففى كل " صراع " " حوار " – حتى وإن تعددت الأساليب !- وفى كل " حوار " " صراع " يتخذ الشكل المناسب للموضوع ولدرجات التوافق والتقارب والاختلاف بين فرقاء " الحوار " ! فليس هناك سور صينى يعزل " الحوار " عن " الصراع "!ثم .. وهذا مهم فى قضيتنا – إننا يجب أن نميز فى تيار العلمانيين ببلادنا الإسلامية بين شرائح وفصائل ثلاث :
أ‌. العلمانيون الثوريون : الذين هم الامتداد للعلمانية الثورية الغربية ، تلك التى لم تقف من الدين عند حدود طلب الفصل بينه وبين الدولة ، وإنما أرادت لفلسفتها المادية الخالصة ولنزعتها الإلحادية المعلنة ولموقفها الثورى – أرادت وطمحت وعملت على اقتلاع الدين والتدين من المجتمع بأسره .. يجب أن نميز هذه الشريحة من شرائح العلمانيين فى بلادنا – وهى محدودة العدد والتاثير، والحمد لله – لأن الخلاف معها فى " الأصول " وليس فى " الفروع " وهى فى تقديرنا ، غير مؤهلة – طالما بقيت فى مواقعها الفكرية هذه – لأن تكون طرفاً فى حوار فكرى حول معالم مشروع حضارى لاستقلال الأمة ونهضتها ، فإن مثل هذه الشريحة هى فى واقع الأمر جزء من الامتداد السرطانى الغربى يصعب إن لم يكن مستحيلاً صلاحها لتكون طرفاً فى هذا الحوار.
ب‌.
الداعون – بوعى لتبعيتنا للغرب : وهذه الشريحة من شرائح التيار العلمانى فى بلادنا وإن رفع أصحابها شعارات الدعوة إلى الاستقلال الوطنى إلا أنهم يقفون به عند حدود الاستقلال الاقتصادى .. لكنهم يعادون ما نسميه " الاستقلال الحضارى " استقلال الهوية المتميزة عن هوية الغرب .. ولذلك فإن "" الاستقلال " الذى يدون إليه فى أوطانهم هو فى حقيقته – وعلى الجبهة الحضارية التى هى جوهر أى استقلال – إن هذا " الاستقلال " الذى إليه يدعون ، هو فى حقيقته استقلال " الوطن – الإقليم " عن ماضيه وتراثه ومكوناته الإسلامية .. وعن محيطه الإسلامى .. وهم عندما يدعون هذا الوطن ، الذى يعزله هذا " الاستقلال " عن هويته الإسلامية وعن أمته الإسلامية عندما يدعونه إلى تبنى " الخيار الحضارى الغربى " فإنهم إنما يدعونه إلى الالتحاق والإلحاق الحضارى بالمركز الغربى .. فهى حقيقة – والحال هذه – دعوة للتبعية وليست للاستقلال .. ودعاتهم " عملاء " لحضارة الغرب ، حتى وإن رفعوا شعارات " الاستقلال " عن الاستعمار السياسى الغربى لأوطانهم؟
ولقد يتساءل البعض : هل هناك وجود حقيقى لمثل هذه الشريحة فى التيار العلمانى ببلادنا ؟ونحن نقول : نعم إنهم – رغم قلتهم – والحمد لله – موجودون – ولقد تخلق موقفهم هذا فى واقعنا الفكرى والعملى منذ الحملة الفرنسية على مصر ، وتبلورت دعوتهم فى صورة استبدال الرابطة الحضارية الغربية برابطة الجامعة الإسلامية .. ولقد كانوا – ولا تزال بقاياهم – على وعى بأبعاد موقف التبعية التى إليها يدعون وبها يبشرون ، ذلك أن الرباط الجامع لأبناء هذه الشريحة من العلمانيين كان العداء للإسلام كدين ، ولرابطة الجامعة الإسلامية ، كرمز لوحدة أمة وديار الإسلام .. وكانوا فى الأساس من غير المسلمين – كشرذمة من الأقباط الذين لم يجدوا فى مسيحيتهم بديلاً سياسياً لدولة الإسلام وحضارته ، فكان تبشيرهم بالخيار الغربى ونموذج الحضارة الغربية السبيل لتحقيق هدفهم فى إزاحة الأسلام عن أن يكون صبغة الدولة والنهضة والحضارة فى ديار المسلمين.فهذه الشريحة من شرائح العلمانيين ببلادنا موجودة – وإن قل عددها ، وافتضح أمرها – وهى لأنها شريحة " عملاء – حضارة " ليست صالحة ولا مؤهلة لأن تكون طرفاً فى هذا الحوار الذى تتحدث عنه هذه الصفحات.
ج – دعاة فصل الدين
عن الدولة من العلمانيين الوطنيين والقوميين : وهؤلاء هم الذين نعنيهم عندما نتحدث عن الطرف العلمانى فى الحوار مع الإسلاميين ذلك أن هذا الفصيل من فصائل العلمانيين – وهو الأكثر عدداً والأقوى نفوذاً فى مراكز التوجيه السياسى والثقافى والإعلامى فى الأنظمة والمؤسسات الوطنية والقومية – إن هذه الشريحة من شرائح التيار العلمانى .. فالخلاف بينهم وبين الإسلاميين ليس خلافاً فى " الأصول " الاعتقادية وانما هو خلاف فى " الدولة " هل تكون " إسلامية " بالمعنى الذى تعنيه هذه " الإسلامية لدى الإسلاميين؟ .. أم تكون مجرد دولة "مسلمة " تتبنى الإسلام " الدين " وتحافظ على قيمه وشعائره ، دون أن تتبنى " دولة " الإسلام .. وموقفهم هذا من " دولة " الإسلام ، ليس كما يحسب بعض الإسلاميين – " جحوداً " للشريعة ، يرشحهم للدخول فى إطار " الكافرين " وإنما مبعث هذا الموقف ، لهؤلاء العلمانيين من " دولة " الإسلام هو الاعتقاد الذى كونه لديهم الفكر الغربى بأن الاسلام لا يرفض العلمانية لأنه – كالمسيحية دين لا دولة يدع ما لقيصر لقيصر ومالله لله.. إذن فموقفهم الفكرى هذا هو ثمرة من ثمرات هيمنة النسق الفكرى الغربي على مؤسساتنا الفكرية والعلمية والتعليمية والإعلامية وهى المؤسسات التى تعلم وتثقف وتكون فيها هؤلاء العلمانيون .
لقد فهموا إسلامنا على النحو الذى فهم به الغرب المسيحية .. لقد تطلعوا إلى نهضة أمتنا على النحو العلمانى الذى تمت عليه نهضة الغرب .. ولقد قرءوا تاريخنا الحضارى بمناهج الاستشراق فرأوه بعيون غريبة فلما اجتهدوا فى تصورهم لعلمانية الدولة المسلمة ، كان موقفهم إذا شئنا الإنصاف – لوناً من خطأ المجتهدين ، وليس جحوداً للشريعة يدخلون به فى عداد الكفار .. إذن فالخلاف معهم هو فى إطار " الفروع " – و " الدولة " بإجماع تيارات الفكر السنى هى من " الفروع " - .. كما أن تبنى هذا الفريق العلمانى لما يتبنون من سمات وقسمات ومكونات الخيار الحضارى الغربى ليس تبنى " العملاء " الذين يدعون بوعى إلى إلحاق أمتهم وأوطانهم بالمركز الغربى وإنما هو خطأ فى الاجتهاد الذى اجتهدوه عندما حسبوا أن السبيل إلى الاستقلال عن الغرب وإلى وإلى التحرر من استعماره وهيمنته هو فى تبنى أنماط من نموذجه الحضارى فهو خطأ فى اختيار " اسلحة الاستقلال عن الغرب " وليس دعوة واعية للتبعية لهذا الغرب كما هو حال فريق " العملاء " من العلمانيين.ثم.. إننا يجب أن نقدر – كي نكون منصفين – موقف هذه الشريحة من مفكرينا ومثقفينا عندما نظروا وقارنوا بين " الخيار الحضارى الغربى " بتقدمه العلمى ، وازدهاره الفكرى والأدبى والفنى وبالتطبيقات العملاقة التى أنجزها هذا الخيار فى ميادين التقدم المادى .. قارنوا بين ذلك وبين " الخيار الإسلامى " فى صورته " المملوكية – العثمانية " وهو الذى حسبوه الخيار الإسلامى الحقيقى والوحيد – فكان أن انبهروا بالخيار الغربى فتبنوه، وأداروا ظهرهم للخيار الإسلامى الحقيقى والوحيد – فكان أن انبهروا بالخيار الغربى فتبنوه وأداروا ظهرهم للخيار الإسلامى كاجتهاد خاطئ ظنوه مزيدا من الحرص على ضمان النهضة للمسلمين ؟كما يجب أن نعى دلالات " العودة " الى تبنى الخيار الإسلامى بدرجات متفاوتة – من قبل عدد متزايد من أعلام وعلماء ومفكرى هذا التيار، ونقد بعضهم " لموقف الانبهار " بالغرب ولدعوى مماثلة الإسلام للمسيحية إزاء الدولة والقانون فمنذ الدكتور محمد حسين هيكل باشا ( 1305 – 1375 هـ ، 1888 – 1956 م ) والدكتور منصور فهمى باشا ( 1303 – 1378 هـ ، 1886 – 1959 م ) وموكب العودة هذا يؤكد تميز موقف هذا الفريق من تيار العلمانيين – تميزاً أساسياً وحقيقياً – عن موقف الشريحتين اللتين سبقت إشارتنا إليهما .. وفى ذلك ما يشهد على ضرورة وأهمية ومنطقية الحوار بين الإسلاميين وبين هؤلاء العلمانيين.كما يجب أن لا يؤثر فى اقتناعنا بهذه الحقيقة ما نراه فى السنوات الأخيرة من حدة فى اللغة التى يتناول بها نفر من هؤلاء العلمانيين " الخيار الإسلامى " ذلك أن مقولات الغلو ومظاهر الجمود التى برزت فى السنوات الأخيرة لدى بعض فصائل الإسلاميين هى مما قد يستفز حلماء الإسلاميين ! فهل نستغرب أو نتعجب إذا هى أخافت نفراً من العلمانيين فاستفزتهم ليستخدموا لغة عنيفة وخشنة وغير لائقة فى الحديث عن هذا الغلو وهذا الجمود الذى حسبوه " الخيار الإسلامى الغالب " كما حسب سلفهم النسق الفكرى للماليك والعثمانيين " الخيار الإسلامى الوحيد " ؟!إننا يجب أن نقدر هذه العوامل وهذه الملابسات حتى لا تدفعنا الغفلة عن تأثيراتها بعيداً عن التقييم الدقيق للموقع الفكرى الذى يقف فيه هذا الفريق من العلمانيين.لقد ظل اسلافهم يميزون فى النظرة والتقييم والتقدير بين مدرسة التجديد والاحياء التى تبلورت من حول جمال الدين الأفغانى ( 1254 – 1314 هـ ، 1838 – 1897 م ) والإمام محمد عبده ( 1266 – 1323 هـ ، 1849 – 1905 م ) وبين فصائل الجمود فى المؤسسات الإسلامية التقليدية ، ودوائر الخرافة والشعوذة فى الطرق الصوفية .. ولعل فى تبلور ووضوح تيار الاجتهاد والتجديد فى الصحوة الإسلامية المعاصرة ، ما يعين هذا النفر من العلمانيين على تبين خطأ الموقف الذى لا يرى من الإسلام وخياره الحضارى الإ سمات الغلو ومقولات اهل الجمود ! وأخيراً – فيما يتعلق بدواعى الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين – فإن هناك حقيقة واقعة يؤمن بها كاتب هذه الصفحات فحواها : أن النهضة الإسلامية المنشودة لأمة الإسلام ودياره والمشروع الحضارى الذى يجتهد المجددون الإسلاميون لصياغته دليل عمل ينير الطريق أمام طلائع الساعين إلى هذه النهضة الإسلامية .. إن هذا العمل الكبير والمتشعب والمنوع ، لا يملك الإسلاميون وحدهم كل حقائقه وعلومه وفنونه وخبراته ومهاراته .. فهى لا تقف عند علوم الشريعة التى هى أغلب بضاعة أغلبيتهم كما أن شروط هذه النهضة وعلومها وموادها ليست كلها دينا خالصاً .. ومن هنا يأتى الدور على ضرورة إسهام القطاع العلمانى فى هذا المشروع .. وأيضا – وهو غنى عن التأكيد والتفصيل – فإن أى مشروع لنهضة المسلمين لا يمكن أن يتصور بعيداً عن الإسلام ، وبالتالى دون الإسهام الأول والأكبر للإسلاميين .. الأمر الذى يستوجب ضرورة هذا الحوار الذى نتحدث عنه بين الإسلاميين والعلمانيين.
هذا عن دواعى هذا الحواروإذا كنا قد ميزنا فى الحديث عن التيار العلمانى – بين فصائله الثلاثة وحددنا الفصيل الصالح والمؤهل ليكون طرفاً فى هذا الحوار ..

فإن تفصيلاً شبيهاً بهذا يجب القيام به ونحن نتحدث عن الطرف الإسلامى فى هذا الحوار .. ذلك أننا ممن يؤمن أن تيار الصحوة الإسلامية المعاصرة هو تيار عريض ومتعدد الفصائل والسمات والمواقف والمواقع إلى الحد الذى يستحيل معه اختزاله فى جماعة واحدة ، او فصيل بعينه ، دون غيرهما من الفصائل والجماعات .. فهناك :
أ‌- النصوصيون : الذين يتعاملون مع " التراث " بالقدسية التى يتعاملون بها مع " الوحى الإلهى ط " والسنة النبوية الثابتة " وهؤلاء يعيشون فى الماضى أكثر مما يعيشون فى العصر ويهملون نعمة العقل أو يغضون من شأنها ، حتى ليسوى نفر منهم بينها وبين " الهوى " ويضفون قدسية الدين على " تجارب " السلف فيتوهمون – متجاهلين سنن الله فى التطور والتغير – إمكانية صب الحاضر والمستقبل فى " تجارب " السلف ، صالحاً كان أو طالحاً هذا السلف إنهم لا يرون أبعد من ظواهر النصوص وحرفيتها ولا يبصرون النجاة إلا لذاتهم فلا يعترفون " بالآخر " حتى من الإسلاميين فضلاً عن أن يكون هذا " الآخر" علمانياً ولذلك فلا سبيل إلى حساب هؤلاء النصوصيين كطرف من أطراف هذا الحوار .
ب‌-
وفصيل الغلو : وهو ذلك التيار الذى علا صوته بحركة الصحوة الإسلامية فى العقود الأخيرة فرقع شعارات من مثل " التكفير " والجاهلية " وحكم بهما على الأمة الإسلامية أو على دولها ونظمها ومجتمعاتها .. وهذا الفصيل الذى يمثل رد الفعل المحتج والغاضب على شيوع التحلل من منهج الإسلام – الذى يحدثه التغريب – هو – بحكم الغلو والغضب – عاجز عن تقديم البديل العملى للنموذج الغربى وعاجز عن صياغة المعالم الحقيقة لخلاص الأمة من المأزق الذى يأخذ منها بالخناق .. فضلا عن أنه لغلوه وغضبه لا يعترف " بالأخر " حتى من فصائل الإسلاميين ولذلك كان طبيعيا استبعاد هذا الفصيل – الغلو – من بين أطراف هذا الحوار .

ج – الحركات الإسلامية الكبرى : وإذا كانت الحركات الإسلامية الكبرى هى فى أغلبها – حركات اعتدال تقترب فى أغلب مواقفها من موقع الوسطية الإسلامية – التى تمثل منهج الإسلام وإذا كانت – لذلك – صاحبة مصلحة أكيدة فى الحوار مع العلمانيين ..
فإن هناك محاذير تدعونا إلى التنبيه على ضرورة أن لا " يبدأ " هذا الحار من جانب الإسلاميين بممثلين يمثلون هذه الحركات .. لا لفقر فى الفكر لدى كثير من قيادات هذه الحركات .. ولإثارات سياسية بين عدد من هذه الحركات وكثير من العلمانيين تسمم جو الحوار .. لا لهذه الأسباب وحدها – لأننا سنجد فى بعض هذه الحركات مفكرين لامعين ومتميزين هم فى طليعة علماء الإسلاميين المؤهلين لتمثيل الطرف الإسلامى فى هذا الحوار .. ولكننا نرى فى " الالتزام التنظيمى " لأعضاء هذه الحركات الإسلامية عائقا دون توافر المرونة اللازمة على الأقل للمراحل الأولى فى هذا الحوار .. ولذلك ، فإننا لا نحبذ بدء هذا الحوار وممثلوا الطرق الإسلامية فيه أعضاء ملتزمين بحكم عضويتهم فى هذه الحركات وهو نفس الشرط وذات المطلب الذى نحبذه فيمن يمثل الطرف العلمانى فى بدايات هذا الحوار إن الالتزام الحزبى ، إسلامياً كان أو علمانياً لا بد وأن يمثل قيداً على " المرونة " التى ربما كانت ضرورية لحرية المتحاورين، ولآفاق اجتهاداتها وخاصة فى المراحل الأولى ، التى لابد وأن تقام فيها الأطر والقواعد لحوار الإسلاميين والعلمانببن.
د. فصيل : الاجتهاد والتجديد لحضارة الإسلام : وهذا الفصيل من فصائل الصحوة الإسلامية – على الرغم من أن الكثيرين يحجبون عنه الأضواء ولا يعترفون بدوره وحجمه وأهميته – هو الذى نراه أكثر فصائل الصحوة الإسلامية قدرة وجدارة وصلاحية لتبدأ به وعلى يديه المراحل الأولى من هذا الحوار .. إن المكتبة الإسلامية قد استقبلت وتستقبل فى العقود الأخيرة العديد من الأعمال الفكرية الجادة التى تمثل ابداع وتجديد واجتهاد هذا الفصيل فى ميدان تجديد الفكر الإسلامى ومحاولة صياغة الإسلام نموذجاً حضارياً وخياراً حضارياً بديلاً للنموذج الغربى .. وهذا الفصيل وإن يتبلور كتيار واحد أو متحد إلا أن له من الأعلام والعلماء والمفكرين بل وبعض المؤسسات ما يرشحه ليكون الداعى والبادئ لهذا الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين.

ثانيا : أهداف الحوار :كثيرة هى الأهداف المرجوة من وراء هذا الحوار .. ولعل فى مقدمة هذه الأهداف :
أ‌- اكتشاف العلمانيين للوجه الحقيقى للإسلام ولطاقات مشروعه الحضارى وإمكاناته فى تحقيق انتماء جماهير الأمة ، وتحريكها نحو أهداف التحرر والتقدم والقوة والانعتاق من أسر التخلف الموروث والاستلاب الحضارى .. وكذلك اكتشاف العلمانيين للوجه المشرق للصحوة الإسلامية كتيار بعث وإحياء واجتهاد وتجديد وتبديد الصورة الظالمة التى تصورها جميعها كرجعية وجمود وغلو وغضب واحتجاج .. وأيضاً ، اكتشاف الإسلاميين حقيقة موقف هذا الفصيل العلمانى ، وكيف أن علمانيته – ليست – كما يتوهم بعض الإسلاميين – مرادفة للعمالة والكفر والإلحاد .. والكشف عن ما لدى هؤلاء العلمانيين من علوم وخبرات ومهارات وإمكانات من الأهمية بمكان توظيفها فى خدمة المشروع الحضارى الإسلامى.
ب‌-
والأمر الذى لا شك فيه أن اكتشاف كل من طرفى الحوار لحقيقة الآخر سيفضى – عبر الحوار ومراحله – إلى تحديد نقاط الاتفاق والمواقف المتقاربة، وكذلك تحديد نقاط الخلاف، كمقدمة ضرورية لتعميق الأولى وتنميتها، ولتقليص الثانية وتحجيمها ومحاصرة آثارها ، وذلك بمنهج وروح تحديد أى هذه النقاط والقضايا والمشكلات يدخل فى إطار " الخلاف الطبيعى " بين تيارات الفكر المتعددة فى المشروع الحضارى للأمة الواحدة ؟ وأيها لا يدخل فى هذا الإطار .. فليس مطلوباً ولا متصوراً فى المدى القريب والمنظور أن يفضى هذا الحوار إلى إنهاء كل صور الخلاف ونقاط الاختلاف ما بين الإسلاميين والعلمانيين .. فهذا " الحلم – المثالى " غير متصور حتى داخل إطار الفصائل الإسلامية المتعددة .. وإنما الهدف المرجو من هذا الحوار بالدرجة الأولى هو تحقيق الاتفاق على الأصول وتقريب المواقف حول نقاط الخلاف عن طريق الفهم المشترك للمواقف مواطن الخلاف وذلك حتى تنحصر نقاط الخلاف – كما أشرنا – فى نطاق ما هو خلاف طبيعى بين فرقاء تجمعهم الوحدة على أصول المشروع الحضارى ، مع التميز والاختلاف فى الفروع والسبل والوسائل والرؤى التى يحبذها كل فريق لتحقيق هذه الأصول.

ت‌-
وثانى أهداف هذا الحوار – وهو ثمرة للهدف الأول – عندما يتحقق – هو رأب الصدع القائم فى عقل الأمة وقدراتها وطاقات أبنائها ذلك الصدع الذى حدث منذ أن نجح الاستعمار فى جعل التغريب خياراً تتبناه " الصفوة " و" النخبة " التى انبهرت بالنموذج الغربى فى التقدم.
ث‌- وإذا كان صراع الإسلاميين والعلمانيين – كما هو حادث الأن فى واقعنا – يستنفد أغلب طاقات الفريقين ويبددها ليس فقط فى استهلاك الوقت والجهد فى معارك كثيرة غير مثمرة ، وإنما أيضاً فى هدم كل فريق لما يبنى الآخر ، الأمر الذى يجعل حصيلة كل فريق من الجهود التى يبذلها محدودة وضئيلة ولا تناسب بينها وبين هذه الجهود وإن هذا الصراع يكاد أن يجعل الفريقين كمن يلعبون " لعبة شد الحبل " دون أن يكون فيهما غالب أو مغلوب ، فتقف طاقاتهما عند " الصفر " لا تتعداه ؟ وذلك هو منتهى ما يتمناه عدو هذه الأمة لطاقات أبنائها إسلاميين وعلمانيين.ج‌- فعودة الوحدة إلى " عقل الأمة " فى الأصول – مع حصر الخلاف والتمايز فيما هو من الفروع يعود بعقل الأمة الى الوضع الطبيعى الوضع الذى يكون فيه الخلاف مصدر ثراء فكرى وغنى فى الخبرات لا كما هو الحال عليه الآن مصدر هدر لأغلب إمكانات مختلف الفرقاء! هذا عن أهم أهداف الحوار..

ثالثا : قواعد وضوابط الحوار :
إنه التخطيط الجيد والمدروس لمراحل الحوار الأولى ، سينهض بدور رئيسى فى نجاح هذا الحوار .. وأن توفير الحد الأقصى من ضمانات النجاح فيه سيكون معينا على الوصول إلى أعظم النتائج فى أقرب الأوقات ، وبأقل قدر من الخسائر والجراح.. وعلى سبيل المثال – لا الحصر – فإن من الأهمية بمكان أن تتوفر لبدايات هذا الحوار مثل هذه القواعد والضوابط والضمانات : أ‌. أن تتكون للإعداد له " لجنة تحضيرية " مشتركة تضم عددا متساويا من فريق الإسلاميين والعلمانيين .ب‌. أن يراعى فى اختيار أعضاء " اللجنة التحضيرية " وكذلك فى اختيار من سينضمون إليهم فى مراحل الحوار الأولى ، علاوة على التحرر من الإلتزام الحزبى ، - الذى سبقت إشارتنا إليه – أن يراعى فيهم توفر الحد الأقصى الممكن من الصفات العلمية والخلقية التى تضمن الحد الأقصى من النجاح لهذا الحوار .. إنه " حوار حكماء " وليس مناظرة إعلامية يتسابق أطرافها على اكتساب تصفيق العامة والجمهور .ويجب أن يبدأ هذا الحوار بإسلاميين ذوى دراية بالفكر العلمانى وبعلمانيين ذوى دراية بالفكر الإسلامى ، وذلك حتى لا يكون شبيها " بحوار الطرشان " ؟ ذلك أن الفهم المشترك واللغة المشتركة والاحترام المتبادل هى من أهم مقومات البداية الناجحة لهذا الحوار.ج – أن يكون حوارا مغلقا بلا جمهور .. وأن تحجب مداولاته عن أجهزة الإعلام .. حتى إذا بلغت نتائجه تحقيق خطوات إيجابية على درب الاتفاق أو التقارب كان بالامكان صياغة هذه النتائج لتنشر فى شكل وثائق أو دراسات لتكون مادة يدور حولها الحوار فى دوائر أوسع من الإسلاميين والعلمانيين.د. أن يكون حواراً متعدد المراحل .. تخطط لجنته التحضيرية لمراحله ولجدول أعمال القضايا والمشكلات المناسبة لكل مرحلة من مراحله وذلك يكون التدرج على درب هذه المراحل معينا على نجاحه ، وعاصماً من القفز قبل الأوان فوق الأشواك والألغام التى تجهض الحوار وتقتلعه من الأساس ! هذا عن بعض الأمثلة لما يلزم الحوار من قواعد وضوابط تضمن له النجاح.

رابعا : قضايا مرشحة كموضوعات " لأوراق عمل " فى هذا الحوار :بالطبع فإن حصر القضايا والمشكلات المرشحة لتكون جدول أعمال لهذا الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين .. وأن تحديد ترتيب أولويات هذه القضايا .. هما من مهام " اللجنة التحضيرية " لهذا الحوار .. كما أنه امر خاضع للتغيير والتبديل وفق مصلحة الحوار التى يتفق عليها المتحاورون .وإذا كان لهذه الصفحات أن ترشح عددا من القضايا المثارة والتى تستحق أن تكون موضوعات لـ " أوراق عمل " يكتب فيها الفرقاء المتحاورون تصورات كل فريق لكل قضية قبل أن يبدأ حولها الحوار .. وإذا كان ذلك مناسبا فإن من هذه القضايا والمشكلات :
1) ظاهرة الانقسام : فى " عقل الأمة " الإسلامية منذ الغزوة الاستعمارية الحديثة لديار الإسلام – أسبابها – مظاهرها – سبل التقارب والوحدة بين أطرافها..
2) الموقف من الموروث الفكرى – علاقة الماضى بالحاضر والمستقبل – الثوابت والمتغيرات – الإلهى الملزم ، والبشرى المرشد فى هذا الموروث.
3) الموقف من الحضارات الأخرى ، ومن الوافد الفكرى للحضارة الغربية على وجه الخصوص – هل عالمنا وطن حضارى واحد لحضارة عالمية واحدة ؟ أم أن هناك تعددية حضارية فيه ؟ والتفاعل الحضارى والتبعية الحضارية .. والانغلاق والقطيعة الحضارية .. والخصوصية الحضارية والمشترك الإنسانى العام فى الفكر.
4) الدولة الإسلامية والنظام الإسلامى .. دولة دينية ؟ أو مدنية ؟ أم إسلامية مدنية ؟
5) التراث الإسلامى فى القانون – فقه المعاملات – والشريعة الإسلامية حدود الثابت وآفاق التطور
6) الاجتهاد والتجديد والإبداع فى ميادين معرفة الذات والآخر وللاسهام فى الفكر العالمى من جديد .7
)
الأقليات الدينية
- الإسلامية فى الديار غير الإسلامية- وغير المسلمة فى ديار الإسلام
8) دوائر الانتماء : الوطنى والقومى والاسلامى التعدد والعلاقة والتناقضات
9) الدعوات والحركات الإسلامية الحديثة والمعاصرة – الإيجابيات – والسلبيات – وظاهرة الغلو : حجمها وأسبابها وعلاجها.
10) الدعوات الفكرية والأحزاب العلمانية – وطنية وقومية منابعها الفكرية – نجاحاتها – إخفاقاتها – مستقبلها تلك مجرد أمثلة لقضايا كثيرة مثارة فى الجدل الدائر بين الإسلاميين والعلمانيين .. والحوار حولها وحول غيرها مما يماثلها لا يستهدف الوقوف عندها بقدر ما يستهدف تحقيق الوحدة أو التقارب حول جزئيات يمكن ويجب أن تكون فى النهاية ملامح سمات وقسمات المشروع الحضارى الإسلامى الذى لا غنى عن صياغته دليل عمل لكل العاملين فى حقل النهضة الإسلامية على اختلاف الاهتمامات والميادين والتخصصات.إن الحوار مطلق الحوار بين العقلاء الذين يمتلكون عطاء فكرياً صالحاً ونافعاً هو فى حد ذاته وبصرف النظر عن انتماءاتهم الفكرية والمذهبية والاعتقادية فصيلة من الفصائل ، وإذا كانت فصائل الإسلاميين فى أمس الحاجة إلى الحوار فيما بينها فإن هناك أيضاً حاجة ماسة إلى الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين وهو ما نرجو أن تكون هذه الصفحات فاتحة لصفحات كتابه إذا استوقفت أفكارها ومقترحاتها عقلاء الفريقين فلم يمروا عليها مرور الكرام القانع كل منهم بما لديه فكأن كل حزب بما لديهم فرحون ! والله من وراء القصد منه نلتمس السداد والتوفيق. دكتور / محمد عمارة
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

شكرا على النقل
أظن أنه قبل الحوار مع العلمانيين، هناك حاجة ملحّة أيضا بين الإسلاميين أنفسهم.
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين


بالطبع ولكن لا مانع أستاذي العزيز أن يكون الحوار بين أهل العلم بالتـوازي في محاور ثلاث:
1- الحوار بين الإسلاميين فيما بينهم،
2- الحوار بين العلمانيين فيما بينهم،
3- الحوار بين المعتدلين
المخلصين لأوطانهم من كل من الإسلاميين والعلمانيين
وذلك لكسب الوقت؛ لأن أمتنا تمر بمنعرجات خطيرة ويحاك لها سيناريوهات مدمرة
أخيرا، يبقى أن تقدموا لنا تصورا فيما يخص آليـات تفعيل هذا الحوار المتعدد الأوجه
 
إنضم
4 نوفمبر 2012
المشاركات
17
الكنية
أم عبد الله
التخصص
فئات خاصة
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنبلى
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

شكرا على النقل
أظن أنه قبل الحوار مع العلمانيين، هناك حاجة ملحّة أيضا بين الإسلاميين أنفسهم.
صدقت أستاذنا الطيب
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين


أنا أتفق مع الفضلاء من رواد هذا الملتقى على الأقل من صرحوا بذلك، وأنا أتفهم
إحجام البعض عن التعليق على هذا الموضوع؛ لأنه أصبح كأنه من المحظورات الفكرية التي لا ينبغي للعقل إعمال الفكر فيها، وذلك فيما يجب أن يكون من حوار بين الإسلاميين بمختلف اتجاهاتهم (الاتجاه السلفي، الاتجاه الإخواني،الاتجاه الصوفي، اتجاه الحداثة الإسلامية ..الخ ) وفي كل اتجاه من هذه مذاهب،

نحن في أمس الحاجة
إلى وقفة ضرورية للتسريع ببلورة هذا الحوار الإسلامي الإسلامي ليصل الجميع إلى نقـاط مشتـركة يمكن أن تنفع الصف الإسلامي في مواجهة التحديات التي تكاد تعصف بأمتنا فلا تبقي ولا تذر إلا الأطلال التي ليس ورائها من طائل.

وأعتقد أن تجاهـل الناس للحد المشترك المتفق عليـه مع التركيـز على اتساع دائرة الخلاف يؤدي إلى نتائج كارثيـة على الجميـع.

صحيح هنالك معوقـات ومظاهر تقف حجر عثرة أمام هذا الحوار، قد يكون منها إن لم أكن مخطئا:
-أصبح
التصارع بدل التنافس الشريف هو القاعدة في المجال السياسي
-وحب المغالبة والتسيد بدلا من حب المشاركة والتجانس الثقافة السائدة
-تأثرنا بمنطق القوة بدلا من قوة المنطق من بيئتنا العامة
- وقد تغلف الأهواء والأحقاد والبغض في الله بغلاف فكري ديني
- ادعاء معرفة الحق المطلق ورمي الغير بالجهل دون سعي لمعرفة رأيه

ما سر هذه الحرب المستعرة بين الإسلاميين خصوصا بين من يعيشون داخل المجتمع الواحد؟ وما هذا الواقع الذي يماثل ولاء ملوك الطوائف للإفرنج دون إخوانهم المسلمين المختلفين معهم في بعض جزئيات الدين؛ ما يؤشر بوجود قابلية للاستعمار وضياع أندلس جديدة؟
لا تكاد توحد بيننا الأفكار ولا المصالح في الأغلب بل الذي يوحد بيننا هي الأخطار، والوحدة مجابهةً للخطر على فرض وجودها تدخل في خانة الآني أو ردة الفعل على الدائم أو الفعل الاستراتيجي.

هذه مجرد أفكار أولية بسيطة أردت أن تكون مثل كرة الثلج التي تكبر مع الزمن وكثرة الحركة والتفاعل.
ولا غضاضة في إبداء الأفكار ولو كانت مفعمة بالحماس العربي المألوف إذا كان يترتب عليها كبير فائدة، فنحن في أمس الحاجة إلى بنيات أفكار صغيرنا قبل كبيرنا.

أنا متفائل أن الوعي الإسلامي في ازدياد لكنه دون المطلوب ويحتاج إلى تعزيز، ولو لم أكن متفائلا لما طرحت الموضوع، فهل من أفكار أو آليات لتفعيل الحوار الإسلامي الإسلامي؟

 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

الموضوع مهم بارك الله فيكم
ولكن قبل الرد علينا قراءته قراءة متأنية
نسأل الله أن يبارك لنا في أوقاتنا في هذه العشر المباركة
لي عودة بإذن الله
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

هل من أفكار أو آليات لتفعيل الحوار الإسلامي الإسلامي؟
 
إنضم
9 أكتوبر 2010
المشاركات
79
التخصص
باحث ومحقق شرعي
المدينة
الدقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

أولا: قضية الحوار في ذاتها قضية هامة مع سائر الطوائف والمذاهب والأفكار وهي باب للدعوة وللتعريف بالدين .
ثانيا : المادة التي ذكرها الدكتور محمد عمارة هي مادة نظرية يمكن الاستفادة بشئ منها في التأصيل للحوار بين الإسلاميين وغيرهم ولكن التطبيقات التي ذكرها الدكتور بعيدة عن الصواب فإذا أردنا تطبيق هذا التقسيم الثلاثي علي الواقع الفكري والسياسي سنجد أن الوطنيين والقوميين شأنهم شأن القسم الأول معادين لثوابت شرعية ليست من الفروع كما ادعي الدكتور وإنما هي من صميم لب الدين وأصوله , وقد جلت لنا الأحداث السياسية الأخيرة وجوه هؤلاء أكثر مما كنا نتصور من خلال تصريحاتهم التي أبدت الغث من أفكارهم المتصلة بأصول العقيدة وأصول الشريعة وليس كما زعم الدكتور أن الخلاف في الفروع.
ثالثا : أن القضايا التي يطلب الحوار بشأنها هي قضايا شرعية بحتة والمحاور بشأنها إما عالم وإما عامي
فإن كان عالما فلا يعقل أن يجادل في هذه القضايا الشرعية المحكمة وإلا كان متبعا لهواه
وإن كان من العوام قراءته قراءة ثقافية فيصعب أن تستدل له بأنواع الإستدلال لتبرهن علي صحة نسبة هذه الثوابت إلي الدين.
فإن قلت فكيف يبلغ الدين الناس وهو لا يبلغ عالما لهواه وجاهلا لمماراته ولازم ذلك عدم وجوب الدعوة وعدم إمكان نشر الدين
فالجواب أن سبيل العامي ليس النظر والإستدلال والمماراة والجدال وإنما الإتباع والإستفتاء فيما يعرض له من فتاوي .
ومحصلة القول أن الجدال مع العلمانيين لا يجدي إن كان مراده التقريب والوفاق وأما إن كان غرضه الدعوة والنصح فهذا شأن آخر .
رابعا : أعجب ما كتب في هذا المقال جعل ثمرة الحوار الاسلامي العلماني (ملامح للمشروع الاسلامي) وهذا كلام خطير
يقول الدكتور : "والحوار حولها وحول غيرها مما يماثلها لا يستهدف الوقوف عندها بقدر ما يستهدف تحقيق الوحدة أو التقارب حول جزئيات يمكن ويجب أن تكون فى النهاية ملامح سمات وقسمات المشروع الحضارى الإسلامى الذى لا غنى عن صياغته دليل عمل لكل العاملين فى حقل النهضة الإسلامية على اختلاف الاهتمامات والميادين والتخصصات".
إن المنهج الإسلامي لا يستقي جزئياته من حلول وسط علي طاولة مفاوضات وإنما مصدره الذي يستمد منه هذا التميز والاستقلال هو الوحي المعصوم وحتي ما يستتبع الوحي من إعمال آليات الإستنباط فهي تدور في فلك الوحي أيضا وحتي حالات مخالفة الشريعة لضرر أو ضرورة فهي مستمدة من الوحي منضبطة بضوابطه .
إن هذا الكلام إن كان له من فائدة فهي :
أننا إذا قبلنا بهذه النظرية (التوافقية) وجعلناها هي الاسلام فلا مانع من رفضها من آخرين أكثر تسامحا في ثوابت الدين التي تكون عند هؤلاء التوافقيين ليست ثوابت للدين مما يلجؤنا إلي نوع جديد من التوافق نتخلي فيه عن شئ مما تبقي من ثوابتنا تحت مسمي جديد يمكن أن يكون الإعتدال ثم تدور عجلة التنازل حتي يصبح الدين لادين .
إن أكبر مكسب للعلمانية أن تظفر من الاسلاميين بشئ , لأنك إن تنازلت لهم عن شئ لن يكون هناك فرق بين هذا وذاك إلا كم التنازلات , وحينها لن تكون لك أرض تنطلق منها وقضية تدفع عنها .
وقد عرض المشركون علي النبي صلي الله عليه وسلم مثل ذلك في العقيدة وفي الشريعة فأباهما علي السواء .
وإذا أردنا أن ننظر إلي هذه النظرية بعين الإنصاف فلن نجد لها أفضل من قسيم رابع للعلمانية تضاف إلي ثلاثية الأقسام التي ذكرها الدكتور والتي يجب علي المسلمين أن يقفوا منها موقف الحذر حتي لا تكون مدخلا لتمييع ثوابت الدين تحت ذرائع مختلفة لا تمت للدين بصلة .

 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين


بارك الله في الإخوة الكرام جميعاً
هذا الموضوع ورقة عمل قديمة للدكتور ولست أريد هنا مناقشة الموضوع لكني فقط سأفك عبارات الدكتور محمد عمارة وأوضح غامضها ليفهم المراد وعليه يكون الهدف من الموضوع واضحاً للقاريء فأقول :
أولاً : مصطلح ( الإسلاميون ) كثر الكلام حوله بين مقر له ومنكر لوجود محاذير في إطلاقه لكن ليس الكلام هنا في صحة إطلاقه وإنما في بيان أن ( الإسلاميين ) في اصطلاح أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - في كتابه ( مقالات الإسلاميين ) المراد به أهل القبلة فالكتاب يتكلم عن الفرق والطوائف من أهل القبلة ( أهل الإسلام ) كسائر كتب الفرق والعبرة بقول رؤوسهم وعلمائهم ، والمقلدة تبع لهم فليس المراد بهم شريحة من المسلمين كما هو الاصطلاح المستعمل الآن والذي ذكره الدكتور محمد عمارة في مقاله ويدل على هذا ما ذكره الأشعري في مقدمة كتابه .
ثانياً : خلاصة كلام الدكتور هنا أن الحوار سيكون مع العلمانيين في الصنف الثالث وأن الخلاف معهم في الحقيقة خلاف في الفروع لا في الأصول فإذا كان الخلاف في نظر الدكتور في الفروع فما الداعي لكل ما سبق من تعظيم الصراع والمطالبة بضرورة الحوار ، فالخلاف في الفروع قائم بين المذاهب الفقهية وهو أمر سائغ وليس مذموماً .
كما أن خلاصة كلامه أن العلمانيين من هذا الصنف هم من المسلمين لا الإسلامين فقط ومن ثم فالنزاع معهم كالنزاع مع المسلمين من غير الإسلاميين وإن لم يكونوا علمانيين حسب اصطلاحه .
ثالثاً :ذكر الدكتور أربعة أصناف للإسلاميين وهم :
1
- النصوصيون والمقصود بهم السلفيون وهم شريحة كبيرة من المسلمين على اختلاف مسمياتهم في البلاد الإسلامية كالسلفيين وأهل الحديث وأنصار السنة ووو، وهم موجودن في كل البلاد الإسلامية ويتفاوتون فيها قلة وكثرة ، وقد أخرجهم الدكتور من الحوار لعدم صلاحيتهم لذلك للبون الشاسع بينهم وبين العلمانيين فيصعب التوافق .
وأحبُّ أن أوضِّح أنه لا ينبغي أن نغتر بكلام الدكتور حول رفض قدسية ما سوى الكتاب والسنة من فقه السلف لأن الدكتور محمد عمارة يلحق بتراث السلف النصوص كما في كثير من أقواله وهو بهذا الكلام يريد أن نتعامل مع قدسية النصوص وفق القراءة التاريخية للنص بمعنى أننا حين نستبعد موروث السلف فنحن نتعامل مع النصوص وفق المؤثرات المعاصرة السياسية والاقتصادية ووو .

2 - فصيل الغلو : ويريد بهذا الصنف السلفيين الجهاديين وكذا التيارات المتشددة التكفيرية فيدخل في هذا تنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية وكثير من أتباع هذا التيار على اختلاف درجاتهم وآرائهم .
3 - الحركات الإسلامية الكبرى : ويريد بهذا الصنف جماعة الإخوان المسلمين أصالةً ويلتحق بها بعض الجماعات الحركية الأخرى .
4 - فصيل الاجتهاد والتجديد لحضارة الإسلام ويريد بهذا القسم شريحة قليلة من العقلانيين الزاعمين للتجديد في الدين بتغيير أصول الفهم والاستدلال والذين لهم رؤية خاصة في الاستدلال بالكتاب والسنة والإجماع ورؤية حول الاجتهاد ومن أشهر الشخصيات التي يريدها الدكتور محمد عمارة في هذا القسم محمد عمارة نفسه وحسن الترابي وحسن حنفي ومحمد سعيد العشماوي وفهمي هويدي ومحمد سليم العوا وحسين أحمد أمين وأحمد كمال أبو المجد ومحمد أحمد خلف الله والدكتور عبد العزيز كامل وزكي نجيب محفوظ وأمثالهم .
وهؤلاء لا يختلفون أصلاً عمن يريد الحوار معهم من العلمانيين ، ولولا ضيق الوقت لنقلت من نصوص هؤلاء ما يطابق تماماً قول العلمانيين .

وخلاصة تقسيمه للإسلاميين أنهم أربعة أقسام :
1 - السلفيون وهؤلاء لا يصلحون للحوار .
2 - أهل الغلو من الجهاديين وهؤلاء كذلك لا يصلحون للحوار .
3 - الإخوان المسلمون وهؤلاء لا يصلحون للحوار إلا أن يخرجوا من الحزب وهذا غير واقع فإن خرجوا فسينضوون تحت أحد الأحسام الباقية ولا عبرة بحوارهم غلا أن يكونوا من القسم الرابع فعندها يكونوا مؤهلين للحوار كما يقول الدكتور .
4 - أهل التجديد وهؤلاء هم المؤهلون فقط للحوار وأنت إذا نظرت إلى هؤلاء وكتاباتهم رأيت أنهم الوجه الآخر للعلمانية بصبغة شرعية ولذا فكثير من قضايا الحوار التي طرحها الدكتور إما قضايا عامة إنسانية أو وطنية أو متفق عليها مع العلمانيين أصلاً وليست في صلب النزاع والخلاف بين الإسلاميين والعلمانيين .
ولذلك فإدراجه هذا القسم ضمن الإسلاميين بعيد وإن كانوا يكتبون بصبغة إسلامية فالعبرة بالمضمون .
ونحن إذا نظرنا لكتابات هذا الفصيل نجد عندهم الآتي :
1 - من حيث نظرتهم للنصوص ( الكتاب والسنة ) حيث يتعاملون معها إما بالتأويل أو التحريف أو التشكيك في صحتها أو الطعن فيها أو في رواتها من الصحابة أو ردها لمخالفتها للعقل أو الطعن في حجية بعضها .
2 - القول بنظرية القراءة التاريخية للنص وذلك بإطراح فهم السلف للنصوص جانباً ونبذه ومحاولة قراءة النصوص قراءة جديدة معاصرة تخضع للواقع بمجالاته المتعددة .
3 - القول بنسبية الحقيقة وأن الحق ما يعتقده المعتقد أياً كان ولا حقيقة حقيقية مطلقة وبالتالي فيصح كل اعتقاد .
4 - هجومهم على أصول الفقه القطعية وجعلها خاضعة للاجتهاد بدعوى التجديد ليتسنى لهم فهم النصوص بقواعدهم المحدثة .
5- آراءهم الشاذة مثل : إنكار الحدود كحد الردة والرجم والسرقة ، وقولهم بإباحة الربا ، ورفضهم لحجاب المرأة ، وإباحتهم الاختلاط ، وإلغاء أحكام أهل الذمة ، وفصل الدين عن السياسة ، والدعوة لوحدة الأديان ، ونبذ عقيدة الولاء والبراء ، ورفض الجهاد ....
6 - تقديس العقل وتقديمه على النقل .

ولن أطيل في نقل نصوصهم لكن يكفيني أن أنقل عن الدكتور محمد عمارة بعض ما يخص فصل الدين عن الدولة :
1
- يقول : ( نحن مطالبون حتى نكون متبعين للرسول بالتزام سنته التشريعية أي تفسير القرآن لأنها دين، أما سنته غير التشريعية ومنها تصرفاته السياسة والحرب والسلم والاجتماع والقضاء وما شابهها من أمور الدنيا، فإن إقتداءنا به يتحقق بالتزامنا المعيار الذي حكم تصرفه صلى الله عليه وسلم فهو كقائد للدولة كان يحكم منها على النحو الذي يحقق المصلحة للأمة، فإذا حكمنا (كساسة) بما يحقق المصلحة للأمة كنا مقتدين بالرسول، حتى ولو خالفت نظمنا وقوانينا ما روي عنه في السياسة من أحاديث لأن المصلحة بطبيعتها متغيرة ومتطورة ) الإسلام وقضايا العصر ص 25
2 - ويقول : ( فأصحاب السلطة الدينية قد احتقروا جمهور الأمة عندما سلبوها حقها في التشريع وسلطاتها في الحكم ) الإسلام والسلطة الدينية ص7
3 - ويقول : ( فإن أحداً لن يستطيع الزعم بأن الشريعة يمكن أن تثبت عند ما يقرره نبي لعصره ) المعتزلة وأصول الحكم ص 330
4 - ويقول : ( إن للدين مفاهيم عليا ومثلاً عليا ثم للناس أن يحددوا ويشرعوا ويطوروا حياتهم وفق المصلحة بعد ذلك ) المعتزلة وأصول الحكم ص 295
5 - ويقول : ( وقد رتب بعضهم على ذلك أن العصمة في أمور التبليغ فقط وأن ما اندرج من السنة تحت أمور السياسة والمجتمع ليس ديناً ومن ثم فإنه موضوع للاجتهاد والشورى والقبول والرفض والإضافة والتعديل ) الإسلام والسلطة الدينية ص 104

وبعد فمن أراد التوسع في هذا والوقوف على ما يوضح هذا المقال بشكل أكبر فليرجع إلى :

1 -
العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب لمحمد حامد الناصر .
2 -
تجديد الدين لدى الاتجاه العقلاني الإسلامي المعاصر للدكتور أحمد بن محمد اللهيب .

وأخيراً فإن ما ذكر لا يعني عدم أهمية الحوار مع العلمانيين بل هو مطلوب معهم ومع هذا الفصيل الذي يرشحه الدكتور محمد عمارة وهم أهل الاجتهاد والتجديد كما سماهم بل وحتى بين التيارات الإسلامية فيما بينهم فإن هذا كله مطلوب لما يترتب عليه من فوائد كثيرة معلومة .
 
التعديل الأخير:
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين


أشكرالإخوة الأفاضـل على مداخلاتهـم القيمة خصوصا من سعادة الدكتور بدر حيث كانت مداخلته بدرا منيرا. وفيما يلي بعض الملاحظات:

قد يؤول كلام الأستاذ محمد عمارة في أن الخلاف بين الإسلاميين والطرف الثالث من العلمانيين يتعلق بالحكـم أو السياسـة الشرعيـة، وما يترتب عنها من مصالح ومفاسد.
وبالتالي فهو في خانـة الفقـه وليس العقيـدة؛ لأنهم لا يجحـدون الذات الإلهيـة، ولا يقدحون في تحكيم الشريعة وتضمينها في الدستور لكنهم يفسرون الشريعة تفسيرا قاصرا يجعلهم إذ يحصرونها في مجال العبادات.

لكن خلافهم حقاًّ، ليس كخلاف أهل المذاهب الإسلامية؛ فخلافهم يتعلق بتصور وفهم الشريعة، وبالتالي فهو خلاف في قواعد وأصول الفقه الإسلامي؛ لأن خلافهم لا يكاد ينحصر، فهم يجوزون الفوائد الربوية لضرورات اقتصادية،ويجوزون بيع الخمور لتنشيط السياحة، ويبيحون للمرأة السفور من باب حقوق الإنسان ...الخ

وهذه مفاسـد لا شك فيها، لكن مفاسد إقصائهم ومقاطعتهم من المعادلة السياسية هي مفاسـد أشـد.

هذا الخلاف يستدعي التلطف في البيان والمداراة وتأليف القلوب؛ لأنهم؛والغرب يحرضهم ضد الإسلاميين، بمنزلة من أقام حدا ولجأ إلى دار الحرب.

لاشك أن الملابسات والظروف تستدعي إعادة النظر في طريقة التعامل مع العلمانيين القوميين، وإلا سوف يلجأون، مع العلمانيين المتطرفين، إلى الغرب المعادي للإسلام، ويشتركون في هدم دولة الإسلام.

مع ضرورة الحذر من محاولة تدجين وترويض وتمييع الإسلاميين، لكن هذا لا يبرر الابتعاد عن الشركاء السياسيين؛ لأن في البعد عنهم ضرر أكبر لمن استعد للدخول في ميادين السياسة، والخوف هو عدو النجاح ولذلك يلجأ إليه البعض للتشويش على دعاة الإصلاح.

في تصوري الخاص، وأرجو ألا أكون مخطئا، بالنسبة للإسلاميين في تونس أحسنواحينما اختاروا رئيس الدولة من العلمانيين القوميين المخلصين لبلدهم، واستحوذوا على أغلبية مجلس الشعب وحصلوا على رئاسة الحكومة.

والنجاح التركي تبلور، خلال عقود ومراحل عديدة وتجارب متعددة ومتباينة، في ظل فهم معادلة ضرورة استيعاب الناس بما فيهم العلمانيين. ورغم مدة إقامة الإسلاميين في الحكم في تركيا لا يزال العلمانيون يتوجسون خيفة أن يفقدواحقوقهم بما فيها حقهم في التعبير وينظرون إلى الإسلاميين، رغم نجاحهم وشعبيتهم، إلى أنهم يسعون للسيطرة والتغول والجبروت، وفي أحداث تقسيم وما تلاها عبرة، وقد شنوا حملة إعلامية وشعبية شرسة أثرت بعض الشيء على شعبية ومصداقية الحكومة التركية.

والإسلاميون في مصر حينما استحوذوا على رئاسة الدولة والحكومة وأغلبية مجلس الشعب ثم أغلبية مجلس الشورى، دفعة واحدة، بعد معاناة وحملة إعلامية مضادة طويلة الأمد، ورفعوا سقف محاسبة رموز النظام السابق استجابة لطلب الجماهير الثائرة، بدلا من إعمال "المحاسبة" في استرجاع ما أمكن من أموال و "عفا الله عما سلف" فيما يتعلق بالعقاب الجنائي؛ لأنه لا فائدة منه سوى إشباع شهوة الانتقام في نظر بعض المشاهدين العاديين بما فيهم العلمانيون ومن أفسدوا من قبل وهم كثر.

لاشك أن هذا الاكتساح المبهر، ومحاسبة من أجرم من قبل بدلا من "اذهبوا فأنتم الطلقاء" مع محاولة تهميش الجيش في فترة وجيزة، حرك مخاوف لدى العلمانيين جعلهم يتخندقون مع الجيش لضربهم والإضرار بشعبهم وبلدهم.

أنا لا أبرر استعمال العنف من أي طرف ولو كان من الدولة ضد مواطنيها فهو لون من ألوان الإرهاب، لكني أحاول -إلى ساعة كتابة هذه السطور- قراءة المتون من خلال الحواشي واكتشاف القوانين والمعادلات من خلال الأحداث الجزئية.

وعليه، إذا أخذنا بنفس الأسباب سنحصل على نفس النتائج، ولا تزال المآسي تتكرر في بلاد الإسلام منذ عقود، وبالتالي بات لزاما علينا إعادة قراءة النصوص وفق مقاصـد الشريعة وقواعدها والسيـرة النبوية المشرفة ( لم أستخدم مصطلح سنة) وسيـرة الخلفاء الراشدين المهديين؛ لأنها الجانب التطبيقي للتشريع الإسلامي.

لقد ذهب البعض – أحد المفكرين الأردنيين مختص في شؤون الحركات الإسلامية لاأذكر اسمه في حصة تلفزيونية- إلى أن الحركة الإسلامية في المغرب الإسلامية أنضج منها في المشرق الإسلامي، فهي تجاوزت الخطاب التقليدي الخاص بأولوية الولاء للدين قبل الوطن في عرضها لبرامجها وتفاعلها مع الفاعلين السياسيين بما فيهم العلمانيين، وكانت أقل حدة، وركزت على مشاريع تنموية.. الخ بينما ظلت معظم الحركات الإسلامية في المشرق الإسلامي حبيسة خطاب تقليدي إن في التصريحات أوالممارسات.

طبعا أنا لست مع هذا التعميم، ولكل بلد خصوصياته وملابساته، فأن تكون مجاورا لدولة إسرائيل أو تحت النفوذ الفرنسي أو الأمريكي يختلف عن غيره، فهنالك حركات إسلامية في بعض الأقطار في المشرق الإسلامي ناضجة إلى حد كبير.

لست مختصا في علوم السياسة حتى أوغل فيها، و إنما ما أريد قوله، هو ضرورة مراجعة فهمنا لطبيعة المرحلة التي نعيشها، ففقه الاستضعاف ليس كفقه الاستخلاف. والله تعالى أعلم والرد إليه أحكم وأسلم.


 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

بورك فيكم فضيلة الدكتور مختار وجزيتم خيراً
أحب أن أنبه لنقطتين :
الأولى : أن الحوار مطلوب مطلقاً متى ظهرت فائدته سواء كان مع العلمانيين أو اليهود أو النصارى أو العلمانيين أو التيارات الإسلامية فيما بينها وقد سبق ذلك .
الثانية : هناك فرق بين التعايش وبين التوافق الفكري ففي مثل الدول التي تجمع طوائف وتيارات مختلفة بل وأديان متعددة ليس أمام المرء إلا أن يتعايش مع تلك الطوائف وفق أنظمة البلد ولا يعني ذلك موافقتهم أو الرضا بأفكارهم وفرق بين الأمرين .
وأما ما ذكره الدكتور محمد عمارة ثم ثنيتم به فضيلة الدكتور فلا يسلم أنه خلاف فقهي وخلاف في الفروع لأن هؤلاء العلمانيين يقدحون في صلاحية حكم الله وهذا كفر ويرون أن حكم العلمانية أفضل منه ويرون جواز ذلك وهذا كله كفر ويعتقدون أن الدين لا يدخل في شؤون الحياة وهذا كفر ويرون حرية اعتناق الدين الإسلامي أو تركه .
وأما بخصوص نجاح التجربة التركية والتجربة المصرية فأنا لي تحفظ على هذا الكلام لأني أرى الواقع لا يصدق ذلك وإن كنت لا أحبذ الحديث في مثل ذلك لا سيما في هذا الوقت
.
 
التعديل الأخير:
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

أحسن الله إليكم دكتـور بـدر
فلا تزال تأتينا بالنكت واللألى العلمية حتى طمعنا في المزيد

فعلا الحوار مع العلمانيين يدخل في خانة التعايش لا التجانس أو الوفاق الفكري، والأصل تحكيم شرع الله ولو كره من كره.

والعلمانيون المتطرفون يجحدون تطبيق الشريعة وهذا كفر كما تفضلتم به، ولكن هل يقتضي الفعل المكفر كفر صاحبه؟

بالنسبة لبعضهم لا يقتضي كفرهم لجهلهـم لعيشهم في بيئة ملوثة فكريا وإن كانوا على مستوى عال من العلم والثقافة. قال تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء. وبمفهوم المخالفة من لا يخشى الله جاهل وإن كان عالما.
وبالنسبة للبعض الآخر قد يكون كذلك إذا أقيم عليهم الحجة الكافية، فردا فردا وتوافرت الشروط، وانتفت الموانع.

وإن كانوا كذلك أي على الكفر، فهل من الحكمة إظهاره إن ترتبت عليه مفاسد؟
وهل من الحكمة عدم محاورتهم، وهم على الحال الذي ذكرنا، إن أملتها ضرورة ملجئة؟

 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

بورك فيكم فضيلة الدكتور مختار
أوافقكم فيما قلتم حفظكم الله ولا يقتضي تحديد مواطن النزاع مع العلمانيين تكفيرهم بأعيانهم وأنا من أكثر الناس حذراً وتهرباً من تكفير وتبديع الأعيان ولله الحمد إلا رجلاً كفره أهل العلم أو بدعوه ، ولئن أخطيء في عدم التكفير أحب إليَّ من أن أخطيء في التكفير وليس أهل السنة شغوفين ومتشوفين لتكفير المعين وهذه كتبهم لا تجد فيها تكفير المعين إلا في أعداد قليلة فيمن قامت عليه الحجة وعاند في الكفر الصراح البواح وفرق بين تكفير المقولة والفعل وبين تكفير القائل والفاعل كما هو مقرر عند أهل السنة وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول لمناظريه من الجهمية : أنا لو قلت بقولكم كفرت ولكنكم عندي لستم كفاراً لأنكم جهال .
لكن حين الكلام على مسائل الأصول لا بد من وضوحها فعدم التكفير لا ينجي فاعل الكفر وقائله من العذاب إن كان كافراً عند الله ولذا وجب على أهل العلم بيان ما يكون به المرء كافراً خوفا على من يوشك أن يقع فيه وبياناً للناس وتحذيراً .
هناك تعايش والتزام بحقوق الآخرين وفق ما يكفله لهم نظام البلد ، وهناك مصالح ينبغي للداعية مراعاتها حال الدعوة والحوار والمناظرة ، وهناك وضوح في الفكرة والعقيدة والتزام بها ولا تناقض بين ذلك كله .
 
إنضم
8 يونيو 2011
المشاركات
33
الكنية
ابوعاصم
التخصص
علم الجديث والفقه المالكي
المدينة
الوادي
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

في الحقيقة حسب خبرتي بصف هؤلاء المدعين للعلمانية-تجاوزا للمصطلح- تبين لي انهم قسمان
قسم منطلقاتهم عقائدية ونظرتهم للدين تتراوح بين الالحاد وهم الاكثرية ولا يتبعهم الا منحرف السلوك والفطرة, واستدلالاتهم تاريخية وشاذة وكانه عناد منهم , وهؤلاء مالهم الا السيف والاستتابة لترجع لهم عقولهم لانهم زنادقة وحكمهم حكمهم.
وقسم منطلقاتهم اصولية فقهية حيث يوسعون باب المصالح والاستصحاب في مقابلة النصوص تعلقا بشبه العقلانيين من المذاهب الفقهية القديمة والحديثة , وهم قلة وتنفع معهم المناظرة بادب مع الاتفاق على الانطلاق من قواعد الاتفاق ومسائل التوافق
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

في الحقيقة حسب خبرتي بصف هؤلاء المدعين للعلمانية-تجاوزا للمصطلح- تبين لي انهم قسمان
قسم منطلقاتهم عقائدية ونظرتهم للدين تتراوح بين الالحاد وهم الاكثرية ولا يتبعهم الا منحرف السلوك والفطرة, واستدلالاتهم تاريخية وشاذة وكانه عناد منهم , وهؤلاء مالهم الا السيف والاستتابة لترجع لهم عقولهم لانهم زنادقة وحكمهم حكمهم.
وقسم منطلقاتهم اصولية فقهية حيث يوسعون باب المصالح والاستصحاب في مقابلة النصوص تعلقا بشبه العقلانيين من المذاهب الفقهية القديمة والحديثة , وهم قلة وتنفع معهم المناظرة بادب مع الاتفاق على الانطلاق من قواعد الاتفاق ومسائل التوافق

بورك فيكم أخي الفاضل محمد

هل رأيت
القسم الثاني في تقسيمك ؟
إنهم هم (
الإسلاميون ) المرشحون من قبل د . محمد عمارة لمناظرة القسم الأول في تقسيمك .
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

تحية طيبة وبعد،
الإسلاميون يختلفون فيما بينهم كما اختلف سلف هذه الأمة بين مذاهب فقهية واتجاهات فكرية: أهل الحديث وأهل الرأي ...الح
ووجد في خير الناس في وصية المنصور للإمام مالك عندما هم بكتابة الموطأ: تجنب رخص ابن عباس، وشدائد ابن عمر، وشواذ ابن مسعود ...

في الحقيقة حسب خبرتي بصف هؤلاء المدعين للعلمانية-تجاوزا للمصطلح- تبين لي انهم قسمان
قسم منطلقاتهم عقائدية ونظرتهم للدين تتراوح بين الالحاد وهم الاكثرية ولا يتبعهم الا منحرف السلوك والفطرة, واستدلالاتهم تاريخية وشاذة وكانه عناد منهم , وهؤلاء مالهم الا السيف والاستتابة لترجع لهم عقولهم لانهم زنادقة وحكمهم حكمهم.

كنت أنتظر أن أجد بعد بين تفصيل، فإما أنه سهو حبذا أن يستدرك، أو أن العلمانيين عند الأخ الفاضل محمد قسم واحد جريا على المثل القائل الكفر ملة واحدة.
والحقيقة أن العلمانية نوعان: صلبة(ملحدة) ومرنة ( لأصحابها شبهات) وليس من الحكمة المساواة بين من يعادي الله عن قصد وعمد كمن يعاديه جهلا وضلالا.
و من الحصافة خصوصا في العمل السياسي كسب الأصدقاء لا كسب المزيد من الأعداء، ولا ننسى أن بعض العلمانيين حينما احتكوا بعلماء مخلصين واسعي الأفق تحولوا من العلمانية إلى الصف الإسلامي وأسمائهم معروفة جدا في مصر والكويت ... ولقد كان تحولهم فتحا مبينا.
لا ننس أننا هداة ولسنا جباة، ولم يكلفنا الله النتائج وإنما كلفنا بذل الوسع، والحكم الإسلامي وإن كان مطمحا كبيرا، إلا أنه وسيلة لنشر دعوة الإسلام، فإن لم يكن كذلك فلا خير فيه.
وبالتالي، من الحكمة أن يشارك الإسلاميون في الحكم مع مختلف الفاعلين في الساحة السياسية في المرحلة الراهنة، ومن الخطر الكبير انفرادهم بالشأن العام لدواعي متعددة. منها:
1- الغرب يمالئ العلمانيين ويحرضهم على الإسلاميين فلو أقصيناهم كنا كمن يطبق الحد على من لجأ إلى دار الكفر وأنتم تعلمون أن بعض العلماء قالوا بمنع ذلك لعدم القدرة وسذا للذريعة من التحاقهم بدار الكفر( في قول الحنفية، وقول الأوزاعي في منع القطع، ومن الآثار في ذلك:
روي أن عمر رضي الله عنه كتب إلى الناس (( أن لا يَجلِدنَّ أميرُ جيشٍ، ولا سريةٍ رجلاً من المسلمين حدّاً وهو غاز ٍ حتى يقطع الدَّرب قافلاً ؛ لئلا تلحقه حمّيةُ الشيطان فيلحقَ بالكفار: رواه ابن شيبة في المصنف 6/565 كتاب الحدود باب في إقامة الحد على الرجل في أرض العدو.

2- الحكم له مجالات دنيوية تحتاج إلى أصحاب التخصصات، فلو همشناهم لفساد عقيدتهم:
أ- لم نغيرهم، وازدادوا عداوة ومناكفة لنا
ب- وخسرنا ما عنهم من كفاءة، ولست في حاجة إلى كبير
بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل كافرا دليله في الصحراء خلال الهجرة رغم ما فيها من أخطار لكونه كان مؤتمن الجانب، والناس مراتب ولذلك أجاز العلماء أن نتحالف مع الكفار ضد الكفار الظالمين أو المعتدين.
فإن كنا نعمل مع من كفرهم صريح للعمل لأجل هدف مشترك مشروع مثل محاربة الصهيونية أو لمنع زواج المثليين، أفلا نعمل مع من في كفره شك؟ والله كلفنا الظاهر ولو يطلعنا على السرائر. فبالله عليكم من كان يظن أن عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وأبا سفيان بن حرب رضي الله عنهم في ذلك الزمن يسلمون فيكون في إسلامهم خير كبير.
هذا كلام الشرع والعقل، أما العاطفة فهي تجنح إلى البعد بدافع الكراهية، ونسينا أن الله ابتلانا بهم، كما ابتلاهم بنا، والمسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.
ولنحذر أن نضع الجميع في سلة واحدة، و"الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه" رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
 
إنضم
8 يونيو 2011
المشاركات
33
الكنية
ابوعاصم
التخصص
علم الجديث والفقه المالكي
المدينة
الوادي
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

تحدثنا عن القسم الثاني الذين لديهم شبهة
اما القسم الاول "الزنادقة" الذي يضمرون الكفر ومقصدهم التلاعب وهدم الدين فلا تصل معهم الى نتيجة لسوء نيتهم فلا تتعب نفسك معهم واقل احوالهم الاستتابة وقبول توبتهم
وقيل في الدروز والزنادقة ... وسائر الطوائف المنافقة
وكل داعٍ لابتداع يُقتل ... كمن تكرر نكثه لا يقبل
لأنه لم يبد من إيمانه ... إلا الذي أذاع من لسانه
كملحد وساحر وساحرة ... وهم على نياتهم في الآخرة
قلت وإن دلت دلائل الهدى ... كما جرى للعيلبوني اهتدى
فإنه أذاع من أسرارهم ... ما كان فيه الهتك عن أستارهم
وكان للدين القويم ناصرا ... فصار منا باطنا وظاهرا
فكل زنديق وكل مارق ... وجاحد وملحد منافق
إذا استبان نصحه للدين ... فإنه يقبل عن يقين
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: دواعي وأهداف وأسس الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين

العلم ينضح مما هنا ...
ما شاء الله، تبارك الله ...
أطروحات هادئة في مواضيع ساخة!
هكذا فليكن النقاش؛ وإلا فلنعتزل!
رسالة أوجهها عامة -في كل المواضيع الساخنة- وخاصة في موضوعنا أن نحتفل بالمسار العلمي المؤصل المتجاذب هدوءاً وعذوبةً ...
فتح الله عليكم ...
كم نستمتع بمذاق هذا الجو من الحوارات؛ كأنك في حرِّ صيفٍ قائظ تهبّ عليه نسمات لطاف ...
 
أعلى