العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دور أصول الفقه في إعادة الأمور إلى نصابها

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام



دور أصول الفقه في إعادة الأمور إلى نصابها
في الأزهر.. حديث "التجديد" وقلق "التبديد"

إسلام عبد العزيز
إسلام أون لاين- القاهرة
2011-01-25

"علم أصول الفقه يحتاج إلى تجديد من حيث هو قد فقد وظائفه الأساسية بشكل أو بآخر.." "علم أصول الفقه لن يجدد في عصرنا والأفضل أن نعود إلى ما وضعه الأولون السابقون، وإذا حاولنا التجديد فسيكون أقرب إلي التبديد..".
هكذا بدا الخلاف واضحا بين طرفي المنصة في الندوة التي عقدت بقاعة الإمام محمد عبده بجامعة الأزهر في مصر مساء الأحد 23-1-2011 وحاضر فيها الفقيه المغربي أ.د. أحمد الريسوني الخبير الأول بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وقدمه وعقب عليه أ.د. محمد عبد الفضيل القوصي نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، والتي نظمت الندوة بإشرافها.
الريسوني وبعد أن انتهى من محاضرته، جاء تعقيب القوصي -بعد الثناء على المحاضرة والمحاضر- معلنا وجود خلاف في الرؤية مع ما طرحه الريسوني، من حيث قلق المدرسة الأزهرية من محاولات التجديد غير المنضبطة..
وعلى حد تعبير القوصي فإن القلق مرده "بعد أن كثر الكلام حوله ودخل إلي ساحته كل ناعق يريد أن يتآمر علي الإسلام، ممن يجعلنا نخشى أن يؤدي التجديد إلى ضياع الدين ذاته حيث يحاول كل من يريد التجديد التغيير في الدين ذاته.."
المحاضرة بتعقيبات أساتذة الأزهر جسدت حالة القلق الحاصل داخل الساحة العلمية من محاولات التجديد المنبعثة بين الحين والآخر، وإن بدا الجميع متفقا على ضرورة ممارسة العملية ذاتها من داخل المؤسسات العلمية المتخصصة.
تنشيط المساحة المسكوت عنها
وحاول الريسوني تحديد معنى للتجديد، حيث أشار إلى أن التجديد تعددت معانيه، منها إعادة الدين إلى أصله ونقائه وصفائه وإزالة ما قد علق به من بدع أو خرافات نتيجة إهمال أتباعه..
وبالتالي فليس المقصود التغيير -كما يؤكد الريسوني- بل العودة إلى الأصل النقي الحيوي للوحي، مشيرا إلى أن التجديد بهذا المعنى مطروح عبر العصور، حيث يحاول المجتهدون إعادة الأمور إلي نصابها وتصحيح أي أخطاء حدثت، فيعود الدين إلى أصله كأنه جديد له فاعلية وتأثير إيجابي في نفوس أتباعه.
ويلفت الريسوني إلى أن هناك تعريفا آخر للتجديد، من حيث هو تنشيط للمساحة المسكوت عنها داخل حلقة الأحكام، وذلك مواكبة لما يحدث من أمور وقضايا مستجدة تحتاج إلى اجتهاد.
وهذا يتطلب من العلماء -بحسب الريسوني- أن يعملوا عقولهم ويشحذوا الهمم ليواكبوا كل ما يجد من أمور وقضايا، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، ويؤكد صلاحية هذا الدين لكل زمان ومكان..
وأوضح الريسوني أن حركة الاجتهاد ومحاولات التجديد دليل على حالة المجتمع المسلم، على اعتبار أن ازدهارها دليل على ازدهار المجتمع وتأخرها دليل على تخلفه.
وفي محاولة لتأصيل عملية التجديد قال الريسوني: مفهوم التجديد منطلق أساسا من نص نبوي صحيح، هو قوله صلي الله عليه وسلم " إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها " لافتا إلى أن هذا الحديث فيه إشارة إلى أن الله هو الذي يبعث المجددين المخلصين، وهذا بحسب الريسوني حافز لكل المجتهدين أن يخلصوا النية ويبذلوا أقصى الجهد لعلهم يكونوا ممن يبعثهم الله كمجددين .
وفي نفس الوقت -والكلام للريسوني- فقد حث الإسلام العلماء على الجرأة المنضبطة في الاجتهاد ما دامت نواياهم خالصة لوجه الله، وكانوا ممن يملكون أدوات الاجتهاد والقادرين عليه، حيث جعلهم في كل الأحوال مثابين شرعا حتى وإن أخطئوا، فقال صلى الله عليه وسلم "من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر" فالسياق الطبيعي يقتضي أن من يجتهد فيصيب فله أجر ومن يجتهد فيخطئ فعليه وزر، ولكن تحفيز العلماء المجتهدين جعل له أجر حتى وإن أخطأ.
معيار التجديد
وتساءل الريسوني عن المعايير التي يجب الاستناد إليها في التجديد وما هو التجديد الذي نحن في حاجة إليه في عصرنا؟ وأجاب على تساؤله بقوله: هناك دعوات كثيرة للتجديد في العلوم الشرعية وخاصة الفقه وأصوله، وهناك من يدعو إلي تجديد الفقيه نفسه من حيث فكره وثقافته وفهمه للواقع وتنزيله للأحكام الشرعية على هذا الواقع حتى يكون مجتهدا مفيدا لدينه ولأمته.
ويتابع: وهناك دعوات لتجديد علم الكلام وكذلك علم التفسير وغيرهما من العلوم الشرعية المرتبطة بالتراث الإسلامي، مشيرا إلى أن الآراء قد انقسمت حول الارتباط بالماضي، فهناك من يرى الانقطاع عنه وأن نبدأ من عصرنا، في حين يرى آخرون ضرورة الربط والتواصل بينهما.
وعرض الريسوني للمعايير التي يجب أن يستند إليها التجديد في العلوم فقال: هناك معيار أساسي يمكن على أساسه الحكم على أن هذا العلم في حاجة إلى التجديد من عدمه، وينطلق من وظيفة كل علم؛ لأن لكل علم وظائف لا يحتاج للتجديد إن كان يؤديها، وإلا فإن حاجته للتجديد تتعاظم حسب درجة فقدان تلك الوظائف، مشددا إلى أن تقرير ذلك يجب أن يكون منوطا بالعلماء المتخصصين وليس الجهلاء أو أدعياء العلم والدخلاء عليه ممن يدعون أنهم حداثيون مستنيرون.
تجديد الأصول
وفي محاولة عملية لإسقاط هذا المعيار على علم أصول الفقه الذي نشأ في القرنين الثاني والثالث الهجري ووضع أسسه وأهدافه وغاياته الإمام الشافعي، أوضح الريسوني أن له ثلاثة وظائف رئيسة هي أنه:
- يهتم بالاستنباط الفقهي بالدرجة الأولى، ومن ثم فهو يضبط الاجتهاد من خلال وظيفة الاستنباط.
- يضبط منهج الفكر والفهم عند المسلمين عموما وذلك من خلال التفكير العلمي الصحيح، وقد أوضح الشافعي ذلك في كتابه "الرسالة" رغم قصره.
- يقلل الخلاف ويكبح جماحه بين العلماء خاصة والمسلمين عامة، وهذا واضح في كثير من مؤلفات وسيرة الإمام الشافعي، حيث أكد أن الخلاف الأصولي وليس الفقهي فقط إذا تفرع وتشعب نشر الفتنة والصدام..

ويبرهن الريسوني على ذلك بأن الإمام الشافعي وضع في علم الأصول ما يشبه القانون الذي يحد من الخلاف، بل ويوقفه في بعض القضايا، مشيرا إلى أنه قد نحج في تقليص الخلاف الفقهي في عصره بعد أن كان علي أشده في كثير من القضايا الأصولية.
وكدليل على انحسار الخلاف الفقهي قال الريسوني "يكفيه -علم الأصول- أنه بهذا نجح في حصر المذاهب الفقهية في أربعة مذاهب رئيسة، وكان من الممكن أن تكون أكثر من خمسين مذهبا لأهل السنة الذين يمثلون تسعة أعشار عدد المسلمين في العالم، لولا علم أصول الفقه الذي نجح في تقليل الخلاف وتقليصه ليس في العصر الذي أنشئ فيه فقط بل في كل العصور التالية".
وانتقل الريسوني إلى تقييم تلك الوظائف التي من أجلها أنشئ علم أصول الفقه في عصرنا فقال: بالنسبة للوظيفة الاستنباطية فإنها لم تعد كافية بعد أن أصبح العلم صعبا جافا، يعاني من يدرسه كثيرا، يستوي في الشكوى من ذلك المعلمون أو المتعلمون، مشيرا إلى أن كثيرا من العلماء وكبار المشايخ شهد بذلك، حتى وصف أحدهم دارس أصول الفقه بقوله "كثير العناء قليل الغناء"، ومن المؤسف أن هذه الوظيفة الاستنباطية أصبحت ضعيفة.
وبالنسبة للوظيفة الثانية وهي ضبط منهجية التفكير، يرى الريسوني أنها تعاني من الضعف أيضا، حيث ضعف العلم في ضبط عقول المسلمين وتفكيرهم مما يعني أن الثقافة المعاصرة استولت على عقولهم بسبب الفراغ الذي يعانون منه.
أما بالنسبة للوظيفة الثالثة وهي تقليل الخلاف فهي ضعيفة أيضا بحسب الريسوني، مدللا على ذلك بأن الخلاف في تزايد مستمر، بل إن علم أصول الفقه نفسه تحول في عصرنا إلى أداة من أدوات زيادة الخلاف بعد أن غابت وظيفته أو تلاشت ولم يعد هناك اهتمام بها.. حسب تعبير الريسوني.
والأدهى من ذلك أن علم أصول الفقه أصبح مذهبيا ويساعد على التعصب المذهبي دون أدلة أو نصوص قوية وبدأ التعصب الأصولي يزيد هوة الخلاف بين المسلمين ويمزق صفوفهم .
وأنهى الدكتور الريسوني محاضرته بالتأكيد علي أن علم أصول الفقه في تجديد بعد التراجع والضعف الذي حل في وظائفه الثلاث ولابد أن يقوم بهذا التجديد العلماء المتخصصون وفي أسرع وقت حتى لا تزداد الأمور سواء إذا ما تأخروا في تجديد علم أصول الفقه ونفس الشيء يجب أن يفعله كل العلماء في مختلف العلوم الشرعية عن طريق تقييم وظائفها ومدى قيامها بها وذلك لمعالجة جوانب الضعف.
التجديد في الفكر البشري
في تعقيبه أشار الدكتور عبد المجيد النجار.. الأمين العام للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث إلى أهمية قيام الجامعات الإسلامية بدورها في التجديد، مبشرا الحضور بقرب ميلاد جديد لجامعة الزيتونة في الفترة القادمة.. بعد سقوط نظام بن علي.
والتجديد الذي تنتظره الأمة -بحسب النجار- هو التجديد في المعاني وكيفية التزام المسلمين بالصحيح من الدين، وليس التغيير في الأصول، وأن تتطابق السلوكيات والأخلاق مع ما جاء في تعاليم الإسلام وحقائقه أما غير هذا فهو نسف للدين..
ويري الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق أن التجديد ليس في الدين وإنما في الفكر البشري، وشتان بين التجديد والتبديد، ولهذا لابد أن يكون المجتهد ليس عالما بالجوانب الشرعية فقط وإنما بكل ما فيه مصالح البلاد والعباد .
والتجديد المنشود ليس معناه إلغاء التراث والبدء من جديد بل البناء عليه ونقده بعقلانية؛ لأنه في النهاية فهم بشري وليس وحيا منزلا، والمشكلة أن الخلاف في الماضي كان في الفروع أما في عصرنا فقد امتد إلى الأصول، ولابد أن يستهدف التجديد المقاصد الكلية الخمسة لأن في ذلك خير الدنيا والدين ومن عظمة الإسلام أنه يربط بينهما بشكل فريد دون تناقض.
محورية المؤسسات المتخصصة في التجديد
وحث الدكتور حسن الشافعي أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة والرئيس السابق للجامعة الإسلامية بباكستان على مواجهة دعاة الحداثة والغزو الفكري المنتسبين ظلما للإسلام أو المتحالفين مع خصومه الذين يدعي بعضهم أنه يمكن الاستغناء بالعقل والعلم عن الدين ويشعلون نار الطائفية والعصبية المذهبية بين المسلمين
وأكد المفكر المغربي الدكتور مصطفى بن حمزة إلى أهمية أن يلتزم المجددون بالتدقيق وليس العشوائية وهذا يتطلب أن يقوم بالتجديد مؤسسات متخصصة يكون بينها تواصل وتنسيق وذلك بهدف تحقيق المصالح العليا للأمة مع المحافظة على جوهر العلم الذي يتم فيه التجديد وألا يتم اختزاله أو الخلل به.
وبين أنه من المؤسف أن بعض كتب التجديد أضاعت العلم الذي يتم فيه وبدلا من الارتقاء به، يتم العبث والضرر به، وأحد أسباب ذلك يتم تحت زعم التواصل مع الآخر في سبيل ذلك يتم تقديم تنازلات، أو اللجوء إلى مفاهيم سقيمة يتم الترويج لها بهدف ضرب الإسلام من داخله من خلال نسبتها إليه، والغريب أن هذا الهدم يتم بأيدي غير المسلمين وبعض المنتسبين للإسلام وهم أشد خطورة عليه من أعدائه الظاهرين ..
وطالب الدكتور محمد المختار المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية بجمع علماء الإسلام في العالم على كلمة سواء في الوقت الذي تتكالب فيه الأمم على الإسلام والمسلمين، وقال: يجب أن تكون على أجندة علماء التجديد مجموعة من الأولويات، في مقدمتها إزالة البدع والخرافات التي يحاول البعض إلصاقها بالإسلام ظلما وعدوانا، ومواجهة الحملات المعادية للإسلام التي تحاول أن تقتلع المسلمين من جذورهم عن طريق التغريب، والغزو الفكري والتطاول علي الإسلام والتصدي لأدعياء الدعوة من الجهال الذين دخلوا علي الساحة ليهدموا الدين باسم التنوير، والاجتهاد والعقلانية وفي نفس الوقت التصدي للمؤامرات التي تعمل على جعل الانتماء المذهبي فوق الانتماء للدين وتكفير المخالفين لهم في المذهب بل والرأي وتلعب الفضائيات دورا كبيرا في هذا المجال.
وكذلك -والكلام للمهدي- الزعم بأن الدين يجب أن يتبع مصالح الناس انطلاقا من مقولة "حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله" وهذه مقولة حق يراد بها باطل ووصل الأمر إلى الدعوة للتبعية للغير حتى ننال رضاه باسم التعايش السلمي والتسامح حتى وصلنا إلى أننا نتنازل من أجل الآخر عن كثير مما أنزل الله، من الأخذ بالمفهوم الغربي في مفاهيم الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة وإباحة العري باسم التحضر والمدنية كل هذه المغالطات في حاجة إلي تصحيح.
وربط الدكتور طه أبو كريشة عضو مجمع البحوث الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة واستحالة التجديد الحقيقي في حالة الفصل بينهما لأن الأمة في حاجة إلى الاجتهاد في مختلف القضايا المستجدة التي ليس فيها نص صريح في القران أو السنة أو اجتهادات الأولين وفي نفس الوقت النظر بموضوعية وعقلانية إلى اجتهادات السابقين الذين اجتهدوا في ظل معطيات وظروف عصرهم ونحن مطالبون بإعادة النظر في بعض أقوال السابقين على أن يتم ذلك من خلال مؤسسات أو هيئات علمية وليس حسب المزاج.
 

ام حاتم

:: متابع ::
إنضم
8 مارس 2011
المشاركات
11
التخصص
فقه
المدينة
المدينة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: دور أصول الفقه في إعادة الأمور إلى نصابها

كنت أظن أن الكاتب هو صاحب الموضوع، ولكن تبين أن هذا منقول .
علما بأن هذا الإشكال حاصل في معظم موضوعات هذه الشبكة المباركة!
أليس هنالك طريقة للتميز بين المقول والمنقول؟
 
أعلى