العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

راي العلامة مولود السريري في التجديد الأصولي

إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
بمناسبة صدور كتاب "تجديد علم الأصول" للعلامة الأصولي الكبير مولود السريري (1) أجرت جريدة التجديد(2) حوارا مع الشيخ جاء فيه :
1-بدأتم كتابكم بالحديث عن علم النظر، ما الأهمية التي يكتسيها هذا العلم؟
النظر أساس بناء الأحكام وعمدة الاستنتاج للمعارف والعلوم، وهو مركوز في طبيعة الإنسان، لكنه يصيبه ما يصيب ما تتركب منه طبيعة الإنسان من مكونات، فهو يصيبه الضعف والانحراف، وربما ذبل فمات، فهو يقوى بالتنمية، ويشحذ باستمرار إعماله على الوجه المطلوب، ويموت إذا أهمل وترك، فهو كسائر الغرائز. وبذلك كان الاعتناء بالحديث عنه أمرا واجبا، ثم إن التذكير به في أول الكتاب على الوجه الذي ذكر به فيه تنبيه إلى أنه ما لم تحترم قواعد النظر وتستعمل على الوجه الصحيح لا يمكن ولا يتأتى أن يأتى بأي تجديد حقيقي في علم أصول الفقه، بل ولا في أي علم صحيح المبنى والمضمون.
2-هناك من يقول إنه يجب أن تغير صورة علم أصول الفقه على النحو الذي تبنى به قواعد جديدة؟
لا ريب أن في كل علم ما يجب أن يغير على الدوام، وفيه ما يجب أن يبقى لأنه قوام ذلك العلم، وبذهابه تذهب ماهية ذلك العلم. والسعي إلى إنشاء مسالك وطرق، والبحث عن أدوات لإثراء علم ما ومد الاستضاءة به إلى مواطن لم يتمدد ضوءه إليها أمر محمود، بل واجب، ومثل ذلك عجم أعواد ما فيه من أسس ومسائل وطرق بناء الأحكام، كل ذلك مطلوب وواجب، لأن العلم هو الحركة العقلية، فإن همدت هذه الحركة، وغلب الجمود في علم ما، مات ذلك العلم.
3-ما هي المواطن التي ترى أن يطالها التجديد؟
أرى أن التجديد يجب أن يطال كل موطن استبان أنه قد طرأ عليه ما يصيره متخلفا عن المقصود منه، ولا يقصد منه إلا خدمة المقاصد الشرعية، وكذلك كل موطن اقتضى الواقع أن يجدد، ويعاد مصوغا ليستوعب قضايا العصر ومشاكله. والرأي الذي أراه هو أن التجديد في علم أصول الفقه يجب أن يكون على مراحل، وكل مرحلة تهدي إلى التي بعدها، والأمور يهدي بعضها إلى بعض. وقد ذكرت في هذا الكتيب (تجديد علم أصول الفقه) ما أرى أنه يجب أن يفعل في المرحلة الأولى (المرحلة التأسيسية) في هذا الشأن، ولا حاجة إلى اجتراره.
4-ما هي الإضافة النوعية التي جئتم بها في هذا الكتاب؟
أظن أنني أسمعت فيه صوت من يقول: إن هذا التسيب والانحلال من ربقة قواعد النظر، ومقتضيات العقول، ودس تغيير العلوم الشرعية في اسم التجديد أمر مرفوض، فإن التجديد رد الجدة (أي القوة) إلى الشيء، لا تغييره وإزالة ماهيته. وإن التجديد يجب أن يكون من أجل تقوية التوابث الدينية والشرعية وترسيخها في النفوس والعقول والمجتمعات الإسلامية، لا أن يتوسل بها إلى مسخ معالم الدين وتمييع الشريعة الإسلامية الغراء.
5-حديثكم عن ''التجديد'' هل هو انخراط في ما هـو سائد في الساحة أم هو شيء آخر؟
لا علم بكل ما في الساحة، لكن مدار الحديث عندي في هذا الشأن هو أن ''تجديد'' علم ما لا يمكن أن يكون بكتابة خواطر ترد على الأذهان من غير أن تؤسس على متضمنات ذلك العلم ومقتضيات أحواله ومنطقه. فنحن نتحدث ـ هنا ـ عن العلم، وهو شيء قائم بذاته، له خصائصه، فهل كل من خطر له رأي أو عرض له سانح يقحمه في علم ما دون أن يكون منه، ودون أن يكون منسجما مع مكوناته، منطويا تحت قواعده؟ هذا غير مقبول، فالتجديد يجب أن تكون لحمته وسداه وشكله ومضمونه جارية على مقتضى ماهية ذلك العلم الذي يجري فيه ذلك التجديد، ومنطوية تحت قواعده وأسسه التي بها قوامه.

---------

1- العلامة مولود السريري : من جنوب المغرب (قرب أغادير) مدير لمعهد علمي ، وهو من المشهود لهم بالتبحر العلمي في الفقه المالكي والأصول وعلم اللغة ، وقد حكى لنا بعض من لقيه أنه يستظهر مواد البرهان والموافقات وإحكام ابن حزم! والشيخ ظاهري (وإن لم يتمحض لها).
2-جريدة التجديد : جريدة مغربية تابعة لحركة الإصلاح والتوحيد المغربية.

 
إنضم
27 مارس 2011
المشاركات
24
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
كوالالمبور
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: راي العلامة مولود السريري في التجديد الأصولي

للفائدة، هذا جزءٌ من بحثٍ لي متعلق ببعض مَا ذكره الأستاذ السريري:

وقد اقترَحَ أبو الطيب السريري"2" أن يُحذفَ نوعانِ من المسَائل:
النّوع الأوَّلُ: المسَائل التي لا يُعْرَفُ مَنْ قَالَ بِها (مَجهولةُ القائل) ولم تذكر على سبيل الافتراض، ومثَّل عَلى ذلك بمسألة الواجبِ المخيّر، فإنَّ أهلَ السنة ينسبونه إلى المعتزلة، وهم إلى أهل السنة.
وفي رأيي أنَّ عَدَمَ مَعرفَةِ صَاحبِ القولِ لا يُفيْدُ عدَمَ صحّة انتسَابِهِ إلى عِلمِ الأصُولِ، فلو افترَضْنَا أننا لا نعْلمُ القَائلَ بِأنّ الأمْرَ في القرآنِ يُفيْدُ الوجُوبَ وفي السُّنّةِ يُفيْدُ الاسْتِحبَابَ أو أنَّ فعْلَ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم لا يُفيْدُ الوجُوبَ، فهَل يَعني ذلكَ حذفُهَا مِنْ علمِ الأصُولِ معَ ابتنَاءِ العَديْدِ من الفُروعِ الفقهيَّةِ عليْها؟
وَقد ذهَبَ الإمَامُ الشَّاطِبيُّ _رَحِمَهُ الله_ إلى إنْكَارِ إدْخَالِ الخلافِ في هذِهِ المسألةِ في علمِ الأصُول، لكن لا مِنْ حيثُ إنَّ القائل بها مَجهولٌ، ولا مِنْ حيثُ عَدَمُ ابتنَاءِ فقهٍ عليها، بل مِنْ حيثُ إنَّ الخِلافَ فيْها لا يُبنى عَليه خلافٌ في الفقْهِ"3".
ــــــــــــــــ
(1) ابن حزم، الإحكام في أصول الأحكام، (5/171)، دار الحديث، القاهرة، الطبعة الأولى 1404هـ
(2) السريري، تجديد علم أصول الفقه، (193) دار الكتب العلمية 2005م.
(3) الشاطبي، الموافقات في أصول الشريعة، (1/31). دار الحديث 2006م.
النوْعُ الثاني: المسَائلُ التي قَدْ تشوّشُ على القارئ مِنْ حيْثُ العقيْدَة.
ومثَّلَ على ذلك بما قالَهُ الأصوليُّونَ مِنْ أنَّ قولَهُ تَعالى "اللهُ خَالِقُ كلِّ شيءٍ" مَخصوصٌ؛ لأنَّ اللهَ تعَالى لم يَخلقْ نفسَهُ. فالبَاحثُ يَرى أنَّ مثلَ تِلكَ المسَائلِ مِنْ شأنِها أن تشوَّشِ عَلى عَقيْدَةِ القَارئ، فالوَاجبُ حذفُها.
وَيبْدو لي أنَّ كلامَ أبي الطيَّب السريري في غير محلِّهِ، وذلكَ لأمريْن:
الأمْرُ الأوَّلُ: أنَّ المسألَةَ ذاتَها لا تَتَضمَّنُ إشْكَالاً عَقَديَّاً أصْلاً، فقد تقرَّرَ هنَاك في عِلمِ الكلامِ أنَّ قدْرَةَ اللهِ تعَالى مُنَاطَةٌ بالممكِنَات فحسْب، وأمَّا المستحيلاتُ_كخلق اللهِ نفْسَهُ_ فلا تتعلَّقُ القدرَة بها. وإذا تقرَّر هذا، فإنه يَجبُ توْجيْهُ هذه الآيَة بما يَقْتضي تنزيه الذاتِ العليَّة، وهذا مَا فعَلُهُ الأصوليَّون. فليْسَ في ذلكَ جلبٌ للتشويْشِ بقدْرِ مَا هو دَفعٌ لَه.
الأمْرُ الثاني: حَتّى على التّسليْمِ بأنَّ ثمّةَ مَا يُشْكلُ عَقَديَّاً في المسْألةِ، فمَا المانِعُ مِنْ تنَاولِهِ في إطَارِ البَحثِ العِلمي؟ أليْسَ البَحثُ العلميُّ مَوْردَ النِّقاش والحِوار؟ ثم إذا لم نناقِش مِثْلَ هذا الإشكالِ في عِلمِ أصولِ الفقْهِ فأيْنَ نناقشُه إذن؟
وكأنّ الكاتبَ يرى أنَّ روَّادَ عِلم أصولِ الفقْهِ مِنْ عوامِّ النّاس والدّهماء، وليسَوا جَهابذة عُلماءِ الإسلام"1".

ــــــــــــــ
(1) مما اقترحَهُ البَاحثُ أبو الطيب السريري.
(2) علاوةً على أنَّ مِنَ الأصوليين مَنْ ذهَبَ إلى توجيْه الآيَة بالقوْلِ أنَّ المخَاطَبَ لا يَدخل في عمُومِ خِطَابِهِ، وعلى ذلك أبقَوا الآيَةَ عَلى عُمُومِها. راجع السُّبْكي، الإبهاج شرح المنهاج، (3/232) دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1404هـ.
 
إنضم
2 أغسطس 2017
المشاركات
2
الكنية
bohrir
التخصص
الإلكترونيك الدقيقة
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
المالكي
رد: راي العلامة مولود السريري في التجديد الأصولي

السلام عليكم ممكن مساعدة بخصوص بحثي تجديد أصول الفقه لمولود السريري
 
أعلى