بارك الله في الجميع
لا بد أن سؤالك في مواقع أهل اللغة لم يطلع عليه الشيخ اللغوي أبو مالك العوضي وإلا لأعطاك جواباً كافياً وافياً .
أقول من باب الفائدة والتوضيح :
عندنا أربعة أمور لا بد أن ندركها ونفرق بينها :
1 - المصدر الأصلي .
2 - اسم المصدر .
3 - المصدر الميمي .
4 - المصدر الصناعي .
أما المصدر الميمي فهو ( المصدر الأصلي بزيادة ميم في أوله ) نحو مضرب و مطلب .
وأما المصدر الصناعي فهو ( المصدر الأصلي بزيادة ياء مشددة وتاء التأنيث في آخره ) كما في : وطنية / حرية / إسلامية .
والذي يهمنا هنا الفرق بين المصدر واسم المصدر وقبل ذلك نشير إلى مسألة وهي هل الأصل في الاشتقاق المصدر أو الفعل ؟
البصريون يرون أن المصدر هو الأصل والفعل أشتق منه لأن المصدر يدل على الحدث المجرد فقط فهو بسيط غير مركب .
وذهب الكوفيون إلى أن الفعل الماضي هو الأصل والمصدر مشتق منه لأنه مركب من الحدث والزمان فهو يتضمن المصدر وزيادة ولذا يكون أصلا له .
والقول الأول هو الأشهر عند العلماء ويستفاد من هذا أن المصدر أصل حتى لاسم المصدر واسم المصدر مشتق منه إما مباشرة أو بواسطة الفعل .
نأتي الآن للفرق بين المصدر واسم المصدر :
هناك من لا يرى فرقاً بينهما باعتبار أن تعريف المصدر منطبق على اسم المصدر لكن ذهب الأكثر إلى التفريق بينهما ومن الفروق التي ذكرت :
1 - التعريف :
فالمصدر ( الأصلي ) : هو ( الاسم الذي يدل في الغالب على الحدث المجرد ويشتمل على كل الحروف الأصلية والزائدة التي يشتمل عليها الفعل الماضي المأخوذ منه وقد يشتمل على اكثر منها وليس مبدوءاً بميم زائدة ولا مختوماً بياء مشددة زائدة بعدها تاء تأنيث مربوطة ) نحو ضرب ضرباً .
وأما اسم المصدر فهو ( ما ساوى المصدر في الدلالة على معناه وخالفه بخلوه لفظاً وتقديراً من بعض حروف عامله ( الفعل ) أو غيره دون تعويض ) بمعنى أن اسم المصدر تنقص حروفه عن حروف المصدر نحو أعطى عطاء حيث نقصت الهمزة الأولى من المصدر .
2 - المصدر سماعي وقياسي وأما اسم المصدر فهو سماعي فقط .
3 - المصدر يدل على مجرد الحدث مباشرة وأما اسم المصدر فيدل على الحدث بواسطة المصدر .
4 - أن المصدر هو الفعل الصادر من الإنسان وغيره وأما اسم المصدر فهو اسم للمعنى الصادر عن الإنسان وغيره وتوضيح ذلك :
أن كلمة ( ضَرْب ) يتعلق بها أمران المعنى واللفظ المكون من ض ر ب ، فالمعنى وهو الحدث هو المصدر حقيقة وأما اللفظ وهو الحروف ( ض ر ب ) فهو المصدر مجازاً .
وفي كلمة ( سبحان ) اسم مصدر تدل على المعنى المجازي فقط وليس على سبيل الحقيقة .
ذكر هذا الفرق السيوطي في الأشباه والنظائر نقلاً عن ابن النحاس .
5 - أن اسم المصدر قد لا يكون له فعل من لفظه يجري عليه مثل القهقرى فليس له فعل مشهور يجري عليه من لفظه .
6 - اسم المصدر يكون علم جنس كما في بَرَّة بمعنى البر ، وسُبْحان بمعنى التسبيح ، وحَمَاد بمعنى الحمد .
ولا يصح تسمية هذه مصادر لأنها صارت علم جنس .