العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سؤال للأخوة المعتنين بعلم الحديث وكتب التراجم

أحمد محمد الشحي

:: متابع ::
إنضم
26 يونيو 2008
المشاركات
8
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
حنبلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
من ألفاظ المحدثين التي كثيرا ما ترد في كتب الجرح والتعديل وكذا كثيرا ما ترد في كتب التراجم قولهم: "فلان فقيه الصدر" أو "فلان فقيه البدن" أو "فلان فقيه النفس" وكان من آخر ما وقفت عليه في ذلك: ما ذكره ابن حجر في تهذيبه من ترجمة الإمام الشافعي قول أبي حاتم فيه: "فقيه البدن صدوق"، ومن ذلك ما ذكره ابن فرحون في ديباجه من ترجمة يوسف أبي عمر المغامي بن يحيى بن يوسف بن محمد الدوسي من ولد أبي هريرة، قال: "قال أحمد بن نصر: كان المغامي فقيه الصدر، حسن القريحة" إلى نصوص أخر يطول المقام بذكرها.

وتساؤلي لأخوتي طلبة العلم في هذا الملتقى:
هل من أحد وقف على كلام في تفسير هاتيك الألفاظ، من؟؟؟ وأين؟؟؟

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى..........
 

صلاح بن خميس الغامدي

قاضي بوزارة العدل السعودية
إنضم
27 أبريل 2008
المشاركات
103
الإقامة
الدمام - المنطقة الشرقية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أحمد
التخصص
الفقه
الدولة
السعودية
المدينة
الدمام حرسها الله
المذهب الفقهي
الحنبلي
الحمد لله وحده وبعد ..

أقول، ـ وبضاعتي في هذا الباب لا تذكر ـ لعل المقصود : الملكة التي يتصف بها الفقيه أو المحدث ، سواء الملكة في الاستنباط أو التخريج وأقصد ( الفقهي) أو في الترجيح بين الأقوال ، ويشمل ذلك ما ينقدح في ذهن المحدث من حكم تجاه الحديث ، وذلك لتوفر هذه الملكة لديه .
وقد عثرت على بعض ما أظن أنه يفيد في هذا الموضوع لعل الله أن ينفع به، ومن لديه المزيد فليزدنا .

جاء في إحياء علوم الدين (... وكذلك من أراد أن يصير فقيه النفس فلا طريق له إلا أن يتعاطى أفعال الفقهاء وهو التكرار للفقه حتى تنعطف منه على قلبه صفة الفقه فيصير فقيه النفس وكذلك من أراد أن يصير سخيا عفيف النفس حليما متواضعا فيلزمه أن يتعاطى أفعال هؤلاء تكلفا حتى يصير ذلك طبعا له فلا علاج له إلا ذلك.....) (1)

يقول محمد خلف سلامة " ( ... وَاتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ " فَقِيهَ النَّفْسِ " لا يُطْلَقُ إلا عَلَى مَنْ كَانَ وَاسِعَ الاطِّلاعِ قَوِيَّ النَّفْسِ وَالإِدْرَاكِ ، ذَا ذَوْقٍ فِقْهِيٍّ سَلِيمٍ وَإِنْ كَانَ مُقَلِّداً ... ) (2) ويذكر أنه نقل ذلك من الموسوعة الفقهية الكويتية

وقال في موضع آخر : " فقيه النفس :
يظهر أن مرادهم بهذه العبارة هو العالم المتدين المهذب ، الذي يعْلم ما يحتاجُه وما يُصلح حالَه وما يفسدها ، يعلم ما له وما عليه ، ويعمل بما علمه من علم الفقه وغيره.
وأكثر من رأيته يستعمل هذه العبارة الحافظ الذهبي ، وذلك في كتابيه (السير) و(التذكرة) .
وممن استعملها قبلَ الذهبي حمزةُ السهمي فقد وصفَ بها في (تاريخ جرجان) أبا ذر جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلبي ، فقال : (وكان فقيه النفس متديناً)(3)

وجاء في نفس المرجع السابق (4): " ... فقيه البدن :
هذه العبارة استعملها بعض النقاد في وصف بعض الرواة أو العلماء ؛ ومعناها أنه فقيه ، أي عالم بالأحكام الشرعية العملية .
وهذه الكلمة قالها العجلي في (معرفة الثقات) (1/247) (158) في بشر بن المفضل ، إذ وصفه بهذه الكلمات : (ثقة ، فقيه البدن ، ثبت في الحديث ، حسن الحديث ، صاحب سنة ) ..." .أ.هـ

نقل عن عبدالسلام هارون في حاشيته على البيان والتبيين حينما ذكر القاضي ( إياس بن معاوية قال : .. وكان فقيه البدن ....) فقال تعليقاً على كلمة (فقيه البدن) ما نصه :
(أي كأن بدنه مطبوع على الفقه ، لذكائه ولنفوذه فيما أشكل منه أو غمض " ...." (5)

والحمد لله رب العالمين



-----------------
(1)4/ 82 ، 2/189
(2لسان المحدثين )124 / 4
(3)لسان المحدثين ( معجم مصطلحات المحدثين )4/132
(4) 4 / 130
(5) انظر المرجع السابق 4/ 132
 
التعديل الأخير:
أعلى