العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

إنضم
26 مارس 2009
المشاركات
753
الكنية
أبو عمر
التخصص
(LL.M) Master of Laws
المدينة
القريات
المذهب الفقهي
حنبلي
ما رأيكم أيها الأخوة الفضلاء في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الكتاب أصل في هذا الباب بين المعاصرين.
أما محاسنه فيكفي فيه أنه احتفظ بروح الفقه فصب فيه ماءه حين جمد في غيره
ناهيك عن الجدية الصارمة في تناوله للمسائل
مع ضبطه لأقوال المذاهب وما اطردوا فيه وما وقع عندهم فيه من الاستنثاء الذي قد يحسب تناقضا عليهم
ورحم الله عبد القادر عودة فأولئك هم الرجال.
وببالغ الأسى لقد اختزل الفقه اليوم في سرد الأقوال والأدلة وبيان الراجح على أشكال وأنماط محددة فأذهب عن الفقه نضارته، وأريق فيه ماء شبابه، والله المستعان.
وكنت قد عملت مقارنة بين أبحاث العودة في هذا الكتاب وبين أبحاث غيره في هذا الموضوع، لأبين تبرزه وتأخر غيره عنه ثم أعرضت عن ذلك لما قد يحدثه ذلك من أشياء.
 
إنضم
26 مارس 2009
المشاركات
753
الكنية
أبو عمر
التخصص
(LL.M) Master of Laws
المدينة
القريات
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيكم شيخنا المبارك وأتمنا منكم أن تتحفوني بأسماء بعض الكتب الفقهية المعاصرة في فقه الجنايات وجزاكم الله خير الجزاء؟
 

أحمد عرفة أحمد

:: متفاعل ::
إنضم
22 يوليو 2008
المشاركات
460
الإقامة
مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
فقه مقارن
الدولة
مصر
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

كتاب الأستاذ عبد القادر عودة من أروع ماقرأت فى التشريع الجنائى الإسلامى
فرحمه الله تعالى رحمة واسعة ورفع فى الجنة درجته وألحقنا به فى الصالحين اللهم آمين
 

أحمد عرفة أحمد

:: متفاعل ::
إنضم
22 يوليو 2008
المشاركات
460
الإقامة
مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
فقه مقارن
الدولة
مصر
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

ومن الكتابات المعاصرة فى التشريع الجنائى كتب الأستاذ الدكتور أحمد فتحى بهنسى
كتاباته رائعة جدا ومعظمها موجود على الانترنت عليك بها
 

أحمد عرفة أحمد

:: متفاعل ::
إنضم
22 يوليو 2008
المشاركات
460
الإقامة
مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
فقه مقارن
الدولة
مصر
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

http://http://al-mostafa.info/books/htm/search1.php
وهذا رابط لتحميل كتب الدكتور أحمد فتحى بهنسى
نسألكم الدعاء
نفعنا الله وإياكم ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

بارك الله فيكم شيخنا المبارك وأتمنا منكم أن تتحفوني بأسماء بعض الكتب الفقهية المعاصرة في فقه الجنايات وجزاكم الله خير الجزاء؟

كتاب (الجريمة والعقوبة في الإسلام ) للشيخ محمد أبو زهرة
في جزأين الأول للجريمة والثاني للعقوبة
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

كتاب الأستاذ عبد القادر عودة من أروع ماقرأت فى التشريع الجنائى الإسلامى فرحمه الله تعالى رحمة واسعة ورفع فى الجنة درجته وألحقنا به فى الصالحين اللهم آمين
اللهم آمين
صدقت أخي الكريم
ويكفي هذا العَلَم فخراً إعدامه شنقاً على أيدي الظالمين
 

أحمد عرفة أحمد

:: متفاعل ::
إنضم
22 يوليو 2008
المشاركات
460
الإقامة
مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
فقه مقارن
الدولة
مصر
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

وهذه ترجمة للأستاذ الشهيد عبدالقادر عودة رحمه الله تعالى
عبد القادر عودة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح, البحث
عبد القادر عودة (1906-1954م) قاضي وفقيه دستوري، ولد بقرية كفر الحاج شربيني من أعمال مركز شربين، تخرج من مدرسة المنصورة الابتدائية عام 1330 هـ، اشتغل بالزراعة، ثم عاد فواصَل الدراسة، وحصل على البكالوريا سنة 1348 هـ، ثم التحق بكلية الحقوق بالقاهرة، وتخرج فيها عام 1930م، وكان من أول الناجحين.
التحق بوظائف النيابة، ثم القضاء، وكانت له مواقف مثالية. في عهد "عبد الهادي" قدمتْ إليه -وهو قاضٍ- أكثر من قضية من القضايا المترتبة على الأمر العسكري بحل جماعة "الإخوان المسلمين"، فكان يقضي فيها بالبراءة؛ استنادًا إلى أن أمر الحل غير شرعي. في عام 1951م استقال من منصبه الكبير في القضاء، وانقطع للعمل في الدعوة، مستعيضًا عن راتبه الحكومي بفتح مكتب للمحاماة، لكن لم يلبث أن بلغ أرفع مكانة بين أقرانه المحامين. في عهد اللواء محمد نجيب عُيّن عضوًا في لجنة وضع الدستور المصري، وكان له فيها مواقف لامعة في الدفاع عن الحريات، ومحاولة إقامة الدستور على أسس واضحة من أصول الإسلام، وتعاليم القرآن. في عام 1953م انتدبته الحكومة الليبية لوضع الدستور الليبي.
تم أعدامه بعد إتهام جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر في حادثة المنشية عام 1954م، وبسببها تم إلقاء القبض على عدد كبير من الإخوان المسلمين، ومعارضي حكم جمال عبد الناصر ومحاكمتهم أمام محاكمة عسكرية استثنائية بقيادة قائد الجناح جمال سالم، والتي أصدرت أحكام بإعدامه مع عدد آخر من قيادات الإخوان المسلمين وهم الشيخ محمد فرغلي ويوسف طلعت وإبراهيم الطيب المحامى وهنداوي دوير المحامى ومحمود عبد اللطيف. وتم إعدامهم في 7 ديسمبر 1954. هذا بخلاف من قتلوا جراء التعذيب خلال الفترة من 26 أكتوبر 1954 حتى عام 1965م [1]. وتلى ذلك محاكمة عدد آخر من زعماء الإخوان المسلمين في عام 1966م، وعلى رأسهم سيد قطب حيث قضت المحكمة العسكرية بقيادة الفريق الدجوى بإعدامه مع كل من يوسف هواش وعبد الفتاح إسماعيل (إخوان مسلمون).
بدأ هذا الأمر في 28 فبراير 1954م بمظاهرة أمام قصر عابدين، قصر الجمهورية، لتهنئة محمد نجيب بعودته لرئاسة الجمهورية. حين ارتفعت هتافات واحدة، ورفعت المصاحف: لا شرقية لا غربية.. إسلامية إسلامية.. إسلامية قرآنية. ثم ارتفع صوته بخطاب ملتهب أشار فيه إلى تصدي قوات من الجيش لطلاب جامعة القاهرة وطلاب مدارس الجيزة، وإطلاق الرصاص عليهم وسقوط عدد من الشهداء. فكان جزاء الشهيد عبد القادر أن ألقي القبض عليه وعلى الأستاذ عمر التلمساني بعد خمسة أيام من هذه المظاهرة، ووُجهت له تهمة العمل على قلب نظام الحكم في مظاهرة 28 فبراير.
دمائي لعنة عليهم

في يوم الخميس 9 ديسمبر عام 1954م كان موعد تنفيذ حكم الإعدام على عبد القادر عودة وخمسة من إخوانه... وتقدم الشهيد "عودة" إلى منصة الإعدام وهو يقول: "ماذا يهمني أين أموت؛ أكان ذلك على فراشي، أو في ساحة القتال.. أسيرًا، أو حرًّا.. إنني ذاهب إلى لقاء الله"، ثم توجه إلى الحاضرين وقال لهم: "أشكر الله الذي منحني الشهادة.. إن دمي سينفجر على الثورة، وسيكون لعنةً عليها".
وهو والد الدكتور خالد عودة الأستاذ في كلية العلوم بجامعة أسيوط والذي تمت محاكمته بتهمة الانتماء إلى جماعة للإخوان المسلمين ضمن أربعين من الشخصيات العامة وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال أمام محاكمة عسكرية استثنائية بقيادة اللواء عبد الفتاح عبد الله. وقد تم إلقاء القبض عليه في 14 يناير 2007، واستمرت المحاكمة مدة 15 شهرا عقدت خلالها المحكمة سبعين جلسة حيث أنتهت في جلستها الحادية والسبعين إلى برائته مما نسب إليه بتاريخ 15 إبريل 2008م.
] من مؤلفاته

له العديد من المقالات والبحوث القيمة التي طبعت مرات عديدة، ومنها ما ترجم للغات شتى، بل إن العديد من طلبة الماجستير والدكتوراه في الدراسات الإسلامية قدموا أطروحاتهم عن مؤلفات الشيخ عبد القادر عودة، باعتباره الرائد في هذا الميدان.[بحاجة لمصدر]
من كلام عودة

"حين أقارن بين القانون في عصرنا الحاضر وبين الشريعة، إنما أقارن بين قانون متغير متطور، يسير حثيثًا نحو الكمال حتى يكاد يبلغه كما يقال، وبين الشريعة التي نزلت منذ ثلاثة عشر قرنًا ولم تتغير ولم تتبدل فيما مضى، ولن تتغير أو تتبدل في المستقبل، شريعة تأبى طبيعتها التغيير والتبديل؛ لأنها من عند الله، ولا تبديل لكلمات الله، ولأنها من صنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه، فليس ما يخلقه في حاجة إلى إتقان من بعد خلقه..
نحن -إذن- حين نقارن إنما نقارن بين أحدث الآراء والنظريات في القانون، وبين أقدمها في الشريعة، أو نحن نقارن بين الحديث القابل للتغيير والتبديل، وبين القديم المستعصي على التغيير والتبديل، وسنرى ونلمس من هذه المقارنة أن القديم الثابت خير من الحديث المتغير، وأن الشريعة -على قدمها- أجل من أن تقارن بالقوانين الوضعية الحديثة، وأن القوانين الوضعية بالرغم مما انطوت عليه من الآراء وما استُحدث لها من المبادئ والنظريات لا تزال في مستوى أدنى من مستوى الشريعة".










عبد القادر عودة القاضي المجاهد

محمد أبو الهيثم


الواجب هو أن أعرض على الناس أحكام الشريعة في المسائل الجنائية، في لغة يفهمونها
أما الشريعة فصانعها هو الله، وتتمثل فيها قدرة الخالق، وكماله وعظمته وإحاطته بما كان وبما هو كائن،
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 23]
وقف القاضي المجاهد عبد القادر عودة؛ ليدافع عن الدعوة وقت محنتها، وترك منصبه القضائي؛ ليتفرغ لنصرة الحق المضطهد في زمنه, ضرب المثل الأعلى في العمل والفكر والجهاد، حتى لاقى ربه، ولسان حاله: "أني مغلوب فانتصر".


التحق عبد القادر عودة بكلية الحقوق بالقاهرة، وتخرج فيها عام 1930م، وكان من أول الناجحين, ثم التحق بوظائف النيابة، ثم القضاء، وكانت له مواقف غايةً في النبل والشجاعة، في مناصرة الحق، وقت محنة الإخوان المسلمين المشهورة في مصر, قدمت إليه - وهو قاضٍ - أكثر من قضية من القضايا المترتبة على الأمر بحل جماعة (الإخوان المسلمين)، فكان يقضي فيها بالبراءة؛ استنادًا إلى أن أمر الحل غير شرعي.


وفي عام 1951م، أصرَّ عليه (الإخوان المسلمون) بضرورة التفرغ؛ لمشاطرة المرشد أعباء الدعوة، فاستقال من منصبه الكبير في القضاء، وانقطع للعمل في الدعوة، مستعيضًا عن راتبه الحكومي بفتح مكتب للمحاماة، لم يلبث أن بلغ أرفع مكانة بين أقرانه المحامين.


الأستاذ الكبير "عبد القادر عودة" عَلَم من أعلام الحركة الإسلامية المعاصرة، وداعية من دعاة الإسلام في العصر الحديث، كانت له الكلمة المسموعة، والمكانة المرموقة، لدى (الإخوان) بخاصة، ولدى جماهير الشعب المصري بعامة، وكان له دوره الفاعل، والمؤثر في مجرى الأحداث بمصر، بعد مقتل الإمام "حسن البنا"، في 12/2/1949م، رحمه الله.


وفي عهد اللواء "محمد نجيب" عُين عضوًا في لجنة وضع الدستور المصري، وكان له فيها مواقف لامعة في الدفاع عن الحريات، ومحاولة إقامة الدستور على أسس واضحة من أصول الإسلام، وتعاليم القرآن...


والأستاذ "عبد القادر عودة" عالم متمكن، أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من الدراسات الهامة في مجال التشريع الإسلامي فقد صدرت له - بالإضافة إلى كتابه القيم (التشريع الجنائي في الإسلام)- كتب أخرى، نذكر منها:
(الإسلام وأوضاعنا القانونية)، و(الإسلام وأوضاعنا السياسية)، و(الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه)، و(المال والحكم في الإسلام)، وغيرها من الكتب والبحوث والدراسات والمقالات، التي تكررت طباعتها مرات ومرات، وتُرجمت إلى كثير من اللغات، بل إن العديد من طلبة الدراسات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي قدموا أطروحاتهم للماجستير والدكتوراه عن مؤلفات القاضي الشهيد، بإذن الله، "عبد القادر عودة" باعتباره الرائد في هذا الميدان.



ولـ "عبد القادر عودة" موقفه الثابت الراسخ من الشريعة الإسلامية ؛ فهو القاضي الذي أبى إلا أن يطبق قانون السماء، ما وجد إلى ذلك سبيلاً، ورفض أن يقيد بقوانين الأرض، التي عجزت أن توفر لبني البشر أي مقوم من مقومات الحياة الصحيحة.



كان جريئًا في الحق، ولو خالفته الدنيا بأسرها؛ لأنه كان يحرص على مرضاة ربه قبل أن يفكر في إرضاء الناس. وقف إلى جوار ثورة يوليو، ظنًّا منه أن "عبد الناصر" سيحقق الخير الذي أعلنه على الناس، وقد أغضب في ذلك الكثير من إخوانه ومحبيه، ولما تكشفت أمامه النيات، وبدأت تظهر الحقائق، سلك الطريق الذي ألزم به نفسه في حياته - طريق الحق والصدق - قال له "عبد الناصر": "إنني سأقضي على كل من يعترض طريقي"، فأجابه: "عبد القادر عودة" في صراحة المؤمنين: "ولكن من يبقون منهم سيقضون بدورهم على الطغاة والظالمين"، وفي يوم 28 من فبراير 1954م خرجت جموع الأمة تطالب الحكام بالإقلاع عن الظلم وتنحية الظالمين، وزحفت الآلاف إلى ميدان عابدين تطالب الرئيس "محمد نجيب" بالإفراج عن المعتقلين، وتنحية الباطش، ومعاقبة الذين قتلوا المتظاهرين عند كوبري قصر النيل، وتطبيق شرع رب العالمين، وأدرك القائمون على الأمر يومئذ خطورة الموقف، وطلبوا من المتظاهرين الثائرين أن ينصرفوا، ولكن بلا مجيب، فاستعان "محمد نجيب" بالشهيد "عبد القادر عودة"؛ لتهدئة الموقف متعهدًا بإجابة الأمة إلى مطالبها.


ومن شُرفة عابدين وقف الشهيد "عودة" يطلب من الجماهير الثائرة أن تنصرف في هدوء؛ لأن الرئيس "نجيب" وعد بإجابة مطالبها، فإذا بهذا الحشد الزاخر من البشر ينصرف في دقائق معدودة، وبمنطق البطش الذي كان يهيمن على البلد حينذاك، كان لا بد أن يصدر قرار في حق "عبد القادر عودة"، فإذا كان الرجل قد استطاع أن يصرف الجموع الحاشدة التي جاءت محتجةً، تطالب بإطلاق الحريات، وإفساح المجال للحياة الدستورية السلمية الأصيلة، والوفاء بالوعود وتأدية الأمانات، فهو يمثل خطورةً على هذا الحكم الذي كان مفهومه لدى الحاكم أن يضغط على الأجراس فيلبَّى نداؤه، وعلى الأزرار فتتحرك الأمة قيامًا وقعودًا.


ومن هنا، كانت مظاهرة عابدين هي أول وأخطر حيثيات الحكم على الشهيد "عبد القادر عودة" بعد ذلك بالإعدام، ولذلك لم يكن غريبًا أن اعتُقل هو والكثيرون من أصحابه في مساء اليوم نفسه، ووقفوا على أرجلهم في السجن الحربي من الرابعة فجرًا حتى السابعة صباحًا، ويضربهم ضباط السجن وعساكره في وحشية وقسوة.


وقُدِّم "عبد القادر عودة" في تهمة لا صلة له بها ولا علم، وحكموا على الشهيد بالإعدام، ظنًّا منهم أن قتل "عبد القادر عودة" سيمضي كحدث هيَّن لا يهتم به أحد، ولكن حاكم ذلك العهد "عبد الناصر"، لما رفعت له التقارير من جواسيسه عن أثر ذلك الإعدام في نفوس الناس، قال في حديث نشرته الصحف في وقته: "عجبت لأمر هذا الشعب، لا يرضى بالجريمة، ولكن إذا عوقب المجرم ثار عطفه على المجرمين"، ولكن ثورة العواطف عند الشعب لم تكن من أجل المجرمين، فما كان في الموقف واحد منهم، ولكن الشعب ثار كراهيةً منه للظلم، ووفاءً منه للأبرياء".



لقد وقف "عبد القادر عودة" أمام المحكمة الهزلية متحديًا وقال: أنا متهم بتُهَم - لو صحَّت - لكنت أنا الجاني، وأنتم المجني عليكم، ولم أعرف حقًّا للمجني عليه في محاكمة الذي جنى عليه، إنني لا أجد في الدنيا قانونًا يبيح مثل هذه المحاكمة؛ فكيف يُعقل أن يكون القاضي هو الخصم وهو الحكم؟!



• الحكم بالإعدام على "عبد القادر عودة":

قُدِّم "عبد القادر عودة" إلى المحاكمة في تهمة لا صلة له بها، وهي محاولة اغتيال "جمال عبد الناصر"، أمَّا الأسباب الحقيقة لإعدامه فهي ما تتميز به شخصيته من مكانة رفيعة، وقدرة حركية، وصبرٌ على مواقف الشِدّة والجهاد، وجرأة في الحق نادرة، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:


ـ كان "عودة" قد تزعم الدعوة إلى التقريب بين الإخوان و"عبد الناصر" في مطلع الخلاف، وظن "عبد الناصر" أن بإمكانه تقريب (وكيل الجماعة) "عبد القادر عودة" إليه، وشطر الجماعة بذلك شطرين، وكان موقف "عودة" الصامد من هذه البادرة الصدمة التي ملأت صدر "عبد الناصر" حقدًا عليه، ورغبةً في البطش به.


وعندما نصح "عبد القادر عودة" "جمال عبد الناصر" عام 1954م بضرورة إلغاء قرار حل جماعة الإخوان؛ مخافةً أن يتهور شاب منهم في حالة غيظ واندفاع، فيقوم بعمل من أعمال الاعتداء بعيدًا عن مشاورة قادة الحركة، أجاب "عبد الناصر": "كم عدد الإخوان؟ مليونان، ثلاثة ملايين... إنني مستغنٍ عن ثلث الأمة، ومستعد للتضحية بسبعة ملايين إذا كان الإخوان سبعة ملايين"، وهنا غلب الذهول الشهيد "عودة"، وقال في ثورة: "سبعة ملايين ثمنًا لحياة فرد... ما أغناك عن هذا يا جمال!".
وكان هذا الموقف من الأسباب التي دفعت إلى المصادقة على حكم الإعدام.

ـ ومن الأسباب كذلك أن الشهيد "عودة" كان قد وقف موقفًا وطنيًّا خالدًا حين عمد الضباط إلى اتخاذ قرار بعزل "محمد نجيب" من رئاسة الجمهورية، فأقدم على استلام الراية، وابتدر قيادة الحركة، ونظَّم عشرات الآلاف من الجماهير في مظاهرة لم يشهدها تاريخ مصر كله؛ وهو ما أرغم الضباط والوزراء على الرضوخ لإرادة الشعب وإعادة اللواء "محمد نجيب" رئيسًا للجمهورية المصرية.
ومن هذا اليوم أيضًا تقرر انتهاز الفرص للحكم على "عبد القادر عودة" بالموت...



ـ ومن الأسباب كذلك، أن "عبد الناصر" أقدم على توقيع معاهدة مع الإنجليز، فطلب مكتب الإرشاد من الفقيه القانوني الشهيد "عبد القادر عودة" أن يتناول الاتفاقية تناولاً قانونيًّا، بعيدًا عن أسلوب التحامل والتشهير، فجاءت الدراسة التي سلمت إلى السلطات المصرية في ذلك الوقت، دراسةً قانونيةً تبرز للعيان ما تجره الاتفاقية على البلاد من استبقاء الاحتلال البريطاني مقنعًا، مع إعطائه صفة الاعتراف الشرعية، فضلاً عما يجره على مصر والبلاد العربية من ويلات الحروب دفاعًا عن مصالح الإنجليز والأمريكان كما وضح في الدراسة، وبذلك ازداد الحكم رغبةً في الانتقام من عبد القادر عودة.
ويوم الخميس الواقع في 9 من ديسمبر عام 1954م، كان موعد تنفيذ حكم الإعدام على "عبد القادر عودة" وإخوانه الخمسة... وتقدم الشهيد "عودة" إلى منصة الإعدام وهو يقول: "ماذا يهمني أين أموت؛ أكان ذلك على فراشي، أو في ساحة القتال.. أسيرًا، أو حرًّا.. إنني ذاهب إلى لقاء الله"، ثم توجَّه إلى الحاضرين وقال لهم: "أشكر الله الذي منحني الشهادة.. إن دمي سينفجر على الثورة، وسيكون لعنةً عليها".
ـ من أقوال عبد القادر عودة:


يقول الأستاذ "عودة" في كتابه (التشريع الجنائي في الإسلام) مقارنًا بالقانون الوضعي ما نصه: "حين أقارن بين القانون في عصرنا الحاضر وبين الشريعة، إنما أقارن بين قانون متغير متطور، يسير حثيثًا نحو الكمال حتى يكاد يبلغه كما يقال، وبين الشريعة التي نزلت منذ ثلاثة عشر قرنًا ولم تتغير ولم تتبدل فيما مضى، ولن تتغير أو تتبدل في المستقبل، شريعة تأبى طبيعتها التغيير والتبديل؛ لأنها من عند الله، ولا تبديل لكلمات الله، ولأنها من صنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه، فليس ما يخلقه في حاجة إلى إتقان من بعد خلقه".


نحن - إذن - حين نقارن إنما نقارن بين أحدث الآراء والنظريات في القانون، وبين أقدمها في الشريعة، أو نحن نقارن بين الحديث القابل للتغيير والتبديل، وبين القديم المستعصي على التغيير والتبديل، وسنرى ونلمس من هذه المقارنة أن القديم الثابت خير من الحديث المتغير، وأن الشريعة - على قدمها - أجل من أن تقارن بالقوانين الوضعية الحديثة، وأن القوانين الوضعية بالرغم مما انطوت عليه من الآراء وما استُحدث لها من المبادئ والنظريات لا تزال في مستوى أدنى من مستوى الشريعة.



• عبد القادر عودة... والشعور بالواجب:

"لقد شعرت بأن علىَّ واجبًا عاجل الأداء نحو الشريعة ونحو زملائي من رجال القانون، ونحو كل من درسوا دراسةً مدنيةً، وهذا الواجب هو أن أعرض على الناس أحكام الشريعة في المسائل الجنائية، في لغة يفهمونها، وبطريقة يألفونها، وأن أصحح لرجال القانون معلوماتهم عن الشريعة، وأن أنشر على الناس الحقائق التي حجبها الجهل عنا زمنًا طويلاً، إن القانون من صنع البشر، أمَّا الشريعة فمن عند الله، وكل من الشريعة والقانون، يتمثل فيه بجلاء صفات صانعه، فالقانون من صنع البشر، ويتمثل فيه نقص البشر وعجزهم وضعفهم وقلة حيلتهم، ومن ثم كان القانون عرضةً للتغيير والتبديل، أو ما نسميه "التطور"، كلما تطورت الجماعة إلى درجة لم تكن متوقعة، أو وُجدت حالات لم تكن منتظرةً، فالقانون ناقص دائمًا، ولا يمكن أن يبلغ حد الكمال ما دام صانعه لا يمكن أن يُوصف بالكمال، ولا يستطيع أن يُحيط بما سيكون، وإن استطاع الإلمام بما كان.


أما الشريعة فصانعها هو الله، وتتمثل فيها قدرة الخالق، وكماله وعظمته وإحاطته بما كان وبما هو كائن، ومن ثم صاغها العليم الخبير، بحيث تحيط بكل شيء وأمر- جل شأنه - ألا تغيير ولا تبديل حيث قال:
{لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ}؛ لأنها ليست في حاجة للتغيير والتبديل مهما تغيرت الأوطان والأزمان، وتطور الإنسان".

جمع وترتيب: محمد أبو الهيثم.


المصادر:

ـ التشريع الجنائي في الإسلام – عبد القادر عودة.
ـ موقع إخوان أون لاين.

جمع هذه المادة
العبد الفقير لعفو ربه
أحمد بن عرفة الأزهرى
داعية إسلامي
ومعيد بجامعة الأزهر الشريف
وكان ذلك يوم الاثنين الموافق 23/ 5/ 2011

 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أوافق السادة طلاب العلم وأساتذته فيما يخص هذا الكتاب الرأئع وقد عشت مع الكتاب مدة ليست بالقصيرة -ثلاث سنوات - ، والحق أن هذا الكتاب لا أقول من أفضل ما كتب المعاصرون في هذا الباب بل هو أفضلها على الإطلاق ؛ فقد تميز بحسن العرض ، وسهولة العبارة مع المحافظة التامة على أصالة التراث ، وتوثيق المادة العلمية لكل مذهب من كتبه المعتمدة .
والسبب في ذلك هو ما أقره الشهيد بنفسه في نص يمثل منهجه التأسيسي لهذا الكتاب بل هو منهج كل من يحترم قلمه وفكره يقول :" وأعترف أني عندما قرأت كتب الشريعة لأول مرة لم أفهمها حق الفهم، فقد أخذت عن بعض المسائل فكرة تبين لي خطؤها في القراءة الثانية، ومن ثم فقد قرأتها مثنى وثلاث ورباع، بل قرأتها حتى أصبحت أستزيد بقراءتها عمقاً ولا أكاد أصحح خطأ. ولقد حملني على قراءة الموضوع الواحد أكثر من مرة أني كنت أدرس المذاهب الأربعة وأدرس عدة كتب لمؤلفين مختلفين في كل مذهب، وساعد على هذا أني لم أحصل أول الأمر إلا على كتب قليلة مختصرة، ثم صرت أحصل تباعاً على غيرها مما هو أكثر توسعاً منها. على أني مع هذا لا أعتقد أني سلمت من الوقوع في خطأ، فما أنا إلا إنسان غير معصوم بذل جهده في تجنب الخطأ، وإني لأرجو ممن يعثر على خطأ أن يبصرني به مشكوراً لأتجنبه في المستقبل.
 
إنضم
22 يونيو 2009
المشاركات
75
التخصص
شريعة
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
شافعي
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

من افضل الكتب واجملها في هذا الباب رحمه الله تعالى
 

الدرَة

:: نشيط ::
إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
653
التخصص
الفقه
المدينة
..
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟


لاأريد أن أخالفكم ، لكن أرى أن هذا الكتاب أقرب إلى كونه ثقافيا ، هذا القول خلصت إليه بعد قراءة وإطلاع للكتاب المؤلف رحمه الله مسترسل في أمور مسلمة عند حديثه عن الشريعة الإسلامية ويعذر في هذا كونه يكتب لأهل القانون ، لكن المقارنة نفسها تكشف الفرق دون الاسترسال الذي يشعر بالملل .
بالإظافة إلى ذكر مصطلحات القانون بحيث لايستطيع من ليس له معرفة بالقانون أن يفهم المراد من قوله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

بارك الله فيكم
كيف الحصول على الكتاب ؟؟
 

عارف محمد شاكر

:: متابع ::
إنضم
21 أبريل 2011
المشاركات
4
الجنس
ذكر
التخصص
تجارة, ترجمة و شريعة
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: سؤال: ما رأيكم في كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي)للشهيد عبدالقادر عودة؟

هذا الكتاب من اجمل الكتب المعاصرة في فقه الجنايات.
و قد يبدو سهلا الا انه ممتنع في تأليفه و جمعه و تحريره و لن تستطيع الاحاطة بجودته من خلال قراءة أولية فقط.

و مع تقديري لكتابات الشيخ أبي زهرة و حبي العظيم له إ لا أني أرى كتاب الشيخ عبد القادر عودة رحمه الله أشمل و أقرب للنسق الفقهي في الطرح الا انه استخدم طريقة معاصرة في العرض مما يوهم البعض أنه ثقافي.
و الله أعلم
اما الحصول عليه فمتيسر من خلال الإنترنت و موقع المكتبة الوقفية.
وهذا رابط الوقفية
http://waqfeya.net/book.php?bid=558
 
أعلى