رشيد بن ابراهيم بوعافية
:: متابع ::
- إنضم
- 15 أكتوبر 2011
- المشاركات
- 28
- الكنية
- أبو أسامة
- التخصص
- تفسير وعلوم القرآن
- المدينة
- أم البواقي
- المذهب الفقهي
- مالكي يميل مع الحق على لسان من ظهر
سلسلة : طالب العلم الرباني وقيم التواصل الإيجابي ( 3/7 )
القيمة الثالثة : التأليف ركيزةُ النجاحِ في التعريف والتكليف . . !
أقربُ اللغاتِ إلى نفسِ الإنسانِ لغةُ المشاعرِ و الأحاسيس ، هي التي تحتوي الإنسانَ وتؤثّرُ فيه ، و ترسُمُ شخصيّته وتوجّهاتِهِ و مواقِفَه في الحياة ، بل و تؤثّرُ على طريقةِ تلقّيهِ وتفاعله و عطائِهِ بعد ذلك ، فإن كانت إيجابيّةً محفّزَةً قائمةً على الحُبّ والحنان و الدّفء و العطف ؛ أثّرت في تلقّيهِ وعطائِه على السّواء ، وجعلتهُ يَقْبَلُ التعليمَ و التعريف ، ويُقبِلُ على التكاليف بكلّ سلاسةٍ و انقياد ، وإن كانت سلبيّةً منفّرَةً قائمةً على العنفِ و البُغض و الشدّةِ والجفاء ؛ أثّرت في تلقّيهِ وعطائِه على السّواء أيضًا ، فجعلتهُ يرفُضُ التعليمَ و التعريف ، ولو ظهرت براهينُه ، و يتمرّدُ على الشرائعِ والتكاليف ، كلُّ ذلك بسبب لغة المشاعر والأحاسيس . . ! .
في يوم من الأيام أخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيد معاذ بن جبل رضي الله عنه وأوصاه وقال :"يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك "، فقال : " أوصيك يا معاذ لا تَدَعَنَّ في دبر كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" فما تركهن معاذُ رضي الله عنه ! (صحيح : سنن أبي داود 1522 ) .
فانظر إلى كلمات المودّة والحنان منه صلى الله عليه وسلم كيف تبِعَها التعريف فجاءت ثمرَةُ الثباتِ على التكاليف ! .
اجعل أخي الحبيب هذا قاعدةَ ارتكازٍ بالنّسبة إليك في التواصل و التعامل تؤثّر في القلوب و العقول وتحتويها ! .
أخي الحبيب يا طالب العلم الربّاني :
ليست المعلومات وحدها ولا الأفكارُ هي ما يحتاجُهُ الناس منك ، نخطئ عندما نعتقدُ ذلك ؛ يوجدُ منها اليومَ ما لا حصرَ له ولا نظير ؛ إنّ النّاسَ أخي الحبيب يحتاجون صدرًا دافئًا يؤلّفُهم قبل أن يعرّفَهم و قبل أن يكلّفَهُم ، يحتاجونَ قلبًا كبيرًا يهرعُون إليهِ في زمنِ فقرِ المشاعِر وجدبِ الأحاسيس ؛ فماذا عليكَ لو جعلتَ خطابَكَ رحمةً مهداةً تأوي إليها القلوبُ المتعَبَة ، والنفوسُ المرهقَة ، والأفكارُ المشوّشة . . في هذا الزّمن الصّعب !
أخي الحبيب يا طالب العلم الربّاني :
رسالتك . . قولٌ ثقيلٌ بالجِبِلّة . .
تحتاج إلى تفعيلِ لغة الحُبّ والحنان . . إلى البسمة الحانية الدّائمة . . والنظرةِ الصادقة النقيّة . . تحتاج إلى إظهار الاهتمام والرعاية . . جرّب و سوف تُدركُ أنَّها أرسخُ من تلقينِ شهر . . ومن صُراخِ دَهر . . !
افعل و سوف ترى كيف تنفتحُ لكَ مغاليق القلوب . .كيف تلينُ القلوبُ القاسية . . و تستقيم الجوارح العاصية . . !
جرّب المدخلَ العاطفيّ الإيجابيّ الصادق حتّى مع الخَصم ، وانظُر كيفَ يصيرُ كتابًا مفتوحًا بين يديك ، يستسلمُ بطوع ، و ينقادُ بقناعة ، جرّب و انظر كيف يتركُ هذا الأسلوبُ في نفسِهِ أحسنَ الآثار ، و أجملَ الذكريات . . !
إنّ بضاعةَ الحقٍّ والخير التي عندَك قد تُقنِع الطرفَ الآخرَ ولكنّها لا تغريهِ بقَبُولِها أبدًا ، ولا يكونُ مجرّد ذلكَ كافياً لالتزامِهِ بالحقّ و الخير ؛ بل يحتاج لبعض المعِينَات التي تسهِّل عليه قبول الحق وتيسِّر له العمل به ، إنّها باختصار :
ما تغرسُهُ أنت في نفسِهِ من مشاعرِ التواصُلِ و المعاملة ، فإن كانت إيجابيّةً محفّزَةً ؛ أثّرت في تلقّيهِ وعطائِه على السّواء ، وجعلتهُ يَقْبَلُ التعريف ، ويُقبِلُ على التكاليف ، وإن كانت سلبيّةً منفّرَةً ؛ أثّرت في تلقّيهِ وعطائِه على السّواء أيضًا ، فجعلتهُ يرفُضُ التعريف ، و يتمرّدُ على الحقائقِ والتكاليف ، والسببُ في الجهتين منهجكَ في التواصُل والتعامل . . !
إنّك باختصار : في حاجةٍ إلى التأليف قبل التعريف والتكليف !
فيا ربّ يسّر و أعِن يا معين
القيمة الثالثة : التأليف ركيزةُ النجاحِ في التعريف والتكليف . . !
أقربُ اللغاتِ إلى نفسِ الإنسانِ لغةُ المشاعرِ و الأحاسيس ، هي التي تحتوي الإنسانَ وتؤثّرُ فيه ، و ترسُمُ شخصيّته وتوجّهاتِهِ و مواقِفَه في الحياة ، بل و تؤثّرُ على طريقةِ تلقّيهِ وتفاعله و عطائِهِ بعد ذلك ، فإن كانت إيجابيّةً محفّزَةً قائمةً على الحُبّ والحنان و الدّفء و العطف ؛ أثّرت في تلقّيهِ وعطائِه على السّواء ، وجعلتهُ يَقْبَلُ التعليمَ و التعريف ، ويُقبِلُ على التكاليف بكلّ سلاسةٍ و انقياد ، وإن كانت سلبيّةً منفّرَةً قائمةً على العنفِ و البُغض و الشدّةِ والجفاء ؛ أثّرت في تلقّيهِ وعطائِه على السّواء أيضًا ، فجعلتهُ يرفُضُ التعليمَ و التعريف ، ولو ظهرت براهينُه ، و يتمرّدُ على الشرائعِ والتكاليف ، كلُّ ذلك بسبب لغة المشاعر والأحاسيس . . ! .
في يوم من الأيام أخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيد معاذ بن جبل رضي الله عنه وأوصاه وقال :"يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك "، فقال : " أوصيك يا معاذ لا تَدَعَنَّ في دبر كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" فما تركهن معاذُ رضي الله عنه ! (صحيح : سنن أبي داود 1522 ) .
فانظر إلى كلمات المودّة والحنان منه صلى الله عليه وسلم كيف تبِعَها التعريف فجاءت ثمرَةُ الثباتِ على التكاليف ! .
اجعل أخي الحبيب هذا قاعدةَ ارتكازٍ بالنّسبة إليك في التواصل و التعامل تؤثّر في القلوب و العقول وتحتويها ! .
أخي الحبيب يا طالب العلم الربّاني :
ليست المعلومات وحدها ولا الأفكارُ هي ما يحتاجُهُ الناس منك ، نخطئ عندما نعتقدُ ذلك ؛ يوجدُ منها اليومَ ما لا حصرَ له ولا نظير ؛ إنّ النّاسَ أخي الحبيب يحتاجون صدرًا دافئًا يؤلّفُهم قبل أن يعرّفَهم و قبل أن يكلّفَهُم ، يحتاجونَ قلبًا كبيرًا يهرعُون إليهِ في زمنِ فقرِ المشاعِر وجدبِ الأحاسيس ؛ فماذا عليكَ لو جعلتَ خطابَكَ رحمةً مهداةً تأوي إليها القلوبُ المتعَبَة ، والنفوسُ المرهقَة ، والأفكارُ المشوّشة . . في هذا الزّمن الصّعب !
أخي الحبيب يا طالب العلم الربّاني :
رسالتك . . قولٌ ثقيلٌ بالجِبِلّة . .
تحتاج إلى تفعيلِ لغة الحُبّ والحنان . . إلى البسمة الحانية الدّائمة . . والنظرةِ الصادقة النقيّة . . تحتاج إلى إظهار الاهتمام والرعاية . . جرّب و سوف تُدركُ أنَّها أرسخُ من تلقينِ شهر . . ومن صُراخِ دَهر . . !
افعل و سوف ترى كيف تنفتحُ لكَ مغاليق القلوب . .كيف تلينُ القلوبُ القاسية . . و تستقيم الجوارح العاصية . . !
جرّب المدخلَ العاطفيّ الإيجابيّ الصادق حتّى مع الخَصم ، وانظُر كيفَ يصيرُ كتابًا مفتوحًا بين يديك ، يستسلمُ بطوع ، و ينقادُ بقناعة ، جرّب و انظر كيف يتركُ هذا الأسلوبُ في نفسِهِ أحسنَ الآثار ، و أجملَ الذكريات . . !
إنّ بضاعةَ الحقٍّ والخير التي عندَك قد تُقنِع الطرفَ الآخرَ ولكنّها لا تغريهِ بقَبُولِها أبدًا ، ولا يكونُ مجرّد ذلكَ كافياً لالتزامِهِ بالحقّ و الخير ؛ بل يحتاج لبعض المعِينَات التي تسهِّل عليه قبول الحق وتيسِّر له العمل به ، إنّها باختصار :
ما تغرسُهُ أنت في نفسِهِ من مشاعرِ التواصُلِ و المعاملة ، فإن كانت إيجابيّةً محفّزَةً ؛ أثّرت في تلقّيهِ وعطائِه على السّواء ، وجعلتهُ يَقْبَلُ التعريف ، ويُقبِلُ على التكاليف ، وإن كانت سلبيّةً منفّرَةً ؛ أثّرت في تلقّيهِ وعطائِه على السّواء أيضًا ، فجعلتهُ يرفُضُ التعريف ، و يتمرّدُ على الحقائقِ والتكاليف ، والسببُ في الجهتين منهجكَ في التواصُل والتعامل . . !
إنّك باختصار : في حاجةٍ إلى التأليف قبل التعريف والتكليف !
فيا ربّ يسّر و أعِن يا معين