العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سلسلة عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية

استراحة ملتقان&#15.jpg

سلسلة
عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان

إن شاء الله تعالى بعد عدة أيام، بتصحيح (قدر المستطاع).
الله الموفق وهو من وراء القصد وسبحانه يهدي السبيل.

 

المرفقات

  • إطلالة جديدة.pdf
    148.9 KB · المشاهدات: 0
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: سلسلة عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان

النفس ورغباتها ووسائلها
لكل منا رغبات لنفسه يريد أن يحققها، فمنها ما يستطيع تحقيقه، ومنها ما لا يستطيع إلا بجهد، ومنها ما لا يستطيع تحقيقه ولو فعل الأفاعيل.

ولكل منا أشياء معينة تخصه هو دون غيره؛ تنبهه إلى ما يرغب ليعمل على تحقيقه، ولتعدد وتنوع رغباتنا، تتنوع وسائل التنبيه إليها، وبالنظر للنفس الطيبة أو الخبيثة؛ تكون تلك الوسائل.
وتتخذ النفس من الأسباب التي تحقق لها هذه الرغبات، المشروع منها والغير مشروع.

كما يكون للنفس نظرة في أولويات تقديم هذه الرغبة وتأخير تلك.

فالنفس وقد شرحها القرآن الكريم، تنقسم إلى النفس المطمئنة، والنفس الأمارة بالسوء، والنفس التي تارة تميل لأهل الخير، وتارة ما تميل لأهل السوء.

والرغبات بطبعها تكون على حسب القسم التي تندرج فيه النفس، إما الطيبة المطمئنة أو عكس ذلك أو بين هذه وتلك.

وقد تتفوق النفس الأمارة بالسوء على شياطين الجن في أنها تخدع البعض بالتحلي بثياب النفس الطيبة، ولكنها ما تلبث إلا وقد أنجلت الحقيقة وتظهر طبيعة النفس على حقيقتها ولو بعد حين.

فالنفس توظف رغباتها على حسب طبيعتها ولو اتخذت في بعض الأحيان صورة مغايرة لهذه الطبيعة، فقط كي تصل لِما تريد، وعندما تنال بغيتها تتضح صورتها بلا رتوش.

لذلك فالنفس لها أوليات، كي تستطيع الوصول لما تريد وتبتغي:
فالنفس الخبيثة، تكون كل أولياتها أن تتمتع في الدنيا ضاربة بالآخرة عرض الحائط، فلا هم لها ولا مغنم ولا شبع إلا زينة الدنيا المحضة ومتعها، فهي ميتة الإحساس، ضريرة النظر منقادة لما تهوى، دون الوقوف ولو للحظة كي ترى بوضوح لمَ قد خلقها الله تعالى؟

أما النفس الطيبة، فأولى أولياتها هو رضا الله في السر والعلن، والسراء والضراء، في النعمة والابتلاء، في المنع والعطاء.

والسبب، أنها تعلم بأن خالقها لا يكلف نفسا إلا وسعها، فإن الله لم يخلق خلقه كي يُسرف عليهم أو يعذبهم أو يلهو بأقدارهم ومشاعرهم وألمهم، حاشا لله سبحانه، فهو الحكيم العليم، يقدر الأمر وهو اللطيف الخبير، وهو لا يقسو علينا، حاشاه بل هو أرحم على خلقه من رحمة الأم على وليدها الذي في حجرها.

وهو سبحانه لم يخلقنا عبثا، ليتركنا كالبهائم كلا منا يفعل ما يحلو له، حتى البهائم لها قوانينها وشرائعها التي تسير عليها حسب ما يسر الله سبحانه لها الوجود في كونه.

وأما النفس المتأرجحة، فهي خليط من الخير والشر، وعلى قدر غلبة الخير أو الشر فيها؛ تتخذ أولوياتها لترتيب تحقيق رغباتها.

وكذلك تختلف الوسائل التي تتخذها النفس سفن لتحقيق ما تريد، فالنفس الأمارة بالسوء، تتخذ شرعتها من القول المشهور (الغاية تُبرر الوسيلة) ولا ترى لها أي قانون غيره، لأنها بهذا القانون تستطيع التلون والتخفي والتلاعب وقد تصل إلى الكذب والبهتان، كي تصل لتحقيق ما تريد من رغبات.

أما النفس الطيبة، فهي تتخذ من التوكل على الله ثم الأخذ بالأسباب سبيلها كي تصل إلى ما تريد مما قد أحله الله لها، ولا تستطيع غيره، ممكن أن تجاهد وتشقى كي تصحب مع الوسائل المشروعة لتحقيق رغباتها الإخلاص لله والتقى، أو تشقى كي تكون في كنف الله تعالى، وذلك بالاستعانة بالصبر والصلاة، وقد تشقى في أنها تريد متنفس طاهر كي تستطيع أن تكون في معية الله تعالى.

والأمر مع النفس التي يُنازعها الخير والشر، فيا لها من نفس مسكينة، لأن لقائها بربها يتحدد في اللحظة التي تكون الغلبة إما للخير أو الشر، فتكون كمن دخل مسابقة وقد علم بأن الخاسر فيها له عقاب، فمنّى نفسه بالفوز بالجائزة، وغفل وهو في طريقه إليها، فأتخذ طريقا آخرا وهو يظن إنه على الطريق الصحيح، وعندما وصل للنهاية، لم يجد الجائزة، وكانت يقينا أمام عينيه، ووجد المشقة والتعب، وأن الجائزة قد أخذها غيره، وإنه ينتظره عقاب لأنه غفل عن سبب وجوده في هذا الكون: قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).


سهير علي
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: سلسلة عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان

لحظات البناء

الابتلاء الذي يحدث لك، وألم من تُحب، وابتلاءات الناس، وأفعال بعض الناس -التي تحتار فيها العقول- وفراق الأحبة؛ كلها لحظات يعيشها القلب ويتمنى على الله تعالى أن تنتهي؛ وكثير من هذه اللحظات تُجبر فيها النفس للوقوف بين يدي الله تعالى، لتحكي فيها ألمك، وتشكو حالك، وتنكسر بين يديه سبحانه، وتلح أن يُفرغ عليك رحماته التي وسعت كل شيء، ومن يسر الله له السبيل لفعل ذلك، فقد وفق إلى الخير كله، وعكس ذلك -والعياذ بالله- يكون شقاء المرء.

وأثناء هذه اللحظات يكون المرء في عِراك مع ابتلائه، الذي يطحنه المرء بين أضراسه، كي ينجو منه، فهي لحظات هي أشد وأقسى وأصعب من أن يوضع المرء تحت الجبال.

ولكن المفاجأة أنه أثناء كل هذا العراك واللجوء لله تعالى ومحاولات الفرار التي تنجح مرة والأخرى لا، يحدث له شيئا غريبا في قلبه لم يعتاده من قبل، يتذوق شعورا جديدا لأول مرة، في البداية لا يُدرك أنه يحيا أجمل لحظات عمره على الإطلاق، لا يُدرك أنه لن يتذوق جمالا كهذا الجمال إلى أن يلقى الله تعالى، ولكن بعد قليل يُدرك أنه يعيش أجمل لحظات عمره في وصاله مع الله سبحانه، ويتعلم معنى كلمة الودود، معنى الحنان المنان والرحيم واللطيف وغيرها من الأسماء التي اتصف بها سبحانه والتي هي الحق والصدق.

هذه هي لحظات بناء منها ما تحتاجه الأمة وما تحتاجه النفس:
فأما ما تحتاجه النفس كي يسعد المرء في دنياه بانضباط أموره -قدر المستطاع- في محراب طاعته تعالى لتستقيم حياة أفراد الأمة بما يُنتج السكينة والنماء وبناء المجتمع من ناحية وتوفر القدوة الصالحة للغير سواء أكان مسلما وغير مسلم من ناحية أخرى، لينجو في آخرته وقد يصل إلى رضوانه سبحانه فينعم برؤيته عز وجل.

وأما لحظات بناء الأمة التي امتلكت أفرادا حرصوا أثناء اجتهادهم في الحياة على بناء أنفسهم بحسن التوكل على الله تعالى بلجوئهم إليه سبحانه، والأخذ بالأسباب، وسعيهم في تعمير الأرض بما أراده الله لتحقيق مقاصده سبحانه في أرضه.

فهذه اللحظات التي يَمنّ الله بها على عباده كي يرزقهم في الدنيا نعيم يظنه المرء أنه أكثر حلاوة من نعيم جنة الخلد، ولا يتمنى المرء أن يفقد هذه اللحظات من وداد الله تعالى؛ بل يُقاتل حتى لا يفقدها.

فلا يُدرك أن هذه اللحظات سيتبعها لحظات الفكاك من الابتلاء والتي سيتبعها لحظات هدوء في النفس والتي يتبعها إقلال في الهرولة لله تعالى لأن الابتلاء قد زال، ورويدا رويدا يجد نفسه أنه لم يعد كما كان في قوة عبادته، وتقل لحظات وصاله بالله، عندها يشعر وكأن روحه تتخطفها الوحدة والعوز لهذه اللحظات، بل يبكي لله تعالى أنه يفتقد أحلى وأجمل متعة تذوقها في عمره، ويشتد فقده لهذه اللحظات ويشعر معها بنهاية الكون إن لم يحصل عليها، ويظل يطلبها ويطلبها ويتودد لله الحنان، ويستغيث برحمته أن يرزقة ولو لحظة واحدة من لحظات وداده مع الله الرحمن الرحيم الودود، إلى أن يصل لحلاوة أخرى يتذوقها لأول مرة وهو في معركته الشرسة كي يحصل على حلاوة وصال الأولى بالله سبحانه ووداده، والتي يتعلم خلالها دروسا غالية جدا جدا تكلفه الكثير من الصبر والتحمل، ومن هذه الدروس؛ مخافته ورعبه أن يجده الله حيث نهاه؛ والسبب رعبه أن يُحرم من لحظات وداده مع خالقه سبحانه، ويفتش على ما يحبه حبيبه، فيسعى كي يثبت حضوره فيه -قدر جهده- وفي كل سعي له يجد اختبارات مختلفة متعددة تقول له؛ أأنت صادق في حبه تعالى؟ أأنت صابر من أجله سبحانه؟ أأنت ما تزال ثابت؟

وفقط أداءه في الابتلاء يكون هو عنوان الجواب على ما سبق من الأسئلة.

سهير علي
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: سلسلة عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان

همسات صادقة للزوجة الواثقة
* الرجل الشرقي له أم واحدة، وبزواجه يكره أن يكون لديه اثنتين!
* جددي قلبك وروحك كما تجددين في شكلكِ ومنزلكِ، فهما أولى بالرعاية.
* تعلمي بعض من الفنون التي تعلمين حب زوجك لها، ما دامت في حدود الشرع.
* طيبي جو منزلك بحسن الخلق والظن الحسن والصبر، تجدين أريج التفاهم فاح في كل أركان بيتك.
لا تفاجئين زوجك بالقدوم عليه، بل القي السلام من بعيد.
* احفظي حق الله تعالى في عدم التجسس على زوجك، يحفظه لك في غيابك.
* احرصي على حفظ كرامة زوجك، بألا يكون في موقف محرج يصغره أمامك، وإلا ودعتِ استقرار وهناء البيت.
* الرجل الشرقي يُحب أن يشعر بقوته في منزله وأنه مطاع فأعطي زوجك هذا الشعور؛ تكوني أسعد الناس.
* أقرب الشياطين لزعيهم الأكبر؛ هو الشيطان الذي ينجح في جعل زوجين ينفصلا بالطلاق، فلا تحققي أغلى أماني الشيطان الأكبر بمشيكِ في دروبه.
* عاملي زوجك كقيمة ولا تعملينه معاملتك لأي أحد من البشر، فأي أحد قد يخطأ ويأتي منه الألم، ولكن اعتبار القيمة؛ هو الاعتراف للنفس بما تعلمتيه واستفدتيه منه.
* حب الرجل لزوجته نوع يختلف تماما عن نوع حبه لأمه أو أخته أو ولده أو صحبه، فلا داعي للغيرة وجعل استقرار بيتك وصفاه وهناه حلبة صراع، أنا زوجته؛ إذا أنا الأحق والأقوى.
* تعرفي على زوجك جيدا من خلال بيئته وأهله، ولا تعامليه إلا من خلال ذلك.
* زوجك لم يعش في بيئتك فلا تعامليه بما تتعاملين به مع أهلك.
* زوجك باب جنتك أو نارك؛ فإن ظلم فعليه ظلمه، وفلا تردي عليه بظلم مثله، فدعيه يملأ كتابه بما يشاء.
* أيامنا معدودة في هذه الدنيا، فإن كان بيتك غير مريح، فاجمعي من الخير وحسن الخلق ما يوفر لك البيت المريح في الآخرة.
* كلنا لنا ساعة وساعة، فاجعلي ساعة الخير؛ طويلة وأكثري فيها العمل والشكر لله على التوفيق، فما بنا من نعمة فمن الله وحده سبحانه، والساعة الأخرى التي تكون فيها إقلال في الطاعات، فاجعليها قصيرة وألزمي الاستغفار.
* لا تأخذي رأي أي أحد في مشاكلك، إلا من يحافظ على كيان بيتك، وصم أذنك عن من يستعديك على زوجك.
* استعيني بالله تعالى على كل أمرك، الدعاء يغير القضاء ويرفع البلاء بإذن الله تعالى.
* دائما اطلبي من الله ما يعلم أنه الخير لك، فلربما تطلبين شيء ترين فيه الخير ويكون فيه عطبك.
* احفظي حق الله قدر جهدك في زوجك وبيتك، يحفظك الله وبيتك وزوجك.
* أنت وزوجك كيان واحد، فلا تجعليه اثنين.
* قال الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي) فارفعي سقف التمني بالعيش السعيد، وستناليه بإذن الله تعالى.
* الزواج محضن الحب، والإيثار هواءه.
* الإيثار، السفينة الآمانة التي تبحر بالحياة الزوجية بأمان في بحر الابتلاء الحياتية.
* إيثارك لزوجك؛ هو تجلي أسمى أنواع الخلق التي تملكين.
* لا تبدأني زواجك بفكر (البقاء للأقوى) فإنك من زجاج وأول من سينكسر.
* الزواج كالبذرة، متى سقيتها بالمودة والصبر والصدق، فإن ثمارها ستكثر وتكفيك مدى الحياة.
* عاملي زوجك بحديث (حب لأخيك ما تحبه لنفسك) تسعدين معه كحبيب.
* وقت غضب زوجك، لا تحاولي أن تثبتين صحة وجهة نظرك، فهو في حالة لن يسمع فيها إلا صوته.
* ليس شرطا أن يفعل زوج كل طلباتك، اطلبي من الله في سجدوك ما تريدين، يحضره لك زوجك من غير ما تطلبين.
* إذا بدأتِ حياتك الزوجية بـ (أنت المخطئ وأنا المصيبة)، فلتودعي استقرار البيت وهنائه.
* الحياة الزوجية ليست حلبة صراع، إنما هي لبنة حب في بناء المستقبل الهانئ.
* الحياة الزوجية ليست قصة سعيدة نهايتها البطل والبطلة يعيشون في هناء دائم، ولكن الحياة الزوجية كغيرها من أنواع الحياة، يتخللها الابتلاء والاختبار؛ الاستعانة بالله الصحيحة والأخذ بالأسباب وحسن الخلق؛ يقلل هبوب الرياح العاتية التي قد تقلع بيتك من جذورها.
سهير علي
 

ام معتز

:: مشارك ::
إنضم
26 ديسمبر 2012
المشاركات
229
الكنية
ام معتز
التخصص
علوم شرعية
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: سلسلة عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان

بارك الله فيك الأخت أم معاذ وجعل ما قدمته صدقة جارية يوم لا ينفع مال ولا بنون ...وأثابك على ما خطت يدك ...كل كلامك رائع ،لكن أحسن ما مس قلبي هو ما قلته عن فلسطين الأبية فجزاك الله خيرا وزادني وإياك من العلم النافع.آمين
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: سلسلة عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان

بارك الله فيك الأخت أم معاذ وجعل ما قدمته صدقة جارية يوم لا ينفع مال ولا بنون ...وأثابك على ما خطت يدك ...كل كلامك رائع ،لكن أحسن ما مس قلبي هو ما قلته عن فلسطين الأبية فجزاك الله خيرا وزادني وإياك من العلم النافع.آمين

وما بكم من نعمة فمن الله وحده فله الحمد وله الشكر.
أحسن الله إليك الأخت الفاضلة ام معتز ، وأكرمك الله وبارك فيك وجزاك الله كل خير ، وتقبل الله منك الدعاء ورزقك أضعافه حتى يرضيك ورزقك القبول، اللهم آمين
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: سلسلة عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


معيار السعادة

يلهث الجميع ويجوبون كل مكان بحثا عن السعادة! ولكن مهما طالت أعمارنا فـ (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْيَوْمَ الْقِيَامَةِ...).


ولأن الأمر سيكون عظيما وشديدا عند لحظة لقاء الله سبحانه، وسيكون الفارق بين الخلود في النعيم، والخلود في الجحيم - والعياذ بالله-، ما جاء في قوله تعالى: (... فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِفلنتخيل المشهد وكأنه أمام ناظرينا؛ هي زحزحة!! أي أقل من خطوة واحدة بعيدا عن النار.. هو الفوز العظيم والمبين! وهذه الخطوة لا يساويها ثقل الأكوان ذهبا، ولا يغني عنها سلطان وحكم الكون كله بزينتها، فالأمر جد خطير.


إذا فما هي المعايير التي تقاس بها السعادة في الحياة حتى يرزقنا الله سبحانه بخطوات وأميال بعيدا عن جهنم ولا تتعارض سعادتنا مع رضا الله تعالى لننجو من عقابه ونطمع أن يدخلنا في رحمته؟


ولاختلاف طبائعنا ونفوسنا؛ لا نستطيع أن نعمم على البشرية معايير واحدة من صنع البشر للسعادة، فبعض الذي يسعدني قد لا يسعد أولادي، ونحن في بيت واحد، فما بالك باختلاف الطباع والأجناس والتربية للبشرية جمعاء!


ولكن عندما نتتبع طرق السعادة التي جعلها الله متعددة وثابتة بالأصول التي جاءت في مقاصد تشريع الحلال والحرام؛ سنجد السعادة الحقة التي تداوي آلام المرض وجراحات الحياة، فيما قدر الله سبحانه لنا: (أَلَايَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).


فهل تتعارض المعايير التي وضعها البشر للسعادة؟ وهل تختلف النتيجة؟


نعم وبكل تأكيد تتعارض بعض المعايير التي وضعها البشر مع المعايير التي وضعها الله الحكيم الخبير العليم، فالله سبحانه يرشدنا لننال السعادة وننجو من الهلاك، ولا يريد شيئا منّا، بل وعدنا وعده الحق بالجنة والرحمة، والنفس تخذل من يتبعها، ولكي نهرب ولا نكون مع أو ممن قال سبحانه فيهم: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)، يجب علينا أن نقارن بعض مما جاء في القرآن الكريم، بين وعد الله الحق، ووعد النفس الزائف الباطل: قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىظ° لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا * يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا *وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَظ°لِكَفَأُولَظ°ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).


أهل الإيمان والعمل الصالح وعدهم الإله الحق بالاستخلاف في الأرض وتمكين إقامة شعائره سبحانه، وسيلبسهم ثوب الأمن وينزع عنهم ثوب الخوف والشرك، ولنتابع بعض أدلة معاييرالله تعالى للعيش الأمان في الدنيا والآخرة.


قال تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
وهذهبعض معايير لمن يتبع نفسه وهواه:

كما جاء في القرآن الكريم: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ* وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ).
قال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

ومن هو العدل العليم الخبير الذي لا يختلف عليه اثنان؛ الذي وضع هذه المعايير؟


ما النتيجة عندما استبدل الملح بالسكر وأنا أطبخ الطعام؟ أو أستبدل الملح بالسكر في كوب الشاي؟
النتيجة فشل ذريع، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).


عندما نشتري جهازا جديدا، فإننا لا نتحاذق ونحن نقلب إرشادات تشغيله -الكتالوج-؛ بل نتتبع كل ما جاء فيها بدقة حتى لا يخرب الجهاز ونفقد ثمنه، ولكننا في حياة الدنيا التي يُبنى عليها موضع أقدامنا للخلود، ومن قبله لقاء الله القوي الجبار؛فالغالبية منّا نجدهم يفتي في الدين ويحدد مسار حياته وسعادته بما تمليه عليه النفس التي قال الله تعالى عنها: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي * إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)!.


عندما نحجرُ على قلوبنا أن تحيا الحياة التي أرادها الله سبحانه لنا لننجو من غضبه وننال رحمته؛ بتتبع بعض الأفكار الخاطئة ونركن للنفس وتحليل العقل الذي أغمض عينيه عن حقيقة أن لقاء الله قادم، فلا نعجب من ضحالة معايير النفس الظالمة لمقاييس السعادة، ولنترحم على بناء الأسر المستقرة السعيدة، والأمة القوية العادلة، والنجاة في الآخرة من جهنم!

أعاذنا الله وإياكم منها برحمته، اللهم آمين.


سهير علي
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: سلسلة عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ويحك يا جابر!
رقم الحديث: 446
(حديث موقوف) حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ الْوَلِيدُ، وَحَدَّثَنِي ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ قُبْرُسُ وَفُرِّقَ بَيْنَ أَهْلِهَا فَبَكَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ رَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ جَالِسًا وَحْدَهُ يَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، " مَا يُبْكِيكَ فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ؟، قَالَ: وَيْحَكَ يَا جُبَيْرُ مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللَّهِ إِذَا هُمْ تَرَكُوا أَمْرَهُ! بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ لَهُمُ الْمُلْكُ تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى" .
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: سلسلة عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان

احتياجاتنا وعجزنا من أدلة كمال الله سبحانه، والله أعلم

حاجة بعضنا لبعض هي من الأسباب التي تحث على حسن الخلق والتواضع والعطاء والتراحم والتواصل والتكافل والتناصح، وتدل في الأساس على مقدار إقرار كل منا بإفراد الله سبحانه وحده بالكمال.
فقد جعل الله تعالى الأسباب في الدنيا من العوامل المساعدة والمتمة لبعض الأمور التي قدرها سبحانه من الاحتياج لعدة فوائد منها:
1. أن الكمال لله وحده فلا يُعطى لمخلوق على وجه الأرض الاستغناء عن الحاجة أو الأسباب المتمة لما ينقصه.
2. عدم الاغترار بما نملكه –مما رزقنا الله به- لأننا نحتاج لغيره من الأسباب.
3. الحاجة تدفع المخلوق لتقبل مبدأ إقراره بالنقص والبحث عن الأسباب المعينة على ما ينقصه، وما يريد من غيره، فيجده عند أخوه المسلم؛ والذي يجد ما يكمله عندك.
4. التواضع والتراحم.
5. عدم احتكار ما أنعم به الله علينا لأنفسنا فقط، بل بذله لمن يحتاجه.
6. اعتدال ميزان العطاء الرباني لجميع خلقه.
7. حاجتنا للصالحات –من أنواع البر ومد العون للمحتاج- التي تنفعنا حسناتها في الدنيا والآخرة حسبما جاء في القرآن والأحاديث، تجعلنا نلهث وراء قضاء حوائج المسلمين والمحاولة في الإخلاص حتى يتقبلها الله تعالى ويمدنا بعونه وفك كربنا وقضاء حوائجنا.

سهير علي
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: سلسلة عطايا الرحمن لعباده من كلمات ومعان


رمضان وروح المبادرة

عندما يأمرنا الله سبحانه بشيء فهذا لصالحنا لأن علمه تعالى سبق كل شيء، وقد نعلم بعض الحِكم فيما فرضه الله علينا من فرائض، ونُقر بأننا نجهل الكثير وسنظل.
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمس، وهو مما فرضه الله علينا، وما هو إلا التعبد لله بالتدبر في آيات القرآن والذكر، والحرمان من الأكل والشرب لفترة زمنية محددة، ولا نُدرك لماذا فرض الله علينا هذا الحرمان؟ ولماذا حُدد بفترة زمنية معينة؟ ولماذا لم يكن تحديد موعد الإفطار خاضع لظروف كل عصر، أو خاضع لقدرة المسلمين في تحمل الصيام في كل عصر؟ أو خاضع لسلطة الحاكم أو تقدير العلماء أو الأطباء؟

دائما أتذكر أمي الغالية رحمة الله عليها وعلى أبي والناس أجمعين وهي تقول: (نحن نصوم كي نشعر بالمحتاجين)، فإذا كان هذا هو رد أمي على سؤالي من أكثر من خمس وثلاثين عاما، وهو نفس الرد الذي قلته لأولادي من أقل من خمسة عشر عاما، وهو نفس الرد – إن شاء الله – الذي ستقوله ابنتي لابنتها التي ما تزال تتعلم نطق الكلام.
فالذي يُراد أن يُفهم من هذا الرد هو الحث على التكافل والتراحم بين المسلمين، حتى لا يكون بيننا المحتاج والمحروم قدر ما أمكننا ذلك!

فكيف نتعامل مع هذه الحِكمة كي نحقق ما أراده الله في أرضه بما فرضه علينا – أي تحقيق مقصود الشارع لما أراد لعباده - والذي يحدث في الصومال من مجاعة لهو خير دليل على وجود الكثير منّا؛ من لا يطبق هذا التكافل والتراحم!

ولكني والله أحسست بأن من الممكن أن يدل تحديد موعد ثابت للإفطار، وجعله مرهون بزمن معين، لدلالة على أمر ما
فبالنظر لهذا الفرض يُعلم بأنه لم يُترك تحديده - منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان إلى الآن - على قدر تحمل كل مسلم للصيام في كل عصر، أو على ما يراه الفقهاء، وقد يُعطي هذا استدلال على أمرين:

أولهما: أن يعلم المحتاج أن قلة الرزق لديه لوقت محدود، ومع آذان علم الله تعالى بأن الذي يصلحه - هذا المحتاج - في وقته هذا هو أن يكون في سعة عيش ورغد، سيتم بأمر الله - سبحانه.

ثانيهما: هي رسالة لكل من هو في سعة عيش تقول له: (انفق على المحتاج) لأنك يوما ما ستكون في وضعه إذا دوام الحال من المحال– ليس شرطا أن تكون في عوز وحاجة مادية، بل يمكن أن تكون مريضا تحتاج لمن يكون بجوارك ويدعو لك، أو يمكن أن يكون ظلما وتحتاج من يرفعه عنك، أو يمكن...... أو........، في هذه اللحظة ستحتاج من يمد يده بالمساعدة لك، وستجد الله – جل وعلا - قد عاملك بما عاملت به عباده، في إخلاصك العمل لله، ثم في سرعة استجابتك لما أردا الله تعالى لمساعدة المحروم، والله أعلم.


سهير علي​
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
جزاكم الله خيرا
 
أعلى