العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سماحة العلامة الدكتور الشيخ نوح علي القضاة إلى رحمة الله

إنضم
13 أغسطس 2009
المشاركات
56
التخصص
الفقه وأصوله / الصيرفة الإسلامية/الأوراق المالية ( الصكوك) فقها وقانونا
المدينة
الطفيلة
المذهب الفقهي
الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

افتقد الأردن خاصة ، والعالم الاسلامي عامة يوم الاحد الموافق 19/12/2010 ، 13/محرم/1432هـ ، سماحة الشيخ العلامة نوح علي القضاة ، مفتي عام المملكة الاردنية الهاشمية سابقاً، فقد انتقل الى رحمة الله تعالى على اثر مرض عايشه لمدة أشهر ، وكان صابراً محتسباً ، وإني اذا انعى عالمنا الجليل الى الامة الاسلامية ، لأرجو الله تعالى أن يتغمده برحمته ، وأن يسكنه فسيح جناته ، مع النبيين والصديقين والشهداء ، وإني مهما تكلمت عن هذا العالم المبجل فلن أوفيه حقه ، فلله دره ، فما أطيبه وما أحكمه ، فلقد عايشته فترة ، منّ الله تعالى بها عليّ ، فسبحان الله ، منظر الشيخ عبرة ، وكلامه حكمه ، وصمته بلاغة ، ترى العلم وحب الاسلام في عينيه ، يتلهف الى طلبة العلم ، ويستبشر بهم ، ويواسيهم ، وكان يفرح برؤيتهم ، همه أن يزحزح الناس عن النار ، عفيف ورع تقي مبتسم ، وكان ينتقي من الكلام أطيبه ، كما ينتقي أحدنا من الفاكهة أطيبها ،فلا يخرج منه كلام الا وله فائدة ، لا عبثية عنده ، ولا يحقر أحدا ولا جهدا ، اذا جلست معه تشعر بزيادة الايمان ، ولايعتذر منك ايذانا بتركك جالسا حتى يبدو منك ذلك ، يعذر الناس ، ولا يغتاب ..وكان لا يدخر جهداً إلا ويبذله لخدمة الأمة الإسلامية عامة ، وبلده خاصة ، وكان يقوم بواجباته بإخلاص منقطع النظير ، فرحمة الله عليه .


وليعلم القارئ الكريم أني لم أبالغ في وصف الشيخ رحمه الله ، ولكنه شيء وجدته عنده ،بل إني لن استوفي محاسنه ، وخشية الملل فإني أترك الإطراء ، وأضع بين أيديكم سيرة مختصرة لحياته رحمه الله .

وُلد - رحمه الله - في بلدة عين جنة في محافظة عجـلون، في الأردن عام 1358هـ 1939م، ونشأ في أسرة علمية معروفة بالعلم والفضل كان والده الشيخ علي سلمان رحمه الله تعالى، فقيهاً شافعياً، أجازه في علومه ومعارفه، كبار علماء الشام في طليعتهم الشيخ علي الدقر رحمه الله . وقد لقن أبناءه الأربعة ما شاء الله أن يلقنهم من العلوم الشرعية والعربية قبل أن يبعث بهم إلى الشام لتلقي العلوم الشرعية على أيدي علمائها الأفاضل.
درس الشيخ نوح رحمه الله، المرحلة الابتدائية، في الأردن، ثم سافر إلى دمشق في عام 1373هـ 1954م وقضى هناك سبع سنوات في معهد العلوم الشرعية، التابع للجمعية الغراء التي أسسها شيخ والده، الشيخ علي الدقر رحمه الله، حيث أكمل فيها الدراسة الإسلامية من المرحلة الإعدادية حتى نهاية المرحلة الثانوية. وتخرج منها عام 1961م، بعد إتمام دراسته الثانوية في المدرسة الغراء التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق ومكث فيها أربع سنوات. (1961- 1965م) وحصل فيها على الشهادة الجامعية في الشريعة.
وفي عام 1397هـ 1977، سافر إلى القاهرة للحصول على درجة الماجستير في الفقه المقارن، حيث درس أصول الفقه على يد العلامة الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الخالق رحمه الله والفقه المقارن على يد الشيخ حسن الشاذلي رحمه الله ، واستمع إلى محاضرات في التصوف لشيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله.
وحصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر، وقدم رسالة في جامعة الأزهر بعنوان: "قضاء العبادات والنيابة فيها"، بإشراف الدكتور الشيخ محمد الأنبابي وكانت عام 1400هـ 1980م، كما حصل على درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، في عام 1406هـ /1986م، وقدم رسالته بعنوان: "إبراء الذمة من حقوق العباد"، وكان المشرف على رسالته الشيخ صالح العلي الناصر رحمه الله، ثم الشيخ الدكتور صالح الأطرم رحمه الله .
عمل في سلك القوات المسلحة برتبة ملازم أول، (مرشد ديني) وعمل بجانب الشيخ عبد الله العزب رحمه الله الذي خلفه في منصب الإفتاء في عام 1392هـ 1972م. وبقي في منصبه متدرجاً في الرتب العسكرية، حتى عام 1992م، حيث أنهى خدماته برتبة لواء، وفي عام1992م، عيّن قاضياً للقضاة في الأردن، ثم استقال بعد عام واحد، فتفرغ للتدريس في حلقات علمية في مسجده، وأستاذاً جامعياً في الشريعة الإسلامية، في جامعتي: اليرموك وجرش.
في عام 1416هـ 1996م عيّن سفيراً للمملكة الأردنية الهاشمية لدى إيران حتى عام 1421هـ/ 2001م، وفي عام 1424هـ/2004م عمل مديراً لإدارة الفتوى في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومستشاراً لوزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية، ومستشاراً لوزير التعليم العالي حتى عام 1428هـ/2007م، وفي عام 1428هـ/ 2007م صدرت الإرادة الملكية السامية بتعينه مفتياً عاماً للملكة الأردنية الهاشمية.
ومن أهم مؤلفات سماحته رحمه الله ما يأتي:

  • قضاء العبادات والنيابة فيها (رسالة الماجستير)
  • إبراء الذمة من حقوق العباد (رسالة الدكتوراه)
  • محاضرات في الثقافة الإسلامية (الكلية العسكرية).
  • المختصر المفيد في شرح جوهرة التوحيد.
  • شرح المنهاج في الفقه الشافعي. (قسم العبادات)
  • كيف تخاطب الناس.
  • لم تغب شمسنا بعد.
  • صفات المجاهدين (رسالة تدرس للمنتسبين في الجيش الأردني)
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,136
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
أعلى