العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سنصدع بالحق ..الشريف حاتم العوني..

إنضم
21 مارس 2009
المشاركات
97
الكنية
أبو فهر
التخصص
متفنن
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
لا أتقيد بمذهب
لطرح وجهات النظر ونقد المقال بالعلم والعدل والحلم ..

سنصدع بالحق
د .حاتم بن عارف الشريف - عضو مجلس الشورى



لقد كانت قلة قليلة منا ( معشرَ المتخصصين في العلوم الشرعية ) ربما تحدّثَ بعضُنا على خجلٍ وبصوت منخفضٍ عن قضايا ملحّةٍ كثيرة (في قضايا المرأة وغيرها) ، كانت لنا فيها وجهاتُ نظرٍ مخالِفَةٍ لتوجُّهِ الإفتاء الرسمي في المملكة . وكنا نترفّقُ في عَرْضنا لاجتهاداتنا وفي اعتراضنا على فتاواهم ؛ طمعًا في قبولها والاستفادة منها . وكنا في مقابل ذلك الترفُّقِ نتقبّلُ من بعض المشايخ وطلبة العلم حُزْمةً من التصنيفات الجائرة لنا وللتُّهَمِ الجزاف التي كانت تُطلق علينا , وأرجو أن لا نترك ذالك الترفُّـقَ ولا هذا التقبُّـلَ .
ولكننا استمررنا بالتلطُّفِ في المخالفة إلى حدِّ العجز عن الإصلاح ، وإلى حد ضعف التأثير ، وكنا نبرر هذا العجز والضعف بعدة أمور ، نال كلَّ واحدٍ منا نصيبٌ منها ، وهي :
1- إما مجاملة للمشايخ والتيار المتوقّفِ عند اجتهاداتهم فقط وتطييبًا لخاطرهم على حساب الإصلاح الديني ! وهذه معصية لا يجوز أن تستمر ؛ لأن مصلحة الدين تستوجب عدم فعل ذلك .
2- وإما رضوخًا لفكرةِ أنه لا داعي للفَتِّ في عضد المؤسسة الدينية الرسمية ، وذلك من باب تقديمِ دَرْءِ مفسدةٍ أكبر بأخفّ . ولكن أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسد والمصالح كان منكوسًا.
3- وإما من باب تحميل المؤسسة الدينية الرسمية مسؤوليةَ الإصلاح والتأثير , ولو برأيٍ فقهيٍّ مرجوحٍ صادرٍ منها (فالاجتماعُ على الرأي المرجوح خير من التفرق على الرأي الراجح) , ولو مع مبالغةٍ من المؤسسة الدينية الرسمية في استخدام قاعدة سدّ الذرائع (الصحيحة في أصلها) , ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها لحاجات المرحلة ,ولو... ! ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية ؛ لأننا بذلك قد حمّلنا المؤسسةَ الدينية الرسمية فوق طاقتها , بسبب المبالغة في تقدير حجم التأثير المتوقَّعِ لها . ولذلك تجاوزها القرارُ السياسي , الذي لا يمكنه إلا أن يواكب الـحَدَثَ وأن يتعايش مع الواقع , إن أمكنه ذلك بالمؤسسة الدينية (وهذا ما يتمناه) , أو بدونها (وهذا ما لا يتمناه ) .
4- وإما أَخْذًا منا بنصائح الناصحين والمحبين , بتأخير بعض الآراء إلى وقتها المناسب . ولكننا أخطأنا في قبول تلك النصائح غير الموفَّقة , والتي لا تحدد الزمنَ المناسب أبدًا, ولا تريد أن تحدده ؛ لأنها لا تريد إلا الاستمرار في الصمت . وقد تبينَ مؤخرًا أن الوقت المناسب إن لم يكن قد تجاوَزَنا , فهذا هو أوانُه المؤكّد والحاسم .
فهل آن أوانُ الصدع بالحق , والإعلان عن اجتهاداتنا الفقهية بالصوت المرتفع , وبالصوت المرتفع وحده .
وهل آن الأوان لِنُشِيْعَ بين الناس أن الإصلاح الديني ليس محصورًا في المؤسسة الدينية الرسمية وحدها , بل قد يكون تَحَقُّقُ الإصلاح الديني في اجتهاداتٍ آتيةٍ من خارج المؤسسة الدينية الرسمية ؛ لأن تلك الاجتهادات الآتية من خارجها قد تكون هي الأرجح , أوهي الأصلح لزمننا .
لا أشك في أن هذين السؤالين التقريريين جوابهما هو : نعم , لقد آن الأوان , أو نرجو أن نستطيع إدراك أوانه الذي قد فات .
ولكي يكون هذا المقال بدايةَ الإصلاح , أودُّ ذِكْرَ بعض ملاحظاتي على المؤسسة الدينية الرسمية , ببيان بعض سياساتها المرجوحة شرعيا في اجتهادي :
أولا :المبالغة في سد الذرائع , بسبب خوفٍ على المجتمع ,وهو ما يُسمّيه البعض وصايةً عليه : بأننا لو فتحنا للمجتمع المجال تجاوَزَ الحدَّ المسموح إلى غير المسموح , ولذلك يجب (حسب اجتهادهم) وَضْعُ حدٍّ احتياطي من الممنوعات , لكي لا يصل الناس للحد الحقيقي . وهذا المنطلق الفقهي (وهو أصل سد الذرائع) ليس مطلقا بغير شروط , بل لا بد من توفر شروطٍ لصحته , ولا أجد هذه الشروط متوفرة في العديد من الفتاوى والاجتهادات .
ثانيا :مصادرة الاختلاف السائغ , والتشنيع عليه ؛ بحجة أنه غير سائغ وشاذ وبدعوى مخالفته للإجماع (دون اتضاح الرؤية لضوابط تَشْذِيذِ قول واطِّراحِه) , أو بحجة أن القائلَ به من متتبعي رُخَصِ الفقهاء (ومن تتبع رخص الفقهاء تزندق) , أو بحجة أنها قولٌ مرجوحٌ , ولا يهم أن يكون راجحًا عند فقيه آخر .
ثالثا : بعض تلك السياسات مرجعها إلى خلط التقاليد والأعراف بالدين (مثل معضلة: عباية الرأس أو الكتفين) , واتّهمْنا من يخالفُنا فيها بشتى التهم , كالتغريب أو قلة الغَيرة (الدياثة) , وغير ذلك من التهم .
ولقد كنت أذكر خلافي لذلك كله بصوت يعلو قليلا وينخفض كثيرا ؛ لا خوفًا من ضغوض التهميش , الذي لا يمكن في زمن الفضاء المفتوح والشبكة الدولية المتاحة لكل أحد . ولا وجلاً من بَغْيِ هجومٍ متوَّقع يقصد الإسقاطَ وتشويهَ السمعة بشتى الوسائل : من تجهيلٍ وتبديع , إلى غير ذلك من صنوف الفجور في الخصومة . وإنما كان الصوت ينخفض كثيرًا : مراعاةً مني للمصلحة العامة المتمثلة في الحرص على وحدة الصف , أو تسامحًا مع الرأي القائل بأن المخالفين قادرون على تدارك الأخطاء إن وقعت , وأن جبهة الممانعة قوية , فلا داعي لإضعافها من الداخل . ويبدو أنني أخطأت في ذلك كله , وأنه ما كان لصوت الإصلاح أن ينخفض , وأن السكوت كان خطيئة لا تجوز.
فمثلا : كنتُ قد كتبتُ فتوى مُطَـوَّلةً فصّلتُ فيها الكلام عن الاختلاط بين الذكور والإناث , وبينتُ أن الاختلاط منه ما هو جائز ومنه ما هو محرم , وبينت فيه أن كثيرا من الناس فيه بين إفراطٍ وتفريط . ولا أعلم طرحًا شرعيا سابقا لذلك الطرح فَصَّلَ في شأنِ الاختلاط ذلك التفصيل . ومع أن تلك الفتوى كانت من قبيل الصوت المنخفض في الإصلاح , وهي تدعو لانضباطٍ شرعي مؤصَّلٍ في موضوع الاختلاط ؛ إلا أنها لم تحظَ بقبولٍ واسع لدى المخالفين من الشرعيين , الذين ما زالوا يغالطون ( في شأن الاختلاط ) الأدلةَ الشرعية ، ويتجاهلون الحاجةَ الملحة لإعادة النظر في عاداتنا التي مزجناها بالدين . فكانت تلك الفتوى مصدرَ امتعاظٍ عند شريحة كبيرة فيما ظهر لي , وتجاهلٍ أكبر من شريحة أكبر . حتى جاء الوقتُ الحاضر , فأصبح بعضُ من كان ينكر تلك الفتوى يتبجح الآن بالتفصيل الذي مضى لي على ذكره زمان , ووجد فيها بعضُ المتجاهلين لها سابقا مخرجًا من أزمةٍ وحلاًّ لمشكلةٍ . ولو أنهم راجعوا أنفسهم قبل هذا , وأدركوا متغيرات العصر , لعرفوا أن موقفهم السابق من ذلك الرأي كان خطأ شرعيا سيؤدي إلى خطأ شرعي في الاتجاه الآخر.
وفي قضية تأنيث المحلات النسائية : كنت أصرح بدعمي لهذا المشروع بضوابط , لكن الصوت العام كان هو الرفض والممانعة ,كالعادة , دون محاولة تَفَهُّمٍ لأهمية قبوله بضوابط.
وفي قضية الطائفية : تكلمتُ بصوت مرتفع , في الفضائيات , وفي أكثر من مقال , منها مقالٌ مطول نشرتْه بعضُ المواقع الشبكية , ثم طُبع ونُشر مجانا (بدعم من بعض المحسنين الفضلاء) . فكنتُ أحذًّرُ من خطر الطائفية , وأبين أنها الورقةَ الرابحةَ بيد المتربص الخارجي , وأن الاعتدال غائبٌ في شأنها عن الساحة الشرعية من الجوانب كلها (من جانب السنة ومن جانب الشيعة أيضا وغيرهم) . وما زال الرفض والممانعة مستمرَّينِ حتى خرج تقرير لجنة حقوق الإنسان السعودية يطالب بإعطاء الشيعة حقوقهم . فأرجو أن لا تستمر الممانعة , إلى أن تقع الفتنة الطائفية , أو إلى أن تتجاوز الأقليةُ الشيعية حقوقَها إلى ما ليس من حقوقها .
وفي مجال التكفير : كنت قد نشرتُ فتوى صريحة أقـيِّمُ فيها دعوةَ الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) , حسب زمنها , وبما لا أعرف طريقةً هي أقوى منها في الدفاع عنها, وأَدْعَى لبقاء أثرها الطيب ؛ لأنها الإنصاف والعدل . ولأجعل هذه الفتوى مني مدخلا لمراجعاتٍ سلفيةٍ سُنية لتراثنا البشري غير المعصوم في مسائل التكفير والتي لي ولغيري فيها اجتهاداتٌ عديدةٌ نخالف المشهور بيننا فيها اليوم , نشرتُ أحدهَا في كتابي (الولاء والبراء) وفي مقدمة (التعامل مع المبتدع) , ومازلت أصرِّحُ بفتاواي فيها لكل سائل, وأناقش كل معترض . ولا أذكر هذا ؛ إلا لكي لا أُطالبَ بالدليل على ما أقول وبأمثلة لما أدّعيه.
وقد قُوبلت تلك المراجعات بهجوم متوقَّع , لا يهمني الآن منه ؛ إلا التذكير بواجب إعادة الحسابات , والمبالغة في محاسبة النفس , فمصلحةُ الدين فوق حظوظ النفس .
فمتى سنعلم أن الإصلاح الديني الحقيقي هو الانتصار الحقيقي لمكانة المؤسسة الدينية الرسمية , وفي استمرار أثرها المبارك ؛ سواء جاء الإصلاح منها أو من خارجها ؛ لأن مكانة المؤسسة الدينية الرسمية ليس سلطانا يقوم بالقوة , وإنما تقوم مكانتها بإصلاحٍ لشؤون الدين والدنيا , ويحقق للأمة (قيادةً وشعبا) مبتغاها في سعادة الدارين وفي العز والمجد والنصر والتمكين .
ويجب أن نتذكر : أن فضيلة الصدع بالحق لا تنحصر في الصدع به أمام الحاكم , بل من الصدع بالحق أيضا الصدعُ بالحق أمام العلماء والتيار الديني السائد , بغرض الإصلاح , ومن المؤهل للإصلاح .اهـ
 

خالد محمد المرسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
101
التخصص
لم يحن وقته
المدينة
الاسكندرية
المذهب الفقهي
حيث مادار الدليل بفهم المتنورين
ولماذا هذا التركيز المحدود على الدكتور حاتم وكأن هو وحده المنتقد ؟
وأين الباقين أليسوا علماء وأئمة من طبقة الدكتور حفظه الله {وانا لاأعرفه } أو أعلم ومن مختلف التخصصات الشرعية والفكر ؟
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
آخذ على المقال ما يلي:
1- اللهجة المقهورة.
2- التوقيت؛ إذ جاء بعد انتصار ليبرالي ساحق.
3- إخراج المسائل عن مسارها الفقهي إلى مسارات خطيرة.
4- تحميل المؤسسة الدينية –لوحدها- تبعة التهميش.

سؤال آخر:
كيف يريد الشيخ من مقالته "قبول الخلاف السائغ" وهو ينازعهم في مسائل من "الخلاف السائغ"؟


إن فتاوى هيئة كبار العلماء وفتاوى اللجنة الدائمة هي تفسر تكويناتهم العلمية لا أقل ولا أكثر وهو يمثل اتجاها عريضاً، يبقى السؤال: لماذا كان هؤلاء بالذات هم أعضاء هيئة كبار العلماء، وهذه هي المشكلة الحقيقية بنظري، وهذا السؤال لا دخل لهم به، وإنما تسأل الجهة المعينة لهم.
أقول هذا من خلال دراسة مفصلة للاتجاهات الفقهية المعاصرة.
وهذا ما أردته بمؤاخذاتي السابقة، من غلط تحميل المؤسسة الدينية المعينة لوحدها تبعة التهميش.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
الأخ الكريم خالد
الأخ أبو فهر -جزاه الله خيرا- وضع هذا الموضوع لهدف أراده..

وهذا التشقيق مخالف لهدفه.. وهو -وفقه الله- أحق بهذه الصفحات

فمن شاء أن يتكلم في غير ذلكم الهدف الذي فتح لأجله الموضوع.. فلينشئ موضوعا آخر

بارك الله فيك
 
إنضم
21 مارس 2009
المشاركات
97
الكنية
أبو فهر
التخصص
متفنن
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
لا أتقيد بمذهب
شيخ فؤاد:

رد الشيخ على مسألة الخلاف السائغ في رده على ردي..

فما رأيك في رده؟
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
شيخ فؤاد:

رد الشيخ على مسألة الخلاف السائغ في رده على ردي..

فما رأيك في رده؟

نعم، اطلعتُ عليه فهو يريد أنهم صادروا الخلاف السائغ، ومصادرة الخلاف السائغ ليس سائغا.
وأقول: هذا يرد على كلامه حرفاً بحرف، على ما بينتم في مقالكم وبينه أخونا أبو بكر باجنيد.
وواضح أن ثلاثتنا يقرر نتيجة واحدة وهو أن الشيخ رام صوابا وأخفق إفصاحا.
وما دام أن المقال لم ينشر إلا على الشبكة، وقد أتت الملاحظات من قبل من يتفق مع الشيخ في أصل فكرته، وهو في الحساسية بمكان فليت الشيخ يعيد النظر في صياغة مقاله.
وكنت أعتزم كتابة مقال بعنوان "إذن يشدخوا رأسي!!"
يفيد أن الإنسان إذا وثق من قدراته واستكمل عدته فلا بد أن يكون طرحه مناسباً من القوة والتصميم وإلا شدخوا رأسه، وفلقوا يافوخه!.

ولكن لم أفكر أن أدرج فيه أي صدام مع أي جهة ما ولا أن أستعدي طائفة معينة، ولا أن أدخل في متاهات التمثيل والمسائل الشائكة التي ربما أفسدت الغرض الأساس منه، كما حدث في مقال الشيخ الكريم.
 
التعديل الأخير:

خالد محمد المرسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
101
التخصص
لم يحن وقته
المدينة
الاسكندرية
المذهب الفقهي
حيث مادار الدليل بفهم المتنورين
الأخ الكريم خالد
الأخ أبو فهر -جزاه الله خيرا- وضع هذا الموضوع لهدف أراده..

وهذا التشقيق مخالف لهدفه.. وهو -وفقه الله- أحق بهذه الصفحات

فمن شاء أن يتكلم في غير ذلكم الهدف الذي فتح لأجله الموضوع.. فلينشئ موضوعا آخر

بارك الله فيك
أنا ظننت وما زلت أظن بل احسن الظن بكم وأقول أتيقن بأن مادام منتدانا منتدى سلفى سنى لايتبع سوى الحق وان خالف أراء الرجال
فلما رأيت موضوع الاخ أبو فهر علمت انه لايدندن حول رأى الدكتور حاتم ولكنه {شأن كل مؤمن } يدندن حول الحق والأفكار التى أثارها الدكتور حاتم
وعليه فوجب علينا أن نعرف من من العلماء حذا حذو الدكتور قبله فى نصرة وتجديد المنهج
فرأيت نقل كلامهم
ونحن يا اخوة لايهمنا رأى الدكتور فلان أو علان الا لعتقادنا انه يحمل دلائل الحق ؟ أليس كذلك
اذا فكلامنا على الحق الذى اشتمله مقال الدكتور سواءا لم يات به سواه او أتى به أخرون سابقون ولاحقون له
وأنتم توافقونى على هذا الكلام اكيد ؟ وشكرا لكم وأقبل النصح والنقاش والسؤال
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الأخ خالد المرسي الاستطراد يجب أن يكون بقدر مناسب لا أن يكون بهذه الطريقة التي تخرج الموضوع عن سياقه، هذا منهج عندنا في الموقع التزمناه ولا يعجبنا خرقه.
لا يخفى عليك أمثلة كثيرة من الموضوعات على المواقع العلمية بدأ الموضوع بمسألة ثم ناقشوا مسألة أخرى ثم انتهوا إلى مسألة ثالثة، وأحيانا تجد ثلاثة يتناظرون كل واحد يكلم الآخر، ورابع يكلم نفسه!
آمل الالتزام بسياسة الموقع.
 

خالد محمد المرسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
101
التخصص
لم يحن وقته
المدينة
الاسكندرية
المذهب الفقهي
حيث مادار الدليل بفهم المتنورين
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل
أنا قصدت جمع مااعرفه ونحتاجه فى الموضوع مع علمى بأنه عند النقاش
سيتم تقسيم وترتيب النقاش قصدا منا الى مناقشة كل النقود لا أن نناقش شئ ونترك شئ وقد يكون مانتركه هو الأهم
وانا معكم جزاكم الله خيرا
 
إنضم
11 مارس 2008
المشاركات
8
التخصص
فقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
حنبلي
قال الشيخ في رده على مناظره:
* أما خسارة العلماء وطلبة العلم , فأنا أتوقع ذلك , وأتوقع أذى شديدا ؛ لولا ظني بأن ما صدعت به هو الحل الوحيد لما ركبت هذه الأخطار .
* ظني بالحكام أنهم خير من ذلك , وهذا ما يلزم كل مسلم تجاه كل مسلم (حاكما كان أو محكوما) .
لماذا التفريق ؟!! بين نهم محل حسن الظن ؟؟
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
قال الشيخ في رده على مناظره:


* أما خسارة العلماء وطلبة العلم , فأنا أتوقع ذلك , وأتوقع أذى شديدا ؛ لولا ظني بأن ما صدعت به هو الحل الوحيد لما ركبت هذه الأخطار .
* ظني بالحكام أنهم خير من ذلك , وهذا ما يلزم كل مسلم تجاه كل مسلم (حاكما كان أو محكوما) .

لماذا التفريق ؟!! بين نهم محل حسن الظن ؟؟

أحسنت وهذه حيدة من الشيخ حفظه الله؛ فلم التفريق؟ بل إن أهل العلم أولى بإحسان الظن لاسيما أن كثيرا من أعضاء الإفتاء الرسمي في بلاد المملكة معروفون بالديانة وأنهم لا يصدرون إلا عن ذلك.
إن من أراد أن يصدع بالحق فلا بد أن يعد للمقام عدته وإلا فالسكوت أسلم، وهذا ما أشرت إليه سابقاً في جملة مؤاخذاتي على المقالة: ما وقع فيها من تحميل المؤسسة الدينية لوحدها تبعة التهميش، فهو التفت إلى المهمَّش وترك المهمِّش.
 

أبو عبدالله بن عبدالله

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
7 أبريل 2009
المشاركات
32
التخصص
باحث شرعي
المدينة
الإمارات
المذهب الفقهي
حنبلي
الذي قاله و قرره الشيخ حاتم الشريف - بغض النظر عن اللهجة - هي مسألة الإفتاء بخلاف ما عليه العمل .
والعلماء في هذا الباب لهم قولان كما هو معلوم فمنهم من يرى أنه لا يجوز أن يفتي العالم بخلاف ما عليه العمل لأن هذا سبب فتنة وبلبلة وقد تبنى هذا النهج العلامة محمد بن إبراهيم وقد ذكر ذلك الشيخ صالح ال الشيخ في ترجمته صريحا .

ومنهم من رأى أنه يحرم الافتاء بخلاف الدليل من أجل موافقة ما عليه العمل وعلى رأس هؤلاء ابن تيمية و أكبر من نصر هذا الأمر هو العلامة الألباني - رحمه الله -

ولكن مسألة الاصلاح والعجز عن الإصلاح .. لم نعلم مقصود الشيخ حاتم - وفقه الله - في المراد من الإصلاح فإنها (كلمة الإصلاح ) كلمة مطاطة ، الكل ركب هذه الموجة ، فما الذي عجزت عنه الهيئة ؟ هل هو من أجل تحريم عباءة الكتف ؟ أو لأجل مسائل التكفير ؟ مع أن الشيخ حاتم أشد من الهيئة في هذا أقصد في مسألة التكفير وليس هذا موضع بيانها ، لكن هو أشار لبعض المسائل
ولنضرب مثلا بمخالفة الألباني للجنة الدائمة - رحمه الله - فهل منعوا كتابه الجلباب ؟ أو آداب الزفاف الذي فيه حرمة الذهب المحلق أو كتبه الأخرى التي قال فيها أن القبض بعد الركوع بدعة . فالمطلوب هو الإنصاف للجنة الدائمة

وأكرر أمر أخير أن اللجنة الدائمة هي لجنة افتاء وليست لجنة تنفيذية يحق لها التغيير والتبديل حتى نطلب منها أكثر من طاقتها .

ومسألة الاختلاط التي أشار إليها الشيخ ، اللجنة مسبوقة بهذا من علماء سابقين سالفين ، فليت الشيخ مثل لنا بأمر اصلاح صحيح وقفت اللجنة حجر عثرة في طريقه أما عجز اللجنة أو الهيئة عن الإصلاح - بمعنى تبديل الأمر وتغيير الواقع - فلاشك في ذلك أنها ستعجز لأنه ليس لها من الأمر إلا التوجيه والإرشاد
 
إنضم
14 نوفمبر 2008
المشاركات
8
التخصص
شريعة
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
لا أدري لماذا اختار الدكتور حاتم الشريف هذا التوقيت بالذات (للصدع بالحق) !!! على حد قوله.
حبذا لو يذكرنا الدكتور حاتم بكتابات له في نقد المنهج الليبرالي والتصدي له و(الصدع بالحق في وجهه)

ولو فقط في قضايا المرأة كما مثّل في مقاله..
رضي الله عنك يابن مسعود فقد قلت: (من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة)
 
إنضم
21 مارس 2009
المشاركات
97
الكنية
أبو فهر
التخصص
متفنن
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
لا أتقيد بمذهب
قال الشيخ في رده على مناظره:


* أما خسارة العلماء وطلبة العلم , فأنا أتوقع ذلك , وأتوقع أذى شديدا ؛ لولا ظني بأن ما صدعت به هو الحل الوحيد لما ركبت هذه الأخطار .
* ظني بالحكام أنهم خير من ذلك , وهذا ما يلزم كل مسلم تجاه كل مسلم (حاكما كان أو محكوما) .

لماذا التفريق ؟!! بين نهم محل حسن الظن ؟؟

أحسنت وهذه حيدة من الشيخ حفظه الله؛ فلم التفريق؟ بل إن أهل العلم أولى بإحسان الظن لاسيما أن كثيرا من أعضاء الإفتاء الرسمي في بلاد المملكة معروفون بالديانة وأنهم لا يصدرون إلا عن ذلك.

أظن أن الأمر يرجع لجهتين :

الأولى : أن الشيخ لا أظنه قصد وقوع الأذى من كبار العلماء بل لعل كلامه عائد على (السواد الأعظم من طلبة العلم)..أما العائد على العلماء وطلبة العلم معاً فهو : الخسارة..

وأرى أنه من (النظرية الذهنية) مطالبة الشيخ بحسن الظن وأن طلبة العلم لن يؤذوه والعلماء لن يطووا عنه الكشح..فكلكم ذو فطنة ويعرف عواقب تلك المقالات ..وأنا نفسي في ردي بنيت على الجزم بوقوع هذا الأذى وتلك الخسارة..وكل عارف بطبائع الأمور يجد ذلك ، وقد صدق كل ذلك وبين صواب ظني = ما ظهر من ردود إلى الآن دفعت المشرف هنا لحذف رابطها؛لخلوها من العدل والإنصاف بإقراره.

الثانية : أن مورد حسن الظن الذي فعله الشيخ مع الحكام مختلف عن مورده مع العلماء ،فمورده مع العلماء (الخسارة) ومع الطلبة (الأذى) مألوف معتاد في تلك المواطن كما قدمنا..أما مع الحكام فكان المورد هو الحديث عن مسألة طلبهم لصالح بلادهم وتقديمهم للحل الإسلامي،وتقديم حسن الظن هنا له ما يبرره واقعاً وسياسة..
 

خالد محمد المرسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
101
التخصص
لم يحن وقته
المدينة
الاسكندرية
المذهب الفقهي
حيث مادار الدليل بفهم المتنورين
أحسنت وهذه حيدة من الشيخ حفظه الله؛ فلم التفريق؟ بل إن أهل العلم أولى بإحسان الظن لاسيما أن كثيرا من أعضاء الإفتاء الرسمي في بلاد المملكة معروفون بالديانة وأنهم لا يصدرون إلا عن ذلك.
إن من أراد أن يصدع بالحق فلا بد أن يعد للمقام عدته وإلا فالسكوت أسلم، وهذا ما أشرت إليه سابقاً في جملة مؤاخذاتي على المقالة: ما وقع فيها من تحميل المؤسسة الدينية لوحدها تبعة التهميش، فهو التفت إلى المهمَّش وترك المهمِّش.
الفرق بينهما هم أثبتوه بتهميشهم للمخالف وتصنيفه وهذا الذى جعل الدكتور يكتب ماكتب
 

خالد محمد المرسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
101
التخصص
لم يحن وقته
المدينة
الاسكندرية
المذهب الفقهي
حيث مادار الدليل بفهم المتنورين
الشيخ انتقد عليهم منهجا يتسبب فى تهميشهم للمخالف { كمافى رده على أبى فهر }
ومن معنى الشيخ فى جملته {منهج الاصلاح } هو
أين عرض كبار العلماء للدين عرضا يجذب الناس بكل طوائفهم وبما فيهم الطائفة المثقفة من طلبة الثانوية والجامعات الى فيما فوق ؟ أم بعض علمائنا أصبحوا كتبا متنقلة لاعلاقة لهم بمتغيرات العصر وفى غيبوبة عن الواقع ؟أين هم من الطرح ذو الفكر والمحلى بالرأى الثاقب كما كان الحال عند السلف الصالح { قاله ابو الحسن العامرى من علماء القرن الثالث الهجرى فى كتابه اعلام الانام بمحاسن الاسلام }
أين هم من اعداد طالب العلم والداعية اعدادا يليق بروح العصر ؟؟
ثم هم ينسبون منهجهم هذا الى المنهج السلفى
 
إنضم
23 سبتمبر 2009
المشاركات
1
التخصص
شريعة
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
حنبلي
الخلاف بين حاتم الشريف واللجنة (تصفية حساب بين دعوة الشيخ محمد
و...........) لذا اقول حبذا لو صرح حاتم الشريف وترك التعمية .
من نظر الى مجموع مقالات حاتم الشريف وجد ذلك التوجه.
كلمة اخيرة ثمت فرق بين شخص الملك عبدالعزيز وشخص علماء اللجنة.
واللبيب بالاشارة يكتفي.
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
الخلاف بين حاتم الشريف واللجنة (تصفية حساب بين دعوة الشيخ محمد
و...........) لذا اقول حبذا لو صرح حاتم الشريف وترك التعمية .
من نظر الى مجموع مقالات حاتم الشريف وجد ذلك التوجه.
كلمة اخيرة ثمت فرق بين شخص الملك عبدالعزيز وشخص علماء اللجنة.
واللبيب بالاشارة يكتفي.

لو أعدت النظر بإنصاف فيما كتبته لكان خيرا

واللبيب بالإشارة يفهم !
 

ناصر علي العلي

:: متخصص ::
إنضم
1 ديسمبر 2008
المشاركات
34
الجنس
ذكر
التخصص
أصول
الدولة
البلاد
المدينة
بلد الله
المذهب الفقهي
متبع
إنها الورطات يا شيخ حاتم!!

إنها الورطات يا شيخ حاتم!!

بسم الله الرحمن الرحيم



إنها الورطات يا شيخ حاتم !!


بقلم / ناصر العلي


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فقد اطلعت على مقال الشيخ حاتم بن عارف الشريف، المعنون بـــــ "سنصدع بالحق"، والمنشور في بعض المواقع والمنتديات بشبكة الإنترنت. فألفيت فكرته تدور حول نعْيِه لحال المؤسسة الدينية الرسمية والتيار الديني السائد. وقدآن أوانه في الصدع بالحق الذي يراه, والإعلان عن اجتهاداته الفقهية بالصوت المرتفع ولو خالف فتاوى المؤسسة الدينية الرسمية. ولي وقفات مع هذه الورطات:
(1) إن صدعه بالحق لم يكن في وجه المؤسسة الدينية الرسمية فحسب، بل هو في حقيقة الأمر في وجوه كثيرين من العلماء وطلبة العلم؛ لأن كثيراً مما أفتت به المؤسسة الرسمية يدين به عدد كبير من العلماء وطلبة علم غير الرسميين. ثم إن هذه المؤسسة قد ضمت علماء كبار دان العالم الإسلامي لهم بعلمهم وفضلهم، وانتشرت فتاواهم في الآفاق، كابن باز وابن عثيمين وابن قعود وعفيفي والفوزان وغيرهم. فإن لم يكن هؤلاء محل التقدير والاحترام – ولو بالصوت المنخفض – فمن به أولى؟!.((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)).
(2) إن المآخذ التي أوردها الشيخ حاتم على المؤسسة الدينية اعتقاداً منه أنها أعاقت "الإصلاح"، وما أثاره حولها من تساؤلات، لا يبدو لي أنها إصلاحية كما اجتهد:
· فسَدُّ الذرائع - وهو حسم المواد المفضية إلى المفسدة - قد أخذ به علماء المؤسسة الرسمية في فتاواهم بالشروط المعتبرة تبعاً لجمهرة علماء الأمة قديماً وحديثاً، وقد أقام الإمام ابن القيم رحمه الله لهذا الأصل تسعة وتسعين شاهداً من الكتاب والسنة، ولكن تحقيق مناط هذا الأصل في الوقائع النازلة مما يسوغ فيه الاجتهاد. ثم إن العلماء أعرف بواقع الضغوط الدولية ومؤامرات المنظمات الحقوقية وتوصيات المؤسسات البحثية كتقرير "راند" والمطالبات الليبرالية مما يجعل المبالغة في سد الذرائع له ما يبرره، هذا على القول بالتسليم بالمبالغة أصلاً. فهل يُلام العلماء إذا سعوا إلى خير الأمة في وقت طغيان التبرج والانحلال تقليلاً للرذيلة والفاحشة. وهل من اللائق وصم العلماء بالمبالغة في الأخذ بهذا الأصل؟. إن هذا الاتهام للعلماء لا يصدر إلا من الذين ملؤا دنيا الصحافة والفضائيات ضجيجًا بأن العلماء أوصياء على المجتمع!!.
· وأما الاختلاف السائغ، فلم نرَ أحدا من أهل العلم أنكر أو شنَّع على من عمل بأحد القولين مجتهدا أو متأولا، وقد جرى العمل بهذه القاعدة قديما وحديثا، والأمثلة على ذلك تجلُّ عن الانحصار، وما الاختلاف بين المعاصرين من داخل المؤسسة الرسمية إلا مثالا على ذلك (كالاختلاف بين ابن باز وابن عثيمين في فتاواهما).
أما الاختلاف غير السائغ فهو مجال الإنكار، فحينها يمكن أن يحكم عليه العلماء بالشذوذ (وتشذيذ الفتوى موجود قديماً)، وتفصيل هذا معلوم مشهور.
فليس كل خلاف جاء معتبرا *** إلا خلافا له حظٌ من النظر
يبقى هنا اختلاف وجهات النظر في سائغية الاختلاف من عدمها.
· أما الأعراف والعوائد، فإن لم تكن معارضة لأحكام الشريعة، وكانت حسنةً متسقة مع مقاصدها، فإنها معتبرة، فالعادة محكَّمةٌ، وشواهد الكتاب والسنة ناطقةٌ بذلك. ولكن الليبراليين(الإصلاحيين) يسعون حثيثاً لطمس معالم الدين وأحكامه تحت شعار "هذه عادات وتقاليد لم يأت بها الدين".
(3) لقد مثَّل الشيخ حاتم بأربعة أمثلة كان صوته فيها مرفوعا مسموعا، وهي :
· مسألة الاختلاط وحالاته : لقد نفى علمه بسبق أحدٍ إلى تناوله (طرحه) الشرعي، والواقع أن عددًا من أهل العلم والباحثين - كالشيخ د.لطف الله خوجه، له أبحاث ومقالات محررة منشورة في الإنترنت منذ سنوات، منها:"قولي في الاختلاط" و"المجروح" وغيرهما – قد سبقوا الشيخ حاتما في تحرير صور الاختلاط، وفرقوا بين الاختلاط الواقع للضرورة أو كان عابراً، وما كان منه مقصودا ومستديماً... إلخ. وكانت إجابات العلماء تنطلق بحسب الصورة المستفتى عنها، ويمكن الرجوع إلى فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله(10/35-43) وموقع الشيخين العثيمين، والفوزان في الإنترنت، وغيرهم.
· مسألة تأنيث المحلات النسائية بالضوابط الشرعية: ليس صحيحاً – كما ذكر الشيخ - أن الصوت العام كان رافضاً ممانعاً، بل قد نادى بالتأنيث كثيرون، ومنهم هيئة رسمية كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن أصحاب القرار أرادوا التأنيث بلا ضوابط، حينها سيكون الصوت العام والخاص رافضا وممانعا..
· مسألة الطائفية: يكفي فيها موقف الشيخ القرضاوي – أخيراً - الصارخ المنذر المحذر من خطر الشيعة، فكان الواجب على الشيخ حاتم أن يوجه نداءه إلى الرافضة، فهم الذين يمارسون الطائفية كما في العراق وإيران، بل وفي التاريخ كله.
· مسألة التكفير ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: هناك ردود وكشف للشبهات المثارة حولها، منها: رد الشيخ بندر الشويقي، والشيخ سليمان الخراشي، بل والشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف وهو متخصص في دراسته العليا عن هذه الدعوة المباركة، وفنّد فيها دعاوى المناوئين لها. وقبل بضع سنين نبه بعض الأفاضل من طلبة العلم إلى إعادة النظر في بعض فتاوى "الدرر السنية" بأسلوب محترم ليس فيه استفزاز أو انفعال، وظلّ مقدّرا ومحترما من الجميع، بغض النظر عن صوابية وجهة النظر.
هذه الأمثلة تؤكّد بوضوح - ما ذكرته سلفاً - أن خصومة الشيخ إنما هي مع عامة العلماء وطلبة العلم، وليست مع المؤسسة الرسمية فحسب؛ لأن بعضها مما لم تتكلم فيها المؤسسة.
(4) يرى الشيخ حاتم أن مجاملة المشايخ وتطييب خواطرهم على حساب الإصلاح الديني معصية لا يجوز أن تستمر. أقول: نعم، لا يجوز الاستمرار في العصيان، ويرى أن السكوت خطيئة لا تجوز، ولا أظن أن الشيخ كان ساكتاً من قبل عن بعض فتاوى المؤسسة الرسمية، ولا أعتقد أن أحداً نصحه بالسكوت والمجاملة، بل لا أعلم أن أحداً من أهل العلم الثقات الأثبات سكتوا مجاملةً للمؤسسة الرسمية. فأيّ عالمٍ معتبر مشتهر بعلمه قد يخالف في بعض فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء. فما الحاجة إلى هذا القول إذن؟!
(5) جاء في مقال الشيخ عبارة: "ولذلك تجاوزها القرار السياسي الذي لا يمكنه إلا أن يواكب الحدث ويتعايش مع الواقع". والسؤال هنا: هل كان تجاوز القرار السياسي للمؤسسة الدينية مصيباً في كل الأحوال؟. نعم القرار السياسي تجاوز المؤسسة في فرض التأمين وفي توسعة المسعى وفي الاختلاط المحرم وفي مسلسل طاش وفي بعض قضايا المرأة والإعلام والاقتصاد(الربا) ... إلخ. فمن كان أهدى سبيلاً؟.
ثم أحقًّا أن المؤسسة الدينية الرسمية كانت ومازالت تعوِّق مسيرة الإصلاح المنشود (المزعوم)؟!
(6) أشار الشيخ إلى قضايا ملحّة كثيرة، ومنها ما يتعلق بالمرأة! ثم ذكر قوله بعد ذلك : " ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية". والسؤال هنا: لماذا يبدأ المشروع الإصلاحي وينتهي بالمرأة دائما؟ ألا يتناغم هذا الطرح مع ذلك الطرح الليبرالي، بل مع الأهداف الغربية؟ وما هي الخسائر التي مُنِي بها الإصلاح والإصلاحيون من جراء ذلك، وخصوصاً فيما يتعلق المرأة.
(7) ما من شك أن القضايا التي أثارها الشيخ حاتم تعتبر مما يتصل بالشأن العام، وهي قضايا شائكة ومتشابكة، فلا أرى أنه يكفي فيها أن يرفع الشيخ وحده عقيرته بإعلان رأيه فيها، ثم يصرّ بصوابيته، ومرجوحية رأي هيئة كبار العلماء أو أغلبية أعضاء مجمع فقهي. وآمل ألا يُحْدِث هذا الصنيع تشويشًا وبلبلةً في صفوف الناس.
(8) ذكر الشيخ أن تقريراً للجنة حقوق الإنسان السعودية خرج مطالباً بإعطاء الشيعة حقوقهم.
أتساءل : ما حقوقهم؟ أحقوقُ المواطنة؟! إنها مكفولةٌ لهم، فإن وقع تقصير عليهم، فغيرهم وقع عليه ذلك.
آلحقوق الدينية؟ وهل من الشريعة – لا حقوق الإنسان – السماح لهم بالمجاهرة ببدعتهم؟((كل أمتي معافى إلا المجاهرين))، فإذا كان ينكر على المجاهر بالمعصية، فكيف بالمبتدع؟!. وفرقٌ بين الذميِّ والبدعيِّ.
أم حقوقهم السياسية؟ هل من الكياسة والسياسة أن يتسنموا مناصب ذات حساسية في الدولة؟! ما تاريخ الوزير ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي والبرامكة والفاطميين والصفويين وما يحدث الآن في العراق عنا ببعيد.
(9) وددتُ لو أن مقال الشيخ خلا من التعبيرات الموحية بالاعتداد بالنفس، حتى تنجو النفس من حظوظها، ولئلا يساء الظن بالشيخ من جرائها. من الأمثلة على ذلك قوله: " ولا أعلم طرحًا شرعيا سابقا لذلك الطرح فَصَّلَ في شأنِ الاختلاط ذلك التفصيل" ، "كانت لنا فيها وجهاتُ نظرٍ مخالِفَةٍ لتوجُّهِ الإفتاء ...وكنا نترفّقُ في عَرْضنا لاجتهاداتنا ...وكنا في مقابل ذلك الترفُّقِ نتقبّلُ ...وكنا نبرر هذا ..."، " ولو أنهم راجعوا أنفسهم قبل هذا" ، " وبما لا أعرف طريقةً هي أقوى منها في الدفاع عنها, وأَدْعَى لبقاء أثرها الطيب؛ لأنها الإنصاف والعدل" ، "ومازلت أصرِّحُ بفتاواي فيها لكل سائل, وأناقش كل معترض" ...إلخ.
(10) وددت لو أن الشيخ ترفَّق في بعض عباراته القاسية مع إخوانه، لربما طبيعة صدعه بالحق اقتضت هذه الحِدَّة، لهذا تكررت كلمة "الصدع" في مقاله ست مرات حتى تصدَّعت رؤوس إخوانه المشايخ، ومن عباراته أيضا :
"أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسد والمصالح كان منكوسًا" ، "ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها(المؤسسة)" ، "ولكننا أخطأنا في قبول تلك النصائح غير الموفَّقة" ، "ولا وجلاً من بَغْيِ هجومٍ متوَّقع يقصد الإسقاطَ وتشويهَ السمعة"، "إلى غير ذلك من صنوف الفجور في الخصومة" ، "فأصبح بعضُ من كان ينكر تلك الفتوى يتبجح الآن بالتفصيل". عجباً لأمر الشيخ! لم يعدْ لديه وقتٌ لمجاملة إخوانه ومخاطبتهم بكلمة رقيقة حكيمة؛ لأنها ستعرقل مسيرته الإصلاحية، التي مُنِيَتْ بخسائر متلاحقة!!.
(11) يمكن للقارئ أن يلاحظ اللغة التي تحدث بها الشيخ، لا تكاد تفترق في بعض عباراتها عن لغة الصحفيين الليبراليين. وهذه عباراته : "عاداتنا التي مزجناها بالدين" ، " خلط التقاليد والأعراف بالدين" ، " ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية" ، " ولذلك تجاوزها القرارُ السياسي, الذي لا يمكنه إلا أن يواكب الـحَدَثَ وأن يتعايش مع الواقع" ، " وهل آن الأوان لِنُشِيْعَ بين الناس أن الإصلاح الديني ليس محصورًا في المؤسسة الدينية الرسمية وحدها" ، " المبالغة في سد الذرائع , بسبب خوفٍ على المجتمع ,وهو ما يُسمّيه البعض وصايةً عليه" ، " مصادرة الاختلاف السائغ , والتشنيع عليه" ، " وأنه ما كان لصوت الإصلاح أن ينخفض" ، "وأدركوا متغيرات العصر" ، " لتراثنا البشري غير المعصوم" ، " والتيار الديني السائد". هذه العبارات بقطع النظر عن مصداقيتها في سياقاتها المذكورة، لكنها كثيرة الدوران على ألسنة الليبراليين(الإصلاحيين!). طبعا الحق أحق أن يُتبع، وقد يَجْري الحق على لسان العدو، وقد يحصل التوافق على فكرة بين الخصوم، لكن الشأن هنا التنبيه على الوقوع في فخ "كلمة حق أريد بها باطل"، والحذر من مجاراة من قال الله فيهم: { وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} (محمد:30).
(12) ختم الشيخ مقاله: بأن فضيلة الصدع بالحق لا تنحصر في الصدع به أمام الحاكم, بل من الصدع بالحق أيضا الصدعُ بالحق أمام العلماء والتيار الديني السائد.
أما الصدع بالحق علناً بصوت مسموع مرفوع أمام العلماء والتيار الديني السائد فقد رأيناه في هذا المقال. فهل سيتحفنا الشيخ ذات مرة بممارسة فضيلة الصدع بالحق أمام الحاكم ولاسيما أنه عضو في الشورى؟
ثم ما المعايير الدقيقة التي يمكن بها التفريق بين حالتي: الصدع بالحق والتشغيب بالباطل؟
وهل حقُّ الصدع بالحق متاحٌ لكل أحدٍ أو أنه خاص بمن يمتلك مؤهلاته وأدواته وأساليبه؟
وهل جرَّب الشيخ إصلاح المؤسسة الدينية الرسمية بالاتصال بها رئيسا وأعضاء، فخاطبهم بصوت منخفض قبل أن يجأر به في مقال "الصدع بالحق"؟. تُرى لو كان الشيخ عضوا في هذه المؤسسة الرسمية أكان سيرضى بلهجة وأسلوب مقال حاتمٍ آخر ينتقد مؤسسته؟! أسئلة تتطلب المراجعة ومحاسبة النفس.

* ختاماً :
~ صدق الشيخ حاتم حينما صدّر مقاله بأنه - ومن معه – "قلة قليلة"، فهم كذلك، وسيبقون كذلك؛ لأن وجهات نظرهم مخالفة للاتجاه الديني السائد المساند للمؤسسة الدينية الرسمية، طالما كانت هذه المؤسسة تنطلق في فتاواها ورؤاها من معين الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، آخذةً في اعتبارها رعاية المصالح العامة للعباد والبلاد.
~ كثيرا ما يَنْعَتُ الشيخ نفسَه وفكره وطرحه بـــ "الوسطية والاعتدال"، أو ينعتُه طلابه ومحبُّوه بذلك. فأين هذه السمة في مقاله المنفعل مع علماء ومشايخ خالفوه أو خالفهم في اجتهادات فقهية؟!. هل هذه صفحةٌ مشرقةٌ وأنموذجٌ صادقٌ لكيفية التعامل مع "الآخر" بمنهجٍ وسطيٍّ متَّزن؟!. هل الضجر والتبرم من نهج علماء أجلاء نصّبهم وليُّ الأمر في مؤسسة دينية رسمية مما يتَّسق مع الاتصاف بالعدل والإنصاف وسماحة النفس ورحابة الصدر؟!.
~ وددت لو أن الشيخ اشتغل بمناقشة المسائل المثارة من الناحية العلمية الموضوعية فحسب، بدلا من أسلوب الاستفزاز والإثارة. ليته تجافى عن مواجهة المؤسسة الدينية الرسمية والتيار الديني السائد، فهناك من سيكفونه المئونة. وفي تقديري أن الليبراليين (الإصلاحيين) - ومعهم الرافضة والمبتدعة - لن يجدوا أفضل من أطروحة الشيخ هذه للانقضاض بل والإجهاز على المؤسسة الدينية الرسمية برمّتها وأتباعها المحافظين ؟!
ولهذا ، كان الأولى بالشيخ إعمال النظر في "مآلات الأمور"، فإنه من الفقه المقاصدي المعتبر.
~ وكنت أتمنى لو أن الشيخ حاتماً هدأ قليلا، وصبر كثيرا على خفض صوته احتراما لعلماء أجلَّاء، منهم من قضى نحبه، ومنهم من تقدمت بهم السن في العلم والفضل. ولكنها الورطـات، التي نسأل الله السلامة منها، وأن يثبتنا على الحق، وألا يجعل مصيبتنا في ديننا، وأن يهدي عباده لما اختُلف فيه من الحق بإذنه.وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 

خالد محمد المرسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
101
التخصص
لم يحن وقته
المدينة
الاسكندرية
المذهب الفقهي
حيث مادار الدليل بفهم المتنورين
وعلى اخوانى طلبة العلم الذين قرءوا كلام من ينقل نقود علمائنا على القوم فى مناهج الاصلاح ولايعرفون مالاصلاح فضلا عن أن يناقشوا فى المأخذ عليهم أن يطلبوا كلام المنتقدين من مصادرهم فيقرأوه ثم يستوضحوا فيه اخوانهم أو القائلين أنفسهم فيتصلوا بهم ويذهبوا الى بيوتهم
لأن طلب الحق واجب على كل مسلم وخاصة طلبة العلم وخاصة { بعد أن بلغه البيان العام } فيجب عليه السعى لمعرفة التفصيل والبلاغ المبين
 

خالد محمد المرسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
101
التخصص
لم يحن وقته
المدينة
الاسكندرية
المذهب الفقهي
حيث مادار الدليل بفهم المتنورين
يا ايها الفاضل ناصر العلى
بعض المقالات ينبئك عنها عنوانها وصدرها ومقالك هذا عنوانه انها الورطات
ايها الفاضل ان الفكر يُقَاوَم بفكر مثله لابالتشغيب والاتهامات
وانا لاادرى هل من ينتقد الدكتور ويتهمه بأنه اتى بجديد لايعرف من اتى قبله بهذا
الا اننى لم أرى سوى الدكتور من المختصين فى العلم الشرعى صدع بهذا الصدع الظاهر
لكنى وجدت مشايخ اسكندرية تكلموا بكلام منثور فى موادهم والشيخ احمد القاضى تكلم فى مقال له
ومن اعرفهم من سواهم فهم مفكرون مشهود لهم بالعالمية وبأنهم من مرجعيات الدينفى هذا العصر وفى عصرهم لمن مات منهم
فلماذا من يرد يحيد ويغمذ عينه عن الباقي {ان كان يعرف} وان لك يكن عنده علم بمن تكلم فلماذا ينتقد قبل أن يتثبت ؟
 
أعلى