العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع -

إنضم
21 فبراير 2010
المشاركات
456
الإقامة
الإمارات العربية المتحدة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو حاتم
التخصص
أصول الفقه ومقاصد الشريعة
الدولة
الإمارات العربية المتحدة
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
مسالك العلة
المراد بمسالك العلة الطرق الدالة على أن الوصف علة، وقد نظمها العلامة الحسن الددو في قوله
مسالك العلة ذي الأشياء ..... النص و الإجماع فالإيمـاء
فالسبر و التقسيم فالمناسبة ..... فشبـه فالدوران عاقبـه
فالطرد تنقيح المناط التالي ..... إلغاء فـارق على التوالي

المسلك الأول: الإجماع

حق هذا المسلك أن يؤخر عن المسلك الثاني وهو النص، لأن النص مقدم على الإجماع في العمل، وقد سلك المصنف في هذا مسلك عدد من الائمة كالرازي والآمدي وغيرهما، وكون الإجماع هنا مسلكا من مسالك العلة هو أن يدل إجماع الأمة في عصر من العصور على كون الوصف الجامع علة لحكم الأصل إما قطعا أوظنا.
** أمثلة على الإجماع على العلة:
- الإجماع على تقديم الأخ الشقيق على الأخ لأب في الإرث قياسا على تقديم الأخ الشقيق على الأخ لأب في ولاية النكاح والعقل وصلاة الجنازة. - الإجماع على أن علة نهي النبي u في قوله: ( لا يحكم أحد بين اثنين، وهو غضبان) هي تشويش الغضب للفكر وشغله للقلب.

المسلك الثاني: النص الصريح أو الظاهر

وذلك أن يأتي النص من الكتاب أو السنة صريحا من غير حاجة إلى نظر واستدلال بعلية الحكم، ويستعمل النص ألفاظا محددة دالة على العلية كلأجل، أو كي وإذن، وذلك كقوله تعالى:)كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم(، وقوله r :( كنت نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحي لأجل الدافة التي دفت)، وقولهr: ( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)، وقوله لأبي بن كعب وقد قال له: أجعل لك صلاتي كلها؟:( إذن يغفر الله لك ذنبك كله).
وقد يكون النص ظاهرا، وهو أقل مرتبة من الصريح، وهو ما يحتمل غير العلية احتمالا مرجوحا، كأن يستعمل النص:
- "اللام" الظاهرة أو المقدرة، كقوله تعالى:)كتب أنزلنه إليك لتخرج الناس من الظلمت إلى النور(، وقوله تعالى:)ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم أن كان ذا مال وبنين(.
- "الباء": كقوله تعالى:)فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبت أحلت لهم(، وقوله:)جزاء بما كانوا يعملون(.
- "الفاء": تدخل على العلة فيكون الحكم مقدما كقولهuفي من مات محرما: ( لا تخمروا رأسه ولا تقربوه طيبا فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا) وهذه في الوصف، أو تدخل على الحكم كقوله سبحانه:)والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما(، أو في كلام الراوي الفقيه كحديث عمران بن حصين رضي الله عنه:"سها رسول الله rفسجد"، ولا فرق بين الفقيه وغير الفقيه إلا أنها في كلام الفقيه أقوى في الدلالة على العلية كما هي أقوى في كلام الشارع من كلام غيره.
- "إنَّ": كقوله تعالى:)رب لا تذر على الارض من الكفرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك(، وقوله r لسعد بن أبي وقاص: ( إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس).
- "إذْ": كقوله تعالى: ) اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء(.
 
إنضم
21 فبراير 2010
المشاركات
456
الإقامة
الإمارات العربية المتحدة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو حاتم
التخصص
أصول الفقه ومقاصد الشريعة
الدولة
الإمارات العربية المتحدة
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع - السنة الثالثة النهائية

رد: شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع - السنة الثالثة النهائية

فتح الله عليكم أبا حاتم
وجزاكم خيرا على تقريب العلم لإخوانكم
وعليكم فتح أخي الحبيب، وإن كان لنا من إحسان فأن كنا بعض حسناتكم.
 
إنضم
21 فبراير 2010
المشاركات
456
الإقامة
الإمارات العربية المتحدة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو حاتم
التخصص
أصول الفقه ومقاصد الشريعة
الدولة
الإمارات العربية المتحدة
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع - السنة الثالثة النهائية

رد: شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع - السنة الثالثة النهائية

جزاك الله خيرا.
هل هذا الشرح منشور بصورة كتاب؟؟
وجزاكم خيرا أخي محمد.
هذه فقط دروس وسيتلوها إن شاء الله كتاب الاستدلال من جمع الجوامع، وقد أسندوا إلي هذه السنة التي نحن إن شاء الله مقبلون عليها المنهج المنتخب للزقاق بشرح المنجور، وموافقات الشاطبي، أسأل الله العون والسداد والإخلاص والصواب.
 
إنضم
25 فبراير 2014
المشاركات
2
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
نواكشوط
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أجدت وأفدت وأتحفك بقصيدة جميلة سلسة في مسالك العلة لأخي وشيخي محمد بن محمد عبد الله بن محمد المامي يقول:
وُرق الحمام بدور الحي قد سجعا**** إذ يمموا من تلاع الروض منتجعا
أنى يتاح لذي نأي مزارُهمُ ***** وقد تصرم حبل الوصل وانقطعا
من بعد ما سلكوا بيداً موامي قد***** ظل الدليل بها في حيرة جزعا
كما تحير مثلي في تتبعه **** مسالكَ العلة الصخري واليفعا
عشر فأولها الإجماع يتبعه **** نص بقسميه فالايما له تبعا
اي قرن وصف بحكم حيثما لفظا **** لو لم يك الوصف تعليلا لما وضعا
كالحكم بعد سماع الوصف قال لمن**** ناداه واقعتُ أعتق عندما سمعا
أوذكره صفة لو لم تكن سببا **** لم تجد في غضب القاضي بها صدعا
تفريق حكمين باستثناء او صفة **** أو شرط او غاية او لكن اتبعا
ومنع ما فوت المطلوب منه كما **** جا في ذروا البيع إذ قد فوت الجمعا
يليه سبر وتقسيم أن حُصرت **** أوصاف أصل ومالم يصلح انتُزعا
كمثل حصر صفات البر في ذُرَة ****من اقتيات والادخار فيه معا
طعمٍ وماليةٍ والكيلِ معْ زنةٍ **** وغير أول اذ لم يطرد دفعا
تلي مناسبة وهي الإخالة أن **** قد ناسبت علة حكما لنا شرعا
تخريجها هو تخريج المناط أي اســــــــــــــــــــــــــتخراجه علة الحكم الذي شُرعا
ثم المناسب ما قد لاءم العقلا **** أو دافع الضر معْ جلب لما نفعا
منه الضروري حفظ الدين أوله **** فاقتل كفورا يعاديه ومبتدعا
فحفظ نفس أتى شرع القصاص له **** وحد سكر لحفظ العقل قد شرعا
فحفظه نسبا حد الزناء له **** فحفظ مال ففيه سارق قطعا
وحفظ عرض كحفظ المال منزلة**** فحُدَّ إذ ذاك من يقذف من قذعا
وبالضروري فلتلحق مكمله **** كالحد في مسكر نزر ليمتنعا
حاجيه مثلُ بيع فالإجارة في **** ملك المنافع او ان تملك السلعا
وكالضروري ذا الحاجيُّ ءاونة **** أصلا كأجر على تربية الرضعا
وألحق الغر بالحاجي مُكْمِلَهُ **** مثل الخيار لدفع الغبن إن خُدعا
ومنه ما هو تحسين وجاء على **** وفق القواعد مثل العبد قد منعا
مناصب الشرف العلياء مثل قضاً **** وشغله منصب الأئمة الشفعا
وما يعارضها مثل الكتابة إذ **** فيها كِلا عوضيه بعضُ ما جمَعا
ثم المناسب ان ألغوه رُدَّ كتكـــــــــــــــــــــفير بصوم لذي ملك ليرتدعا
وحيث لم يعتبر او يلغ فذا **** مصالحٌ مرسلاتٌ نجمها طلعا
نصْبُ العتيق أبا حفص خليفته **** وهدم دار لجار المسجد اتسعا
إن ضاق والكَتْبُ للقرءان سِكة او **** سجنٌ اذان به نستحضر الجُمعا
حتى رأى مالك ضربا لمتهم **** بسِرْقة قصد إقرار بما صنعا
بين المناسب والطرد اعتبر شبها **** سماه بعضهمُ مناسبا تبَعا
مثل الطهارة لاشتراط نيتها **** فذا بواسطة القربان قد سطعا
عكس المناسِب بالذات المُمَثَّل بالــــــــــــــــــــــــــإسكار في المنع من كأس قد اترعا
أعلى القياس الذي يبنى على شبه **** قياس غالب أشباه كما لمعا
فرع تجاذبه أصلان تلحقه **** بواحد منهما اذ شبهه ارتفعا
فالعبدَ ألحق بمال واعط قيمته **** فشبهه فاق شبه الحر إن صرعا
فالصور كالخيل في نفي الزكاة على **** بغل فذا الشّبَه الصوريُّ قد نصعا
والسابع الدوران مثل رائحةٍ **** في الخمر لا الخل فيه الخلف قد وقعا
أن يوجد الحكم إن توجد له صفة **** وحيثما يرتفع وصف له ارتفعا
والطرد وصف خلا مما يناسبه **** بناء قَنطرة بالخَلِّ هل سمعا
وتاسعا عُدَّ تنقيح المناط للاجـــــــــــــــــــــــــــــــتهاد في الحذف والتعيين قد رجعا
خصوصُ وصفٍ أتى يلغيه مجتهد **** وبالأعم يُناطُ الحكم ان وسعا
خصوص الانثى بتشطير الحدود لُغِي **** ونيط بالرق فالجنسين عم معا
وحذف بعض صفات كان يجمعها **** محل حكم كالاعرابي حين دعا
ألغى المواقعةَ النعمان والمدني**** ومطلق الفطر في الكفارة اتبعا
وما سواها من اوصاف المحل لُغِي **** للشافعيِّ ولا شيءٌ لها شفعا
ككونها زوجةً والوطء في قُبُلٍ **** وكونه بدويا ظل منتجعا
إثباته علة في بعض صورها **** تحقيقه فلذا النباش قد قطعا
إلغاء فارق الحاق الإماء بعبـــــــــــــــــــــــــــد في سِراية عتق كان فيه سعى
وصب بول بماء راكد أبدا ****** كالبول فيه وذا حكم به قطعا

محمد بن محمد عبد الله بن محمد المامي
 
إنضم
6 مايو 2014
المشاركات
12
الكنية
ابو محسن
التخصص
فقه
المدينة
المكلا
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع -

جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
 
إنضم
27 يناير 2012
المشاركات
16
الكنية
أبو عبدالعزيز
التخصص
أصول فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع -

بارك الله فيكم شيخنا الكريم جهد عظيم لو تم تدبيجه بوضعه على ملف word ليسهل الاستفادة منه بشكل أفضل
 
إنضم
18 سبتمبر 2014
المشاركات
5
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
أصول الفقه
المدينة
بومرداس
المذهب الفقهي
سني
رد: شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع -

السلام عليكم، فضيلة الأستاذ الدكتور، بما أنّك من أهل التخصص و تُدرِّس كتاب جمع الجوامع فلا شكّ أنّك تعرف هذا الكتاب جيدا ما له و ما عليه،و تعرف أيضا كل ما كتب عليه من شروح و تعليقات وتقريرات، فهل توافق ما ذكره بعض المعاصرين من أنّه أفضل مختصر في أصول الفقه؟ و هل يُعدُّ شرح المحلي أفضل شرح عليه؟ و هل تنصح من أراد أن يتخصص في هذا الفن أن يجعل هذا المختصر قاعدة يبني عليها غيره؟ ثُمَّ هل تنصح بحفظ إحدى منظومات هذا الكتاب كالكوكب الساطع، أفيدونا بارك الله فيكم.
 
إنضم
27 يوليو 2015
المشاركات
11
التخصص
أصول فقه
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع -

جزاك الله خيرا ...
 
إنضم
17 ديسمبر 2011
المشاركات
12
الكنية
أبو سعد
التخصص
فقه
المدينة
أنواكشوط
المذهب الفقهي
مالكي
رد: شرحي لمسالك العلة من جمع الجوامع -

ياليتك تشرح لنا هذا النظم سلس لكن يحتاج شرح من أهل التخصص
أسهل المسالك للعلامة الأديب المفتي : الطالب أحمد بن الدِّيدَّه الْجُمَّاني الشنقيطي المتوفى 1423هــ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حَمْداً لِمَنْ هَدَى إلِى الإِسْلاَمِ

مَنْ خَصَّهُ بِهِ مِن الأنَامِ

صَلَّى صَلاَةَ رَحْمَةٍ وَسَلَّمَا

عَلَى الذِي بَعَثَهُ مُعَلِّمَا

مُحَمَّدٍ وَصَحْبِهِ وَالآَلِ

تَعَاقُبَ الأَيَامِ وَاللَّيَالِي

وَاللهَ أَرْجُوا أن يَّكُونَ نَظْمِي

سَهْلاً وَنَافِعاً لأَِهْلِ الْعِلْمِ

وَاجْعَلَهُ خَالِصاً لِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ

وَهَادِياً إِلى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمْ

وَاسْلُكْ بِنَا مَسَالِكَ النَّجَاةِ

مِنْ سَائِر الْعِلِلِ وَالآفَاتِ

هَذَا وَلَمَّا كَانَ جُلُّ النَّاسِ

يَسْتَصْعِبُ الْجُلَّ مِن الْقِيَاسِ

لاَسِيما منهُ مَسَالِكُ الْعِلَلْ

حَيْثُ يَرَاهَا كَالصُّعُودِ فِي الْجَبَلْ

أَرَدْتُ أَنْ أَفْتَحَ كُلَّ مُغْلَقِ

أَمَامَ كُلِّ صَاعِدٍ وَمُرْتَقِي

بِالنَّظْمِ كَيْ يَسْعَدَ بِالْوُصُولِ

إِلَى سَمَاء الْفِقْهِ وَالأُصُولِ

سَمَيْتُهُ بِأَسْهَلِ الْمَسَالِكْ

لِمُبْتَغِي الْعِلَلِ وَالْمَسَالِكْ

فَقُلْتُ رَاجِياً مِن الْقَدِيرِ

فَتْحاً مُبِيناً دَائِمَ التَّيْسِيرِ

مَسَالِكُ الْعِلَّةِ يَا أَقْوَامِي

عَدَدُهَا عَشْرٌ مِن الأَقْسَامِ

وَيُعْرَفُ الْمَسْلَكُ (لِلْحُكَّامِ)

بِكَونِهِ العِلَّةَ( لِلأَحْكَامِ)

المسْلكُ الأولُ




أوَّلُهَا الإِجْمَاعُ كالإِجْمَاعِ

عَلَى الذِي وَرَدَ فِي السَّمَاعِ

فِيمَا رُوِي مَعْنىً بِلاَ الْتِبَاسِ

لاَ يَحْكُمُ الْغَضْبَانُ بَيْنَ النَّاسِ

عِلَّتُهُ التَّشْوِيشُ للأَفْكَارِ

وَذَا الْحَدِيثُ جَاءَ فِي الْبُخَارِي

المسلك الثاني
وَثَانِيها النَّصُّ صَرِيحاً أَوْ لاَ

فَأَوَّلٌ كَمَا يَقُولُ الْمَوْلَى

منْ أجْلِ ذَلِكَ وَفِي الأخْبَارِ

حَدِيثُ الاِسْتِئْذَانِ فِي الأَبْصَارِ

فَمَا عَلَى الضَّرِيرِ حَيْثمَا وَلَجْ

مِنْ دُونِ الاِسْتِئْذَانِ شَرْعاً مِنْ حَرَجْ

وَالثَّانِي حَظْلُ طَيِّبٍ ذِي طَعْمِ

عَلَى الأُولىَ هَادُوا لأَجْلِ الظُّلْمِ

المسلك الثالث




وَالثَّالِثُ الإِيمَاءُ مِ الأَقْسَامِ

وَهْوَ اقْتِرَانُ الْوَصْفِ بِالأَحْكَامِ

وَفِي اقْتِرَانِ الْوَصْفِ بِالنَّظِيرِ

بِغَيْرِ مَا يُخِلُّ بِالتَّعْبِيرِ

كَقَوْلِ خَيْرِ النَّاسِ لِلَّذِي اسْتَبَانْ

مِنْهُ الْوِقَاعُ فِي نَهَارِ رَمَضانْ

أَعْتِقْ وَفِي اقْتِرَانِ ذَا الْوِقَاعِ

بِالْعِتْقِ مَعْناً يَسْرِي فِي الطِّبَاعِ

لَوْ لَمْ يَكُ الْوِقَاعُ عِلَّةً لَمَا

كَانَ بَلِيغاً ذَا الْمَقَالُ الْمُعْتَمَى

المسلك الرابع (السبر والتقسيم)
وَالسَّبْرُ وَالتَّقْسِيمُ حَصْرُ الْمُجْتَهِدْ

الأَوْصَافَ أَعْنِي كُلَّ مَا مِنْهَا وُجِدْ

فِي فَهْمِهِ الثَّاقِبِ فِي الْمَقِيسِ

عَلَيْهِ خَوفَ الْوَهْمِ وَالتَّلْبِيسِ

كَالطَّعْمِ فِي البُرِّ والاِقْتِيَاتِ

وَالاِدِّخَارِ والذِي سَيَأتِي

كَالْكَيْلِ والنَّفْعِ وكَالْمَالِيَةِ

فَهَذِهِ عِلَلُ قَيْسِ الذُّرَةِ

فِي حُرْمَةِ الرِّبَا بِمَعْنَى الْفَضْلِ

فَنَسْأَلُ الْمَوْلَى جَزِيلَ الْفَضْلِ

وَكُلُّ مَا مِنْ عِلَّةٍ لاَ يَطَّرِدْ

فَمَالِكٌ بِوَصْفِهِ كَمُجْتَهِدْ

يُلْغِي اعْتِبَارَهُ كَمَا يُقَالُ

لأَِنَّ مِلِئَ الْكَفِّ لاَ يُكَالُ

فَحُرْمَةُ الرِّبَا بِمِلْءِ الْكَفِّ

لَدَيْهِ الاِقْتِيَاتُ دُونَ خُلْفِ

وَالنَّفْعُ والتَّمْوِيلُ لَنْ يَنْعَكِسَا

قَطُّ مَعَ الْحُكْمِ فَرَاعِ الأُسُسَا

وَانْفِ الرِّبَا مَعَ وُجُودِ النَّفْعِ

فِي الْمَالِ وَالْعَرْضِ بِحُكْمِ الشَّرْعِ

المسلك الخامس (تخريج المناط)
ثُمَّةَ تَخْرِيجُ الْمَنَاطِ وَاشْتَهَرْ

أَن يَحْكُمَ الشَّارِعُ فِي عَيْنِ الصُّورْ

مَعَ اقْتِرَانِ الْحُكْمِ بِالْوَصْفِ وَلاَ

يُبِينُ عِلِّيَتَهُ فِيمَا انْجَلَى

فَيَبْحَثُ الْمُجْتَهِدُ الْمُدَقِّقُ

عَنْهَا إِلَى انْتِهَاءِ مَا يُحَقِّقُ

مِثَالُهُ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمُ

فَكُلُّ مُسْكِرٍ عَلَيْنَا يَحْرُمُ

أَمَا تَرَى الشَّارِعَ فِي التَّعْمِيمِ

قَدْ قَرَنَ الإِسْكَارَ بِالتَّحْرِيمِ

وَلَمْ يُبَيِّنْ كَوْنَهُ عِلَّتَهُ

لَكِنْ ذُو الاِجْتِهَادِ قَدْ أَثْبَتَهُ

لِكَوْنِهِ لَمَّا أَزَالَ الْعَقْلاَ

أَصْبَحَ تَخْرِيجُ الْمَنَاطِ سَهْلاَ

المسلك السادس(الشبه)
وَالشَّبَهُ الشَّيْءُ الذِي جَمَعْتَ فِيهْ

بَيْنَ الْمَقِيسِ والذِي قِيسَ عَلَيْهْ

قَيْسُ الدَّلاَلَةِ مِثَالُهُ نُمِي

كَقَيْسِكَ الْوُضُوءَ بِالتَّيَمُّمِ

أَعْنِي بِذَلِكَ وُجُوبَ النِّيَةِ

بِجَامِعِ الْقُرْبَةِ وَالطَّهَارَةِ

وَلاَ تُنَاسِبُ ذِهِ بِحَالَةِ

لَدَى الأُصُولِيِّ وُجُوبَ النِّيَةِ

لَكِنَّهَا تَسْتَلْزِمُ التَّقَرُّبَا

وَذَا مُنَاسِبٌ لِقَصْدٍ وَجَبَا

وَعُدَّ مِنْ أَقْسَامِهِ قِيَاسُ

غَلَبَةِ الأَشْبَاهِ وَالأَكْيَاسُ

تَصِفُهُ بِأَنَّهُ تَرَدُّدُ

فَرْعٍ إِلى أَصْلَيْنِ والْمُجْتَهِدُ

يَقْضِي بِحَمْلِ كُلِّ مَا قَدْ ضَعُفَا

شِبْهاً عَلى قَوِيِّهِ فَلْتَعْرِفَا

مِثَالُهُ إِلْحَاقُكَ الرَّقِيقَا

بِالْمَالِ فِي قِيمَتِهِ تَحْقِيقَا

فِي قَتْلِهِ لأَِنَّهُ بِالْمَالِ

أَكْثَرُ شِبْهاً عِنْدَ ذِي الأَنْقَالِ

مِنْ شِبْهِهِ بِالْحُرِّ فِي الأَحْكَامِ

وَفِي صِفَاتِهِ لَدَى الأَعْلاَمِ

لِكَوْنِهِ فِي الْحُكْمِ قَدْ يُعَارُ

وَقَدْ يُبَاعُ قَالَ ذَا الأَخْيَارُ

وَإِن نَّظَرْتَ فِي الصِّفَاتِ وَالشِّيَمْ

تَحْكُمْ عَلَيْهِ بِتَفَاوُتِ الْقِيَمْ

لِجَوْدَةِ الأَوْصَافِ وَالرَّدَاءَةِ

وَكَرَمِ الأَخْلاَقِ وَالدَّنَاءَةِ

وَيُشْبِهُ الأَحْرَارَ فِي الْخِطَابِ

وَالْكَسْبِ لِلثَّوَابِ وَالْعِقَابِ

لِذَاكَ كَانَ شِبْهُهُ بِالْمَالِ

أَقْوَى مِن الْحُرِّ فِي ذَا الْمِثَالِ

وَالشَّبَهُ الصُّورِيُّ بِالنَّقُولِ

ضُعِّفَ فِي مَذَاهِبِ الأُصُولِ

وَابْنُ عُلَيَّةَ يُجَوِّزُ الْعَمَلْ

بِهِ لأَجْلِ الشَّبَهِ الذِي حَصَلْ

بَيْنَ الْمُشَبَّهِ وَمَا شُبِّهَ بِهْ

مِنْ قُوَّةِ الشَّبَهِ فَافْهَمْ وَانْتَبِهْ

مِثَالُهُ قَيْسُ مَنِيِّ الْبَشَرِ

بِالْمُحِّ مِنْ أَجْلِ اشْتِبَاهِ الصُّوَرِ

وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ فِي نَفْيِ الزَّكَاةْ

وَحُرْمَةِ الأَكْلِ لأَِجْلِ الاِشْتِبَاهْ

بِجَامِعِ الْعِلَّةِ فِي الْقِيَاسِ

وَلَوْ ضَعِيفاً عِنْدَ جُلِّ النَّاسِ

هَذَا وَمِمَّا تَجْدُرُ الإِشَارَةْ

إِلَيْهِ فِي الأَشْبَاهِ بِالْعِبَارَةْ

أَنَّ الأُصُولِيَّ لَدَى الأَشْبَاهِ لاَ

يَعْنِي بِهِ تَمَامَ شِبْهٍ مُسْجَلاَ

وَإِنَّمَا يَقْصُدُ أَلاَّ يُوجَدُ

شَيْءٌ بِذَا أَشْبَهُ مِنْ ذَا فَاهْتَدُوا

مِثَالُهُ لَمْ يُرَ شَيْءٌ فَاعْلَمِ

أَشْبَهُ بِالْوُضُو مِن التَّيَمُّمِ

لِذَاكَ أُلْحِقَ بِهِ فِي الشَّرْعِ

وَالشَّرْعُ فِي الأَحْكَامِ حَتْماً مرْعِي

المسلك السابع(الدوران الوجودي)
وَالدَّوَرَانُ بِالْوُجُودِ وَالْعَدَمْ

يُوصَفُ عِنْدَ مَنْ بِالأَصْلِ قَدْ أَلَمْ

بِالطَّرْدِ وَالْعَكْسِ يُسَمَّى عِنْدَ مَنْ

يَعْرِفُ ذَا الْفَنَّ النَّفِيسَ فَاعْلَمَنْ

فَيُوجَدُ الْحُكْمُ مَتَى الْوَصْفُ وُجِدْ

وَيَنْتَفِي مَتَى انْتَفَى فَلْتَسْتَفِدْ

وَالْوَصْفُ قَدْ يَكُونُ ذَا تَنَاسُبِ

لِلْحُكْمِ أَوْ مُحْتَمِل التَّنَاسُبِ

وَهْوَ لَدَى الْجُمْهُورِ حُجَّةٌ تَبِينْ

ظَاهِرَةً فِي صُورَةٍ أَوْ صُورَتَينْ

مِثَالُ الأولِ عَصِيرُ الْعِنَبِ

مُسْكِرَهُ حَرِّمْ وَإِلاَّ فَاشْرَبِ

لأَِنَّهُ لِعَدَمِ الإِسْكَارِ

قَدْ حَلَّ فِي شَرِيعَةِ الْمُخْتَارِ

وَالْحُكْمُ مَعْ عِلَّتِهِ وُجُودَا

وَعَدَماً دَارَ هُنَا مَحْدُودَا

وَالثَّانِي وَهْوَ الدَّوَرَانُ الْجَارِي

فِي صُورَتَيْنِ عِنْدَ كُلِّ دَارِ

كَالْقَمْحِ وَالْكتَّانِ فَالرِّبَا وُجِدْ

فِي أَوَّلٍ للطَّعْمِ وَالثَّانِي فُقِدْ

فِيهِ لِفَقْدِ الطَّعْمِ فِي الْكتَّانِ

لِذَاكَ فَالْحُكْمُ لَهُ دَوْرَانِ

دَوْرُ الْوُجُودِ لِوُجُودِ الْعِلَّةِ

وَدَوْرُ الاِنْعِدَامِ بِالْكُلِّيَةِ

المسلك الثامن (الطرد)
وَالثَّامِنُ الطَّرْدُ وَيُدْعَى الدَّوَرانْ

أَعْنِي الْوُجُودِيَّ فَقَطْ فِي الاِقْتِرَانْ

فَالْوَصْفُ مَا وَجَدْتَّهُ فَالْحُكْمُ ثَمْ

وَلَيْسَ يَنْعَدِمُ كُلَّمَا انْعَدَمْ

حَيْثُ يَكُونُ الْوَصْفُ لِلأَحْكَامِ

غَيْرَ مُنَاسِبٍ لَدَى الأَقْوَامِ

بِأَيِّ حَالٍ كَانَ لاَ بِالذَّاتِ

وَلاَ بِتَابِعٍ لَدَى الثِّقَاتِ

وَهُوَ مَرْدُودٌ لَدَى الْجُمْهُورِ

لِعَدَمِ التَّنَاسُبِ الْمَذْكُورِ

وَخَالَفَ الأَحْنَافُ فِي ذَا الْوَصْفِ

وَاعْتَبَرُوا الرِّبَا فِي مِلْئِ الْكَفِّ

فَامْنَعْ رِبَا الْفَضْلِ بِهَذَا الْقَدْرِ

مِن الطَّعَامِ لاِغْتِنَامِ الأَجْرِ

المسلك التاسع (تنقيح المناط)
وَالْمَسْلَكُ التَّاسِعُ تَنْقِيحُ الْمَنَاطْ

فَكُنْ لَدَى تَنْقِيحِهِ أَخَا انْضِبَاطْ

إِن رَتَّبَ الشَّارِعُ مَعْنىً فِي خُصُوصْ

مَسْأَلَةٍ مُثْبَتَةٍ ضِمْنَ نُصُوصْ

فَيَطْرِدُ الْمُجْتَهِدُ الْمَعْنَى الذِي

يخصُّ عِنْ ذَا الاِعْتِبَارِ فَاحْتَذِي

وَبَعْدَ ذَلِكَ يُنِيطُ الْحُكْمَا

بِمَقْصَدِ الشَّرْعِ الذِي قَدْ عَمَّا

أَعْنِي الذِي يَشْمَلُ ذَاكَ الْمَعْنَى

وَغَيْرَهُ مِمَّا يُفِيدُ الظَّنَّا

فَالْقَصْدُ مِنْ فَإنْ أَتَيْنَ الرِّقُّ

وإِنْ أَبَى إِدْخَالَ ذَاكَ النُّطْقُ

وَفِي الصَّحِيحَينِ أَتَى مَنْ أَعْتَقَا

شِقصاً لَهُ فِي عَبْدِهِ تَصَدَّقَا

فَمَالِكٌ يَطْرِدُ ذِكْرَ الْعَبْدِ

مُنِيطاً الْحُكْمَ بِذَا بِالْقَصَدْ

كَمَا بِآيَةِ الإِمَاءِ طَرَدَا

خُصُوصَهُنَّ كَيْ يُبِينَ الْمَقْصَدَا

المسلك العاشر (تحقيق المناط)
والمَسْلَكُ الْعَاشِرُ بِانْضِبَاطِ

يُعْرَفُ بِالتَّحْقِيقِ لِلْمَنَاطِ

وَهْوَ لَدَى تَعْرِيفِهِ الْحَقِيقِي

أنْ تجدَ الْعِلَّةَ بِالتَّحْقِيقِ

أَيْ عِلَّةً مُتَّفَقاً فِي كَوْنِهَا

عِلَّةَ أَصْلِ الْحُكْمِ فِي غُصُونِهَا

فَأَوْجَبُوا لِذَاكَ بِالنُّقُولِ

أَنْ تُلْحَقَ الْفُرُوعُ بِالأُصُول

فَنَابِشُ الْقُبُورِ بَعْدَ الدَّفْنِ

تُقْطَعُ كَفُّهُ بِأَخْذِ الْكَفْنِ

حَمْلاً لَهُ لِلْعِلَّةِ الْمُحَقَّقَةْ

عَلىَ الذِي حُدَّ لأَِجْلِ السَّرِقَةْ

فَسَارِقُ الأَمْوَالِ فِي خَفَاءِ

مِنْ حِرْزِهَا للنَّهْبِ وَالْعَدَاءِ

تُقْطَعُ يُمْنَاهُ بِنَصِّ الشَّرْعِ

وَالنَّهْبُ عِلَّةٌ لِذَاكَ الْقَطْعِ

وَلاَ خِلاَفَ بَيْنَ هَذِي الأُمَّةِ

فِي نَصْرِهِمْ مَسْلَكَ هَذِي الْعِلَّةِ

وَفِي الضِّيَاءِ اللاَّمِعِ الْمُسَتَدركِ

تَعْلِيلٌ آَخَرُ لِهَذَا الْمَسْلَكِ

فَإِنَّهُ حَسَبَ مَابِهِ اشْتَهَرْ

إِثْبَاتُ عِلَّةٍ بِآحَادِ الصُّوَرْ

مِثَالُهُ تَحْقِيقُ وَصْفِ السَّرِقَةْ

فِي نَابِشِ الْقَبْرِ لَدَى مَنْ حَقَّقَةْ

وَمِنْهُ تَقْدِيرُكَ لِلْمُقَدَّرَاتْ

لِزَوْجَةٍ مِن نَّفَقَاتٍ وَاجِبَاتْ

وَعُدَّ مِنْ ذَا الأَرْشُ فِي الْجِنَايَةِ

كَذَا جَزَاءُ الصَّيْدِ فِي الْمِثْلِيَةِ

وَهْيَ الْمَنَاطُ فِي جَزَاءِ الصَّيْدِ

كَمَا أَتَى فِي النَّصِّ دُونَ قَيْدِ

وَكَوْنُهُ شَاةً لِكالْغَزَالِ

فَمُدْرَكٌ بِالاِجْتِهَادِ الْعَالِي

وَحَكَّمُوا الْعُرْفَ بِهَذَا الْمَسْلَكِ

وَفِيهِ دَارُوا دَوَرَانَ الْفَلَكِ

هَذَا وَذَا الْمَسْلَكُ لاَ يُطَاقُ

وَفَهْمُهُ فَازَتْ بِهِ الْحُذَّاقُ

وَصَلِّ يَارَبِّ مَعَ السَّلاَمِ

عَلَى النَّبِي فِي الْبَدْءِ وَالْخِتَامِ

وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الأَعْلاَمِ

مَا اتُّبِعَتْ شَرِيعَةُ الإِسْلاَمِ



كتبه العبد الفقير: الشيخ أحمد بن سيدي محمد بن مود الجكني
 
أعلى