العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

شرح حديث ( الشؤم في ثلاث المرأة والفرس والدار )

إنضم
14 مايو 2014
المشاركات
62
الكنية
ابو عبدالله
التخصص
شريعة اسلامية
المدينة
الطائف
المذهب الفقهي
لا يوجد
شرح حديث
( الشؤم في ثلاث المرأة والفرس والدار )
[h=3]فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري[/h]
ــــــــــــــــــــــ
( أما بعد : فيا عباد الله )
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وعن غيره ، قوله صلى الله عليه وسلم :
( الشؤم في ثلاث " المرأة والفرس والدار )وورد فيهما ( إنما الشؤم )وورد فيهما : ( إن كان الشؤم في شيء ففي الدار وفي المرأة )وورد عند مسلم ( إن يكن شيء من الشؤم حق ) ثم ذكر الحديث .وود عند أبي داود من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :( إن تكن الطيرة في شيء ) ثم ذكر الحديث .والطيرة والشؤم بمعنى واحد .هذا الحديث هل يدل على جواز التشاؤم في هذه الأشياء الثلاثة ؟ قال بعض العلماء : إن هذا الحديث منسوخ بقوله تعالى :
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }الحديد22
والصحيح أنه ليس بمنسوخ ، لأن النسخ لا يثبت بالاحتمال مع إمكان الجمع ولاسيما أنه ورد في نفس الحديث أنه صلى الله عليه وسلم نفى التطير ثم أثبته في هذه الأشياء الثلاثة ، فدل على عدم النسخ .وقال بعض العلماء :ليس هناك تشاؤم في هذه الأشياء الثلاثة ، ورواية :( الشؤم في ثلاثة ) وراية ( إنما الشؤم في ثلاثة ) تفسرها الرواية الأخرى ( إن كان الشؤم في شيء ) كما عند مسلم ،إذاً لا تشاؤم في هذه الأشياء الثلاثة ، كحال التشاؤم المذموم في جميع أحواله .وقال بعض العلماء :إن رواية ( إنما الشؤم ) ورواية ( الشؤم في ثلاثة ) مرجوحة ، وإنما الصحيح ( إن كان الشؤم في شيء ) ورواية( إن يكن الشؤم في شيء حق )وهذا القول قريب من القول الثاني .وقال بعض العلماء :الحديث على ظاهره وأثبت النبي صلى الله عليه وسلم الشؤم في هذه الأشياء الثلاثة لا لأنها مؤثرة بنفسها ، وإنما خيفة من أن يتوسع الباب على أصحابها ، وبالتالي فإنهم يتخلصون من هذه الأشياء الثلاثة ، حتى لا يظن أن كل ما وقع له يكون من هذه الأشياء الثلاثة ، ويدل له ما جاء عند أبي داود :( أن ناساً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إنا كنا في دار كثر فيها أموالنا وأولادنا فنزلنا في دار قلَّت فيها أموالنا وأولادنا ، فقال صلى الله عليه وسلم ذروها ذميمة )يعني اتركوا هذه الدار ، فذمها صلى الله عليه وسلم باعتبار أنها محل لفتح الباب عليهم ، لا لأنها مؤثرة ولا لأنها تجلب هذا الشر الذي لا يلائمه .ولو قال قائل : هل الحكم يتعلق بالفرس فقط ؟نقول : يمكن أن يكون الحكم متعلقاً بالفرس باعتبار التنصيص عليه .لكن ورد عند البخاري في إحدى الروايات ( الدابة ) بدل ( الفرس ) وورد عند مسلم ( المسكن ) بدل ( الدار )وورد عند الترمذي ( الجمع بين المسكن والدابة )وبالتالي فإنه فيما يظهر أن الأقرب أنه يشمل كل مركوب وكل مسكن ، ومع هذا كله فلا يستسلم الإنسان لهذه الأشياء، لكن لو لم يتوافق معه بيت ولا امرأة ولا مركوب ، هنا له أن يتخلص منه لا لأنه تشاؤم – لا – حتى لا ينفتح الباب عليه فيظن أن كل ما أصابه إنما من هذه الأشياء .لو قال قائل :لماذا هذه الأشياء الثلاثة ، ربما هناك أشياء أخرى ينفتح عليه الباب منها ؟نقول : لأن هذه الأشياء يكثر للإنسان أن يلازمها ، لأنها قريبة منه باستمرار ، فجاء الشرع بسد الأبواب ، أما ما عداها كما قال صلى الله عليه وسلم في المسند من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ري الله عنهما :
( من ردَّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك )
فهذه الأشياء الثلاثة تسومح فيها لطول ملازمتها للإنسان ،مع أن بعض العلماء يقول : لا يلتفت إليها بتاتا ، فحالها كحال الأمور الأخرى ، وعلى المسلم أن يحرص على عقيدته وألا يفتح الباب على نفسه ، لكن ذكرت هذه الفوائد من باب أن يكون المسلم على اطلاع على ما قاله أهل العلم .
( ومن الفوائد )
جاء عند الدمياطي بذكر العلة :الشؤم في ( الفرس ) المقصود منه الفرس الضروب ، لعله لكثرة ضربه يضعف .والشؤم في ( المرأة ) باعتبار أنها تحن إلى زوجها الأول .والشؤم في ( الدار ) باعتبار أنه بعيد عن المسجد فلا يسمع الأذان لكن الحديث ضعيف .( ومن الفوائد )أن كلمة ( الشؤْم ) بتسكين الواو ، ويجوز أن تسهَّل الواو ويقال ( الشُوُم )( ومن الفوائد )قوله صلى الله عليه وسلم :( إن كان الشؤم في ثلاث ) وفي رواية ( إنما الشؤم في ثلاث )قوله ( في ثلاث ) متعلق بمحذوف تقديره ( كائن ) يعني إن ( الشؤم في ثلاث ) فكائن في كذا وكذا .
( ومن الفوائد )
قال القرطبي رحمه : " ولا يظن أنه يحمل على ما كانت الجاهلية تعتقده بناء على أن ذلك يضر بذاته ، فإن ذلك خطأ ، وإنما عني أن هذه الأشياء هي أكثر ما يتطير به الناس ، فمن وقع في نفسه شيء أبيح له أن يترك هذه الأشياء المذكورة في الحديث وأن يستبدلها بغيرها .
( ومن الفوائد )
أنه جاء عند أبي داود الطيالسي :
( أن عائشة رضي الله عنها أُخبِرت عن حديث أبي هريرة ، فقالت رضي الله عنها لم يحفظ ، فإنه دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " قاتل الله اليهود يقولون الشؤم في ثلاثة ، فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله )
ولكن مكحول لم يسمع من عائشة رضي الله عنها ، فهذا الحديث منقطع ، لكن رواه أحمد – كما قال ابن حجر رحمه الله :
( أنه دخل عليه رجلان من بني عامر فأخبراها بحديث أبي هريرة فغضبت غضبا شديدا وقالت إنما قاله صلى الله عليه وسلم لأن أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك )
قال ابن حجر رحمه الله : ولا معنى لإنكارها رضي الله عنها ، لأن أبا هريرة رضي الله عنه لم يروه وحده "وبالفعل فقد مر معنا حديث سعد بن أبي وقاص وكذلك حديث أم سلمة عند ابن ماجه .
( ومن الفوائد )
أن حديث ( إنما الشؤم في ثلاث ) يعارضه حديث حكيم بن معاوية عند الترمذي :( لا شؤم وقد يكون اليمن في المرأة والدار والفرس )انظروا البركة والتفاؤل تكون في هذه الأشياء الثلاث ، فخالف ظاهر الحديث السابق الذي أثبت الشؤم ، وهنا قال ( اليُمن )لكن الحديث ضعيف ، كما قال ابن حجر رحمه الله ، مع مخالفته للأحاديث الصحيحة التي ذكرت الشؤم .( ومن الفوائد )أنه جاء في مصنف عبد الرزاق عن معمر رحمه الله ، قال :( سمعت من يفسر هذا الحديث فيقول إن الشؤم في المرأة باعتبار أنها غير ولود ، والشؤم في الفرس باعتبار لا يُغزى عليه ، والشؤم في الدار لأنه يبتلى بجار السوء ) ( ومن الفوائد )أنه أُمر في حديث ( ذروها ذميمة ) أمر بالانتقال ليزول التعذيب حسما للمادة وسدا للذريعة ، لئلا يوافق شيء من ذلك القدر فيعتقد أنه وقع بالتطير ، فيتحول منها .
( ومن الفوائد )
قال ابن حجر رحمه الله : إن قوله ( ذروها ذميمة )لا يمنع أن يذم المحل المكروه ، وإن كان لا ينسب إليه شرعا ما يكون ، كما يذم العاصي بمعصيته مع أنه بقدر الله عز وجل .
( ومن الفوائد )
أن بعض العلماء يقول : إن ذكر هذه الأشياء الثلاثة باعتبار عدم الموافقة ، يعني يحمل على قلة الموافقة وسوء الطباع ، لحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كما في المسند :
( من سعادة المرء المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الهنيء ، ومن شقاوة المرء المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء )
( ومن الفوائد )
أنه ورد عند ابن حبان عن أنس رضي الله عنه :
( لا طيرة والطيرة على من تطير )
ولكن في صحته نظر كما قال ابن حجر رحمه الله
( ومن الفوائد )
أن أم سلمة رضي الله عنها كما عند ابن ماجه ذكرت هذا الحديث بزيادة ( والسيف )لكنها مدرجة ، والمحفوظ بدون كلمة السيف .( ومن الفوائد )
أن التشاؤم ذكره ابن حجر رحمه الله في كتابه " الزواجر عن اقتراف الكبائر "
وابن حجر هذا ليس هو ابن حجر المعروف صاحب الفتح – لا – هذا أحمد بن محمد بن علي بن محمد الهيتمي السعدي أبو العباس رحمه الله توفي سنة 974 للهجرة ، فهو بعد ابن حجر المصري صاحب الفتح لأن اسم ابن حجر الذي نذكره كثيرا هو " أحمد بن علي بن محمد " المتوفى سنة 852 للهجرة .
 

أسماء العزاوي شلقي

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 أكتوبر 2010
المشاركات
168
الكنية
أم آدم
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
.....
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: شرح حديث ( الشؤم في ثلاث المرأة والفرس والدار )

أخبرنا أحد الشيوخ في درس عن نقد متن الحديث، وأعطى لنا مثالا عن نقد الصحابة للمتن الذي لا يعود إلى كذب الراوي أو غيره من الأسباب سوى الخطأ، وذكر لنا أنه مما استدركته أمنا عائشة رضي الله عنها على الصحابة؛ إذ استدركته عن أبي هريرة رضي الله عنه، فكان قد سمع جزأه فقط، دخل والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (قاتل الله اليهود يقولون: الشؤم في ثلاث المرأة والدار والفرس). ولمن يريد التفصيل يرجع لكتاب الزركشي "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" [ص: 102].
وهذا رابط لتحميل الكتاب:
http://majles.alukah.net/t21873/
 
إنضم
7 يناير 2015
المشاركات
6
التخصص
الشريعة و القانون
المدينة
أم البواقي
المذهب الفقهي
مالكي
رد: شرح حديث ( الشؤم في ثلاث المرأة والفرس والدار )

الحديث يحتاج إلى شرح و تفصيل أكثر لأن ظاهر الحديث يتعارض مع نصوص القرآن الكريم و صحيح السنة بالتالي الجمع بين المتعارض و تبيان الراجح أمر ضروري و مطلوب من أجل رفع الالتباس و الغموض عند الكثير من الناس ....كيف لا و الاسلام متربص من كل مكان و كما قال ابن مسعود ابن مسعود : " " ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " رواه مسلم
 
أعلى