العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

صدر حديثًا ولأول مرة (أحكام الموتى) لابن العطار، ت (724هـ) = مختصر النووي ...

إنضم
12 أبريل 2014
المشاركات
102
الجنس
ذكر
الكنية
أبو ياسر
التخصص
فقه شافعي
الدولة
مصر
المدينة
دمياط
المذهب الفقهي
شافعي
1.jpg

ما زالت خزائن الكتب ملأى بمصنفات سلفنا المبارك الفقهية، وفي وسط هذا الزخم الفقهي احتفظت لنا تلك الخزائن بكتاب «أحكام الموتى» والذي سَطَّره بنانُ إمامٍ من أئمة المذهب الشافعي، وعلمٍ من أعيان القرن الثامن الهجري علاء الدين أبي الحسن علي ابن العطار الدمشقي، تلميذ الإمام النووي ، جمع فيه كل ما يتعلق بأحكام الموتى من الغسل، والتكفين، والصلاة والتعزية، وأفرد رسالةً بأحكام زيارة القبور.
فهو كتاب مختصر نافعٌ ومفيدٌ يستفيد منه المنتهي كما لا يستغني عنه المبتدي.
نتحف السادة طلاب العلم عامة وأتباع المذهب الشافعي خاصة به، في ثوب قشيب مع ما لا بد منه التعليقات ضمن سلسلتنا «كتب الأحكام».

ترجمة ابن العطار
[SUP][SUP][1][/SUP][/SUP]
اسمه ونسبه:
هو علاء الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داود بن سلمان بن سليمان، ابن العطار الشافعي الدمشقي الزاهد، كان أبوه عطارًا يلقب (موفق الدين) وكان يهوديًّا، وجَدُّهُ طبيبًا.
مولده:
ولد يوم عيد الفطر سنة أربع وخمسين وستمائة (654هـ).
حياته العلمية:
حفظ القرآن في صغره، ثم حفظ التنبيه، ورحل وطاف البلاد، وسمع من غير واحد، فسمع بمكة والمدينة، وبنابلس، وبالقاهرة، وبالقدس، وتولى مشيخة دار الحديث النورية، ودرس بالقوصية والعلمية، وكان فقيهًا أفتى ودرس، وركب الجادة في العلم وألج وعرس، وجمع وصنف، ونسخ الأجزاء وألف، ودار مع الطلبة ووطف، وكان له محبون وأتباع، وسوق نافقة فيها تطلب وتباع، وكان على اعتقاد السلف الصالح.
شيوخه:
أخذ ابن العطار عن مشاهير علماء الأمصار التي رحل إليها حتى حصل له من الشيوخ ما لم يتسير لأقرانه.
وكان من أشهر مَنْ صحب مِن الشيوخ الشيخ محي الدين النووي ، تفقه عليه واشتغل، وحفظ «التنبيه» بين يديه حتى كان يقال له: (مختصر النووي)، وروى عنه بعض كتبه[SUP][SUP][2][/SUP][/SUP]، وجمع جزءًا في مناقبه، وسمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وعبد العزيز بن عبد، والجمال ابن الصيرفي، وابن أبي الخير، والمجد محمد بن إسماعيل ابن عساكر، والعماد محمد صصرى، وابن مالك شيخ العربية، والشمس ابن هامل، وأبي بكر محمد بن النشبي، وخطيب بيت الآبار، ومحمد بن عمر، والقطب بن أبي عصرون، وأحمد ابن هبة الله الكهفي، والكمال بن فارس المقرئ، والشيخ حسن الصقلي، والفقيه زهير الزرعي، والقاضي أبي محمد بن عطاء الأذرعي، ومدلّلة بنت الشيرجي، وإلياس بن علوان المقرئ وغيرهم.
وسمع بمكة من يوسف بن إسحاق الطبري، وأبي اليمن بن عساكر.
وسمع بالمدينة من أحمد بن محمد النصيبي.
وسمع بالقدس من قطب الدين الزهري.
وسمع بنابلس من العماد عبد الحافظ.
وسمع بالقاهرة من الأبرقوهي، وابن دقيق العيد.
وعمل له الذهبي «معجمًا» بلغ أشياخه فيه مئتين وسبع وعشرين شيخًا.
تلاميذه:
تتلمذ على يديه وتخرج به عدد كبير من شيوخ العلم على رأسهم: ولده أبو هريرة عبد الرحمن، والشيخ الكمال بن الزملكاني، وابن الفخر، وابن المجد، والمجد الصيرفي، والبرزالي، والمقاتلي، وشيخ الإسلام الذهبي، وهو أخوه لأمه من الرضاعة، وقد استجاز ابن العطار الذهبي، فانتفع الذهبي بعد ذلك بهذه الإجازة انتفاعًا شديدًا.
ثناء العلماء عليه:
قال ابن قاضي شهبة: الإمام العالم المحدث علاء الدين أبو الحسن بن العطار.
وقال اليافعي: المفتي الزاهد، له فضائل وتأله وأتباع.
وقال الصفدي: الشيخ الإمام المفتي المحدث الصالح بقية السلف.
وقال الذهبي: كانت له محاسن جمة وزهد وتعبد، وأمر بالمعروف مع زعارة كانت في أخلافه، وله أتباع ومحبون.
المآخذ عليه:
قال ابن حجر: لم يكن بالماهر مثل الأقران الذين نبغوا في عصره حتى أنه عقد مجلس فحضره العلماء، فأحضر هو في محفته، فلما رآه الزملكاني قال: من قال لكم تحضرون هذا، نحن طلبنا أقماع العلماء، ما قلنا لكم تحضرون الصلحاء.
وتكلم الشيخ شمس الدين ابن النقيب وغيره في فتاوى تصدر عن أبي الحسن ابن العطار، وادعوا أن فيها تخبيطًا ومخالفة لمذهب الشافعي.
تصانيفه:
قال ابن كثير: وله مصنفات وتواريخ وفوائد ومجاميع، وهي:
1- أصول أهل السنة في الاعتقاد.
2- تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي (مطبوع).
3- ترتيب فتاوى النووي (الفتاوى المنثورات) (مطبوع).
4- شرح عمدة الأحكام، أخذ شرح ابن دقيق العيد وزاد عليه من شرح مسلم للنووي فوائد حسنة (مطبوع).
5- فضل الجهاد.
6- شرح عمدة الحافظ وعدة اللاحظ لابن مالك (مطبوع).
7- معجم شيوخه.
8- الوثائق المجموعة.
9- الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد (مطبوع).
10- أدب الخطيب (مطبوع).
11- رسالة في حكم الاحتكار عند غلاء الأسعار.
12- رسالة في أحكام الموتى وغسلهم (وهي الرسالة الأولى من هذا الكتاب.
13- كتاب القبور (وهو الرسالة الثانية من هذا الكتاب).
14- التساعيات، وهو جزء في تخريج أحاديث تساعية الإسناد. (مطبوع).
وفاته:
أصيب بالفالج سنة إحدى وسبعمائة، وكان يحمل في محفَّة إلى المدارس وإلى الجامع، وظل مريضًا به أزيد من عشرين سنة، وتوفي في مستهل ذي الحجة سنة أربع وعشرين وسبعمائة من الهجرة.
فرحمة الله على أبي الحسن، وجمعنا به في جنة عدن.

نسبة الكتاب للمؤلف
رغم كثرة الكتب المترجمة لابن العطار إلا أنها لم تصرح باسم هذا الكتاب ونسبته له، إلا ما كان من الزركلي في «الأعلام» (4/251) حيث قال: له مصنفات منها: «رسالة في أحكام الموتى وغسلهم - خ).
ولكن يكفينا في توثيق النسبة ما كتبه بخط يده في الورقة (16/ب) من هذا المخطوط، من تصريحه بقراءة تلميذه عبد الوهاب ابن التركماني عليه هذا الكتاب.
حيث قال: الحمد لله، قرأ عليَّ هذا الكتاب في «أحكام الموتى في غسلهم وتكفينهم ودفنهم والتعزية عليهم»، مقابلاً معي بأصلي صاحبه كاتبه الفقير الصالح... إلخ.
إلى أن قال: كتبه مؤلفه علي العطار عفا الله عنه.
وكذلك ما صرح به أيضًا في آخر الكتاب حيث قال: قرأ عليَّ كتاب زيارة القبور .. مقابلاً معي بأصلي صاحبه كاتبه الفقير الصالح.. إلخ.
إلى أن قال: كتبه مؤلفه علي بن إبراهيم بن داود ابن العطار عفا الله عنهم.


[SUP][SUP][1][/SUP][/SUP] مصادر الترجمة:
تذكرة الحفاظ (4/1504)، العبر (4/71)، معجم الشيوخ للذهبي (2/7)، المعجم المختص للذهبي (156)، مرآة الجنان لليافعي (4/204)، البداية والنهاية لابن كثير (18/251/هجر)، طبقات الشافعية لابن السبكي (10/130)، الوافي بالوفيات (20/10)، أعيان العصر للصفدي (3/245)، نزهة الألباب لابن حجر (2/162)، الدرر الكامنة (3/5)، ذيل التقييد للفاسي (2/183)، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي (9/188)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/355)، الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي (1/52)، شذرات الذهب (8/114)، ديوان الإسلام (3/340)، هدية العارفين (1/717)، إيضاح المكنون (2/157)، الأعلام للزركلي (4/251)، معجم المؤلفين (2/387).

[SUP][SUP][2][/SUP][/SUP] ولزمه طويلاً وخدمه، وانتفع به، وله معه حكايات، واطلع على أحواله، وكَتَبَ مصنفاته، وبَيَّض كثيرًا منها.




أهمية الكتاب العلمية
ترجع أهمية الكتاب العلمية إلى الآتي:
1- مكانة ابن العطار الفقهية، والوقوف على تلك العقلية الفقهية، وأنه أنجب تلاميذ الإمام النووي منقح المذهب في عصره.
2- التعرف على الحالة الاجتماعية والدينية لعصره وذلك من خلال ما أورده ابن العطار من البدع والمنكرات وتقليد الآباء دون دليل والتي كانت منتشرة آنذاك.
3- النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق ذات أهمية علمية حيث احتفظت لنا بخَطِّ ابن العطار وذلك في موضعين من خلال إجازته لتلميذه أبي محمد التركماني الحنفي.
4- الكتاب ذو أسلوب رصين، سهل العبارة، خلى من الإلغاز، يفهمه كل من قرأه، فهو كتاب حوى جُلَّ ما يتعلق بأحكام الموتى بلا تطويل ممل ولا إيجاز مخل، يغني عن كثير من الكتب عند الحاجة إليه.
5- بتحقيقه وإخراجه للكافة إحياءٌ لما اندرس من كنوز مؤلفات سلفنا المبارك، ومحاولة منا لإحياء مؤلفات ابن العطار المتعددة والمتفرقة بين مكتبات العالم المختلفة.
6- الكتاب يَحملُ المسلم على الالتزام بالسنة وبما صح من الأخبار عن النبي المختار، كما يعتبر بيانًا شافيًا للتحذير من البدع والمحدثات المنتشرة في هذا الزمان عند جهلة المتصوفة.

منهج المؤلف في الكتاب
المطلع على الكتاب من أوله إلى آخره يتبلور له منهج المؤلف في الآتي:
1- الكتاب عبارة عن رسالتين في مجلسين:
الأولى: خَصَّها ابن العطار بما يتعلق بالغسل والتكفين والصلاة والدفن والتعزية.
والثانية: خَصَّها بزيارة القبور وما يتعلق بها.
2- قَسَّم ابن العطار كل رسالة إلى عدد من الفصول، تناول في كل فصل حكمًا من أحكام الموتى والمتعلقة بهم.
3- اقتصر ابن العطار في جميع مسائل الكتاب على ما ترجح لديه من أقوالٍ وأوجهٍ في المذهب، فلم يحك خلافًا إلا نادرًا، سواء بين أئمة المذهب أو بين أصحاب المذاهب الأربعة المعتبرة.
4- برز ابن العطار محدثًا من خلال إكثاره من الأحاديث مستدلاً بها على ما ذهب إليه، ذاكرًا من خَرَّجه من أئمة الحديث.
5- ظهر زهد ابن العطار من خلال حَثِّه على التزهد في الدنيا وترك ملذاتها والإقبال على الآخرة والعمل لما بعد الموت، وترك التكبر والتفاخر والمباهاة على خلق الله
6- كما ظهر اتباعه للسُّنَّة ونبذه للبدع والمنكرات من خلال حَثِّه المستمر في فصول الكتاب على الالتزام بالسنة والمشروع، والتحذير من كل المنكرات والمحدثات وتقليد الآباء.
7- غالبًا ما يشير إلى فائدة أو لطيفة علمية في كلامه مزيلاً إياها بقوله: فليتفطن لذلك.
8- تجنب ابن العطار الإطالة وإيراد التفصيلات في بعض المسائل مُحيلاً ذلك إلى كتب الفقه الموسعة.

وصف النسخة الخطية
المعتمدة في التحقيق
لهذا الكتاب نسخة وحيدة فريدة نفيسة، وهي من محفوظات دار الكتب المصرية:
الناسخ/بدر الدين أبو محمد عبد الوهاب بن مصطفى بن رمضان بن التركماني الحنفي، تلميذ المؤلف.
عدد الأوراق/39 ورقة.
عدد الأسطر/12 سطرًا تقريبًا في كل وجه.
تاريخ نسخ الكتاب/يوم السبت 13 رجب، سنة (717هـ).
وهي نسخةٌ قُرئت على المصنف وقوبلت على أصله، وأجاز ابنُ العطار تلميذَه بدر الدين التركماني الحنفي روايةً ما تحرر له تسميعه من أحكام الموتى، وزيارة القبور، وذلك بخط يده، وذلك في موضعين من هذا الكتاب، أحدهما في الورقة (16/ب)، والثاني في نهاية الكتاب.
وقد كتبت هذه النسخة بخط واضح مقروء معتاد، وخَطُّ ابن العطار واضح مغاير لخط تلميذه ابن التركماني في الموضعين المشار إليهما.

..... والحمد لله أولا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا ...
 
إنضم
15 يناير 2018
المشاركات
12
التخصص
فقه مقارن
المدينة
حضرموت
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: صدر حديثًا ولأول مرة (أحكام الموتى) لابن العطار، ت (724هـ) = مختصر النووي ...

جزاكم الله خيراً
 
أعلى