العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

صلاة العصر فى بنى قريظة

إنضم
10 مايو 2015
المشاركات
219
الجنس
ذكر
الكنية
د. كامل محمد
التخصص
دراسات طبية "علاج الاضطرابات السلوكية"
الدولة
مصر
المدينة
الالف مسكن عين شمس
المذهب الفقهي
ظاهري


[FONT=&quot]صلاة العصر فى بنى قريظة[/FONT]
[FONT=&quot]إعداد[/FONT]
[FONT=&quot]دكتور كامل محمد محمد[/FONT]
[FONT=&quot]"عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ [/FONT][FONT=&quot]لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ [/FONT][FONT=&quot]فَأَدْرَكَ بَعْضُهُمْ الْعَصْرَ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذَلِكَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ [SUB][ البخاري: كِتَاب الْمَغَازِي؛ بَاب مَرْجِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَحْزَابِ][/SUB][/FONT][SUB][FONT=&quot] [/FONT][/SUB]
[FONT=&quot]قال الألبانى رحمه الله فى التعليق على الحديث رقم 1981 فى السلسلة الضعيفة مانصه:[/FONT]
[FONT=&quot](( تنبيه ) : يحتج بعض الناس اليوم بهذا الحديث على الدعاة من السلفيين و غيرهم الذي يدعون إلى الرجوع فيما اختلف فيه المسلمون إلى الكتاب و السنة ، يحتج أولئك على هؤلاء بأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر خلاف الصحابة في هذه القصة ، [/FONT][FONT=&quot]و هي حجة داحضة واهية ، [/FONT][FONT=&quot]لأنه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ليس في الحديث إلا أنه لم يعنف واحداً منهم ، و هذا يتفق تماماً مع حديث الاجتهاد المعروف ، و فيه أن من اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ، فكيف يعقل أن يعنف من قد أجر ؟![/FONT][FONT=&quot] و أما حمل الحديث على الإقرار للخلاف فهو باطل لمخالفته للنصوص القاطعة الآمرة بالرجوع إلى الكتاب و السنة عند التنازع و الاختلاف ، كقوله تعالى : [/FONT][FONT=&quot]{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [SUB][النساء: 59][/SUB] [/FONT][FONT=&quot]و قوله تعالى[/FONT][FONT=&quot]: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [SUB][الأحزاب: 36][/SUB] [/FONT][FONT=&quot]و إن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس يزعمون أنهم يدعون إلى الإسلام ، فإذا دعوا إلى التحاكم إليه قالوا : قال عليه الصلاة و السلام : " اختلاف أمتي رحمة " ! و هو حديث ضعيف لا أصل له كما تقدم تحقيقه في أول هذه السلسلة ، و هم يقرؤون قول الله تعالى في المسلمين حقا : [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [SUB][النور: 51][/SUB][/FONT][FONT=&quot]أ.ه.)[/FONT]
[FONT=&quot]قلتُ:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لقد اقترن على الصحابة رضى الله عنهم في ذلك اليوم أمران فوجب تَغْليب أحدهما على الآخر ، فأخذت إحدى الطائفتين بالأمر المتقدم فى وقت صلاة العصر وأخذت الطائفة الأخرى بالأمر المتأخر بعدم الصلاة إلا فى بنى قريظة، إلا أن كل واحدة من الطائفتين رضى الله عنهم حملت الأمر الذي أخذت به على الفرض والوجوب، وغلبته على الأمر الثاني.[/FONT]
[FONT=&quot]كما حدث مع أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى عندما غلَّب الأمر بعدم الكلام فى الصلاة على الأمر الخاص بالاستجابة لله والرسول ففِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [SUB][الْأَنْفَالِ: 24][/SUB] [/FONT][SUB][FONT=&quot]"[/FONT][/SUB][SUB][FONT=&quot][البخارى كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ][/FONT][/SUB][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فَهَذَا مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِشَارَةٌ إِلَى استثناء الأخصِّ من الأعمِّ فلقد ذكر البخارى فى كتاب التفسير ‏‏ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ:"كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلاَةِ يُكَلِّمُ أَحَدُنَا أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:‏ {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[SUB][البقرة: 238][/SUB] ‏ فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ" [FONT=&quot][البخاري: كِتَاب الْجُمُعَةِ؛ بَاب مَا يُنْهَى عَنْهُ مِنْ الْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ ] [/FONT]‏فكانت آية سورة الأنفال أخصُّ من آية سورة البقرة ‏.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]النبي عليه السلام لم يعنف الطائفة المخطئة[/FONT][FONT=&quot] لأنها لم تتعمد المخالفة وقد قال عز وجل: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [SUB][الأحزاب: 5][/SUB] وقال صلى الله عليه و سلم : «لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى» وكلا الطائفتين نوت الخير وقد نص عليه السلام على أن الحاكم إذا اجتهد فأخطأ فله أجر. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
إنضم
18 أبريل 2017
المشاركات
36
الكنية
مصعب
التخصص
فقه مالكي واصوله
المدينة
وادي ارهيو غليزان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: صلاة العصر فى بنى قريظة

أخي العزيز، لكلامك محمل على وجه أنت فيه محق، ولكن بقي وجه يجب كشف النقاب عنه حتى لا يكون المستدل بحديث الصلاة في بني قريظة على غير صواب، فالحديث يحمل من جهة دلالته على مواطن يسوغ الخلاف فيها اذ كان لفظ النص ظنيا من جهة دلالته، فلو كان قطعيا من جهة دلالته لما اختلف الصحابة في توجيهه، لان الوقوف على المراد يرفع الخلاف، ولذلك اختلفوا في مراده صلى الله عليه وسلم، فمن سلك مسلك أهل الظاهر لم ينظر إلى دليل خارجي، بل اعمل الأمر مجردا، أما من سلك مسلك أهل المعاني فلم يفسر الأمر بمنأى عن باقي النصوص ومنها الأمر بالصلاة فير وقتها، والإعمال أولى من الإهمال ، وهذه أمنا رضي الله عنها تسلك مسلك من سلكوا حمل النص على معناه وفقا لغيره من نصوص الباب، حين سمعت بقول من قال ان الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فقالت حسبكم القرآن ï´؟وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ï´¾، فوجهت النص على خلاف ظاهره، جمعا مع دلالة نص القرآن، والكلام جد طويل، وزبدة القول ان الحديث السالف ـ بني قريظة ـ له وجه يستشف منه ما اشرنا إليه من تعدد مدارس التعامل مع النص إذا كانت دلالته ظنية، ففي أعلام الموقعين للإمام ابن القيم: وقد اجتهد الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحكام ولم يعنفهم؛ كما أمرهم يوم الأحزاب أن يصلوا العصر في بني قريظة، فاجتهد بعضهم وصلاها في الطريق، وقال: لم يرد منا التأخير، وإنما أراد سرعة النهوض، فنظروا إلى المعنى، واجتهد آخرون وأخروها إلى بني قريظة فصلوها ليلا، نظروا إلى اللفظ، وهؤلاء سلف أهل الظاهر، وهؤلاء سلف أصحاب المعاني والقياس
 
إنضم
18 أبريل 2017
المشاركات
36
الكنية
مصعب
التخصص
فقه مالكي واصوله
المدينة
وادي ارهيو غليزان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: صلاة العصر فى بنى قريظة

دراسة تحليلة سريعة في عقلية كل ناظر للحديث من اول وهلة، الحديث فيه امر بالصلاة في بني قريظة، ظاهره اذا اعملناه دون اشراك غيره من نصوص الباب اي الصلاة في وقتها، فلا ينظر الى نص غير نص الامر بالصلاة في بني قريظة ولو ادى الى تاخير الصلاة عن وقتها، فكان متمسكهم النص، اما الفريق الثاني فلم يتعاملوا مع الامر بالصلاة في بني قريظة بمعزل عن باقي نصوص الباب بل نظروا الى نصوص فوجدوا ان الامر بالصلاة في وقتها واجب ولا يحتمل معنى اخر اي قطعيا في بابه، ولذلك حملوا الامر على انه دعوة للاسراع لا حقيقة في وجوب اداء صلاة العصر في بني قريظة لان الامر في وقت الصلاة محسوم بنصوص اخرى ولذلك فهم اعملوا النصين الآمر بالصلاة في وقتها وحمل الحديث على الاسراع و الاعمال اولى من الاهمال، وكل هذا النظر حدث عند دخول وقت العصر فلو وصلوا قبل العصر او في وقته ما كان ليحدث كل ذلك وكان في علم الله تعالى ان يكون هذا الامر و القرأن ينزل، ففي الحديث دلالتان :
الاولى عامة: ان بقاء الظنية في الدلالة مقصد شرعي وهو خلاف التنوع كمسألة القرء وغيرها
الثانية جزئية: الاشارة الى تعدد مدارس النظر في التعامل مع النص الظني مع التمثيل لكلا المسلكين، والله تعالى اعلى و اعلم
 
أعلى