العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ضمان الحاجات الأساسية للأفراد في التشريع الإسلامي

إنضم
15 مارس 2011
المشاركات
8
الكنية
أبو محمد
التخصص
شريعة
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
حنبلي
في منظومة التشريع الإسلامي
تأمين الحاجات الأساسية للأفراد
دراسة تأصيلية

نسيبة جمال الغانم
................................................................................
....................

مــقـدمـــــة

الحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، وأمره بإقامة العدل والإحسان، عبر اتباع الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم، وجعلهم الله خليفة في الأرض ووصاهم بإقامة شرعه الحنيف الذي إن التزمه أصاب خيري الدنيا والآخرة، مقتديا بسيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم رسل الله أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبعد؛

فقد جاء الإسلام بتوجيهاته الأقوم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويشرع لهم كل ما يحتاجون إليه ليتحقق بذلك خيرهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، بوصفهم رجالاً ونساءً، وبوصفهم أفراداً وجماعات يرتبطون فيما بينهم بعلاقات دائمية، وهذه العلاقات هي الأفكار والمشاعر اللائي تحملها الأفراد بالإضافة إلى النظام المطبق عليهم.

كما حرص الإسلام فوق الحاجات الفردية والحاجات الجماعية على حفظ الإنسان وتكريمه، قال الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ [سورة الإسراء: 70]، ولهذا نظر إلى كل فرد بعينه من أفراد الدولة المسلمة منذ نشأته نطفة في بطن أمه حتى يوارى في التراب، لذا حرّم الاعتداء على الجنين وهو في بطن أمه، وحرّم إجهاضه، وألزم أبوي الطفل بعد ولادته برعايته، وإرضاعه، وتربيته، والنفقة عليه، فالأنثى حتى تتزوج، والذكر حتى يتكسب. وبعد بلوغه امتد هذا الحفظ إلى كرامة الفرد فلا يُعتدى عليه بقتل، أو انتهاك عرض، أو ترويع ونحو ذلك، وبذلك يتضح ان من تكريمه إياه أن ضمن له الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، وطب وتعليم وأمن. ولم يتوقف هذا التكريم عند حد، بل احترم هذا الإنسان حتى بعد وفاته. فأمر بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه، ومواراة جثته حتى لا يتعدى عليها أحد، قال : «كسر عظم الميت ككسرها حيا» .

وكما رعاه بوصفه فردًا؛ رعاه من حيث إنه جزء من المجتمع، فأقام له هذا المجتمع على الطراز الفريد نفسه من التقنين والتشريع ليحقق بناء مجتمع إسلامي رشيد، فتوجهت كثير من التشريعات نحو تنظيم أمور المجتمع وتحديد علاقة الأفراد بعضهم ببعض، ففي هذا السياق نرى الحث على صلاة الجمعة بوصفها عملاً جماعياً؛ فلم يقبل من الفرد أن يصلي الظهر يوم الجمعة بدون عذر، وانظر معي إلى قوله : «وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تعالى» ؛ فإنه يدل على مسؤولية المجتمع عن الفرد «فقد برئت منهم ذمة الله»، وانظر إلى فرض الزكاة فانك ترى انه بحاجة إلى الطرف المعطي والى الطرف الآخذ والذي يجب أن نعرف أن يستحق الزكاة فعلا ، أي أن تكون على معرفة بحاله ، وفي الزواج تجد انه يجب الإشهار والوليمة وأي وجود ضيوف وحفلة وكل هذا له إحكام محددة . وفي السياق نفسه يمكن أن نفهم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أنه في صورته البسيطة هو تدخل في شؤون الآخر، لكنه في حقيقته إحقاق للحق وإبطال للباطل، وهو واجب على المسلم تجاه مجتمعه.
فالشريعة الإسلامية جاءت عموماً لتحدد علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بغيره، وقد جاء بحثي هذا ليسلط الضوء على جانب من علاقة الإنسان بغيره، أي علاقته بمجتمعه من حيث أنه يسعى لتأمين حاجاته الفردية والمجتمعية، وتوفيرها.

لتحميل الموضوع كاملا:
http://www.mediafire.com/?irawix26i7c2sw9
 
إنضم
15 مارس 2011
المشاركات
8
الكنية
أبو محمد
التخصص
شريعة
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضمان الحاجات الأساسية للأفراد في التشريع الإسلامي

برجاء تلقي ردود
 
أعلى