رد: طلب مساعدة مسألة التحسين والقبح
السلام عليكم ورحة الله وبركاته.
لما كان من إطلاقات الحسن والقبح ما يترتب على فعله المدح أو الذم في الدنيا والثواب أو العقاب في الآخرة فإنه محل نزاع على النحو التالي:
القول الأول: أن العقل يدرك الحُسن والقبح، فهو يُحسِّن و يُقبّح، وهذا مذهب المعتزلة، ويترتب الثواب أو العقاب في مخالفة ما أدركه العقل.
القول الثاني: أن العقل لا يدرك الحسن والقبح قبل ورود السمع ، وإنما يُدركان بالشرع، ويترتب عليه أنه لا عقاب من الله تعالى على ترك الشخص ما رآه حسنا أو فعل ما رآه قبيحاً إلا إذا بعث الله رسولا، فلا يصلح أن يكون طريقا تُدرك به أحكام الله تعالى، وهو مذهب الأشاعرة.
القول الثالث: وهم وسط بين الطرفين وهم أهل السنة فقالوا إن الحسن والقبح صفات ثابتة للأفعال وهذا الثبوت قد يكون بطريق العقل أو الفطرة أو الشرع؛ وأن ما عُرف حسنه وقبحه بطريق العقل والفطرة لا يترتب عليه مدح ولا ذم ولا ثواب ولا عقاب ما لم تأت به الرسل؛ وأن جميع ما حسنه الشرع أو قبحه له علة وحكمة يعلمها الله.
على كلٍّ هذه المسألة لها علاقة بمسألة التعليل والحكمة.
ثم إن الأصوليين تكلموا عنها كثيرا فارجع إلى كتبهم فإنك تجد ما يشفي غليلك.